إسلام ويب

أين السفر في الإجازة؟للشيخ : محمد المنجد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إعلانات الإجازة الصيفية تطرق الأبواب وتفتحها على مصراعيها للخير والشر، فنشاهد ونسمع الكثير من الدعايات والعروضات البهلوانية، فما هو موقف المسلم من هذا؟ وكيف يقضي إجازته؟

    1.   

    العروضات البهلوانية في الإجازة الصيفية

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

    أما بعد:

    فإن البهلوانية وعروض المصارعة الحرة، ومسابقة كمال الأجسام، وملاعب التنس المفتوحة، وكذلك كرة الطائرة الشاطئية، والتزلج على الماء، ومسابقة القوارب الشراعية، ومسابقة بناء القلاع الرملية في المنتزهات البحرية والشواطئ وغير ذلك، من مسرح العرائس، وأضخم الفنادق والمطاعم، والأطعمة الفرنسية الممزوجة بالذوق السويسري، وما شابهه من الدعايات إن هو إلا ضحك على الذقون يبلعون فيه الأموال، وإلا لو تأملت في هذه الأطباق التي تقدمها تلك المطاعم وما تحتوي عليه لوجدت أن في كثير منها تلبيس وغش وتدليس، يسمونها كذلك ولكن في الحقيقة نصب واحتيال بهذه المبالغ الطائلة التي تصرف في فنادق ومطاعم الخمس نجوم، وغيرها، ونحن مسئولون عن الأموال التي ننفقها -أيها الإخوة- في هذه الأشياء.

    إذاً: هذه الأمور من الأشياء البهلوانية، فالدلافين، والمراكب الشراعية، والقوارب المائية، والسباقات وغير ذلك إذا لم يكن فيها إضاعة أموال ففيها -أيضاً- اختلاط، فتجد بناتك وزوجتك وأسرتك تقف مع شباب آخرين، وأسرهم وبناتهم في أماكن متقاربة وضيقة ومتراصة ومزدحمة، وكذلك أماكن جلوس متقاربة، وكراسي متجاورة في مسارح ومعارض ولوحات فنية ونحو ذلك، تزجية الأوقات، وإضاعة الأموال، وتقريب الزوجات والنساء من الشباب، وكذلك الذكور الآخرين الموجودين في نفس المكان فما حكم ذلك شرعاً؟

    وعندما تنسف الريح تلك العباءات التي تركب هذه المراكب البحرية ما هو الحكم شرعاً؟

    لو أن الناس قالوا: نريد أن نذهب إلى أماكن نقية صافية، إلى جبل أو بر أو وادٍ أخضر أو شاطئ نظيف إذاً لقلنا: ترويح، وأمر حسن. ولو قال: أصيد سمكاً أو غيره. فنقول: لا بأس بذلك، لكن عندما تكون القضية اختلاط وسفور وتبرج في تلك الأماكن، فما هو حكم الذهاب وحكم الإنفاق؟

    إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته.

    1.   

    الحث على قضاء الإجازة في الدعوة إلى الله

    أيها الإخوة: إنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الحرام، وأن يرزقنا الحلال، وأن يجعلنا في حلنا وترحالنا طائعين له، مخبتين له ومنيبين، وأن يجعلنا ممن عبدوه حضراً وسفراً، واجتنبوا المحرمات ظاهراً وباطناً.

    أيها الإخوة: عندما نسافر لو نتذكر فقط إلا طلائع دعاء السفر: (نسألك البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى) لكفى ذلك؛ اجعلوها عبادات في عمرة أو غيرها، واجعلوها طاعات في صلة رحم وغيرها، واجعلوها قياماً بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما كان أسلافكم من هذه الأمة يسافرون طلباً للعلم، حضوراً عند العلماء في حلق الذكر، يجمعون الأحاديث والمسائل، ويعثرون على عيون هذا العلم فيسطرونه وينشرونه، دعوة، نشر للدين، إمامة بقوم جهال، إلقاء الكلمات، المواعظ، الدروس، وغير ذلك من أنواع البر، نشر الخير، إغاثة الملهوف، إقامة المدارس في هذه الأماكن من بلاد المسلمين المجهولة، التي تستحق أن يذهب إليها الدعاة بعيداً عن خطر الفتنة، وإذا كانت فتنة فسلامة النفس أولى، وحفظ رأس المال مقدم على جلب الأرباح.

    أخي: اجعل عنوانك في سفرك أن تحفظ أهلك -زوجتك وبناتك- أن تحفظهن من كل منكر، ولو اجتذبوك وضغطوا عليك وأغروك، وطلبوا منك، وقالوا: نريد المكان الفلاني، نريد الملهى الفلاني، نريد المتحف الفلاني، والشاطئ الفلاني، والمدينة السياحية الفلانية، ونحو ذلك، ذكرهم بالله عز وجل، واذهب بهم إلى أماكن تكون أبعد ما يكون عن التبرج والاختلاط.

    واعلموا -أيها الإخوة- أن المحافظة على أوامر الدين في هذا الزمان لا شك أن فيها صعوبةً بالغة، ولكن ليس لنا خيار آخر، وإذا كان القابض على دينه كالقابض على الجمر في آخر الزمان فلنفز نحن بهذه المرتبة، ولنكن نحن الأخيار في زمن كثرة الشر؛ فإن الله يعطي من الأجر على الغربة -غربة الدين- شيئاً عظيماً، إذا تمسكت بدينك في وقت غربة الدين أجر عظيم لك جداً، فهنيئاً لمن فاز به!

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم، وأوسعوا لإخوانكم وتقاربوا يوسع الله لكم.

    1.   

    ضرورة قضاء الإجازة مع الأهل والأولاد

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الإخوة: عباد الله! إن الموظف إذا أخذ إجازته فإنه يكون له مع أهله وأولاده وقفة، في زيادة التداخل معهم، وكسب قلوبهم بعد أن كان منشغلاً في هم الوظيفة وأوقاتها، ومزيد من التعليم لهؤلاء الأهل والأولاد بعد أن كان منشغلاً عن تعليمهم، وكذلك القيام بحقهم وشراء حاجاتهم وهداياهم ومكافأة المتفوقين من أولاده، وغير ذلك من الأمور الطيبة.

    إن دفع الأولاد في الإجازات إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وكذلك دفع النساء إلى مراكز تحفيظ القرآن للنساء خير عظيم جداً، وثمار قد ظهرت والحمد لله تعالى، وليس كل الناس يسافرون ولا في كل الأوقات حتى ولو كانوا في إجازة.

    إذاً: ينبغي أن تغتنم هذه الإجازة، وهذا الفراغ الذي حل محل الدوام المدرسي بما يرضي الله تعالى، وينبغي الانتباه الشديد للأولاد ذكوراً وإناثاً في قضية ما يسمعونه وما يتفرجون عليه، وأنت مسئول عن ثغر سمعه وثغر بصره، فانظر -رحمك الله- ماذا يسمع ولدك وماذا يرى وإلى أي شيء ينظر؟!

    وهذا التعليم وبذل الأوقات لإصلاح الأولاد وملاعبتهم له أجر عظيم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أولاده، وكان يشبع الرغبة النفسية للطفل في اللعب، لكنه كان لعباً مباحاً، ليس بالضرورة أن نأخذه إلى مدينة ملاه فيها فسق، أو فيها تبرج واختلاط، أو فيها موسيقى وأمور محرمة، وإنما ملاعبة الوالد لولده ومشاركته له تكون علاجاً نفسياً وهدوءاً وطمأنينةً وإشباعاً لغريزة الطفل بأمور كثيرة قد تكون أبسط وأرخص مما يتصوره البعض.

    لقد جن هؤلاء الأطفال بهذه الألعاب الإلكترونية فلم يعد يلعب إلا مع الجهاز، ولا يرى إلا الجهاز، يعكف عليه الساعات الطويلة، فأي شيء يبني هذا من العلاقة بين الوالد وولده أو الأم بولدها؟

    أيها الإخوة: لقد غزانا أولئك الكفار بهذه الألعاب، وقلما تجد ولداً ليس في بيته أو لا يطلب من أبيه (سوني بلاير ستيشن) أو غير ذلك من أنواع الألعاب التي ربما تشتمل على نساء بملابس فاضحة من اللاعبين واللاعبات، وأشكال مخزية مما فيه موضات وتقليعات للكفار في شعورهم وأخراصهم في آذانهم، ونحو ذلك، وكذلك صلبان كثيرة في هذه الألعاب، يدخل اللاعب في الصليب ليكسب قوةً إضافية، أو يأخذ روحاً ثانياً وثالثاً، وليس له إلا روح واحدة إذا خرجت من الإنسان مات.. وهكذا مما تنطوي عليه من المخاطر العقدية.

    وأما مسألة سباحة أو رمي أو ركوب خيل ونحو ذلك من الأشياء التي تقوي بدنه فقل ما يحدث ذلك، أو مشاركة فعلية من الوالدين للولد في الألعاب فقل ما يحدث ذلك.

    أيها الإخوة: إننا فعلاً ينبغي أن ننتبه لأبنائنا في هذه الإجازات، وأن نراعي مستوياتهم في السن عندما نريد أن نرفه عنهم، وأن نجلب لهم ما يتسلون به، إن هناك الكثير من الألعاب العائلية التي تحصل فيها المشاركة من عدة أطراف تربي الولد على التعاون، وأن يكون جزءاً من كل، وأن يكون حلقةً في سلسلة، وهكذا من الأشياء التي تربي روح الجماعية وليس روح الفردية القاتلة المملوءة بها مثل هذه الألعاب العصرية الحديثة.

    أيها الإخوة: اهتمامنا بتحفيظ أولادنا للقرآن، وقص القصص النبوية وسير الصحابة عليهم، والإتيان بالكتب المفيدة لهم، بدلاً من هذه القصص الماجنة، والقصص المصورة التي فيها كثير من الغث والرديء، بل والمنكر والمحرم، إن المسلم يجب أن يكون مفتشاً دقيقاً لما يطلع عليه أولاده فيسمح بالخير ويمنع الشر وهذا من مسئوليته.

    اللهم إنا نسألك ذريةً طيبةً تقر بها أعيننا، اللهم إنا نسألك أن تصلح أولادنا وذرياتنا، وأن تجعلنا للمتقين إماماً، وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، اللهم أصلح أزواجنا وبيوتنا يا رب العالمين!

    اللهم إنا نسألك أن تجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.

    اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم أهلك اليهود ومن شايعهم، اللهم أقر أعيننا بنصرة أهل السنة والتوحيد على اليهود يا رب العالمين!

    اللهم أقر أعيننا بنصرة أهل السنة والتوحيد على اليهود يا رب العالمين!

    وأخرجهم من بيت المقدس أذلةً صاغرين.

    1.   

    فرح المسلم بما يصيب عدوه الكافر

    إن المسلم ليفرح ولا شك بأي مصيبة تصيب الكفار وخصوصاً اليهود الذين هم ألد أعدائنا: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ [المائدة:82] ولكن لا تنس قول الله بعد اليهود: وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82] والذين أشركوا، ولو أن الله ضرب يهودياً بمشرك وألقى بينهم العداوة لفرحنا بهلاك الفريقين جميعاً وما يصابان به، ولا يمكن لمسلم أن يوالي ولا أن يفرح بانتصار مشرك على نصراني أو يهودي، فهو يفرح لهزيمة اليهود، ولكن لا يفرح لانتصار مشرك ولا من خرج من الدين بالردة واعتناق كل كفر أو إلحاد أو شرك أو بدعة مخرجة عن الملة.

    وعندما تتأمل في تخلي اليهود عن أوليائهم ستجد العجب العجاب كما قال ذلك النصراني ممن كان يوالي اليهود: تركتمونا خلفكم مثل الحيوانات. يقول لليهود: تركتمونا خلفكم مثل الحيوانات، وخدعتمونا وكنتم تقولون لنا: كل شيء على ما يرام.. هكذا يقول: أنا غاضب ومصاب بخيبة أمل، كل شيء انتهى، وهكذا قال أولياء اليهود ممن تساقطوا.

    فالعبرة إذاً -أيها الإخوة- أن هؤلاء اليهود لا يرقبون عهداً ولا ذمة، قال الله في وصفهم من قديم: أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [البقرة:100] فإذا تخلوا عن أوليائهم النصارى فما بالك بما سيفعلونه بالمسلمين؟! ولذلك فقوم أثبتوا عملياً وأمام مرأىً من العالم سمعاً وبصراً تخليهم عن أوليائهم الكفار، فأي عهد فيهم وأي ميثاق يرجى، وأي أمانة لأولئك القوم.

    إن ما رأيناه -أيها الإخوة- كان درساً عظيماً، وكان كشفاً إلهياً لهذه الحقيقة المستقرة في نفوس اليهود منذ القدم، إذا تخلوا عن أوليائهم فما بالك بغيرهم؟!

    اللهم أخزهم والعنهم لعناً كبيراً، واجعل هزيمتهم عاجلةً يا رب العالمين!

    اللهم انصر المجاهدين في الشيشان وكشمير والفليبين وسائر الأرض يا رب العالمين!

    اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر.

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756400646