إسلام ويب

ديوان الإفتاء [481]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما اشتد الظلم والطغيان على إخواننا في أرض ليبيا، قاموا ضد هذا الطاغية المربد، الذي شكا من ظلمه البلاد والعباد والشجر والدواب، وبالرغم من ذلك فلم يتعظ بما جرى لمن قبله من الظالمين في تونس ومصر، وعلى إخواننا في ليبيا الصبر والثبات؛ فإن النصر قريب.

    1.   

    وقفة مع الثورة الليبية

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه, ومداد كلماته.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار, وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار, وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار.

    أما بعد:

    إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, وأوصيكم بأن تكثروا من الدعاء لإخواننا المسلمين في ليبيا, بأن يعجل الله فرجهم, وأن يحسن خلاصهم, وأن يفك أسرهم, وأن يخلصهم من ذلك الجبار العنيد, الذي طغى في البلاد, فأكثر فيها الفساد, وأذل العباد, وبدل أحكام الله عز وجل، وأخرج زبالات أفكاره فألزم بها الناس حيناً من الدهر, حتى ضجت من ظلمه البلاد والعباد والشجر والدواب, وعانى من شؤمه كل من جاوره.

    جبروت القذافي تجاه من ثار ضد ظلمه

    أيها الإخوة: إن الله عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته, هذا الذي يدير معركة مع شعبه, يرميهم بالرصاص, ويضربهم بالذخيرة الحية, ويقصفهم بالمدافع والطائرات, ويستأسد على المسلمين العزل, الذين خرجوا يعترضون على ظلمه, الذي ضجت منه الأرض والسماء, ويتوقون إلى عيش كريم, تتاح لهم فيه حرياتهم, وتضمن كرامتهم, وتصان حقوقهم, لما خرجوا يطالبون بهذا كله, وهي من حقوقهم وليست منة منه ولا من أبيه, وإنما هي حقوق كفلتها لهم الشريعة, ما رضي بذلك، وأعلن أنه سيدير معركة إلى آخر واحد من رجاله, وآخر طلقة من رصاصه, لكننا نقول: إن الله تعالى من ورائه محيط قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ[إبراهيم:42], وجاء في الحديث: ( إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ).

    ولذلك الناس يقولون بلسانهم: إن الله يمهل ولا يهمل, فالله عز وجل حليم, يحلم على هؤلاء الجبابرة العتاة, الذين سعوا في الأرض بالفساد, لكنه جل جلاله ينتقم منهم ويذلهم متى ما شاء, وينتصر لدينه ولكتابه ولسنة نبيه ولعباده المؤمنين, فهذا الطاغية جثم على صدور الناس أكثر من أربعين سنة، فحرف الكلم عن مواضعه, وحشر أنفه في تفسير كلام الله وهو من أجهل عباد الله, واستطال بلسانه في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجحد السنة وكذبها, وزعم يوماً من الأيام أن الحج ليس إلا عبادات وثنية, وطقوساً جاهلية, كبرت كلمة تخرج من فيه إن يقول إلا كذباً.

    وبعد ذلك جعل دستور بلاده والقوانين التي يتحاكم إليها الناس من بنيات أفكاره، التي لا يسندها كتاب ولا سنة ولا عقل ولا شرع, لكنه هكذا فرض نفسه على الناس، بدد ثروات الأمة, وأفقر شعبه, وأساء إلى الشرفاء والفضلاء وأهل العلم والدين, والآن خرجوا كلهم ثائرين على هذا الوضع المزري, وعلى هذا الحاكم المفسد الذي أوقد نيران الحروب في كل مكان, وأشعلها حرباً ضد الإسلام في كل واد، فهو في كل قضية ضد المسلمين, يسعى فيما يسوءهم, ويضرهم كما قال الله عن أمثاله من المنافقين: وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ[آل عمران:118].

    أيها الإخوة الكرام! إن إخواننا في ليبيا مسلمون موحدون, ومحبون للدين كغيرهم من عامة المسلمين, ولكنه تسلط عليهم هذا الجبار العنيد, وهذا الطاغية المريد, ما يزيد على أربعة عقود, وسفك الدماء، وأزهق الأرواح، وانتهك الحرمات, وأتلف الأموال, لكنهم الآن قاموا قومة رجل واحد بصدور عارية، وأيدي متوضئة, يريدون الله ورسوله والدار الآخرة, يريدون الانتصار لدينهم, والثأر لحرماتهم التي طالما انتهكت.

    والشهداء الآن في ليبيا بالمئات نسأل الله أن يتقبلهم برحمته, وأن يعلي درجاتهم في جنته, وأن يفسح لهم في مستقر رحمته, والجرحى كذلك كثيرون, والمستشفيات تستصرخ الناس في أن يتبرعوا بدمائهم, وأن يأتوا لنجدة إخوانهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كأنه كتب على المسلمين في عامة البلاد بأن يرضخوا تحت حكم الطغاة المستبدين, ثم بعد ذلك إذا تاقوا إلى الحرية, وراموا أن ينالوا ما نال غيرهم, فلا بد أن تسفك دماؤهم, وتزهق أرواحهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    الحث على الدعاء للمسلمين في ليبيا

    إخوتي في الله! إني لأرجو أن يخص كل واحد منا إخوانه في ليبيا بالدعاء, فإن المسلمين أمة واحدة وقد ورد في الحديث: ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم, ويسعى بذمتهم أدناهم, وهم يد على من سواهم ) وفي الحديث الآخر: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ), فقبيح بنا أن نغفل عن إخواننا, ومثلما كان اهتمامنا بإخواننا في غزة, ومثلما كان اهتمامنا بإخواننا في تونس ومن بعدها بإخواننا في مصر, فالآن يجب أن نهتم بإخواننا في ليبيا, فإن الكل مسلمون, تجمعنا بهم كلمة: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, وقبلتنا واحدة, وذمتنا واحدة, فواجب علينا أن ندعو لهم, وأن نتضرع إلى الله عز وجل أن يعجل فرجهم, وأن ينزل بذلك الطاغية المريد آية تكون عبرة للآخرين, من أجل أن ينتبه الجميع إلى أن لهذا الكون رباً هو على كل شيء قدير, وهو بكل شيء عليم, وهو الذي يقول للشيء: كن فيكون, وهو الذي يهب الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء, ويعز من يشاء ويذل من يشاء, سبحانه وتعالى العليم الخبير القوي العزيز, لا إله غيره ولا رب سواه.

    نصيحة للمؤمنين في ليبيا تجاه ما يعانون من ظلم القذافي

    وإني لأتوجه لإخواننا في ليبيا بأن يجأروا إلى الله عز وجل, وأن يلجئوا إليه, وأن يعتصموا بجنابه, وأن يكثروا من الاستغفار, وأن يواصلوا جهادهم, فإن الله تعالى وعد أن بعد العسر يسراً, ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم بأن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسراً, ثقوا بما عند الله عز وجل من قوة, وما عند الله عز وجل من بأس, ثقوا بأن الله ينصر من يشاء بما يشاء, وأنه لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب, وأملوا في الله خيراً, وعما قريب إن شاء الله: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ[الروم:4-7].

    توجيه للقذافي بالاتعاظ بمن سبقه من الظالمين

    وإن تعجب أيها المسلم! فعجب أمر هذا الطاغية, لم يتعظ بما كان من جاريه وصاحبيه اللذين سبقاه إلى حيث شاء الله, فإنه يخطو ذات الخطوات, ويسلك نفس المسلك, فبعد أن يضرب بالرصاص وبعد أن يخوف ويهدد ويتوعد, وبعد أن يعلن أن قوى خارجية هي التي تدير الأمور وهي التي تتآمر عليه, بعد ذلك يقطع الاتصالات ويخرج بعض أكابر مجرميه من أجل أن يخيفوا الناس ويروعوهم, مثلما فعل صاحباه, ولا حول ولا قوة إلا بالله! أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ [الذاريات:53], فهم متساوون في الطغيان, والاستبداد والقهر والرغبة والشهوة في إذلال الناس, واستعبادهم, هكذا غايتهم, وهكذا منهجهم، وهكذا سبيلهم.

    لكن أقول لهذا المسكين: واجب عليك أن تتعظ بصاحبيك, وأن تعلم أنه ما أغنت عنهم قوتهم شيئاً, وما أغنت عنهم حصونهم التي ظنوا أنها مانعتهم من الله, فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب, كلاهما هرب في يوم جمعة, ونرجو إن شاء الله ألا يأتي عليك يوم الجمعة إلا وقد خلص الله منك البلاد والعباد.

    أسأل الله العظيم رب العرش العظيم, بأسمائه الحسنى وصفاته العلى, وباسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب, وإذا سئل به أعطى, أن يخلص إخواننا في ليبيا من هذا المتمرد العاتي الذي سام المسلمين سوء العذاب, ونسأل الله عز وجل أن ينزل به بأسه وأن يأخذه أخذ عزيز مقتدر, وأن يقبضه قبضة مهيمن متكبر, وأن يرينا فيه آياته إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين, اللهم آمين.

    1.   

    الأسئلة

    الأوقات التي يكره فيها النوم

    السؤال: ما هي الأوقات التي يكره فيها النوم؟

    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن النوم قبل العشاء, ( فقد كان عليه الصلاة والسلام يكره النوم قبلها والحديث بعدها ), فالنوم بين المغرب والعشاء مكروه, وكذلك النوم بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس كرهه كثير من أهل العلم؛ لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق والله تعالى أعلم.

    المتصل: معكم مارية مصطفى هل تجوز قراءة سورة (يس) وتبارك على الميت حال الاحتضار؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ بارك الله فيك! سؤالي يتعلق بالموسيقى والغناء، يا شيخ! مع أننا مسلمون لكن كثيراً منا لا يتعامل مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالشكل الصحيح، لذلك لن ننجو بدون ذلك، يا شيخ! حقيقة ظاهرة الأغاني انتشرت بشكل كبير، فتجد الغناء والموسيقى في المطاعم، وفي المواصلات، وفي البيوت، وفي الشارع، وفي كثر من الأماكن، وقد سمعت محاضرات كثيرة للشيخ محمد سيف حاج رحمه الله وهو يشدد في هذا الأمر، فنرجو منكم أن تتكلموا وتنتبهوا على هذا الأمر، وجزاكم الله خيراً.

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: فضيلة الشيخ! لدينا مسجد بجوارنا, وهذا المسجد يوجد فيه صوفية, ولديهم كثير من الأشياء البدعية التي يجاهرون بها حقيقة, فنحن لا نستطيع أن نذهب ونصلي هناك مرات عديدة، رغم أننا نسمع الأذان, فما حكم الشرع في هذه الحال وبارك الله فيك؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: كيف نفرق بين عداوة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ! في الآية: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ[آل عمران:104]، ما هو الفرق بين الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ! معك محمد من الحاج يوسف، لدي سؤالان:

    السؤال الأول: قول الله عز وجل: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ[إبراهيم:5]، ما هي أيام الله؟

    السؤال الثاني: ما حكم تحية المسجد بعد أذان المغرب وبعد صلاة الصبح إذا ذهبت إلى المسجد متأخراً؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ معك آدم موسى، وسؤالي: ما حكم الدين الإسلامي في المولد النبوي؛ لأننا نجد الناس مختلفين في ذلك، فبعضهم يقولون: إنه يجب الاحتفال به، والبعض يقولون: إنه لم يكن موجوداً في صدر الإسلام، فأفتونا مأجورين؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ عبد الحي يوسف! أنا عندي أطفال أيتام, ولهم حق من أبيهم, ولهم أيضاً حق يأتي من ناس خيرين, وأنا شغالة لحالي وقد تزوجت, فأنا حين أذهب لحاجة مثلاً: أعطي صدقة لوالدي، فمالي ومالهم مختلط، فما الحكم في هذا الأمر؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: معك أزهري الطاهر القاضي، أنا أسأل عن رجل عنده مخزن من عيش، وهو يعطي الناس شوالاً في فترة من الزمن، على أن يردوه في وقت الحصاد بنفس الشوال، فما حكم هذا؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    قراءة سورة (يس) و(تبارك) على الميت حال الاحتضار

    السؤال: سؤال الأخت مارية من الجزيرة عن قراءة (يس) وتبارك على الميت حال الاحتضار، ما حكمها؟

    الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بقراءة سورة (يس) على الميت, والحديث في سنده مقال لكن جرى العمل به عند جماهير المسلمين وهو: ( اقرأوا على موتاكم (يس)), وبعض أهل العلم أخذ الحديث على ظاهره؛ أي: أنها تقرأ على الميت بعد موته, وأكثرهم قالوا: بل المراد قراءتها حال الاحتضار؛ لما فيها من المبشرات، كقول ربنا جل جلاله: إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ [يس:55], وقبلها قوله جل جلاله: قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ [يس:26-27].

    وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقال علماؤنا: لا تقرأ عند أمر عسير إلا يسره الله عز وجل, فتقرأ على الميت تفاؤلاً بأن ييسر الله خروج روحه.

    وأما سورة تبارك فالنبي عليه الصلاة والسلام كان لا ينام ليلة حتى يقرأها, وأخبرنا بأنها المنجية؛ تنجي صاحبها من عذاب القبر, وعليه فلا حرج إن شاء الله في قراءة هاتين السورتين الكريمتين على المحتضر أو حتى بعد خروج الروح.

    الشكوى من كثرة الأغاني في المجتمع المسلم

    السؤال: أخونا صابر هجليج يشكو من كثرة المعازف والطنابير والمزامير, وأنه أينما توجه وجدها, ففي البيت يجدها, وفي السوق يجدها, وإذا ركب سيارة أو دخل مطعماً أو مشى في طريق وجدها.

    الجواب: هذا الذي يشكو منه يشكو منه كثير من الطيبين من جنس ما شكا منه صابر زاده الله صبراً, وحقيقة هي من البلاء المبين, الذي عم وطم وكثر وفشا, وبعض الناس -نسأل الله العافية- لربما تمر عليه أيام وأسابيع وشهور وهو لم يقرأ من القرآن شيئاً, لكنه حريص غاية الحرص أن يسمع الأغاني وأن يرددها, وأن يصبح ويمسي عليها, والواجب أن يعلم أولاً: أن الأمة ليست في ظرف يسمح لها بالغناء, والمآسي ذات اليمين وذات الشمال, ودماء المسلمين مسفوكة في كل مكان, والغلاء قد زاد على الناس, وعم البلاء, فالواجب على المسلمين أن يتحلوا بالجد بدلاً من الهزل.

    ثانياً: ليعلم أن الذي عليه جماهير العلماء أن الغناء الذي تصحبه المعازف لا يجوز لمسلم أن يستمع إليه, ولا أن يقبل عليه, فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ), فلا ينبغي للمسلم أن يكون كذلك, أما إذا كان يغني أحياناً ترويحاً عن نفسه ببعض الكلام الطيب, الذي ليس فيه فحش ولا تعدي على حدود الله فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

    ترك الصلاة في مسجد صوفية بسبب بدعهم

    السؤال: أخونا محمد من الجنينة ذكر أن المسجد الذي يقرب منهم تسيطر عليه بعض الطرق الصوفية، وأن لديهم بعض الأمور التي تستنكر، يقول: حتى تركنا الصلاة فيه، فما الحكم؟

    الجواب: أقول لك يا محمد أحسن الله إليك: لا تترك الصلاة, فإن الصلاة أحسن ما عمل الناس, وصلاة المسلمين واحدة, أينما كانت جماعاتهم أو طرقهم, فكلهم يستقبلون قبلة واحدة, ويصلون صلاة واحدة, فالعشاء الآن كل المسلمين في الدنيا يصلونها أربع ركعات: ركعتين جهريتين وركعتين سريتين, ويجلسون الجلوس الأوسط بينها, فصفة صلاة المسلمين واحدة, فأنت صل مع الناس, ثم بعد ذلك ما يكون عندهم من بدع عملية, وما يكون عندهم من زيادات, وما يكون عندهم من ميل هكذا أو هكذا, ينبغي أن نتناصح, وأن نكرر النصح مع الرفق, ومع الدعاء: مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأعراف:164].

    وهذه النصيحة يتحقق بها هذان الأمران العظيمان: أولاً: أن الإنسان يعذر إلى الله عز وجل بأنه قد قام بما عليه. وثانياً: لعل المنصوح يعي ويستجيب, ولذلك أقول لك يا محمد : سل الله أن يصلح الحال, وأن يهدي كل ضال, لكن لا تدع الصلاة مع هؤلاء الناس, صل معهم وانصحهم ما استطعت.

    التفريق بين عداوة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء

    السؤال: ياسمين من مدني سألت: كيف نفرق بين عداوة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء؟

    الجواب: أقول: والله كلاهما عدو, وكما قال من آتاه الله الحكمة:

    وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم

    ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

    فكلاهما عدو, فسواء كان المصيبة من النفس أو من الشيطان, فواجب على الإنسان مداوتها.

    أما كيف نفرق بينهما؟

    فأنا حقيقة ما يحضرني فيها الآن شيء أقطع به, لكن أنصح الأخت بأن تراجع بعض الكتب التي دونت في هذا الشأن؛ كإحياء علوم الدين, ومدارج السالكين, وكذلك الكتب التي دونها العلماء الذين عنوا بتزكية النفوس, ونسأل الله أن يعافينا جميعاً.

    توجيه تخصيص ذكر الأمر بالمعروف في قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ...)

    السؤال: الأخت ياسمين جزاها الله خيراً أسئلتها دقيقة تقول: أليس الأمر بالمعروف دعوة إلى الخير؟ فكيف ذكر كل واحد منهما لوحده في قول ربنا جل جلاله: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ [آل عمران:104]؟

    الجواب: هذا من باب عطف الخاص على العام, كما في قول الله عز وجل: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ[القدر:4], والروح جبريل عليه السلام من الملائكة, وكما في قول ربنا: مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ[البقرة:98], فهذا من عطف الخاص على العام, وكما في قول ربنا: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ[النساء:163], وإبراهيم وإسماعيل هم من الأنبياء من بعد نوح, لكن من باب عطف الخاص على العام.

    فالأمر بالمعروف دعوة إلى الخير, لكن خصه الله عز وجل بالذكر؛ لأن خيره متعدٍ, يعني: الإنسان لو التزم المعروف في نفسه, فإن نفعه قاصر, أما لو أمر بالمعروف فإن نفعه يتعدى إلى غيره, من أجل ذلك خصه ربنا بالذكر.

    المراد بأيام الله في قوله: (وذكرهم بأيام الله)

    السؤال: أخونا محمد من الحاج يوسف سأل عن قول ربنا جل جلاله: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ[إبراهيم:5]، ما هي أيام الله؟

    الجواب: هذا الأمر خاطب الله به نبينا موسى عليه السلام: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [إبراهيم:5], فأيام الله عز وجل المقصود بها: ما أنزله سبحانه وتعالى من المثلات والعقوبات بالقرون الغابرة والأمم الداثرة, ممن عتوا عن أمر ربهم وعصوا رسله، واتبعوا أمر كل جبار عنيد, وهذا الأمر يتكرر في القرآن كما في قول ربنا جل جلاله: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً [الفرقان:35-36], ثم قال: وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً [الفرقان:37], ثم قال: وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً * وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً [الفرقان:38-39], فهذه أيام الله عز وجل.

    الإتيان بتحية المسجد بعد أذان المغرب والفجر

    الشيخ: تحية المسجد بعد أذان المغرب لا بأس بها, الإنسان يصلي سنة المغرب القبلية, وينوي معها تحية المسجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلوا قبل المغرب, صلوا قبل المغرب, صلوا قبل المغرب, ثم قال: لمن شاء ).

    أما بعد صلاة الصبح فلا تصلها؛ لأن النهي مقدم على الأمر.

    الاحتفال بالمولد النبوي

    السؤال: أخونا آدم موسى من بور سودان سأل عن المولد وقال: بأنه ما كان معروفاً في الزمان الأول؟

    الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين وقال: ( ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه ), فالذي يريد الاحتفال بالمولد عليه أن يصوم يوم الإثنين, وأما الاحتفال الذي درج عليه الناس حين يدقون الطبول ويجتمعون في مكان ما, فنقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه أي: الصحابة, فهم أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم منا, وكانوا أكثر حباً له منا, وأكثر اتباعاً له منا, رضوان الله عليهم.

    تصدق المرأة من مالها المختلط بمال أبنائها الأيتام

    السؤال: وأما هادية من شندي فحقيقة أنا ما فهمت ما الذي تريد، تقول: بأن عندها أطفالاً أيتاماً, وكأنها تريد أن تسأل بأن لها مالاً يختلط بمالهم, وأحياناً تخرج صدقة لوالديها، فهل في ذلك شيء؟

    الجواب: إن شاء الله لا حرج في ذلك, فأنت أمهم, وربنا سبحانه وتعالى يقول: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ[البقرة:220], وطالما أنك ما أردت فساداً, وإنما نويتِ إصلاحاً, فالله جل جلاله لا يؤاخذ بمثل هذا.

    إقراض الرجل الناس شوالاً من عيش على أساس إرجاع مثله عند الحصاد

    السؤال: أخونا أزهري الطاهر من المدينة عرب سأل عن إنسان عنده عيش في مخزن, وهو يعطي الناس شوالاً شوالاً في فترة معينة على أساس أنهم حين الحصاد يردونه إليه، فما الحكم؟

    الجواب: لا شيء في هذا إذا كانت المعاملة هكذا, فهذا قرض, فهو يقرضهم ثم يردون إليه عين ما استقرضوه, فمن أخذ شوالاً أعاد شوالاً, ولا فرق بين أن يكون هذا قديماً وهذا جديداً, فطالما أن الجنس واحد والوزن واحد فلا اعتبار بالقدم والجدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط التماثل في هذه المطعومات فقال: ( البر بالبر, والتمر بالتمر, والملح بالملح, والشعير بالشعير رباً إلا مثلاً بمثل هاء وهاء ), وأسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.

    إتيان المرأة بأذكار الصباح والمساء حال حيضها

    السؤال: هل يجوز أن أداوم على أذكار المساء والصباح وأنا حائض؟

    الجواب: نعم, الحائض لا تستغني عن ذكر الله, ولا تستغني عن التحصينات الشرعية.

    إظهار المرأة وجهها أمام أخوال زوجها وأبناء عمتها

    السؤال: هل يجوز بأن تفتح المرأة المنقبة وجهها أمام أخوال زوجها, وأبناء عمتها معهم في البيت؟

    الجواب: أخوال الزوج وأبناء العمة ليسوا محارم, لكن إذا قلنا: إن ستر الوجه سنة, فلا حرج عليها أن تفتح وجهها أمام أخوال زوجها وبني عمومتها.

    الخلافات الأسرية بين كونها ابتلاء أم عوارض

    السؤال: لدينا مشاكل وخلافات أسرية صرفتني عن الدراسة, هل هذا ابتلاء أم عوارض؟

    الجواب: هذا ابتلاء, والله عز وجل قال: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35], والمطلوب من السائل أن يكثر من الاستغفار؛ ليجعل الله له من كل هم فرجاً, ومن كل ضيق مخرجاً, ويرزقه من حيث لا يحتسب.

    عدة المرأة الحامل المتوفى عنها زوجها

    السؤال: امرأة توفي عنها زوجها, هل تكتفي بمدة النفاس أم لا بد من إتمام العدة أربعة أشهر وعشراً؟

    الجواب: المرأة إذا توفي زوجها وهي حامل فعدتها تنقضي بوضع الحمل, أما إذا توفي وهي نفساء فإنها تمكث أربعة أشهر وعشراً.

    ما يفعله المنفرد عن الصف إذا لم يجد مكاناً يصلي فيه

    السؤال: كيف يتصرف من لم يجد مكاناً في الصف، هل يصف لوحده؟ وهل يمكن أن يقف مع الإمام؟

    الجواب: نعم يمكن أن يقف إلى يمين الإمام, ولكن هذا خلاف السنة, فالسنة أن يكون الإمام وحده, فالأفضل أنه يوجد لنفسه مكاناً في الصف, فإن كان الصف ممتلئاً تماماً فيقف وحده وصلاته صحيحة.

    صفة تغيير المنكر بالقلب

    السؤال: كيف يستطيع الإنسان أن يغير المنكر بقلبه؟

    الجواب: بالكراهة, قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم, ولكن من رضي وتابع ), فلو أن إنساناً أنكر المنكر فهذا قد نال السلامة, وإذا كان لا يستطيع وكره بقلبه هذا المنكر الذي يفعله الناس, فإنه يبرأ من العهدة.

    الواجب على من أفطرت رمضان لعذر ومرَّت عليها ثلاث سنوات ولم تقضه

    السؤال: كنت حاملاً ومريضة, وأفطرت رمضان والآن أنا مرضع, ومر علي رمضان ثلاث سنوات, فماذا أفعل؟

    الجواب: إن شاء الله تقضين ما فاتك متى ما يسر الله.

    كيفية التوبة من الغيبة والنميمة

    السؤال: هل يجوز الاستغفار والتوبة عن الغيبة والنميمة أم لا بد من الدعاء للناس الذين اغتبتهم؟

    الجواب: المطلوب: الاستغفار والتوبة والدعاء لهم, وذكرهم بالخير, هذه كلها كفارة للغيبة والنميمة.

    زمن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

    السؤال: متى توفي النبي صلى الله عليه وسلم باليوم والشهر والعام الهجري؟

    الجواب: توفي صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر من الهجرة النبوية المباركة.

    المتصل: يا شيخ! عندي سؤال: زوجي مرة من المرات جاء من السوق وأحضر بهاراً وقال لي: دقيه, وأنا رفضت, فقال لي: علي الطلاق إن لم تدقيه أن تلحقي بأهلك، فهل هذا الطلاق واقع مع العلم أني ذهبت لأهلي بعد أن قال لي هذا؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ! معك علي ولدي سؤال: قبل فترة كنت أسوق سيارة زميلي في الشغل, فعملت بها حادثاً، يعني: السيارة انقلبت ثلاث قلبات، وبعد الحادث ذهب بي الناس إلى المستشفى, وزميلي أخذ السيارة وساقها مباشرة إلى الورشة، وبعد أن خرجت من المستشفى وأنا بصحة جيدة، سألت زميلي عن تكلفة إصلاح السيارة فأبى إخباري، وعندما ركبت مع زملائي أخبروني أنها كلفت ثمانية ملايين، فما الواجب علي في هذه الحال من الناحية الشرعية؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    المتصل: يا شيخ! معك عوض الكريم من شندي، ولدي سؤال: يوم القيامة من شدة المعاناة والكرب والأهوال يذهب الناس إلى سيدنا آدم عليه السلام ليشفع إلى الله عز وجل لكي يقضي بين العباد، فكل الناس يذهبون إليه، فكيف سنراه في تلك الحال؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك.

    المتصل: يا شيخ عبد الحي! أنا أسأل عن حكم توزيع الإنسان تركته وهو حي، والدنا رحمه الله بعد وفاته بمدة وجيزة اكتشفنا أنه سجل جميع أملاكه بأسماء أبناء الزوجة الثانية، وحرمنا منها، والقضية في المحكمة الآن، فأنا أريد منكم أن تتكلموا في هذا الموضوع في الإعلام؛ لأن هذه الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، خاصة عند أصحاب العقارات والأموال الذين يفضلون ولداً على ولد آخر، أو بنتاً على أخرى. وبارك الله فيك.

    الشيخ: إن شاء الله نجيبك.

    المتصل: بارك الله فيك يا شيخ! لدي سؤالان:

    السؤال الأول: في سورة يوسف قوله تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ[يوسف:30], هل يصح استعمال كلمة (قال) للرجال والنساء؟

    السؤال الثاني: بالنسبة لهمزة الوصل وهمزة القطع, كيف أعرف أن هذه همزة وصل وهمزة قطع من السامع؟ مثلاً: في قوله تعالى: أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [النساء:18], كيف أعرف أهي همزة وصل أو همزة قطع؟

    الشيخ: إن شاء الله أجيبك على سؤالك.

    حكم من حلف على زوجته بالطلاق أن تفعل شيئاً فأبت

    السؤال: بالنسبة للأخت فاطمة قالت: بأن زوجها أتاها بشيء من السوق وأمرها بدقه أو طحنه فأبت, وحلفت يميناً ألا تفعل, فحلف يميناً أنها إن لم تفعل لحقت ببيت أهلها فلحقت, تسأل: هل الطلاق واقع أم لا؟

    الجواب: هذا الأمر لا بد أن يسأل عنه الزوج, ولا بد أن نتبين حقيقة ما قال وما كانت نيته في ذلك, لكنني أوصي الأخت فاطمة وغيرها من النساء بأنه مهما كانت الخلافات فينبغي للزوجين أن يتقيا الله, فالزوج لا يقصر في ما أوجب الله عليه من النفقة ونحوها من الأمور الواجبة, ولا يهجر إلا في البيت.

    وكذلك الزوجة لا تقصر في ما أوجب الله عليها من القيام بأمره ورعايته وخدمته, ثم بعد ذلك الخلافات تحل, أما أن يختلف الإنسان مع زوجته فيقطع عنها النفقة, أو أنها تختلف مع زوجها فتمتنع من خدمته فهذا لا ينبغي, وبعض الناس جاء قبل أيام يشكو من أن زوجته تؤدبه؛ فإذا استيقظ صباحاً قدمت الشاي للأطفال، أما هو فتحرمه من الشاي, فما من شك بأن هذا من تعدي حدود الله, ومن البغي, والله جل جلاله لا يحب الظالمين.

    أما يا أخت فاطمة الطلاق وقع أو ما وقع، فهذا لا بد أن يؤخذ الكلام من الزوج لا منك, فالقول قوله, وقد يحتاج إلى يمينه.

    الواجب على من استعار سيارة فأتلفت بحادث

    السؤال: بالنسبة لـعلي من الخرطوم نسأل الله أن يأجره الأجر العظيم! ذكر بأنه استعار سيارة صاحبه، فقدر الله في أثناء ذهابه أن انقلبت ثلاث مرات, وحدثت بها تلفيات, وصاحبه لمروءته وكرم نفسه سحب السيارة إلى الورشة، وأبى أن يخبره بقيمة التلفيات التي استدعت إصلاحاً وتعديلاً, لكنه علم من طريق الناس بأنها بلغت ثمانية آلاف جنيه فما الواجب عليه؟

    الجواب: فنقول يا علي أحسن الله إليك: النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( على اليد ما أخذت حتى تؤديه )، فأنت استعرت هذه السيارة عارية, وهذه العارية ينبغي أن تعيدها كما أخذتها, وقد قدر الله عليك هذا الحادث وهذه التلفيات, فأنت ينبغي أن تعرض الضمان على صاحبك, وتطلب منه أن تدفع هذا المبلغ, فإن أبى ذلك فليس عليك شيء إن شاء الله, طالما أن صاحبك قد طابت نفسه بذلك.

    إزالة إشكال عن كيفية رؤية آدم عليه السلام من كل أهل المحشر عند طلب الشفاعة يوم القيامة

    الشيخ: أخونا عوض الكريم من شندي تعلقت نفسه بأهوال القيامة, وقرأ حديث الشفاعة الطويل وأن الناس يرغبون إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم: ( فيأتون آدم أبا البشر يقولون له: يا آدم ! قد خلقك الله بيديه وأسجد لك ملائكته فاشفع لنا عند ربك فيقول آدم عليه السلام: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله, وإني قد أكلت من الشجرة التي نهيت عنها نفسي نفسي, ائتوا نوحاً فإنه أول رسول إلى الأرض. فيأتون نوحاً فيحيلهم على إبراهيم ثم يحيلهم على موسى ثم يحيلهم على عيسى، وأخيراً يقول لهم عيسى عليهم السلام: ائتوا محمداً فما خلق الله بشراً أكرم عليه منه، قال عليه الصلاة والسلام: فأسجد عند العرش، ويلهمني ربي محامد لم ألهمها قبل ذلك, ثم يقال لي: يا محمد! ارفع رأسك وسل تعط, واشفع تشفع، فيقول: يا ربي أسألك فصل القضاء بين الناس ).

    هذا الحديث ثابت, وهذا هو المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون.

    أخونا عوض الكريم يقول: آدم عليه السلام كيف سنراه يوم القيامة؟ فنقول: لا وجه للإشكال هنا فقد يكون فوق منصة أو ما أشبه ذلك، وللعلم فإن آدم عليه السلام رجل طويل كما قال نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام: ( خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً في السماء, ثم لم يزل الخلق ينقص ).

    فأنت لا تشغل نفسك بكيفية رؤيته, وإنما اشغل نفسك بكيف تنجو في ذلك اليوم العبوس القمطرير.

    تسجيل الزوج ممتلكاته للزوجة الثانية وأبنائها دون الزوجة الأولى وأبنائها

    السؤال: أم أحمد من أم درمان سألت: بأن والدها غفر الله له قام بتسجيل ممتلكاته كلها للزوجة الثانية, ولم يعط الأولى ولا أولادها شيئاً، فما الحكم؟

    الجواب: هذا حرام لا يجوز, وبعض الأزواج تسيطر عليه إحدى الزوجات, إما الأولى أو الثانية أو الثالثة, فيفعل مثل هذه الأفاعيل ويلقى الله ظالماً, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ).

    والواجب على الإنسان إذا أراد أن يوزع تركته ويقطع النزاع من بعد موته أن يوزعها على ما شرع الله, وله أن يتصرف في حدود الثلث, فلو شاء أن يوقف أو يتصدق ففي حدود الثلث, وبعد ذلك ما بقي من التركة يقسمه وفق ما شرع ربنا جل جلاله في كتابه.

    ولذلك المفروض أن تنصحوا الزوجة الثانية بأن تتقي الله عز وجل في زوجها, وتعيد قسمة التركة على ما شرع ربنا جل جلاله؛ من أجل أن تبرد عليه جلدته, ولا يؤاخذه ربه بما كان منه.

    توجيه الإتيان بالفعل (قال) مع (النسوة) في قوله تعالى: (وقال نسوة في المدينة...)

    السؤال: الأخ علي من الخرطوم سأل عن قول ربنا الحي القيوم: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً[يوسف:30], يقول: النسوة هذه مؤنث, فلم لم يقل: وقالت نسوة في المدينة؟

    الجواب: أقول لك يا علي أحسن الله إليك: نسوة هذه هي جمع تكسير, وجمع التكسير يصح إثبات التاء ويصح حذفها, فتقول: قام رجال وقامت رجال, وتقول: قال نسوة وقالت نسوة, فالأمر في ذلك جرت به لغة العرب.

    كيفية التفريق بين همزة الوصل وهمزة القطع

    الشيخ: وأما سؤالك عن همزة الوصل وهمزة القطع, فينبغي أن تراجع كتاباً من كتب الصرف, من أجل أن تعرف الأفعال وتقسيماتها: الفعل الثلاثي, والفعل الرباعي, ومتى تكون الهمزة قطعاً ومتى تكون وصلاً, وستعلم بأن الفعل إذا كان ثلاثياً كضرب ونصر وأكل فإن الهمزة تكون همزة وصل، فتقول: اضرب، وتقول: ارفع، وتقول: انصر ونحو ذلك.

    أما إذا كان الفعل رباعياً, فإن الهمزة تكون همزة قطع في الماضي, فمثلاً لما ذكرته: وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك:5], (أعتدنا) بمعنى أحضرنا من أعد, وهو رباعي, فالدال المشددة هذه حرفين, فلذلك صارت الهمزة همزة قطع, وأنا أقول لك: لو رجعت إلى كتاب مختصر في فن الصرف, فإنك ستعرف متى تكون الهمزة همزة قطع, ومتى تكون همزة وصل.

    حكم قراءة القصص

    السؤال: ما حكم قراءة الروايات والقصص؟

    الجواب: إذا كانت قصصاً محرضة على الخير منمية للمعرفة, تحسن اللغة عربية كانت أو أجنبية فلا حرج, أما إذا كانت قصصاً فارغة, فيها تضييع للأوقات، وتحريض على الشهوات فلا ينبغي قراءتها.

    فضل صلاة الضحى

    السؤال: ما فضل صلاة الضحى؟

    الجواب: صلاة الضحى تغني عن كثير من العمل الصالح, فإن نبينا عليه الصلاة والسلام أخبرنا: ( أن ابن آدم يصبح على كل سلامى منه صدقة, فله بكل تسبيحة صدقة, وكل تكبيرة صدقة, وكل تحميدة صدقة, وأمر بالمعروف صدقة, ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ).

    قراءة الأذكار حال الجنابة

    السؤال: ما حكم قراءة الأذكار حال الجنابة؟

    الجواب: لا مانع, فقد أجمع أهل العلم على أن الجنب له أن يذكر الله تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً وتكبيراً.

    ذكر الأيام البيض

    السؤال: ما هي الأيام البيض؟

    الجواب: هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي.

    قراءة القرآن حال الاستلقاء على السرير

    السؤال: ما حكم قراءة القرآن والإنسان مستلق على السرير؟

    الجواب: لا حرج, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على كل أحواله, وكان أحياناً يتكئ في حجر أمنا عائشة فيرتل القرآن وهي حائض.

    حكم صلاة الفجر على من طهرت من النفاس العاشرة صباحاً

    السؤال: زوجتي طهرت من دم النفاس الساعة العاشرة صباحاً, هل عليها صلاة صبح ذلك اليوم؟

    الجواب: لا, صلاة الصبح خرج وقتها الاختياري ووقتها الضروري, فتستقبل بغسلها صلاة الظهر إن شاء الله.

    توجيه لمن يبحث عن علاج السحر والعين والمس

    السؤال: ما علاج السحر والعين والمس؟ وما هي الآيات والأذكار التي تقرأ عند المس وعلاج الحسد؟

    الجواب: هناك كتاب صغير اسمه العلاج بالرقى, للشيخ سعيد القحطاني وهو في هذا الباب مفيد.

    الذكر والاستغفار حال الجنابة

    السؤال: ما حكم الذكر والاستغفار وأنا جنب؟

    الجواب: لا حرج إن شاء الله.

    حلق شعر البنت الصغيرة

    السؤال: لي بنت حلقت لها خالتها وعمرها شهر, فهل يجوز؟

    الجواب: السنة أن يحلق رأس المولود ذكراً كان أو أنثى في اليوم السابع من ولادته.

    خيانة المرأة زوجها مع ابن أخيها

    السؤال: ما حكم الدين في امرأة تخون زوجها مع ابن أخيها؟

    الجواب: أعوذ بالله! كيف مع ابن أخيها! ابن أخيها هذا من المحارم، يا أيها الناس! هذا شيء لا يتصور, لكن لو حصل فنعوذ بالله، هذه ظلمات بعضها فوق بعض, فكونها دنست فراشه هذه مصيبة, ثم كونها مع محرم فالمصيبة أكبر, فوجب على ولي الأمر إقامة حد الله عليها, فهي ترجم لكونها محصنة, ثم إنها تقتل لكونها قد واقعت ذا محرم, وكذلك ابن أخيها هذا يقتل.

    زكاة الموالح

    السؤال: ما حكم زكاة الموالح لأن عندي مزرعة سوف يحين قطافها قريباً إن شاء الله؟

    الجواب: أما على قول الجمهور فليست الزكاة واجبة إلا في المطعوم المدخر, كالحبوب مثل القمح والشعير والذرة والدخن وما أشبه ذلك, لكن على قول الإمام أبي حنيفة وهو المعمول به في بلادنا فالزكاة واجبة في كل ما تخرجه الأرض.

    وبالنسبة للموالح فالزكاة في قيمتها, تقوم ثم بعد ذلك يخرج من هذه القيمة العشر إن كان مسقياً بماء السماء, أو كان مسقياً بما يعثر عليه في الأرض, أو يخرج نصف العشر إذا كان مسقياً بالمئونة, يعني: إذا كان يتكلف في سقايته.

    حكم الزار

    السؤال: ما حكم الزار؟

    الجواب: الزار هذه من قبائح العادات التي ينبغي للمسلم أن يترفع عنها وألا يلجأ إليها؛ لما فيها من أفعال الشياطين.

    قراءة سورة البقرة عدداً معيناً بغرض العلاج وحكم الذبيحة لإطعام المساكين

    السؤال: ما حكم تلاوة سورة البقرة واحداً وأربعين مرة للعلاج, مع التقرب إلى الله بذبح خروف إطعاماً للمساكين؟

    الجواب: أما إطعام المساكين فهذا عمل كريم, والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر: ( أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء )، وقال: ( داووا مرضاكم بالصدقة ).

    وأما قراءة القرآن فربنا قال: وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ[يونس:82-57].

    أما التحديد بإحدى وأربعين مرة فما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم, اللهم إلا أن يكون مجرباً فلا حرج, فالقرآن شفاء ونور وهدى ورحمة. والله أعلم.

    والحمد لله أولاً وآخراً, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا المختار, وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756342513