أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم ، وها نحن في الباب الثاني وهو الآداب، وها نحن مع الفصل الخامس في الأدب مع النفس.
عرفنا أدب النية، ثم الأدب مع الله عز وجل والأدب مع كلامه والأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن الآن مع [ الأدب مع النفس].
(قد أفلح) أي: فاز ونجا من النار، ودخل الجنة دار الأبرار. من؟ الذي زكى نفسه. أسند التزكية إليه، إذ هو الذي يعمل على تزكية نفسه.
(وقد خاب) أي: خسر من دسى نفسه، وخيبته وخسرانه هو إلقاؤه في أتون الجحيم يخلد فيها أبداً.
إذاً: حقاً يؤمن المسلم بأن سعادته في حياته الأولى والثانية متوقف على تزكيته لنفسه وتأديبها وتطييبها وتطهيرها، والعكس فشقاؤها منوط بفسادها وتدسيتها وخبثها، لقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] فليكن أبيض أو أصفر، عربياً أو أعجمياً، في الأولين أو الآخرين، لا عبرة بهذا، العبرة كلها بروحه خبيثة أم طيبة فقط.
متى يدخل البعير في عين الإبرة الصغيرة؟! مستحيل! لن يدخل الجمل الأشم الأورق في عين إبرة صغيرة، كذلك ذو النفس الخبيثة وإن كان ابن الأنبياء أو أباً لهم، والله ما يدخلون الجنة أبداً، مستحيل، والله يقول: [ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف:40-41] ].
أما كيفية عروج أرواحهم إلى السماء فقد بين ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو أن العبد إذا حشرجت نفسه في صدره، ودقت ساعة وفاته، يأتي موكب من الملائكة إما أن يكونوا ملائكة رحمة، أو بالعكس ملائكة عذاب، فيأخذون الروح فيعرجون بها إلى السماء الأولى، فيستأذنون، فإن كانت مزكاة طاهرة أذنوا لهم وكذا في الثانية والثالثة والرابعة إلى تحت العرش، ويدون اسمها في كتاب عليين، ثم يعودون بها إلى القبر لتتم محنة الامتحان والاختبار، ثم تعود إلى الملكوت الأعلى.
وإن كانت خبيثة منتنة بأوضار الشرك والكفر والذنوب والمعاصي يعرج بها؛ فيستأذن لها فلا يؤذن لها فتعود من سماء الدنيا إلى القبر، ومن ثم إلى سجين حيث يدون اسمها في ذلك الكتاب، وتأتي للامتحان في القبر، ثم تعود إلى سجين إلى يوم القيامة.
فتأملوا قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا [الأعراف:40] ما المراد بالآيات؟ القرآن، وما يحمل من الشرائع والأحكام والعقائد والآداب.
وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا [الأعراف:40] ترفعوا، وأبوا أن يسمعوها مجرد سماع فضلاً عن أن يعملوا بها، هؤلاء لا تفتح أبواب السماء لأرواحهم، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، فمستحيل أن يدخل البعير في عين الإبرة، فدخولهم الجنة مستحيل وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ [الأعراف:40-41] أي: فراش، وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ [الأعراف:41] أي: أغطية وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف:41] الكل محرومون من دار السلام، وسبب ذلك: خبث نفوسهم، المجرمون أجرموا عليها فخبثوها، الظالمون ظلموها فخبثوها، والمكذبون المستكبرون حرموها من أنواع الهداية، فالكل في الجحيم. ثم قال تعالى: [ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [الأعراف:42] ] هذه الجملة كالاستثناء حتى لا تقول: وإذا عجزت، فإنك تعمل الصالحات في حدود قدرتك وطاقتك إذ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الأعراف:42] ]وسر ذلك: أن أرواحهم طيبة طاهرة، زكوها ونظفوها وطهروها بمادة الإيمان، والعمل الصالح. هل توجد مادة تزكي النفس غير الإيمان والعمل الصالح؟ والله لا وجود لها.
إما أن تؤمن ثم تعمل الصالحات وبذلك تجنبت المدسيات من الشرك والمعاصي وإلا فالمصير معلوم.
صدر حكم الله قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [ الشمس:9-10] من يراجع الله في هذا وهو القائل: وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد:41]؟! من يعقب على الله؟
يعقب على أحكام قد تكون خاطئة، قد يكون أهلها غير مستقيمين، أما الله إذا أصدر حكماً لن يخطئ فيه، ولن يظلم أحداً.
إن وراء ذلك سراً عجيباً، وهو أن طاعة الرسول زكت نفسه وطيبتها وطهرتها؛ لأنه آمن وعمل الصالحات، واجتنب الشرك والمعاصي والآثام. ( ومن عصاني فقد أبى )؛ لأن من عصاه خبث نفسه.. دساها لوثها بالشرك والذنوب والمعاصي.
وهذا من الحكم المحمدية، كل الناس يغدو، فلا يوجد من لا يخرج للعمل، ما منا والله إلا عامل، والذي لا يعمل إما مجنون وإلا لا عقل له ( كل الناس يغدو فبائع نفسه ) والذي اشتراها هو الله، فمن باعها لله أعتقها، ومن باعها إلى الشيطان أوبقها، فالمعتق لها هو المخلص لها من عذاب النار، والموبق لها المهلك لها بعذاب النار.
هذه أدلة الكتاب والسنة على أنه يجب علينا أن نعمل على سعادة أنفسنا وذلك بتزكية نفوسنا وتطييبها وتطهيرها بالإيمان الصحيح والعمل الصالح، وأن نبعدها عما يشقيها ويرديها مما يخبثها ويدسيها من الشرك والمعاصي، وكبائر الذنوب والآثام.
ولا ننسى قول الرسول: ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني ) لأن طاعتي تزكي النفس، أطاعه في الإيمان والعمل الصالح وترك الشرك والمعاصي ( ومن عصاني ) معناه: أشرك وكفر وعمل الذنوب والآثام فقد أوبقها.
[ وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: ( إن المؤمن) ] المؤمن بحق [(إذا أذنب ذنباً)] ولو نظرة محرمة، أو كلمة سوء، أو تمرة مسروقة، ذنباً من الذنوب [ (كان نكتة سوداء في قلبه ) ] القلب كتلة من نور، الذنب يذنبه العبد يقع نكتة سوداء على ذلك القلب [ ( فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه ) ] مسح ذلك الذنب، (تاب) رجع وقال: أستغفر الله. (ونزع) ترك المعصية وعاتب نفسه ولامها على ذلك الذنب. (صقل قلبه) مسح كما تمسح المرآة وتصقل [ ( وإن زاد) ] زاد فوق الذنب الأول ذنباً ثانياً وآخر [ ( زادت حتى تغلق قلبه) ] وتغطيه [ (فذلك الران الذي قال الله فيه: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14])] فسر لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم الران.
قوله صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن إذا أذنب ذنباً) إذ ما منا إلا ويذنب، فليس بيننا معصوم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(كان نكتة سوداء) أين؟ (في قلبه) محطة التلقي والإرسال (فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه) مسح، ما بقي فيه أثر (وإن زاد) ذنباً آخر (زادت) النكتة واتسعت (حتى تعلو قلبه) وتغطيه، ومن ثم (فذلك الران الذي قال الله تعالى فيه: بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14]. غطاها وغشاها ما كانوا يكسبون من الذنوب والمعاصي [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( اتق الله حيثما كنت )] هذه نصيحة محمدية قدمها لأحد أصحابه، وهي مقدمة لكل مؤمن ومؤمنة إلى قيام الساعة [ ( اتق الله) ] يا عبد الله [ (حيثما كنت ) ] في السماء في الأرض، في البر في البحر، في الفقر في الغنى، في الصحة في المرض، في الذل في العز، على أي حال [ ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) ] إرشاد عجيب هذا، أتبع السيئة الحسنة على الفور تزيلها، أما إذا تركت السيئة أياماً أو ليالي، وزدت أخرى يحال بينك وبين تنظيفها [ ( وخالق الناس بخلق حسن ) ] فمخالقة الناس بالخلق الحسن مظهر من مظاهر الإيمان وزيادة البصيرة وزيادة في العبادة والطاعة.
الخلاصة: يجب أن نؤدب أنفسنا، بأن نحملها على فعل الحسنات لتزكو وتطهر وتطيب، ونباعد عن فعل السيئات حتى لا تخبث وتنتن وتتعفن، نحن المسئولون عنها، وقد عرفنا المصير في حكم الله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] وحكم الرسول: ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ) وعرفنا أن طاعة الرسول هي الإيمان والعمل الصالح، وعليهما تزكو النفس، ومعصيته هو الشرك والمعاصي والذنوب، وعليها تتدسى النفس، فإذا خبثت لن يقبلها الله أبداً.
[ وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ) ]، رسول الله يتوب في اليوم مائة مرة ونحن لا نتوب ولا مرة في اليوم، لأننا ما عرفنا، وما علمنا، على الأقل كلما تتذكر قل: أستغفر الله وأتوب إليه ثلاث مرات، قلها مائتين.. ثلاثمائة مرة في اليوم، هكذا كان الرسول يتوب [ وقوله- صلى الله عليه وسلم-: ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) ] الوقت الذي لا تقبل فيه التوبة وقتان: وقت قصير وهو عندما تحشرج النفس في الصدر، إذا غرغرت فلا توبة، والوقت البعيد إذا طلعت الشمس غداً من المغرب، إعلاناً بنهاية الحياة، اختل الفلك والشمس ورجعت إلى الوراء. إذاً: عما قريب وإذا الكون يتبخر.
أما الأولى: فقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) من شاهد المرضى عند الموت يسمع الغرغرة، وذلك مثل بطارية الكهرباء لما تنفذ الطاقة تغرغر، وتصاب بالحشرجة في النفس.
والله يقول: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ [النساء:17] حقاً لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:17] وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ [النساء:18] ماذا بعد؟ ما تجدي ولا تنفع. [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) ] الحمد لله، إياك أن تفهم أنك تخاف ما يقبل الله توبتك، انزع هذا من ذهنك، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، إلى أن تطلع الشمس من مغربها، إذا طلعت أغلق باب التوبة، فلا يقبل الله توبة تائب.
معنى هذا عجل بالتوبة في أي وقت قبل أن تغرغر وقبل أن تطلع الشمس من مغربها، واعلم أن الله يبسط يده ويقبل توبة عباده، لا يوجد عبد يتوب إلى الله ويطرده الله، أبداً والله ما كان [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية -صحراء- مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت -أي: راحلته- فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه؛ فالله تعالى أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده ).
الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، كيف نكافئ الله؟ الحمد لله، الحمد لله، الله يفرح بتوبتنا إذا تبنا فرحاً لا نقوى عليه، أشد من فرح إنسان كاد يموت ونجاه الله. الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله [ وما روي من أن الملائكة هنأت آدم بتوبته لما تاب الله عليه ] آدم أكل من شجرة نهي عن الأكل منها، فلما تاب الله عليه هنأته الملائكة.
الجواب: لا. يقول: علي دين، وعندي شيء من المال، هل يجوز لي أن أتصدق من هذا المال؟ لا، سدد دينك أولاً ثم تصدق، وإن كان دينك آلاف وتريد أن تتصدق بعشرة ريالات، أعطها لصاحب الدين، هذا هو الطريق المستقيم؛ لأن دينك إذا مت نفسك منوطة به مربوطة لا تدخل الجنة حتى يسدد، والصدقة ما أنت بملزم بها، هذه نافلة، إلا إذا وجدت من يكاد يموت جوعاً أو عطشاً مثلاً نعم، إنقاذ أخيك أولى من الدين، نعم.
الجواب: السائل يقول: هل يجوز لي أن أتوسل إلى الله لقضاء حوائجي بالعمل الصالح؟ الجواب: هذا هو الحق، نتوسل إلى الله بصلاة ركعتين، بصدقة بريالين، بتسبيح مائة مرة، بتلاوة جزء من القرآن، بتلاوة سورة، بزيارة مريض، بزيارة قبور في مقابرهم، ونسأل الله حاجتنا متوسلين إليه بذلك العمل الصالح، هذا هو التوسل.
أما التوسل: أسألك بحق فلان وجاه فلان، هذه خرافة وضلال، التوسل الحقيقي هو أن تطيع الله فيما يحب أن تفعله وتسأل حاجتك بعد ذلك.
الجواب: يقول السائل: صاحب ورشة لإصلاح الأدوات، يجيئه مسلم يريد أن يصلح أداته، فيشترط عليه إذا ما رجع بعد شهرين أن يبيعها ويأخذ حقه منها، فيوافق على الشرط ثم لا يحضر، المسلمون على شروطهم، فما دام اتفق معه على شرط معين فيجب أن يوفيه، فإن لم يوف الحق فلصاحبه الشرط ولا حرج.
الجواب: هذا ليس حديثاً نشرحه أو حكماً شرعياً، هذا فهم إنسان يقول: هل إذا أكثرت من السلام على الرسول يقوى إيماني ويزيد؟ وعليه نتردد على القبر طول النهار؟
هذا من أعمال العوام، سلامك على رسول الله وصلاتك عليه يرفع إيمانك، سلامك على إخوانك المؤمنين يزيد في إيمانك.
الجواب: قال: نذر مؤمن لله نذراً، وهو أن يذبح إذا حملت امرأته بولد، وقد حملت -هنيئاً لها ولك، الحمد لله- قال: والآن ليس عنده ما يذبح، فينتظر حتى يوجد عنده ما يذبح ويذبح ولو بعد عشرين سنة.
الجواب: ورد في الحديث الصحيح: ( من فاتته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله )، كأنما خسر أهله وماله مقابل ضياع صلاة العصر، هذا الحديث الصحيح، وقوله: ( فقد حبط عمله ) أي: فسد الذي عمله في ذلك اليوم، وإن تعمد ترك صلاة العصر عمداً كفر، وعليه بطل عمله كله، وعليه أن يسلم من جديد.
إذا أبى أن يصلي العصر كافراً بها حبط عمله كله، فإذا أسلم يبتدئ من جديد، وإذا كان ما هو عامد تركه، وإنما تركها نسياناً أو جهلاً أو ضعفاً ليس كاره لها حبط عمله في ذلك اليوم.
الجواب: هذا وسواس في صدور الناس يقول: أيهما أفضل: نمشي مع الجنازة وإلا نحضر في الدرس؟ الجواب: إذا كان العلم ضرورياً فيجب أن يحضر مجلس العلم ويترك الجنازة ولو كانت جنازة أمه أو أبيه، وإذا كان ليس ضرورياً، فهو عالم وإنما زيادة علم أو زيادة معرفة فهو مخير إن شهد الجنازة له أجرها، وإن جلس في مجلس العلم له أجره، ولا يحرم هذا ولا ذاك.
الجواب: على كل إذا تخاصم اثنان وتقاطعا فالأول الذي يبدأ بالسلام هو الذي يفوز بالجائزة، أنت ابدأ بالسلام وسلم عليه وكلمه وإن رفض فلا قيمة لرفضه، فأنت برأت نفسك.
إذا تخاصم اثنان أو تنازعا لا يقبل لهما دعاء حتى يعودا ويصطلحا وأيهما يبدأ بالسلام فاز بها، فما دمت قد وفقت لأن تسلم عليه وتكلمه وهو رافض، فأنت نجوت وهو في هلاكه.
الجواب: ما نقول المهدي المنتظر، ما ننتظره نحن، وإنما نقول: لابد من وجود مهدي اسمه محمد بن عبد الله، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الدنيا عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً )، فإذا فسد العالم الإنساني، والدنيا امتلأت بالظلم والشر والفساد يأتي الله بهذا الرجل، ويجاهد الأمة ويصلحها ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً، متى؟ الله أعلم.
وأما مهدي الروافض فهذا شيء ثان، أما مهدي أهل السنة فرجل اسمه محمد بن عبد الله يصلح الله به البلاد والعباد لما يأذن الله بذلك، لكن يكون الوضع سيئاً فيعم الفساد والشر البلاد الإسلامية، فيأتي الله بهذا العبد المؤمن، ويجاهد، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً. بهذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن نؤمن به، ولكن لا نقول أنه مدفون في كذا أو كذا.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر