وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد.
فها نحن مع سورة الرحمن المكية المباركة الميمونة، ومع هذه الآيات، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:62-78].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن:62], سبق في الآيات التي تدارسناها من هذه السورة قول الله عز وجل: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46], لمن خاف مقام ربه فلم يكفر ولم يشرك، ولم يفسق ولم يفجر حتى توفاه الله ونفسه زكية طيبة طاهرة, له جنتان، هذا وعد الله.
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ [الرحمن:46] خاف أن يقف بين يديه ويسأله: لم فجرت؟ لم كفرت؟ لم فعلت الباطل والسوء؟ فخاف، فمن ثم لم يعص الله، لم يترك واجباً أوجبه الله ولم يفعل محرماً حرمه الله حتى توفاه الله، هذا له جنتان، ووصف تعالى الجنتين بالصفات العظيمة.
الراجح أن الأوليين أكمل من الأخريين، لم؟ لأن الأوليين لأصحاب القنوت، للقانتين لربهم، للسابقين، والأخريين لأصحاب اليمين، ففي سورة الواقعة يقول تعالى وقوله الحق: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ [الواقعة:10-14]، ثم قال تعالى: وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ [الواقعة:27], والظاهر هو هذا، أن الجنتين السابقتين لأهل التقوى، لأهل اليقين، لأهل المسابقة في الخيرات, للذين ما عصوا ربهم حتى ولو بنظرة محرمة، وهاتان الجنتان الآتي ذكرهما الآن للمؤمنين الصادقين الذين خافوا ربهم، لكن قد يحدث فيهم ما يحدث من ذنب ويتوبون ويستغفرون.
فلنستمع إلى وصف الجنتين الأخيرتين، حيث قال تعالى: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:62-63], لا بشيء من آلاء ربنا نكذب، هذه إنعاماته، هذه إفضالاته، هذا إحسانه، فلهذا فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:63]؟ فقولوا: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:65]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب، هذه نعمه أعدها لأوليائه من صالحي عباده فآمنا بها.
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ [الرحمن:66] العين النضاخة التي تفور بالماء.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:67]؟ لا بشيء من آلائك ربنا نكذب، ربنا لك الحمد.
ولعلها لطيفة قرآنية؛ ففي التمر وفي الرمان من الفوائد ما لا يعرفه إلا أصحاب العلم، فجائز أن يكون هذا سبب تخصيص الرمان والتمر, فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ [الرحمن:68], فخص النخل والرمان بالذكر مع أنهما داخلان في الفواكه لحكمة يعلمها هو, ولا شك أن في التمر والرمان فوائد عجيبة مما يعود على الجسم البشري.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:69]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.
فِيهِنَّ [الرحمن:70] أي: في تلك الجنات الأربع حور عين, خَيْرَاتٌ حِسَانٌ [الرحمن:70] سواء من الحور العين أو من الآدميات اللاتي دخلن الجنة وخلقهن الله تعالى على خلق عظيم جميل.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:71]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.
وهنا يتلطف عبد الله بن عباس ويقول: هذا دليل على أن المرأة المسلمة لا تخرج من خيمتها، لا تخرج من بيتها، ما هي في حاجة إلى أن تخرج السوق أو إلى البستان، تلزم بيتها، وهو كذلك, لمدح الله هؤلاء النسوة, فكيف مدحهن؟ قال تعالى: مَقْصُورَاتٌ [الرحمن:72] محبوسات فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72] ما يخرجن أبداً.
وعاش المؤمنون في الصدر الأول وإلى الآن والمؤمنات والله! ما يخرجن إلا من ضرورة، مقصورات في بيوتهن في خيامهن, فهذا مدح للنساء: مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72].
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:73]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب، ربنا لك الحمد.
يبقى السؤال: هل هؤلاء الحور العين هن المؤمنات في الدنيا؟
الجواب الصحيح: الحور العين الموجودات الآن خلقهن الله في الجنة، والمؤمنات من الإنس والجن يبعثهن الله على أجمل ما يكن وأحسن ما يكن، لا على هيئتهن هذه، فيكن أيضاً حوراً مقصورات في الخيام.
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ [الرحمن:72-74], طمث يطمث: إذا جامعها وافتض بكارتها, لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ [الرحمن:74] ما تزوجها أحد لا من الإنس ولا من الجن، تقدم لك بكراً لم تفتض بكارتها.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:75]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب، ربنا لك الحمد.
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ [الرحمن:78] ذي العظمة والقدرة والقوة, وَالإِكْرَامِ [الرحمن:78] والإنعام على عباده.
فختمت السورة بهذه الآية الكريمة: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ [الرحمن:78] يا أيها السامع، يا رسولنا, ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:78].
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: بيان أن نعيم الآخرة أعظم وأجل من نعم الدنيا ].
من هداية هذه الآيات التي تدارسناها: أن نعيم الجنة أعظم وأكبر من نعيم الدنيا، نعيم الدنيا -سواء النساء والطعام والشراب والفواكه- والله! ما هو بشيء بالنسبة إلى نعيم الآخرة.
[ ثانياً: فضيلة التمر والرمان, فلنبحث منافعهما فإن الحقيقة بنت البحث ].
من هداية الآيات: بيان فضيلة التمر والرمان، وقلت لكم: لا شك أن فيهما خيراً ومنافع للناس، ولو أن الأطباء والمختصون يبحثون ويدققون فسيجدون فوائد في الرمان لا توجد في التفاح ولا في غيره، سيجدون في التمر كذلك فوائد، ولهذا خصهما الله بالذكر, فالمؤمنين يحبون التمر والرمان لأنهما من أعظم الفواكه.
[ ثالثاً: فضل المرأة المقصورة في بيتها وذم الولاجة الخراجة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ].
من هداية هذه الآيات: بيان فضل المرأة المقصورة في بيتها التي لا تخرج أبداً من بيتها، ولا تكون ولاجة ولا خراجة كما قال ابن عباس ، ملازمة لبيتها، وإلى الآن يوجد في المدينة نساء ما يخرجن أبداً إلا من ضرورة, كالخروج إلى المسجد النبوي مثلاً، وهذا شأن المؤمنات الصالحات، وهذه حالهن في كل مكان، أما مدحهن الله تعالى فقال: مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72]؟ أليس هذا مدحاً؟ نعم؛ لأن الزوج ما يريد أن ترى زوجته في الشوارع، يراها زيد ويراها عمرو وتنظر إلى فلان وفلان، والله! ما يرضى الفحل بهذا بحال من الأحوال، وهذه الغريزة التي غرزها الله فيه والطبيعة التي طبعه الله عليها، ولهذا أثنى على حور العين فقال: مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72] ما يخرجن ولا يتجولن هنا وهناك.
[ رابعاً: بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها ].
من هداية الآيات: أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها كالإنس، وقد علمنا علماً يقيناً أن المخلوقات: ملائكة خلقهم الله من النور، وآدميون خلقهم الله من الطين، والجن خلقهم الله من النار, ثلاثة عوالم، والعالم الرابع: الحيوانات, وكلها مخلوقة من ماء، فعالم الجن كعالم بني آدم، بل قد يكونون أكثر عدداً منا، فيهم البر والفاجر، المؤمن والكافر، الصالح والفاسد كبني آدم، فلهذا يدخلون الجنة ذكوراً وإناثاً ويسعدون فيها، بدليل هذه الآية الكريمة.
[ خامساً: البركة تنال ببسم الله الرحمن الرحيم ].
من هداية هذه الآيات معشر المستمعين والمستمعات: أن البركة تنال بذكر اسم الله، فلهذا اذكروا اسم الله على الأكل، على الشرب، على اللباس، على القيام، قولوا باسم الله دائماً وأبداً تظفروا ببركة اسم الله، أما قال تعالى: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ [الرحمن:78]؟ فالبركة العظيمة في اسم الله عز وجل.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن:62] من دون الجنتين السابقتين للسابقين, فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:63]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب؟ مُدْهَامَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ [الرحمن:64-68], أما أشجار النخل والرمان في دار السلام في ذلك العالم العلوي فلا تساوي أشجارنا ونخيلنا بالنسبة إليها شيئاً.
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ [الرحمن:68] أين هذه الجنة؟ والله! إنها لفوق السماء السابعة، موجودة الآن فوق السماء السابعة.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ [الرحمن:69-70] ولهذا يسمي الناس بناتهم خيرة، بمعنى خيّرة, فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:70-72], فهناك قصر وخيمة، والآن الأغنياء عندهم قصور وعندهم خيام يخرجون بها، وخيمة الجنة ستون ميلاً طولهاً, وهذه الخيام من الدر الأبيض، ما هي من جلد ولا شعر ولا صوف, من الدر الأبيض، من فضة وذهب.
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:72-78].
الجواب: اغتسل من جنابتك؛ لأن الاحتلام جنابة, خرج منك المني في منامك، إذاً: فاغتسل وأعد صلاة الظهر وصل العصر وهكذا، فلو أن شخصاً بعد صلاة المغرب وجد منياً في ثوبه فماذا يفعل؟ يقال له: من آخر نومة نمتها تغتسل، إذا كان ما نام من صلاة الصبح فمعناه: أن يغتسل ويصلي الصبح والظهر والعصر، وإذا نام في الضحى أو في القيلولة فمن حيث نام يغتسل ويصلي الظهر والعصر.
الجواب: لا يجوز.. لا يجوز، والله! لا يجوز، فما بين هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سنه ولا علمه أصحابه، ولا ذكره في أحاديثه، فقراءة القرآن نتوسل بها إلى الله ليغفر لنا ويرحمنا, ما هي بالمال أو أن فلاناً يقرأ عليك أو تقرأ عليه، تقرأ أنت في نفسك في بيتك، وفي بيت ربك, وترفع يديك إلى الله وتسأله المغفرة والرحمة لك ولميتك، أما هذه الطريقة البدعية التي يقولون فيها: تعالوا واقرءوا القرآن لنعطيكم مالاً أو نغديكم ونعشيكم والثواب للميت؛ فما هي بصحيحة أبداً.
الجواب: لا يجوز، ما دامت في حيضتها فلا تقرأ القرآن ولا تمس المصحف لا بيدها ولا بعود، وتصبر على ذلك وتذكر الله وتشكره سبعة أيام أو خمسة أيام أو ثمانية حتى تنتهي حيضتها وتغتسل وتقرأ القرآن وتعلم أولادها، فلتصبر ولتحتسب أجرها على الله.
وأفتى بعض الفقهاء القدامى فقالوا: إذا كانت المرأة تحفظ شيئاً من القرآن وخافت نسيانه فلها أن تقرأ القرآن لهذا الغرض, لا تعبداً, بل من أجل أن تحفظ ما حفظته ولا تنساه، فهذه الفتيا موجودة.
الجواب: إذا كنت قد اعتمرت عن نفسك قبل اليوم فاعتمر عن أمك أو أبيك ولا حرج، وإذا كنت ما اعتمرت قبل, وهذه أول عمرة لك؛ فلا تعتمر إلا عن نفسك أولاً، وبعد ذلك اعتمر عن أمك أو أبيك.
الجواب: تغتسل، وتحرم معكم من الميقات وتدخل مكة, وتلبي، وتبقى في الفندق حتى تطهر من حيضها وتغتسل ثم تطوف وتسعى وتقصر من شعرها فتتم عمرتها، هذا هو الطريق.
ويبقى ما إذا قال رفاقها: ما نستطيع أن نقيم يومين بعد اليوم في مكة، فلا بد أن نعود، فماذا تصنع هذه المرأة؟ هل تبقى في مكة بلا محرم وهي لا تعرف أحداً؟ كيف تعيش؟ ماذا تصنع؟
قالت العلماء: تغتسل وتطوف وتسعى وتذبح شاة، فإن عجزت صامت عشرة أيام وتعود إلى بلدها.
الجواب: صلاتك تؤجر عليها ويجب أن تعيدها، لا تصح الصلاة إلا وراء من تشاهدهم أمامك صفوفاً، وكنت في نافذة وتشاهد الصفوف أمامك, فحيئنذ صل فلا بأس، لكن مجرد الصوت معناه أن كل الناس يصلون في بيوتهم على الإذاعة، وهذا لا يصح, لا يصح أبداً، فعليك أن تقضي تلك الصلاة, أي: تعيدها.
الجواب: يا مؤمنة! ما شرع لك الرسول صلى الله عليه وسلم أن تأتي إلى قبره، والله! ما أذن لك، يكفيك أنك تصلين في المسجد النبوي، فكلما دخلت المسجد صليتِ وسلمتِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما هناك مطالبة بزيارة القبر حتى تودعيه وتخرجي من المدينة، لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً بيننا فالمرأة لا تودع, ما هو من شأنها هذا، فالرسول صلى الله عليه وسلم في الملكوت الأعلى في دار السلام في مواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فكيف تأتين وتودعينه تقولين: أودعك يا رسول الله؟! هذا كلام جهل، وعدم بصيرة، وعدم علم،و عدم معرفة.
فأنت أيها الزائر ما هو بمشروع لك أن تودع الرسول صلى الله عليه وسلم، فصل في المسجد ما شاء الله، فإذا فرغت من زيارتك فتفضل واخرج، إلا أنه يجوز لك أن تسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم كل يوم على قبره: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر الصديق ، السلام عليك يا عمر الفاروق, لا بأس, فذلك مشروع؛ لأنك مسافر، تقضي يومين أو ثلاثة وأنت تسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره، ولا تقل: أنا أودع الرسول صلى الله عليه وسلم وأزوره.
الجواب: الحلق أفضل؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله المحلقين ) ثلاث مرات، فقالوا: والمقصرين؟ فقال: ( والمقصرين ), إذاً: فالحلق أفضل في الحج والعمرة.
وفي الآية الكريمة يقول تعالى: مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح:27] بدأ بالحلق لأنه أفضل، هذا بالنسبة للرجال، أما النساء فلا، تجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنملة فقط.
الجواب: الدبلة كلمة مصرية سمعناها من إخواننا المصريين، ونسميها الزبلة لا الدبلة، وهي مأخوذة عن النصارى المسيحيين، ما عرفها المسلمون، هذه الدبلة يجعلها في يدها من ذهب أو غيره, ويقول: إياك أن تبيعيها فينتهي النكاح وتفسد الحياة! فهذه الدبلة والزبلة ليست عندنا في الإسلام أبداً.
الجواب: أقول: لا بأس بتكرار الزيارة في حق المسافرين الزائرين للمدينة، أما أهل البلاد المقيمون بها فلا يتكرر هذا منهم، وكان الصحابة إذا سافروا وعادوا يسلمون على الرسول صلى الله عليه وسلم كـابن عمر وغيره.
وأما قوله: إذا وقفت أمام القبر أرفع يدي على صدري وأغمض عيني وأسلم؛ فهذه الصورة تكون في الصلاة، وضع اليدين على الصدر والخشوع هكذا يكون في الصلاة لله تبارك وتعالى، أما لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالساً وجئت تسلم عليه فهل ستعمل هكذا؟ لن يقبل منك هذا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر