إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب الرخصة في البكاء على الميت) إلى (باب شق الجيوب)

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب الرخصة في البكاء على الميت) إلى (باب شق الجيوب)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • رخص الشرع في البكاء على الميت لكن دون دعوى الجاهلية أو السلق أو ضرب الخدود، أو حلق الرءوس وشق الجيوب؛ لأن كل ذلك منهيٌ عنه لما فيه من التسخط وعدم الرضا بأقدار الله.

    1.   

    الرخصة في البكاء على الميت

    شرح حديث: (... دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرخصة في البكاء على الميت

    أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل هو ابن جعفر عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء أن سلمة بن الأزرق قال: سمعت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: (مات ميت من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمع النساء يبكين عليه، فقام عمر ينهاهن ويطردهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن يا عمر! فإن العين دامعة، والقلب مصاب، والعهد قريب)].

    يقول النسائي رحمه الله: الرخصة في البكاء على الميت.

    لما ذكر في الباب السابق النياحة وما ورد من الأحاديث في تحريمها والمنع منها، ذكر هذه الترجمة وهي: الرخصة في البكاء، وسبق أن مر أيضاً قبل النياحة في البكاء على الميت، وأورد فيه أحاديث دالة على الجواز، ولكنه أعاد هذه الترجمة بهذا اللفظ: الرخصة في البكاء على الميت، وأورد فيها حديثاً عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه مات ميت من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فاجتمع النساء، فجعلن يبكين، فنهاهن عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهن، فإن العين باكية، والقلب مصاب، والعهد قريب) المقصود منه: دعهن فإن العين دامعة، يعني: دعهن يبكين، وأنه يتركهن دون منع، ولعل ذلك كما هو واضح من نص الحديث أنه مجرد بكاء، وليس نياحة، ولا صياح، وإنما هو دمع عين، وحزن قلب، وهذا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث قد مضت من حديث جابر رضي الله عنه وغيره، وأن البكاء على الميت سائغ حيث لا يكون فيه رفع صوت بالمصيبة، وإنما دمع عين، وحزن قلب، فإنه والحالة هذه سائغ فلا بأس به.

    وقال هنا: [(فإن العين دامعة، والقلب مصاب)]، يعني: أنه حصلت مصيبة حزن القلب لها، [(والعهد قريب)] يعني: العهد بالوفاة قريب، وهذا وقت شدة المصيبة. ولهذا من يملك نفسه عند الصدمة الأولى هذا هو الذي يحصل منه الصبر، الصدمة الأولى وهي: عندما يفاجأ الإنسان بالمصيبة، هذا هو الذي يكون عنده الثبات والصبر، أو الجزع، أما إذا طال العهد ومضى وقت، فإنه يحصل السلوان، وتخف المصيبة في القلب، ولكن عند الموت وعند حلول المصيبة هذا هو الذي يكون فيه شدة الخطب، وهو الذي يتميز فيه من يكون صابراً ممن يكون غير صابر، ولهذا قال: [(والعهد قريب)].

    تراجم رجال إسناد حديث: (... دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب)

    قوله: [أخبرنا علي بن حجر].

    هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، هو ثقة، حافظ، أخرج له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

    [عن إسماعيل].

    هو ابن جعفر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد بن عمرو بن حلحلة].

    هو محمد بن عمرو بن حلحلة، وهو ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

    [عن محمد بن عمرو].

    هو محمد بن عمرو بن عطاء، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أن سلمة بن الأزرق].

    مقبول، أخرج له النسائي وابن ماجه.

    [سمعت أبا هريرة].

    رضي الله تعالى عنه هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر هؤلاء السبعة حديثاً رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين، وهذا الحديث مما ضعفه الألباني، ولا أدري وجه تضعيفه، والحديث كما هو معلوم: معناه دلت عليه أحاديث سبقت ومرت، ذكرها النسائي، وأشياء لم يذكرها النسائي، وهي صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك بكاؤه هو على ابنه إبراهيم، وقوله: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فالبكاء ثابت، ودمع العين جاءت السنة بالدلالة عليه، فمعناه وما اقتضاه الحديث وما دل عليه الحديث هو ثابت في أحاديث أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    دعوى الجاهلية

    شرح حديث: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [دعوى الجاهلية

    أخبرنا علي بن خشرم حدثنا عيسى عن الأعمش (ح) وأخبرنا الحسن بن إسماعيل حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعاء الجاهلية) واللفظ لـعلي، وقال الحسن: بدعوى].

    أورد النسائي هذه الترجمة وهي: دعوى الجاهلية أي: الدعاء بدعوى الجاهلية، والجاهلية هي: ما كان قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عندهم أمور اعتادوها، وقد جاء الإسلام بتحريمها والمنع منها، ومن ذلك ما كانوا يفعلونه من رفع الصوت بذكر الشخص ومآثره، وندبته، وما إلى ذلك من الأشياء التي كانوا يفعلونها، فهذه من دعوى الجاهلية، وقد جاء الإسلام بمنعها، كما جاء بمنع أمور أخرى تحصل عند المصيبة، مثل: شق الجيوب، وحلق الرءوس، ورفع الصوت، فإن هذه أمور جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنعها وتحريمها، بل وبكونها من الكبائر؛ لأنه ورد اللعن فيها.

    وهنا أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [(ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعاء الجاهلية)] قال: وهذا اللفظ لـعلي، وقال الحسن: بدعوى.

    أي: الحسن بن إسماعيل قال: دعوى، معناه: أن الشيخين اللذين روى الحديث النسائي عنهما اختلفا في هذه الكلمة؛ فشيخه الأول وهو: علي بن خشرم أتى بالتعبير (بدعاء)، وشيخه الثاني في الإسناد الثاني: الحسن بن إسماعيل أتى (بدعوى)، وهما بمعنى واحد، وقد عقد الترجمة على لفظ الحسن بن إسماعيل وهي: دعوى الجاهلية، وهذا هو المشهور في الروايات: دعوى الجاهلية، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: [(ليس منا من ضرب الخدود)] يعني: تأثراً عند المصيبة وما يحصل من تمزيق الثياب وشقها وتخريقها إظهاراً للحزن؛ فإن هذه من الأمور المحرمة، وكذلك الدعاء بدعوى الجاهلية وهي: رفع الصوت أو فعل ما كان يفعله الجاهلية من ذكر الأشخاص عند موتهم، وبيان محاسنهم، وإظهار التفجع عليهم، والإتيان بأمور كان أهل الجاهلية يعتادونها، فنهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: [(ليس منا)].

    وقوله: [(ليس منا)]، يعني: ليس ممن هو على هدينا، وعلى طريقتنا، وعلى سنتنا، وليس معنى ذلك أنه ليس من المسلمين؛ لأنه من حصل منه ذلك لا يكون كافراً، ولكنه مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه هنا قال: [(ليس منا)] فقد لعن من فعل تلك الأمور كما في أحاديث جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    [(ليس منا)] ليس المقصود أنه ليس من المسلمين وأنه يكون كافراً، والنفي هذا إنما هو لكمال الإيمان، وليس لأصل الإيمان، ولمن يكون على المنهج والطريقة.

    والسنة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي ترك هذه الأمور، والابتعاد عن هذه الأمور التي هي من أمور وأعمال الجاهلية.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ...)

    قوله: [أخبرنا علي بن خشرم].

    هو المروزي، وهو ثقة، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي.

    وعلي بن خشرم هذا من المعمرين، ذكر في ترجمته أنه قال عن نفسه: (صمت ثمانية وثمانين رمضاناً) يعني: مضى عليه ثمان وثمانون سنة، وهو يصوم شهر رمضان، معناه: أنه معمر؛ لأنه ما دام أنه ثمانية وثمانون عاماً من عمره وهو يصوم معناه أنه عمّر.

    [حدثنا عيسى].

    هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأعمش].

    هو الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، والأعمش لقب اشتهر به سليمان بن مهران الكاهلي، ومعرفة ألقاب المحدثين نوع من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفة هذا النوع أن لا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر باسمه مرة، وبلقبه أخرى، فإن من لا يعرف يظن أن الأعمش شخص وأن سليمان بن مهران شخص آخر.

    [(ح) وأخبرنا الحسن بن إسماعيل].

    ثم قال (ح) وأخبرنا الحسن بن إسماعيل، والحاء هذه تدل على التحويل، أي: التحول من إسناد إلى إسناد؛ يعني: يذكر إسنادين ثم يلتقي الإسنادان عند شخص واحد، ثم يتحدان إلى نهاية الإسناد، فهذه الحاء تدل على التحويل؛ لأن الذي يكون بعدها ليس شيخاً للذي قبلها، وإنما هو رجوع إلى الإتيان بإسناد من جديد.

    والحسن بن إسماعيل المصيصي ثقة، أخرج له النسائي وحده.

    [حدثنا ابن إدريس].

    هو عبد الله بن إدريس الأودي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأعمش].

    وقد مر ذكره، وهو ملتقى الإسنادين الأول والثاني.

    [عن عبد الله بن مرة].

    ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن مسروق].

    هو مسروق الأجدع، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله].

    هو عبد الله بن مسعود الهذلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من علماء الصحابة ومن كبارهم، وكانت وفاته سنة (32هـ) وبعض العلماء يعده من العبادلة الأربعة، ولكن الصحيح أنه ليس منهم؛ لأن العبادلة هم من الصغار كلهم، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، فهؤلاء الأربعة في زمن واحد، وقد أدركهم من لم يدرك كبار الصحابة، فعده -أي: ابن مسعود- بعضهم في العبادلة الأربعة، ولكن المشهور والصحيح أنه ليس منهم؛ لأن العبادلة الأربعة هم من الصغار وكانوا في سن متقارب، وقد أدركهم من لم يدرك ابن مسعود ومن كان في طبقة ابن مسعود من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

    1.   

    السلق

    شرح حديث: (... ليس منا من حلق ولا خرق ولا سلق)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [السلق

    أخبرنا عمرو بن علي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عوف عن خالد الأحدب عن صفوان بن محرز قال: أغمي على أبي موسى رضي الله تعالى عنه فبكوا عليه، فقال: أبرأ إليكم كما برئ إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من حلق، ولا خرق، ولا سلق].

    أورد النسائي هذه الترجمة وهي: السلق، والمراد بالسلق هنا: رفع الصوت عند المصيبة، يعني: سلقه بلسانه، معناه أنه تكلم عليه، ورفع صوته عليه، فالسلق هو رفع الصوت، ومثله الصلق، ولهذا يقال: السالقة والصالقة، والمراد بها: التي ترفع صوتها عند المصيبة، السالقة والصالقة هما بمعنى واحد يأتيان بالسين والصاد، والمراد بها من ترفع صوتها عند المصيبة.

    وقد أورد النسائي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنه أغمي عليه فأفاق، وإذا به يسمع رفع صوت، فجاء في بعض الروايات أن امرأته صاحت فقال: [أبرأ إليكم كما برئ إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم]، فالرسول صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة ونحن نبرأ مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني: أننا ننكر هذا ونعيبه، ولا نرضاه، وننكر على من يحصل منه ذلك؛ لأن الواجب هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه، وهو قد منع من ذلك، فنحن نكره هذا ونمنعه، وننكر على من يحصل منه.

    كان أغمي عليه رضي الله تعالى عنه، ولما أفاق وسمع الصياح بادر إلى ذكر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يدلنا على ما كان عليه أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم من بيان السنن ولو كانوا في حالة شديدة من المصيبة ومن المرض؛ فإنه كان في مرض شديد، ولكن ذلك ما منعه من أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن ينبه على ما شاهده وعاينه أو سمع به من أمر منكر.

    ومثل هذا الصنيع الذي صنعه أبو موسى رضي الله عنه حصل أيضاً من عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه كما في صحيح البخاري؛ أنه لما طعنه المجوسي وهو يصلي بالناس الصبح، ونال الشهادة بهذه الطعنة، وبقي أياماً يغمى عليه ويفيق، وكان يأتيه الناس يعودونه ويزورونه، فجاء إليه شاب فأثنى عليه خيراً، وقال: هنيئاً لك يا أمير المؤمنين! صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم وليت فعدلت، وعملت كذا، وكذا، وكذا، ويذكر شيئاً، فقال رضي الله عنه: (وددت أن يكون ذلك كفافاً لا عليّ ولا لي)، وهذا من تواضعه، وهذا شأن أهل الكمال عندهم الأعمال العظيمة، ومع ذلك يحتقرون أنفسهم، ويهضمون أنفسهم، ويقول عمر رضي الله عنه هذه المقالة وهو يعلم بأنه من أهل الجنة، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ولكن الأمر كما قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]، فهم مع إحسانهم، ومع قيامهم بما يرضي الله عز وجل، وفعلهم الأفعال المجيدة والعظيمة، كان الواحد منهم يهضم نفسه، ويتواضع لله، ومن تواضع لله رفعه الله عز وجل، ثم ولى الغلام، ولما ذهب وإذا ثوبه يمس الأرض، يعني: ثوبه نازل، فقال: ردوا عليّ الغلام، فلما رجع إليه قال: يا ابن أخي! ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك، وأنقى لثوبك، يعني: في هذه الشدة يغمى عليه ويفيق، ومع ذلك لما رأى هذا الثوب الذي قد نزل من هذا الرجل الذي أثنى عليه ومدحه وأرشده إلى السنة، وأن الإنسان لا يسبل ولا ينزل ثيابه، وإنما يرفعها عن الكعبين كما جاءت بذلك السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    وقد أرشده إلى فائدة دنيوية وفائدة أخروية؛ فائدة دنيوية وهي: سلامة الثوب، ونظافته، والإبقاء عليه، قال: فإنه أنقى لثوبك؛ لأنه إذا نزل كان عرضة للأوساخ، وأتقى لربك، وهذه فائدة دنيوية وأخروية؛ لأن تقوى الله عز وجل فيها كل خير في الدنيا والآخرة، فيها ما يعود على الإنسان في الخير في الدنيا والآخرة.

    فالحاصل: أن شأن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم أنهم كانوا من أسبق الناس إلى كل خير، وأحرص الناس على كل خير، وكانوا دعاة إلى الله على بصيرة، وكانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ وكون الواحد منهم يكون في شدة فلا يمنعه ذلك من أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. ثم بعض الناس إذا سمع في مثل الكلام على الإسبال أو ما إلى ذلك يستهين بهذا الأمر ويقول: مثل هذه الأمور لا يصلح أنه يشتغل بها، وعليه أن يشتغل في الأمور الكبيرة، وهذه لا يصلح أن يشتغل بها، ويقولون: إن الدين لباب وقشور، وهذه من القشور، فيعتنى باللباب وتترك القشور، فهذا كلام باطل؛ فالدين كله لباب وليس فيه شيء يستهان به، لا شك أن بعضه أهم من بعض، لكن ليس معنى ذلك أنه يترك الأمر الذي هو دون غيره، وإذا وجد الأمران الكبير والذي هو دونه فطبعاً ينبه على ما هو أكبر قبل أن ينبه على ما هو أصغر، فيبدأ بالأهم فالأهم، لكن لا يجوز أن يقال: إن في الدين لباباً وقشوراً، وأن هناك قشور هي من الدين؛ فهذا كلام من أبطل الباطل، وكلام في غاية السوء، بل الدين كله خير وكله لباب، نعم.. يمكن أن يقال: هناك أمور بعضها أهم من بعض، ويبدأ بالأهم فالأهم، هذا كلام صحيح، وإذا وجد أمران خطيران فالتنبيه على الأخطر أعظم من أن يشتغل بالذي هو دونه ويترك؛ إذا كان الإنسان الذي فيه هذا الأمر عنده أمران أحدهما أخطر من الثاني فلا شك أنه ينبه على ما هو الأخطر قبل أن ينبه على ما هو دونه.

    الحاصل: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الرسل الكرام، هم خير هذه الأمة التي هي خير الأمم، وهذا هو شأنهم، وهذه طريقتهم وهذا منهجهم؛ دعاة إلى الخير لا تأخذهم في الله لومة لائم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... ليس منا من حلق ولا خرق ولا سلق)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا سليمان بن حرب].

    هو سليمان بن حرب البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عوف].

    هو عوف بن أبي جميلة الأعرابي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن خالد الأحدب].

    هو خالد بن محرز المازني، ثقة، عابد، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

    [أبي موسى].

    هو عبد الله بن قيس الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مشهور بكنيته ونسبته، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    1.   

    ضرب الخدود

    حديث: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ...) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ضرب الخدود

    أخبرنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)].

    أورد النسائي حديث ابن مسعود رضي الله عنه من طريق أخرى: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية) وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [محمد بن بشار].

    هو الملقب: بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [حدثنا يحيى].

    هو ابن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن سفيان].

    هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني زبيد].

    هو زبيد بن الحارث اليامي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن إبراهيم].

    هو إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو الذي اشتهر عنه الكلمة المشهورة التي يذكرها الفقهاء في كتبهم: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه)، يعنون بذلك: الذباب، والجراد، وغير ذلك مما ليس فيه دم، يقولون: ما لا نفس سائلة، يعني: لا دم؛ لأن النفس يطلق على الدم يقال له: نفس، قال ابن القيم في زاد المعاد: أول من عرف عنه أنه عبر بهذه العبارة إبراهيم النخعي، وعنه تلقاها الفقهاء ومن بعده.

    [عن مسروق].

    وقد مر ذكره.

    [عن عبد الله].

    وقد مر ذكره.

    1.   

    الحلق

    شرح حديث: (... أنا بريء ممن حلق وخرق وسلق) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الحلق

    أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا جعفر بن عون أخبرنا أبو عميس عن أبي صخرة عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة قالا: (لما ثقل أبو موسى رضي الله تعالى عنه أقبلت امرأته تصيح، قالا: فأفاق فقال: ألم أخبرك أني بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: وكان يحدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا بريء ممن حلق وخرق وسلق)].

    ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: الحلق، فهو حلق الرؤوس -أي: حلق الشعر- عند المصيبة، هذا هو المقصود بالحلق، وأورد النسائي حديث أبي موسى رضي الله عنه أنه ثقل وأغمي عليه، ولما أفاق وإذا امرأته تصيح، فقال: ألم أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء ممن حلق وخرق وسلق، يعني: حلق رأسه، وخرق ثوبه، ورفع صوته، وخرق يعني: رفع صوته، يعني: أنه حدثها وأخبرها بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل، ولما أفاق وإذا هي تصيح، وكان حدثها من قبل فأنكر عليها، وقال: ألم أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك.

    وقوله: [وكان يحدثها أن الرسول صلى الله عليه وسلم].

    يعني: وكان يحدثها من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم برئ ممن حلق وخرق وسلق.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... أنا بريء ممن حلق وخرق وسلق) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم].

    هو الكوفي، وهو ثقة، أخرج له البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه.

    [حدثنا جعفر بن عون].

    هو جعفر بن عون بن جعفر، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا أبي عميس].

    هو عتبة بن عبد الله المسعودي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي صخرة].

    هو أبو صخرة جامع بن شداد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الرحمن بن يزيد].

    هو عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    أبي بردة].

    هو ابن أبي موسى، مشهور بكنيته، وقيل: إن اسمه عامر، وقيل غير ذلك، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي موسى].

    وقد مر ذكره.

    1.   

    شق الجيوب

    حديث: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [شق الجيوب

    أخبرنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)].

    أورد النسائي حديث ابن مسعود وهو مثل ما تقدم، إلا أنه أورده هنا بهذه الترجمة وهي: شق الجيوب.

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].

    هو الكوسج المروزي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

    [حدثنا عبد الرحمن].

    هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا سفيان].

    هو سفيان الثوري، وقد مر ذكره.

    [عن زبيد].

    زبيد، وقد مر ذكره أيضاً.

    [عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله].

    وقد مر ذكرهم.

    حديث: (ليس منا من سلق وحلق وخرق) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى أخبرنا محمد حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن يزيد بن أوس عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه أنه أغمي عليه فبكت أم ولد له، فلما أفاق قال لها: أما بلغك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسألناها فقالت: قال: (ليس منا من سلق وحلق وخرق)].

    أورد النسائي حديث أبي موسى رضي الله عنه، وهو مثل ما تقدم إلا أنه هنا أورده باب شق الجيوب، وتقدم الحديث من طريق أخرى.

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    هو الملقب الزمن، وكنيته: أبي موسى العنزي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

    [أخبرنا محمد].

    هو ابن جعفر الملقب غندر البصري، وإذا جاء محمد يروي عن شعبة ويروي عنه محمد بن المثنى أو محمد بن بشار فالمراد به: محمد بن جعفر الملقب غندر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا شعبة].

    وقد مر ذكره.

    [عن منصور].

    هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن إبراهيم].

    هو النخعي، وقد مر ذكره.

    [عن يزيد بن أوس].

    مقبول، أخرج له أبو داود، والنسائي.

    [عن أبي موسى].

    وقد مر ذكره.

    حديث: (ليس منا من حلق وسلق وخرق) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبدة بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن يزيد بن أوس عن أم عبد الله امرأة أبي موسى عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من حلق وسلق وخرق)].

    أورد النسائي أيضاً حديث أبي موسى رضي الله عنه من طريق أخرى وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [عبدة بن عبد الله].

    هو عبدة بن عبد الله الصفار، وهو ثقة، أخرج له البخاري وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا يحيى بن آدم].

    هو يحيى بن آدم الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا إسرائيل].

    هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن منصور عن إبراهيم عن يزيد بن أوس].

    وقد مر ذكرهم.

    [عن أم عبد الله امرأة أبي موسى].

    هي أم عبد الله بنت أبي دومة صحابية، أخرج حديثها مسلم وأبو داود والنسائي.

    شرح حديث: (إن رسول الله لعن من حلق أو سلق أو خرق) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هناد عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن القرثع قال: لما ثقل أبو موسى صاحت امرأته، فقال: (أما علمت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى، ثم سكتت، فقيل لها بعد ذلك: أي شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من حلق أو سلق أو خرق)].

    أورد النسائي هذا الحديث من طريق أخرى وفيه ذكر اللعن، وهو من الأدلة الدالة على أن تلك الأعمال من الكبائر.

    قوله: [أخبرنا هناد].

    هو هناد بن السري أبو السري، وهو ثقة، أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي معاوية].

    هو محمد بن خازم بن الضرير الكوفي، وهو ثقة، مدلس، وذكر عنه التدليس في التقريب، أما نسختنا الشامية ليس فيها ذكر التدليس، وهو أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وفي اعتباري أن فيه التدليس.

    [عن الأعمش].

    وقد مر ذكره.

    [عن إبراهيم].

    وقد مر ذكره.

    [عن سهم بن منجاب].

    ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي في الشمائل، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن القرثع].

    هو القرثع الضبي الكوفي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والترمذي في الشمائل، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن أبي موسى].

    وقد مر ذكره.

    1.   

    الأسئلة

    صحة حديث: (إن الطواف في البيت صلاة ...)

    السؤال: فضيلة الشيخ حفظكم الله! ما صحة قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الطواف في البيت صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه النطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير

    الجواب: الحديث فيما أذكر صحيح، لكن ما أدري ما درجته، وهو الذي يستدل به العلماء على اشتراط الطهارة في الصلاة.

    حكم الصلاة خلف الإمام المسبل إزاره

    السؤال: يا شيخ حفظكم الله! وجدت جماعة يصلون والإمام مسبل، هل أصلي معهم أو أصلي وحدي؟

    الجواب: لا، صل معهم، وإذا فرغ الإمام انصحه.

    دليل وجوب تغطية الوجه للنساء

    السؤال: حفظكم الله! ما الدليل على وجوب تغطية الوجه للنساء؟

    الجواب: الدليل على ذلك الآيات والأحاديث، يعني: الآيات التي فيها ذكر الحجاب، وكذلك الأحاديث التي وردت في ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ألفت في ذلك رسائل للشيخ ابن باز، ولـابن عثيمين، وكذلك الشيخ صالح البليهي له كتاب مطول في هذا، وغيرهم من أهل العلم.

    حكم الدعاء بعد الفريضة ومسح الوجه بعد الفراغ من الدعاء

    السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم الدعاء بعد الفريضة؟ وما حكم مسح الوجه بعد الدعاء؟

    الجواب: الدعاء بعد الفريضة إذا أتى الإنسان بالذكر المشروع ودعا بذلك فهو سائغ، وأما مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فهذا لم يثبت، أي: غير ثابت، وإنما إذا رفعت الأيدي فإنها تنزل بدون مسح للوجه.

    كيفية تطهير نجاسة المسجد

    السؤال: حفظكم الله يا شيخ! إذا كانت هناك نجاسة في أرض المسجد، فهل يكفي مسحها أو يجب صب الماء عليها؟

    الجواب: إذا كانت النجاسة في تراب يصب عليها حتى تكاثر، وأما إذا كانت -مثلاً- في بلاط أو ما إلى ذلك فلا يصب عليها حتى تتكاثر، وإنما يصب عليها وتمسح، ثم يصب عليها وتمسح؛ لأنها ما تروح، وليست مثل التراب الذي يروح في الأرض، يعني: يصب عليها شيئاً فشيئاً وتمسح، ولا يحتاج إلى صب ماء؛ لأنه إذا كثر الماء ساح، وذهبت النجاسة إلى أماكن متعددة واتسعت، بخلاف الأرض الترابية؛ إذا صب عليها الماء أخذته الأرض.

    حكم استعمال الفيديو والتلفاز

    السؤال: يا شيخ حفظكم الله! ما حكم إنسان عنده مزرعة ويوجد فيها عمال، فأحضر أحدهم جهاز التلفاز والفيديو، وقد نصحهم ولم ينتصحوا، وهو ليس راض عنهم فهل يأثم بذلك؟

    الجواب: على كل هو له أن يمنعهم من الشيء الذي هو منكر، فإذا كانوا يستعملون ذلك في أمور سيئة وخبيثة لا يجوز له إقرارهم على ذلك؛ لأن من الناس من يستعمل الفيديو في أمور من أخبث ما يكون، ومن أسوأ ما يكون والعياذ بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767444901