إسلام ويب

ديوان الإفتاء [540]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    شروط التوبة النصوح

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

    السلام عليكم ورحمة الله.

    أما بعد:

    فأحمد الله الذي جمعنا على البر والتقوى، وأسأله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ومع حلقة جديدة أسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة.

    السؤال: لقد سألت مراراً عن شروط التوبة النصوح، ورأي الدين في الذهاب إلى الشيوخ بغرض العلاج واستخدام البخرات؟

    الجواب: من سأل مراراً فقد أجيب مراراً، وشروط التوبة النصوح قد بينت في كلام أهل العلم، وهي مأخوذة من نصوص الكتاب والسنة، وأول هذه الشروط: الإخلاص لله عز وجل؛ فإن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه، سواء كان توبة أو استغفاراً، أو فعلاً للمأمور أو اجتناباً للمحظور، فلا بد أن يخلص الإنسان لربه: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[الزمر:3].

    الشرط الثاني: الإقلاع عن المعصية، أما إنسان مستمر على المعصية ثم يقول: أستغفر الله وأتوب إليه، فهذا لا تقبل توبته، بل هي توبة الكذابين، كما قال ربنا جل جلاله: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [النساء:17-18].

    الشرط الثالث: الندم على ما فات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الندم توبة )، أما إنسان يقول: أنا تائب ولكن قلبه يحن إلى المعصية ويشتاق إليها، ولا يشعر بالندم على اقترافها فهذه ليست بتوبة.

    الشرط الرابع: العزم على عدم العود، وهو أن يعزم الإنسان بقلبه عزماً أكيداً ألا يعود إلى الذنب، أما إنسان يتوب إلى الله؛ لأنه أصبح عاجزاً عن الذنب، أو لأن الذنب صار بعيد المنال، لكنه تحدثه نفسه أنه متى ما تيسرت له الأسباب وفتحت له الأبواب عاد إلى اقتراف الذنب، فمثل هذا أيضاً توبته لا تنفعه.

    الشرط الخامس: إذا كان الذنب متعلقاً بحقوق العباد فلا بد من ردها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا: ( أن الدواوين ثلاثة: ديوان لا يغفر الله منه شيئاً، وديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً ).

    أما (الديوان الذي لا يغفره الله ) فهو: الشرك، إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].

    وأما (الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً) فما كان من ذنب بين العبد وربه.

    وأما ( الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً) فهي: حقوق العباد.

    فهذه هي شروط التوبة الخمسة: إخلاص لله عز وجل، وإقلاع عن الذنب، وندم على ما فات، وعزم على عدم العود، ثم رد الحقوق إلى أهلها.

    1.   

    الرد على من زعم أن السجائر ليست محرمة

    السؤال: ولد أحمد يقول: بعض الناس قالوا: السجائر ليست حراماً، أريد دليلاً على ذلك؟

    الجواب: هؤلاء أقول لهم: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ [النحل:116]، فلا ينبغي للإنسان أن يتجاسر على القول بأن هذا حلال وهذا حرام، بل الواجب عليه أن يسأل أهل الذكر كما أمرنا ربنا بقوله: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].

    والتبغ عموماً سواء كان سجائر أو سيجاراً أو شيشة أو غليوناً قد أطبقت كلمة أهل العلم على القول بتحريمه؛ لما ثبت من ضرره الأكيد، وأنه مسبب لأمراض قاتلة، وقد قال الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [النساء:29]، وقال الله عز وجل: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]، ولما ثبت من الضرر الذي يسببه لمتناوله والمحيطين به، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار )؛ ولأنه من الخبائث، والله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم محلاً للطيبات ومحرماً للخبائث.

    ثم إن هذا الشيء القبيح -أعني الدخان- مؤذ برائحته حتى من كان يصلي، يعني: بعض الناس ممن ابتلي بتناول الدخان قد يكون من المصلين، بل قد يكون من المواظبين على الصلاة في المسجد، لكنه يؤذي من يجاوره في الصف بهذه الرائحة النتنة التي لا تستسيغها النفس، وأسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.

    1.   

    كراهية المطلقة الرجوع إلى زوجها بسبب خيانته ومشاكله الكثيرة معها

    السؤال: أنا مطلقة ولا أريد أن أرجع؛ لأن زوجي خائن، ومشاكله معي كثيرة؟

    الجواب: لا بأس إن شاء الله، إذا ما تريدين الرجوع فهذا من حقك، طالما أن الزوج خائن ومشاكله كثيرة، فالطلاق ما شرع إلا من أجل أن يوضع حد للمشكلات الزوجية التي استعصت على العلاج، والله عز وجل قال: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ [النساء:130]، وإذا كان الزوج ما يتقي الله في زوجه، بل يؤذيها ويضرها، ويسوق الشر إليها، فمثل هذا لا خير في البقاء معه، فإذا كان الطلاق بائناً فالحمد لله قد أراحك الله، وإن كان الطلاق رجعياً وانقضت العدة ولم يراجع فالحمد لله، أما إذا راجعك في العدة فيمكنك الاختلاع منه، يعني: بأن تدفعي له شيئاً من المال في مقابل أن يطلقك، ويمكنك كذلك أن تلجئي إلى القضاء، وتثبتي الضرر من أجل أن تحصلي على الطلاق.

    1.   

    التكبير والتهليل عند سماع القرآن

    السؤال: أنا حين أسمع القرآن أدخل في حالة غير عادية، أسرح وأكبر وأهلل؟

    الجواب: والله يا أخي ما أدري، لكن ينبغي لمن سمع القرآن أن ينصت، قال الله عز وجل: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]، فلا ينبغي للإنسان أن يكبر ولا أن يهلل، بل الحال كما قال ربنا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا سمعوا القرآن خشعت قلوبهم، وسكنت جوارحهم، ودمعت عيونهم، هذا هو حالهم.

    1.   

    تصفيق الرجال في المناسبات وغيرها

    السؤال: ما حكم التصفيق في كل الحالات وجزاك الله خيراً؟

    الجواب: التصفيق بالنسبة للرجال أقل أحواله الكراهة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حصر فقال: ( إنما التصفيق للنساء )، وأنكر على الصحابة وقال: ( ما بالكم إذا نابكم في الصلاة شيء صفقتم، إنما التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال )؛ ولذلك الإمام إذا سها في صلاته أو أخطأ فنحن معشر الرجال نسبح ونقول له: سبحان الله! من أجل أن يصلح الخطأ، أما النساء فإنهن يصفقن أو يصفحن. قالوا: وصفة التصفيق أن تجعل أصبعيها على ظاهر كفها، يعني: ما تصفق المرأة في الصلاة التصفيق المعروف وإنما بأصبعيها على ظاهر كفها، فيحصل التنبيه للإمام بأنه قد أخطأ.

    وبعض الرجال إذا سره شيء صفق، أو إذا حصلت له نعمة صفق، أو إذا فرح صفق، ولا ينبغي هذا، بل الرجل إذا فرح كبر؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بشر بقتل كعب بن الأشرف كبر، ولما بشر بقتل أبي رافع تاجر الحجاز كبر، ولما بشر بقتل أبي جهل كبر، ولما أخبر بنقض بني قريظة العهد كبر، وهكذا التكبير هو شعارنا معشر أهل الإسلام.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أصطفى البنات على البنين * ما لكم كيف تحكمون)

    السؤال: ما تفسير قول ربنا: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [الصافات:153-154]؟

    الجواب: هذا الكلام في الرد على المشركين الذين جعلوا: الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً [الزخرف:19]، وجعلوا: لله البنات وهم يكرهونهن، وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ [النحل:57]، وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمْ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمْ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمْ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ [النحل:62].

    هؤلاء الناس الله عز وجل يطرح عليهم هذا السؤال الاستنكاري: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلا تَذَكَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ * فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الصافات:153-157]، وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً [الصافات:158]، يعني: هؤلاء كانوا يخبطون خبط عشواء، مرة يقولون: الملائكة بنات الله، ومرة يجعلون بين الله عز وجل وبين الجن نسباً، ومرة يسمون أصنامهم بأسماء الله عز وجل يؤنثونها، فبدل الإله يجعلونها: اللات، وبدل العزيز يجعلونها: العزى، وبدل المنان يجعلونها: مناة، وهكذا يخبطون خبط عشواء كما قال ربنا: مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً [الكهف:5].

    1.   

    ما يلزم من اعتاد الشك في صلاته

    السؤال: دائماً أشك في الركعة الثالثة وإلا الرابعة؟

    الجواب: أنت مستنكح يا أخي، قد استنكحك الشك، الشيطان لبس عليك صلاتك حتى ما تدري كم صليت، والواجب على من كان مثلك أن يطرح الشك ولا يلتفت إليه، والإنسان الذي يعاوده الشك دائماً يبني على ما عنده ولا يلتفت إلى الشك ولا يهتم به، وأيضاً مطلوب منه أن يتفل عن يساره ثلاثاً ويستعيذ بالله منه، فإن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الشيطان قد لبس علي صلاتي فما أدري كم صليت؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فاتفل عن يسارك ثلاثاً واستعذ بالله منه، قال عثمان : ففعلته فأذهبه الله عني ).

    1.   

    علاقة الحب بين الرجل والمرأة الأجنبية

    السؤال: ممكن تكلمنا عن شرعية المحبة المتبادلة بين الولد والبنت؟

    الجواب: أين تأتي الشرعية؟

    المحبة التي تجعل الشاب يجلس مع الفتاة على الكافتيريا ويمازحها ويضاحكها ويحدثها بمكنون نفسه، وهي تحدثه، كالذي يكون بين الزوجين سواء بسواء، من يقول بشرعية هذا؟! لا أحد يقول بأن هذا مشروع، ولا بأنه سائغ، وهم يسمونه حباً، لكنه في شرع الله عز وجل تهتك وضياع وانتهاك للأعراض.

    وأنا دائماً أقول لإخواني وأخواتي: بأن ديننا مبناه على الحب، حب لله عز وجل، وحب الأنبياء والمرسلين، وحب للملائكة، وحب للصالحين من عباد الله، وحب لدين الله وشرعه، وحب للقرآن، وحب للحلال، ثم بعد ذلك حب للأزواج، وحب للأولاد، وحب للوالدين، وحب للأرحام، هذا هو ديننا، حب للخير، وحب الخير للناس، وحب الهداية والصلاح والسداد، وحب الخير للناس جميعاً بأن يصب الله عليهم الخير صباً، وأن يغني فقيرهم، وأن يشفي مريضهم، وأن يداوي جريحهم هذا الذي يحبه المسلم للناس، فيحب للناس جميعاً الخير، وهذا هو هدي نبينا عليه الصلاة والسلام؛ ولذلك حين كان يبشر بإسلام أحد من الناس كان يفرح عليه الصلاة والسلام، مع أنه إذا أسلم فالنفع له، وإن أعرض فالضر عليه؛ لكنه عليه الصلاة والسلام يحب للناس أن ينقذوا من النار، ويحب للناس أن يصلوا إلى الجنة، وأن ينالوا رضوان الله هذا هو الحب في ديننا.

    لكنهم قصروا الحب الآن في اصطلاح المعاصرين على العلاقة الآثمة، التي تكون بين ذكر وأنثى، وتحملهم على ارتكاب ما حرم الله عز وجل، وهذا ليس حباً، وإنما هو تهتك واعتداء على الشرع وانتهاك للعرض، وتعدٍ لحدود الله عز وجل، فهذا الذي ينبغي أن يقال في هذا المقام.

    1.   

    شرب الصائم المتطوع أكثر من مرة سهواً

    السؤال: لو كنت صائمة تطوعاً وشربت أكثر من مرة سهواً، ما رأي الدين في ذلك؟

    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه )، وفي رواية: ( ولا قضاء عليه ولا كفارة )، ولذلك مذهب الأئمة الثلاثة أبي حنيفة والشافعي وأحمد رحمة الله على الجميع: (أن من أكل أو شرب ناسياً فصومه صحيح)، وهذا السؤال يكثر طرحه في رمضان خاصة في الأيام الأول؛ لأن الناس لم يكونوا قد تعودوا على الصيام فيشرب أحدهم ويأكل، وبعض الناس صام في شعبان يوماً من الأيام ثم بعد ذلك قال: وجد ناساً يفطرون فأكل معهم فولاً وكبدة، فقلت له: لا شيء عليك فأنت ناسي، قال: ثم بعد ذلك شربت شاياً، فقلت له: لا مشكلة فأنت ناسي، قال: ثم رجعت إلى البيت فتغديت، قلت له: الله أعلم، ما أدري بعد ذلك هذا صيام أم أنه لعب، فأنت متصور أن الإنسان يخطئ فيأكل لقمة أو لقيمات، أو يشرب جرعة أو جرعات، أو يأخذ غرفة أو غرفات، لكن أن يأكل فولاً ثم يشرب شاياً ثم يرجع فيتغدى ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين.

    1.   

    طرق نصح الصاحبة التي لا تصلي

    السؤال: صاحبتي تحبني وتستشيرني في كل شيء، لكنها لا تصلي، ماذا أعمل لها؟

    الجواب: تعملين لها عدة أشياء: أولاً: الدعاء لها، فأكثري من الدعاء لها بالهداية، وأن يأخذ الله بناصيتها إلى الخير.

    ثانياً: نصحها بالرفق.

    ثالثاً: مهاداتها، فإن الهدية تلين القلب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الناس استمالهم إلى الدين.

    رابعاً: تستعينين بمن يستطيع التأثير عليها ممن تجلهم وتوقرهم.

    1.   

    بقاء الزوجة مع الزوج الذي يعطي رشوة ولا يقبل النصح

    السؤال: زوجي يعطي رشوة ولا يقبل النصح، أطلب الطلاق أم أصبر؟

    الجواب: بل اصبري وواصلي النصح، لعل الله يجعلك سبباً في هدايته، وإلا فبعض الناس الآن يعتقد بأن الرشوة ليس فيها شيء؛ لكثرة من يأخذها وكثرة من يعطيها، ويظنون بأن الرشوة صارت من الضرورات التي لا محيد عنها، فنقول لها: اصبري وانصحيه، وذكريه بالله لعل الله يهديه.

    1.   

    حكم الامتناع عن رد السلام

    السؤال: ما حكم من ألقيت عليه تحية الإسلام ولم يردها؟

    الجواب: هو عاص؛ لأنه ترك واجباً، فإن إلقاء السلام سنة ورده فرض، قال الله عز وجل: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً [النساء:86].

    1.   

    أكل البسكويت الذي على شكل حيوان

    السؤال: ما حكم أكل البسكويت التي هي في أشكال حيوانات؟

    الجواب: الحيوان نفسه يؤكل، فإذا كان بسكويتاً في شكل حيوان فكلوه هنيئاً مريئاً.

    1.   

    ما يترتب على من لم تصم شهر رمضان وتوفيت في التاسع من ذي الحجة

    السؤال: أختي في رمضان ما صامت، وتوفيت يوم التاسع من ذي الحجة؟

    الجواب: لو أنها ما صامت لأنها مريضة واستمر بها المرض إلى أن ماتت ما عليكم شيء، وأختكم برئت ذمتها، أما إذا كانت تمكنت من القضاء ولكنها ما قضت حتى توفاها الله، فإنكم تكونون بالخيار: إما أن تصوموا عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه )، وإما أن تطعموا والإطعام أفضل؛ لأن نفعه يتعدى.

    1.   

    مصافحة النساء للرجال الأجانب

    السؤال: ما حكم مصافحة النساء للرجال؟

    الجواب: السنة بين الرجال والنساء السلام باللفظ من غير مصافحة.

    1.   

    استعمال (الدلوكة) في الغناء

    السؤال: أسأل عن الدلوكة هل هي من المعازف؟

    الجواب: الدلوكة جائزة في يوم العرس، وفي يوم العيد لا مانع؛ لأنها في معنى الدف، فإنها جلد مشدود على خشب أو فخار، فلا في حرج إن شاء الله في استعمالها.

    1.   

    تشقير الحواجب للنساء

    السؤال: ما حكم تشقير الحواجب.

    الجواب: تشقير الحواجب ليس فيه حرج إلا إذا ثبت ضرره بالنسبة للمادة التي تستخدم، والله تعالى أعلم.

    المتصل: يا شيخ! هل من الممكن أن يرقي الشخص نفسه بنفسه؟ ولو كان ممكناً فما هي الطريقة الصحيحة للرقية؟

    الشيخ: طيب.

    المتصل: زوجتي وضعت في رمضان الذي فات، وما قضت إلى الآن، وهي مريضة وبناتها مريضات، يعني: تبقى أسبوعاً في البيت وعشرة أيام في المستشفى، فما قدرت تصوم رمضان إلى الآن، فماذا نعمل لها؟ والآن رمضان الثاني قرب، وهي مرضعة فماذا نصنع؟

    الشيخ: طيب، شكراً، أبشر إن شاء الله.

    المتصل: أنا عندي سؤالان:

    السؤال الأول: ما حكم المصافحة بعد الصلاة؟

    السؤال الثاني: حبانا ربنا سبحانه وتعالى بأخ من المحسنين بنى لنا جامعاً في بور سودان، وقام الناس اختلفوا في السور وقالوا: إنهم سيدخلون السور قليلاً من أجل أن يضيقوا الجامع ويوسعوا الشارع، وقال بعضهم: لا يمكن، علماً أن الجامع من غير سور، فما هو الحل؟

    الشيخ: شكراً بارك الله فيك.

    المتصل: عندي سؤالان:

    السؤال الأول: يا شيخ! قبل فترة قرب موعد الصلاة وهناك واحد من الناس قالوا له: يا شيخ! الصلاة بعد ربع ساعة، قال: الليلة غاب من الصلاة، يعني: لن يصليها، فما الحكم؟

    السؤال الثاني: عندنا واحد يجهز الماء لوقت موته، وكل ما يلزم الميت، وجهز لنفسه قبراً وبنى قبة عليه، فما رأيكم؟

    السؤال الثالث: أريد تفسير قوله تعالى: يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً [مريم:28]، في سورة مريم وتفسير قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ[غافر:46]؟

    الشيخ: طيب، شكراً.

    المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

    السؤال الأول: وجود المرأة والرجل في المصعد الكهربائي من الطابق الأول إلى السادس أو السابع مثلاً، هل هذه تعتبر خلوة محرمة؟

    السؤال الثاني: بالنسبة للمسابقة في رمضان، قناة طيبة يطرحون سؤالاً واحداً، وأول واحد يجيب الإجابة الصحيحة، وأحياناً هناك أناس لا يعرفون الإجابة فيسمعونها ويتصلون على القناة ويقولونها، وقد قلت للناس: هذا لا ينفع، لا تشاركوا إذا لم تعرفوا الإجابة، فهل فيه شيء؟

    السؤال الثالث: يا شيخنا! أنت في آخر حلقة لك قلت: إن المرأة إذا أبوها توفي ما تغسله، لكن إذا كان أبوها مسناً أو مريضاً فهل تغسله أو لا؟

    الشيخ: طيب.

    1.   

    رقية الإنسان لنفسه بطريقة صحيحة

    السؤال: طيب بالنسبة للأخت (م) من المتمة تقول: هل يمكن أن يقوم الإنسان برقية نفسه؟

    الجواب: نعم، بل هذه هي السنة، وهذا هو المطلوب، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمرأة: ( علميها رقية النملة )، يعني: علمي أم المؤمنين الرقية، وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان يرقي نفسه بنفسه صلوات ربي وسلامه عليه، وما كان عليه الصلاة والسلام يطلب من أحد أن يرقيه، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرقون أنفسهم بأنفسهم وهذا هو المطلوب؛ ولذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال عليه الصلاة والسلام: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون ).

    (لا يسترقون) أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم، هكذا فسرها بعض أهل الحديث. وبعضهم قال: بل المراد الرقية المحرمة التي لا يعرف معناها.

    ثم من ناحية النظر فإن الإنسان إذا رقى نفسه، فإنه يخلص لها، ويطلب الشفاء صادقاً؛ ولذلك الأفضل أن تقومي برقية نفسك بنفسك، ولا تذهبي لأحد، ولا تطلبي الرقية من أحد، أما لو تبرع واحد من الناس فرقاك فلا بأس؛ لأن أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته بالمعوذتين، وكانت تمسح بيدي نفسه رجاء بركتهما عليه الصلاة والسلام.

    وأما الطريقة الصحيحة للرقية فهي: قراءة الآيات والتفل على موضع الألم، ويمكن أن يتفل في أثناء القراءة بأن يقرأ ويتفل ويقرأ ويتفل كما فعل أبو سعيد مع الرجل الذي لدغته عقرب، ويمكن أن يؤخر التفل إلى آخر القراءة، ويمكن للإنسان أن يقرأ في ماء ثم يشرب، فهذا كله لا مانع منه إن شاء الله.

    1.   

    كون مرض الأولاد من أسباب تكفير الذنوب

    السؤال: أخونا حسن من بور سودان شكا مرض أولاده المتتابع، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أولاده وأن يقر عينه بهم، وأن يخلف عليهم بخير، وأبشرك بأن المرض كفارة للذنوب، وكذلك ما يداخلك من هم أو غم بسبب مرضهم هو أيضاً كفارة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( ما يصيب المؤمن من هم ولا غم، ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من ذنوبه وخطاياه ).

    1.   

    ما يترتب على من أخرت قضاء رمضان حتى دخل رمضان الآخر بسبب انشغالها بالإرضاع والعناية بأولادها

    السؤال: زوجتي وضعت في رمضان الذي مضى، فأفطرت لكونها نفساء أو لكونها مرضعاً، ثم بعد ذلك ما استطاعت أن تقضي لشغلها بأولادها؛ ولأنها مقبلة على العناية بهم ورعايتهم حال مرضهم فما استطاعت القضاء إلى الآن، ورمضان على الأبواب فماذا عليها؟

    الجواب: ما عليها شيء، بعد رمضان إن شاء الله تقضي؛ ودليل ذلك أن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يكون علي القضاء من رمضان، فلا أصومه إلا في شعبان يمنعني الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم ) يعني: أنها كانت مشغولة بالنبي عليه الصلاة والسلام.

    فالآن لو أن هذه المرأة مثلاً أخرت القضاء إلى شعبان، والآن شغلت بأولادها حتى دخل رمضان ما عليها شيء، وإنما بعد رمضان تقضي إن شاء الله.

    1.   

    المبادرة إلى المصافحة بعد الصلاة

    السؤال: أخونا يحيى من الحلفايا يسأل عن المصافحة بعد الصلاة؟

    الجواب: هذه يا أخي! ليست من السنة، يعني: جرت عادة الناس، وإن كانت الحمد لله الآن انقرضت هذه الظاهرة أو كادت، بعد التسليم من الصلاة في المسجد تجد بعض الناس يحرص على أن يمد يده إلى من على يمينه ومن على شماله، كأنه يهنئه بأن الله عز وجل قد يسر له أداء هذه الفريضة مع جماعة المسلمين، لكن أقول: هذه ليست من السنة أولاً، ثم إنها تشغل عن الباقيات الصالحات ثانياً، ثم إنها قد تثير بين الناس خلافاً؛ ولذلك الأولى أن يقبل الإنسان بعد الصلاة على الباقيات الصالحات، مثلما كان يصنع خير البشر صلى الله عليه وسلم: ( فإنه كان إذا انفتل من صلاته استغفر الله ثلاثاً ثم قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام )، ثم يأتي بالتهليلات، ثم يأتي بالتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة، وكذلك التحميد والتكبير، ويختم بالتهليل، ويقول: ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )، فهذه هي السنة، لكن لو أن إنساناً يا يحيى مد يده مصافحاً فلا ترده، صافحه ثم بين له السنة بأسلوب هين لين إن شاء الله.

    1.   

    اختلاف الناس في بناء سور المسجد

    السؤال: ذكر أخونا أنهم شيدوا مسجداً فاختلفوا في السور؟

    الجواب: لا ينبغي أن يختلفوا بل ينبغي أن يشتوروا ويتفقوا، ولا بد أن يكون للمسجد سور، وأن يكون للسور أبواب من أجل أن تعرف حدود المسجد، ومن أجل أن نمنع دخول ما لا ينبغي دخوله من الكلاب ونحوها، ومن أجل أن نحفظ حدود المسجد فلا يتعدى عليها، وكلما اتسع المسجد فهو خير بما لا يضر بالناس، يعني: كلما كان المسجد أوسع وأرحب كان ذلك أدعى لقضاء حاجة الناس في الصلاة فيه، وإقامة الدروس وحلق العلم وما إلى ذلك، ويا يحيى ! قل لإخوانك: الخلاف شر.

    1.   

    قول من أيقظه الغير للصلاة: الليلة غائب عن الصلاة

    السؤال: أخونا عوض الكريم من الروصيرص ذكر أنه أيقظ إنساناً للصلاة فقال: الليلة غائب، يعني: ما يريد أن يصلي؟

    الجواب: طبعاً هذا الكلام ما ينبغي، وهو منكر من القول، لا ينبغي أن يقوله الإنسان جاداً ولا مازحاً، فإن الصلاة فريضة الله، وقد قال ربنا: وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً [البقرة:231]، والواجب على من نبه أن ينتبه، ومن ذكر أن يتذكر، ومن أمر أن يأتمر، وهذا الذي أيقظك للصلاة إنما ساق لك معروفاً، وقد قال ربنا جل جلاله: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ [الحج:41]، (أقاموا الصلاة) أي: أقاموها لأنفسهم وأمروا بها غيرهم.

    1.   

    الاستعداد للموت بتجهيز الماء والقبر وبناء القبة عليه

    الشيخ: الذي يستعد للموت ويتهيأ فجهز ماءً للغسل وحفر قبراً فهذا خير وطيب، وهذا إنسان كيس، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم سئل عن أكيس الناس قال: ( أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم لما بعده استعداداً )، وقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بأن نكثر من ذكر الموت: ( أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت )، ولذلك من جهز كفنه، وبدأ يفكر في قبره أين يكون، وخلص نفسه من الحقوق فهذا إنسان فطن؛ لأنه يعلم بأن الموت يأتي بغتة، وأن ملك الموت لا يستأذن إلا الأنبياء والمرسلين، أما أنا وأنت فإنه ينزل بنا ولا يتركنا حتى يفرق بين أرواحنا وأجسادنا.

    فصاحبنا هذا كيس حين جهز ماء الغسل، وكيس حين جهز القبر، لكنه خالف الشرع وخالف السنة وأتى منكراً حين قال: وقد بنيت قبتي، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم : ( نهى عن البناء على القبور، ونهى عن تجصيصها، ونهى عن الكتابة عليها )، وقبره خير القبور صلوات ربي وسلامه عليه، فإنه عليه الصلاة والسلام دفن في التراب ولحدوا له لحداً ووضعوه فيه، ووجهوه إلى القبلة، ووضعوا تحت رأسه قطيفة صلوات ربي وسلامه عليه، ثم نصبوا عليه اللبن نصباً، ثم أهالوا عليه التراب وسنموا القبر، أي: جعلوه كالسنام، وما كان على قبره بناء ولا قبة ولا شيء إلى أن جاء السلطان قلاوون، بعد نحو من ستمائة سنة من موته صلوات ربي وسلامه عليه فبنى تلك القبة الموجودة على قبره والمعروفة بالقبة الخضراء، لكن ما أقامها النبي عليه الصلاة والسلام، ولا أبو بكر ولا عمر ، ولا عثمان ولا علي ، ولا الحسن بن علي ولا عبد الله بن الزبير ، ولا معاوية ولا يزيد بن معاوية ، ولا خلفاء بني أمية، ولا بني العباس، وإنما هذه استحدثت بعد زمان طويل، وفعل الناس ليس حجة، وإنما الحجة قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام.

    فيا أيها الرجل! أنت كيس فيما صنعت من الاستعداد للموت، لكنك خالفت الشريعة حين اتخذت تلك القبة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً)

    السؤال: يسأل عوض الكريم عن تفسير قول ربنا: يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً [مريم:28]؟

    الجواب: هذه الآية جاءت خطاباً من بني إسرائيل لـمريم البتول عليها السلام، فإنها لما جاءت تحمل ولدها قالوا: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً * يَا أُخْتَ هَارُونَ [مريم:27-28]، يعني: هذا الأمر منكر، ثم قالوا لها معرضين بالطعن في عرضها: مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً [مريم:28]، معناها: أنت امرأة سيئة بغي.

    طيب كيف قالوا: يا أخت هارون؟

    إما أنه كان لها أخ اسمه هارون فعلاً فإنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم مثلما أن أكثر المسلمين الآن يسمون محمداً على اسم النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: قل أن يوجد بيت في المسلمين إلا وفيه محمد، وإذا لم يكن الولد محمداً فأبوه اسمه محمد، وأكثر الأسماء انتشاراً هو اسم محمد صلى الله عليه وسلم، فكذلك بنو إسرائيل كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم.

    وإما أنهم يشبهونها بـهارون عليه السلام في العبادة والزهد والتنسك فيقولون لها: يا أخت هارون! يعني: مثلما تقول لإنسان: يا أخا الإسلام! وليس معناه أن عنده أخ ولا أخت اسمه إسلام، وإنما هذا من باب النداء بالشيء المحبب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)

    الشيخ: قول ربنا في سورة غافر : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا [غافر:46]، وفي قراءة: (ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب)، فهذه الآية مما يستدل به علماؤنا في إثبات عذاب القبر وأنه حق لا ريب فيه؛ لأن الله عز وجل أخبر عن مؤمن آل فرعون فقال: فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً[غافر:45-46] يعني: في القبر، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46].

    وفي معنى هذه الآية قول ربنا: وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام:93]، وفي معناها أيضاً قول ربنا: وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:181-182]، وفي معناها قول ربنا جل جلاله: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [السجدة:21].

    1.   

    الخلوة بين الرجل والمرأة في المصعد الكهربائي

    السؤال: أما إيمان من بور سودان سألت عن وجود الرجل والمرأة في المصعد هل يعد خلوة؟

    الجواب: المصاعد تختلف، فإذا كانت المصاعد أبوابها شفافة يرى ما وراءها فليست هذه خلوة، أما إذا كانت هذه المصاعد لا يرى من ورائها شيء فهذه خلوة، فلا ينبغي للرجل أن يركب منفرداً مع المرأة، فإما أن يركب رجل وامرأتان، أو امرأة ورجلان، أو رجال ونساء وهكذا، لكن انفراد الرجل بالمرأة في هذا المصعد المغلق الذي لا يرى ما وراءه فهذه خلوة.

    1.   

    ترديد الإجابة الصحيحة من قبل المتسابقين في المسابقات الرمضانية

    السؤال: تسأل عن مسابقة رمضان في قناة طيبة أو غيرها، وتقول: بأن الإجابة الأولى تكون صحيحة، وبعض الناس يسمعها ثم يرددها فهل هذا صحيح؟

    الجواب: أولاً: ليس بالضرورة أن تكون الإجابة الأولى هي الصحيحة.

    ثانياً: لو أن إنساناً اجتهد فسمع هذه المسابقات الهادفة، وأيقن بأن هذا هو الجواب الصحيح ثم ردده لا مانع، فهو استفاد علماً ثم بعد ذلك يريد أن يستفيد من هذا العلم فائدة أخرى وهي الجائزة فلا مانع من ذلك، وأصلاً المسابقة ما جعلت إلا من أجل أن تعطي للناس معلومات صحيحة.

    1.   

    تغسيل المرأة للرجل الميت ولوالدها الكبير في السن

    الشيخ: أما ما ذكر في أحكام الجنائز بأن المرأة لا تغسل الرجل والدليل عليه؟

    فالدليل على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم ماتت ابنته زينب ، فدخل نسوة من الأنصار يغسلنها، والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لهن صفة الغسل، وما دخل، وهو أولى الناس بها صلوات ربي وسلامه عليه، وكذلك لما مات أبو بكر رضي الله عنه ما غسلته عائشة ، وإنما الرجل يغسل الرجل، والمرأة تغسل المرأة إلا الزوجين، فيجوز للرجل أن يغسل امرأته والمرأة أن يغسلها زوجها؛ لأن فاطمة غسلها علي رضوان الله عليهما، ولأن أبا بكر غسلته زوجه أسماء بنت عميس رضي الله عنهما، وهذا هو الاستثناء.

    ولو أن رجلاً قد بلغ من الكبر عتياً وضعفت حركته، وخارت قواه، ويحتاج إلى من يطعمه ويسقيه، وينظفه ويغطيه وما إلى ذلك فإن الإنسان حين يرد الإنسان إلى أرذل العمر قد يحتاج إلى عناية من نوع خاص، فتقول: هل يجوز أن بنته تغسله؟

    نقول: نعم، إذا كان لا يوجد من أولاده الذكور من يقوم على مثل هذا فلا يترك بدنسه وقذره، بل تقوم ابنته بتنظيفه وتغض بصرها ما استطاعت؛ لأن هذا من باب الضرورة، أما تغسيل الميت فليس فيه ضرورة، وإنما تغسيله أمر تعبدي أمرتنا الشريعة بأن نغسله، وإلا فنحن بعد أن نغسله ونطيبه ونكفنه في كفن أبيض نظيف ونبخر هذا الكفن نضعه في التراب، وقبل أن نفارقه نرى بأن التراب قد تساقط على هذا الكفن ونضع الحجارة عليه وكذا، يعني: أن المسألة في نهاية الأمر تعبدية، وليست من أجل التنظيف فقط.

    والإنسان الحي لا بد أن ينظف، ولا بد أن يطهر؛ من أجل أنه إذا كان يعبد الله لا بد أن يتهيأ لعبادة الله بالطهارة والنظافة، وإذا كان مرفوعاً عنه القلم من أجل أن نحفظ حياته وصحته، وإلا لو بقي بدعوى أنه لا يوجد من يغسله من الرجال وينظفه وترك هكذا لفسدت صحته وتغيرت حالته، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:205].

    المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

    السؤال الأول: أخونا الصديق قال: أبوه توفي ومعه أخوات ومعه أولاد وهو ولي أمرهم، وقال: هناك بنات قصر لا يعرفن شيئاً، وهناك أراض ملك للوالد وأموال، وقال: أنا سأبني وسأوكل عليهن، وأخاف أن يقوم البنات الصغار من بعد ويقلن: يا أخي! أنت أين ذهبت بحقنا؟ فأقول: أنا وكلتكم به وبنيت لكم به، فهل له أن يتصرف في حق اليتامى؟

    السؤال الثاني: وعظنا أحد الوعاظ بعنوان: لا تقنطوا من رحمة الله، وذكر لنا أن رجلاً قتل مائة شخص، وربنا سبحانه وتعالى تاب عليه، فقال له واحد من المصلين: يا أخي! الكلام هذا موجود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له: أنتم تقولون رجل قتل مائة، ونحن نقول: هناك شيخ أحيا رجلاً ميتاً وأحيا حماراً فلا تصدقون، فقال الشخص: هذا الحديث في الصحيحين، فهل هو فعلاً في الصحيحين؟ وهل يستطيع الولي أن يحيي ميتاً؟

    السؤال الثالث: في الجامعات نسمع بنظام كيرف يقولون: الطلبة الممتحنون في قاعة واحدة يأخذون أعلى درجة بين الطلاب وأدنى درجة، ثم يقسمونها على اثنين لأجل أن تكون المدرسة ناجحة كلياً، فبعض الطلبة يتضررون، وينقصون منهم درجات، وبعض الطلبة يعطونهم درجات زيادة فما الحكم؟

    الشيخ: طيب.

    1.   

    ما يترتب على من نام والتنباك في فمه حتى أصبح في رمضان

    السؤال: أنا من الناس الذين ابتلوا بسف التنباك عافانا الله وإياكم، وبعد السحور استفيت ونمت إلى الصباح وهي في فمي، فهل علي قضاء؟

    الجواب: بالنسبة لسف التنباك يا أحمد يلزمك قبل القضاء توبة، فإن التنباك من الخبائث ومضر، ومسبب للمرض القاتل لسرطان اللثة، وهو محرم فيلزمك التوبة إلى الله، ورمضان إن شاء الله على الأبواب، وهذه فرصة طيبة للإقلاع عن مثل هذه الخصلة.

    أما بالنسبة لذلك اليوم فيلزمك قضاؤه. يعني: أنت تقول: بأنك تناولت سحورك ثم بعد ذلك وضعت هذه السفة وغلبتك عيناك فنمت، وما استيقظت إلا بعد طلوع الفجر الصادق، ومعنى ذلك أن جزءاً من اليوم مر وهذه المادة الخبيثة موجودة في فمك، فبذلك يكون قد فسد صومك، ويلزمك قضاء ذلك اليوم، فبادر إلى قضائه الآن الآن في شعبان قبل أن يدخل رمضان.

    وأسأل الله أن يتوب علينا جميعاً، كلنا من كان مدخناً، ومن كان مبتلىً بسف التنباك، ومن كان مبتلى بالشيشة، ومن باب أولى من كان مبتلى بالحشيشة، ومن كان مبتلىً بالخمرة، فهذا رمضان فرصة للتخلص من هذا كله.

    1.   

    تصرف الأخ الكبير في مال والده المتوفى بتثميره وتكثيره وكونه وصياً على إخوانه الصغار

    السؤال: أخونا عبد القادر شلعي من الشلعاب، ذكر أن رجلاً توفي أبوه وترك بناتٍ بعضهن صغيرات، هن أخوات لهذا الرجل وترك أبناء، وهذا الأخ الأكبر هو الذي يتولى أمرهن، فهل يصح أن يكون وصياً عليهن؟

    الجواب: هو وصي على هؤلاء الصغيرات، وينبغي له أن يتعامل في مالهن تعامل الوصي في مال اليتيم، والله عز وجل بين بأن اليتيم مطلوب منا أن نجتنب أكل ماله فقال: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً [النساء:2]، أي: إثماً عظيماً، وبين ربنا جل جلاله بأن الإنسان يتعفف عن مال هذا اليتيم إن كان غنياً، وإن كان فقيراً يأخذ أجرة المثل فقال سبحانه: وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:6].

    ثم بعد ذلك إذا بلغ اليتيم مبلغ الرجال إذا كان ذكراً أو بلغت مبلغ النساء إن كانت أنثى، فإنه يدفع إلى اليتيم شيئاً من المال يختبره، فإذا استبان بأنه يحسن التصرف فإنه يدفع إليه ماله ويشهد عليه.

    المقصود: بأن الإنسان يتقي الله ما استطاع، وربنا قال: وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ [البقرة:220]؛ لأن ربنا يعلم من الذي يقصد إفساد مال هذا اليتيم، ومن الذي يقصد الإصلاح، وقد قال: وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا [النساء:6].

    ولذلك أقول: يا عبد القادر ! أبلغ هذا الرجل بأنه مأجور في تثمير هذا المال، ومأجور فيما يقوم به من بناء وغير ذلك؛ من أجل أن يحفظ هذا المال ويثمره ويكثره، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من ولي مال يتيم فليتجر فيه حتى لا تأكله الصدقة ).

    1.   

    الحكم على حديث القاتل مائة نفس من بني إسرائيل وبيان سعة رحمة الله تعالى

    الشيخ: الرجل الذي وعظكم بعدم القنوط من رحمة الله فهو مأجور وكلامه صحيح: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53]، وما أورده من قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً هو ثابت في الصحيحين وغيرهما في قصة: ( رجل ممن كان قبلنا قتل تسعة وتسعين نفساً ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب فأتاه، فقال له: إني قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟ فقال: لا. فكمل به المائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على عالم فأتاه، فقال: إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ قال: نعم. ومن يحول بينك وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا، فإن بها قوماً يعبدون الله فاعبد الله معهم، واترك أرض قومك فإنها أرض سوء، فانطلق الرجل فلما انتصف الطريق مات في نصف الطريق، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، تقول ملائكة الرحمة: إنه خرج تائباً، وتقول ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأرسل الله إليهم ملكاً في صورة حكم أن قيسوا ما بين المسافتين، فإلى أيتهما كان أقرب فهو له، فوجدوه أقرب إلى الأرض التي خرج إليها، -أي: الأرض العبادة والرحمة- فأخذته ملائكة الرحمة )، وفي بعض الألفاظ: ( فأوحى الله إلى هذه -الأرض الطيبة- أن تقربي وإلى تلك أن تباعدي ) -أي: الأرض الخبيثة التي خرج منها، وهذا الحديث يدلنا على أن من أسباب صحة التوبة تغيير البيئة، فلو أن إنساناً تاب إلى الله من شرب الخمرة فلا يجالس من كان يشرب معهم، وإذا تاب إلى الله من شرب الدخان فلا يجالس من كان يشرب معهم، وإذا تاب إلى الله من الاستهزاء فلا يجلس مع المستهزئين، الذين يتخذون آيات الله هزواً، والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين.

    فالحديث صحيح ولا شك في ثبوته، ومعناه كذلك صحيح أن الإنسان مهما بلغت ذنوبه كثرة فإنه لا ييأس من رحمة الله، إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87].

    1.   

    الرد على من زعم أن المشايخ يقدرون على إحياء الميت

    الشيخ: صاحبك الذي قال: بأن شيخاً أحيا ميتاً فهذا كلام لا دليل عليه، فليست لشيخ ولا غيره وإنما هذه معجزة لنبي من الأنبياء وهو عيسى عليه السلام؛ بأنه كان يحيي الموتى بإذن الله، مثلما أنه كان يصنع من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائراً بإذن الله، أما هذا الذي ينسب إلى فلان وفلان فليس صحيحاً، والصالحون لا يرضون بأن ينسب هذا إليهم؛ لأنه كذب وزور.

    1.   

    اعتماد نظام الكيرف في احتساب درجات الطلاب لمنح الضعفاء منهم فرصة للنجاح

    الشيخ: ما ذكرته عن الجامعات يا عبد القادر ! فلا علم لي به، وإن وجد في جامعة أو مدرسة فهو الظلم المبين، وهو الإفك العظيم بأنه ينقص من درجات المتفوق من أجل أن ترفع درجات البليد المضيع الكسول المفرط، فهذا هو الظلم وهذا الذي يؤدي إلى أن يكون الجميع غشاشين مفرطين مضيعين كسالى، ولا يهتمون بأن يدونوا ولا أن يحضروا ولا أن يسمعوا ولا أن يفقهوا، ولو وجد هذا فهذا يفسد التعليم تماماً، وكما قلت لك: أنا ما عندي علم بهذا، لكن لو وجد فهذا هو الشر والمنكر الذي ينبغي أن نتناهى عنه.

    انتهى البرنامج إلى هذا الحد، وأسأل الله أن يجمعنا على الخير مرة بعد مرة، والله الموفق والمستعان، وصلى الله وسلم وبارك على خير الأنام، وعلى آله وأصحابه الأعلام.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755974474