إسلام ويب

خير الآمال صلاح الأعمالللشيخ : أحمد سعيد الفودعي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جعل الله من بين أيامه أياماً تضاعف فيها الحسنات والأجور، ومن ذلك أيام العشر وذكر فضلها، وبين النبي صلى الله عليه وسلم مكانة العمل الصالح فيها، فهو أعظم مقصود، فمن أجله خلقت الأكوان، وبسببه ينقسم الناس إلى سعداء وأشقياء، فالعاقل اللبيب من استغل أوقاته في تحصيله قبل فوات الأوان.

    1.   

    خير أيام الدنيا

    الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    إخوتي في الله! ثبت في الحديث الذي حسنه السيوطي وغيره من أهل العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خير أيام الدنيا أيام العشر ) أفضل الأيام في هذه الدار، أفضل أيام الدنيا هذه الأيام التي منَّ الله عز وجل علينا بأن مد في أعمارنا أن بلغناها: ( خير أيام الدنيا أيام العشر ) أتحدث فيها عما ينبغي أن يُفعل فيها، خير الآمال، فالآمال كثيرة متعددة، الآمال متنوعة، والجهود في تحصيل هذه الآمال متنوعة، نكد النهار ونسهر الليل في تحقيق آمالنا، منا من يؤمل وظيفة، ومنا من يؤمل جمع مال، ومنا من يؤمل تحصيل زوجة وولد، ومنا من يؤمل بناء بيت، ومنا ومنا، فالآمال كثيرة، وفي تحقيق هذه الآمال تُقطع ساعات النهار، ومن أجل هذه الآمال يسهر الناس الليالي، نحن بحاجة أن نتذكر أصدق الآمال، الآمال التي لا تخيب، الآمال التي ينبغي أن نتنافس من أجلها، ونبذل كل غال ونفيس عندنا في سبيلها.

    أصدق أمل ينبغي تحقيقه في خير أيام الدنيا

    أصدق الآمال الأمل الذي رتبه الله عز وجل على العمل الصالح، وما وعد الله عز وجل عليه من الأجر في الدنيا والآخرة أمل لا يخيب، ووعد لا يُخلف، وخبر لا يُكذب، أصدق الآمال ما ينبغي أن تؤمله وتسعى في تحقيقه وتجتهد في تحصيله ما وعدك الله عز وجل عليه من العمل الصالح، الله جل شأنه في كتابه يضرب مقارنات كثيرة في سور عديدة للمقارنة بين الدنيا والآخرة، ومن هذه المقارنات ما ذكره سبحانه وتعالى في سورة الكهف: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا [الكهف:45] هذا مثل الدنيا، مثلها كمثل الشجرة، تنبت ثم تشب وتقوى ويظهر عليها مظاهر الحسن والبهجة، فتخرج أوراقها، وتبدو زهورها، وتخرج ثمراتها، لكنها فترة محدودة سرعان ما تتصرم وتنقضي، ويعقب هذا الحسن فناء، ويعقب هذا الجمال زوال: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا [الكهف:45] ، ثم ذكر نوعاً من هذه الآمال التي يؤملها الناس في هذه الدنيا، الآمال الكاذبة، فقال: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:46] نعم زُين للناس حب الأموال، وزين للناس حب الأولاد، وهم يسعون في تحقيق هذه الآمال جهدهم، لكنهم في غفلة عن الأمل الذي ينبغي أن تقطع في سبيله أيام الدنيا، الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا [الكهف:46] الأمل الذي لا يُخلف إنه وعد الله الذي لا يتخلف إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:9] الأمل الذي لا يُكذب لأنه وعد من الله سبحانه وتعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء:122]، وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ [التوبة:111] العمل الصالح وما وعدك الله عز وجل عليه من الثواب في الدار الآخرة هو الذي ينبغي أن تجتهد في شأنه الليل والنهار، وما عدا ذلك كن على ثقة .. كن على يقين بأنه شيء سرعان ما يزول، يذهب أو تذهب أنت، يزول أو تزول أنت، لقد سفه الله أحلام المشركين لما دُعوا إلى الله والدار الآخرة، ودعاهم الناس البسطاء الذين لا يملكون شيئاً من بهارج الدنيا، قال الله عنهم في آخر سورة مريم: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [مريم:73] تريدونا أن نتابعكم على طريقتكم، تريدونا أن نخرج معكم إلى دينكم، انظروا إلى دنيانا ودنياكم، أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا [مريم:73] يعني: مكان الإقامة وهي البيوت، وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [مريم:73] يعني: النادي مكان الاجتماع وهي المجالس، انظروا إلى بيوتنا وبيوتكم، ومجالسنا ومجالسكم، انظروا إلى مراكبنا ومراكبكم، ثم بعد ذلك احكموا هل من العقل أن نخرج إلى طريقتكم، وأن نتابعكم على سيرتكم: أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [مريم:73] ، فما هو الجواب؟ قال الله: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا [مريم:74] أقوام وأمم تتالت أهلكناها وأبدناها عن بكرة أبيها، كانت أحسن أثاثاً، وأحسن في المنظر والمرأى، ثم قال سبحانه وتعالى: حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا [مريم:75] إذا جاء وقت الجزاء، إذا جاء وقت توفية الناس أعمالهم وحسابهم على ما قدموا في هذه الدار هناك سيعلم الإنسان حقيقة ما كان يسعى من أجله، ثم ختم هذا المقطع بذكره سبحانه وتعالى عاقبة الأعمال الصالحة، فقال: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا [مريم:76] المرد الجميل، المرد الحسن، العاقبة الحسنة، إنما رتبها الله عز وجل لمن آمن وعمل صالحاً، ليس فيما نعطى في هذه الدنيا من أموال وبنين دليل كرامة، ليس فيما يمنحه الإنسان في هذه الدار دليل قرب من الله، لقد ذم الله عز وجل المشركين في مقام آخر في سورة سبأ، قال عنهم سبحانه وتعالى: وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سبأ:35] دعوا إلى الله، فقالوا: أموالنا أكثر من أموال هؤلاء، وبنونا أكثر من بنيهم، وأحوالنا أحسن من أحوالهم، فلماذا يدعوننا إلى غير طريقتنا، وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سبأ:35] ظنوا جهلاً منهم أن ما أعطاهم الله في الدنيا دليل رضا، وأن ما أعطاهم الله في الدنيا دليل محبة، وأن ما أعطاهم الله في الدنيا دليل اختيار لهم، وليس الأمر كذلك، وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سبأ:35] فما هو الجواب؟ قال الله: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [سبأ:36] ، ثم بين سبحانه وتعالى حقيقة التفاضل بين العباد، إذا أردت أن تعرف من أنت عند الله فقس نفسك بهذه الآية، قال سبحانه: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى [سبأ:37] ليست الأموال التي منحناكم هي التي تقربكم عندنا ودليل على مكانتكم لدينا، ليس فيما أعطيناكم من الأبناء دليل على مرتبتكم عندنا، إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا [سبأ:37] يعني: لكن من آمن وعمل صالحاً فهذا هو المقرب، من آمن وعمل صالحاً فهذا هو المحبوب، من آمن وعمل صالحاً فهذا هو المجتبى، هذا هو الذي يقرب إلى الله، ليس شيء غيره، هذا هو الذي يقربك إلى الله وليس شيء بعده، يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) الشيء الوحيد الذي يقربك إلى الله الفرائض والنوافل، ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) السجود هو الذي يقربك إلى الله، ليس كثرة ما تملك، وليس كثرة ما أعطاك الله من مال أو بنين أو جاه أو منصب أو عشيرة، الشيء الوحيد الذي يتقرب به هذا الإنسان إلى خالقه هو العمل الصالح، وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا [سبأ:37] ليس بين أحد من الناس وبين الله صهراً ولا نسباً، ما هناك أحد تربطه بالله علاقة غير علاقة الإيمان والعمل الصالح؛ ولذلك قال سبحانه في كتابه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

    منزلة العمل الصالح عند الله

    العمل الصالح هذا هو المقصود الذي من أجله خلق الله عز وجل كل ما تراه وكل ما لم تره، العالم العلوي بأكوانه وأجرامه وثقله وسعته والعالم السفلي، كل ذلك من أجل عملك أنت أيها الإنسان، كما قال سبحانه في سورة هود: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [هود:7] لماذا؟ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [هود:7] هذه السموات على سعتها، وعلى كبير حجمها خُلقت من أجل عملك أنت، لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [هود:7] الأرض وما عليها من زينة وأموال وذهب وفضة وقصور ودور، كل ذلك خلقه الله من أجل هذا العمل الذي تعمله أنت، كما قال سبحانه في سورة الكهف: إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الكهف:7] الموت والحياة، تعاقب الأجيال، ذهاب أمم ومجيء أمم، كل ذلك من أجل هذا العمل: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2] أيها الإخوة العمل الصالح هو مقصود الله عز وجل من وراء الخلق: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] لا غرابة أن تكون هذه القضية -قضية العمل الصالح- هي القضية الأم في كتاب الله، القضية الكبيرة التي فيها أبدأ القرآن وأعاد، كرر الحث عليها، وضرب لها الأمثال، وأتى بالأوامر، وأخبر بالعواقب، آيات لا تحصى في كتاب الله كلها تتحدث عن العمل الصالح، العمل الصالح مرة يأمر به سبحانه وتعالى أمراً صريحاً ولا يستثني أحداً من الناس، يأمر الأنبياء والرسل ويأمر من عداهم بعد ذلك، فيقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51] ، ويأمر الناس جميعاً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج:77] ، أخبر سبحانه بأنه أنزل هذا الكتاب القرآن، ومن قبله الكتب السماوية؛ لتدل الناس على العمل الصالح، وتبشرهم بالعواقب والنتائج إذا هم أخذوا بهذا الطريق إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء:9]، وقال سبحانه في مطلع سورة البقرة: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [البقرة:25].

    وأخبر سبحانه وتعالى أن: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:62]، يأمر سبحانه وتعالى تارة ويخبر سبحانه وتعالى عن أن الناس يتفرقون يوم القيامة أشقياء وسعداء، يتفرقون يوم القيامة إلى دار النعيم المقيم، أو إلى دار العذاب الأليم، وما تفرقهم إلا بسبب أعمالهم التي عملوها في هذه الدنيا، قال سبحانه وتعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ [الروم:14-15] في رياض، في بساتين، في جنات، في مساكن، اللبنة من فضة والأخرى من الذهب، جنات لا يعلم كيفيتها إلا الله، يُحْبَرُونَ [الروم:15] تظهر عليهم الحبرة وآثار السرور، آثار الفرح، وتبدو على مقاطع وجوههم آثار النعمة، (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ)، وأما الفريق الآخر: وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [الروم:16] ليسوا سواء، ليس سواء من آمن وعمل صالحاً في هذه الدار ومن لم يفعل.

    كذلك الله جل شأنه في كتابه العزيز يزيح عنا هذا الوهم في آيات عديدة في كتابه، قال سبحانه وتعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الجاثية:21] هل تظن أنت بأن الله عز وجل يساوي بين المفسد والمصلح، هل تظن أنت أن الله عز وجل يساوي بين البر والفاجر، هل تظن أنت بأن الله عز وجل يساوي بين العاصي والطائع: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ [الجاثية:21] سواء في المعيشة في الدنيا، وسواء في المعيشة في الآخرة، هذا ظن سيء بالله: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21] إنه حكم سيء، بل كل إنسان يجزى بعمله، كل إنسان يقال له يوم القيامة كما قال الله عز وجل: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:30] يومها يرى الإنسان حصيلة عمله ماثلة حاضرة بين يديه، فيفرح بالحسنة، ويتمنى أن بينه وبين السيئة كما بين المشرق والمغرب، وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:30] إياك أن تظن أن الله عز وجل يساوي بين الأبرار والفجار، قال عليه الصلاة والسلام وهو يقرب هذا المعنى إلى الناس في الحديث الذي صححه الألباني وغيره، ( كما لا يجتنى من الشوك العنب )، هل يمكن أن يظن الإنسان أنه يزرع شجرة الشوك ثم يحصد من ورائها بعد ذلك عنباً، العاقل لا يدرك ذلك، ولا يتصور ذلك، فيقول لك النبي عليه الصلاة والسلام: ( كما لا يجتنى من الشوك العنب، كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار ) لهؤلاء منازل أُعدت لهم بسبب أعمالهم، ولهؤلاء منازل ودور أعدت لهم بأعمالهم، يقال لهؤلاء: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:24]، ويقال عن الفريق الآخر: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر:47] هؤلاء نالوا ثوابهم، وهؤلاء نالوا ثوابهم، فلا تتمنى على الله الأماني، النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذه الحقيقة، وأن الإنسان إنما يجزى بعمله، كما قال الله في كتابه: وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى [النجم:39-40] هناك فريق يتغمدهم الله عز وجل برحمته، فيتجاوز عن سيئاتهم، ويقيل عثراتهم، ويبارك أجورهم، ويدخلهم الجنة لا بأعمالهم، لكن هذه ليست قاعدة مستمرة لكل الناس، وليس قانوناً عاماً لكل الخلق، بل الخلق تحت رحمة الله، والميزان حكم، كما قال سبحانه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47] ، الموازين إنما تنصب لأهل الإيمان عند أكثر أهل العلم، أما الكفار فليست لهم حسنات توزن، ليست لهم أعمال حتى يُقارن بين الخير والشر وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23] الموازين تنصب لأهل الإسلام، الموازين تنصب لأهل الإيمان، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ [الأعراف:8-9].

    حاجتنا إلى العمل الصالح

    إننا بحاجة أيها الإخوة أن ندرك هذه الحقيقة وأن نعمل لها، إننا بحاجة إلى الحسنة الواحدة فإن الميزان يثقل بحسنة كما أنه يخف بحسنة: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7-8] نحن الآن في زمن العمل الصالح في خير أيام هذه الدنيا، في أزمنة وساعات ليس أحب إلى الله عز وجل فيها من العمل الصالح، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة. قالوا: ولا الجهاد يا رسول الله؟ قال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بماله ونفسه ثم لا يرجع بشيء من ذلك ) العمل الصالح مطلوب محبوب شريف في سائر الأزمان، لكنه في هذه الساعات التي نعيشها، وفي هذه الأيام والليالي التي نقضيها أحب ما يكون إلى الله عز وجل، والعاقل اللبيب الحريص على نجاة نفسه من اغتنم ساعات عمره قبل أن تفوته الأيام، فيتمنى حين لا تنفع الأماني، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، والحديث فيه مقال: ( الكيس من دان نفسه ) يعني: من حاسب نفسه ( وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني ) نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بأيدينا إلى كل خير.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    الاجتهاد في العمل مع حسن الرجاء

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    إخوتي في الله! العمل جعله الله عز وجل سبباً لدخول الجنة، وهو مجرد سبب، فليس بأعمالنا ننال ما عند الله، وليس بأعمالنا وحدها نحصل رحمة الله، بل فضل الله عز وجل ورحمته فوق ذلك، أعمالنا مهما كثرت، ومهما تعددت وتنوعت، فإنها لو وزنت مع شيء من نعم الله علينا لم توف تلك النعمة، لكن الله تعبدنا بهذا، تعبدنا بأن نأخذ السبب، ونحسن بعد ذلك بالله الظن، تعبدنا سبحانه وتعالى بأن نبذل ما في وسعنا، ثم نؤمل ما عند الله من المغفرة والرحمة، هكذا أخبرنا الله في كتابه، وهكذا أخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، قال الله في كتابه: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72] ، وقال في مطلع سورة المؤمنون: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:1-6] إلى أن قال سبحانه وتعالى: أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:10-11] وراثة الجنة، دخول الجنة، الوصول إلى الجنة، السبب الأول في ذلك العمل الصالح، لكن ليس العمل وحده، وإنما كما قال عليه الصلاة والسلام: ( ما منكم أحد يدخل الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته ) نبذل ما في أيدينا من الأسباب، ونؤمل بعد ذلك رحمة الله عز وجل وثوابه وفضله، نبذل ما في أيدينا من الأسباب ونعلق الآمال برحمة الله وعفوه وغفرانه، ومن الخذلان كل الخذلان أن يمني الشيطان هذا الإنسان بأن يترك أخذ السبب متكلاً على سعة عفو الله ورحمته، كما قال أحد المغرورين:

    فكثر ما استطعت من الخطايا إذا كان القدوم على كريم

    القدوم على كريم، لكنه جعل لهذه الرحمة ولتلك المغفرة أسبابها، كما جعل لرزقك وعيشك وصحتك أسبابها، فأنت تأخذ بأسباب العيش، تأخذ بأسباب السلامة وتجاهد وتكافح وتناضل في تحقيق هذه الأسباب؛ لأنك أيقنت أنك لن تصل إلى النتائج إلا عبر هذه الأسباب، والجنة جعل الله عز وجل لها أسبابها، فأسبابها العمل الصالح، وما أكثر الأعمال الصالحة! والأعمال متفاوتة في ثوابها، متفاوتة في حبها عند الله، وأفضل ما يتقرب به الإنسان أداء الفرائض، يحاسب كل واحد منا نفسه، ويحاسب أهله، وأبناءه وبناته، لا سيما في هذه الأزمان الفاضلة عن فرائض الله، هذه الوصية التي لا نزال نكررها، ونوصي بها أنفسنا وكل من نحب، أول ما سيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة من أعماله الصلاة؛ لأنها آكد الفرائض بعد التوحيد، ثم بعد ذلك سائر الأعمال على ذلك، يقول سبحانه: ( وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه ).

    1.   

    الحث على المحاسبة واغتنام فرص الأوقات

    حاسب نفسك على أداء فرائض الله بنوعيها: فرائض الفعل التي ألزمك الله بفعلها، وفرائض الترك التي كلفك الله باجتنابها، فإن كان هناك تفريط أو تضييع فتب وسارع، فإن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، تب وسارع فإنك لا تزال في زمن الإمهال خشية أن تقول حين لا ينفع القول: رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100] فيقال: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100] حاسب نفسك الآن وأنت في زمن الصحة، في زمن العافية، هل أديت الفرائض؟ هل اجتنبت المحرمات؟ فإذا كان هناك خلل فسارع إلى إصلاحه بالتوبة والإقلاع عن الذنب، ثم حاسب نفسك في أداء النوافل، فإنها الطريق الأعظم، والشارع الأكبر الموصل إلى محبة الله: ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذ أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء ترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ) الأعمال الصالحة منها الأعمال البدنية كالصلاة والذكر والتسبيح والتهليل، والأعمال المالية كالزكوات والصدقات وأنواع صلات الرحم، والأعمال المركبة من البدن والمال كالحج والعمرة، كل هذه الأعمال على اختلافها هي ما ينفعك عند الله، فبادر إلى أهمها وأولها، ( من قرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] كُتب له أجر ثلث المصحف، ومن قرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] كُتب له أجر الربع ) و( من جلس في المسجد بعد أن صلى في المسجد جماعة، يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) و( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ) قال عليه الصلاة والسلام: ( لقد أمدكم الله بصلاة هي خير لكم من حمر النعم ) أي: خير لكم من أنفس الأموال وأحبها عندكم: ( صلاة خير لكم من حمر النعم: الوتر بين العشاء والفجر ) وأقله ركعة واحدة تقرأ فيها الفاتحة وتركع وتسجد خير لك من أموال الدنيا بحذافيرها، ( ركعتا الفجر ) يعني: النافلة وليست الفريضة ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها ) لو كسبت الدنيا وما عليها وضيعت هذه الصلاة فقد فاتك الخير كله ( موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها ) الدنيا زائلة فانية يا إخوان، وما عند الله خير وأبقى، ما عند الله هو الباقي، ما عند الله هو الدائم، ما عند الله هو الذي سننتقل إليه، ونرحل إليه، قرب هذا الرحيل أو بعد إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا [المعارج:6-7] مهما طالت الآماد، ومهما أمدت السنون، ومهما تطلعت الآمال، فإنها عن قريب تنقطع وتتصرم تلك الآمال، وينتقل الإنسان إلى ما قدم، فإما في روضة يحبر، وإما في خلاف ذلك، فالعاقل من ألزم نفسه العمل بتقوى الله، ومن سارع إلى ما يقربه إلى الله، العاقل منا من استمع القول فاتبع أحسنه.

    نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، اللهم خذ بأيدينا إلى كل خير، واعصمنا من كل شر وضير برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، واهدنا ويسر الهدى إلينا، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئاً، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة:201].

    اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، أنت ولي ذلك والقادر عليه، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واخذل الكفرة والمشركين، أعداءك أعداء الدين، اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم.

    عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[النحل:90].

    فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756482904