الجواب: هذه الصور التي تحفظ كما يقولون للذكرى نرى أن الاحتفاظ بها حرام, لاسيما إذا كانت صور أموات, وأن الواجب إحراقها وإزالتها؛ لأنها صورة حقيقة, وإذا كانت صوراً حقيقة فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة, وإخبار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة يراد منه التحذير من اقتناء الصور, فنصيحتي لهؤلاء الأخوات السائلات أن يحرقن ما عندهن من هذه الصور, وألا يعدن لمثل ذلك.
الجواب: أما الفقرة الأولى من السؤال: وهي السن التي ينبغي أن يبتدأ فيها بتحفيظ الطفل بكتاب الله عز وجل, فإن الغالب أن سن السابعة يكون فيه الطفل مستعداً لحفظ ما يلقى إليه, ولهذا كانت السابعة عند كثير من العلماء أو أكثر العلماء هي سن التمييز, ويوجد بعض الأطفال يكون عنده تمييز قبل سن السابعة, ويوجد بعض الأطفال لا يكون عنده تمييز إلا في الثامنة فما فوق, فالمهم أن هذا يرجع إلى استعداد الطفل لحفظ القرآن, وغالب ذلك سبع سنوات.
أما الأناشيد الإسلامية فتحتاج إلى أن نسمعها؛ لأن بعض الأناشيد الإسلامية تسمى إسلامية لكن فيها بعض الأخطاء, هذا إذا كانت مجردة عن الموسيقى والطبول والدفوف, أما إذا صحبها شيء من آلات المعازف فهي حرام لما صحبها منها من آلات العزف, فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) وهذا نص صريح في أن المعازف حرام, ولم يرخص في المعازف إلا في الدف ليالي الزفاف فقط.
الجواب: رأيي في هذا أنه لا حرج عليه في ذلك؛ لأنهم وإن فعلوا هذا لم يهجروا القرآن فهم يقرءون كتاب الله في صلواتهم, يقرءونه أيضاً في أورادهم اليومية, يسمعونه من غيرهم, فلا حرج عليهم في هذا, لكني أخبرهم بأنهم حرموا خيراً كثيراً؛ لأن القرآن الكريم إذا تلاه التالي فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها, فليحرصوا على تلاوة القرآن, وإن حصل أن يجعلوا لأنفسهم شيئاً معيناً يومياً يحافظون عليه لئلا تضيع عليهم الأوقات فهذا خير.
الجواب: يجب أن نعلم أن الالتزام: هو التزام الإنسان بشريعة الله في معاملة الخالق ومعاملة المخلوق.
وكثير من الناس يفهمون أن الالتزام هو التزام الإنسان بطاعة الله؛ أي: بمعاملته لربه عز وجل, وهذا نقص في الفهم, فلو وجدنا رجلاً ملتزماً في معاملة الله, محافظاً على الصلوات, كثير الصدقات يصوم يحج لكنه يسيء العشرة مع أهله؛ فإن هذا ناقص الالتزام بلا شك, وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي ) فالزوج الذي ذكرته هذه المرأة ليس ملتزماً تمام الالتزام؛ لأن كونه يسبها ويسب أهلها أباها وأمها لأدنى سبب, لا يدل على الالتزام في هذه المعاملة الخاصة, وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء, وقال في خطبة حجة الوداع في يوم عرفة في أكبر اجتماع به صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( اتقوا الله في النساء, فإنكم أخذتموهن بأمان الله, واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) فوصيتي لهذا الأخ أن يتقي الله في أهله في زوجته في أولاده لأنه مسئول عنهم.
الجواب: إذا احتاجت إلى هذا فلا بأس لكن بشرط أن يكون الطبيب مأموناً, وأن لا يخلو بها, فإن لم يكن مأموناً فلا تذهب إليه, وإن خلا بها فلا تذهب إليه.
الجواب: هذه التسمية حرام؛ لأن الملائكة عليهم الصلاة والسلام أكرم من أن تطلق أسماؤهم على أسماء نساء ممرضات, ثم إن هذا الوصف لا ينطبق على كل ممرضة, كم من ممرضة سيئة التمريض لا ترحم مريضاً, ولا تخاف الخالق عز وجل, فالمهم أن إطلاق ملائكة الرحمة على الممرضات محرم لا يجوز, بل ولا على الممرضين أيضاً أن يطلق عليهم ملائكة الرحمة.
الجواب: أما إذا كانت المرأة قد قامت بالواجب فإن هجر الزوج لها محرم؛ لقول الله تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء:34] فتأمل قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء:34] كيف يدل على أن هذا الزوج الذي هجر زوجته أو نشز عنها مع قيامها بحقه إذا كان الحامل له على ذلك العلو والاستكبار, فإن الله تعالى أعلى منه وأكبر منه, فعليه أن يتوب إلى الله وأن يخشى العلي الكبير جل وعلا, أما إذا كانت ناشزاً لا تقوم بحقه, فله أن يهجرها في المضجع حتى تستقيم, وأما في الكلام فلا يهجرها فوق ثلاثة أيام؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ السلام ).
الجواب: أقول: الحمد لله الذي هداه, وأسأل الله لي وله الثبات على الحق.
أما فيما يتعلق بسنه فإنه لم يفت الأوان والحمد لله, الإنسان لا يفوت أوان استعتابه وتوبته إلا إذا حضره الموت, ومادام في زمن الإمهال فإنه لا يفوته شيء, أما فيما يتعلق بطلبه العلم الشرعي مع كونه مشغولاً كل اليوم فبإمكانه أن يستحضر رسائل أو أشرطة يستمع إليها من أهل العلم الموثوقين في علمهم وأمانتهم, ويحصل على ما تيسر.
الجواب: حكم الشرع في هذا أن أمه ليس عليها فريضة ما دامت لا تجد محرماً, ولا يضيق صدره ولا صدرها, فإن الله تعالى قد يسر للعباد, ولهذا نص الله تبارك وتعالى على شرط الاستطاعة في الحج فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] والمرأة إذا لم يكن لها محرم فإنها لا تستطيع الحج إذ إنه لا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم, فإن تيسر له أن يذهب إلى مصر ويأتي بها أو أن تأتي أمه مع محرم لها من هناك ويتلقاهم فهذا خير, وإن لم يتيسر فلا حرج على الجميع.
الجواب: هذا البيع لم يتم؛ لأن إعطاء العربون وهو ما قدم من الثمن يعني أنه إن تم البيع فهذا العربون من الثمن, وإن لم يتم فهو للبائع, وهذا البيع لم يتم حتى الآن فلا يجوز بيعه, فالواجب الانتظار حتى يتم البيع, فإذا تم البيع فلهم بيع ما تم بيعه.
الجواب: أما الطالبات فنصيحتي لهن أن يتقين الله تعالى, وأن يحترمن حقوق المسلم, وأن لا يسخرن بمن يلتزم بدين الله, ويأمر بالالتزام, بل إن من يلتزم بدين الله ويأمر بالالتزام جدير بأن يكرم ويحترم؛ لأنه قام بطاعة الله.
وأما بالنسبة للمعلمة فعليها الصبر والاحتساب, وأن تعلم أن كل من تمسك بدين الله فسيجد له أعداء؛ قال الله تبارك وتعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا [الفرقان:31] والمتبعون للأنبياء لابد أن يكون لهم عدو من المجرمين, فعليها أن تصبر وتحتسب, وإذا وصل الأمر إلى حد لا يطاق فإن لها الحق أن ترفع الأمر إلى إدارة المدرسة, وإدارة المدرسة يجب عليها أن تؤدب مثل هذه الطالبات لظهور عدوانهن.
الجواب: هذا الكلام باطل, فإن محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بني آدم وسلسلة آبائه وأجداده معلومة, وهو نفسه عليه الصلاة والسلام قد صرح بما أمر الله به؛ فقد قال الله تعالى له: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [الكهف:110] وقال صلى الله عليه وسلم هو عن نفسه: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) فقد خلق عليه الصلاة والسلام من طين كما هو شأن بني آدم كلهم, والذين خلقوا من نور هم الملائكة, فإن المخلوقات ثلاثة أقسام: قسم خلقوا من نار وهو إبليس وذريته, وقسم خلقوا من النور وهم الملائكة, وقسم خلقوا من طين وهم آدم وبنوه, وليس هناك قسم رابع, فهذا الحديث أو الأثر أو القولة المشهورة أن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلق من نور كذب لا أصل له.
الجواب: نعم, فإن الرسول عليه الصلاة والسلام تعرض عليه الصلاة عليه. يعني: إذا صلينا على النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تعرض عليه, وتبلغه أينما كنا, أما سائر أعمالنا فلا يحضرني الآن, هل هو صحيح أو غير صحيح؟
الجواب: نقول: أما كونه صلى الله عليه وسلم يسمع ويرد فليس به غرابة؛ فقد روى أبو داود في سننه: ( أنه ما من رجل يسلم على رجل في قبره وهو يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام ) فلا غرابة أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه المسلم يرد الله عليه روحه فيرد السلام.
وأما كونه حياً في قبره فالشهداء أحياء عند الله, والله تبارك وتعالى لم يقل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء في قبورهم, بل قال: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] , ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن وصلي عليه صلاة الجنازة, وخلفه من خلفه من أصحابه, وليسوا يقدمون له الأكل ولا الشرب, وهم يعلمون أنه مات؛ كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] وكما قال تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ [آل عمران:144] وهذا أمر معلوم بالضرورة من الدين, ولا يماري فيه أحد.
وحياة الشهداء عند الله عز وجل ليست كحياة الدنيا. أي: ليست حياة يحتاج فيها الإنسان إلى أكل وشرب وهواء ويعبد ويدعو, بل هي حياة برزخية الله تعالى أعلم بكيفيتها.
وعلى هذا فلا يحل لأحد أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله اشفع لي! يا رسول الله استغفر لي! لأن هذا غير ممكن, فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يستغفر لأحد بعد موته, ولا يمكن أن يشفع لأحد إلا بإذن الله.
وإذا أردت أن تسأل سؤالاً صحيحاً فقل: اللهم ارزقني شفاعة نبيك, اللهم شفعه في.. وما أشبه ذلك.
الجواب: تعبير العلماء بقولهم هذا معلوم بالضرورة من الدين, يعني أن الدين الإسلامي جاء به ضرورة لابد أن يأتي به, فمثلاً: وجوب الصلوات الخمس معلوم بالضرورة من الدين, تحريم الخمر بعد أن حرمت كذلك, فالشيء الذي لا يمكن لأحد من المسلمين جهله هو المعلوم بالضرورة من الدين.
الجواب: أما الخروج إلى المقابر والسلام على أهل القبور والدعاء لهم فهذا سنة جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الخروج إلى المقابر لدعاء الله تعالى عندها فهذا بدعه بدعة منكرة, فإن الله تعالى يدعى في كل مكان إلا في الأماكن القذرة التي ينزه الله تبارك وتعالى عن دعائه فيها, فهو يدعى في المساجد وفي البيوت وفي الأسواق وفي كل مكان, ولم يرد خبر في دعاء الله تبارك وتعالى في المقبرة.
فلهذا نقول: من قصد المقبرة لدعاء الله تعالى فيها فإنه مبتدع ينكر عليه فعله, أما إذا كان يذهب إلى هناك لاعتقاده بركة الشيخ الفلاني أو الشيخ الفلاني فهذا أشد وأشد, فعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله, ويقلع عن هذا الذنب, وينصح إخوانه الذين يفعلونه, وفي ظني أن غالب من يفعل ذلك لا يحملهم عليه إلا الجهل والتقليد الأعمى, وإلا فلو أن الإنسان رجع إلى مجرد التفكير لوجد أن هذا سفه أن يخرج إلى المقبرة ليدعو الله هناك.
الجواب: جزاء الشهيد ومكانته عند الله ما ذكره الله تعالى في قوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] فقال: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169], وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر معلقة تحت العرش, وهم -أعني الشهداء- يغفر لهم كل ذنب اقترفوه إلا الدين, فإن الدين لصاحبه يطالب به يوم القيامة.
وأما قول السائل: هل هو من الستة الذين يظلهم الله في ظله؟ فقد غلط في قوله الستة؛ لأن الذين ورد فيهم الحديث سبعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل, وشاب نشأ في طاعة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ).
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر