السلام عليكم ورحمة الله.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، وما كان معه من إله، الذي لا إله إلا هو، فلا خالق غيره ولا رب سواه، المستحق لجميع أنواع العبادة، ولذا قضى ألا نعبد إلا إياه:
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [لقمان:30].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الواحد الذي لا ضد له، وهو الصمد الذي لا منازع له، وهو الغني الذي لا حاجة له، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو جبار السماوات والأرض فلا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وأمره، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وعرض الله جل وعلا عليه الدنيا بأسرها فأعرض عنها زاهداً:
عرضت عليه الدنيا فأعرض زاهداً يبغي من الأخرى المكان الأرفعا
ما جر أثواب الحرير ولا مشى بالتاج من فوق الجبين مرصعا
وهو الذي لبس السعادة حلة فضفاضة لبس القميص مرقعا
وهو الذي لو شاء نالت كفه كل الذي فوق البسيطة أجمعا
يا مصطفى لأنت ساكن مهجتي روحي فداك وكل ما ملكت يدي
إني وقفت لنصر دينك همتي وسعادتي ألا بغيرك أقتدي
لك معجزات باهرات جمة وأجلها القرآن خير مؤيد
ما حرفت أو غيرت كلماته شلت يد الجاني وشاه المعتدي
وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن وجدها وغرامها بمحمد
قد لامني فيه الكفور ولو درى نعم الإيمان به لكان مساعدي
يا رب صل على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غد
أما بعد:
فيا أيها الأحبة الكرام! مرحباً بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك، نضر الله وجوهكم، وزكى الله نفوسكم، وشرح الله صدوركم، وثبت الله خطاكم، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وعفا الله عني وعنكم، وغفر الله لنا ولكم، إنه ولي ذلك ومولاه، وشكر الله لأخي وحبيبي في الله الشيخ
بدوي، وجزاه الله خيراً على هذه الدعوة المباركة، حتى نلتقي بهذه الوجوه المشرقة بفيض الإيمان، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بكم مع رسولنا في الجنة.
وأبدأ من حيث انتهى إخواننا الذين سبقوني بالحديث، وسوف ألتقط الخيط من أخي وحبيبي
الشيخ عمر لأكمل الحديث الذي بناه وبدأه مع حضراتكم.
وسوف يكون حديثنا عن هذه الكلمة الموجزة التي علق عليها أستاذنا الشيخ
بدوي ، ألا وهي: الإسلام كل لا يتجزأ، ويشهد الله أني كنت قد أعددت موضوعاً آخر، ولكن إن كان هذا هو قدر الله، فأسأل الله أن يجعل ما سأقوله موفقاً مسدداً.
الإسلام كل لا يتجزأ، ما أحلى هذه العبارة، وما أجدر أن يتوقف المسلمون عند أركانها ومبادئها ومعانيها، لذا فإني سوف أضبط الحديث حتى لا ينسي كلامي بعضه بعضاً.
أولاً: فلتعلموا جميعاً أيها الأحباب! أن هذا الإسلام كل لا يتجزأ، والإسلام بهذا المعنى يحارب حرباً لا هوادة فيها، فأعداء الإسلام يخططون للكيد بالإسلام ليل نهار، أعداء الإسلام يريدون للمسلمين أن يصلوا، وأن يحجوا بيت الله الحرام، وأن يصوموا رمضان، ولا يقفون عثرة في طريق المسلمين من دفع الزكاة، كلا، بل يشجعون ذلك، وربما كانوا كرماء! فيفتحون في إذاعة القرآن الكريم برنامجاً خاصاً لترتيل القرآن ليل نهار، وهذا كله لا يحرك لأعدائه إلى ساكناً، لا يحركهم ويقلقهم إلا عندما ننادي بأن الإسلام كل لا يتجزأ.
اعلموا -أيها الأحباب- أن أعداء ديننا يعلمون علم اليقين أن هذا الإسلام هو الخطر الماثل أمام الشرق الملحد والغرب الكافر، ويعلمون أن هذا الإسلام هو المارد العملاق، الذي إن هب من مرقده أباد مدنية الشرق الملحدة وحضارة الغرب الكافرة، من أجل ذلك لم يتوان الشرق الملحد أو الغرب الكافر، على أن يتفقا ويتحدا -على الرغم من اختلاف أيديلوجياتهم، واختلاف سياستهم، إلا أنه لا ضرر أن يتفق الشرق الملحد والغرب الكافر- على ضرب هذا الإسلام، ووصلوا في نهاية الأمر إلى حقيقة خطيرة، أتدرون ما هي؟
سجل هذه الحقيقة القائد المهزوم
لويس التاسع -حينما أسره المسلمون في مدينة المنصورة- في وثائقه السرية وقال: إنه لا سبيل بعد اليوم إلى غزو المسلمين عن طريق الحرب أو القوة، ولابد من البحث عن سبيل وأسلوب جديد!!
فما هي الخطوات واللبنات التي وضعها واتفق عليها الشرق الملحد والغرب الكافر على توهين هذا الإسلام في قلوب المسلمين وفي بيوت المسلمين:
الدعوة إلى حرية الفكر
أولاً: دعا أعداء ديننا في أول الأمر إلى حرية الفكر، وقالوا بأن هذا هو الباب الذي سيفتح الطريق على مصراعيه إلى النظريات المضلة والأفكار الهدامة، فنادوا أول ما نادوا إلى تطوير الأزهر، وإن شئتم فقولوا: إلى تدمير الأزهر! قالوا بأن الإسلام دين جامد، دين لا حرية فيه ولا تطور فيه، ولا رقي، إنما هو دين نزل على الأعراب والبدو في أرض الجزيرة، وقد انتهت مهمته، فلم يعد لهذا الإسلام وجود، ولا بد ألا يكون له وجود، وعليه؛ فلا بد إذاً من الانفتاح على الشرق أو على الغرب.
دعوا إلى تطوير الفكر، ونجح في ذلك أعداء ديننا نجاحاً باهراً، وجاء النجاح على أيدي أصحاب الولاء وأصحاب المحبة للشرق والغرب، الذين دعاهم الاستعمار ليحجوا إلى كعبتهم وإلى قبلتهم في الشرق الملحد أو الغرب الكافر، فاستجابوا لدعوته، وعاد هؤلاء الذين مسخهم الاستعمار وزينهم ورفعهم، ليغلغلوا في عقول وقلوب الشباب تلك المعاني السامة.
ومن هؤلاء من يسمى بعميد الأدب العربي -وأنا أسميه بوائد الأدب العربي- الذي ذهب إلى فرنسا، ثم عاد ليحارب الإسلام بمنتهى البجاحة،
طه حسين ، محرر الجيل! الذي دمر الجيل والأجيال التي تلته، الذي دعا أول ما دعا إلى الاختلاط السافر بين الجنسين، الرجل ابن الصعيد، الذي ذهب إلى باريس بإيماء وباستدعاء من أعداء هذا الإسلام، لأن الخطر الحقيقي أن يحارب الإسلام على أيدي أبنائه من المسلمين، فهذه قمة الخطورة!
هذا الذي ذهب إلى هناك وزينه الاستعمار تزييناً، ونفخه نفخاً، هو ابن الصعيد -مع أن أبناء الصعيد تجري الغيرة في عروقهم، وتسري الشهامة والرجولة في قلوبهم، ولكن هذا قد دمر كل هذه المبادئ- عاد وقد تشرب أفكار الاستعمار، وأراد أن يغذي الشباب بها كما عاد
رفاعة الطهطاوي ليكتب في كتابه الأسود (تخليص الإبريز في تلخيص باريز)، عاد ليقول بالحرف الواحد: إن الرقص على الطريقة الأوروبية -وأنتم تعلمون كيفية الرقص على الطريقة الأوروبية، فإن أبا الشياطين الذي يسمى بالتلفزيون قد علم الصغير قبل الكبير ما هو الرقص على الطريقة الأوروبية- ليس داعياً من دواعي الفساد، وإن الاختلاط بين الجنسين ليس داعياً من دواعي الفسق والانحلال!
ومن هؤلاء:
نجيب محفوظ، صاحب رواية: أولاد حارتنا هذا الذي غضب الكثير له حينما تكلمنا عليه، فقالوا: من أنتم لتتكلموا على هؤلاء العمالقة؟! قلنا لهم: نحن -والحمد لله- مسلمون موحدون، وهؤلاء والحمد لله يأبى الله -كما قال الإمام
ابن القيم عليه رحمة الله- إلا أن يظهر النفاق على صفحات وجوههم، وفي زلات أقلامهم، ولا يمكن أن يجتمع النفاق والإيمان في قلب واحد، فإما إيمان أو نفاق.
وغير هؤلاء ممن زينهم الاستعمار ورفع شأنهم، فصفقت لهم الجماهير المخدوعة، والجماهير المضللة، وعاد هؤلاء ليغلغلوا في عقول الشباب بخاصة وفي عقول المسلمين بعامة، أن الفكر الأوروبي طود شامخ ولا سبيل إلى نهضة المسلمين وإلى رقيهم وإلى حضارتهم إلا إذا ضيع المسلمون إسلامهم، وعادوا ليعتنقوا هذا الفكر الأوروبي.
فنجحوا أولاً في تحرير الفكر.
الدعوة إلى تحرير المرأة
ثانياً: نادوا بعد ذلك إلى القشة التي قصمت ظهر البعير، أتدرون ما هي؟ نادوا إلى تحرير المرأة، ونجح أعداء ديننا في ذلك نجاحاً باهراً، حتى أخرجوا المرأة المسلمة -ولا حول ولا قوة إلا بالله- من خدر حيائها المهيب، ومن خدر حيائها المصون الكريم، حتى نجحوا في أن تخرج المرأة المسلمة سافرة متبرجة عارية تتحدى الله جل وعلا، وتقول بلسان الحال والمقال: يا رب غير شرعك وبدل دينك! فإنه لم يعد يتفق مع حضارة القرن العشرين.
عز على أعداء ديننا -عليهم لعنات الله المتوالية- أن تجود المرأة المسلمة على أمتها في هذا الزمان بعمر كـ
عمر بن الخطاب ، أو بخالد كـ
خالد بن الوليد ، أو بعمر كـ
عمر بن عبد العزيز ، أو بصلاح كـ
صلاح الدين ، وهي التي ظلت طيلة القرون الماضية تهز المهد بيمينها، وتزلزل عروش الكفر بشمالها.
ولكنهم نجحوا في أن تخرج المسلمة سافرة مبتذلة عارية، نجحوا في أن يغلغلوا في عقلها أن الإسلام دين الجمود، ولا بد من محاكاة الشرق الملحد والغرب الكافر، لا بد من التطور، لا بد من المدنية، لا بد من التحرر، ونجح أعداء ديننا في ذلك نجاحاً باهراً، وكاد جنونهم أن يدمر الأخضر واليابس يوم أن رأوا صحوتنا المسلمة الراشدة، هذه الصحوة التي هزت الشرق الملحد والغرب الكافر، فلم يهدأ لهم بال، بل ولن يقر لهم قرار إلا إن ينجحوا في أن يضربوا هذه الصحوة من بين صفوفها، عن طريق المسلمين الذين ينتسبون ظلماً وزوراً إلى هذا الإسلام العظيم، وهذا هو ما نحذر منه.
وها نحن نضع الخطوات العملية لكي يكون الإسلام كلاً لا يتجزأ: ولابد أن نفهم هذه الحقيقة فهماً جيداً؛ لأن كثيراً من المسلمين ينتسب إلى الإسلام بشهادات الميلاد والبطاقات العائلية والشخصية، وهو بعيد كل البعد عن تعاليم وقيم الإسلام، بالله عليكم قولوا لي: ما معنى أن يكون المسلم مسلماً وهو يغش الميزان! وصار الكيلو جرام يساوي تسعمائة وخمسين جراماً فقط، سبحان الله! وإذا ذهبت لتاجر وقلت له: أعطني متراً من القماش، أعطاك (950سم)، فالمتر أيضاً صار تسعمائة وخمسين سنتيمتر!!
ما معنى أن يكون المسلم مسلماً وهو لا يصلي، ما معنى أن يكون المسلم مسلماً وهو لا يزكي، ما معنى أن يكون المسلم مسلماً وزوجته سافرة عارية متبرجة، ما معنى أن يكون المسلم مسلماً وهو يغتاب الناس ويمشي بين الناس بالنميمة، ما معنى أن يكون المسلم مسلماً وهو عاق لوالديه، وهو يؤذي الجيران، هل هذا الإسلام الذي تريدون؟ كلا والله!
إذاً: لا بد أن نعلم علم اليقين أن العقيدة هي الأساس، وإن صلحت العقيدة صلح البناء كله، وإن فسدت العقيدة فسد البناء كله، من أجل ذلك فإني أنادي على إخواني من الدعاة أن يبدءوا أولاً في هذا العصر وفي هذه الأيام بما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم في بناء العقيدة، لماذا؟ لأنني أرى كثيراً من الدعاة يركز على جوانب فرعية -كما قال أخي
الشيخ عمر- وينسى الأساس، وبالله عليكم: هل يقول عاقل: إنه من الممكن أن نقيم هذا السقف بدون هذا الأساس وهذه الأعمدة؟!
يا إخواننا! نريد أن نقف وقفة هامة عند هذه الحقيقة، ألا وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو إلى العقيدة في مكة ثلاثة عشر عاماً كاملة، وهو الرسول المؤيد بمدد السماء ووحي السماء.. ظل النبي ثلاثة عشر عاماً كاملة يربي الناس على العقيدة، وعلى معنى لا إله إلا الله، بأوامرها ونواهيها، ومقتضياتها وحدودها، لماذا؟
لأنه لو رسخت العقيدة في القلوب، واطمأنت لها النفوس، وانقادت لها الجوارح، لصلح الأمر؛ لأن الإيمان ليس كلمة تقال باللسان، ولكن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان.
لو رسخت معاني لا إله إلا الله في القلوب لأصبح الإنسان بعد ذلك مهيئاً لأن يقيم كل نظام الإسلام، بكل جزئياته وتصوراته، لأجل ذلك ظل النبي يربي الصحابة ثلاث عشرة سنة على العقيدة.
وبعد هذا لما هاجر النبي إلى المدينة ونزلت آيات التشريع وآيات المعاملات، قال الله جل وعلا: الخمر حرام، فقالوا: سمعنا وأطعنا، انتهينا ربنا، وقال: الربا حرام، فقالوا: سمعنا وأطعنا، انتهينا يا ربنا، لماذا؟ لأن العقيدة بنيت، لأن القلب أصبح على أتم الاستعداد للتلقي عن الله، ورسخ فيه معنى الإيمان ومعنى التوحيد، فأصبح هؤلاء العمالقة الصحابة في غاية الاستعداد لتلقي النظام الإسلامي كله، بكل فروعه وتصوراته وجزئياته، نهى الله فانتهوا، وأمر الله فأتمروا، وحد الله حدوداً فوقفوا جميعاً عند حدود الله.
الفرق بين المراقبة الدينية والمراقبة القانونية
أي حكومة من الحكومات الوضعية، لو أرادت أن تنهى عن جريمة من الجرائم، كجريمة الاغتصاب، أو جريمة شرب الخمور، أو جريمة الربا، واستخدمت إعلامها وبطشها وظلمها وجبروتها وقوتها ودعاياتها وكل ما تملك، فإنها لن تستطيع أن تقضي على هذه الجريمة إلا على الظاهر منها فقط، بينما المجتمع بأسره يعج بهذه الجريمة حيث لا تراه عين القانون الباصرة.
ولنضرب مثالاً نوضح به ما قلنا: لو أنك جندي في الجيش، ووقفت في طابور الصباح، ووقف أمامك ضابط برتبة مقدم أو عقيد أو عميد، وظل يصدر أوامر وتعليمات: انتبه، قف، لا يتلفت أحد، لا يجلس أحد، لا يتحرك.. لا.. لا.. وظل يصدر الأوامر والتعليمات، بالله عليكم! بمجرد أن يولي للناس ظهره سيحصل؟ الجواب: أن البعض سيقعد، والبعض الآخر سيصلح المنديل، وهكذا تكثر الحركة والفوضى.
ولننظر إلى المقابل الجميل المشرق، لو أن الإمام وقف أمام هذا الجمع الطيب، وأقام المؤذن الصلاة، ووقف الإمام ونظر إلينا بوجهه وقال: اعتدلوا، استقيموا، وأعطانا الإمام ظهره، فهل يجلس منا أحد؟
لا. لأننا نراقب الله أصلاً، نراقب الله بقلوبنا، ونعلم أن الله لا يغفل ولا ينام هذا هو الفرق بين أن نراقب قانون السماء وقانون الأرض، هذا هو الفرق بين مراقبة القانون السماوي والقانون الوضعي البشري، لا تظنوا أن قانون العبيد كقانون العزيز الحميد، لا والله.
يا إخواني! إننا ننادي على الدعاة -وعليكم أولاً- أن يبدءوا ببناء العقيدة، لأن العقيدة هي الأساس، ابدءوا ببناء العقيدة وإن ادعى المسلمون بأنهم مسلمون؛ لأننا مسلمون ببطاقاتنا الشخصية فقط. لأن الإسلام قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان.
التحيل على الربا والمحرمات
طغيان المادة على قلوب المسلمين