إسلام ويب

تفسير سورة آل عمران (78)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تاريخ يهود في إنكار الحق وبث الشبهات لا يخفى على ذي عقل، ومن ذلك أنهم زعموا أن الله فقير ومحتاج إلى عباده، وذلك أنه دعاهم إلى إقراضه سبحانه ووعدهم بمضاعفة أجرهم أضعافاً كثيرة، ومن ذلك أيضاً أنهم ادعوا كذباً وزوراً أن الله عهد إليهم في كتبهم السابقة ألا يؤمنوا لنبي حتى يأتي بقربان من صدقة فتنزل عليه نار من السماء فتحرقه، وقد أنزل الله في كتابه خبرهم وكذبهم وبين حالهم في تكذيبهم للرسل من قبل وقتلهم إياهم ظلماً وعتواً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ...)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال -فداه أبي وأمي- وصلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده ) اللهم حقق لنا رجاءنا إنك ولينا، ولا ولي لنا سواك.

    ما زلنا مع سورة آل عمران عليهم السلام، وقد انتهى بنا الدرس إلى هذه الآيات الأربع المباركات، نتلوها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران:181-184].

    فهيا نتغنى بهذه الآيات متأملين متفكرين باحثين عن مدلولاتها ومعانيها؛ علنا أن نظفر بنور إلهي يغمر قلوبنا، وينور طريقنا، فلا ظلمة ولا خبث ولا شر ولا إثم.

    سبب نزول قوله تعالى: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ...)

    قال تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، أوحى الله جل جلاله هذا الكلام إلى رسوله النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الخبر لابد له من سبب اقتضى نزول هذا الخبر؛ فقد كان في المدينة (مدراس)، وبلغتنا العربية (مدرسة)، وبلغة اليهود (المدراس) يجتمعون فيه ويتعلمون الكتاب والحكمة التي عندهم، فذهب أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليدعو معلمهم ومربيهم فنحاص إلى الإسلام، فبإسلام المدرس يسلم التلاميذ وينقادوا، ولما دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام رفض ولم يقبل، وتعلل واحتج بما جاء في الآيات، ولما قال: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181] بمعنى: كيف يستقرضنا ويطلب المال، ونحن أغنياء وهو فقير؟! فـأبو بكر الصديق لم يتمالك نفسه حتى ضربه على وجهه ضربة شديدة، وذلك جزاؤه.

    وهنا ذكرت مرات فقلت: إذا كان الشخص مناوئاً ضد دعوة الحق وتنصر بمثل هذه الكلمة فلو كنا كـأبي بكر لا نتمالك فنضربه على خده حتى لا يعود لمثل هذا، ولكن لضعفنا يسب الرسول ويقال فيه كذا وكذا، ونحن لا نحرك ساكناً ولا نشتكي، فهذه القضية لا تحتاج إلى أن ترفع دعوى إلى محكمة.

    فلما قال هذا اليهودي كلمة خبث ووصف الله عز وجل بالفقر، ما كان من أبي بكر الصديق إلا أن ضربه على وجهه، فذهب اليهودي يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أقول: يبلغني أنه يوجد من غير أهل السنة والجماعة من يطعن في عائشة أو يسب أبا بكر ، فأقول: أنه وبمجرد ما يقول كلمة الكفر هذه اصفعه على خده حتى يتأدب، ولا أقول: اضربه بعصا أو اقتله -لا تنقلوا عني غير هذا-، ولكن كما فعل أبو بكر فقط، ما دام فاه بكلمة باطلة خبيثة أعطه صفعة حتى لا يعود ويقولها، وإلا فسوف يتجرأ ويسبهما في كل مناسبة. فقط تأديباً له حتى يحترم موقف أهل السنة كذلك، ولا يقول الباطل بينهم، وتأتي تشتكي إلي ماذا نفعل وماذا نقول؟

    ولما اشتكى اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبا بكر فعلت؟ قال: نعم. فقبل أن يأتي بالجواب حتى نزلت هذه الآية الكريمة: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]؛ لأن اليهودي أنكر وقال: ما قلت: نحن أغنياء والله فقير، فكذبه الله وقال: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا [آل عمران:181]، ويسجل ويجزون به ساعة الجزاء.

    سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا [آل عمران:181] هذا أولاً، وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ [آل عمران:181] عند صب العذاب عليهم: ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران:181]، والحريق: النار الملتهبة لا الجمر.

    وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ [آل عمران:181-182] أي: هذا الجزاء بعذاب الحريق مقابل ما قدمته أيديكم من الكذب والباطل والإثم، وقتل الأنبياء، والكفر والخروج عن طاعة الله ورسوله.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ... )

    جاء فنحاص وعلماء كثيرون، وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: نحن لا نستطيع أن نؤمن بك، ونتابعك على دينك؛ حتى تأتينا بقربان تأكله النار.

    والقربان: هو ما يتقرب به إلى الله؛ سواء نعجة وإلا بقرة تذبح وتوضع هناك وتأتي نار بيضاء من السماء فتأكلها أو ثياب أو أي شيء مما يتقرب به إلى الله عز وجل.

    وهذا كان في بني إسرائيل، فـيوشع بن نون لما خرج موسى ببني إسرائيل من أرض سيناء ورفضوا القتال وجبنوا وعاقبهم الله بأربعين سنة تيهان في صحراء سيناء، فلما انتهت وتوفي موسى وقبض هارون قادهم يوشع بن نون فتى موسى ونبأه الله عز وجل، وطالبوه بالآية فلما غزا وانتصر على العمالقة جمعوا الغنائم كلها وأتت نار من السماء فأحرقتها.

    إذاً فقال اليهود: لن نؤمن حتى تأتينا بقربان تأكله النار، قال الله لرسوله: قل لهم: قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ [آل عمران:183] أي: المعجزات وَبِالَّذِي قُلْتُمْ [آل عمران:183] وطالبتم به من القربان تأكله النار، فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ [آل عمران:183]؟ فقد قتلوا يحيى وولده زكريا عليهما السلام، وقتلوا عيسى عليه السلام، وإن لم يقتلوه واقعاً قتلوه حكماً؛ لأن عيسى عليه السلام لما بلغه المؤامرة دخل إلى بيته وأغلق بابه، وإذا بمدير الشرطة برجاله يقرعون باب بيته فأبى الخروج، فدخل مدير الشرطة أولاً فألقى الله الشبه عليه، ورفع عيسى من روزنة البيت، فما كان منهم إلا أن ألقوا الحديد في يديه ورجليه وجروه على أنه عيسى بن مريم، وصلبوه في اليوم التالي، فهم يعتبرون قتلوه قضاء وشرعاً.

    لكن الله عز وجل رفع عيسى إليه في دار السلام، وسينزل عما قريب بالمنارة البيضاء بمسجد دمشق.

    والشاهد: قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ [آل عمران:183]، وطالبتم به وهو القربان تأكله النار، فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183] بدعواكم؟

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك ....)

    ثم قال لرسوله معزياً مسلياً: فَإِنْ كَذَّبُوكَ [آل عمران:184] يا رسولنا فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ [آل عمران:184] فليس واحد ولا عشرة ولا مائة، مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران:184]. إذاً فلا تكرب ولا تحزن واصبر، وائتسي بمن قبلك.

    1.   

    ملخص لما جاء في تفسير الآيات

    نعيد تلاوة الآيات:

    قال تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، أي: قال: إن الله فقير ونحن أغنياء هو فنحاص المعلم في المدراس، فقال تعالى: سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا [آل عمران:181] أي: سيدون ويسجل؛ ليجزوا به، ونكتب قتلهم الأنبياء، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا في بعض الأحيان يقتلون سبعين نبياً، وفي المساء أسواقهم عامرة كأسواقنا الليلة بالمدينة، وكأن شيئاً ما وقع بعدما قتلوا سبعين نبياً؛ لأن عدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرين ألف وأكثرهم من بني إسرائيل.

    قال تعالى: وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:181] وهل هناك حق يقتل به النبي؟ نعم. لكن حاشاهم أن يزنوا فيقتلوا، أو يقتلوا ظلماً وعدواناً فيقتلوا من غير حق، لكن تشديد وإكثار من التشنيع عليهم.

    قال تعالى: وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران:181] أي: يقال لهم هذا عند دخولهم النار وهم فيها، فهذا العذاب الروحي أشد من العذاب البدني، ويقول لهم هذا الكلام ملائكة الله الزبانية بأمر من الله عز وجل، وينسب القول إليه عز وجل.

    قال تعالى: ذَلِكَ [آل عمران:182] أي: العذاب والهون والدون بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ [آل عمران:182] أي: بما قدمت أيديهم في الدنيا حين كانوا يأكلون الربا ويفجرون ويقتلون الأنبياء والعلماء.

    قال تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182]، حاشاه أن يظلم عبيده، فهو غني عنهم، فكيف يظلمهم؟!

    لطيفة: لا يتصور الظلم إلا من ضعيف، أما القوي القادر الغني لا يظلم. الظلم.. أن تجور وتظلم أخاك وتخطف قرص العيش من يده، فمثلاً: ما تجد أين تسكن تحتال وتطرد صاحب المسكن لتسكن.. أنت محتاج إلى وظيفة فتحتال وتغش وتبعد فلان عن وظيفته لتحتلها.. تريد أن تملك تقوم بثورة حتى تملك.

    فالظلم لا يتصور إلا من ضعيف، قوي.. غني لا يظلم.

    والله عز وجل بيده كل شيء، وإليه مصير كل شيء، وهو خالق كل شيء، فكيف يتصور منه الظلم؟!

    فلهذا نفى تعالى الظلم عنه في عشرات الآيات، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46] أي: عبيده هو جل جلاله وعظم سلطانه.

    قال تعالى: الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا [آل عمران:183] أي: في التوراة، أو في الإنجيل، أو على ألسنة الأنبياء وهم كاذبون: أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ [آل عمران:183]، ومن الجائز أن يكون هذا في كتبهم، فإذا ادعى أحد منهم النبوة يقولون: هات قربان نتقرب به إلى الله، ونرى السماء تنزل وتختطفه، أي: تنزل من السماء نار تحرق هذا القربان. وهكذا حكى الله تعالى قولهم لرسوله ولنا.

    الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ [آل عمران:183]، أي: فإن كنت أنت رسول الله كما تدعي وتقول وتطالبنا بالإيمان بك: ائتنا بقربان تأكله النار، وبذلك نؤمن، فوالله! لو أتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقربان وشاهدوا النار ما آمنوا به، فهم يريدون أن يسودوا العالم ويتطلعون إلى مملكة بني إسرائيل؛ لأن ما جاء به الرسول من الهدى والبينات أفضل مليون مرة من قربان تأكله النار، فلو شاهدوا القربان لقالوا: ما رأينا؛ لأنهم غير عازمين على الإيمان، عرفوا أنه رسول الله، وأن هذا دين الله، ولكن قالوا: إذا آمنا نذوب في الإسلام وتنعدم شخصيتنا ووجودنا! ومن شك في هذا.. كيف أذلوا ألف مليون مسلم وأقاموا دولة إسرائيل؟!

    فلو كانوا فقط يريدون الأكل والشرب أو اللباس أو المال، والله! ما يفعلون هذا، فهو متوفر لهم بالخديعة والكذب، لكن يريدون مملكة تسود العالم.. كلمة (من النيل إلى الفرات) مقدمة فقط، والآن مشوا خطوات وكادوا يملكون العالم، هم الآن يديرون دفة العالم.

    فهم الذين وضعوا الشيوعية، وهم الذين نسجوا خيوطها، وهم الذين أبطلوا الشيوعية، بلغوا مأربهم وانتهوا إلى حاجتهم وهي أن حولوا ثلاثة أرباع الصليبين المتعصبين إلى بلاشفة وملاحدة علمانيين لا يؤمنون بالله ولا بلقائه، وهؤلاء ما يخافونهم ويعدونهم كالبهائم يركبونها.

    فثلاثة أرباع النصارى الذين كانوا أرقاء القلوب تذرف عيونهم الدموع إذا ذكر الله يتصدقون، فإذا نظر أحدهم إلى اليهود يستغفر الله، فحالهم يقول: لا يجوز أن تفتح عينيك في يهودي، فهو قاتل إلهك وكيف ترضى عنه؟

    واستطاعوا بهذا السحر أن حولوا النصارى إلى رجال لهم، وأعوان يعملون معهم بعدما مسحوا قلوبهم من شيء اسمه: الله، والإيمان بلقاء الله.

    فما المخرج أن نسلم، فإذا أسلم العرب والمسلمون رحل بنو عمنا.. فهل نحن الآن غير مسلمين؟ إيه نعم، فالإسلام الحقيقي لا وجود له بالصورة العامة في العالم الإسلامي، فلو أسلمنا لقلنا: بايعناك يا إمام الحرمين والمسلمين، وأصبحت دولتنا واحدة في أربعة وعشرين ساعة، وتسلمنا الدستور الإسلامي وطبقناه من أقصى الشرق إلى أدناه.

    ماذا يكلفنا؟ يكلفنا فقط أن نؤمن بالله ولقائه، لا وطنية ولا قبلية ولا مال ولا دينار ولا درهم، آمنا بالله وأسلمنا قلوبنا ووجوهنا له، حينها نقول: نحن مسلمون.

    وعندنا برهنة وهذه البرهنة: أخبرنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، فقال في صحيح مسلم وغيره: ( لتقاتلن اليهود ثم لتسلطن عليهم )، بينا وجه التسلط.. فلو أسلمنا في أربعة وعشرين ساعة سيوجد الله تعالى مؤامرة يهودية لأمريكا، فرجالها سيكتشفون أن اليهود أرادوا أن ينسفوا أمريكا كلها ويحولوها إلى مقبرة، إذاً ستثور أمريكا وتقول: اليهود، من وجد يهودي احرقه بالنار. وتقول للعرب والمسلمين: عليكم بهم، وهذا هو معنى التسليط، فقد حصل نظيره على عهد هتلر النازي الألماني فقد اكتشف مؤامرة يهودية ضد ألمانيا، فسلطه الله عليهم وقتل منهم حوالي ثلاثين ألفاً وأذلهم شر ذلة.

    يقول صلى الله عليه وسلم: ( ثم لتسلطن عليهم، فتقتلوهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله إلا شجر الغرقد، فإنه شجر اليهود ).

    لطيفة

    لطيفة: هي (يا مسلم) أينطق الله الشجر والحجر ليقولوا الكذب؟! فحاشا لله أن يكذب الشجر والحجر.

    فمن هنا نقول: انهزم العرب بين حفنة اليهود في حرب ذات مرة؛ لأنهم ليسوا بأولياء الله، فلو انتصروا بالعربية والقومية لانمسح الإسلام من ديارهم نهائياً، ولكن الله يأبى إلا أن يبقى الإسلام نور الله ليُدخل في رحمته من يشاء، فكل عام يموت آلاف من المسلمين والمسلمات الربانيين والربانيات، لكن لو انتصر العرب بكفرهم وعنادهم وقوميتهم ما أصبح من يقول: مسلم حتى يذل ويهان.

    فالله سبحانه وتعالى هو الذي حفظ لنا الإسلام، فلهذا يقول الشجر: يا مسلم! ولن يقولها إلا مسلم حقيقي أسلم قلبه لله، فلا يتقلب إلا في طلب رضا الله، وأسلم وجهه فلا يرى إلا الله عز وجل.

    قال تعالى: قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183]، الاستفهام هنا للإهانة والذل والمسكنة؛ لقوله تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ [آل عمران:184] أي: اصبر يا رسولنا وتحمل كما تحمل من سبقك من الأنبياء والمرسلين.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    شرح الكلمات

    قال المؤلف غفر الله لنا وله: [ معاني الكلمات:

    عذاب الحريق هو عذاب النار المحرقة تحرق أجسادهم، ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ [آل عمران:182] أي: ذلك العذاب بسبب ما قدمته أيديكم من الجرائم.

    عَهِدَ إِلَيْنَا [آل عمران:183]، أي: أمرنا ووصانا في كتابنا التوراة.

    أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ [آل عمران:183] أي: لا نتابعه على ما جاء به ولا نصدقه في نبوته.

    حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ [آل عمران:183]، القربان ما يتقرب به إلى الله من حيوان وغيره يوضع في مكان، فتنزل عليه نار بيضاء من السماء فتحرقه.

    بِالْبَيِّنَاتِ [آل عمران:183] أي: الآيات والمعجزات.

    وَبِالَّذِي قُلْتُمْ [آل عمران:183] أي: من القربان.

    فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ [آل عمران:183] الاستفهام للتوبيخ وممن قتلوا من الأنبياء زكريا ويحيى عليهما السلام.

    وَالزُّبُرِ [آل عمران:184] جمع زبور وهو الكتاب المزبور] زبر إذا كتب [ كصحف إبراهيم ].

    [ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران:184] الواضح البين كالتوراة والزبور والإنجيل].

    معاني الآيات

    قال: [معنى الآيات: لما نزل قول الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ [البقرة:245] ودخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بيت المدراس واليهود به وهم يستمعون لأكبر علمائهم، وأجل أحبارهم فنحاص فدعاه أبو بكر إلى الإسلام، فقال فنحاص : إن رباً يستقرض نحن أغنى منه ] أي: نحن أغنى منه، فكيف نؤمن به؟!

    قال: [أينهانا صاحبك عن الربا ويقبله؟] أينهانا صاحبك محمد عن الربا ويقبله في قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [البقرة:245].

    [فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب اليهودي فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا أبا بكر فسأل الرسول أبا بكر قائلاً: ( وما حملك على ما صنعت؟ فقال: إنه قال: إن الله فقير ونحن أغنياء )، فأنكر اليهودي قال: ما قلت، فأنزل الله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:181] أي: نكتبه أيضاً وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران:181] وقولنا ذلك بسبب ما قدمته أيديكم من الشر والفساد وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182]، فلم يكن جزاؤكم مجافياً للعدل ولا مباعداً له أبداً لتنزه الرب تبارك وتعالى عن الظلم لعباده].

    قال: [ هذا ما تضمنته الآية الأولى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [آل عمران:181].

    والآية الثانية: ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182].

    الآية الثالثة وهي قوله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا [آل عمران:183] -بماذا؟- أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183]، فقد تضمنت دعوى يهودية كاذبة باطلة لا صحة لها البتة والرد عليها، فالدعوى هي قولهم: إن الله قد أمرنا موصياً لنا أن لا نؤمن لرسول فنصدقه ونتابعه على ما جاء به؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار].

    الذي قلته في يوشع بن نون كان مما فرض الله على بني إسرائيل أن الغنائم لا يقتسمونها كما نقتسمها نحن، أحلت لنا الغنائم، ولم تحل لنبي قبل نبينا وأمته، فقد كانوا يجمعون الغنائم أكوام من الثياب أو من الفضة فتأتي نار من السماء فتحرقها.

    أما كونهم عهد الله إليهم في التوراة وفي غيره أن لا يؤمنوا لرسول حتى يأتي بقربان تأكله النار، فهي كذبة من كذبهم ولا كان هذا.

    قال: [ والرد عليها فالدعوى هي قولهم: أن الله قد أمرنا موصياً لنا أن لا نؤمن لرسول فنصدقه ونتابعه على ما جاء به؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار، يريدون صدقة من حيوان أو غيره توضع أمامهم فتنزل عليها نار من السماء فتحرقها فذلك آية نبوته، وأنت يا محمد ما أتيتنا بذلك فلا نؤمن بك ولا نتابعك على دينك، وأما الرد فهو قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل يا رسولنا: قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ [آل عمران:183]، وهي المعجزات وَبِالَّذِي قُلْتُمْ [آل عمران:183] وهو قربان تأكله النار فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ [آل عمران:183] إذ قتلوا زكريا ويحيى وحاولوا قتل عيسى إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:183] بدعواكم؟

    وأما الآية الرابعة فإنها تحمل العزاء لرسولنا صلى الله عليه وسلم إذ يقول له ربه تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ [آل عمران:184] فلم يؤمنوا بك فلا تحزن ولا تأسى؛ لأنك لست وحدك الذي كذبت، فقد كذبت رسل كثر كرام جاءا أقوامهم بالبينات أي بالمعجزات وبالزبر والكتاب المنير كالتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم، وكذبتهم أممهم كما كذبك هؤلاء اليهود والمشركين معهم فاصبر ولا تحزن ].

    ولهذا صبر صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين سنة، فقد قال: ( لا تفضلوني على يونس ) ويونس ذو النون كم صبر كم عام..؟ تركهم وخرج من بلادهم ما استطاع وعوتب ورد إليهم، فنبينا صلى الله عليه وسلم صبر ثلاثة وعشرين سنة وهو يعاني ويكابد، لكن الله معه يصبره ويسليه ويحمله على ذلك.

    الآن عرفنا معنى الآيات:

    قال تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، قالها فنحاص لـأبي بكر ، قال: ما نؤمن برب يحتاج إلينا وهو فقير ونحن أغنياء؛ نظراً إلى قول الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ [البقرة:245] لأن الرسول كان يعلن عن جمع المال للجهاد وهم أشحاء وبخلاء ما يريدون، قالوا: ربنا فقير ونحن أغنياء، كيف نؤمن به؟

    قال تعالى: وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ [آل عمران:181-183] والله كذبة كذبوها تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران:183-184] .

    هداية الآيات

    قال: [ من هداية الآيات:

    أولاً: كفر اليهود وسوء أدبهم مع الله تعالى ومع أنبيائهم ومع الناس أجمعين] الآية في قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181] قررت أن اليهود كفار وأن أدبهم أسوأ أدب؛ لأنهم ما تأدبوا مع الله وقالوا: فقير ونحن أغنياء، وما تأدبوا مع الأنبياء فقاتلوهم، وقالوا فيهم ما قالوا، هذا باقٍ إلى يوم القيامة إلا من أسلم منهم نجا.

    [ثانياً: تقرير جريمة قتل اليهود للأنبياء وهي من أبشع الجرائم] وإن قيل: هؤلاء ما قتلوا على عهد الرسول، فلم يكن هنا نبي غيره.

    الجواب: كما علمتم، قتل أسلافهم وأجدادهم وآباؤهم ورضوا بذلك ولازموا طريقهم وما زالوا يدافعون عنها، فكلهم قتلة في قضاء الله وحكمه.

    في نهر الخير روى القرطبي عن الكلبي أن قوله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ [آل عمران:183] نزلت رداً على كعب بن الأشرف ومالك بن الصيد ووهب بن يهوذا وفنحاص بن عزريا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتزعم أن الله أرسلك إلينا وأنه أنزل علينا كتاباً عهد إلينا فيه: أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله؛ حتى يأتينا بقربان تأكله النار؛ فإن جئتنا به صدقناك، فأنزل الله تعالى هذه الآية كما تقدم.

    قال: [ثالثاً: بيان كذب اليهود في دعواهم أن الله عهد إليهم أن لا يؤمنوا برسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار] إلا ما كان من الغنائم لما يجاهدون مع أنبيائهم ويغنمون فتأتي نار من السماء وتحرقها؛ لأنهم لو كانوا يستفيدون من الغنائم لقاتلوا كلهم لغير الله.

    لكن لما علم الله إيمان هذه الأمة وسلامة قلوبها وطهارة نياتها أذن لهم أن يغتنموا ويقتسموا الغنيمة؛ لقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ [الأنفال:41] وأرباع أخماس للمجاهدين صاحب الفرس له حظان، والماشي على رجليه له حظ واحد، والرسول أخبر قال: ( أعطيت خمساً لم يعطها نبي قبلي -منها-: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) فأيما مؤمن أدركته الصلاة وجد المسجد والماء عنده، والتراب يتيمم ويصلي.

    قال: ( وأتيت الشفاعة العظمى يوم القيامة ) .

    قال: والخامسة: كان النبي يبعث إلى قومه.. ( وبعثت إلى الناس كافة ) إيه والله! فالحمد لله.

    قال: [ ثالثاً: بيان كذب اليهود في دعواهم أن الله عهد إليهم أن لا يؤمنوا بالرسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار.

    رابعاً: تعزية الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر والثبات أمام ترهات اليهود وأباطيلهم ].

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756417298