إسلام ويب

شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في إفشاء السلام [1]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • على المسلم أن يحرص على كل عمل أو قول يؤدي إلى توحيد صف الأمة، وظهور المحبة والرحمة بين أفرادها، لا سيما إذا كان هذا العمل سبباً من أسباب المحبة بين الناس، والمحبة هي سبب من أسباب الإيمان الذي لن يدخل أحد الجنة إلا به، ومن هذه الأعمال التي قد لا يأبه لها كثير من الناس إفشاء السلام، فينبغي على المسلم أن يلقي السلام على كل من لقي سواء أعرفه أم لم يعرفه، حتى تسود المحبة بين الناس.

    1.   

    إفشاء السلام وفضله

    ما ورد من الأحاديث في إفشاء السلام

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين.

    روى ابن حبان عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفشوا السلام تسلموا).

    وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

    وروى الطبراني عن أبي شريح رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! أخبرني بشيء يوجب لي الجنة، قال: طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام).

    وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس).

    هذه أحاديث عن النبي صلوات الله وسلامه عليه ذكرها الحافظ المنذري رحمه الله في باب الترغيب في إفشاء السلام، وقد ذكرنا بعض الأحاديث فيما سبق وكثرة الأحاديث التي تأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم في موضوع واحد تدل على أهمية هذا الموضوع.

    فقد ورد أكثر من عشرين حديثاً في الأمر بالتسليم ورد السلام وإفشائه، وفيها أن المؤمنين إذا تحابوا دخلوا الجنة وأن السلام وسيلة للمحبة بين المسلمين، وهذه الأدلة يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ليحثنا على التسليم، فالمسلم ينبغي ألا يقصر في أمر التسليم حتى يكون من أهل الجنة وحتى تسود المحبة بين المؤمنين.

    من الأحاديث حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفشوا السلام تسلموا)، وفي رواية أخرى: (أفشوا السلام كي تعلوا)، أي: أنه بإفشاء السلام بين المؤمنين يرفعهم الله عز وجل ويعزهم، وكذلك بإفشاء السلام تكون السلامة بين المؤمنين والمسالمة فيما بينهم، والطمأنينة في أرضهم وديارهم.

    ومن الأحاديث حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه يقول: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس! أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

    وفي هذا الحديث أسباب لدخول الجنة، وهذا لا يكون إلا إذا حققوا الأصل الأصيل من أصول دخول الجنة وهو الإيمان بالله عز وجل، وتحقيق معنى كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي بالعمل الصالح، وهذه الخصال التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وذكر أنها إذا كانت في المؤمنين هذه الخصال فإنهم يستحقون أن يدخلوا الجنة بسلام، فكأن معنى قوله: (تدخلوا الجنة بسلام) أي: بدون أن تنالوا أذى، وبدون أن تمسكم النار.

    قال: (يا أيها الناس أفشوا السلام)، فإذا اعتاد المسلمون إفشاء السلام فيما بينهم وقعت المحبة بينهم، ففرق بين إنسان تمر عليه ولا تسلم عليه ثم تجده على منكر في يوم من الأيام، فإنك لا تجرؤ على أن تأمره بمعروف أو تنهاه عن منكر، وقد تفعل ذلك ولكنه لا يقبل منك؛ لأنك لم تجعل وسيلة بينك وبينه في الكلام والأخذ والعطاء.

    فإفشاء السلام بين المسلمين يجعل للمسلم في قلب أخيه المسلم محبة ومودة واحتراماً، فإذا أحب في يوم من الأيام أن يأمره بمعروف، أو ينهاه عن منكر، أو ينصحه بنصيحة، فإنه ينتصح ويسمع له، لكن إذا كان لا يرد السلام بل يمر على الشخص ويدير له ظهره، فإنه إذا أتى في يوم من الأيام ليأمره بمعروف أو ينهاه عن منكر، فلن يقبل أحد منه؛ لأنه ليس بصاحب دعوة ولا خلق مع الناس.

    وهناك الكثير من العيوب والأخطاء الموجودة في كثير منا، منها: أن البعض لا يرد السلام إلا على من يعرفهم فقط، وأنه قد يسلم ولا يردون عليه لسبب ما، كعدم السماع أو الانشغال بموضوع، فيقع في نفسه شيء عليهم، وهذا خطأ فأنت تسلم من أجل أن تأخذ الثواب من الله عز وجل سواء ردوا أم لم يردوا، فالله عز وجل يأمر ملائكة من ملائكته بأن ترد عليك السلام، فلا تتعالى وتقول: ماداموا لم يردوا علي فلن أرد عليهم، أو تقول: فلان لا يسلم علي فلن أسلم عليه، فإن هذا من التكبر والغرور؛ لأنك تريد أن كل الناس الذين تمر عليهم يردوا عليك السلام ويعطوك الاحترام، فلا تكن من هؤلاء، بل تواضع لله فإن من تواضع لله رفعه الله.

    وابدأ أنت وتواضع للناس فستجد الناس يتواضعون لك، ابدأ بالسلام على الناس، وهم سيسلمون عليك بعد ذلك، وإن كان ذلك قد يأخذ وقتاً معيناً، فإنك قد تمر على إنسان صاحب أخلاق غير طيبة، ولكن مع كثرة التسليم عليه فإنه يبدأ يستحي وتبدأ أخلاقه بالتحسن.

    وهكذا إن كان يعمل منكراً من المنكرات، فإنه يمكن أن يعمله عند مرورك عليه أول مرة، ولكنه في المرة الثانية سيستحي منك ولا يفعل هذا الشيء، وبهذا تكون قد دعوت إلى الله بأخلاقك وردك للسلام، وتكون قد ساهمت في تكثير أعداد المسلمين المصلين المتحابين في الله عز وجل، الفاعلين المعروف الآمرين به، المنتهين عن المنكر الناهين عنه.

    وهذا يكون بإفشاء السلام، وانظر إلى تعبير الحديث حيث يقول عليه الصلاة والسلام: (أفشوا السلام بينكم)، أفشوا يعني: أجعلوه ذائعاً منتشراً فيما بينكم، وهذه هي التي عرفها أعداء الإسلام، أن كثرة السلام بين المسلمين تزيد من ترابطهم ومحبتهم ولذلك أتوا بالنكت والاستهزاء في هذا الموضوع، فقالوا: كثر السلام يقل المعرفة.

    وبقي الحمقى والمغفلون من المسلمين يأخذون مثل هذه الكلمة ويقولونها، يسمعك تسلم عليه مرة واثنين وثلاث، فيقول لك: كثر السلام يقل المعرفة، بكل سذاجة واستهزاء وبعد عن دين ربنا سبحانه وتعالى، ولو أنهم عقلوا وفهموا أن السلام يزيد المحبة بين المؤمنين ويقوي الروابط فيما بينهم لقبلوا النصح.

    وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من بدأكم بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)، وذلك من كثرة ما يأمر بإفشاء السلام عليه الصلاة والسلام، فلو جاء إنسان وبدأ يتكلم ويقول: هات كذا، أعطني كذا، من غير أن يبدأ بالسلام، فهذا لا يستاهل أن ترد عليه؛ لأن الأصل أن يبدأ بالسلام، فإذا سلم الإنسان أصبحت بينه هو ومن يسلم عليه مسالمة وموادعة، وأصبحت هناك طمأنينة ومحبة وأمان فيما بينهم فيقبل بعضهم من بعض.

    قال في الحديث: (أفشوا السلام وأطعموا الطعام)، أي: تطعم الضيوف، وتطعم الفقراء والمساكين والمحتاجين، وتطعم في رمضان وفي غير رمضان، ولم يحدد متى يكون الإطعام ولمن يكون، فلعل هذه دعوة ليكون خلق الإنسان البذل والإطعام وهو أسهل بكثير من أخراج النقود؛ لأن الطعام لابد وأن يوجد في كل بيت، فإذا أكثر الإنسان من إطعام الطعام فإنه سوف يتعود على كرم النفس وسماحة الطبع، وتبقى هذه الأمور سجية فيه.

    انظروا إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أتاه ثلاثة من الضيوف وحقيقتهم أنهم ملائكة، عندما جاءوه بالبشرى بأنهم سيهلكون قوم لوط، وظنهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ضيوفاً من البشر، فقام وذبح لهم عجلاً، قال تعالى: فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [هود:69] عجل لثلاثة ضيوف! مع أنه كان يكفيهم كيلو لحم، ولكنه ذبح لهم عجلاً كاملاً، وهذا كرماً من إبراهيم، وربنا سبحانه وتعالى سجل له كرمه ذلك في القرآن: جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [هود:69] عليه الصلاة والسلام.

    ثم قال لهم: أَلا تَأْكُلُونَ [الصافات:91]، وهذا بيان آخر ذكره لنا ربنا سبحانه تبارك وتعالى في القرآن الكريم وهو كيفية الأدب في إطعام الطعام، ففرق بين إنسان يضع الطعام لضيفه ويقول له: كل، وبين آخر يقول: تفضل، ألا تأكل، فهناك فرق في إلقاء الكلمة، وهناك كلمة تجعل الإنسان يأكل وهو منشرح الصدر، وهناك كلمة تجعل الإنسان قد يمتنع عن الأكل، ويقول: لست جائعاً، أو قد أكلت، أو نحو ذلك.

    فهذا الأدب ذكره لنا ربنا سبحانه تبارك وتعالى في القرآن الكريم عن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كيف أنه دعا ضيوفه، وما نوع الطعام الذي دعاهم إليه، وكيف قدم لهم هذا الطعام ليأكلوا معه عليه الصلاة والسلام.

    ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (وصلوا بالليل والناس نيام)، أي: صلاة التطوع، بعد أداء الصلوات المفروضة، لأن الأصل هو أداء الفرائض ثم يعمل الإنسان النوافل، (وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

    ومن الأحاديث التي جاءت عنه صلى الله عليه وسلم في السلام حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس).

    فرد السلام فرض وإلقاء السلام سنة، وربنا سبحانه وتعالى يقول: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، فإذا حياك إنسان فقال: السلام عليك، فرد عليه بقولك: وعليك السلام ورحمة الله، وإن زدت: وبركاته كان خيراً، وإذا قال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فرد عليه بمثلها.

    من حق المسلم على أخيه المسلم هؤلاء الخمس، بل قد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى ستة حقوق، وقد قال صلى الله عليه وسلم ذاكراً هذه الحقوق الستة: (إذا لقيته فسلم عليه)، من حقوق المسلم عليك أن تسلم عليه عندما تلقاه. (وإذا دعاك فأجبه) أي: إذا دعاك لطعام وكانت ظروفك تسمح لك بالذهاب فأجبه فإن له حقاً عليك، (وإذا استنصحك فانصح له) أي: طلب منك النصيحة في شيء ما، فكما تنصح لنفسك ولأهلك انصح لأخيك المسلم، (وإذا عطس فحمد الله فشمته) أي: إذا عطس وقال: الحمد لله، فشمته، أي قل: يرحمك الله، (وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه) فهذه ستة حقوق للمسلم على أخيه المسلم.

    حديث آخر لـأبي بكر رضي الله عنه يقول الأغر المزني : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر لي بجريب من تمر)، أي: كيلو من التمر أو نحوه، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر به للأغر المزني عند رجل من الأنصار، قال الأغر : (فماطلني به)، يعني: كأن الأنصاري تأخر قليلاً في دفع التمر إلى هذا الرجل، قال: (فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اغدُ يا أبا بكر فخذ له تمره)، أي: أمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بأن يذهب مع الأغر المزني ليأخذ له التمر الذي عند الأنصاري، قال: (فوعدني أبو بكر المسجد، إذا صلينا الصبح نذهب سوياً، قال: فوجدته -يعني: أبا بكر رضي الله عنه- حيث وعدني، فانطلقنا، فكلما رأى أبو بكر رجلاً من بعيد سلم عليه).

    وهذا من أدب سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وهو أول العشرة المبشرين بالجنة، وهو ثاني اثنين إذ هما في الغار، وهو صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ووزيره وخليفته صلوات الله وسلامه عليه، وهو الذي لو وزن إيمان الأمة ليس فيها إيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجح إيمان أبو بكر على إيمان الأمة جميعهم، ومن حسن أخلاقه: التواضع رضي الله تبارك وتعالى عنه، يقول الرجل: كلما رأى أبو بكر رجلاً من بعيد سلم عليه.

    فضل من يبدأ بالسلام

    أبو بكر أفضل منهم جميعاً رضوان الله تبارك وتعالى عليهم، ولكنه هو الذي يبدأ بالسلام، قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل، يعني: لو أنهم بدءوك بالسلام لكان لهم الفضل عليك، فلا تجعل أحداً يسبقك بالسلام ما استطعت.

    قال: فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا، فقد عرفوا الفضل في البدء بالسلام، فكانوا سباقين إلى ذلك.

    ولذلك جاء في حديث آخر يبين لنا هذا الفضل، وهو حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام)، فكل مسلم يحب الله ويحب التقرب إلى الله، ولكن أولى الناس بالله قال: (من بدأهم بالسلام).

    وفي الحديث قيل: يا رسول الله! (الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: أولاهما بالله تعالى)، وجاء في حديث آخر: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل).

    (يسلم الراكب على الماشي)، فإنسان راكب على دابة أو على سيارة قد يدخله شيء من الغرور أنه أعلى من الثاني الذي يمشي على رجليه، فعلمك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك أنت الذي تبدأ بالسلام من أجل ألا تشعر بالغرور والتعالي على الناس.

    ثم قال: (والماشي على القاعد)، فالذي يمشي ويمر على الناس فإنه ينبغي أن يسلم على القاعد في مكانه، قال: (والماشيان) أي: كلاهما يمشيان (أيهما بدأ فهو أفضل) يعني: الذي يبدأ هو أفضل من الآخر.

    فضل رد السلام

    نتعلم من جملة تلك الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم ينبغي له أن يفشي السلام ويكثر التسليم على المسلمين، ففي ذلك الأجر الكثير، فإذا قال: السلام عليك، فله عشر حسنات، وإذا زاد: ورحمة الله زادت له عشر حسنات، وإذا زاد وبركاته زادت له عشر حسنات، فانظر كم تأخذ من الحسنات إذا سلمت على مائة شخص مثلاً وأنت مار في الطريق، فكل تسليمة بثلاثين حسنة، فتعود إلى بيتك ولديك ثلاثة آلاف حسنة، بسبب التسليم على الناس فقط.

    لذلك كان بعض الصحابة رضوان الله عليهم يخرج إلى السوق وهو لا يريد أن يشتري شيئاً، وإنما يريد أن يسلم على الناس، مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقد خرج مع شخص فقال له: ما رأيتك اشتريت شيئاً؟ قال: أما رأيتني سلمت على الناس؟ قال: نعم، قال: فلهذا خرجت، وذلك لأنه عرف ما في السلام من الفضل الكثير.

    فخذوا أمر السلام بجد وليس بهزل؛ لأن الدين إذا دخله المزاح ضاع وضاع الثواب، فإذا سلمت على أخيك فاستشعر الثواب، واعلم أنك إذا مددت يدك فصافحت أخاك المسلم تساقطت السيئات عنكما.

    فعلى الإنسان المسلم أن يلقي السلام محتسباً الأجر من الله عز وجل، سواء رد عليه الناس أو لم يردوا، وعليه أن يلقي السلام على من هو في استعداد للرد عليه، فلا يشغل إنساناً عن شيء مهم يقوم به، فمثلاً إذا أتى حلقة فلا ينبغي أن يسلم على كل من في الحلقة ليقوموا كلهم بالرد عليه، وهكذا يأتي الثاني والثالث فيصبح الوقت كله رد للسلام، ولكن إذا انتهيت إلى المجلس فرد السلام على أقرب الناس إليك ثم اجلس، فإذا قمت من المجلس سلمت على أقرب من هم إليك وانصرفت، ولا تزعج أحداً بذلك.

    وإذا مررت على من يقرأ القرآن أو يحفظ القرآن وهو في مكان يمر عليه فيه ناس كثير، فعلى ذلك لا داعي أن تشغله عن حفظه وعن مراجعته بالسلام عليه، لكن إن وجدت من هو في حال يسمح له بالرد ولا يشغله ذلك عن شيء فألق السلام، وأكثر من ذلك، وأفشه بين الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

    نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756013990