إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد حطيبة
  5. شرح الترغيب و الترهيب للمنذرى
  6. شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في الصلاة مطلقًا وفضل الركوع والسجود والخشوع

شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في الصلاة مطلقًا وفضل الركوع والسجود والخشوعللشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد أمر الله عز وجل بالصلاة، ورغب فيها، وجعلها ركناً من أركان الإسلام، التي لا يتم إلا بها، ذلك لأنها الفارقة بين المسلم والكافر والمشرك. وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. ولذلك اهتم الإسلام بها اهتماماً عظيماً، لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقاتل إلا إذا لم يسمع النداء بها، فالصلاة هي شعار الإسلام، وهي جنة المؤمنين في الدنيا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إليها، فقد جعلت قرة عينه، وقد كثرت الأحاديث المرغبة فيها، والتي تحظ على المحافظة عليها، مبسوطة في مظانها.

    1.   

    شرح حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه (الطهور شطر الإيمان ...)

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين:

    أما بعد:

    قال الإمام المنذري رحمه الله: (الترغيب في الصلاة مطلقاً وفضل الركوع والسجود والخشوع):

    روى مسلم وغيره عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها).

    وروى أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (خرج في الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصن من شجرة، قال: فجعل ذلك الورق يتهافت، فقال: يا أبا ذر ! قلت: لبيك يا رسول الله! قال: إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله تتهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة).

    وعن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة). رواه مسلم .

    وروى ابن ماجة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فأكثروا من السجود).

    هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها الحافظ المنذري رحمه الله هي في الترغيب في الصلاة مطلقاً، وفي الترغيب في كثرة الصلاة، سواء كانت نوافل لها سبب، أو ليست لها سبب. وأيضاً هي في فضل الركوع والسجود والخشوع.

    ومن هذه الأحاديث التي ذكرها: حديث أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الطهور شطر الإيمان). و(الطهور) هو: أن يتطهر الإنسان لصلاته، سواء من الحدث الأصغر أو من الحدث الأكبر، فجعله النبي صلى الله عليه وسلم نصف الإيمان، وكلمة: (الإيمان) أحياناً تأتي بمعنى الصلاة، وأحياناً تأتي بمعنى الإسلام، والغالب في معنى الإيمان: أن يؤمن العبد بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

    والإيمان في هذا لحديث بمعنى/ الصلاة، وقد جعلها نصفين، فالطهور نصفها، فمن صلى بغير طهور فإنها لا تعتبر صلاة، ولا تعتبر صلاة إلا إذا صلى الإنسان متطهراً، فكأن الطهور على النصف من ذلك، كما جاء في الحديث:

    (الطهور شطر الإيمان). والمقصود به: أن يتطهر الإنسان ظاهراً وباطناً، فطهارة الباطن تكون بأن يطهر قلبه من أدناس الشرك، ومن عبادة غير الله سبحانه وتعالى، يطهر قلبه من الغلّ والحقد والحسد والغش للمسلمين، فالطهور نصف إيمان الإنسان، فعلى الإنسان أن يهتم بتطهير قلبه وبدنه.

    فضل التسبيح والتحميد

    قال صلى الله عليه وسلم: (والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض). أي: أن كلمة (الحمد لله) لو وضعت في ميزان، أو لو جُعلت جرماً، -أي: شيئاً محسوساً يرى،- لرأيتها تملأ الميزان، أي: تملأ كفة الميزان يوم القيامة، وتثقل عملك، وقوله صلى الله عليه وسلم: (وسبحان الله والحمد لله تملآن) أي: أن هاتين الكلمتين لو تخيلت لهما حجماً موجوداً لرأيتهما تملآن ما بين السماء والأرض من عظيم ثوابهما.

    فضل الصلاة

    قال صلى الله عليه وسلم : (والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء)، والصلاة مأمور بها العبد، وكذلك الصدقة والصبر، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الإنسان بالنور، وهناك فرق بين النور والضياء، فالنور تستفيد منه وترى فيه من غير أن يؤذيك، وأما الضياء فتستفيد منه وترى فيه أيضاً ولكن فيه إحراق ولفح، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بالنور؛ لأنها كلها خير، وليس فيها إيذاء وتعب، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب).

    فالصلاة خير عظيم من رب العالمين، ولا تعب فيها، فإن تعبت وأنت قائم فصل قاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، وكل التكاليف لابد وأن يكون فيها شيء من المشقة، ولكن الصلاة سهلة ومريحة، فشبهها بالنور؛ لأنها كلها فائدة، وتعبها يسير.

    فضل الصدقة

    قال صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان)، أي: برهان على إيمان الإنسان، وعلى أنه ليس شحيحاً أو بخيلاً، بل هو يخرج الصدقة ويتصدق بها، ففرق بين الإنسان الشحيح الذي لا يريد أن يخرج ما معه من المال، ولا يريد أن يعطي الفقراء، ولا ما أمره الله عز وجل به، وبين الإنسان المؤمن، فالكل في مسألة الإيمان يقول: أنا مؤمن، والكل يقول: أنا جيد، وأنا جواد، وغيرها، ولا يظهر برهان وحقيقة دعوى هذا الإنسان إلا وقت النفقة، فإذا أنفق وتصدق دل هذا على قوة إيمان هذا العبد الذي يدفعه لأن يتصدق وأن يخرج ما معه.

    فالصدقة برهان على قوة إيمان هذا الإنسان، فإن إيمانه هو الذي يدفعه أن يؤدي الزكاة الواجبة عليه، ويدفعه أيضاً إلى الصدقة.

    فضل الصبر

    قال صلى الله عليه وسلم: (والصبر ضياء) فيصبر الإنسان على قضاء الله عز وجل وقدره، وعلى البلاء والمصائب، والمصيبة تؤذي العبد وقد تحرقه من شدتها وقسوتها، ولكنه يصبر وينتظر الأجر من الله، فيجد النور والضياء والأجر من الله سبحانه وتعالى على الصبر.

    ولا يؤجر الإنسان على الصبر إلا إذا عانى من المشقة، وصبر على الأمر الصعب الشديد الذي كأنه يحرقه.

    ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر بأنه ضياء، ففرق بين وصف الصلاة بأنها نور، ووصف الصبر بأنه ضياء. فإن الصلاة فيها سهولة، وليس فيها مشقة شديدة، ولكن الصبر كظم للغيظ وكتم للحزن، ولذلك فإن سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لما صبر على فقد ابنيه ابيضت عيناه من شدة كظمه غيظه، كما قال تعالى: وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ [يوسف:84]، أي: من شدة كتمه غيظه وحزنه ابيضت عيناه وذهب نورهما، فالصبر ضياء.

    فضل قراءة القرآن

    قال صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك)، أي: قد يكون حجة لعبد، وقد يكون حجة على عبد آخر، فالعبد الذي عرف أحكام الله عز وجل فعمل بها، وتلا كتاب الله عز وجل وقام به آناء الليل وأطراف النهار، وأرضى به ربه سبحانه، فإن القرآن يكون حجة له، وأما الإنسان الذي جعل القرآن وراءه ظهرياً فإنه يكون حجة عليه.

    1.   

    شرح حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: (إن العبد المسلم ليصلي الصلاة..)

    وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (خرج في الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصن من شجرة، قال: فجعل ذلك الورق يتهافت، فقال: يا أبا ذر ! قلت: لبيك يا رسول الله! قال: إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة)، يعني: كما أن الريح تطير أوراق الأشجار، كذلك الصلاة تمحو الذنوب، ولا تبقي منها شيئاً، فالصلاة عظيمة الأجر، مكفرة للذنوب.

    1.   

    كثرة السجود سبب لدخول الجنة

    وعن معدان بن أبي طلحة رضي الله عنه قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: (أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة؟ -وكرر الشيء ثلاث مرات- فقال ثوبان : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: عليك بكثرة السجود لله).

    وكل إنسان يريد أن يدخل الجنة، ولكن دخولها ليس بسيطاً ولا سهلاً، فمن أراد دخولها فليعمل لها، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه أن من أراد أن يدخل الجنة فليعنه على نفسه بكثرة السجود، فقال لـثوبان : (عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة).

    وعن ربيعة بن كعب ، قال: (كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم نهاري)، وقد كان الصحابة يحبون أن يخدموا النبي صلى الله عليه وسلم، طمعاً في الأجر من الله عز وجل. فهذا ربيعة بن كعب رضي الله عنه يقول: (كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم نهاري، فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبت عنده)، يعني: يريد أن يكون خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم بالليل وبالنهار، فكان بالنهار يخدمه، بالليل ينام بجوار عتبة باب النبي صلى الله عليه وسلم لعل النبي صلى الله عليه وسلم يحتاجه في شيء، قال: (فلا أزال أسمعه يقول: سبحان الله! سبحان الله! سبحان ربي! حتى أمل أو تغلبني عيني فأنام فقال يوماً: يا ربيعة ! سلني فأعطيك)، يعني: اطلب مني ما تحتاجه فأعطيك كما خدمتني. (قال: فقلت: أنظرني حتى أنظر)، يعني: حتى أفكر فيما أسألك. (قال: وفكرت أن الدنيا فانية منقطعة، فقلت: يا رسول الله! أسألك أن تدعو الله أن ينجيني من النار ويدخلني الجنة). أي: أنه فكر أنه لو طلب منه مالاً أو أرضاً أو إبلاً أو بقراً فسيعطيه، ولكن هذا كله سيزول، فقال: أطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن ينجيني من النار وأن يدخلني الجنة، فلما طلب ذلك قال: (فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: من أمرك بهذا؟ -من الذي علمك أن تقول لي هذا؟- قال: قلت: ما أمرني به أحد، ولكني علمت أن الدنيا منقطعة فانية، وأنت من الله بالمكان الذي أنت منه، فأحببت أن تدعو الله لي، فقال صلى الله عليه وسلم: إني فاعل)، أي: سأدعو لك، ولابد لك من أن تعمل، فقال: (إني فاعل أي: سأدعو لك- فأعني على نفسك بكثرة السجود). يعني: لا تتكل على دعائي فإنما هو وسيلة، ولكن لابد لك من فعل السبب الذي تستحق به هذا، وهو أن تكثر من السجود، حتى يقبل الله عز وجل دعائي لك.

    1.   

    بيان أن الصلاة خير من الدنيا عند أصحاب القبور

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر فقال: من صاحب هذا القبر؟ فقالوا: فلان، فقال صلى الله عليه وسلم: ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم). وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نزور القبور وقال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة). وقد كان نهاهم في فترة من الفترات أن يزوروا القبور، وكان السبب في النهي: الخوف من الشرك، أي: حتى لا يقعوا في الشرك بالله عز وجل؛ لأنهم كانوا معتادين على دعاء القبور وعلى عبادة الأصنام، فمنعهم من ذلك وكانوا معتادين على التفاخر بما في القبور من أهليهم والتكاثر بعشيرتهم، فنهاهم فترة عن ذلك؛ سداً لذريعة الشرك والتفاخر بالأجداد، ثم لما استقر في قلوبهم الإيمان والتوحيد والبعد عن التفاخر بالأهل والأنساب أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور للاتعاظ، والتفكر في نفسه وفي صحته وفي عافيته، وفي صلاته وعمله، وصحة عبادته، وأن هذا الذي في هذا القبر يتمنى لو أنه خرج إلى الدنيا ليصلي ركعتين فقط، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عن صاحب القبر فأخبروه أنه رجل من المسلمين: (ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم)، يعني: الباقي من الدنيا إلى أن تقوم الساعة، أي: لو قيل له: أنعطيك هذه الدنيا كلها أو تصلي ركعتين؟ لقال: أصلي ركعتين أحب إلي من ذلك، ونحن الآن في هذه الدنيا ليس أمامنا ركعتان فقط، بل ركعات كثيرة، فلنصلي ولنكثر من الركعات.

    1.   

    عظم أجر السجود وفضله

    وفي الأثر عن مطرف قال: (قعدت إلى نفر من قريش، فجاء رجل فجعل يصلي ويركع ويسجد ولا يقعد، فقلت: والله ما أرى هذا يدري ينصرف على شفع أو على وتر؟ فقالوا: ألا تقوم إليه فتقول له؟ قال: فقمت)، أي: كأنه صلى صلاة كثيرة، وصلى الركعات متصلات، ولم يجلس بينهن للتشهد، وإنما جلس للتشهد في النهاية، وهذا يجوز في صلاة الضحى، فإذا صلاها أكثر من ركعتين جاز له أن يصلي ركعتين ويسلم، وجاز له أن يصلي أربع ركعات ويسلم، ويجوز أكثر من ذلك، سواء جلس في التشهد الأوسط في الأربع الركعات أو لم يجلس.

    وكذلك يجوز للإنسان في قيام الليل أن يصلي تسع ركعات متصلة، ولا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة، وإن كان الأفضل له أن يصلي ركعتين ركعتين، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى). فهذا الرجل دخل وصلى ركعات كثيرة من غير أن يجلس للتشهد بين كل ركعتين، وإنما جلس في النهاية وسلم، وكأنه في قيام الليل، فلما رآه مطرف قال: (والله ما أرى هذا يدري ينصرف على شفع أو على وتر)، يعني: أنه لا يدري كم صلى، فلما قال ذلك، قالوا له: قم فأخبره، فقام وهو يظن نفسه أنه ينصحه، فقال: (يا عبد الله! ما أراك تدري تنصرف على شفع أو على وتر؟ فرد عليه الرجل وقال: ولكن الله يدري)، أي: إذا كنت لا أدري فربنا يدري، فكان جواباً مؤدباً ومهذباً من رجل فاضل، قال الرجل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة). قال مطرف : (فقلت من أنت؟ فقال: أبو ذر الغفاري قال: فرجعت إلى أصحابي، فقلت: جزاكم الله من جلساء شراً، جزاكم الله من جلساء شراً)، يعني: تطلبون مني أن أنصح صحابياً، وأنتم تعرفون أنه صحابي؟ قال: أفتأمروني أن أعلم رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أي: أنه لا يليق بتابعي أن يعلم صحابياً، وكان الأحرى بهؤلاء أن يقولوا له: إن هذا أبو ذر الصحابي، فقم تعلم منه ولا تنكر عليه، فالغرض من هذا: بيان أن الصلاة فيها هذا الفضل كله، وكل سجدة فيها يكتب الله للعبد بها حسنة ويحط عنه بها خطيئة ويرفع له بها درجة.

    وفي رواية يقول مطرف : (فرأيته يطيل القيام، ويكثر الركوع والسجود)، أي: أنه لم يصلها بسرعة بحيث لا يدري ما يقول فيها، وإنما كان يطيل القيام، فصلى قياماً طويلاً وركوعاً طويلاً وسجوداً طويلاً، وأكثر من الركوع والسجود. قال: (فذكرت له ذلك، فقال الصحابي رضي الله عنه: ما آلوت أن أحسن)، يعني: لقد اجتهدت أن أحسن في صلاتي، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من ركع ركعة أو سجد سجدة رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة).

    1.   

    الحرص على الإكثار من الصلاة

    هذه بعض فضائل الصلاة، والإنسان المؤمن الذي يعرف هذه الأحاديث في فضيلة الصلاة فإنه يكثر من الصلاة، ويكثر من الركوع ومن السجود، ولا يضيع وقته في أمر الدنيا، والإنسان قد يبقى أحياناً فارغاً، ويضيع وقته في اللغو وفي الكلام الفارغ، فأفضل منه لو أنه توضأ وصلى ركعتين، فإن في الوضوء أجراً، فهو يحط خطايا الوجه واليدين والرأس والرجلين في أثناء الوضوء، فإذا قام إلى الصلاة تساقطت عنه الذنوب.

    فالمؤمن لا يضيع وقته في الكلام مع الخلق وفي اللغو وفي اللعب وفي اللهو، وإنما يكون في أمر الصلاة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فهي باب الجنة الموصلة إليها.

    نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل جنته.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755818197