إسلام ويب

أبراج الحظ تدمر أسوار الإسلام [1]للشيخ : محمد المنجد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ادعاء علم الغيب من الأمور المناقضة للإيمان والهادمة لأركان التوحيد، ومن هذا الادعاء كتابة الأبراج في المجلات والجرائد التي عم بها البلاء وطم. وقد تكلم الشيخ عنها فبين طرق كتابتها المختلفة والوسائل الخبيثة المستخدمة للتأثير على الناس، مع ذكر أهداف كتابة الأبراج، وفي الأخير بيّن حكم الكاهن والعراف، وحكم الذي يقرأ هذه الأبراج، إما باعتقاد أنها حق أو بقصد التسلية في قراءتها.

    1.   

    لا يعلم الغيب إلا الله

    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1] .

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71] .

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    أيها الإخوة: إن للتوحيد مكانة عظيمة في نفوس المسلمين، أو هكذا ينبغي أن يكون الحال، ولذلك جاء في القرآن والسنة من النصوص التي تحمي جناب التوحيد، وتسد الذرائع المؤدية إلى الشرك أشياءٌ كثيرة ينبغي أن تنهض بهمة الإنسان المسلم حتى يتعلم توحيد الله عز وجل، ويحذر من الوقوع في الشرك وأنواعه.

    وكان من جملة ما أصاب المسلمين في دينهم -ونسأل الله عز وجل ألا يجعل مصيبتنا في ديننا-: أن وقع فيهم البلاء والشر المستطير في قضايا تنافي التوحيد، وهي من الشرك الخالص، بل إنها كفرٌ أكبر تنقل الإنسان عن الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

    أشياءٌ عظيمةٌ أيها الإخوة تنافي التوحيد وتضاده، تقع على مسامع كثيرٌ من المسلمين وأبصارهم صباحاً ومساءً، بل قد صارت مثل التسالي التي يُتَسَلى بها، أمورٌ تناقض آيات عظيمة من صفات الله عز وجل.

    ربنا جل وعلا يقول عن نفسه: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج:70] .

    إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [فاطر:38] .

    ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [السجدة:6] .

    يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ [الرعد:42] .

    قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65] .

    الآيات تنص نصاً واضحاً قطعياً على تفرد الله عز وجل بعلم الغيب، وأنه لا يوجد في السماوات والأرض من يعلم الغيب إلا الله، لا يوجد من يعلم ماذا سيحصل بعد دقيقةٍ، أو بعد ساعةٍ، أو بعد شهرٍ، أو سنةٍ، أو سنين، لا يوجد من يعلم ماذا سيحصل فيها إلا الله عز وجل.

    كل الأمور الغيبية والحوادث التي ستحدث يتفرد الله عز وجل بعلمها.

    إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... [لقمان:34] : متى تقوم القيامة ... وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ [لقمان:34] .

    وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ [الشورى:28] .

    يتوقع الفلكيون نزول الغيث، ويقولون: الفرصة مهيأة لنزول الأمطار، وتتجمع الغيوم في السماء، وتنذر الحالة بأن المطر سينزل، ولكن في اللحظات الأخيرة يصرِّف الله الرياح كيف يشاء، فتذهب بهذه الغيوم القاتمة دون أن تنزل من السماء قطرة واحدة.

    إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34].

    ويعلم ما تزيد الأرحام وما تنقص: وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ [الرعد:8] .

    فإن قالوا: لقد عرفنا هل في بطن الأم ذكراً أو أنثى، فنقول لهم: متى علمتم بهذا؟! هل علمتم به في الأيام الأولى للحمل، وكانت نطفة، ثم علقة، ثم مضغة؟! هل علمتم بذلك قبل أن يدخل الرجل بزوجته: ماذا سيولد له؟! لو علمتم نوع الجنس ذكراً أو أنثى، فهل علمتم ماذا سيكسب من الأرزاق؟! هل علمتم هل هو شقيٌ أم سعيد؟! هل علمتم كم عمره، وماذا يكون أجله؟! يرسل الله الملَك الموكَّل بهذه النطفة فيكتب: أذكرٌ أم أنثى! أشقيٌ أو سعيد! ما هو رزقه! ما هو أجله! وما هو عمله! هل يدري عن هذه الأشياء مجتمعة أحدٌ غير الله عز وجل؟! وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان:34].

    التنجيم ومطالعة الأبراج يهدم التوحيد

    إن النصوص السابقة أيها الإخوة تتعرض اليوم لمصادماتٍ صريحة في الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، تهدم عقائد المسلمين، وتزلزل أركان التوحيد في نفوسهم بجميع أنواع الشرك والكفر بالله عز وجل.

    ومنها أيها الإخوة ما سنتكلم عنه، وأرجو ألا تستغربوا من هذا الموضوع الذي انتقيته لأتكلم عنه الآن، فإني قد سمعت كثيراً وبلغتني أشياء عظيمة من تصديق الناس بهذه الأشياء، هذه الأمور التي تسللت إلى حياتنا ونفوسنا حتى صدَّق بها كبار القوم وصغارهم، أغنياؤهم وفقراؤهم، إنها مسألة التنجيم، ومعرفة ومطالعة الأبراج التي تخصَّص لها الزوايا والصفحات في الجرائد والمجلات.

    الأبراج أيها الإخوة، التي يدعي من كتبها علم الغيب، ويصدق من يقرأها، ماذا سيحصل؟!

    ما كتب الكاهن والعراف في تلك الزوايا المتكاثرة يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنةً بعد سنة، تغزو عقولنا وأنفسنا وقلوبنا بعد أن غزت جرائدنا ومجلاتنا.

    عن معاوية بن الحكم قال: قلت: يا رسول الله، أمورٌ كنا نصنعها في الجاهلية، كنا نأتي الكُهَّان -نأتي الكاهن ونسأل- قال: (فلا تأتوا الكُهَّان، قال: قلت: كنا نتطير، قال: ذلك شيءٌ يجده أحدكم في نفسه، فلا يصدكم ...) الحديث رواه الإمام مسلم .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم -موضحاً خطورة إتيان الكاهن أو العراف وسؤاله- يقول: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد) والذي أنزل على محمد هو القرآن والسنة، والذي يصدق بهذه التنجيمات والتخرصات، وهذه الأشياء التي تُكتب في الصحف والمجلات، في الأبراج فقد كفر بما أنزل على محمد.

    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الآخَر مبيناً الخطورة الزائدة: في صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهي: حفصة كما قال أصحاب طرق الحديث أنه قال: (مَن أتى عرافاً، فسأله عن شيءٍ، فصدقه بما يقول، لم تُقْبَل له صلاة أربعين يوماً) لا تُقبل له صلاة.

    إذاً: أيها الإخوة! يكفر بما أنزل على محمد، ولا تُقْبَل له صلاةٌ أربعين يوماً وليلة، وهذا لا يعني أنه يترك الصلاة، بل إنه يصلي ومع ذلك لا يأخذ حسنة واحدة على صلاته، وإذا كانت هذه هي حال السائل الذي يسأل الكاهن والعراف! فما حال المسئول: الكاهن والعراف نفسه؟! كيف يكون حاله؟!

    والعراف أيها الإخوة كما قال علماؤنا: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدماتٍ يستدل بها.

    وقال شيخ الإسلام : إن العراف اسمٌ للكاهن، والمنجم، والرمال، ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق، كالحازر الذي يدعي علم الغيب أو الكشف، قال: والمنجم يدخل في اسم العراف.

    والمنجم يدخل في اسم الكاهن أيضاً عند الخطابي وغيره من العلماء.

    وقال أبو السعادات رحمه الله: العراف والمنجم والحازر: الذي يدعي علم الغيب، وقد استأثر الله به، قال: في الدين الخالص.

    والمقصود من هذا كله: مَن يدعي معرفة شيءٍ من المغيَّبات فهو: إما داخلٌ في اسم الكاهن، أو مشاركٌ له في المعنى، فيُلحق به.

    طرق معرفة الغيب عند المنجمين والعرافين

    ومعرفة الغيب أيها الإخوة تكون بأمور، منها:

    - استخدام الشياطين.

    - والزجر.

    - والطِّيَرة.

    - والضرب في الأرض.

    - والضرب بالحصى.

    - والخط في الأرض.

    - والتنجيم.

    - والكهانة.

    - والسحر.

    - وقراءة الكف.

    - والاستقسام بالأزلام.

    - والذي يقرأ (أباجاد) (أبجد هوز) للاستدلال بها على الغيب.

    - وغير ذلك، مثل: قراءة الفنجان.

    وقاتل الله مَن وَضَعَ كلمات قصيدة قارئ الفنجان، ومَن لَحَّنَها، ومَن غَنَّاها، جازاهم الله بشر ما يستحقون على تخريبهم عقائد الأمة.

    أيها الإخوة: لا تحسبوا أن كلمات الأغاني هي مجرد كلمات عاطفية، كلا إن في بعضها كلماتٌ مناقضة لأصل العقيدة، وأصل التوحيد، ادعاء أن قارئة الفنجان تعلم الغيب، وتخبر هذا السائل ماذا سيحصل له.

    1.   

    حكم اعتقاد تأثير الأبراج والكواكب والنجوم

    سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن يعتقد أن الكواكب لها تأثيرٌ في الوجود، أو يقول: إن له نجماً في السماء يسعَد بسعادته، ويشقَى بعكسه، ويقول: إنها صَنْعَة إدريس عليه السلام -التنجيم- ويقول هذا المفتري الكاذب: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان نجمه العقرب أو المريخ، هل هذا من دين الإسلام؟ وماذا يجب على قائله؟

    فأجاب رحمه الله إجابة طويلة، منها نقتطف قولَه:

    الحمد لله.

    النجوم من آيات الله الدالة عليه، المسبحة له، الساجدة له: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ [الأعراف:54] -النجوم مسخرة بأمر الله جعل الله لها وظائف: هداية المسافر في البر والبحر، رجوماً للشياطين، تسبح الله، وتسجد- ثم قال: وهكذا المنجمون في ادعائهم الغيب والخرافات والأكاذيب حتى إني خاطبتهم بـدمشق -لأنه كان يعيش فيها شيخ الإسلام - وحظر عندي رؤساؤهم، وبينت فساد صناعتهم بالأدلة العقلية التي يعترفون هم بصحتها، قال رئيسٌ منهم: والله إنا لنكذب مائة كذبة حتى نصدُق في كلمة واحدة.

    واعتقاد المعتقد أن نجماً من النجوم السبعة هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاده فاسد، وإن اعتقد هذا المعتقد أن هذا النجم هو الذي يدبر له -يعني: أموره- فهو كافر، أي: كافر بالله.

    ثم إن الأوائل من هؤلاء المنجمين المشركين الصابئين -الصابئة : كلمة يطلقها بعض العلماء على عُبَّاد النجوم، ولا زال هناك إلى الآن من يعبد النجوم، ومنهم أقوامٌ يسكنون بأرض العراق حتى هذه الساعة- وأتباعهم قد قيل: إنهم كانوا إذا وُلِد لهم المولود أخذوا طالع المولود وسَمَّوا المولود باسمٍ يدل على ذلك -يعني: ذلك الطالع- وهكذا جاء مَن بعدَهم -يسأل الرجل عن اسمه واسم أبيه واسم أمه ليعرف طالعه ويعرف سعده من نحسه وحظه في الدنيا ورزقه وهكذا-

    وأما اختياراتهم -يقول شيخ الإسلام - وهو أنهم يأخذون الطالع لما يفعلونه من الأفعال، مثل اختياراتهم للسفر أن يكون إذا كان القمر في شرفه وهو السرطان -هذا اعتقاد المنجمين- إذا كان السفر في برج السرطان فهو سفرٌ طيب، وألا يكون في هبوط القمر وهو برج العقرب، فهذا إذا اعتقد هذا فهو من الباب المذموم.

    ولما أراد علي بن أبي طالب أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجمٌ فقال: يا أمير المؤمنين، لا تسافر! فإن القمر في العقرب -في برج العقرب، لا تسافر- فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هُزِم أصحابُك -أو كما قال- فقال له علي : بل أسافر -بل أسافر في هذا الوقت- ثقة بالله، وتوكلاً على الله، وتكذيباً لك، وإرغاماً لأنفك، فسافر علي رضي الله عنه بجيشه، فبورِك له في ذلك السفر، حتى قَتَل عامَّة الخوارج ، وكان ذلك من أعظم ما سُرَّ به.

    ثم أجاب شيخ الإسلام عمَّن ادعى أن صنعة التنجيم لإدريس عليه السلام، وأنه برج الرسول صلى الله عليه وسلم في العقرب والمريخ، فقال: هذا كلامٌ لا دليل عليه، ولا علم لقائله به، بل إنه من التُّرَّهات. وكانت إجابةً طويلة مسجلة. رحمه الله تعالى.

    1.   

    طريقة كتابة الأبراج في المجلات والجرائد

    الأبراج الآن أيها الإخوة التي تُكتب في المجلات والجرائد تُكتب بعدة طرق :-

    فمنها: ما يُكتب بطريقة الأبراج : برج الحمل، برج الثور، برج الجوزاء، برج السرطان، وهكذا.

    ومنها: ما يُكتب بطريقة السنوات:

    إذا كنت من مواليد السنة الفلانية؛ فسنتك الجديدة سنة كذا وكذا وكذا، أو فالحذر مطلوب، أو فالحظ حليفك.

    ومن السخافات ما قرأته في بعض هذه الأشياء أن المنجم يقول: إذا كنتَ مولوداً في سنة (1910م) فليس هناك ما يميز سنتك الجديدة سلبياً، إلا بعض المشاكل الصحية، وخصوصاً فيما يتعلق بالعضلات. طبعـاً مـاذا نتوقع في شخص مولود في عام (1910م) ؟!

    وقد تُكتب بطريقة الأشهر:

    فتجد الجداول: شهر كانون الثاني، ماذا يوجد فيه من السعد والنحس! شهر شباط، شهر آذار، شهر نيسان، وهكذا، وتُستخدم لها عناوين جذابة: أنت والنجوم، أُورِسْكُوب، ألوان الحظ، ماذا تخبئ سنة (1987م) أو (1988م)، الفلك بين يديك، حظك هذا الأسبوع، حديث الأبراج، أبراج القراء، وهكذا، حتى إنهم اخترعوا طريقة للذي لا يعرف ميلاده ولا تاريخ ولادته، فقال قائلهم: إذا كنت ساقط القيد، ولم تعرف تاريخ يوم ميلادك، فبرجك تعرفه من اسمك، وجعلوا للأحرف موازين وأعداداً استنبطوا منها الأبراج، ثم قالوا له: ارجع إلى الجدول المرفق في الأبراج لكي تعرف ماذا ينتظرك.

    الوسائل الخبيثة لكتّاب الأبراج

    هؤلاء الدجالون أيها الإخوة يأتون في كلامهم بأشياء تقع دائماً، وليست غريبة، مثل قولهم:

    باب الصعوبات تعترض سبيله: وهل يوجد إنسان لا يعترضه بعض الصعوبات؟!

    خبرٌ سارٌ يصلك من إنسانٌ تحبه: وهل رأيتم إنساناً ما وصله إليه في حياته خبرٌ سار من شخصٌ يحبه؟!

    بعض المشاكل المادية: هل يوجد إنسان ما واجه مشاكل مادية؟!

    علاقتك ببعض الأشخاص تزداد مكانة: أمر طبيعي!

    تنتظر جواباً من شخص قد يصلك الرد في هذا الأسبوع: طبعاً قد يصلك في هذا الأسبوع، وقد لا يصلك هذا الأسبوع.

    ماذا يريدون وراء هذه الكلمات؟!

    يا أيها المسلمون انتبهوا من رقدتكم!

    يريدون إيهام العوام والجهال أنه قد تحقق كلامهم، ويرى الشخص فعلاً بأن الرسالة قد وصلت في هذا الأسبوع، فيقول: نعم، إنهم يعرفون، يرى أنه قد وقع بعد قليل في مشاكل مادية، يقول: نعم، لقد صدقوا، هذا من وسائل الإيهام، والدجل، والتخريف، وخداع الناس.

    وكذلك من وسائلهم الخبيثة في كتابتهم في تلك الأبراج:

    يتقربون إلى الشخص القارئ بأسلوب الناصح الأمين، ثم يدسون له الأشياء الأخرى، فيقولون له مثـلاً -بأسلوب الناصح الأمين-:

    لا تبالغ في إرهاق نفسك.

    حافظ على حكمتك.

    كن طويل النَّفَس.

    انتبه لصحتك.

    برج الجوزاء: تجنب المشاحنات.

    وهكذا، حتى يشعر القارئ بأنهم ينصحونه ويقدمون له الكلمات المعسولة التي تفيده، وهذه أشياء لا علاقة لها بالتنجيم مطلقاً، نصائح طيبة في الظاهر يُراد منها الوصول إلى الأشياء الخطيرة المنافية للعقيدة، ويضللون الناس بتسمية من يكتب هذه الأبراج، يعدها اليوم الفلكي الدكتور فلان، يكتبها الفلكي فلان، ما معنى كلمة الفلكي؟

    إنها تتضمن حقاً وباطلاً، فتخدر الناس هذه الإبرة الكلامية (الفلكي فلان) يعني: ليس يعدها المشعوذ فلان، ولا الدجال فلان، ولا المخرف فلان، ولا الكاهن فلان، أو الساحر فلان، وإنما يعدها الفلكي فلان، يكتبها لك اليوم: فلان الفلاني.

    وفي هذا إضفاء صفة الشرعية على هذه الأشياء المناقضة للعقيدة والتوحيد، إنها الدجل والكذب والإفك والعرافة بعينها.

    ويسرق بعضُهم من بعض، ما تجده مكتوباً في صحيفة تجده بعد فترة مكتوباً بالنص في صحيفة أخرى، أو في مجلة أخرى، يسرق بعضُهم من بعض، هم يكذبون وجهالنا يصدقون، هم يكفرون بالرحمن، ومغفلونا يصدقون بكفرهم، ويؤمنون به.

    أهداف كتابة الأبراج

    إذا تأملتَ في الكلام المكتوب في تلك الأبراج يا أخي المسلم تجد أنه السم الزعاف المؤدي إلى تحطيم أخلاق المسلمين، هذا غرضٌ من الأغراض وأقرأ عليكم بعض الأمثلة الواقعية المكتوبة فعلاً:

    - برج الحمل: إذا كان وضعك العاطفي لا يرضيك، فالوقت مناسب لإجراء التغييرات المطلوبة.

    يعني: إنشاء علاقات حب وغرام جديدة حرمها الله عز وجل.

    - برج الثور: استمري في تتبع خطوات شقيقتك فيما يتعلق بموضوع المهنة.

    إذاً: إخراج النساء من البيوت، وزَجِّهِن في أماكن العمل، يخالطن الرجال.

    اقتدي بشقيقتك في المهنة.

    - برج الجوزاء: قد تلامين من قبل أسرتك على غيابك المتكرر؛ لكن قد تجدين العزاء في العمل.

    أيها الإخوة فكروا معي بعقلية المسلم الذي يغار على إسلامه وعلى مجتمعه وعلى فتيان هذا المجتمع وفتياته، ماذا تعني هذه العبارة: قد تلامين من قبل أسرتك على غيابك المتكرر؟! ماذا تعني؟! لكن قد أنتم تعرفون ماذا تعني؟! تجدين العزاء في العمل، يعني: إذا سألوك فتحججي بأي شيء.

    - برج العقرب: انتظاركِ للحبيب لن يطول، فالأسبوع هذا يتيح لكِ فرصة اللقاء به.

    سمٌ زعاف، تحطيم لأخلاق الأمة وأخلاق البنات والبنين، أليس أولئك البنات اللاتي يقرأن هذا الكلام ضُرِبَت عليهن الذلة والمسكنة، مسكينات! ماذا يقرأن؟!

    - برج الدلو: تتخلص من الشعور بالذنب الذي لازمك في مرحلة سابقة.

    فكر في الجملة: تتخلص من الشعور بالذنب الذي لازمك في مرحلة سابقة، نحن المسلمون لو وقع الواحد في معصية، يشعر بالذنب، هذا الشعور بالذنب يدفعه إلى التوبة.

    مهم أنَّ هذا الذنب يكون مثل الجبل الذي تخاف أن يقع عليك، فتستغفر أكثر وتتوب أكثر وتظل متذكراً لتلك الذنوب، لكن يقول هذا الرجل: برج الدلو: تتخلص من الشعور بالذنب الذي لازمك في مرحلة سابقة، قطع الطريق على الناس بالتوبة.. إفقادهم الشعور بالذنب.. غمسهم في أوحال المعاصي، زيادة بزيادة.

    - برج كذا: تتعرف على صديقة حب.

    - برج الجوزاء: كوكب الزهرة يزيد من رهافة إحساسك تجاه الحب.

    - برج العذراء: حاول أن تأخذ فترة تأمل مع شريكة حياتك أو مَن تحب.

    مزج الحلال بالحرام، إذا ما كان لك شريكة حياة تتأمل معها فقف وقفة مع من تحب تتأمل.

    التغرير بالأحداث من وسائلهم، وجعلهم يتيهون في الآمال الكاذبة والسراب، فتجد:

    - برج كذا: مكالمة هاتفية تجلب لك مستقبلاً باهراً، اتصال هاتفي هام يجعلك تحلم بمستقبل باهر.

    ويجلس هذا الشاب المسكين البطال وهو ينتظر تلك المكالمة التي تجلب له المستقبل الباهر، أن يُجْعَل الناس يجرُون وراء الأوهام ووراء السراب، ويقعدون عن العمل، ينتظرون المكالمة والرسالة المهمة التي ستجلب له الحظ السعيد وتفتح لهم المستقبل.

    ومن غرائب ما قرأتُ وأنا أحضِّر هذه الخطبة، وقد جَمَّعت مصادر لقراءتها، لا حباً ولا تسلياً بها، وإنما من أجل أن أعرض عليـكم يا إخواني ماذا يُكْتَب: إذا كنتَ من مواليد (1953م) أو (1957م) فأنت مـحظوظ في سنة (1987م).

    ما علاقة عام (1953م) و(1957م) بعام (1987م)؟!

    يجلس هذا العراف على كرسيه ويخترع الأرقام ويؤلف، ومجانينُنا يصدِّقون! هذا ما يحصل أيها الإخوة، ضد العقيدة والتوحيد، ضد أعز ما يملك الإنسان المسلم.

    وفقنا الله وإياكم أن نعي هذه الشرور، وأن نقاومها، وأن نتمسك بحبل الله المتين، والعقيدة الصحيحة.

    وصلى الله على نبينا محمد.

    1.   

    علاقة الأبراج بالتوحيد

    الحمد لله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً: وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد:8-9].

    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي علمنا التوحيد، وعلمنا أن الكهانة والسحر والتنجيم والعرافة والتطيُّر من الكفر والشرك، وما ترك خيراً إلا ودلنا عليه، ولا شراً إلا وحذرنا منه.

    يظن بعض الْمُغفلين أن هذه الأشياء تسليةً لا علاقة لها بالعقيدة، ولا تَمَس العقيدة، ويقولون: إن هذه بعيدة عن التنجيم كل البعد.

    ولكن أيها الإخوة، الذي يقرأ ما كتبوا وسطروا فيها يجد المخالَفة الصريحة للعقيدة، وارتباط هذا العمل بالتنجيم المحرم.

    فمثلاً: يقول قائلهم:

    - برج العقرب: وجود أورانوس في برجك الشمسي يجعلك عصبياً ومتهوراً.

    إذاً كاتب هذا يعتقد بأن هذا الكوكب له تأثير على أخلاق الناس وطبائعهم.

    - بروج الأسبوع: كوكب زحل يمنحك النجاح والظهور، في الوقت الذي زيد فيك متاعبك ومشاكلك، ويجعلك زحلٌ حكيماً فيلسوفاً ذكياً مثابراً.

    سبحان الله! كوكب خلقه الله هو الذي يجعلك حكيماً مثابراً فيلسوفاً ذكياً؟!

    ويدخل في هذه الأبراج: التشاؤم والتفاؤل بالأرقام، وهو من الطِّيَرة المحرمة، فيقول:

    - برج الحمل: رقم الحظ: [4]، يوم السعد: الإثنين.

    - برج الحوت: رقم الحظ: [7]، يوم السعد: الثلاثاء. وهكذا.

    - هذا الشهر: الأرقام الأكثر حظاً يوم: [7] و[9] و[11] و[25]، الأيام الأقل حظاً: يوم: [3] و[13] و[19] وهكذا.

    هذه القضية أيها الإخوة فيها خطورة كبيرة على الناس.

    كثيرٌ من الناس يتخذون قراراتٍ هامة في قضايا الزواج، أو الانفصال والطلاق، أو السفر، أو التجارة، أو الصداقة، وغيرها، بناءً على ما كتبه ذلك المنجم في تلك الأبراج.

    وترى من يتقدم للزواج، تسأله الخطيبة: ما هو برجك؟ فإذا كان العراف قد كتب في ذلك البرج أن هذا لا يلتقي مع ذلك البرج التي فيه الفتاة، ترفض الفتاة الشاب؛ لأن برجه لا يتوافق مع برجها.

    وقد حدثت حادثة طريفة: أن خطيبة فَسَخَت الخِطبة لخطيبها؛ لما اكتشفت أن برجه لا يوافق برجها، فاضطر ذلك الرجل أن يذهب إلى محرر صفحة الأبراج ليقنعه ويدفع له أن يكتب له في العدد التالي أن البرج هذا يوافق البرج ذاك؛ لكي تقرأه تلك المرأة، وتصدق مرة أخرى بأن هذا الرجل مناسبٌ لها.

    تحديد مواعيد الزواج باليوم والشهر والسنة من الأمور التي يُلجأ فيها إلى العرافين، وتُكتب في المجلات: الممثلة الفلانية، قال لها عرافها فلان الفلاني: إن اليوم المناسب للزواج الذي يجلب السعد هو اليوم الفلاني في الشهر الفلاني في السنة الفلانية.

    ويتعلق القراء بهذه الترهات والأباطيل، ويراسلون، ويراسلن محرري صفحات الأبراج في الصحف والمجلات.

    فتسأل إحداهن وتقول -هذا كلام مكتوب-: برج الأسد: هل يمكنني معرفة حسنات وسيئات هذا البرج؟! ومع أي الأبراج يتفق؟! ويجيبها ذلك الدجال بما عنده ويسطر تلك الترهات والأباطيل.

    من فوائد دراسة التوحيد

    مع ذكر ما سبق يظل الناس يقولون: ما فائدة دراسة التوحيد؟! لماذا ندرس في المراحل الابتدائية توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات؟! هذه قضايا فطرية، هذه قضايا معروفة، هذه قضايا يفهمها كل جاهل، ما هي قيمة كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟! ولماذا أُلّف الكتاب؟! الناس في غِنَىً عنه، ألفه -يا أيها الإخوة- من أجل مثل هذه الأمور، اقرءوا كتاب التوحيد وادرسوه، فأبوابه متينة، تعالج قضايا خطيرة وأساسية، تتجنب بواسطة الفقه في الدين في هذه الأبواب كثيراً من الشرور، فتجد في كتاب التوحيد : باب ما جاء في السحر، باب ما جاء في التَطَيُّر، باب ما جاء في التنجيم. وهكذا.

    يَجِب أن تحرصوا أيها الإخوة على تنمية جوانب العقيدة، ودراسة كتب التوحيد؛ لتعرف كيف توحد الله، وكيف تتجنب الشرك.

    هذه الأشياء الخطيرة تنقض الإيمان بالله عز وجل، تنقض الإيمان بركنٍ أساسي من أركان التوحيد، بحقيقة أساسية تكسرها كسراً، تحطمها تحطيماً، قضية تفرد الله عز وجل بعلم الغيب: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65] هذه الأشياء المكتوبة في الأبراج تحطم هذه القضية الأساسية تحطيماً، وتشوه عقيدة القضاء والقدر في نفوس القراء، مخالفة صريحة وواضحة لآيات الله عز وجل، وأحاديث رسوله.

    حكم الشريعة في الكاهن والعراف والمصدق لهما

    ما هو حكم هؤلاء في الشريعة يا ترى؟!

    قال ابن قدامة رحمه الله: نُقِل عن الإمام أحمد عن الكاهن والعراف أن حكمهما القتل أو الحبس حتى يموتا.

    ومن اعتقد من القراء الذين يقرءون هذه الأبراج -من اعتقد منهم اعتقاداً جازماً- أن كلام هذا العراف الفلكي حقٌ ويرسم حياته بناءً على ما كُتِب وفقاً لأقوال الكاهن والعراف؛ فلا شك أنه يكفر كفراً مخرجاً من ملة الإسلام، لا ينفعه صلاةٌ ولا صيامٌ ولا زكاةٌ ولا حجٌ، وهو مناقضٌ لشهادة التوحيد التي يلفظ بها في الصلاة.

    والذي يأخذ قول الكاهن عن تجربة، يقول: أجرِّب، قد يكون صحيحاً وقد لا يكون، هذا قد وقع في الشرك العملي.. الشرك الأصغر.

    الجاهل يُعَلَّم، والذي عنده شبهة يناقَش لتُزال الشبهة.

    يعني: أقول: إن من المحاذير: إطلاق الكفر على الناس الجَهَلَة بالسهولة، لا. إذا رأيت منهم من يصدق بهذا اجلس معه، ناقشه، وبيِّن له بالأدلة من القرآن والسنة هذا الكفر وهذا الشرك، وبعد ذلك إن أصر على كفره فهو كافرٌ ولا شك.

    وقد سألنا بعض علمائنا عن حكم قراءة هذه الأشياء على سبيل التسلية؛ لأن بعض الناس يقولون: أنا أُمَضِّي الوقت، وأقرأ صفحة الاستراحة التي تحوي هذه الأشياء، ما حكم قراءتها للتسلية؟

    قال علماؤنا: قراءتها للتسلية حرام لا تجوز، وهي ذريعة للشرك، وقد يصدق هذا القارئ للتسلية يصدق بعض ما جاء في هذه الأشياء، وتُقرأ هذه القضايا على صغارنا، يتربون عليها، تقرؤها عليهم أمهم أو أبوهم أو أخوهم أو خالهم، تُقرأ في البيوت بصوتٍ مرتفعٍ أحياناً، فتترسخ هذه الشركيات في عقول أطفالنا.

    لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب عن النظر في صحائف التوراة المحرفة؟ لماذا غضب الرسول غضباً شديداً وهو يرى عمراً ينظر في صحائف التوراة؟

    لا يجوز النظر أصلاً فيما كُتب من الشرك والكفر إلا لمن أراد أن يحذر الناس وينبههم بهذا الشر المستطير، عند ذلك يكون من باب الدعوة إلى الله، أو من يريد أن يرد عليهم، فيكون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    إذاً أيها الإخوة: يجب أن ننتبه لهذه الشرور والآفات، وأن نحصن أنفسنا ومجتمعاتنا وأولادنا من هذه الأشياء، نعلمهم التوحيد، فالقضية مرتبطة بالواقع، ليست خيالات أو آثار من القرون البائدة، إنها أشياء نسمعها اليوم ونقرأها.

    وفقنا الله وإياكم للاعتقاد بالعقيدة الصحيحة، وأن نسير عليها، وأن نتمسك بتوحيد الله، وأن يوفقنا وإياكم لتجنب الشرك والكفر كبيره وصغيره، جليله وحقيره، وأن يجعلنا وإياكم على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.

    اللهم طهِّر قلوبنا من الشرك والنفاق والرياء.

    اللهم وسدد ألسنتنا، واسلل سخائم قلوبنا، ووفقنا لما يرضيك، وباعد بيننا وبين ما لا يرضيك، واجعلنا ممن فقهته في الدين.

    وصلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فإن من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشراً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755779292