إسلام ويب

حصوننا مهددة من الداخلللشيخ : عبد العزيز العويد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن المؤامرات على الإسلام والمسلمين من قبل أعدائه تحاك ليلاً ونهاراً، وقد تجمعت على حربه جميع ملل الكفر والإلحاد، وما اجتمعت على شيء كاجتماعها على حربه. ولأنهم فشلوا حين واجهوا المسلمين بالعدة والعتاد، فقد دفعهم ذلك إلى أن يغيروا وسائل الاستعمار فجاءوا بوسائل أخرى منها: الغزو الإعلامي، وتغريب المرأة المسلمة، وتغريب التعليم، وإثارة النعرات القومية والعرقية، وتفريق المسلمين شيعاً وأحزاباً، وبهذه الطرق والوسائل استطاعوا أن يحققوا معظم أهدافهم، فعلى الأمة الإسلامية الرجوع إلى النبعين الصافيين والتمسك بهما لتنتصر على أعدائها.

    1.   

    كيد أعداء الإسلام للإسلام وأهله

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، إلى يوم تدعى كل أمةٍ لكتابها، ويسوى بين عجم الأمة وأعرابها، يوم تخرس الألسنة عن إعرابها.

    إذا غربت شمس النهار فإنهـا     أمارة تسليمي عليكم فسلموا

    سلامٌ من الرحمن في كل ساعةٍ     ورَوحٌ وريحانٌ وفضلٌ وأنْعُمُ

    على الصحب والإخوان والوِلْد والألى     دَعَوهم بإحسانٍ فلبَّوا وأنْعَموا

    وسائر مَن للسنة المحضة اقتفى     ولم ينء عنها فهو الكريم المقدَّمُ

    أيها الإخوة الفضلاء! أيتها الأخوات الفضليات! أكرم الله عز وجل البشرية بإرسال النبي المصطفى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، فأخرج الناس من دياجير الشرك، وظلمات الجهل إلى نور (لا إله إلا الله, محمدٌ رسول الله)، فكانت أعظم منةٍ امتن الله جل وعلا بها علينا، كما قال عز من قائل: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164].

    ومما زادني شرفاً وفخراً     وكدت بأخمصي أطأ الثريا

    دخولي تحت قولك يا عبـادي     وأن صيرت أحمد لي نبيا

    جاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم بالدين المنزل من عند الله سبحانه وتعالى، فأخرج الله عز وجل به الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وسار على ذلك أصحابه رضوان الله عليهم، والتابعون لهم بإحسان حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها بثيابٍ مرقعة، وحطموا عروش القياصرة والأكاسرة.

    وعلى إثر هذا قام أعداءُ الإسلام بالكيد للإسلام وأهله، والتربص بهم الدوائر، كما قال الله عز وجل: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89].

    وقال تعالى: كُلَّمَـا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].

    وقال تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32].

    وقال تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8].

    ما فتئ أعداء الإسلام يتربصون بالإسلام وأهله، ويكيدون لهم، ويستغلون جميع المخططات الخبيثة الظاهرة والباطنة في سبيل محاربة الإسلام وأهله.

    وإن من البصيرة في دين الله -يا عباد الله- أن يكون الموحد على درايةٍ بهذه الوسائل، كما جاء في الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: (كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني).

    وقال عمر رضي الله عنه: [إنما تنتقض عرى الإسلام عروةً عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية].

    وفي هذا يقول الأول:

    عرفت الشر لا للشر     لكن لتوقيهِ

    ومن لا يعرف الشر     مِن الخير يقع فيهِ

    وإليكم -يا رعاكم الله- بعضاً من وسائل الغرب في محاربة الإسلام:

    1.   

    إثارة النعرات القومية بين المسلمين

    من هذه الوسائل: إثارة النعرات القومية والعرقية بين المسلمين :-

    الله جل وعلا قد جعل مقياس التفاضل بين الناس: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود، ولا حرٍ على عبد، ولا لغنيٍ على فقير إلا بالتقوى والعمل الصالح.

    ولست أرى السعادة جمع مالٍ     ولكنَّ التقي هو السعيدُ

    وتقوى الله خير الزاد ذخراً     وعند الله للأتقى مزيدُ

    ***

    ألا إنما التقوى هي العز والكرمُ     فلا تترك التقوى اتكالاً على النسبِ

    لقد رفع الإسلام سلمان فارس     وقد وضع الشرك النسيب أبا لهبِ

    وقد أبطل الإسلام جَميع الدعوات الجاهلية، والعرقية، والتي تفضي إلى بث العداوة بين المسلمين، وإثارة البغضاء بينهم.

    فجاء الإسلام ليبطل الدعوى والافتخار بالنسب، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ في أمتي مِن أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت).

    وفي صحيح مسلم أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: (اثنتان في الناس هما كفر: الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت).

    هذه العقيدة لا بد أن يجعلها كل مسلمٍ نصب عينيه، وهي أن الافتخار إنما يكون بالعمل الصالح، وإلا فإن أشرف الناس وأعظمهم حسباً وجاهاً صناديد قريش، ألصق الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم، قالوا -قبَّح الله زعمهم-: نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سبأ:35]، فجاء الرد من فوق سبع أرقعة: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ:37].

    وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومَن بطَّأَ به عملُه لَمْ يُسْرِع به نسبُه).

    سعى أعداء الإسلام لإبطال هذه الحقيقة المقررة، وإبطال هذه العقيدة الربانية الإلهية، فدعوا المسلمين إلى الافتخار بالعادات الجاهلية أو بالحضارات القديمة!

    فجاء الافتخار عند الأتراك بالجنس الطوراني، الترك أفضل من غيرهم، حتى أفضل من العرب.

    ثم ظهر في الإسلام الافتخار بـالقومية .

    وظهر الافتخار بالعادات والحضارات الجاهلية:

    ففي مصر: افتخر المصريون بالحضارات الفرعونية.

    وفي سوريا، وفي لبنان افتخروا بالحضارات الفينيقية.

    وفي العراق بالحضارات الآشورية.

    وفي بلاد الهند، والسند، وباكستان صاروا يفتخرون بكل مَن يتكلم بـ(الأوردو) أو (البشتو)، أو (الأغروشي)، أو غيرهم.

    ولما كان أهل الجزيرة لا حضارة عندهم، صاروا يفتخرون بالعادات والتقاليد، وبالعصبيات الجاهلية القبلية.

    فصار الحضري يفتخر على القبلي، وصار القبلي يفتخر على مَن ليس له قبيلةٌ معروفة، وهكذا دوالَيك في أسبابٍ أفضَت إلى بث العداوة والبغضاء بين المسلمين.

    بل إن من أشد الدعوات الانفصالية على معاشر المسلمين: الدعوة إلى الانفصالية القومية ، الافتخار بـالقومية العربية ، فمن كان عربياً فحَيَّهَلا، ومن كان على خلاف ذلك فإنه يُنْبَذ وراء الظهور.

    وظهرت هذه الدعوة القومية في نصف القرن التاسع عشر على يد الجمعية العلمية السورية المبتعثة والمؤيَّدة من التنصير الأمريكي في ذلك الوقت، بل إن ممن دعا إلى القومية العربية حزب البعث العربي الاشتراكي، والذي أسسه نصرانيٌ حاقد على المسلمين ميشيل عفلق، حتى كان المذيع من إذاعة دمشق يطل على المسلمين بصوته النشاز كل صباحٍ وهو يقول:

    آمنت بالبعث رباً لا شريك له     وبالعروبة ديناً ما له ثانِ

    قلنا:

    يا أرغم الله أنفاً أنت حاملـه     يا ذا الخنا ومقال الزور والخطلِ

    ما أنت بالحَكَمِ لتُرضى حكومتُه     ولا الأصيل ولا ذا الرأي والجدلِ

    وهذه الدعوة الجاهلية هي وسيلة خبيثة ماكرة من أعداء الإسلام، وهي وسيلة إثارة النعرات الجاهلية، والقومية ، والعرقية بين المسلمين، وقد أفضت إلى أن كل مسلمٍ يفتخر بوطنه، فيوالِي مَن كان ينتمي إلى وطنه ويحمل جنسيته، فهذا هو المواطن، وهو الحبيب، وإن كان يهودياً، أو نصرانياً، أو مجوسياً، أو ضالاً مضلاً منحرفاً عن (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله)، ولذلك صار يغضب لوطنه ولتربته، لم يكن غضبه ذبَّاً عن حياض المسجد الأقصى الملطخ بأوضار اليهودية المحرَّفة، ولم يكن غضبه دفاعاً عن الجماجم والأشلاء المسلمة والتي فاضت بالدماء الطاهرة في مشارق الأرض ومغاربها، ولم يكن غضبه غيرةً على النساء المسلمات الحوامل، واللاتي ولدن سفاحاً من مياه أصلاب أعداء الله من اليهود والنصارى، والهندوس ، وغيرهم، ولم يكن غضبه دفاعاً عن المسلمين، الذين تعرضوا لسطوة الظالمين وإجرام المجرمين في جميع أنحاء المعمورة، ولسان حال أحدهم يقول:

    صُبَّت عليَّ مصائب لو أنها     صُبَّت على الأيام صِرْنَ لياليا

    وهم يطلون علينا بين الفينة والأخرى عبر وسائل الإعلام، فإن تكلم أحدهم تكلم بقلبٍ مكلوم، وفؤادٍ مثلوم، وكبدٍ دامٍ، وإن كتب كتب بمدادٍ هو دم القلب، ودمع العين، وعصارة النفس، أما ثَمَّ نخوةٌ معتصمية؟! أو غَيرةٌ صلاحية؟!

    يوم أن نادت: وا معتصماه! امرأةٌ من أطراف الشام، فغار المعتصم على حريم الإسلام، وسَيَّر جيوش الإسلام، وخلَّف وراءه أباطيل المنجمين الطَّغام، فأنشد بائيته المشهورة أبو تمام:

    السيف أصدق إنباءً من الكتبِ     في حده الحد بين الجد واللعبِ

    بيضُ الصفائح لا سود الصحائف     في متونهن جلاء الشك والريَبِ

    أين الرواية؟! بل أين النجوم وما     صاغوه من زخرفٍ فيها ومِن كذبِ؟

    تخرصاً وأحاديث ملفقةً     ليست بنبعٍ إذا عُدَّت ولا غَربِ

    يصعد المنبر صلاح الدين ، وإذا بقصاصة ورق من أحد المسلمين فيها: إن الأقصى يئن ويستغيث ويستعين:

    يا أيها الملك الـذي     لمعالم الصلبان نكَّس

    جاءت إليك ظلامـةٌ     يسعى بها البيت المقدَّس

    كل المساجد طُهِّرتْ     وأنا على عرضي أدَنَّس

    فسيَّر صلاح الدين جيوش الإيمان، وذهب ليطهر الأقصى من معالم الشرك والصلبان، حتى خلَّد الله ذكره ما تعاقب المَلَوان وتناوب الجديدان.

    ما لي وللنجم يرعاني وأرعـاهُ     أمسى كلانا يعاف الغمض جفناهُ

    لي فيك يا ليلُ آهات أرددهـا     أواه لو أجدت المحزون أواهُ

    لا تحسبني محباً يشتكي وصبـاً     يهون في سبيل الله الحب ما يلقاهُ

    إني تذكرت والذكرى مـؤرقةٌ     مجداً تليداً بأيدينا أضعناهُ

    أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ     تجده كالطير مقصوصاً جناحاهُ

    ويح العروبة كان الكون مسرحها     فأصبحت تتوارى في زواياهُ

    كم صرَّفتنا يد كنا نصرفهـا     وبات يملكنا شعب ملكناهُ

    كن كالصحابة في زهدٍ وفي ورعٍ     القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ

    عُبَّاد ليلٍ إذا جن الظلام بهـم     كم عابدٍ دمعه في الخد أجراهُ

    وأسْد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم     هبوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ

    يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً     يشيدون لنا مجداً أضعناهُ

    يا من يرى عمراً تكسوه بردته     والزيت أدمٌ له والكوخ مأواهُ

    يهتز كسرى على كرسيه فرقاً     من بأسه وملوك الروم تخشاهُ

    1.   

    تغريب الإعلام الإسلامي

    ومن وسائل أعداء الإسلام في محاربة الإسلام -عباد الله-: تغريب الإعلام الإسلامي :-

    المستعمر الغربي كان في أوائل القرن الماضي قد احتل شوارع المسلمين وأسواقهم، وكان المسلمون له كارهين، فخرج من الشوارع والأسواق، وعاد عبر القنوات الفضائية وسائر وسائل الإعلام؛ ليدخل البيوت، ويدخل الحجرات، ودخل بيوت المسلمين بكل حبٍ وترحاب.

    عاد ليستعمر قلوبهم بعد أن كان مستعمراً شوارعهم وأسواقهم .. عاد ليهدم الدين، واللغة، والأخلاق، وما مثل هؤلاء المسلمين الذين ظلوا عاكفين على الشاشة الفضية إلا كمثل بني إسرائيل، يوم أن صنعوا لهم عجلاً من الذهب فعبدوه من دون الله، وظلوا عليه عاكفين، فجاء بعض المسلمين -هداهم الله- فظلوا عاكفين على العجل الفضي: القناة الفضائية في التلفاز، حتى ضيعوا أوقاتهم وصلواتهم، وضيعوا طاعة الله جل وعلا، وتخلفوا عن الجماعات والجُمُعات.

    وهؤلاء المسلمون -هداهم الله- إنما مثلهم -أيضاً- كمثل الفَرَاش الذي يلقي بنفسه في النار ظناً منه أن النفع فيها؛ لكنَّ هؤلاء المسلمين يختلفون عن الفَرَاش في أن الفَرَاش يُلقي نفسه في النار جهلاً منه بحقيقة النار؛ لكنَّ هؤلاء المسلمين لا يجهلون حقيقة القنوات الفضائية المسعورة التي تبث فيها السموم الهدامة، التي تهدم الأخلاق والأفكار، لا يجهلون حقيقة هذا، ألم يسمعوا تلك القصص المخزية؟! ألم يسمعوا تلك الآثار المدمرة لوسائل الإعلام؟!

    إن الله جل وعلا سائلهم عمن استرعاهم من زوجةٍ وأولاد يوم أن يقفوا بين يدي الله الجبار في موقفٍ لا تخفى فيه على الله خافية، فيقف العبد بين يدي الله وحيداً فريداً، قد خلّف وراءه أهله وأولاده وأمواله، فيخلو به الرب جل وعلا، فيقرره بذنوبه، فإما أن يكون من الهالكين، وإما أن يكون من الناجين.

    فأعدوا للسؤال جواباً، وأعدوا للجواب صواباً -عباد الله- في ذلك اليوم العظيم، ذي الكرب الجسيم، أسأل الله أن يمن علينا وعليكم بمنه، وكرمه، ولطفه، إنه خير مسئول.

    الدول العربية -عباد الله- كانت متحرجةً من بث القنوات الفضائية، والاشتراك فيها عبر الأقمار الصناعية قبل سنوات؛ لكنها لم تجد غضاضةً في بث هذه السموم في بلاد المسلمين، حتى صارت في الدول العربية تُبَث في اليوم الواحد ما يقرب من ثلاثمائة ألف ساعة من هذه القنوات الفضائية.

    ولستُ ذاكراً بعض ما فيها من مُمَيزات، لكنني أقف وإياكم -أيها الإخوة- مع بعض مساوئ الإعلام ومعالمه المظلمة.

    1.   

    بعض مساوئ الإعلام ومعالمه المظلمة

    الانتكاس والانحراف في معنى البطولة

    من أهم المعالم المظلمة في وسائل الإعلام: الانتكاس والانحراف في معنى البطولة :-

    الناس فيما مضى في الصدر الأول والتابعين لهم بإحسان، كانوا يعدون البطل هو المجاهد، هو الداعية إلى دين الله، هو الذاب عن حياض (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله)، أمثال: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وخالد، وسعد، وصلاح الدين، ونور الدين محمود زنكي، وغيرهم من أبطال الإسلام الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الذب عن حياض الإسلام وحوزته، ولذلك لما تغيرت المفاهيم وابتغى المسلمون غير كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف الصالح ، ونهجهم سبيلاً - أورث الله عز وجل عليهم ذلاً وهواناً، حتى تداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، ولَسْنا بقليل؛ ولكننا غثاءٌ كغثاء السيل، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

    صار البطل في هذا الزمن، وفي هذه السنين الخداعة هو: المطرب والمطربة، والفنان والفنانة، والراقص والراقصة، صارت تظهر أخبارهم في وسائل الإعلام مِن مذياعٍ، وتلفاز، وصحف، ويتابعون أخبارهم حذو القذة بالقذة؛ حتى وإن كانوا كفاراً ملاحدة صادين عن منهج (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله)، حتى ابتلينا بما ابتلينا به، يوم أن تعلقت قلوب أبناء المسلمين وبناتهم بأعداء الإسلام من الرياضيين وغيرهم، فتجد المرأة المسلمة العفيفة الطاهرة التي كانت موجودةً في خدرها يوم أن تعلقت بوسائل الإعلام حتى أحبت الرياضي، واللاعب، والمطرب، والمطربة، وإن كانوا من أعداء الإسلام.

    ألا تذكرون قبل سنةٍ ونصف يوم أن جاءنا مطربٌ نصراني، فأجْرَت إحدى الصحف اليومية لقاءً معه، فصار المسلمون من أبناء هذا البلد يتصلون بهذا المطرب النصراني، حتى اتصلت فتاةٌ مسلمة ذات فطرةٍ إسلامية بهذا النصراني الكافر، فعبَّرت له عن تمام حبها وشوقها إليه؟! الله أكبر! ولما كانت عظيمة المحبة له لم تستطع أن تكلمه ففاضت عينيها بالبكاء، ثم ألقت السماعة، وأخذت السماعة أختها وكلمت هذا المطرب النصراني لتعبِّر له عن تمام محبة أختها له وشوقها إليه، وأنها مستعدةٌ لأن تأتيه ويصنع ما يريد للدلالة على تمام حبها له، نسأل الله العفو والعافية.

    بي من حموم الليل كل كريهـة     لا تستطيع النفس بعض عذابها

    ماذا أقول وفي الكنانة عصبـةٌ     يخشى الكريم الحر سوء عقابها

    لو أن ما بي من أسىً وتوجـعٍ     بالنحل سال السم من لعابها

    التضليل الإعلامي لقضايا الأمة الإسلامية

    ومن وسائل أعداء الإسلام في تغريب الإعلام الإسلامي: التضليل الإعلامي لقضايا الأمة الإسلامية :-

    فالناظر منكم -يا رعاكم الله- إلى حال وسائل الإعلام يجد أنه يتنقل بين آلام المسلمين وجروحهم بين بلدٍ وآخر، فيتنقل معه المسلمون، فأطل علينا مرةً بألم البوسنة والهرسك ، فارتجت المنابر بالخطب الرنانة، وأنفقت الأموال الطائلة ذباً عن حياض (لا إله إلا الله) في ذلك البلد المسلم، ثم تُرِكَت البوسنة إلى كوسوفا ، ولا زالت البوسنة في جُرْحِها، ثم انتقل الإعلام الإسلامي الذي رضي بالتبعية الغربية للإعلام الغربي إلى الشيشان، ثم إلى كشمير، ثم إلى العراق، ثم إلى فلسطين ، وهكذا دواليك.

    فيظهر لنا الإعلام، ويطل علينا بألمٍ واحد ويخلِّف الآلام الأخرى، مع أنه لا تزال الآلام موجودة في سائر الأقطار، وللأسف فإن الإعلام يُلْهِب حماس الجماهير، فيتأثرون بما يعرض فيه، حتى وإن كانت الآلام أعظم من المعروضة في وسائل الإعلام، وإلا فإن صورة طفلٍ صغيرٍ يُقْتَل في أحضان والده قد أثرت في الإعلام كله، غربيه وشرقيه؛ لكنه في الوقت نفسه -يا أيها الإخوة- نجد أنه توجد أحداثٌ دامية لم تذكرها وسائل الإعلام هي أعظم بكثير مما تذكره لنا وسائل الإعلام.

    من ذلك -على سبيل المثال-: ما يحصل في هذه الأيام في بلد إندونيسيا ، ذلك البلد المسلم، يوم أن تداعى النصارى شرقيهم وغربيهم، واجتمعوا جميعاً عن قوس واحدة لمحاربة المسلمين هناك، وأظهرت لنا بعض وسائل الإعلام عبر أشرطة الفيديو صورة المسلمين وهم يُقَطَّعون إرباً إرباً على أيدي النصارى، فيأكل النصارى لحوم المسلمين كما هو مصورٌ في أشرطة الفيديو، بل يأخذون الطفل الصغير من أبناء المسلمين ويلقونه في الهواء، ثم يصوبون رماحهم وسهامهم عليه، يتدربون على الأشلاء المسلمة.

    بل في البوسنة يأتي جنديٌ صربي إلى امرأة مسلمة، وهي تطبخ غداءها في إناءٍ لها، فيفتح غطاء الإناء، وإذا به لا يجد لحماً في الإناء، فيأتيها بلحمٍ هي أشلاء ابن هذه المرأة، وهذه لم تذكرها لنا وسائل الإعلام.

    فإذاً من وسائل الغرب في تغريب الإعلام الإسلامي: التضليل الإعلامي لقضايا الأمة الإسلامية.

    وينبغي علينا -يا عباد الله- أن لا نرضى بهذه التبعية، وأن نعيش مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في آمالهم وآلامهم، فنفرح لفرحهم، ونترح لترحهم.

    فالمسلمون -أيها الإخوة- في مشارق الأرض ومغاربها ما زالوا يشتكون من سطوة الظالمين، وإجرام المجرمين، وكيد أعداء المسلمين.

    فينبغي علينا أن نقف معهم بالدعاء، ونصرتهم بالمال والنفس إن تيسر ذلك.

    إشاعة الأفكار الهدامة والأخلاق الفاسدة

    ومن وسائل أعداء الإسلام في تغريب الإعلام الإسلامي: إشاعة الأفكار الهدامة، والأخلاق الفاسدة عبر وسائل الإعلام :-

    ذكرت الإحصائيات في المجتمعات الغربية أن من أكثر أسباب انتشار الجرائم في المجتمعات الغربية هي: وسائل الإعلام، كما قال الدكتور استيفان بالبا بجامعة كولومبيا: إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التليفزيون هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث.

    وهكذا في مجتمعاتنا الإسلامية، بل الأفكار الهدامة حتى على مستوى الأطفال في الرسوم المتحركة يظهر فيها بعض ما يخل بعقيدة المسلمين مما يعارض منهج المسلمين كالطعن في الذات الإلهية، والطعن في الملائكة، وفي الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وفي الإسلام أيضاً.

    تجميل الوجه القبيح للحضارة الغربية

    ومن وسائل أعداء الإسلام في تغريب الإعلام الإسلامي: تجميل الوجه القبيح للحضارة الغربية، وإخفاء حقيقة هذه المجتمعات :-

    الإعلام الإسلامي المستغرِب -أيها الإخوة- لا يُظهر لنا من الغرب إلا كل ممدوح، ولا يُظهر لنا من الغرب إلا الوجه الجميل، مع أن المجتمعات الغربية تعُجُّ بالفتن والرذيلة والفساد، وبسائر أنواع الخنا والمجون والجرائم، ولكن لا تذكر ذلك وسائل إعلامنا الإسلامي.

    ولذلك يستغرب حمدي قنديل حين يقول: المعروف أن القردة هي التي تقلد الإنسان، ولكن إنسان العالم الثالث قد اختار أن يقلد قردة أوروبا؛ إخوان القردة والخنازير.

    تغريب المرأة المسلمة

    ومن وسائل الغرب في محاربة العالم الإسلامي -عباد الله-: تغريب المرأة المسلمة :-

    المرأة المسلمة كانت عند الرومان، واليونان، والنصارى، والعرب في الجاهلية ليس لها أي حقٍ من الحقوق، ليس لها شيءٌ من الميراث، بل كانت تُعَد من سقط المتاع، كما قال عمر رضي الله عنه: [إن كنا لا نعُدُّ للنساء أمراً، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقَسَمَ لهن ما قَسَم].

    بل وصل بها الحال عند النصارى أن أصدر البرلمان الإنجليزي قراراً يحظر على المرأة قراءة الأناجيل، لِمَ؟ لأنهم كانوا يعدونها روحاً نجسةً خبيثة، بل كانوا يعدونها ينبوع المعاصي، وأصل الخنا والفجور؛ لأنها بابٌ من أبواب جهنم؛ لكونها تَجُرُّ الرجل إلى المعاصي والآثام.

    لكن جاء الإسلام فأكرم المرأة إكراماً لا مثيل له.

    1.   

    من مظاهر إكرام الإسلام للمرأة

    إعطاء الإسلام للمرأة حق الإنسانية

    فمِن مظاهر إكرام الإسلام للمرأة: أنه أعطاها حق الإنسانية :-

    كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا [الأعراف:189].

    إعطاء الإسلام للمرأة حق الحياة

    - ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة: أنه أعطاها حق الحياة :-

    كما قال الله عز وجل: وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير:8-9]، فأبطل ما كان عند أهل الجاهلية من مقابلة ولادة البنت بالمَقْت والنفور والتشاؤم، كما قال تعالى: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [النحل:58-59].

    ترتيب الثواب والأجر على أعمالها

    - ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة: أنه رتَّب على عملها الصالح الثواب والأجر كما هو الحال بالنسبة للرجل :-

    فقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97].

    تكريم الإسلام للمرأة أماً وبنتاً وأختاً

    فالإسلام -أيها الإخوة، ويا أيتها الأخوات- قد كرّم المرأة أُمَّاً، وبنتاً، وزوجةً، وأختاً.

    فمن مظاهر تكريم الإسلام للأم: أن الله عز وجل قد قرن حق الوالدين بحقه:

    فقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36].

    وقال تعالى: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151].

    وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23].

    وفي الصحيحين أن رجلاً قال: (يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: ثم أبوك).

    حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: [لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة].

    حتى قال أحد المستشرقين الأمريكان: إن الاعتناء بالأم في الشرق -يعني: عند المسلمين- يبلغ منزلة العبادة.

    - ومن مظاهر تكريم الإسلام للأخت: أن الله عز وجل قد جعل لها نصف ما لأخيها من الميراث، مع مراعاة الحقوق التي تكون عند الرجل :-

    فقال تعالى: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء:11].

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات فأحسن إليهن دخل الجنة).

    - ومن مظاهر تكريم الإسلام للزوجة: أن الله عز وجل قد أمر بإحسان عشرتها:-

    فقال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19].

    وقال النـبي صلى الله عليه وسلم كمـا عند مسلم في صحيحه من حديـث عبد الله بن عمرو رضـي الله عنهما: (خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

    وقال كما في الصحيحين أيضاً: (ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوانٌ عندكم) يعني: أسيرات.

    ومن إكرام الإسلام للبنت: ما قاله صلى الله عليه وسلم: (مَن عال جاريتين حتى تبلغا كنتُ أنا وإياه هكذا، وضم أصابعه).

    وضع سياج لصيانة المرأة وتكريمها

    - ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة: أنه وضع لها سياجاً لصيانتها وحفظها :-

    - فمن هذا السياج: فرض الحجاب عليها:-

    فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59].

    - ومن هذا السياج أيضاً: الأمر بغض البصر للرجل والمرأة :-

    فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30].

    وقال تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31].

    - ومن هذا السياج: تحريم اختلاط الرجل بالمرأة، وتحريم خلوته بها، وتحريم سفر المرأة بلا محرم :-

    كما قال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم).

    والغربُ -عباد الله- أعداءُ الإسلام، أهلُ التعفن الخلقي، أظهروا تعاليم الإسلام وحدوده بالنسبة للمرأة مظهر الأغلال، فدعوا إلى ما يسمى بتحرير المرأة.

    1.   

    وسائل الغرب في تغريب المرأة المسلمة

    نزع الحجاب

    فمن وسائلهم في تغريب المرأة المسلمة: نزع المرأة لحجابها :-

    فرض الله عز وجل الحجاب حفظاً لعرض المرأة، وطهارة لقلبها، ولكي تتحلى بمكارم الأخلاق من الحياء، والاحتشام، والغيرة، وغيرها؛ لكن الغرب سموا هذا الحجاب ذلاً على المرأة المسلمة، وتقييداً لحريتها، فبثوا عبر أذنابهم من المسلمين أو ممن تسموا باسم الإسلام في البلاد الإسلامية الدعوةَ إلى السفور، والدعوةَ إلى نزع الحجاب، فانتشرت في مصر في أواخر القرن التاسع عشر لما أَرْسَل محمد علي باشا بعض البعوث الإسلامية إلى الدول الغربية.

    بل إن سعد زغلول داعية التغريب لما وصل إلى مصر وكان قد أتى وقد انحل خلقه، وفسد دينه، نزل وقد انتظره جماعةٌ من الرجال والنساء في صفين، صفٍ للرجال وصفٍ للنساء، فنزل من سلم السفينة، فتقدم إلى صف النساء فقدمت له هدى شعرواي رأسها -يا ويلهما من الله- حتى نزع حجابها. وهذا هو أساس الشقاء والخذلان في هذه الأمة الإسلامية، نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكََوْر.

    بل قامت صفية مصطفى فهمي التي تسمَّت فيما بعد باسم زوجها على عادة الغربيين صفية زغلول ، قامت في اجتماعٍ حاشد مع النساء، حتى قُمْنَ بخلع الحجاب ودُسْنَه بالأقدام وأحرقنه، حتى سُمِّي المكان الذي اجتمعن فيه بميدان التحرير -أي: ميدان تحرير المرأة-.

    وهكذا دواليك انتشرت الأقلام المسمومة المسعورة على الحجاب، والداعية إلى الرذيلة، وإلى السفور والفساد، بل إن بعض الدول الإسلامية أصدرت قرارات تحظر فيه على المرأة أن تلبس الحجاب، كما هو الحال بالنسبة لـإيران في أيام محمد رضا بهلوي ، وكما هو الحال بالنسبة لـتركيا ، وتونس ، وألبانيا ، وغيرها من بلاد المسلمين.

    الدعوة إلى الاختلاط بين النساء والرجال

    ومن وسائل الغرب في تغريب المرأة المسلمة: الاختلاط بين النساء والرجال :-

    الاختلاط -عباد الله- كما قال ابن القيم رحمه الله: هو أصل كل بليةٍ وشر.

    بل إن بني إسرائيل عسكر موسى عليه الصلاة والسلام لما اختلطت فيه النساء بالرجال، وانتشرت فيهم الفاحشة مات في يومٍ واحدٍ سبعون ألفاً، فهو أصل الطواعين المتصلة، وأصل الأمراض التي نجدها في المجتمعات الغربية.

    والإسلام قد أوجب على المرأة أن تكون في منأىً ومعزِلٍ عن الرجل، فحرَّم عليها اختلاطها بالرجل، ولم يوجب عليها الذهاب إلى الجمعة والجماعات حتى تكون في معزلٍ عن الرجل؛ لكن الغرب دعوا إلى الاختلاط بين النساء والرجال.

    وأول شررٍ وأول بذرة شرٍ في اختلاط النساء بالرجال في المجتمعات الإسلامية كان في الجامعات الأمريكية في لبنان، ثم انتشر بين المسلمين، حتى وجدنا في كل بلدٍ من بلاد المسلمين -وللأسف- إلا ما ندر أن النساء قد اختلطن بالرجال في جميع ميادين الأعمال، التي يكثر وجود الرجال فيها، بل صار عند المسلمين من الضرورة أن يختلط أبناء المسلمين ببناتهم في بعض المدارس كما هو الحال بالنسبة لرياض الأطفال، وبعض المدارس الابتدائية.

    فينبغي على أولياء الأمور، ومن وكَّلَهم الله عز وجل أمر أبنائهم وبناتهم أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم، وألا يأخذوا أبناءهم وبناتهم إلى هذه المجتمعات، وإلى هذه الميادين التي يُختلط فيها الرجال بالنساء، والتي هي أساس الرذيلة والفساد في المجتمعات الغربية، وبعض المجتمعات الإسلامية.

    الدعوة إلى خروج المرأة ولو لغير حاجة

    ومن وسائل أعداء الإسلام في تغريب المرأة المسلمة: الدعوة إلى خروجها ولو لغير حاجة :-

    والله عز وجل قد أمر المرأة أن تمكث في بيتها، وأن لا تتشبه بأهل الجاهلية، فقال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].

    وفي مسند الإمام أحمد بسندٍ صحيح: (لما حج النبي صلى الله عليه وسلم بنسائه قال لهن: هذه -يعني: هذه الحجة- ثم ظهور الحصر) يعني: ثم الزَمْنَ البيوت.

    بل إن أم سلمة رضي الله عنها كما في مسند الإمام أحمد بسندٍ صحيح قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! ما بال الرجال يغزون ولا نغزو؟! وما لنا لنا نصف ميراث الرجال؟! فأنزل الله عز وجل: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ [النساء:32]).

    انتشر خروج المرأة من خدرها وبيتها حتى خالطت الرجال في ميادينهم، في الوقت نفسه نجد أن بعض أعلام وأساطير المجتمعات الغربية يدعون إلى ضرورة أن تمكث المرأة في بيتها؛ لأن اختلاطها بالرجل وخروجها من بيتها أساس الرذيلة والفساد والخنا والفجور المنتشر في المجتمعات الغربية.

    هتلر طاغية ألمانيا يصدر قراراً بمنح مكافأةٍ لكل امرأة تمكث في بيتها ولا تخرج للعمل.

    وكذلك فعل موسوليني في إيطاليا .

    بل في الدانمارك في سنة: (1970م) خرجت بعض النساء في مظاهرةٍ حاشدة يطلبن فيها ضرورة المكث في البيت، وأن لا يخرجن من البيوت، وأن لا يكنَّ سلعةً بأيدي الرجال من أجل الإباحية والفساد.

    هدم النظام الإسلامي في تكوين الأسرة المسلمة

    ومن وسائل الغرب في تغريب المرأة المسلمة -عباد الله-: هدم النظام الإسلامي في تكوين الأسرة المسلمة :-

    فصوَّر الغربُ الزواج على أنه كلفةٌ ومشقة ككُلَفِ البنين والبنات ورعايتهم، أو كُلْفَةِ فتح البيت، بل ما نجده في بعض القبائل والحاضرة من غلاءٍ في المهور، كل ذلك أفضى إلى أن يترك أبناء المسلمين الزواج، ويميلوا عما أحل الله عز وجل لهم إلى ما حرم الله عز وجل عليهم.

    ثم من وسائلهم في هدم النظام الإسلامي في تكوين الأسرة المسلمة: بعض القرارات التي أصدرتها بعض مؤتمرات المرأة والسكان :-

    ومنها:

    - أن يُجْعل الطلاق بيد القاضي.

    - منع تعدد الزوجات.

    - إلغاء ولاية الرجل عند الزواج، فالمرأة تزوج نفسها بنفسها؛ حتى انتشر ما يسمى بنكاح السر، والذي جلد عليه عمر رضي الله عنه بشبهة الزنا فيه.

    - ومنها: منع الرجل من رعاية البنات بعد طلاق أمهن.

    - ومنها: رفع سن الزواج من سن أربعة عشر إلى ثمانية عشر.

    - ومنها: جواز سفر المرأة بلا محرم، حتى صارت المرأة خَرَّاجةً وَلاَّجة تخرج متى شاءت، كيف شاءت، إلى حيث شاءت، وتلج في بيت الرجل ولا يُسأل عنها، وللأسف فإن هذا موجود حتى في المجتمعات الإسلامية، حيث انتفت الغيرة عند المسلمين.

    وهذا علي رضي الله عنه لما رأى نساء المسلمين يخالطن العلوج الأعاجم في أسواق الكوفة قال: [ألا تغارون؟ فإنه لا إيمان لمن لا غيرة له].

    رأى رجلٌ أعرابيٌّ امرأتَه وهي تنظر إلى رجلٍ من المارة، فطلقها وأنشد على الفور:

    واترُكُ حبها من غير بغضٍ     وذاك لكثرة الشركاء فيهِ

    إذا وقع الذباب على طعامٍ     دفعت يدي ونفسي تشتهيهِ

    وتجتنب الأسود ورود ماءٍ     إذا كان الكلاب وَلَغْنَ فيهِ

    فينبغي على المسلمين، والمسلمات جميعاً أن ينظروا في آثار التعفن الخُلُقي الموجود في الغرب؛ فإن الإحصائيات المذهلة التي تذكرها لنا الدراسات الغربية التي يتكلم فيها الغرب عن أنفسهم من آثار انتشار الجريمة، يقفُ منه شعر الرأس، فمن ذلك على سبيل المثال: أن (84 %) من رجال أمريكا المتزوجين و(40 %) من نسائها المتزوجات لهم صلاتٌ جنسية قبل الزواج، و(40 %) من المتزوجين، و(20 %) من المتزوجات على صلاتٍ بغير أزواجهم، يعني: خيانة زوجية نعوذ بالله من ذلك.

    وفي سنة: (1970م) أذاع راديو فرنسا أن خمسة ملايين امرأة متزوجة على صلةٍ بغير أزواجهن.

    وردت المحكمة الفرنسية دعوى رجلٍ على امرأته التي تخونه. وقالت: لا يحق للرجل التدخل في شئون زوجته الخاصة.

    وفي إحصائية ذكرها التليفزيون الفرنسي أن عدد الأمهات العازبات يصل إلى مليون امرأة، وأن حوادث الاغتصاب تصل إلى ثلاثين ألف حادث في السنة.

    بل ذكرت الصحافة الأمريكية أن عدد الفتيات اللواتي كانت لهن علاقةٍ بآبائهن يتراوح ما بين اثني عشر إلى خمسة عشر مليون فتاة.

    وفي مدرسةٍ واحدة في لوس أنجلوس ظهرت أعراض الحمل على مائتين وخمسين طالبة.

    1.   

    تغريب مناهج التعليم .. ووسائل الغرب فيه

    أخيراً أيها الإخوة: من وسائل أعداء الإسلام في تغريب ومحاربة الإسلام: تغريب مناهج التعليم، والتدخل في مناهج التعليم :-

    لقد وضع الغربُ منهجاً في التعليم الإسلامي يحقق لهم الأغراض التالية:

    إخراج القرآن والسنة من المناهج التعليمية

    إخراج القرآن والسنة من المناهج التعليمية :-

    لأنهم على يقينٍ تام أن سبب عز المسلمين في الصدر الأول هو تمسكهم بالقرآن والسنة.

    القرآن المنزل من عند الله الذي قال الله عز وجل فيه: وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:41-42]، تحدى به الله عز وجل أهل الفصاحة والبيان في أن يأتوا بمثله، فلما عجزوا تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك كله، كما قال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].

    وقال تعالى: قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ [هود:13].

    وقال تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ [يونس:38].

    فأراد الغرب أن يغربوا المسلمين وأن يقطعوا صلتهم بدستورهم ومنهاجهم الذي كان أسلافهم يسيرون عليه، فأخرجوا القرآن والسنة من المناهج التعليمية، ووضعوا لهم مناهج غربية، حتى صارت مادة التربية الإسلامية في بعض الدول العربية لا علاقة لها بالنجاح أو الرسوب.

    تخريج أجيال مضطربة دينيا واعتقادياً

    ومن وسائلهم في تغريب التعليم الإسلامي: تخريج أجيالٍ مضطربةٍ دينياً واعتقادياً بالنظريات الإلحادية :-

    والتي منها: أن أصل الإنسان قرد، أو أن الإنسان كالحيوان في اتباعه لشهوته، وهكذا في أفكارٍ ومعتقدات إلحادية.

    تشويه التاريخ الإسلامي والعناية بالتاريخ الغربي

    ومنها: تشويه التاريخ الإسلامي، والعناية بالتاريخ الغربي.

    المسلمون -أيها الإخوة- إذا تمسكوا بالقرآن والسنة، ونظروا في حياة السابقين من أبطال هذه الأمة فإن الله عز وجل سيرفعهم كما رفع أسلافهم، ولا يَصْلُح آخرُ هذه الأمة إلا بما صَلَحَ به أولها، وإلا فمثل الرجل الذي ينسى تاريخه كمثل اللقيط الذي لا يُعْرَف مَن أبوه، كما قال شوقي :

    ومثل قومٍ نسوا تاريخهم     كلقيطٍ عز في القوم انتساباً

    إحياء الشعور الوطني والقومي

    ومنها أيضاً -عباد الله-: إحياء الشعور الوطني والقومي الذي يمزق الشعور الإسلامي :-

    فصرنا نرى ونقرأ في مناهج التعليم في المجتمعات العربية: العربي، والعروبة، والمجتمع العربي، والأخوة العربية، والأخوة الوطنية، ولم نر أو نقرأ أو نسمع الدعوة إلى الشعور الإسلامي.

    تجهيل أبناء المسلمين بلغتهم العربية

    ومنها: تجهيل أبناء المسلمين بلغتهم العربية :-

    وقد ظهرت الدعوة إلى تغريب اللغة العربية ومحاربتها في أواخر القرن الماضي حتى طلب بعض المستغرِبين من أبناء المسلمين في مصر الدعوةَ إلى أن تكون اللغة العربية مِصْرية بعد أن كانت مُضَرية، دعوا إلى تمصير اللغة، وأن تكون اللغة هي اللغة السوقية التي يسمونها اللغة العامية، بل منهم من دعا إلى أن تكتب اللغة بالحروف العربية، وأن تكون باللغة اللاتينية.

    1.   

    ضرورة التمسك بالإسلام والتفطن لوسائل الأعداء في حرب الإسلام

    ينبغي علينا عباد الله! أن نَتَفَطَّن لهذه الدعوات، وأن نَتَفَطَّن لوسائل الأعداء -الغرب- الماكرة والخبيثة في محاربة الإسلام؛ فإن الله عز وجل قد أكرمنا بالإسلام الذي هو سبب عزنا، ونصرتنا، ورفعتنا، حتى بلغنا مشارق الأرض ومغاربها.

    وهذه الدعوة -دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم- لا بد علينا أن نتمسك بها؛ لأن فيها حياة القلوب والأفئدة، وإلا فإن عيسى عليه الصلاة والسلام حكى الله عنه أنه يحيي الموتى بإذن الله؛ لكنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد أحيا الله به أجيالاً متتابعة، أحياها بالإيمان والهدى والعمل الصالح، كما قال شوقي :

    أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له     وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ

    وقال الآخر:

    هل تطلبون من المختار معجزةً     يكفيه شعباً من الأموات أحياهُ

    فالله .. الله ..! في دينكم، الله .. الله ..! في دينكم، لا إيمان لمن لا غيرة له، وإن من أعظم الغيرة أن يغار المرء على دينه، وأن يسعى في الذب عن حياض الإسلام وحوزته، وأن ينهض إلى نصرته بما يستطيع من نفسٍ ومالٍ ودعاء، فإن أعْجَزَ الناس مَن عَجِزَ عن الدعاء.

    1.   

    أعظم أسباب انتشار وسائل التغريب بين المسلمين

    لا بد علينا -يا عباد الله في خاتمة كلامي- أن نعلم أن من أعظم أسباب انتشار هذه الوسائل -التي ذكرنا بعضها وتركنا أكثر مما ذكرنا- ما نعيشه في مجتمعاتنا الإسلامية :-

    مِن نبذٍ لأحكام الشريعة الإسلامية، والتحاكم إلى القوانين الوضعية التي هي محض زبالة الأذهان، ونحاتة الأفكار، وهي دعوى جاهلية أراد منها الغرب أن يكون المسلمون في الحضيض الأسفل.

    والله جل وعلا يقول: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].

    ويقول تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].

    فكل دولةٍ لا تحكم بما أنزل الله فهي دولةٌ جاهليةٌ كافرةٌ ظالمةٌ فاسقةٌ بنص القرآن: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44].. وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45].. وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، ولا يشك في هذا إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي والرسالة.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين،ربنا أفرغ على المجاهدين صبراً، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين، اللهم يا قوي، يا شديد العقاب، أنزل بأسك على اليهود ومَن هاودهم، والنصارى ومَن ناصرهم، والشيوعيين ومَن شايعهم، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً،اللهم يا قوي، يا شديد العقاب، زلزل الأرض من تحت أقدامهم، وجمِّد الدماء في عروقهم، واقذف الرعب في قلوبهم، واجعل البأس والدائرة عليهم، يا رب العالمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشدٍ يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُذَلُّ فيه أهل معصيتك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر، اللهم إنا نعوذ بك من أعدائك أعداء الإسلام، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

    تم الحديث وربنا المحمودُ     وله المكارمُ والعلا والجودُ

    وعلى النبي محمدٍ صلواته     ما ناح قُمْرِيٌّ وأورق عودُ

    سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180-182].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756233071