وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى *
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى *
إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى *
وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:17-21].
قوله:
وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى *
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى أي: ينفق ماله في سبيل الخير، (يَتَزَكَّى) أي: يطهر نفسه من البخل.
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى أي: من يد يكافئه عليها، فليست صدقاته من باب المكافأة والمعاوضة، فهو لا ينفق لمقابلة إحسان سابق، وإنما ينفق ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى، وطلب مرضاته، لا لغرض مكافأة أو محمدة أو سمعة.
وفي قوله: (
وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى) حصر للأتقى، مع أن الأتقى يعمل أعمالاً صالحة أخرى، لكن انظر إلى الترغيب في هذا العمل الذي استوجب له ذلك: (
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) أي: ينفق ليزكي نفسه، ويؤتي ماله لوجه الله لا للمكافأة.
وقوله: (
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) (نعمة) نكرة في سياق النفي، فظاهرها العموم، وإذا دخلت (من) على النكرة فهي قطعية في العموم.
قوله:
وَلَسَوْفَ يَرْضَى قال
ابن جرير : أي: ولسوف يرضى هذا المؤتي ماله في حقوق الله عز وجل يتزكى، بما يثيبه الله في الآخرة عوضاً مما أتى في الدنيا في سبيله إذا لقي ربه تبارك وتعالى.
فقوله:
وَلَسَوْفَ يَرْضَى فيه وعد كريم بنيل جميع ما يبتغيه على أكمل الوجوه وأجملها، إذ به يتحقق الرضا، وهذا باعتبار أن فاعل (يرضى) ضمير مستتر يعود إلى الأتقى.
وذهب بعضهم إلى أن قوله:
وَلَسَوْفَ يَرْضَى أي: ولسوف يرضى الله عن ذلك الأتقى الطالب لرضاه.
والتعبير بسوف لإفادة أن الرضا يحتاج إلى بذل كثير، ولا يكفي القليل من المال؛ لأن العبد إذا أراد أن يرضي ربه فلا بد أن ينفق في سبيل الله حتى يرضى الله عنه.
سبب نزول قوله تعالى: (وسيجنبها الأتقى ... ولسوف يرضى)
قال
ابن كثير: ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في
أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع على ذلك، ولا شك أنه داخل فيها، وأولى الأمة بعمومها.
وقال بعض العلماء: هو
أبو بكر في قول جميع المفسرين.
لكن لفظ الآية لفظ العموم، لكن أولى الناس بالدخول في هذا العموم
أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
ذكر بعض فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ضلال الرافضة الذين يسبون الصحابة
ينبغي أن نحذر من أن يختل ميزان الولاء والبراء في قلوبنا؛ لأن بعض الناس ينبهر بأفعال الشيعة، وأفعال إيران، ويتغاضون عن جريمتهم في سب الصحابة، لا سيما
أبو بكر و
عمر رضي الله عنهما، فينبغي للمسلم ألا ينخدع وينبهر بهم لمجرد مواقف حصلت مما يسمى بحزب الله ضد اليهود، ولو كانت هناك دولة إسلامية سنية لظهر منها أضعاف أضعاف أضعاف هذه المواقف ضد اليهود، لكن أهل السنة والجماعة ليس لهم دولة على وجه الأرض، ولا توجد دولة تطبق الإسلام كما أنزله الله، فأهل السنة مقهورون في كل مكان، بل ومحاربون، أما الشيعة فصارت لهم دولة، فلذلك يسمع لهم هذا الصوت، ويحصل انبهار بأفعالهم، لكن نحن لا نحبهم أبداً وهم يبغضون أصحاب الرسول عليه السلام، وما يجتمع في قلب مؤمن أبداً حب الصحابة وحب من يسب
عائشة ومن يكفرها ويلعنها وأباها كما في دعاء صنمي قريش الذي وقع عليه
الخميني، وهما عندهم
أبو بكر و
عمر والعياذ بالله!
وفيه: اللهم العن صنمي قريش وطاغوتيهما وزوجتيهما وابنتيهما والعياذ بالله!
فهذا كلام كله حقد على الصحابة، فمهما فعلوا لا يشفع لهم إزاء هذه الجريمة العظمى التي فيها تكذيب قول الله تبارك وتعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110] فهم يقولون: الصحابة شر الأمة، والمناقب يحولونها إلى مثالب، فيأتون إلى قوله تعالى:
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ [التوبة:40] وهي أعظم منقبة لـ
أبي بكر ، حيث اختاره النبي عليه السلام إياه رفيقاً له في الهجرة، فكيف يتصرفون في هذه الآية وهم يسبون
أبا بكر؟
يقولون: الرسول عليه السلام اصطحب
أبا بكر معه حتى لا يدل قريشاً عليه!
ويقولون:
أبو بكر لقي كاهناً في الجاهلية، فأخبره أنه سوف يبعث نبي، فاقترب منه حتى تكون خليفة له، ويكون لك الملك من بعده!
كل هذا أساطير وخرافات؛ لأن التضحية إذا لم تبن على إيمان صحيح وعقيدة صحيحة لا تجدي على الإطلاق، وكم من شجاعة معروفة عن أناس من الكفار، لهم مواقف كثيرة جداً في التضحية في كثير من البلاد الكافرة.
والمعلوم أنه توجد قرابة كبيرة بين الرافضة واليهود، وبينهم مودة عظيمة، فالذي أسس دين الرافضة هو يهودي اسمه
عبد الله بن سبأ ، وكان يلقب بـ
ابن السوداء.
والشاهد أن القرآن يثني في آيات كثيرة جداً على
أبي بكر و
عمر والصحابة أما هؤلاء فإنهم يكفرون الصحابة إلا خمسة أو ثلاثة، بل كل الأمة مرتدة عن الإسلام في زعم هؤلاء المجرمين الأفاكين الحاقدين على خير أمة أخرجت للناس.
وهذه المسألة ليست مسألة جزئية، بل هي من صلب عقيدتنا؛ ولذلك ينص العلماء في كتب العقيدة على حب الصحابة، فحب الصحابة ليس اختيارياً، بل لها قوانين وضوابط بحسب بلائهم في نصرة الدين، وفي سبيل نشره.
والصحابة في الحكم والموالاة لهم ترتيب معين، فأفضل الصحابة على الإطلاق هو
أبو بكر رضي الله تعالى عنه، ثم
عمر، ولذلك يجب أن يكون للصحابة ترتيب معين في قلب المسلم، ولا يجتمع حب الصحابة مع حب أعداء الصحابة الذين يلعنونهم.
وهناك أهداف كثيرة مشتركة بين اليهود وبين الروافض، والأيام ستكشف شيئاً منها، ولو كان الرافضة يريدون أن يحرروا الأقصى فما الذي يمنعهم؟!
يقول الرافضة: الطريق إلى القدس يمر بمكة! يعني: لازم يحررون مكة من الاستعمار الأمريكي من أجل أن يبدءوا في تحرير القدس، فطريق القدس عندهم يمر بمكة.
وعلينا نحن المسلمين ألا نغتر بالمواقف السياسية التي تحصل من الرافضة، كمواقف
الخميني أو حزب الشيطان الذي هو حزب
حسن نصر الله، فنحن في زمان مقفر، ما نجد أحداً يتكلم بعزة إلا هؤلاء، لأن لهم دولة، ولو كان لأهل السنة والجماعة -الذين هم أهل الحق وأصحابه- دولة تعمل بالإسلام كما أنزله الله سبحانه وتعالى؛ لكان هناك أضعاف أضعاف هذه المواقف.
والرسول عليه الصلاة والسلام عندما ذكر افتراق الأمة قال: (
كلها في النار إلا واحدة، فسئل عنها فقال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
فالنجاة لا تكون إلا على مثل ما كان عليه الصحابة، فهل يجتمع هذا السبيل مع محبة من يلعن الصحابة ويكفرهم، ويقول عنهم: منافقون وزنادقة كـ
الخميني وغيره من هؤلاء المجرمين الضالين؟!
ونحن لا ننسى الحادثة التي حصلت في المدينة وبسببها أوقف
الحذيفي إمام المسجد النبوي، وذلك أن رئيس إيران
رفسنجاني دخل المسجد النبوي، فدخل الحجرة النبوية، ووقف أمام قبر الرسول عليه السلام وسلم عليه، ثم لعن
أبا بكر و
عمر ، فالحارس أبلغ الشيخ
الحذيفي ، فجعل خطبة الجمعة في البراءة من هؤلاء الرافضة، فأوقفته الدولة السعودية عن الخطابة إرضاءً لإيران.
إن الشعوب التي عاشرت الرافضة يعرفون حقدهم وعداءهم للمسلمين، والشيعة يخدعون الناس بالتقية، إذا واجهتهم يقولون لك: الصحابة رضي الله عنهم، و
عائشة هي أم المؤمنين، وهكذا! فالكذب عندهم عبادة، ويسمونها التقية.
والقرآن عندهم محرف، ويعتقدون أن ثلاثة أضعاف القرآن فقدت، وينكرون أن
أبا بكر جمع القرآن، وينكرون مناقبه رضي الله تعالى عنه، وأنه الرجل الثاني في الإسلام، وأفضل البشر بعد الأنبياء على الإطلاق. فلا تغض الطرف عن شيء غير قابل للتهوين من فعلهم، فكيف تحب هؤلاء الذين يلعنون الصحابة ويكفرون الصحابة، ويجعلون لعنهم أفضل من التسبيح والتهليل والتكبير؟! فينبغي الكلام في الشيعة بالتفصيل حتى يكون عندنا بصيرة، وحتى لا يتهاون في هذا الأمر، ولا يغتر بالفكر الرافضي.
وقد ألف أحد الرافضة كتاباً أسماه: (أهل السنة والجماعة شعب الله المختار) فاعتبرهم مثل اليهود! ومما يغيض أنك تجد بعض الشباب المسلم ينبهر بالشيعة، ويغض الطرف أو يحاول أن يعمي نفسه عن حقيقة هؤلاء الذين هم مع أعداء الله من اليهود والنصارى في خندق واحد ضد أهل السنة، ولا شك في هذا، فهؤلاء أعداء لنا، ولو تمكنوا منا لن يرحمونا، فينبغي الحذر منهم.