أما بعد:
أيها المباركون! كنا قد انتهينا إلى قول ربنا جل جلاله وتباركت أسماؤه: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً [البقرة:213].
وقلنا في صدر هذه الآية: إن (الناس) هنا لفظ عام أريد به الخاص، والخاص المراد به هنا هم تلك القرون التي عاشت من لدن آدم إلى نوح عليه الصلاة والسلام، فهذه الحقبة من آدم وإن كان آدم نبياً إلا أنها كانت على الفطرة، وكانت على دين واحد على ملة الإسلام، وهذا من أعظم الدلائل وأجل القرائن على أن الإسلام دين الفطرة، ثم لما دب فيهم الاختلاف، وعظموا الصالحين، ونشأ الشرك في الأمم كان من رحمة الله جل وعلا بعباده أن بعث الأنبياء، وأنزل الكتب؛ حتى تقوم الحجة، وتتضح المحجة، ولهذا قال الله: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً [البقرة:213]، وهذا يسمى عند البلاغيين إيجاز حذف، واختلفوا فبعث الله النبيين، إذ لا مصوغ لبعث النبيين إلا اختلاف الناس، فبعث الله الرسل وأولهم -كما قلنا- نوح وآخرهم وخاتمهم نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وقدمت البشارة على النذارة؛ لأنه أليق وأقرب بالقبول، والتقديم والتأخير في النذارة والبشارة في القرآن يحكمه السياق العام الذي يأتي للآية، والإنذار من باب الزيادة في الفهم والعلم، وهو الإعلام لكنه يكون مصحوباً بوعيد، وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ [التوبة:3].
فالإعلام إذا كان مصحوباً بوعيد فهو الإنذار، وأما إن لم يكن مصحوباً بوعيد مثل الإعلام بدخول الوقت في الصلاة فهذا يسمى إذاناً، إذاً يتحرر من هذا أن كل إنذار إعلام، وليس كل إعلام إنذاراً.
إذاً: فقوله جل وعلا: أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [النجم:38] كما هو الآن في القرآن كان موجوداً في صحف إبراهيم وصحف موسى، وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [البقرة:213]، والبغي هنا يشمل ثلاثة أضرب: الحسد، والظلم، والتكذيب، وهي متلازمة فيما بينها، وهذا ينشأ غالباً عياذاً بالله بين الأقران، فيبغي بعضهم على بعض.
ثم يتكلم عن يوم الجمعة، وأن الله أضل اليهود والنصارى عنه فقال: (فهو لنا)، ومعلوم أن النصارى تعظم يوم الأحد، واليهود تعظم يوم السبت، فقال عليه الصلاة والسلام: (والناس لنا في ذلك تبع) أي: بعد، فاليهود يوم السبت، والنصارى يوم الأحد.
فكل تلك الأمم كانت تعلم أن هناك يوماً عظمه الله، فلم يهد له اليهود ولم يهد له النصارى، وهديت له هذه الأمة.
و(يهدي) قد مر معنا ذكرها من قبل، فقلنا: تعدى بحرف الجر (إلى) كقوله تعالى: وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة:213]، وقوله جل وعلا: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52]، وتأتي غير متعدية، كما في سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، فهي غير متعدي بحرف جر، والفرق بينهما أنه إذا كان الحديث عن نقل الناس من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن حالة سيئة إلى حالة حسنة فإن الفعل (يهدي) يتعدى بحرف الجر (إلى)، وأما إذا كان المقصود من إمرار الفعل وذكره الزيادة في الطاعة والزيادة في الهداية فلا يتعدى بحرف جر إنما يتعدى بنفسه، ومنه قول الله جل وعلا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، فلا يوجد حرف الجر (إلى)؛ لأن الذي يقرؤها ويتلوها مؤمن، وإنما يريد زيادة الهداية، فقول الله جل وعلا مثلاً في أول فاتحة إبراهيم: الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم:1] كان يتكلم عن الانتقال من مرحلة الكفر إلى مرحلة الإيمان، لكن في قوله جل وعلا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، فإنه يتكلم عن فئة تتلو القرآن، وتقيم الصلاة، وتريد الزيادة من الهداية.
و(لما) أخت للم، إلا أن الفرق بينهما أن (لم) نفي للشيء الذي لا يترقب وقوعه، في حين أن (لما) نفي لحصول الشيء الذي يترقب وقوعه، فكون هذه الأمة ستبتلى بالبأساء والضراء هذا مما يترقب وقوعه، قال الله جل وعلا: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ [البقرة:214].
ما الذي أتاهم؟ قال الله: مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ [البقرة:214]، والفرق بين البأساء والضراء أن البأساء: هي ما يصيب الإنسان في غير ذاته، مثل: التهديد الأمني، الإخراج من الديار، نهب ماله، فهذا كله يسمى بأساء.
والضراء: هي ما يصيب المرء في نفسه، مثل: الأمراض والجراح والقتل، وَزُلْزِلُوا [البقرة:214]، وأصل الزلزلة التحريك، والمقصود أنهم ابتلوا بأنواع البلايا، حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ [البقرة:214]، ليس المقصود من ( متى ) هنا الاستفهام المجرد، وإنما المقصود استجداء نصر الله، ثم قال الله: أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214]، وليس بعد العسر إلا اليسر:
وراء مضيق الخوف متسع الأمنِ وأول مفروح به غاية الحزنِ
ألم تر أن الله ملّك يوسفَ خزائنه بعد الخلاص من السجنِ
الآن جاء ضرب آخر من الحديث يتعلق بالتشريعات، وسورة البقرة مر معنا في فاتحتها أنها سورة مدنية، وهي من أوائل ما أنزل في المدينة، ولهذا كان أهل المدينة يفتخرون بها افتخاراً عظيماً، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ضيق عليه في يوم حنين أمر العباس أن يدعو الناس، فأخذ العباس يقول: يا أصحاب سورة البقرة! يقصد الأنصار، فيذكرهم بالجهاد الذي فرض في سورة البقرة: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ [البقرة:216].
فسورة البقرة سورة مدنية، وهي أطول سورة في القرآن، ومن أوائل ما نزل في المدينة، وكان الأنصار يفتخرون بها افتخاراً عظيماً، وهنا يأتي الحديث عن قضايا تشريعية، فيقول جل وعلا: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ [البقرة:215]، يقول المفسرون: إن السائل عمرو بن الجموح رضي الله عنه وأرضاه، وهو الذي مات شهيداً في أحد، وأُحد جبل يقع شمال المدينة، وسمي أحداً لتفرده عن الجبال، وقد جاء في حقه: (أحد جبل يحبنا ونحبه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (اثبت أحد؛ فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)، فـعمرو هذا أحد أعظم الشهداء في أحد، والشهداء في أحد كانوا سبعين شهيداً، والله يقول: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا [آل عمران:165]، فالمصيبة التي أصابتهم ما كان من قتلهم يوم أحد، وقد قتل منهم سبعون، وأصابوا مثليها في بدر، فقد قتلوا من المشركين سبعين وأسروا سبعين، وهذا خروج عن الآية لكن هذا بسبب ذكرنا عمرو بن الجموح ، يقولون إنه سأل: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ [البقرة:215]، والأظهر من أقوال العلماء أن المسئول عنه صدقة التطوع؛ بقرينة أن الله قال: قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ [البقرة:215]، ومعلوم أن الوالدين لا يعطيان من الزكاة الشرعية، ولكن الكلام هنا على صدقة التطوع، فقال الله جل وعلا: قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ [البقرة:215] قلَّ أو كثر، فَلِلْوَالِدَيْنِ [البقرة:215]؛ لأنهما أعظم حقاً، وَالأَقْرَبِينَ [البقرة:215]، والأقرب هو الأدنى، أي: الأدنى إلى المنفق، وَالْيَتَامَى [البقرة:215]، يتامى جمع لكل يتيم ويتيمة، فإذا قلنا: يتامى فالمراد جمع من الذكور والإناث ممن يتم، وإذا قلنا: أيتام فنتكلم عن ذكور لم يبلغوا الحلم ومات والدهم، والقرآن هنا يتكلم عن كونهم ذكراناً أو إناثا فجعلها يتامى.
قال الله تعالى: وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ [البقرة:215] أي: الفقراء، وسموا مساكين؛ لأن الفقر أسكنهم، فلا ريب أن قلة المال في الغالب تضفي على صاحبها شيئاً من السكون، والعرب تقول:
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة حنت إليه وحركت أذيالها
وإذا رأت يوماً فقيراً معدماً هشت إليه وكشرت أنيابها
لكن العبرة بما عند الله، وابن السبيل هو المسافر المنقطع، ولا بد من تقييده بالمنقطع؛ لأنه إذا كان غنياً فليس بحاجة إلى أن يأخذ من أحد.
ثم بعد أن بين الله جل وعلا كيف تنفق الأموال، بين الله تبارك وتعالى أن كل خير يصنعه العبد فإن الله مطلع عليه، فقول ربنا: وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [البقرة:215]، فهذا إجمال بعد تفصيل، وعام بعد خاص.
ولم يكن القتال قد فرض عليهم في مكة، وإنما فرض عليهم في المدينة، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:216] باعتبار المآل؛ لأنه ينجم عن الجهال إما الظفر والغنيمة، وإما الشهادة والجنة، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
ومما ينبغي التنبيه عليه أن الجهاد في سبيل الله من أعظم وأجل القربات، والدليل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر، فقال الصحابة: ولا الجهاد في سبيل الله؟) فلم يذكروا إلا الجهاد؛ لما استقر في أذهانهم وقلوبهم رضوان الله عليهم أن الجهاد من أعظم القربات، فالله يقول: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216]، فالله أعلم بما يصلح العبد وما فيه فلاحه، فيجب الإذعان لأمره، والتوكل عليه.
وأنا عجلت في ذكر التفسير؛ لأن المعاني ظاهرة.
جاءت مجرورة؛ لأنها معطوفة على سبيل، فيصبح المعنى الصد عن سبيل الله، والكفر بالله، والصد عن المسجد الحرام، فيصبح المسجد الحرام معطوف على سبيل عند جماهير أهل البصرة من النحاة، وذهب الفراء أحد أئمة أهل الكوفة في النحو إلى أنه معطوف على الضمير في (به)، فيصبح المعنى على قول الفراء : كفر به وكفر بالمسجد الحرام، لكن قواعد البصريين تقول: إن المعطوف على المجرور لا بد أن يعاد العامل معه، أي: يعاد حرف الجر، وهنا لم يعاد حرف الجر، فذهبوا إلى أنه معطوف على كلمة (سبيل)، فيصبح المعنى: وصد عن سبيل الله وصد عن المسجد الحرام، وبينهما: كفر بالله.
وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ [البقرة:217]، وهذه مسألة أخرى لذلك جاءت مرفوعة: وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ [البقرة:217] أي: أهل المسجد الحرام، والمقصود به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ [البقرة:217] أي: من المسجد الحرام من مكة، أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ [البقرة:217] أي: أكبر من القتل في الشهر الحرام، وأكبر من قتل ابن الحضرمي في الشهر الحرام، أي: ما صنعه عبد الله بن جحش -مع أنهم في غالب الظن لم يكونوا يعتقدون أنهم في شهر حرام- من قتل ابن الحضرمي فأن الصد عن المسجد الحرام أكبر عند الله من هذا القتل القائم على غلبة الظن في الشهر الحرام، أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ [البقرة:217].
ثم قال جل وعلا: وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة:217]، الفتنة معناها: اضطهاد الناس في دينهم، وحملهم على ترك الدين وتعذيبهم، وقد وقع هذا من قريش، فهذا أكبر من القتل، أي: الذي وقع من عبد الله بن جحش وأصحابه.
ثم قال الله: وَلا يَزَالُونَ [البقرة:217] والفعل زال غالباً إذا سبقته (ما) ما زال يتحدث به عن الخير، وإذا سبقته (لا) يكون في الأمور غير المحمودة.
قال الله: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ [البقرة:217] يخبر الله نبيه عن أهل الإشراك: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217]، لكن السؤال: هل استطاعوا أو لم يستطيعوا؟ فالجواب: لم يستطيعوا، وهل دب إليهم اليأس أو لم يدب؟ إلى وقت هذه السورة لم يدب، لكنه دب بعد ذلك في قوله جل وعلا: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ [المائدة:3] أي: يئسوا أن يردوكم عن دينكم، وهؤلاء هم كفار قريش.
ومن قال: إنه لا يحبط احتج بقول الله جل وعلا بالقيد: فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ [البقرة:217]، قالوا: فهذا عائد للإيمان، وأثر الخلاف في المسألة لو أن رجلاً آمن وحج، ثم ارتد، ثم آمن فهل يطالب بالحج أو لا يطالب؟ فمن قال: إن المطلق يحمل على المقيد قال: إن حجه الأول لا يحبط؛ لأنه لم يمت على الكفر، ومن قال: لم يحمل المطلق على المقيد جعله كأنه لم يحج، وألزمه بالحج بناء على أن الله قال: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر:65]، وقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ [المائدة:5].
والذي أختاره -والعلم عند الله- أنه لا يطالب بالإعادة، لكن لا أجر له على ما قد مضى؛ جمعاً بين الأدلة؛ لأنه أحبط أجره بالكفر، لكنه لا يطالب بالإعادة؛ لأنه عاد إلى الإيمان ولم يمت على الكفر، لخصتها إجمالاً مراعاة للوقت.
هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده، وأعان الله على قوله، شكر الله لكم، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر