إسلام ويب

متى اليقظة؟للشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد انتشرت المعاصي في المجتمع الإسلامي، وأصبح المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، وذلك بسبب ضعف الدين وقوة الباطل، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله عز وجل، والإقبال على الدنيا والزهد في الآخرة؛ حتى تأخرنا عن الفضائل، وسرنا إلى الهلاك، بل لم نهتم حتى بتربية أبنائنا وتوجيه أهلينا وذوينا.. فهل من عودة إلى دين الله؟!

    1.   

    الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    الحمد لله القوي العظيم، الرقيب الشهيد، يدبر خلقه كما يشاء بحكمته، فهو الفعال لما يريد، أحكم ما شرع، وأتقن ما صنع، فهو الولي الحميد، حد لعباده حدوداً، ونظم لهم تنظيماً وقال: وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] فصار الناس على أقسام: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فاطر:32] (إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك، هو الملك الواحد القهار، فلا ضد له ولا نديد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، القائم بأمر الله، الناصح لعباد الله على الرشد والتسديد.

    صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فيا أيها الناس.. اتقوا الله عزَّ وجلَّ، واصغوا أسماعكم إلى نداء رب العالمين، حيث يقول بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33].

    ويقول جَلَّ مِن قائلٍ عليماً: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281].

    ويقول جلَّ وعلا: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الأنفال:25].

    أمة الإسلام: لا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور، لا تغرنكم الأموال وكثرتها، ولا تغرنكم الزخارف والأماني الخدّاعة، لا يغرنكم رغد العيش ونظارة الدنيا وزهرتها، لا يغرنكم ما أنعم الله به عليكم من العافية والأمان، ولا يغرنكم إمهاله لكم مع تقصيركم في الواجب، وتماديكم بالعصيان.

    إن اغتراركم بهذا من الأماني الباطلة، والآمال الكاذبة هو كما قال تعالى: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].

    أسباب انتشار المعاصي في المجتمع الإسلامي

    أمة الإسلام: لقد انتشرت المعاصي في مجتمع الأمة الإسلامية، وأصبح ما كان منكراً بالأمس معروفاً اليوم، أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، تعاملوا بالربا، ومنعوا الزكاة، وأضاع البعض الحياء، وانتهكوا الحُرمات، وصاروا كالبهائم يطلبون متاع الدنيا وإن أضاعوا الدين، صدوا عن سبيل الله، واتبعوا سبل الكافرين، زُين لهم سوء أعمالهم، فظنوا ذلك تحرراً وتقدماً وتطوراً، وما علموا أن ذلك هو الرق تحت قيود الهوى، والتأخر عن الفضائل إلى الوراء، والتدهور إلى الهاوية والردى.

    أيها المسلمون: إن أسباب هذا التدهور يرجع إلى أمرين:

    أحدهما: ضعف الدين في النفوس، وقوة الداعي إلى الباطل.

    ثانيهما: ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمداهنة في دين الله عزَّ وجلَّ.

    يا أمة الإسلام.. يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! إن حماية الدين وعزته لا تكون ولا تحصل إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نعم يا أمة الإسلام! الأمر بما أمر الله به ورسوله، والنهي عمَّا نهى الله عنه ورسوله، وذلك بقصد النصيحة لله، ولعباد الله وبقصد الدعوة والإرشاد.

    أيها المسلمون: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة الإسلامية التي هي أفضل الأمم وأكرمها على الله؛ إن استقامت على دين الله عزَّ وجلَّ، ومصداق ذلك في كتاب الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دستور للأمة، حيث يقول وقوله الحق: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ آل عمران:104] ثم نهاكم فقال: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:105] ثم توعدهم فقال: (وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ آل عمران:105].

    أمة الإسلام: إنكم إن قمتم بهذا الدين كما أمركم الله؛ كنتم خير أمة أخرجت للناس، وإن تركتم ذلك كنتم من شرار الأمم، إنه لا نسب بين الله وبين عباده، ولكن من اتقاه فهو الكريم، وأكرم الناس عند الله أتقاهم له.

    إنكار المنكر ووسائله

    أيها المسلمون: لعلكم تتفكرون في هذه الكلمات، ولعلها تدخل في صميم قلوبكم: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على فئة معينة من الناس، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الناس جميعاً، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان}.

    والبعض من الناس يظن أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بفئة من النـاس، وهذا ظن فاسـد، فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، رسولكم الذي ترككم على المحجة البيضاء قال: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان}.

    فقوله: {من رأى منكم منكراً} عامٌ لكل من رأى المنكر، يجب أن يغيره بيده، بالضرب أو غيره.

    فإن لم يستطع فبلسانه، بالكلام والنصح والإرشاد، أو الكلام مع ولاة الأمور إن لم ينفع الكلام مع صاحب المنكر، وكل واحد منا يستطيع أن يتكلم مع المسئولين في منع المنكر، ويجب على المسئولين إذا بلغهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من الإصلاح، وأن يجتمعوا على ذلك، لينالوا الفوز والفلاح.

    أمة الإسلام: إن الواجب علينا جميعاً أن نترك الدعة والسكون، وأن نقوم لله مخلصين له الدين، ونبدأ أولاً: بأنفسنا وأهلينا، وأولادنا، ومن تحت أيدينا، ومن جاورنا، وكذلك الزملاء والأصدقاء، ينبغي علينا جميعاً أن نكون دعاة خير، ندعو إلى الله عزَّ وجلَّ على بصيرة، فتكون الهمة إخراج الناس من ظلمات الجهل والمعاصي إلى نور الحق والهدى.

    أيها الناس: إن من المؤسف المروِّع أن نرى مجتمعنا الإسلامي أمة محمد صلى الله عليه وسلم هكذا، شعوباً متفككة متفرقة، مضيعين لأمر الله، لا يغارون لدين الله، ولا يخافون من وباله، لا يتفقد الرجل أهله وولده، ولا ينظر في جيرانه، ولو كان الرجل عنده غيرة ويتفقد أهله؛ ما ترك البعض من الناس زوجته وبناته مع السائق، وكم نكرر هذه العبارة مرات تلو المرات؛ ولكن اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة.

    اللهم اشف مرض قلوبنا.

    عباد الله: إن القلوب مريضة إلا ما رحم الله.

    تجد بعض الناس يترك أهله مع السائق الأجنبي، وهو ليس لهن بمحرم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وترى الرجل من الناس عاقلاً، ذا حزمٍ وجدٍ، ولكن -مع الأسف الشديد- إذا نظرتَ في بيته، وجدت رجالاً ليسوا لأهله بمحارم، هذا طباخ، وهذا سائق، وهذا خادم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إذا نظرتَ أيضاً، وإذا هذه خادمة عند شبان ليسوا لها بمحرم، فأين الغيرة يا أمة الإسلام، ثم إذا أصبنا بمصيبة عضضنا على البنان، ولم نفكر أننا ارتكبنا ذنوباً، ولم نفكر أننا عصينا الله سبحانه وتعالى.

    فمتى نستيقظ يا عباد الله؟! لعل في هذه المواعظ التي تَطْرُقُ آذاننا ليلاً ونهاراً، وتَقُضُّ مضاجعنا، لعلها تكون لنا عبرة، فنحمي محارمنا، ونأمر أولادنا وأهلينا بطاعة الله، فكم من أناس يخرجون من البيوت إلى المساجد وأولادهم لا يصلون معهم في المساجد! فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..!

    عباد الله: تداركوا الأمر وتوبوا إلى الله، ارجعوا إلى الله، لعلكم تسمعون المواعظ ليلاً ونهاراً، لعلكم تسمعون ما يحيط بكم يميناً وشمالاً، فخذوا حذركم، توبوا إلى الله، ارجعوا إلى الله قبل أن يحل بكم ما حل بالمجاورين، يقول الله تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء:16] هذا كلام الله.

    وأيضاً اسمعوا ماذا يقول الله: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام:44].

    اللهم ألهمنا رشدنا، وهيئ لنا الخير، واجمع كلمتنا على الحق، اللهم اجمع كلمتنا على الحق يا رب العالمين.

    اللهم وحد صفوف المسلمين، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

    اللهم رب محمد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، اغفر لنا ذنوبنا، وأذهب غيظ قلوبنا، وأجرنا من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم أجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

    اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    الحث على تربية الأبناء

    الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الـدِّينِ [الفاتحة:2-4].

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فاتقوا الله حق التقوى قال تعالى: يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

    عباد الله: إن عليكم مسئولية كبرى، وفي أعناقكم أمانة عظمى، ستسألون عنها يوم يبعث الأولين والآخرين.

    إن الله سائل كل راع عما استرعاه، ألا وهم أولادكم، وفلذات أكبادكم، فاتقوا الله فيهم، ووجهوهم إلى الأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة، فإن هؤلاء الأولاد سيكونون في المستقبل رجالاً، فإذا تربوا على طاعة الله عزَّ وجلَّ، وتعودوا الأخلاق الحسنة والفاضلة التي ترفع شأنهم، وتُعلي مقامهم، وحصَّلوا من العلوم النافعة ما ينفعون به أنفسهم، وينفعون به عباد الله، كانوا أساساً مكيناً لنهضة الأمة ورقيها.

    وإن اعتادوا سافل الأخلاق وهجروا العلوم الشرعية، وما يعين عليها كانوا ضرراً على أنفسهم وعلى الأمة.

    إذاً: فالتربية أمرٌ عظيم، وكبير القيمة، فالطفل أمانة عند والدَيه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، خالية من كل نقش وصورة، فهو على فطرته التي فطره الله عليها، ينتظر ما يُلقى فيه من خيرٍ وشر، فإن عوّده أبواه الخير، وعلماه العلوم النافعة التي تدله على الدين الإسلامي وتحببه إليه، وترغبه فيه، وفي آدابه قولاً وعملاً واعتقاداً؛ فسوف ينشأ على ذلك، ويسعد في الدنيا والآخرة، ويشاركه في الثواب أبواه، وكل مؤدبٍ ومعلمٍ علمه الخير، أما إذا نشأ في أحضان المربية، وأحضان الخادمة، فسوف ينشأ على عكس ذلك، على الشرور والفساد، فإن الطفل إذا أُهمل وتُرك بلا عناية شقي وهلك، وكان على والديه ما يستحقون من الإثم.

    يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:(كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه).

    لذلك أجمع العقلاء على أن الإنسان بحاجة إلى التربية، فإنه يولد صغيراً مجرداً عن كل المميزات، قابلاً لكل نقش، مستعداً لكل ما يُلقى إليه من تعليم وتثقيف يُحاط به.

    ألا فلنحذر أنفسنا وأولادنا من الثقافة الغربية.

    الحذر.. الحذر.. من الغزو الفكري، الذي يتسرب عن طريق التمثيليات، والأفلام، والمجلات السافلة الساقطة، والقصص الغرامية التي تثير الغريزة، وتسقط العفاف والشرف، وتقتل النخوة والغيرة والحمية، وتدعو إلى التقليد الأعمى، وإلى الميوعة والانحطاط، كيف لا، وهي مسلَّحة ومعدَّة للقضاء على الأخلاق، والعقيدة، بل للقضاء على الآداب، وعلى الدين لا سمح الله.

    أمة الإسلام: عباد الله! الله.. الله.. في أولادكم، اتقوا الله في أولادكم، وتذكروا ساعة الوقوف بين يدي الله عزَّ وجلَّ، تذكروا السؤال، تذكروا النقاش بين يدي الله في ذلك اليوم العظيم، يوم أن تنزل الشمس مقدار ميل، ويوم أن يذهب العرق في الأرض سبعين ذراعاً ثم يفيض على الناس، تذكروا ذلك اليوم العظيم الذي سوف تسألون فيه عن أولادكم، وعن نسائكم، فاتقوا الله، وأعدوا للسؤال جواباً.

    اللهم اهدنا، اللهم اهدنا جميعاً لما تحبه وترضاه، وجنبنا جميعاً ما تبغضه وتأباه.

    اللهم اجعلنا متحابين فيك، متناصحين فيك، إنك على كل شيء قدير.

    اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

    اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا.

    رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:74].

    رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

    عباد الله: صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

    ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَن صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً) اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

    اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد أن تعز الإسلام والمسلمين.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل، يا رب العالمين!

    اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أذل الشرك والمشركين.

    اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين.

    اللهم اشدد وطأتك عليهم، وارفع عنهم عافيتك ويدك.

    اللهم مزقهم كل ممزق.

    اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا.

    اللهم استر عوراتنا، اللهم استر عوراتنا، اللهم استر عوراتنا.

    اللهم آمن روعاتنا، اللهم آمن روعاتنا، اللهم آمن روعاتنا.

    اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا.

    اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم قطعه إرْباً إرْباً، اللهم قطعه إرْباً إرْباً، اللهم اجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً له يا سميع الدعاء.

    رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَـوْمِ الظَّـالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَـوْمِ الْكَافِرِينَ [يونس:85-86].

    عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:90-91].

    واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755807380