أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عنوان هذا المجلس (59 طريقة لمحاربة التنصير) وهو الدرس السبعون في ليلة الإثنين الثالث من ربيع الأول من سنة ألف وأربعمائة وثلاث عشر للهجرة.
يتساءل البعض: لماذا تسع وخمسون؟ فأقول: لأننا معنيون جداً بدعوة الآخرين إلى المشاركة معنا، في النظر والتفكير والدعوة إلى الله ومحاربة أعداء الله، فتركت هذه الخانة الستين حتى يجهد كل واحد ذهنه في معرفتها والوصول إليها، وبالتأكيد سنتمكن -إن شاء الله- من جعل هذه الطرق بالمئات بدلاً من كونها خمسين طريقة أو ستين طريقة.
نعم أيها الإخوة طال الحديث عن موضوع التنصير أكثر مما كنت أتوقع، وأكثر مما كنت أحب، ولكنه أقل مما يجب لمقاومة هذا المد والخطر ومحاربته وفضحه.
لماذا نتحدث عن موضوعات التنصير وأسراره وأخباره علانية؟
إن من المحزن حقاً أن تسمح -مثلاً- لفتاة لك بها صلة قربى؛ بأن تبرز محاسنها ومفاتنها وزينتها وتحرك مشاعر الشباب المراهق تجاهها، ثم لا تسمح لأحد بأن يصف حال هذه الفتاة ويحذرها ويحذر غيرها، إنني أدعو الجميع إلى السعي إلى نشر مثل هذا الحديث الذي فيه مقاومة لكيد النصارى، وهذا أقل ما يجب على المسلم تجاه كيد مخطط مدروس، تقف وراءه مؤسسات ومنظمات ضخمة، بل تقف وراءه دول، بل يقف وراءه مجلس الكنائس العالمي الذي يجعل العديد من الدول في إبطه ويديرها كيف يشاء.
عموماً: موضوع التنصير يحتاج إلى جهد مضاعف، والكتب موجودة، ولا أريد أن يكون البحث عن التنصير الذي قدمته مجرد تكرار لجهود الآخرين، فسأنتظر فيه بعض الوقت حتى ينضج أكثر؛ مع أنني أقدم وافر الدعاء للإخوة الذين قدموا هذا الموضوع أو فرغوه أو اختصروه فجزاهم الله تعالى خيراً، وهذا جزء من الجهد الذي أعتبره تشجيعاً للحديث عن هذه الموضوعات الخطيرة.
كما قامت مجموعات من الشباب ببعث رسائل مناصحة كثيرة لجهات عديدة يوجد فيها تسيب أخلاقي، أو يكون فيها وجود للنصارى، أو نشاط لهم.
منها تقارير عديدة جديدة عن إحدى الشركات الكبرى التي أشرت إلى وجود نشاط تنصيري متميز في أوساطها، ومنها تقرير عن فرقة اسمها اليورن أكين، وهذه الفرقة التنصيرية منتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية ونيجيريا والفلبين وهي تعني (المولود من جديد) وتهدف إلى كسر طوق الجمود الديني لدى النصارى، وهي فرقة انضباطية منظمة، أو إن شئت قلت جماعة تخرج المنصرين وتبثهم في أنحاء العالم، وتلزم أتباعها باجتماعات أسبوعية على مدار العام، ولا تختلف كثيراً عن الأصول النصرانية المعروفة، بل هي تحاول صياغة الأصول النصرانية بأسلوب جديد وإلباسها لباس الحداثة، حتى تكون مقبولة أكثر لدى الإنسان في هذا العصر، ولها وجود قوي في أوساط الفلبينيين الموجودين في العالم الإسلامي ومنطقة الخليج والجزيرة العربية، ولا تقتصر على النصارى، بل تبذل جهوداً كبيرة لرد المسلمين الذين أسلموا حديثاً عن دينهم.
وآخر بعث إلي ببعض العبارات الموجودة على سيارات النصارى الموجودة في أسواقنا وشوارعنا، وقد كتبها باللغة الإنجليزية ولكن هذه ترجمة بعضها (إذا لم تجد الماء لك أن تشرب الويسكي) وهو خمر اسكتلندي شهير، هذه كلمة موجودة على بعض سيارات النصارى، في سيارة أخرى مكتوب (إذا لم تجد سكناً فهلم لتنام معي) ثالث مكتوب: (أنا أحب القديس ميجن).
رابع أرسل إلي بطاقة معايدة، أرسلوها إليه بمناسبة عيد الأضحى، ويقول: يرسلونها في الأعياد الإسلامية الأضحى والفطر، وتوزعها إحدى الشركات الألمانية التي نوهت عنها في إحدى الدروس السابقة.
وخامس بعث إلي بالإعلان عن مشرفات الأمن المطلوبات لإحدى المستشفيات، ونشر هذا الإعلان في جريدة اليوم، وذكر لي أن هذا الإعلان يخص المستشفى التعليمي بـالخبر، وذلك عن طريقة شركة المجال.
وسادس بعث إلي بمفاجأة من جريدة عكاظ نشرت يوم السبت 24/2 رحلة إلى بريطانيا لطلاب المدارس لمدة شهر تشمل الإعاشة والسكن والدراسة والزيارات، إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ [المدثر:35] جريدة تنشر دعوة لأولاد المسلمين في المدارس المتوسطة والثانوية ليرحلوا إلى بريطانيا لمدة شهر يعيشوا مع أسر كافرة، ويسكنوا معها، ويدرسوا في مدارس النصارى، ويقوموا بالزيارات إلى معالم بلادهم.
وسابع أرسل إلي قصاصة من جريدة الشرق الأوسط في التاريخ نفسه 24/2 هو عبارة عن إعلان الفرصة الأخيرة للحصول على الإقامة والجنسية في كندا، إعلان للمسلمين أن بإمكانهم الحصول على جنسية في كندا وهي دولة نصرانية والإقامة هناك، وهناك كافة التسهيلات لهم.
ولا أذيع سراً إذا قلت لكم: إن المسلمين الذين يهربون من الفقر والمجاعة في الصومال -مثلاً- يذهبون إلى بلاد أوروبا، وأكثر من مليون مسلم صومالي مقيمون الآن في بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية والأمريكية، ويجدون هناك من وسائل الاستقبال والخدمة والتسهيل الشيء العظيم، فيسكنونهم هناك في إسكانات تضاهي الإسكانات الموجودة هنا، ويعطونهم راتباً يسمونه بدل بطالة، ويغرونهم بكافة الإغراءات للبقاء هناك، وأخذ الجنسية، والتزوج بالنصرانيات حتى يذوب هؤلاء في المجتمعات النصرانية.
وثامن بعث إلي قصاصة من شركة أطلس؛ حيث تقيم مهرجاناً رائعاً -كما تقول- تسميه المهرجان الحر، ويوافق ذلك يوم عيد الميلاد الذي يحتفل فيه النصارى، وهذا المهرجان هو للبنين والبنات.
وتاسع أرسل إلي قصاصة من صوت الكويت فيها إعلان عن حضانة اسمها حضانة المثنى تحت إشراف مدرسة الكويت الإنجليزية، والقائمون على هذه المدرسة هيئة بريطانية متخصصة لغتها الأم اللغة الإنجليزية من أجل حضانة أولاد وبنات المسلمين.
وعاشر بعث إلي بقصاصة من جريدة هندية تباع في أسواق المسلمين اسمها إنديان إكسبرس في 5/1/1413هـ تعلن هذه الجريدة عن أناجيل توزع مجاناً، وترسل بالبريد فقط ما عليك إلا أن ترسل عنوانك.
ولك أن تبكي أن الإعلام يملك أن يرخص لجريدة من هذا النوع، تعلن للمسلمين عن الأناجيل، وتعلن عناوين لمؤسسات في الولايات المتحدة وغيرها من الممكن أن تستقبل مراسلاتكم وترد عليكم، وتبعث لكم بالإنجيل مجاناً، ولكن قد يجد صعوبة في الترخيص لبعض المواد الإسلامية التي تقاوم النصارى، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وآخر لفت نظري إلى موضوع التنصير في اليمن وأنني لم أتحدث عنه، وضرب مثالاً بـجمعية أطباء بلا حدود والتي يطوف أعضاؤها الوديان والجبال في اليمن، ومن قبل نشرت جريدة المسلمون عن منصرة غربية تمكنت من تنصير عشرات الأسر في اليمن، وهناك تقارير خطيرة عن بعض المستشفيات التخصصية ودور المنصرين فيها، وتساهلهم في استقبال الحالات المرضية بل الحالات الخطيرة التي تأتي عن طريق الإسعاف وشتمهم للحجاب الشرعي، وتضييقهم على المسلمين.
أيضاً هناك حركة جديدة اسمها أخوة نصرانية في نقط، يبدو من أوراقها أنها تشتغل في جامعة من أكبر الجامعات الموجودة في منطقة الجزيرة العربية، وفي التقرير موضوعات الدروس وأماكنها ومن يلقيها وأسئلة حول هذه الدروس، إضافة إلى تقرير وصلني عن الإذاعات التنصيرية في العالم والموجهة خصيصاً إلى الخليج والجزيرة العربية.
هناك تقرير صحفي نشرته مجلة التايمز خلال العام الفائت بعنوان (آفاق الأسقف الجديدة) وهو مهم جداً، ولولا ضيق الوقت لذكرته لكم، وهو يتحدث عن الجهود في المجالات الجديدة للنصارى في دول الاتحاد السوفيتي، ويوغسلافيا ودول البلطيق عموماً وفي أوروبا الشرقية ولعله يأتي له مناسبة في المستقبل إن شاء الله.
وهناك أيضاً تقرير آخر نشر في مجلة إسبانية اسمها فيدا نوفيا في العدد رقم 1721 عنوانه (ما أصعب أن يكون المرء نصرانياً في الجزيرة العربية) وخلاصة ما فيه هذا التقرير في كلام كثير جداً ربما يقارب عشرين صفحة من المعلومات المهمة فيه يقول: في الجزيرة يعيش أكثر من نصف مليون كاثوليكي وهذه إحصائية جديدة، أنا ذكرت لكم في المجلس السابق والذي قبله أن الإحصائية القديمة خمسين ألف، فتبينوا خلال سنوات عديدة تضاعف العدد إلى خمسمائة ألف، نصف مليون كاثوليكي دعك من البروتستانت والأرثوذكس، والكاثوليك فقط نصف مليون، منهم في دبي خمسين ألف، وفي أبو ظبي مثل هذا العدد، وثلاثمائة وثمانون ألف منهم في منطقة الجزيرة العربية غالبهم من الفلبينيين والكوريين، ويوجد عدد منهم في مجال التقنيات المتقدمة.
هناك مسئول في الخليج هو مسئول عن المنطقة التي تضم الجزيرة والإمارات وقطر والبحرين واليمن، أنشط مجالات التنصير هو التعليم، فالمدارس الكاثوليكية فيها أكثر من إحدى عشر ألف وستمائة طالب، منهم -وهذا هو المحزن- خمسة آلاف من النصارى في مقابل سبعة آلاف من أولاد المسلمين يشكلون نسبة (61%) في هذه المدارس، ويقول التقرير أيضاً: في الماضي حتى عام 77م كان هنالك بحريني يزور منطقة الجزيرة العربية شهرياً لتفقد الجالية النصرانية، ويرخص له بتقديم الخدمات الدينية في البعثات الأمريكية وشركات متعددة، وكان هناك آخر من بيروت يزور منطقة أخرى في الجزيرة العربية لإقامة الشعائر الدينية في بعض السفارات في مدينة كانت مقراً للسفارات والقنصليات الأجنبية.
أما في عام 77م وما بعده فقد سمح لبعض القساوسة في إدارة الصلوات في بعض الشركات، وتقديم الخدمات الروحية للموظفين الكاثوليك في منطقة الجزيرة، وسرد مجموعة من القسس والجمعيات النصرانية التي كشفت في هذه البلاد، وتم ترحيل بعض العاملين فيها.
إنني أدعو جميع الإخوة الفضلاء سواء الإخوة في الإعلام، أو الإخوة المستمعين إلى هذا الحديث، أو الإخوة في محلات التسجيل الإسلامية أن يسعوا إلى نشر هذا الكلام؛ لما فيه من توعية المسلمين بالدور الذي يمكن أن يقوموا به في مواجهة التنصير، وقد وصلتني مجموعة من الخطب والمقالات والاقتراحات؛ بل والكتب المتعلقة بهذا، وهو يدل على درجة الوعي المرتفعة لدى الإخوة المستمعين.
وصلتني رسالة عنوانها (صيحة نذير في مقاومة التنصير) كما وصلتني رسالة أخرى عنوانها: (خطة مقترحة لمحاربة النشاط التنصيري) فجزى الله تعالى أولئك الذين راسلوني خير الجزاء، وأمامي تسع وخمسون خطة لمقاومة التنصير، كاد أحد الإخوة أن يفسد علي الرقم؛ لأنه بعث إلي الآن بقصاصة فيها خطة يمكن أن تعتبر خطة جديدة، ولكنني سوف أدخلها ضمن أحد الأرقام ليبقى الرقم شاغراً كما أسلفت.
وتسع وخمسون خطة تتطلب ألا يأخذ الحديث عن كل واحدة منها أكثر من دقيقة فأستعين بالله تعالى:
أولاً: أولئك العاملون بجوار النصارى من المسلمين في المستشفيات والمؤسسات والشركات وغيرها، فهم أقدر على مراقبة زملائهم من غيرهم.
ثانياً: يتحمل المسئولية العظمى في ذلك بعض العاملين في المؤسسات التي تتعلق بالمراقبة، مثل: هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإنها تستطيع أن تقوم بدور كبير في ذلك، إضافة إلى الجهات الأمنية وغيرها، ومما يتعلق بذلك في موضوع اليقظة لنشاط المنصرين إعداد الدروس والمحاضرات والكتب والنشرات عن نشاطهم التنصيري.
أولها: هداية من شاء الله تعالى هدايته منهم {ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} فكسب أشخاص جدد للإسلام أمر كبير.
ثانياً: إنه وسيلة فعالة لإحباط جهود النصارى.
ثالثا: إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، فهو يواجه الكيد التنصيري بوسائل مكافئة.
رابعاً: في ذلك فضح لأعمال المنصرين؛ لأن هؤلاء المسلمين الذين دخلوا في الإسلام حديثاً يعرفون بني قومهم وخططهم، وربما حضروا معهم في بعض الأعياد والمناسبات وغيرها؛ فيقومون بالتبليغ عنهم وكشف خططهم وأعمالهم.
إن من واجبنا جميعاً كأفراد فضلاً عن الواجب الجماعي أن نسعى إلى دعوة العمال والمناقشة معهم والتأثير عليهم، فما من إنسان منا إلا وقد احتك يوماً من الأيام بالعمال من غير المسلمين إلا ما ندر، فلماذا لا يجعل من احتكاكه معهم فرصة لدعوتهم للإسلام، وتشكيكهم في الأديان الباطلة التي يعتنقونها، وحثهم على التفكير على الأقل في قضية الدين، والبحث عن الدين الحق؛ لعل الله تعالى أن يهديهم إلى سواء السبيل وإلى الصراط المستقيم.
إن من المجرب أنه حتى أولئك الشباب الذين قد يبدو عليهم شيء من التقصير في التزامهم بالإسلام عندما تحدثهم عن مسئوليتهم في الدعوة إلى الله، وعن الخطر الذي يهددهم، وعن الكيد الذي يقوم به النصارى أن قلوبهم تكون أكثر استعداداً للخير، وأكثر وعياً وإدراكاً للمسئولية، فلماذا لا نخاطب مثل هؤلاء الشباب بمثل هذا الحديث.
إن أمامك دوراً شخصياً ينتظرك في هذا المجال مع إخوانك، وقرابتك، وزملائك، ومع معارفك أن تدعوهم إلى الله عز وجل، وتحصنهم ضد الغزو المنحرف سواء كان غزواً تنصيرياً أو غزواً تخريبياً.
إن من الملاحظ أن الكثير من أولاد الأكابر والمسئولين يذهبون إلى المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين؛ بحجة أن هذه المدارس أكثر كفاءة، وأنها تتوفر فيها من الوسائل التعليمية والمختبرات ووسائل الترفيه ما لا يتوفر في غيرها، وهذه الأمور ليست حكراً على طبقة بعينها، بل يمكن أن تتوفر في مدارس خيرية إسلامية أهلية تكون محاضن لأولاد المسلمين.
ونرى بأعيننا كيف أن أطفال المسلمين في البوسنة والهرسك يرحلون إلى بلاد العالم كلها، ليتم تربيتهم في الكنائس والمعابد، وتستقبل إسرائيل أعداداً منهم، ويستقبل العالم الغربي الكافر منهم خاصة مركز النصرانية في إيطاليا أعداداً غفيرة منهم، أما المسلمون فلا زالوا إلى اليوم لم يفعلوا شيئاً من ذلك.
ما الذي يمنع أن تقوم المؤسسات الإسلامية، ويقوم أهل المال والخير من المسلمين بإقامة معسكرات ومخيمات ضخمة لأطفال المسلمين في مناطق البوسنة والهرسك ذاتها ففيها مناطق آمنة، ويستقبل هؤلاء الأطفال ويربوهم تربية إسلامية في بلادهم، لماذا في بلادهم؟ لأننا نريد أن يظلوا في بلادهم، لا نريد أن يرحلوا عن بلادهم، حتى تفرغ لـالنصارى الذين يريدون أن يطهروها من المسلمين؛ لأن ذلك يحقق جزءاً من هدف الصرب، ليبقى هؤلاء في بلادهم ويعودوا إليها، ويدافعوا عنها ويجاهدوا في سبيل الله تعالى في تلك البلاد.
والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح يقول: {أنا وكافل اليتيم في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى}.
إن من المهم استخدام الوسائل الجذابة والمؤثرة، واستخدام الطرق الحديثة للإعلان لدعوة الناس إلى الإسلام.
كما أن من الممكن إعداد الرسائل الجامعية للماجستير والدكتوراه وما قبل ذلك عن التنصير وأهدافه وتاريخه وخططه والجديد فيه.
كما أن من مهمة هذا المكتب المقترح تيسير طباعة بعض الكتب والكتيبات والنشرات المفيدة باللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى، كما أن من مهمته المشاركة في المشاريع الدعوية الأخرى بقدر الإمكان، إضافة إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وتيسير أمر الزواج للعصمة من الشر والفساد والسفر إلى الخارج؛ وأنت تعرف أن الأسلوب السابق يمكن أن يساهم فيه كثير من الناس، فيمكن أن يكون مشاركاً في إعداد نشاط هذا المكتب أو ذاك والمشاركة في بعض أعماله.
وأحذر من أن يفكر بعض الشباب بمراسلة الفتيات اللاتي يعلن عن أسمائهن بهدف الدعوة، لا،دع الفتاة تدعوها فتاة أخرى متدينة، أما أنت فبإمكانك مراسلة الشباب الذين يعلنون عن عناوينهم ودعوتهم إلى الله تعالى، وتزويدهم بالكتب النافعة، وينبغي أن تراعي الوضوح والصدق فيما ترسله إلى هؤلاء الناس؛ فإن الغالب منهم يغلب عليهم الجهل وعدم المعرفة، فعليك أن تبدأ معهم من نقطة الصفر، وتدعوهم إلى الله تعالى وتزودهم بالكتب النيرة النافعة الواضحة المزودة بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
ثانياً: إعداد مطويات مختصرة بلغات شتى عن التنصير وخطره، ومثلها مطويات أخرى عن النصرانية وأنها دين فاسد منسوخ محرف.
ثالثاً: دعوة بعض المهتمين بلقاء التنصير إلى لقاءات مع الطلاب، والمثقفين، وأساتذة الجامعات، ومع عامة المسلمين لبيان مخططات النصارى، ويضاف إلى ذلك إعداد المقالات والملاحق الصحفية عن هذا الموضوع.
ليست مهمتنا -أيها الإخوة- في أعمالنا ومكاتبنا ودعوتنا؛ ليست مهمتنا دعائية إعلانية، نحاول أن نكتب في الجرائد كل أسبوع عشرين فلبيني يشهرون إسلامهم ثم ينتهي دورنا عند هذا الحد، أو ربما نكتفي بمجرد أن نقوم بعمل الختان الشرعي لهم في المستشفيات، لا،مهمتنا تبدأ من يوم أن دخل هذا الإنسان في الإسلام، فلا بد أن نحتضنه ونعلمه ونتلطف معه بحسن الخلق وندعوه إلى الله عز وجل، ونؤلف قلبه على الخير، ونعمل على الاتصال به بالهدية، بالكلمة الطيبة، بالزيارة، بالدعوة، والعزيمة، والمناسبة، ومحاولة تعميق الإسلام في قلبه، كيف نتوقع أن يثبت هذا الإنسان على الإسلام، وهو في بلاد التوحيد يلقى السخرية، ويلقى العجرفة من بعض رؤسائه، ويلقى المضايقة أحياناً حتى في بيئات إسلامية، وقد يضطر إلى ترك عمله كما سبق بسبب المضايقة، فكيف نتوقع أن يصبر على دينه.
إنني أقول لكم من واقع صلة قوية بأعداد ممن أعلنوا إسلامهم؛ أقول: إن أكثر هؤلاء لا يعرف مصيرهم، ولا ينبغي أن نكتفي بالإعلان في الصحف الذي يهيج القسس والرهبان ويؤججهم ويحرضهم، فيقولون: انظروا إلى المسلمين كيف أسلموا، وكيف فعلوا في الوقت الذي لم نستفد من هؤلاء إلا أقل القليل.
إن مما يؤسف له أن يفلح النصارى في استقدام أعداد كبيرة من أولاد المسلمين ويربوهم، بل وينفقوا عليهم على حساب الكنيسة، وأن يفلح الرافضة في استقطاب أعداد أخرى من أولاد أهل السنة على حين أن أهل السنة لا يستقبلون من هؤلاء إلا القليل، وحتى الحالات التي يستقبل فيها بعض هؤلاء الطلاب، فإنهم لا يلقون العناية اللازمة.
لقد رأينا مباني هائلة في نيويورك مخصصة لمجلس الكنائس العالمي تسير السيارة بجوارها أكثر من عشر دقائق أو ربع ساعة، فلماذا لا يكون ثمة مشاريع استثمارية للأعمال الإسلامية الدعوية الخيرية، ولماذا لا يكون هناك أموال مخصصة للدعوة والدعاة؟ ولماذا يظل الدعاة محتاجين إلى فلان وإلى العمل الفلاني؟ وإلى الوظيفة الفلانية؟
إننا لو تصورنا أن الحضور فقط -وهذا مجرد مثال- تخلى الواحد منهم عن ألف ريال على مدى شهر واحد لكان معنى ذلك أننا جمعنا مبالغ طائلة، فلو تصورنا أن هذه المبالغ بدلاً من أن تجمع لعمل إسلامي في بلد معين إغاثة أو مساعدة، أو دعم لمشروع جهادي؛ لو أنها جمعت وجعلت في مشروع خيري استثماري لكان هذا المبلغ يدر على مدار العام ربما أضعاف المبلغ الأصلي لتصرف في مجالات الخير وأعماله.
ولا بد أن يتناول هذا الموضوع من خلال خطب، وكتيبات، ومحاضرات، ومقالات، وأحاديث في المجالس، ومناقشات، ولا بد أن يصدر العلماء المعروفون الموثوقون رسائل وبيانات وفتاوى مع تزويدها بالحقائق والوثائق والمعلومات المؤثرة في الناس.
لماذا لا يمنع استيرادها وبيعها وتصنيعها؟ بل لماذا تقوم بعض الجهات بملاحقة فتوى إمامنا الشيخ عبد العزيز بن باز التي بين فيها تحريم شراء أو استيراد أو تصنيع مثل هذه الأشياء؟ وتحقق مع من يقوم بتصوير هذه الفتوى أو ينشرها؟!
إن هذا لشيء عجاب!! فتوى يقوم بإصدارها سماحة الشيخ عبد العزيز تحارب في بعض البلاد، ويمنع تصويرها أو تعليقها في المسجد، ويُحقَّق مع من صورها!! إنا لله وإنا إليه راجعون، ومثل ذلك منع بث المسلسلات التي تحمل أفكاراً تنصيرية، أو صلبان أو حفلات راقصة أو خمور في القنوات التلفزيونية، ومنع ذلك كله في الأفلام، أفلام الفيديو أيضاً.
إن إعلامنا يجب أن يكون أداة لخدمة الدين، والتمكين له في عقول الناس وقلوبهم وواقعهم وطاعة الله تعالى ورسوله قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ [القصص:17] الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج:41].
إننا نعلم أن أي بلد إسلامي لو اكتشف شبكة للتجسس، أو وكراً للمخابرات لدولة أجنبية لقام بإعداد الملفات المطولة عنه، وحقق معه تحقيقاً دقيقاً وقام بترحيل هؤلاء سريعاً، وربما سجنوا أزمنة طويلة، وربما ساءت العلاقات مع ذلك البلد بسبب هذا العمل العدائي، وأخطر من ذلك لو كشف بلد إسلامي منظمة أو خلية تسعى إلى التخريب والتفجير في أي بلد من البلاد، فلماذا لا نعتبر أن هؤلاء النصارى هم فعلاً دعاة إلى التخريب والتفجير في البلاد الإسلامية، وهم فعلاً عبارة عن جواسيس وطوابير للبلاد الغربية وأجهزة المخابرات الأجنبية؟
إنني أتعجب أيضاً من التسارع في عمليات الإغاثة -وهو مطلب حميد سديد، ونحن بحمد الله ممن يساهم فيه ويدعو إليه- ولكننا لا نرى تسارعاً مشابهاً أو مماثلاً في دعم المشاريع الدعوية التي هي خير وأبقى، وأنفع في العاجل والآجل.
إنه ليس يجوز أن تظل الدعوة إلى الله تعالى هماً ثانوياً لبعض الدعاة، يفكر فيها الواحد سويعة من يومه وليلته؛ وبعدما رجع إلى البيت مكدوداً مهموماً من أعباء العمل والوظيفية الرسمية التي استهلكت طاقته، وجد أن المشاكل البيتية تنتظره وتأخذ أكثر وقته، فربما فرغ لدعوته إن كان مجتهداً ساعة من اليوم والليلة.
وقولوا لي بالله عليكم: من منا الذي يفرغ من يومه وليلته ساعة للدعوة إلى الله تعالى؟ لكن حتى هذا لو حصل فإنه لا يكفي، بل يجب أن يوجد دعاة مخلصون متفرغون لأمر الدعوة، متفرغون من كل شيء، وينبغي أن يسعى المسلمون إلى توفير المرتبات الكافية لهؤلاء؛ ليقوموا بمهمتهم وهم آمنون مطمئنون.
الأول: العلم الصحيح الشرعي الذي يقاومون به الشبهات.
والثاني: الدين والورع والخوف من الله عز وجل الذي يقاومون به المغريات والشهوات، ولا بد من تزويدهم بالمعلومات الكافية عن مخططات النصارى وأهدافهم، وتعميق الأهداف الإسلامية لديهم ليعودوا أوفياء لدينهم وأمتهم مخلصين لما ذهبوا من أجله.
الكثيرون منا يعرفون اليوم ما مدى صحة إسلام نابليون بونابرت الذي كان يخاطب المسلمين فيقول: من عبد الله نابليون بونابرت إلى من يليه من إخوانه المسلمين، والكثيرون أيضاً يشككون في مدى صدق إسلام سان جون فيلبي الذي جاء إلى هذه البلاد وقام بدور وسمى نفسه عبد الله تنبي، والكثيرون يتساءلون عن شكسبير وما مصيره، وكثير من الرحالة الغربيين الذين جاءوا إلى هذه البلاد، ولاحظوا تمسك أهلها بالدين وقوتهم في الحق وحماسهم له؛ أعلنوا إسلامهم حتى يتمكنوا من البقاء بين المسلمين ودخول البلد الحرام وغير ذلك، بل إن الجاسوسية تعتمد في أحيان كثيرة على مثل هؤلاء الذين يظهرون الإسلام.
إننا يجب أن نشرد بكل من نكتشف أنه يدعو لـلنصرانية في بلاد الإسلام، يجب أن نشرد بهم من خلفهم ونجعلهم عبرة لغيرهم، ونجعل الأسلوب الحاسم القوي يجعل الآخرين يكفون عن نشاطهم التنصيري المعادي للإسلام.
وهم أيضاً يتحدثون عن الحرية الشخصية، وتطوير البلاد الإسلامية على النمط الغربي، وإذا كان النصارى يتحالفون مع الجميع فإن أفضل حليف لهم هم العلمانيون الذين فقدوا الغيرة الدينية والنخوة الإسلامية، والحداثيون الذين يدعون إلى التغيير الدائم المستمر، وعلى أقل الأحوال فإن هناك عدواً مشتركاً للنصارى وللعلمانيين وللحداثيين هو الإسلام والصحوة الإسلامية، وهم يتجمعون في مواجهة هذا الخطر المشترك.
ويجب أن يكون لنا جميعاً دور كبير في إصلاح المناهج، وبناء النشء وتصحيح الأوضاع بقدر المستطاع خاصة من لهم صلة بعملية التعليم، من الأساتذة والموجهين والمدراء والمسئولين وغيرهم في جميع البلاد الإسلامية.
كما أنه ينبغي التنبيه إلى خطورة النشاط التنصيري في مجال الرياضة، من خلال الدورات الرياضية التي تقام في كل مكان -كما سبق أن نوهت إلى ذلك- ومن خلال اللاعبين الذين يستقدمون بعشرات الآلاف من الريالات ومن خلال المدربين.
وينبغي في مقابل ذلك تشجيع السفر من قبل الموثوقين للدعوة إلى الله، والتعليم، وغير ذلك من المصالح العلمية أو العملية التي تحتاجها الأمة في كل بلد من بلادها.
وإنني أود أن أقول بهذه المناسبة: إنني يمكن أن أستقبل اسم أي شاب يرغب في المشاركة في هذا العمل، كما أن من الممكن أن يسجل اسمه لدى مكتب الدعوة، أو لدى بعض الإخوة الذين لديهم جهود في هذا المجال كالشيخ صالح السلطان أو غيره من الإخوان؛ حتى يمكن تنظيم هؤلاء الشباب، ومعرفة من يناسب منهم لهذا العمل، وتزويدهم ببعض الوصايا والنصائح والملاحظات؛ ليقوموا بدور الدعوة إلى الله تعالى في أوساط إخوانهم المسلمين هناك، ولعل كما قيل: (رب ضارة نافعة) لعل ما لقيه إخواننا المسلمون هناك من النصارى يكون سبباً في التفاتنا إليهم، ودعوتنا لهم، وتصحيحنا لأوضاعهم الأخلاقية والدينية والعقائدية وغيرها.
فينبغي أن نشهر ونعلن أسماء النصارى الذين أسلموا من خلال الكتابات، ومن خلال تقديمهم للناس، ولكن ينبغي ألا نبالغ في هذا الإشهار والإظهار حتى يضر بهؤلاء المسلمين أنفسهم، وأن نعطيهم القياد ونسلم إليهم الزمام؛ فقد يوجد عندهم لوثات وتأثرات وآثار من ماضيهم، وقد نجني عليهم حينما نسلط عليهم الأضواء كثيراً، فنتسبب في بعض الأمراض والآفات التي تصيبهم، فينبغي أن يكون هناك قدر من الاعتدال في هذا الأمر.
أما النصارى فعلى رغم أن دينهم يجعل هناك وسائط بين الناس وبين الله، ويجعل هؤلاء القسس الذين يعترف الإنسان أمامهم؛ إلا أنني لاحظت من خلال تصفحي لكتب كثيرة من كتب التنصير أنهم يوصون المنصر بأن يكثر من الدعاء في كل عمل، وفي كل حركة يدعو للمسلم ويصبر عليه ويدعو الله بالتوفيق، بل إنهم يوصون بعضهم بعضاً من خلال المراسلات بالدعاء، وربما قرأت عليكم في المجلس السابق شيئاً يسيراً من ذلك.
من وسائل مقاومة التنصير كما ذكرت الدعوة إلى الله، والمطلوب في الدعوة هو العمل المؤسس الجماعي المنظم المدعوم بميزانيات موازية أو مقاربة مما هو بأيدي المنصرين، ولذا لابد من إنشاء عشرات المؤسسات والمنظمات والهيئات الخيرية والدعوية؛ التي تساهم في سد هذه الثغرة، ومقاومة التنصير الذي يتمدد في غيبة وفراغ الدعاة إلى الله، وهذا أنموذج مقترح لإحدى هذه المنظمات، نموذج متكامل ولكنه صغير.
الأهداف:
1- القيام بجهد عالمي لنشر الإسلام عن طريق التعليم والدعوة والإغاثة.
2- التخفيف من آلام ومشاكل المسلمين بتقديم العون المادي والعمل.
3- الدفاع عن المسلمين إعلامياً وجهادياً، والمساهمة في جهود المصالحات بين المسلمين، وإيجاد ونشر الفكر السليم الذي يخدم المسلمين في هذه المرحلة.
ومن ذلك أيضاً طباعة وتوزيع ونشر الكتب المدرسية والتعليمية، وإعطاء منح لبعض الطلاب الدارسين في الغرب حين يرى صلاح ذلك الفرد وما يماثل هذا من الجهود.
الوسيلة الثانية: الإغاثة: وذلك بتتبع أحوال المسلمين في كل مكان، وتقديم العون، وإيجاد الأوقاف المخصصة لذلك، وعدم قصر العون والإغاثة على شكلها الحالي، بل مده إلى الإغاثة الوقائية، ونعني بالإغاثة الوقائية الإغاثة قبل حصول الكارثة، وكذلك مده إلى الإغاثة الجذرية، ونعني بها توفير الحل الجذري للكارثة، مثل تمكين الناس من إيجاد مزارع أو أعمال يستغنون بها، أو الإغاثة التنموية، ونعني بها توفير الإمكانات والمصادر الكافية لتلافي الكارثة بإذن الله تعالى مستقبلاً، وفي ذلك يكون إيجاد الأوقاف.
وكذلك الإغاثة الطبية والغذائية وغيرها مما يعرف بالإغاثة الإنسانية، والتمدد والاتساع والشمول في عمليات الإغاثة، بحيث يتم عمليات التضييق على المنظمات التنصيرية في هذا المجال الخطير.
الوسيلة الثالثة: الإعلام: وذلك بإيجاد وكالات الأنباء على اختلاف مهماتها وأشكالها، ابتداء من أنباء التلفون، ومروراً بأنباء الفاكس، ووصولاً للبث العالمي للأنباء بالطرق العلمية المعروفة، وإيجاد المحطات الإذاعية الصوتية انطلاقاً من الدول التي تسمح بذلك، وشراء مثل هذه المحطات، ورفع درجة كفاءتها، بل إيجاد محطات البث في الدول التي تسمح في ذلك كبعض الدول الغربية، والعمل على تطوير أساليب العمل الإعلامي، وإيجاد قنوات كافية للتمويل، وإيجاد المطبوعات المتنوعة الأسبوعية والشهرية واليومية التي تلبي حاجة القراء، وطباعة وترجمة الكتب والنشرات وغير ذلك.
ثانياً: تكوين لجنة عليا للإدارة والإشراف مكونة من العلماء الموثوقين والمعروفين عالمياً، ومن التجار وأصحاب رؤوس الأموال الصالحين، ومن أصحاب الخبرة العملية في الميادين الثلاثة السابقة.
ثالثاً: إيجاد مصادر دخل ثابتة من خلال تخصيص جزء من التبرعات للعمل الاقتصادي النافع للمسلمين والمدر للأرباح.
رابعاً: أن يكون المركز الرئيسي لهذه الهيئة في أحد البلاد الإسلامية، أو البلاد الغربية المعروفة بمرونة أنظمتها، وتوافر وسائل الاتصال فيها، وتوافر الكوادر الخيرة والعاملة في أنحاء البلاد الإسلامية.
2- قيام هذه المجموعة بالاتصال بالعلماء والدعاة وأخذ المرئيات والبدء بالخطة التنفيذية.
3- قيام هذه المجموعة بالاتصال بالتجار والتقنيين وأخذ مرئياتهم ومدى استعدادهم، مع ملاحظة ما يلي:
أولاً: وجوب تعاون هؤلاء المؤسسين من أهل الخير والبذل؛ حتى ولو كان هناك اختلافات لا تتعلق بالعمل وسبله.
ثانياً: الاستعانة بجهود المؤسسات والهيئات القائمة والموجودة في الساحة والسابقة في هذا المضمار.
ثالثاً: وضوح الأهداف والسبل من البداية، وألا نخادع أنفسنا بالتعويل على أشياء ليس لها مردود عملي جاد.
4- وضع مؤتمر أو ندوة في الداخل أو الخارج؛ لجمع المؤسسين أو من ينوب عنهم بإشهار هذه المؤسسة وإعلانها والموافقة على تكليف القائمين المباشرين لها، وتكليف مدير عام مؤسس لها.
5- وضع نظام إداري مرن وجيد يضمن عدم سيطرة جهة معينة على الهيئة، وعدم استبداد القائمين أو المباشرين عليها، وإيجاد نظام محاسبي دقيق لأقسامها الكبرى الاقتصادية لاستثمار الإغاثة في الدعوة.
الجواب: في الواقع إنني متحرج من جمع التبرعات لمثل هذه الدروس، لكن هناك عمل أشمل وأعظم وأكبر من ذلك، وهو أن نجمع التبرعات الآن، ولتكن تبرعات الآن ولفترة معينة على مدى أسبوع مثلاً، بحيث يمكن من لم يأت بها الآن أن يأتي بها في الأسبوع القادم؛ لتخصص هذه التبرعات لصالح الدعوة إلى الله تعالى عموماً، بمعنى أن تجعل في مشاريع خيرية استثمارية أو مساهمات في شركات، يكون استثمارها ناجحاً، ويصرف ريع هذه الأعمال في سبل الخير وأعماله على وجه الإجمال والعموم.
فنطمع من الإخوة أن يبذلوا قصارى جهدهم في هذا العمل الجليل الكبير الخطير العظيم، ونطلب من الإخوة بعد الصلاة أن يقوموا بجمع التبرعات من الإخوة الحاضرين في هذا المجلس لهذا الغرض، والزكاة لا تدخل في هذا، إنما نقصد التبرعات والصدقات التطوعية.
الجواب: هذه عواقب وآثار الدراسة في المدارس الأجنبية، أو التربي على أيدي بعض هؤلاء النصارى، ولا شك أن كثيراً ممن ذهبوا إلى هناك استطاعوا -والحمد لله- أن يعودوا سالمين ويخرجوا من نار الحضارة الغربية، ولكن هناك أعداد كبيرة -أيضاً- رجعت بفكر غريب دخيل على هذه البلاد، وكانت مستعمرات فكرية لـالنصارى في بلاد المسلمين.
الجواب: أولاً: اللغة لن تقف حائلاً دون الصورة العارية الخليعة التي تؤثر في هؤلاء الشباب، واللغة لن تقف حائلاً دون تحريك همة هذا الشاب الذي رأى تلك المغريات، أن يذهب مرة أخرى للسفر إلى تلك البلاد، ليرى بعينه على الطبيعة ما رآه على الشاشة، فضلاً عن أن هذا الإنسان قد يستطيع أن يتجاوز حاجز اللغة، وستجد الكثيرين يجيدون اللغة، وأتساءل ما دام أنه لا يجيد لغة البث؟! فلماذا إذاً يقتني هذا الجهاز؟
الجواب: لا، أبداً عليك أن تدعوهم إلى كتاب الله تعالى، وميزة دين الإسلام أنه دين بحمد الله واضح سهل ليس فيه تعقيد ولا صعوبة، فتستطيع أن تدعوه إلى إله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، هو الذي يجب أن تتوجه إليه بالعبادة وتدعوه سبحانه، والرسل كلهم نؤمن بهم ونحبهم، ولكننا لا نعبدهم وإنما نعبد الله تعالى، ونؤمن بالدار الآخرة، فتجد أنها عقيدة واضحة سهلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن هذا الدين يسر..}.
الجواب: إذاً عليك أن تدعو إخوانك العرب وإخوانك من المسلمين.
الجواب: أنا أرى أنه من الصعب أن نطالب بهذا، لكننا نطالب الإخوة أن يستبعدوا دائماً وأبداً العمال والموظفين النصارى، وأن يستعملوا بدلاً منهم المسلمين، وهم بحمد الله موجودون.
الجواب: نعم، رأينا من يؤجرون في داخل الحارات ويستقبلون بعض الشباب، ويقيمون بعض الأعياد وبعض المناسبات، ويؤذون الناس من جيرانهم وغيره، وهذا لا شك أنه ليس من حق إخوانك المسلمين عليك خاصة من الجيران، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه}.
الجواب: من خلال الدروس التي سبقت تبين أن الأمر يتطلب مزيداً من اليقظة والانتباه، وأن مجرد الاعتماد على أن الناس يعرفون لا يكفي.
الجواب: عليك أن تقوم بدعمه وإذا لم تستطع فتستعين بغيرك ممن يملكون ذلك.
أختم هذه المحاضرة بكلمة سريعة: بعد أن سمعت الآن عليك أن تسمع المحاضرة مرة أخرى، ويكون معك ورقة وقلم وتقوم بالآتي:
أولاً: تسجل الأعمال التي تستطيع أنت بذاتك وبشخصك أن تقوم بها، دعنا من التعويل على الجهات الأخرى، نريد أن تسجل الأعمال التي تستطيع أنت شخصياً أن تقوم بها من خلال الأشياء التي ذكرناها هذا أولاً.
ثانياً: ينبغي أن تحرص على أن تسجل أي وسيلة أو طريقة أخرى لمقاومة التنصير وتواصلنا بها، هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر