إسلام ويب

تفسير سورة النبأ (3)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يبين الله عز وجل مقام المتقين، ومآل المؤمنين الصادقين، من إدخالهم جنات النعيم، وفوزهم بما فيها من النعيم المقيم، فهم في الحدائق مقيمون، ومما فيها من الثمار الطيبات والفواكه النضرات يأكلون، ويطاف عليهم بكئوس من شراب طهور، لا يفسد عقولهم ولا منه يملون، ولهم فيها أزواج من الحور العين، على سرر مرفوعة يتسامرون، جزاء من الله الكريم على ما كانوا في دنياهم يعملون.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    ها نحن مع خاتمة سورة النبأ: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ [النبأ:1].

    وقراءة تلك الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا * رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ:31-40].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قال ربنا جلّ ذكره: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا [النبأ:31] بعد أن ذكر تعالى ما أعده للمشركين والطغاة والظالمين والفسقة والمجرمين؛ ثنى بعد ذلك بذكر ما وعد به أولياءه وصالح عباده من النعيم المقيم في دار السلام، فقال عز وجل: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا [النبأ:31] أي: فوزاً عظيماً.

    ما هذا الفوز؟

    حَدَائِقَ [النبأ:32] الحدائق: جمع حديقة، وهي البستان المحاط بجدار يقال فيه حديقة.

    وَأَعْنَابًا [النبأ:32] أنواع العنب معروفة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وكواعب أتراباً * وكأساً دهاقاً)

    قال تعالى: وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا [النبأ:33] الكواعب: جمع كاعب، وهي فتاة يظهر ثديها كالكعب في صدرها، لما تبلغ سن التكليف.

    وأتراب: في سن واحدة، لا توجد حوراء سنها خمسون وأخرى سنها عشرة، بل سنهم واحدة، صنعهن الله على هذه الصورة.

    قال تعالى: وَكَأْسًا دِهَاقًا [النبأ:34] الكأس معروف، والدهاق: المملوء، وهو كأس خمر مملوء يكاد يفيض.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً)

    قال تعالى: لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا [النبأ:35] والله العظيم! تعيش في الجنة مليارات السنين فلا تسمع كذباً أبداً، ولا تسمع لغواً أبداً.

    وهنا أعيد القول معرفاً الصالحين: بأن اللغو ليس من شعار الصالحين، واقرءوا إن شئتم: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3].

    قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] من هم يا رب؟ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ [المؤمنون:2-6].

    وهناك قاعدة فتح الله بها علينا وهي عندكم، فاللغو من الفعل أو القول أو التفكير: كل ما لا يجلب لك درهماً لمعاشك، أو حسنة لمعادك فهو والله لغو، كل قول أو عمل لا ينتج لك حسنة لمعادك يوم القيامة ولا درهماً لمعاشك اليوم فهو لغو.

    فلنجلس النهار كله لا نقول اللغو، ولا نقول إلا كلمة نكسب بها أجراً أو ندفع بها ضراً، ولا نقوم بحركة ولا نمشي إلى مكان أبداً إلا من أجل الله تعالى، أما أن نلهو ونلعب لا.. لا، اللغو أولياء الله معرضون عنه، وهاهم في الجنة والله لا يسمعونه أبداً، في الدنيا يسمعونه أما في الجنة لا يسمعونه؛ فهي دار السعادة.. دار الكمال.

    لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا [النبأ:35] وهكذا أولياء الله لا يسمعون في الدنيا اللغو ولا يقولونه، ولا يسمعون الكذب ولا يقولون به.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (جزاءً من ربك عطاءً حساباً)

    قال تعالى: جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا [النبأ:36] هذا الذي سمعتموه لأهل الجنة جزاءً من ربك، أي: جزاهم على إيمانهم وصالح أعمالهم، جزاهم على توحيدهم وبعدهم من الشرك والكفر والفسق والفجور، فقد عملوا في الدنيا بطاعته وجزاهم بهذا الجزاء.

    جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا [النبأ:36] جزاءً من ربك يا رسولنا.. يا محمد صلى الله عليه وسلم! أو أيها المؤمن السامع! جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً [النبأ:36] كافياً، حسبي ما أعطيتني يا فلان! بمعنى: يكفيني، عطاء كاف. حِسَابًا [النبأ:36] بمعنى: كاف، يعطيك شخص فتقول: حسبي.. حسبي! أي: يكفيني ما أعطيتني، فلا يحتاجون بعده إلى شيء قط، فهو كافيهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطاباً)

    ثم قال تعالى: رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا [النبأ:37].

    رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [النبأ:37] أي: خالقهما ومالكهما والمتصرف بهما وهو الله عز وجل، وما بين السماء والأرض كذلك من الملائكة وغيرهم.

    لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا [النبأ:37] لا يستطيع أحد يوم القيامة أن يتكلم بكلمة قط إلا من أذن له الله عز وجل، ونبينا صلى الله عليه وسلم يأذن له أن يأتي إلى العرش فيخر ساجداً، ويلهم أذكاراً وأنواعاً من المدح والثناء على الله، ولا يزال كذلك حتى يقول الله تعالى له: ارفع رأسك واسأل تعط واشفع تشفع. فلا يقوى أحد في ذلك الموقف أن يتكلم إلا من أذن الله له، وأول من يأذن له الله هو نبينا صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، فيخر تحت العرش ساجداً ويلهم محامد وأذكاراً، ولا يزال يحمد الله ويثني عليه ويمجده حتى يقول له: ارفع رأسك، واسأل تعط واشفع تشفع، ومن ثم يشفع في الخليقة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً)

    ثم قال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ:38].

    يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا [النبأ:38] والروح ملك أعظم من الملائكة، وحده كالملائكة كلهم، هو يقف في صف والملائكة كلهم في صف، لا إله إلا الله! لا تعجب يا بني! فهذا كوكب الشمس أكبر من الأرض بمليون ونصف المليون مرة، وملائكة العرش يحملون عرش ربك فوق رءوسهم أين هم؟ وكيف هذا؟ قولوا: آمنا بالله! آمنا بالله.. آمنا بالله، فالروح ملك واحد يعدل الملائكة كلهم في صفوفهم.

    لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ:38] من هو الذي أذن له الرحمن؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول صواباً، أليس كذلك؟ بلى. حمد الله وأثنى عليه ومجده.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً)

    يقول تعالى: ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا [النبأ:39].

    ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ [النبأ:39] ذلك اليوم الثابت ألا وهو يوم القيامة، يوم البعث والجزاء، وهو المعتقد الذي من فقده هلك ولم يبق فيه خير أبداً، والسورة مكية وتقرر البعث والجزاء بكل ما تقوله.

    ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا [النبأ:39] يوم الحق هو يوم القيامة، فمن أراد أن يتخذ إلى ربه مقاماً فليفعل، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويؤمن بكل ما أمر الله أن يؤمن به، ويعبد الله بفعل ما أوجب عليه فعله، وبترك ما حرم عليه فعله؛ ويكون بذلك اتخذ إلى ربه طريقاً ليجلس بجواره.

    ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا [النبأ:39] أي: مرجعاً يرجع إليه، فباب الله مفتوح، آمن، فقط أسلم قلبك ووجهك لله واعبد الله ومت على ذلك ونفسك زكية طاهرة، فما إن تموت حتى ترفع روحك إلى الملكوت الأعلى وتكون في جوار ربها.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً)

    ثم قال تعالى: إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ:40].

    إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا [النبأ:40] يا عباد الله! إنا أنذرناكم عذاباً قريباً، والله قريب، ما إن تصل الروح إلى الحلقوم وتفارق الجسم حتى تجد العذاب الأليم الذي لا ينتهي، فما أقربه!

    إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ [النبأ:40] خوفناكم لتتوبوا إلينا، وتعودوا إلينا، وتعبدوننا عَذَابًا قَرِيبًا [النبأ:40] متى هذا؟ قال: يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40] أي: يوم القيامة، ويبتدئ عتبته بالقبر.

    يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40] عمل صالح أو سيئ، خير أو شر، كفر أو إيمان، صلاح أو فساد، فينظر ما قدمت يداه، ثم يكون الجزاء على ما قدم في الدنيا.

    يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ [النبأ:40] والعياذ بالله، يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ:40] متى يقول هذا؟ عندما يشاهد الله تعالى يقضي بين الحيوانات بكاملها ويقتص لها ويجازي من آذاها، ثم يقول لها: كوني تراباً، فتتحول كلها إلى تراب، عندها يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً! يعني: يتمنى أن لو كان تراباً، بعدما كان يتبختر في الدنيا ويتعالى ويفجر ويكفر ويقول و.. و.. ويظن أنه لا إله ولا يوم آخر، فأمام هذا الواقع يقول: يا ليتني كنت تراباً، ووالله! لن يكون تراباً، لن يبقى إلا جسماً كما هو فتأكله النار الدهر كله.

    هكذا يقول تعالى: إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا [النبأ:40] يبتدئ بالموت، والموت أقرب شيء إلى الإنسان.

    يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40] من خير أو شر، من صلاح أو فساد وَيَقُولُ الْكَافِرُ [النبأ:40] الجاحد المكذب المشرك والعياذ بالله! الذي كفر بالله ولقائه، كفر بالله ورسوله، كفر بالله وشرعه، كفر بالله وكتابه، فما صام ولا صلى، وما أعطى ولا تصدق ولا زكى، هذا الكافر يقول: يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ:40]. لماذا يقول هذا الكلام الآن؟ لأنه شاهد أن الحيوانات كلها يقضى بينها ويقتص منها، وأعطي كل حقه، وبعد ذلك يقال لها: كوني تراباً فتكون تراباً، فيقول الكافر عندها: يا ليتني كنت تراباً!!

    من صفات المتقين وأولياء الرحمن

    معشر المستمعين! إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا [النبأ:31] هذا المفاز لمن؟ للمتقين. من هم المتقون؟ بيض أو سود؟ عرب أو عجم؟ في الأولين أو في الآخرين؟ من هم؟ نحن منهم؟ يجب أن نسأل.

    المتقون: جمع متقي. والمتقي ذاك الذي آمن بالله وخاف عذابه فأطاعه وما عصاه، فطابت بذلك نفسه وطهرت، وأصبح ولياً لله، يحب في الله ويبغض في الله، يعطي في الله ويمنع في الله، أصبح ولياً لله، وأولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

    ونعيد القول: والله لن تكون تقياً حتى تعلم، الجاهل لن يكون تقياً لله أبداً، لا بد وأن تعرف الله معرفة يقينية، وتؤمن به وبلقائه، ولا بد وأن تعرف ما أمر الله بفعله أو اعتقاده أو قوله فتفعل ذلك طاعة لله، وتعلم ما حرم الله ونهى عنه وكرهه فلا ترتكبه وتجتنبه، فلا يكون الولي جاهلاً!

    ولما هبطت أمتنا أصبح الأولياء هم البهاليل الذين لا يصومون ولا يصلون، والعياذ بالله. هل يكون لله ولياً وهو جاهل؟ والله ما يكون، الجاهل يفجر، يفسق، يأكل الباطل، يفعل الحرام، لا يذكر الله.. كيف يكون ولياً؟ كيف تطيب نفسه وتطهر؟ لا بد يا أبناء الإسلام من أن نتعلم: أولاً: نعرف ربنا معرفة حقيقية، بإدراك ما يحب وما يكره، ونفعل ما يحب الله ونترك ما يكره الله، وهذا لا بد له من علم، والله يقول: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [محمد:19] اعلم أولاً أنه لا إله إلا الله.

    فضل طلب العلم

    يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ). قال العلماء: والمسلمة تابعة لأخيها المسلم، وهو كذلك.

    والطريق الذي بيناه ألف مرة هو: أنه على أهل القرية أن يجتمعوا في مسجدهم الجامع بنسائهم وأطفالهم ورجالهم وذلك كل ليلة من غروب الشمس حتى يصلوا العشاء، فأهل الحي يجتمعون في مجامعهم بنسائهم وأطفالهم ورجالهم، النساء من وراء ستائر، والأطفال صفوف يصفونهم، والرجال من أمامهم، وبعد أن يصلوا المغرب يجلس إليهم عالم رباني بكتاب الله وهدي رسوله، يعلمهم في ليلة آية من كتاب الله، وليلة حديثاً من أحاديث رسول الله، وهكذا طول العام، فهل يبقى بينهم جاهل؟ والله ما يبقى، وإذا انتفى الجهل هل يبقى الزنا؟ والله ما يبقى. هل يبقى الخمر؟ والله ما يبقى. هل يبقى الكذب؟ والله ما يبقى.. وكل الفسوق والفجور لن يبقى منه شيء، سنة الله عز وجل، إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ [فاطر:28] من؟ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] وعندها يصبح أهل القرية علماء نساءً ورجالاً، بدون أن يكتبوا ولا يقرءوا، ولكن فقط يتعلمون ويسمعون، كما كان أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أكثرهم لا يكتب ولا يقرأ.

    ولكن مع الأسف ما استجاب أحد. وقد قلت: والله لو يبلغني في الهند أو السند أو عن أي جماعة قاموا بهذا نزورهم كالحج، لكن ما بلغنا، بلغنا في اليمن أو في الجنوب وزرناهم فوجدناهم فقط يوم الخميس والجمعة، ليس كل يوم، والحمد لله! نحن كل يوم، كل أهل الحلقة علماء عارفون بربهم، زادهم الله علماً ومعرفة.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    من هداية الآية

    قال: [هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: بيان كرامة المتقين وفضل التقوى ].

    من هداية هذه الآيات: بيان كرامة المتقين وبيان فضلهم. أما ذكر الله تعالى الجنة كاملة لهم؟ بلى. الحمد لله.

    [ ثانياً: وصف جميل لنعيم الجنة ].

    من هداية الآيات: وصف النعيم الكريم لنعيم الجنة، ما ترك شيء إلا وذكره.

    [ ثالثاً: ذم الكذب واللغو وأهلهما ].

    من هدايتها: ذم الكذب واللغو وأهلهما، والعياذ بالله تعالى. عرفتم اللغو؟ تعيش ألف سنة لا تلغ، لا تقل كلمة إلا تكتسب بها حسنة أو تدفع بها سيئة، لا تمش مشية أبداً بشارع ولا طريق ولا.. إلا لتكتسب حسنة أو درهماً، أما اللغو فليس عندنا أبداً، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3].

    [ رابعاً: بيان شدة الموقف وصعوبة المقام فيه ].

    نعم. ومن يحضر من على سرير الموت يشاهد أثر ذلك.

    [ خامساً: تقرير عقيدة البعث والجزاء ].

    من هداية الآيات: تقرير عقيدة البعث والجزاء، وهذا شأن كل السور المكية؛ لأن أهل مكة كانوا كفاراً، لا يؤمنون بالبعث والدار الآخرة، وخلال ثلاث عشرة سنة ما آمن منهم إلا قليل، ثم فتح الله عليهم وآمنوا.

    [ سادساً ] وأخيراً: [ الترغيب في العمل الصالح واجتناب العمل السيئ الفاسد ].

    من هداية الآيات: الترغيب في العمل الصالح واجتناب العمل الفاسد. والعمل الصالح: هو ما شرعه الله لنعبده به. والعمل الفاسد: هو ما حرمه ونهى عنه بالكتاب أو برسوله صلى الله عليه وسلم.

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين..

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756627503