إسلام ويب

تفسير سورة الكهف [98-102]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إذا جاء وعد الله تعالى فإنه يصير السد الذي بناه ذو القرنين دكاً، ثم يموج يأجوج ومأجوج في الناس ويعيثون الفساد، وحينئذٍ تكون الساعة قد آن أوانها فليس لأحد من دون الله ولي.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (قال هذا رحمة من ربي...)

    قال الله جل جلاله: قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف:98].

    عندما استجاب لأولئك الذين وجدهم بين السدين وهم لا يكادون يفقهون قولاً، وجاءوه راجين ضارعين أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سداً أو ردماً، وكان يأجوج ومأجوج ظالمين ومفسدين، فاستعان ذو القرنين بقوته وبماله وبمعرفته في البناء حتى إذا أتم ذلك وقد جعله كأنه قطعة واحدة من فولاذ، صب النحاس بين الجبلين وقطع الطريق ما بين هؤلاء وهؤلاء، قال تعالى: فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا [الكهف:97]، فقد بلغ من الإتقان بحيث إنهم لا يستطيعون أن يعلوا ظهره ويتجاوزوه ويقفزوا عليه، ولم يستطيعوا له حفراً ولا نقباً ولا تدميراً ولا تخريباً.

    وعندما أتم ذو القرنين ذلك، شكر ربه وحمد نعمته وقال: هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي [الكهف:98] أي: هذا فضل من فضله، ونعمة من نعمه، وكرامة من كراماته، وهذا يدل على إيمان ذي القرنين .

    وبهذا العمل الجيد حفظ هؤلاء عن الظلم والتسلط والفساد، ولم ينسب ذلك لنفسه ولكنه نسبه لربه وجعله نعمة من نعمه، ورحمة من رحماته، وهكذا شأن الصالحين.

    وهذا الذي فعله نبينا عليه الصلاة والسلام عندما دخل مكة فاتحاً بعد أن لقي من كفارها وصناديدها العنت والكفر والظلم والفساد في الأرض، فلما دخل لم ينسب لنفسه شيئاً، بل دخل مكة وهو يقول: (الحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده)، فدخلها مطأطئاً الرأس تواضعاً لله وخضوعاً لجلال الله، وهكذا كان الأنبياء فضلاً عن خاتمهم وإمامهم الذي كان يعمل العمل وينسبه لله ولفضله ولنعمته، وكذلك ذو القرنين وهو شأن الصالحين جميعاً.

    وقوله: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف:98] أي: فإذا جاء وعد الله في خروج يأجوج ومأجوج للأرض ونشرهم للفساد، وتجاوزهم أرضهم إلى مختلف بقاع الأرض جعل الله هذا السد أرضاً ملساء وكأنه لم يكن حديداً ولم يكن نحاساً ولم يكن هناك عمل.

    وقد ذكروا في الأخبار: أن يأجوج ومأجوج يحاولون يومياً أن ينقبوا هذا الجدار ويحفروه ويهدموه لكنهم يعجزون.

    وأنهم كانوا يقولون: غداً نتمم هذا العمل، وإذا بهم يعودون في الغد فيجدون كل ما نقبوا وحفروا قد عاد كما كان، وسيلهمون يوماً أن يقولوا: إن شاء الله فيجدون عملهم بقي كما كان وإذا بهم يتابعون عملهم، وإذا بهذا السد وكأنه لم يكن، ولكن كما قال ذو القرنين وكما قال ربنا: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ [الكهف:98] فخروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى.

    وقوله: جَعَلَهُ دَكَّاءَ [الكهف:98] قرئ: (جعله دكاً) أي: جعله مسوى بالأرض كالأملس، لم يبق فيه أثر للسور ولا للسد ولا شيء يحول ويحجز بين يأجوج ومأجوج وبين هؤلاء الذين لا يكادون يفقهون قولاً.

    وقوله: وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف:98] أي: وعد الله سيحق وسيتم، فوعد الله لا مناص منه ولا محيد عنه ولا مفر ولا مهرب.

    وهذه الآية الكريمة تتعلق بخروج يأجوج ومأجوج لإتمام الفساد في الأرض، وقد ورد في الحديث الطويل أن عيسى عليه السلام سيقتل الدجال، فعندما يظهر عيسى وينزل من السماء يذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء، فقد ورد في الصحيح: (أنه يبقى فيها أربعين يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وبقية الأيام كأيام الناس، فقيل له: يا رسول الله! اليوم الذي يكون كسنة كيف نصلي فيه خمس صلوات؟ قال: اقدروا له)، بمعنى: أن اليوم أربع وعشرون ساعة، والوقت ما بين الصبح والظهر بضع ساعات، وبين الظهر والعصر ساعتان أو ثلاث، وبين العصر والمغرب ثلاث ساعات أو ثلاث ونصف، وبين المغرب والعشاء ساعة ونصف وهكذا، وينطبق الحديث في عصرنا على أراض قريبة من القطب المتجمد، فاليوم هناك بسنة وهذا باستمرار، وقد وصلت قريباً من حدود هذه الأرض فكانت الليلة لا تزيد على ثلاث ساعات، وفي آخر الشهر القمري والليل أشبه بالمساء قبل المغرب وأشبه بالصباح قبل شروق الشمس، فاليوم عندهم بسنة: ستة أشهر ليل وستة أشهر نهار، وقد سئل أحد أقاربي وهو من شيوخ شيوخي أو من شيوخي وأنا صغير عن كيفية صلاة المسلمين في هذه الأرض؟ فأفتى لهم وكتب مؤلفاً بأن يقدروا للصلاة قدرهم للحياة والطعام والشراب وللإدارة والحكم، وهذا الحديث نص في هذا.

    وبعد ذلك يخرج يأجوج ومأجوج فيعيثون في الأرض الفساد، فيهتكون الحرم، ويسفكون الدماء، ويشربون مياه البحر والآبار والأنهار، ويأتون للشجر وللغابات ويقطعونها ويحرقونها، فيضيق عيسى بهم فيرفع يديه لله ضارعاً أن يريح الناس منهم فيسلط عليهم النغف، وهي الدود تكون في أعناقهم، فيموتون جميعاً ويهلكون، فتنتن أجسادهم وذواتهم فيضج عيسى من ذلك فيرفع يديه لله أن يريحه منهم، فتأتي طير تشبه أعناق الإبل أي: في ذلك القدر، فيأتي كل طائر فيحمل جثة من تلك الجثث فيبتعد بها إلى مكان يعلمه الله، ثم بعد ذلك ينزل الله مطراً لا يكن منه بناء ولا غطاء ولا سقف فينظف الأرض من تلك الأدران والنتن والأوساخ.

    وبعض شيوخنا من المغرب وهو القاضي العالم محمد سائح رحمه الله كتب كتاباً وأغرب فيه وأتى بالشاذ من القول، وهو أن يأجوج ومأجوج قد خرجوا، وهم التتر، وأخذ يذكر عن التتر وعن فسادهم وإجرامهم.

    فما قاله عن التتر صحيح، فالتتر كانوا أشبه بيأجوج ومأجوج فساداً، فقد دخلوا ديار الإسلام إلى أرض سمرقند إلى ما وراء النهر، ثم إلى أرض فارس فالعراق فالشام إلى أن وصلوا حدود مصر، وكانوا يرغبون أن يصلوا إلى أقصى المغرب العربي والأندلس، فكانوا لا يتركون بناء قائماً ولا نهراً جارياً ولا شجراً ولا دابة حية، فكانوا يقتلون الرجال والنساء، والدواب والمواشي، ويحرقون الدور والمدن والقرى، ويأتون للأنهار فيبعدون منابعها إلى البحر، وهكذا من أنواع الفساد التي وردت عن يأجوج ومأجوج.

    وقد لقي المسلمون من ظلم التتار وفسادهم الكثير، فقد قتلوا الخلفاء والملوك، وهدموا المساجد، وبقروا البطون، وقتلوا الأطفال، وفعلوا ما لم يفعل أحد في التاريخ، حتى كان الفساد ديدنهم وحضارتهم ودينهم، وكانوا يعلنون وعلى رأسهم جنكيز خان ويقولون: إننا سلطنا على البشر لقتلهم وللإضرار بهم، ولهدم دورهم ومدنهم عليهم، وقد ورد متواتراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأجوج ومأجوج سيخرجون من سدهم وسيصبح هذا السد يوماً وكأن لم يكن، وسيكونون من العلامات الكبرى قبل قيام الساعة ولا تكون بعدهم إلا الساعة.

    فيأجوج ومأجوج إن كانوا التتر كما زعم شيخنا هذا فقد مضى على التتر إلى اليوم ما يزيد على ثمانمائة عام أو قريب منها ومع ذلك فالعلامات الكبرى مثل: المهدي والدجال ونزول عيسى والريح الحمراء وغيرها من العلامات الكبرى لم يأت شيء منها، وإنما لا نزال نعيش في العلامات الصغرى التي كانت العلامة الأولى منها: بروز نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال عن نفسه: (بعثت والساعة كهاتين).

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وتركنا بعضهم يومئذٍ يموج في بعض...)

    قال تعالى: وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ [الكهف:99].

    يخرجون من السد بعد أن يهدم وينتهي ويفنى فلا بناء قائم، ولا خلق من خلق الله باق، سينتهي ويبقى الله الواحد القهار، كل شيء هالك إلا وجهه جل جلاله وعز مقامه.

    وهذان الشعبان الظالمان المخربان المفسدان يموج بعضهم في بعض مع بقية سكان الأرض من شعوب وأمم كأمواج البحار الهائجة، يختلط حابلهم بنابلهم، كبيرهم بصغيرهم، رجالهم بنسائهم، ضالهم بتقيهم، ويا ما أقل التقي في ذلك الوقت والزمان!

    وقوله: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ [الكهف:99] ليس بعد النفخ في الصور إلا قيام الساعة، وهذا يؤكد أن ما بعد خروج يأجوج ومأجوج إلا النفخ بالصور ومن بعده قيام الساعة، والمكلف بالصور إسرافيل من الملائكة، والصور عبارة عن بوق لا يعلم عظمته إلا الله.

    وحديثه متواتر مستفيض بالنطق النبوي الكريم، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنا بجبهته ينتظر الإذن).

    ويوم تقوم القيامة لم تبق حياة قط لأي حي كان، بل حتى الأراضي والسموات والجبال والبحار فإنها تتردى وتنهدم وتصبح الأرض كالعهن المنفوش وتتشقق السموات وتنتهي البحار وينتهي الكون بعد أن يتم النفخ في الصور، ومعنى هذا بصريح القول: أن يأجوج ومأجوج سيكونون آخر من على وجه الأرض من الأحياء، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق)، وحديث: (لا تقوم الساعة على رجل يقول: لا إله إلا الله) ويكون الناس قد عاشوا عيشة دواب وبهائم لا يعلمون رباً من مربوب ولا خالقاً من مخلوق وينكح بعضهم بعضاً في الطرق والشوارع مثل الكلاب والقردة والخنازير.

    ويوم ينفخ في الصور يقومون لرب العالمين حفاة عراة غرلاً غير مختونين، تعود تلك الجلدة من الختان إلى مكانها، يأتون صفاً صفاً أمام ربهم ينتظرون الحساب إما إلى جنة وإما إلى نار، واليوم إذ ذاك كألف سنة مما نعد في أرضنا، قال تعالى: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [الحج:47]، ويكون يوماً شديداً وعظيماً، فيشتد فيه البلاء والمحنة، وهو اليوم الذي يعطى فيه نبينا عليه الصلاة والسلام المقام المحمود والشفاعة العظمى.

    وقوله: فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا [الكهف:99] يجمع الله الخلائق كلها منذ خلق آدم إلى آخر إنسان في الأرض، ويعرضون على الله لا تخفى منهم خافية، وينفذهم البصر فلا جبل يسترهم، ولا شجرة، ولا غيرهما، ويأمرهم الله فيستجيبون، وبعد الشدة والبلاء يعطون كتابهم هذا بيمينه وهذا بيساره، ووضع الكتاب باليمين علامة الرضا، ووضعه باليسار علامة الغضب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً ...)

    قال تعالى: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا [الكهف:100].

    يوم النفخ في الصور يقوم الناس إلى ربهم للعرض عليه وللحساب، في ذلك اليوم تعرض جهنم للكافرين وتبرز لهم فيرونها يأكل بعضها بعضاً، ويزدادون ألماً وتوجعاً وتحسراً، لأنهم عاشوا كل حياتهم وهم ينكرون البعث والنشور والحساب، وإذا بهم يرون أنفسهم واقعين فيما أنكروه وفيما جحدوه، وعندما تعرض الكتب في يسارهم يوقنون إذ ذاك باللعنة والغضب، فعندما تعرض جهنم عليهم وتبرز لهم يعلمون أنهم مواقعوها لا محالة، ساقطون فيها لا محيد ولا مفر.

    وقد برزت لهم، وتراها أعينهم، وتسمع نارها المتأججة آذانهم، ويشدد الحساب عليهم، فيعذبون قبل العذاب، وانتظار العذاب عذاب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى:(الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري ...)

    قال الله تعالى: الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا [الكهف:101].

    فالكافرون كانت أعينهم في غشاوة، فهي عمياء مع تفتحها لم تر في محمد العربي أنه نبي حقاً، ورسول حقاً، ما كانوا يرونه إلا إنساناً من الناس يتيم أبي طالب حفيد عبد المطلب العربي المولود في مكة، المهاجر للمدينة ذو المرقد فيها، أما أنه نبي الله وأنه رسول الله، وأنه أتى برسالة من ربه وأنه أنزل عليه القرآن خاتم الكتب من الله، فهذا عميت أبصارهم عنه.

    فكانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله وتوحيده، عن أن يتذكروا أن هذا الكون في سمائه وأرضه لم يوجد عبثاً، ولم يوجد بلا موجد، ولم يخلق بلا خالق، فكان كل ذلك قد عموا عنه.

    وقوله: وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا [الكهف:101] ومن حقدهم على رسول الله، وبغضهم للتوحيد وللإيمان، وعدم البعد عن الشرك بكل أنواعه كانت آذانهم لا تستطيع السماع، وحتى إذا اجتمعوا قالوا لبعضهم: لا تسمعوا لهذا القرآن، ولا تقبلوا قوله فإن في قوله لبلاغة، وإن من البيان لسحراً، وإياكم أن يسحركم بفصاحته، وببلاغته، وبجماله، وبتأثيره، فكانوا بذلك لا يستطيعون السماع؛ لأن البغض والحقد والبعد عن الله وعن ذكره، وعن الإيمان بالله وما جاء به منعهم عن أن يسمعوا كلمة الحق، وأن يسمعوا آية من كتاب الله، وأن يسمعوا بياناً من رسول الله، هؤلاء الكافرون هم الذين تعرض لهم جهنم عرضاً، فتراها أعينهم، وتسمع ما فيها من البلاء آذانهم، فيتعذبون قبل العذاب ويتحسرون، وتباطؤ العذاب عذاب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ...)

    قال تعالى عنهم وعن أمثالهم ممن مضى وممن يحضر وممن سيأتي تذكيراً وموعظة وهداية وإرشاداً: أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا [الكهف:102].

    الآية فيها حذف مقدر يدل عليه السياق تقديره: أفحسبوا أن يفعلوا ذلك ولا نعاقبهم، ولا نحاسبهم، ولا نؤدبهم، ولا ننتقم منهم، هيهات هيهات! فالكفر شيء عظيم، والشرك ظلم عظيم، فهؤلاء توهموا لجهالة وضياع عقولهم وفساد دينهم أن يتخذوا من خلق الله أولياء ونصراء يفردونها بالعبادة أو يشركونها مع الله.

    اتخذوا عيسى -وهو عبد لله صالح- إلهاً، واتخذوا عزيراً -وهو عبد صالح- إلهاً من دون الله، واتخذوا مريم -وهي صديقة- إلهاً من دون الله، واتخذوا عباد الله المكرمين أولياء وآلهة وعبدوها من دون الله وأشركوها مع الله.

    والكلام هنا مع نوع من المشركين الذين اتخذوا العباد آلهة من دون الله، مع أن الشرك عام وهو من أشرك مع الله إنساناً أو ملكاً أو جناً أو جماداً أو حيواناً وكل ذلك من خلق الله، وكل ما في الأرض آتي الرحمن عبداً، والكل يوحد الله ويذكر الله وإن كنا لا نفقه ذلك، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44] فهم يعبدون مع الله إنساناً وحيواناً وملكاً وجناً وجماداً وكل ما خلق الله.

    قال تعالى: إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا [الكهف:102]، أي: إنا هيأنا لهم وجعلنا منزلهم ومأواهم ومقامهم الخالد الدائم جهنم يصلونها ويعذبون فيها، جزاء كفرهم وشركهم، ومخالفتهم وعصيانهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755900891