أيها المسلمون والمسلمات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال: {من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه}.
الولاية قضية واضحة صارمةٌ، لا التباس فيها لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ [النساء:123] إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أعطاه الله تعالى الإمامة قال كما أخبر الله: قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة:124] ليست الولاية أن فلاناً هو ابن فلان، حتى ولو كان ابن لنبيٍ مصطفى مختاراً، وليس الولاية لأن فلاناً ولد في البلد الفلاني، فإن البقاع لا تقدس أحداً أبداً، وإنما يقدس الإنسان عمله.
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم خير الأصحاب، وأقرب الناس إلى الله تعالى زلفى بعد الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ضحوا مع نبي الله عليه الصلاة السلام، وجاهدوا، وقاتلوا، وقتلوا، وأوذوا في سبيل الله، وأُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، وتركوا الأهل والمال والولد، وهجروا لذيذ الفراش، وطيب الطعام، كل ذلك ابتغاء ما عند الله، ومع هذا لما حصل منهم الخطأ في معركة أحد عاقبهم الله عقاباً حاضراً سريعاً مباشراً، فأصابتهم الهزيمة، وقتل منهم عدد كبير وجرح منهم مثله، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه ما أصابه فتعجبوا وقلبوا أيديهم، وقالوا: أنى هذا؟ نحن أصحاب محمد ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدبهم الله بالقرآن فقال تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا [آل عمران:165] يعني من أين هذا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165] والآية التي بعدها وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا [آل عمران:166-167] إلى آخر الآيات.
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63].
هذه الولاية إذاً ليست نسب ولا أسرة ولا بلد ولا ادعاء ولا ميراث، إنما الولاية عمل صالح بالقلب وبالجوارح، ثم إذا كان العبد من أولياء الله تفتحت له أبواب الخير كلها، حتى يقول الباري تبارك وتعالى: إن من عادى هذا الولي، فكأنما عادى الله تعالى، فيؤذنه الله تعالى ويعلمه بأنه محاربٌ له.
فقد أصبحت أجهزة الإعلام مسخرة للنيل من الدعاة، والنيل من العلماء، والنيل من رجال الدعوة الإسلامية، وشخصيات الأمة الإسلامية التي تمثل رموزاً للدعوة في كل مكان، يتكلمون فيهم بلا موازنة ولا ورع ولا تقوى، فأحياناً يسمونهم بالأصوليين، ويقصدون بالأصولي الإنسان الذي يفهم الكتاب المقدس -لفظ عند النصارى بطبيعة الحال- يفهم الكتاب المقدس عندهم فهماً حرفياً، ولا يستخدم عقله في فهمه، هذا معنى أصولي، فهم يسمونهم -أحياناً- بالأصوليين، وأحياناً يلمزونهم بلفظ المتطرفين.
ونحن لسنا ننكر أنه قد يوجد في المسلمين من يكون عنده شيئاً من الغلو، كمن يكفر عامة المسلمين -مثلاً- أو من يزيد في الدين، وهذا موجود لا ننكره، لكن هؤلاء الذين يتكلمون في الصحافة والإعلام لا يخصصون فئةً معينة، ولا يقصدون أهل الغلو ولم يتكلموا في النيل من أولياء الله بكلام غيور يقصد تمييز الحق من الباطل، بل على النقيض من ذلك تكلموا في أولياء الله الحقيقيين كلام المنفر منهم، وكلام الذي يبغض الدين وأهله، ويحارب الإسلام وأهله ويعاديهم ليلاً ونهاراً، ويحاربهم سراً وجهاراً.
فكلما رأوا من إنسان عملاً لا يعجبهم ولو كان ثابتاً بنص القرآن لمزوه بأنه متطرف. على سبيل المثال: الذي يحارب السلام مع اليهود، وينكر الصلح معهم، وبيع أراضي المسلمين إليهم علانيةً، من خلال موائد الشرق والغرب في موسكو أو واشنطن أو غيرها، الذي ينكر ذلك أصبحوا يسمونه متطرفاً ولم يعرفوا أنهم بذلك أصبحوا هم المتطرفون في نظر أنفسهم، لأنهم بالأمس وقبل سنوات ليست بالبعيدة كانوا كلهم يعلنون في أجهزة إعلامهم رفضهم لهذا الصلح، ويعتبرون أن الحاكم الذي بدأ ذلك خائنٌ للأمة، وعميلٌ الغرب، فهاهم الآن قد مشوا على خطواته، واستحقوا الوصف الذي وصفوا به غيرهم، وإذا رأوا إنساناً يلتزم بالسنة أو يدعو إليها، أو يبتعد عما حرم الله من المعاصي والمنكرات الظاهرة المشتهرة فسرعان ما يطلقون عليه لفظ المتطرف.
وإذا لم يجدوا فيه عيباً، فإنه لا يعجزهم أبداً أن يختلقوا عيباً ويلصقونه به؛ ولأنهم يملكون أجهزة إعلامية فقد ينطلي هذا الأمر على الناس، فإن كثيراً من الناس إذا رأوا أن الصحيفة قالت كذا، والإذاعة قالت كذا تصوروا أن هذا الأمر صحيح ولو لم يكن صحيحاً لما نشر في الصحيفة ولما قيل في الإذاعة، بل أشد من ذلك وأنكى أنهم يقلبون الحقائق ظهراً على عقب، وأضرب لكم مثلاً من قلبهم للحقائق في بلدٍ مجاور في اليمن، وقبل أسابيع: كان هناك رجلٌ يرأس حزباً من الأحزاب الاشتراكية المحاربة لله ولرسوله، وامرأته حمالة الحطب مثله على منهجه، وعلى طريقته، لكن الله تعالى أخرج من بين هذا الفرث والدم -أخرج من هذا الرجل وهذه المرأة- فتاةً صالحة متدينة مستقيمة، عرفت طريقها إلى الله تعالى، وآمنت بالله ورسله، وكانت من القانتين، فلم يطق أبوها وأمها صبراً عليها، وآذوها وضايقوها وأحرجوها حتى أصبحت حياتها جحيماً لا يكاد يطاق، فذهبت يوماً من الأيام إلى منـزل إحدى صديقاتها من الفتيات المؤمنات، وهي بنت لأحد المشايخ الشيخ عبد المجيد الزنداني -وهو من علماء اليمن ودعاتها المعروفين- ذهبت عندها وباتت تلك الليلة عندها، وقالت لها: لم أعد أستطيع أن أعيش في مثل هذا الجو، لا أطيق أبداً أن أصبر على مثل هذه الحياة، فقالت لها: وماذا تصنعين؟ قالت: إني سوف أنتحر، سوف أقتل نفسي، لقد سدّ والدي الباب أمامي، ثم كتبت ورقة أنني قمت بعملية قتل نفسي طوعاً واختياراً، وأنا في كامل قواي العقلية، وفى كامل صحتي، وأستغفر الله تعالى وأتوب إليه من هذا الفعل، وما فعلت ذلك؛ إلا لأن والدي ووالدتي قد ضيقوا الطريق أمامي، وسدوا سبل العيش، وحاربوني في ديني، ونغصوا عليَّ حياتي فعرفت أنهم يريدون مني أو يريدون لي مصيراً كهذا المصير، أو يريدون أن أنحرف عن الصراط المستقيم، ثم سلمت هذه الورقة إلى صديقتها، وصلت صلاة الفجر عندها، ثم خرجت وانتحرت ووجدت ميتة، فماذا قالت الصحف؟ -مع الأسف أحياناً- صحف تصدر من هذا البلد، أو محسوبة ومنسوبة إلى هذه البلدة الذي يفترض فيه أنه يرفع راية الإسلام، ويدافع عن المستضعفين في كل مكان، ويحفظ حرمات المسلمين وحقوقهم، ويقول كلمة الحق وينطق بها، ويكون شهيداً على الناس -بكل أسف- تخرج تلك الصحف، وتقول: إن المتطرفين في اليمن هم الذين قتلوا هذه الفتاه من أجل الإساءة إلى والديها، وبعد أيام تخرج تلك الوصية التي كتبتها البنت بخط يدها وتصور في كل وسائل الإعلام، ويراها الناس في الصحف مكتوبة بخط يدها، تعترف على والديها بأنهم هم السبب فيما جرى لها.
إذاً: من صور حرب الدعاة وحرب أولياء الله تعالى تسخير أجهزة الإعلام للكذب عليهم، والتزوير والافتراء، والدس الرخيص، وتشويه صورتهم، وإلصاق التهم بهم، وإذا وجد خطأٌ عند فئة، فإنها تسعى إلى تعميمه على الجميع مستغلة في ذلك بساطة الناس وغفلتهم، وحسن ظن الكثيرين منهم، فهذه الصورة من صور عداوة أولياء الله، وماذا ينتظر هؤلاء القوم من الإعلاميين وغير الإعلاميين إذا كان رب العالمين يحاربهم، فكيف تتناول طعامك؟! وكيف تشرب شرابك؟ وكيف تنام في مضجعك؟! وكيف يفر لك قرار أو يهدأ لك بال؟! والله قد آذنك بالحرب إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [الطارق:15-17] أنت قد تعجل، وقد تقول: هذا فلان كذب ودس وافترى، ومع ذلك لا يزال حراً طليقاً آمناً سليماً معافى، اصبر، الأمر أطول من ذلك، انتظر فالله تعالى يمهل ويملي للظالم، ولكن إذا أخذه لم يفلته كما في الصحيح {إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته} ثم تلا قوله تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
أيها الإخوة والأخوات نحن لا نقول: إن الأخيار منـزهون، لا،الأخيار هم أخيار على ما سموا ولكن يوجد فيهم الخطأ، ويوجد فيهم النقص، ويندس فيهم من ليس منهم، ويقع منهم ما لا يحمد، هذا أمر طبيعي ولسنا نقول: أنهم دائماً أبرياء متهمون، ولكننا ندعو إلى التثبت في كل ما ينسب إلى الأخيار، فإذا سمعت في مجلس من المجالس قصة منسوبة إلى أحد العلماء، أو خبراً منسوباً إلى أحد الدعاة، أو حادثة منسوبة إلى رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهيئات أو غيرها مثلاً؟ من نقل هذا الكلام والحديث فيه والإفاضة دون أي تثبت، أقل ما يجب عليك من التثبت أن ترفع سماعة الهاتف على الشخص المقصود، أو الجهة المعنية، أو على إنسان تعتقد أن عنده خبر عن الموضوع، وتقول له: سمعت كذا وكذا، هل هذا الكلام صحيح أم غير صحيح؟ فإذا تبين لك أن الكلام صحيح بأدلة ووثائق، فهنا لا أحد يستطيع أن يضع على فمك حارساً يمنعك من الكلام، نكلم بما تعتقد أنه حق لا أحد يلومك ولا يعاتبك، لكن إذا وجدت أن الكلام مجرد افتراء وتزوير واختلاق من بعض مرضى النفوس وضعاف القلوب.
فنحن والله يا أخي وقفنا من ذلك على شيءٍ كثير، تبين أنه اختلاق، وأن هناك من الناس من عدمت ذممهم، وماتت ضمائرهم والعياذ بالله فأصبح الكذب عندهم عادة، بل أصبح الكذب عندهم حرفة ومهنة لا يستطيعون أن يعيشوا بدونها، ولسان حال أحدهم يقول: اكذب واكذب واكذب عسى أن يصدقك الناس، وكذباتهم ليست من الكذبات التي تموت في مهدها، أو يسمع بها خمسة أو عشرة، لا،كذبتهم من الكذبات التي تبلغ الآفاق، تبلغ المشرق والمغرب، فينشرون كذبتهم في جريدة، أو في إذاعة، أو حتى على شريط، أو في كتاب، فيتسامع بها الناس في مشرق الأرض ومغربها، فحق عليك ألا تتكلم بأي أمرٍ فيه نيلٌ من أحد، ربما يكون من أولياء الله تعالى إلا بعد أن تتثبت وتتحرى؛ حتى تطمئن أن ما تنقله صحيح ليس فيه دسٌ ولا تزوير.
هل يتصور -أيها الأحبة- أن مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله يفرح بهزيمة إخوانه المسلمين؟! أو يمد يد العون إلى الكفرة أو إلى اليهود أو إلى النصارى، أو إلى العلمانيين، أو إلى الاشتراكيين ضد إخوانه المسلمين؟! أما أنا فلا تصور أن شخصاً يخفق قلبه بحب الله ورسوله يفرح بهزيمة المسلمين، أو يساعد عدوهم عليهم، أو يناصر أعداء الإسلام بوجه من الوجوه، بل الواجب عليه إن استطاع أن ينصر الإسلام فعل، وإن لم يستطع تمنى بقلبه أن ينصر الله دينه ويعلي كلمته، ولو لم يفعل إلا ذلك، أما أن تجد أن المسلم ينصر الكافر على أخيه المسلم، أو ينصر العلماني أو الاشتراكي على المسلم، فهذا لا يمكن تصوره أو يصعب تصوره جداً.
ومن صور الحرب -أيضاً- أن الله تعالى يسلط على هذا الفرد المعادي لأوليائه، أو على هذه الجماعة، أو على هذه الأمة، أو الدولة التي تحارب أولياء الله بعض جنده في الدنيا، حتى قد يسلط عليها من هو من الكافرين، أو من هو من الضالين الفاسقين، أو قد يسلط عليها بعض جنده المؤمنين، فيضطهدونهم ويأخذون بعض ما في أيديهم، ويضيقون عليهم في أمورهم كلها.
وقد يسلط الله تبارك وتعالى عليهم من ألوان المصائب والآفات، وألوان الجرائم، وأنواع العصابات، كما نجد أن كثيراً من الدول مهددة مثلاً بحرب ما يسمى (حرب المخدرات) وكثيراً من الدول مهددة بألوان الجرائم التي أصبحت تهدد تلك المجتمعات، وكثيراً من الدول مهددة بالأمراض الفتاكة المهلكة التي عجز الطب عن علاجها وشفائها، كل هذه ألوان من حرب الله تعالى لمن يعادي أولياءه ويناصبهم العداء، فأي طاقة للإنسان في محاربة الله تعالى فيسلط عليه كل ما في الكون وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31] فكل ما في الكون هو جند من جند الله تبارك وتعالى، إذا أمره الله تعالى بشيء امتثل، فكيف تتصورون -أيها الأحبة- حرب الله تعالى لأعدائه ولمن يحارب رسله، أو يحارب أتباع رسله وأولياءه وأنصار دينه؟!
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان |
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان |
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإيمان |
كيف تفرقت قلوبنا، فأصبحنا نسمع بمصائب المسلمين وكوارثهم في بلاد الله كلها، في مشرق الأرض ومغربها، ونهنأ بعيشنا وأكلنا وشربنا وحياتنا، وكأن الأمر لا يعنينا، بل نشارك أحياناً في مثل هذه الأمور ونساعد عليها، ونؤيد أقل ما نؤيد فيه بالكلام، فإذا تُكلم في مسلمين هنا أو هناك، وجدت أن بعضنا قد يتكلم في حقهم، وقد ينال منهم بغير حق، وقد يتهمهم بما هم منه أبرياء، هذا من الظلم الذي لا يحبه الله ولا رسوله، ولو كان هذا الظلم على كافر لكان مذموماً، فإنه حتى الكافر لا يجوز أن تنال منه بغير حق، فما بالك إذا كان على مسلم يشترك معك في الشهادتين، ويصلي معك إلى القبلة! بل ما بالك إذا كان هذا الظلم واقعاً على أناسٍ من صفوة المسلمين، ومن خيارهم من العلماء، أو الدعاة، أو طلبة العلم، أو غيرهم!
فلننقطع -أيها الأحبة- إلى الله تعالى بقلوبنا، ولنرفع إليه أكفاً ضارعة وعيوناً دامعة، ولنصدق الله تعالى في دعاءٍ من أعماق قلوبنا، ونعتبر أنه نوع من الولاء لهؤلاء المؤمنين المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها، ونوعٌ من إعلان العداوة للكافرين أياً كانوا وأين كانواٌ سواءً كانوا عرباً أم عجماً، وأنه عربون نقدمه لأننا لا نملك غيره، كما قال موسى: رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي [المائدة:25] هذا الذي نملكه لا بد أن نفعله، فضلاً عن أن يقدم الإنسان لإخوانه المسلمين المنكوبين ما يستطيع، من المساعدات المالية التي تجد طريقها إليهم عبر وسائل كثيرة إلى غير ذلك من المساعدات، وكما يقال: الحاجة أم الاختراع، فحين تعلم أن هناك مسلمين محتاجين إليك؛ سوف تعرف كيف تنفعهم، وكيف توصل إليهم ما تستطيع.
أدعوكم -مرةً أخرى، أيها الإخوة- في هذه الليلة المباركة: إلى أن تصدقوا الله تعالى في دعواتكم، وإذا كنا عجزنا بوسائلنا المادية المباشرة عن تحقيق ما نعتقد أنه خير للإسلام والمسلمين، فإن الله تعالى على كل شيءٍ قدير، ونحن إذ نسأله فإنما نسأل مليئاً يملك خزائن السماوات والأرض، ولا يتعاظم شيئاً أعطاه البتة، لكن نحتاج فقط إلى شيءٍ واحد، نحتاج إلى الصدق، وأن نجمع قلوبنا على دعائه وسؤاله، يقول عليه الصلاة والسلام: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة وأعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ} فاصدقوا الله ولا تحتقروا أنفسكم، لا كبيراً ولا صغيراً، ربما الشيخ الكبير يرحم الله تعالى شيبته، وربما شاب حديثاً السن لم تكتب عليه ذنوب كثيرة، وربما عاص مسرف على نفسه يقع في قلبه انكسار، فيقبل الله تعالى دعاءه، وربما قائم أو صائم أو عابد أو ذاكر أو متصدق، فلندعو الله تعالى بقلوب صادقة، منقطعة من كل الأسباب والوسائل المادية، معلنين عجزنا، لعل الله تعالى أن يرحمنا.
أسال الله تعالى بمنه وكرمه وأسمائه وصفاته ألا يردنا خائبين، أسأل الله تعالى ألا يردنا خائبين، اللهم لا تردنا خائبين ولا عن رحمتك مطرودين، وارحمنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك من كل خير ونعوذ بك من كل شر، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد والحمد لله رب العالمين.
الجواب: قضية العمال، قضية خطيرة، وكثيرٌ من الناس يظلمون هؤلاء العمال، ويسرقون جهدهم، ولا يعطونهم مرتباتهم، أو يفرضون عليهم عطاءً شهرياً لا يتناسب مع حجم ما يحصلون عليه ولا يستطيعون دفعه، فقد يكون العامل -أصلاً- لا يحصل إلا على أجرٍ بسيط، ويطلب منه رب العمل مبلغاً ضخماً ثمانمائة ريال أو أكثر من ذلك مثلاً، وقد يطلب منه الكتابة في أشياء وأوراق غير صحيحة ليحاجه بها عند الجهات الحكومية، فعلى هؤلاء أن يتقوا الله تعالى، ولا يأخذوا مالاً من حرام، فإن الله تعالى لا يبارك في هذا، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {أيما لحم نبت على سحتٍ فالنار أولى به}.
الجواب: دعم المسلمين في كل مكان أمرٌ ممكن ومطلوب، وعلى المسلمين أن يساعدوا إخوانهم ليس في الجزائر فحسب، بل في كل بلاد الدنيا، ويشرفني أنا وغيري من طلبة العلم أن نكون وسطاء بينكم وبين من تريدون إيصال أموالكم إليهم من المسلمين في هذا البلد، أو في أفغانستان أو في إرتيريا أو في أي مكان آخر من الأرض.
الجواب: عليك أن تقدر هذا المبلغ، ثم تدفعه إلى ورثة جدك.
الجواب: الانتحار لا شك أنه لا يجوز، بل هو من كبائر الذنوب، والله تعالى يقول: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً [النساء:29-30] وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: {عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة} فالانتحار أي قتل النفس: من كبائر الذنوب، ولكنه ليس كفر، ولهذا فإن هذا العمل الذي قامت به تلك الفتاة -لا شك- أنه عمل محرم ولا يجوز، ولا يسوِّغ ذلك أو يبرره أن تكون تعيش في ظروف صعبة، فإن من توكل على الله كفاه، ومن استعان بالله أعانه، ومن استغاث بالله أغاثه، ومن عرف الله تعالى حق معرفته؛ هان عليه ما يلقاه في هذه الدنيا، ومع ذلك فإننا نسأل الله تعالى أن يكفر عنها ذنبها، ويغفر لها إنه على كل شيء قدير.
الجواب: هذا حديث صحيح , وقد جاءت في ذلك أحاديث عدة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى الحديث: أن يجلس الإنسان في المسجد بعد صلاة الفجر مع الجماعة حتى ترتفع الشمس قدر رمح أي: بعد طلوع الشمس بنحو عشر دقائق إلى ربع ساعة، ثم يصلي ركعتين. هذا الحديث في الأصل: فيمن صلى الفجر في جماعة لكن يرجى أن المرأة إذا صلت الفجر في وقتها، ثم جلست في مصلاها تذكر الله تعالى وتدعوه، فإنه يرجى أن يكتب الله تعالى لها أجر ما نوت واحتسبت.
الجواب: الصحيح أن الجبهة لم تكن تتلقى الدعم من أحد لا من الشيعة ولا من أهل السنة، ولا من إيران ولا من غير إيران، بل إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ رفضت حتى إعانات الحكومة الجزائرية، فلما دفعت حكومة الجزائر إعانات تدفعها للأحزاب الأخرى، أعلنت الجبهة رفضها، وقالت: هذه أموال الشعب، ونحن لا نحتاجها، وكانت تعتمد على أموال الناس، على أموال المنتسبين إليها، مع أن كثيراً منهم لم يكونوا من الأغنياء الكبار، ولكنهم كان الواحد منهم يقتطع جزءاً من رغيفه ليبذله في سبيل الله تعالى، وفي الدعوة إلى الله.
إعلام هذا العصر شرٌ ظاهر فعلى يديه تزور الأخبار |
وعلى يديه تباح كل رذيلةٍ وعلى يديه تشوه الأفكار |
وبه تُشبُّ النار يوقد جمرها وبه يثار من الشكوك غبار |
فما هو المصدر الذي يمكن أن نتلقى منه أخبار المسلمين؟
الجواب: في الواقع أنه ليس هناك إلا القليل من المصادر الموثوقة من الصحف الإسلامية كـالإصلاح والمجتمع والبيان وبعض الصحف الإسلامية الموجودة هنا وهناك على أنها قليلة، لكن هناك بعض الشر أهون من بعض، فبعض المصادر يمكن الاستفادة منها سواء كانت مصادر إذاعية أم صحفية، وإن كان فيها ما فيها.
الجواب: ما دام أن الصيام قضاء فلا شيء فيه، وكذلك اليوم الذي بقي عليك يجب عليك قضاؤه بعد أن تصوم شهر رمضان، ويرى كثير من الفقهاء أن عليك مع القضاء إطعام مسكين عن هذا اليوم.
الجواب: هذا شيء حسن، وهو من الكرم المحمود والمحبوب، إكرامك لزميلك وأخيك وضيفك، وشراؤك له ما يحتاجه هذا من الكرم.
الجواب: هذا عليه أن يقضي ذلك اليوم، بعد أن يفطر في شوال إن شاء الله وبعده يقضي ذلك اليوم الذي هو اليوم الأول من رمضان.
الجواب: هذا إذا كان لم ينوِ الصيام أيضاً -لم يبيت نية الصيام فعليه القضاء -أيضاً- لأن صوم الفرض لا بد من تبييت نيته من الليل، ولو من جزء قليل من الليل.
الجواب: إذا كان المؤذن يؤذن على الوقت فعلى الإنسان أن يمسك عن الأكل والشرب بمجرد ما يسمع الأذان، إذ كان الأذان علامة على طلوع الفجر، والله تعالى يقول: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة:187].
الجواب: لا يجوز أن تشعر بإحباط أبداً. كيف تشعر بإحباط وأنت ترى آيات الله تعالى بعينيك؟ قبل سنوات بسيطة كان هناك دولة ضخمة جداً تنافس أقوى دولة في العالم -الاتحاد السوفيتي، وكنا- -وأنا واحد من هؤلاء- نتصور أن هذه الدولة راسخة وسوف يمر عليها سنين طويلة وهي بقوتها، ولكن الله تعالى هدَّم هذه الدولة وهدّ أركانها خلال مدة وجيزة، حتى أصبحنا الآن نقول: ما كان يسمى بـالاتحاد السوفيتي وانتهى كل شيء، فأنت ترى هذه الأدلة ظاهرة أمام عينيك، فينبغي أن يكون عندك ثقة بالله، ومعرفة بأن كل شيء يقف في طريق الإسلام؛ سوف يرسل الله عليه سيلاً يجرفه ويزيله، لكن إذا وجد المسلمون الصادقون المخلصون.
الجواب: أولاً: البلوغ يكون بأحد أمور:
أولها: الإنـزال، إنـزال المني سواء في اليقظة أم في المنام.
الثاني: إنبات شعر العانة على القبل.
الثالث: بلوغ خمس عشرة سنة، فإذا وجدت أحد هذه العلامات الثلاث بلغ الإنسان، وتزيد الأنثى خصلة رابعة وهي الحيض، فإذا حاضت بلغت، ولو كانت بنت تسع سنين، فمن بلغ وجب عليه الصيام، وإذا لم يصم وجب عليه القضاء.
الجواب: قولك: (سبحانك) هذا من الذكر المناسب في الصلاة فلا شيء فيه.
الجواب: هذه المرأة إذا كانت كبيرة في السن بحيث أنها لا تعقل، ولا تعرف الأمور ولا تدري؛ فإنه ليس عليها شيء، ليس عليها شيء، لا صيام ولا طعام، أما إن كانت امرأة عاقلة بعقلها، وكمال عقلها، وتستطيع أن تصوم فعليهم أن يصوموها، وإذا طلبت أكلاً، فإنهم يخبرونها أنها لا زالت في النهار، ويطلبون منها الصبر إلى وقت الغروب، أما إن كانت امرأة عاقلة، ولكنها مريضة لا تستطيع الصيام، ومرضها مزمن كالجلطة مثلاً أو غيره، فإنها تفطر وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً.
الجواب: الفرق واضح، الرشوة: هي أن تعطيها لإنسان طلباً لأن يقدم لك أمراً لا تستحقه، كموظف مثلاً تعطيه رشوة مقابل أن يخدمك في موضوع لا تستحقه، فيقدمك على غيرك، أو يعطيك حق غيرك، أو يظلم الناس من أجلك، فهذا لا يجوز، كالطالب الذي يعطي الأستاذ رشوة من أجل أن ينجحه في الاختبار، فهذا لا شك أنه لا يجوز دفع الرشوة، ولا أخذها، ولا الوساطة فيها، أما الهدية: فهو مال تعطيه لأحد من باب العرفان بالجميل أو من باب الإحسان عليه، أو من باب معرفة فضله أو ما أشبه ذلك، كأن تعطي أستاذاً سبق أن درسك، ولكنه الآن لا يدرسك فتعطيه هدية عرفاناً بفضله وجميله -مثلاً-.
الجواب: نعم كونك امرأة منصفة وعادلة ولا ترضين بالظلم، هذا - إن شاء الله - دليلٌ على توفيق الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى أن يبارك لك في زوجك وفي أولادك، ويرزقك السعادة في دنياك وأخراك، فهذا من العدل كون المرأة لا تقبل أن يظلم زوجها المرأة الأخرى لصالحها هي، فعليها أن تنصحه في ذلك وتبين له الحكم الشرعي، وتستفصل منه وتسأله ما هو السبب فيما جرى؟ وتطلب منه أن يكون عادلاً مع زوجته الأخرى، والزوج عليه أن يخاف الله تعالى ويعدل بين زوجاته، فإن كان لا يستطيع العدل فإنه يعوض زوجته الأخرى بما يمكن أن يعوضها به مما يرضيها عنه، ويجعله يتصرف وزوجته الأخرى راضيةٌ عنه غير غاضبة عليه.
الجواب: أرى أن المرأة لا تستخدم هذه الحبوب، وإذا أتت العادة، فإنها تجلس حتى تذهب عنها العادة، لكن لو استخدمتها وكانت لا تضر بها فإنني أرجو أنه لا شيء في ذلك -إن شاء الله-.
الجواب: أنصحك بأنه ما دامت الأموال طائلة بأن تودعها في البنك الأخروي، وتتصدق بما يمكن أن تتصدق به منها، فإن مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أخرت، وما بقي من هذه الأموال، وكنت لا بد مودعه فلتودعه في بعض البنوك التي تكون أحسن حالاً من غيرها، كبنك الراجحي -مثلاً- فإنه أصلاً لا يعطي فوائد على الإيداع، وهذا لاشك ميزة لبنك الراجحي على كل البنوك الأخرى، فإن في نظام البنك أنه لا يعطي فوائد على الإيداع، ولذلك أقول: يمكن أن تودع في مثل هذا البنك.
الجواب: لا، ليس هناك شروط معينة تخص الإمامة، ولكن عموماً يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، كما جاء في الحديث.
الجواب: الخشوع بالقلب، وعلى الإنسان أن يحرص على عدم رفع صوته بالبكاء خاصة في الصلاة؛ لأن ذلك يؤذي من حوله، وكذلك يخشى أن يكون سبباً في الرياء وما أشبه هذا، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه يبكي، ولكنه يكتم بكاءه في صدره، وكذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يسمع لأحدهم أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء؛ لأنه يكتم عباراته في صدره.
الجواب: لا. لا يجوز الكذب بحالٍ من الأحوال.
الجواب: الرسول عليه السلام يقول: {اصبغوا هذا الشيب وجنبوه السواد} فالصبغ بالسواد منهي عنه سواء كان لإزالة الشيب أم لإزالة صبغةٍ أخرى.
الجواب: عليهم إذا جاء وقت الصلاة أن يخبروه بأن وقت الصلاة قد جاء، وإذا كان لا يغبط الصلاة فإنهم يتابعون معه حتى يصلي، وما دام أنه بكامل قواه العقلية فالصلاة عليه واجبة إن لم يستطع قائماً فقاعداً، وإن لم يستطع قاعداً فعلى جنب.
الجواب: إذا كان هذا يؤذي الأخريات فعليها أن تحفظ حذاءها في مكان لا يؤذي أحداً.
الجواب: كل ذلك طيب وكلها مصارف نافعة، وهناك محتاجون في هذه البلدة يمكن أن تصرف لهم الزكاة، وهناك إخوان لكم في بلاد أخرى هم أيضاً بأمس الحاجة.
الجواب: الإمساك معروف، والاحتياط لا مجال له في مثل هذه فالأمور، الأمر واضح، ولا داعي للاحتياط بل ينبغي للإنسان أن يأكل حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والإمساكية المتداولة عند الناس هي أيضاً فيها احتياط يمكن نحو دقيقه أو دقيقتين.
الجواب: لا ينبغي، بل ينبغي له أن يسكت. كما قال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا َ .
الجواب: اقتراح جيد ولعلهم قد سمعوه الآن.
الجواب: لو ذهب يوم أو يومين لا حرج عليه، فيحصل على أجر العمرة وكذلك يهتم بجماعته.
الجواب: أولاً: أنصحك لا تنظر، لا تنظر هذه امرأة ثوبها قصير، وهذه ثوبها طويل، وهذه غدفتها خفيفة، وهذه ثقيلة نعم إن كانت النظرة الأولى فقد عفا الله عنك، لكن ليست لك الثانية.
وثانياً: ننصح الإخوة والأخوات بأن يراقبوا الله تعالى، فهم الآن أصبحوا في موضع القدوة، ومن رواد المساجد وينبغي على الرجال والنساء أن يلتزموا بأوامر الله تعالى، في الأمور الظاهرة كأمور الثياب والهدي الظاهر، وكذلك في الأمور الباطنة المتعلقة بأعمال القلوب.
الجواب: عليك أن تزكي كل السنوات الماضية؛ إذا بلغ عندك النصاب.
الجواب: أنصحك بكثرة ذكر الله والتوكل عليه، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن تشغل نفسك بجلائل الأعمال، لئلا يبقى عندك وقت فراغ يشغله الشيطان بهذه الوساوس التي تشغلك، مع أن تذكر الموت إذا كان بحدود معتدلة فهو خير، لكن إذا بلغ وزاد وغلى وصار مخاوف وأوهام؛ فإنه يضر بالإنسان.
الجواب: أسأل الله تعالى أن يهدى أخاك إلى سواء السبيل، ويرزقه الإقبال على عبادته، وتعظيم حرمات الله تعالى وشعائره التي من أهمها الصلاة مع الجماعة، وعليك أن ترسل إليه بعض الأشرطة والكتب التي تتكلم عن موضوع الصلاة وأهميتها وخطر تركها.
الجواب: لا يجوز هذا حتى لو كنت على استعداد، وعليك أن تقضي هذا اليوم.
الجواب: لا بأس أن يبحث الإنسان عن القارئ الجيد، ولا بأس أن يبحث الإنسان عن المجلس الذي يكون فيه خيرٌ وذكرٌ، فكل ذلك حسن، وللشيخ عبد العزيز حفظه الله فتوى في ذلك.
الجواب: أي أن العبد لا يحصي ثناءً على الله تعالى، مهما أثنى على الله تعالى، فهو عاجزٌ عن الثناء عليه بما هو أهله، وهو يعلم أنه لا يحفظه إلا الله تعالى، فيستعيذ بالله تعالى منه، كما قال: أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وعلى هذا فقس، فيعوذ برحمة الله تعالى من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، وبرضاه من سخطه، وبعفوه من عقابه وهكذا.
الجواب: هذه الحركات الكثيرة تخل بالصلاة، وهي من العبث الذي لا ينبغي، والمصلي مشروع له أن يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة فوق صدره، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، كما في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه.
الجواب: في الحقيقة ليست القضية قضية إهمال نحن دعونا للمسلمين في فلسطين، وفي كل مكان، وأنت تعرف أنني سبق أن نظمت مجموعة من الدروس حول هذه القضية، ونحن نعتبر أن قضية فلسطين هي قضية كل مسلم، والمسجد الأقصى هو قضية كل مسلم أيضاً، ربما يكون غفلة وأحياناً نسياناً، ونغتنم هذه الفرصة للدعوة بأن الله تعالى ينقذ المسجد الأقصى من كيد اليهود في هذه الليلة المباركة، ويأذن بقيام الجهاد الإسلامي الذي يطهر تلك البلاد من رجس الكافرين، سواءً كانوا من اليهود الأصليين أم من المرتدين على أعقابهم، ونسأل الله أن يقر بذلك عيون المسلمين والمسلمات في كل مكان.
الجواب: فأقول: عليه -كما أسلفت- أن يحرص على أن يكون إيداعه للأموال في بنوك إسلامية، أو بنوك لا تعطي الربا أصلاً، فإن كان هذا الكلام في بنوك أجنبية في الخارج، وهو مضطر إلى الإيداع في بنوك تعطي فوائد، ولا يوجد إلا هذه البنوك، فحينئذٍ اختلف أهل العلم في جواز ذلك، فمنهم من يقول: لا يأخذ هذه الفوائد بل يدعها، والذي أراه هو القول الثاني الذي يفتي به أيضاً جماعة من الفقهاء أن عليه أن يأخذ هذه الفوائد لا من باب التملك، لكن يأخذها ليمنع استفادة اليهود والنصارى منها، ويصرفها في المجالات التي يحتاج إليها المسلمون، ولكن هذا يكون في حالة الضرورة، أي حين توجد بنوك ربوية فحسب، لأن بعض البلاد لا يوجد فيها إلا بنوك ربوية، ولابد له من الإيداع فيها. وهو إما أن يأخذ هذه الفوائد أو يبقيها لهم، فأنه إذا أخذها وأعطيها للمسلمين خيرٌ له من أن يتركها لهم، ولو لم بكن من ذلك إلا قطع الطريق على استخدامها في تنصير المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم وأوقاتكم وان يتقبل منا ومنكم إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر