إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (92) - النوع الثمانون في طبقات المفسرين [3]

عرض كتاب الإتقان (92) - النوع الثمانون في طبقات المفسرين [3]للشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد طبقة أتباع التابعين تنوعت أساليب الكتابة في التفسير، وكان كل من برع في علم ظهر ذلك في تفسيره، فالنحاة كالزجاج والواحدي، والإخباريون كالثعلبي، والفقهاء كالقرطبي، وعلماء الكلام كالرازي، وغير ذلك. وقد كان أفضل التفاسير المؤلفة في هذه الحقب هو تفسير الطبري رحمه الله.

    1.   

    الطبقة الثالثة من طبقات المفسرين

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    ذكرنا في الدرس السابق ما يتعلق بتفسير التابعين, حيث ذكر الإمام جملة من هؤلاء المفسرين, ثم ذكر الطبقة التي تليهم، وهي طبقة أتباع التابعين، وأتباع أتباع التابعين ذكر منهم: سفيان بن عيينة و وكيع بن الجراح و شعبة بن الحجاج، و زيد بن هارون، و عبد الرزاق الصنعاني، و آدم بن أبي إياس، و إسحاق بن راهويه، و روح بن عبادة، و عبد بن حميد، و السندي ، و أبا بكر بن أبي شيبة، وآخرين وهم كثر كما قال.

    ما تميزت به الطبقات بعد طبقة أتباع التابعين

    فهذه الطبقة خاصة الطبقة التي بعد أتباع التابعين غلب عليها جمع المرويات والنقل, ولم يبرز فيها مفسر يكون متصدياً للتفسير وناقداً له، حتى جاء ابن جرير الطبري وقد ذكره بقوله: وبعدهم ابن جرير الطبري وكتابه أجل التفاسير وأعظمها, ثم ابن أبي حاتم و ابن ماجه و الحاكم و ابن مردويه ، والشيخ ابن حيان ، و ابن المنذر وآخرون.

    قال: وكلها مسندة إلى الصحابة والتابعين وأتباعهم, وليس فيها غير ذلك إلا ابن جرير فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط فهو يفوقها بذلك.

    وهذا من الإمام السيوطي رحمه الله تعالى كلام واضح جداً في معرفة منهج ابن جرير الطبري ، وأنه كان يتعرض للأقاويل, بخلاف جل هذه التفاسير السابقة التي ذكرها، فإنها اعتمدت فقط ذكر ما روي عن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.

    ثم جاءت طبقة أخرى ذكر السيوطي أنهم اختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بتراء, فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل؛ بسبب حذف الإسناد، ولا شك أن أحد أسباب الخلل في المنقولات هو حذف الأسانيد.

    ولهذا كما قال: إن حذف الأسانيد كان أحد الأسباب نسبة بعض الأقاويل إلى بعض السلف، وقد لا يكون هذا القول لمن حكي عنه.

    ثم جاءت طبقة أخرى وصنفت, فقال: قوم برعوا في علوم فكان كلٌ منهم يقتصر في تفسيره على الفن الذي يغلبه عليه, فالنحوي تراه ليس له همٌ إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه.

    وذكر من أمثلتهم: الزجاج , و الواحدي في البسيط, و أبا حيان في البحر, وفي النهر.

    وهؤلاء لا شك أنهم يختلفون, فـالزجاج أصل كتابه في المعاني والإعراب, وكتاب البسيط وكتاب البحر أصلهما في التفسير وفيهما صبغة النحو, ففيما ذكر خلاف في منهج التأليف.

    والإخباري كما قال: ليس له شغل إلا ذكر القصص واستيفاءها والإخبار عمن سلف, وذكر مثالاً له: الثعلبي .

    ثم ذكر صاحب الفقه وذكر له مثالاً القرطبي ، وصاحب العلوم العقلية, ذكر له مثالاً فخر الدين الرازي الذي ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وشبهها فخرج من شيء.

    ثم ذكر بعض النقد الذي وجه للرازي, ثم ذكر بعد ذلك المبتدع الذي ليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويته على مذهبه، وذكر مثالاً له: الزمخشري وأورد عبارة البلقيني أنه قال: استخرجت من الكشاف اعتزالاً بالمناقيش, وذكر المثال لذلك: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185]، حيث قال: أي فوز أعظم من دخول الجنة.

    وهذه عبارة تتضمن نفي الرؤية.

    وأما الملحد كما قال: فلا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله وافترائه, وذكر أمثلة لبعض أقوال الملاحدة, وأيضاً جعل منهم الرافضة في مثل قولهم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67]، زعموا أنها عائشة عليهم من الله ما يستحقون.

    أفضل التفاسير في نظر السيوطي

    ثم بعد ذلك ختم فقال: فإن قلت فأي التفاسير ترشد إليه، وتأمر الناظر أن يعول عليه، قلت: تفسير الإمام أبي جعفر بن جرير الطبري الذي أجمع العلماء المعتبرون على أنه لم يؤلف في التفسير مثله.

    ثم أورد بعد ذلك بعض عبارات العلماء في تقويم أو في مدح هذا التفسير.

    1.   

    كتاب السيوطي في التفسير مجمع البحرين

    ثم ختم ذلك بأنه شرع في تفسيرٍ جامعٍ لجميع ما يحتاج إليه من التفاسير المنقولة، والأقوال المقولة، والاستنباطات والإشارات والأعاريب واللغات، ونكت البلاغة ومحاسن البدائع، وسماه (مجمع البحرين, ومطلع البدرين) قال: وهو الذي جعلت هذا الكتاب مقدمة له، فكأن هذا الكتاب: الإتقان في علوم القرآن, مقدمة لكتاب: مجمع البحرين ومطلع البدرين، كما فعل البلقيني لما كتب مواقع العلوم من مواقع النجوم وجعله مقدمه أيضاً للتفسير الذي كان يجمعه ويلقيه على طلابه.

    ثم بعد هذا جعل خاتمةً فيما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الآثار المرفوعة في التفسير، وسنتجاوزها إلى خاتمة المؤلف رحمه الله تعالى.

    فبعد أن انتهى من ذكر ما يتعلق بالتفسير النبوي, أشار إلى ثلاث مسائل مرتبطة بالتفسير النبوي, ثم بعد ذلك ختم هذا الكتاب بعبارات إنشائية, وبه قد تم مني التعليق على ما استطعت التعليق عليه من هذا الكتاب العظيم كتاب: الإتقان في علوم القرآن.

    بقي فقط فائدة وهي كتاب: مجمع البحرين ومطلع البدرين هذا الكتاب للسيوطي، وله كتاب آخر مرتبط أيضاً بعلوم القرآن, قد ذكرها في مقدمة كتابه: ( قطف الأزهار في كشف الأسرار)، وقطف الأزهار في كشف الأسرار ينطبق عليه ما ذكره عن مجمع البحرين ومطلع البدرين، حيث إنه يورد الأقوال والاستنباطات، والإشارات والأعاريب واللغات، والنكات البلاغة ومحاسن البدائع، كل هذا موجود في هذا الكتاب، وقد وصل فيه إلى سورة التوبة.

    وذكر في هذا الكتاب أنه يقول: وبعد فإن الله سبحانه وتعالى وله الحمد قد منّ علي بالنظر في علوم القرآن، وحقائقه، وتتبعت أسراره ودقائقه, حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى، منها: التفسير الملقب ترجمان القرآن.

    قال: وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوه من الوحي والتنزيل, وسمعوا منه التفسير والتأويل، وقد تم ولله الحمد في خمس مجلدات, وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين ولا من بعدهم.

    الفرق بين تفسيري السيوطي الدر المنثور وترجمان القرآن

    فهذه فائدة ننتبه لها في أن ترجمان القرآن مسند فقط إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الصحابة وهذا الكتاب قد تم وأنجز, ثم بعد ذلك كتب كتابه المشهور وهو: الدر المنثور، ولكنه جرده من الأسانيد، وأضاف إليه أقوال التابعين وأقوال أتباع التابعين، فهذا هو الفرق بين هذين الكتابين؛ لأنه كثيراً ما يقع السؤال: إذا كان الدر المنثور وهو المجرد بالأسانيد فكيف سيكون ترجمان القرآن, ظناً منا أن كل أثرٍ موجود في الدر له إسناد موجود في الترجمان وليس كذلك، فالترجمان خصه بالمنقول بالأسانيد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فقط كما هو ظاهر، وقد أتمه.

    وترجمان القرآن ما زال مفقوداً وبعض الباحثين يزعم أنه عنده لكنه إلى الآن لم يخرج، هذا إن كان عنده طبعاً.

    ثم بعد ذلك قال: ولما كان هذا التفسير أي الترجمان نقلاً محضاً ليس فيه أعراب وليس هو بيان ولا نكت بديعة، ولا استنباط حكمٍ إلا نادراً أردفته بكتبٍ في ذلك؛ لتكون كالتتمة له، ويحصل به تمام ما يراد من كتب التفسير، فأجل ما وضعت من ذلك كتاب: الإتقان في علوم القرآن، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير، وأكثره قواعد كلية، وفيه من الفوائد ما لم يجتمع في غيره.

    ثم قال: وهو يشتمل على ثمانين نوعاً وسرد هذه الأنواع على عادته.

    الكتب التي ألفها السيوطي في علوم القرآن

    ثم ذكر مجموعة من الكتب التي وضعاها في علوم القرآن ولا بأس أن نذكرها من باب الفائدة فيقول: ثم وضعت في الأحكام كتاب الإكليل في استنباط التنزيل، وهذا كتاب مطبوع. قال: وهو مجلدٌ لطيف، يشتمل على جميع ما ذكره المصنفون في أحكام القرآن, مع زوائد جمة, ونفائس مهمة.

    ثم أفردت كتاباً في أسباب النزول سميته: لباب النقول، بالغت في إنجازه وتحريره.

    قال: ثم أفردت كراسةً في ما وقع من الألفاظ المعربة.

    ثم كراسة سميتها: معترك الأقران في مشترك القرآن.

    ثم وضعت مختصراً للمعترك سميته مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن.

    ثم كتاباً يسمى: خمائل الزهر في فضائل السور, وهذا وأسباب النزول كلاهما تضمنه التفسير الأول, وإنما أفردتهما لنكتٍ تعرف من خطبتهما.

    ثم قال وهذا كتابٌ شفعت به تلك، ونظمته معها في سلك في أسرار التنزيل، أذكر فيه جميع ما وصل إلى علمي من كلام العلماء في النظم القرآني من أسرار التقديم والتأخير، والتأكيد، والحذف، والإيجاز، والإطناب، والنكت البيانية، من التشبيه والاستعارة والكناية والتعريب، والأنواع البديعية من الالتفات والتورية والاستخدام والجناس والمشاكلة والمطابقة والمقابلة .. إلى غير ذلك من أنواعه.

    وسر ما اختلفت فيه الآيات المتشابهة من تقديم أو تأخير، أو زيادةٍ أو نقص، أو إبدال كلمة بأخرى، وما بين الكلمات التي يظن ترادفها من فرق، ولمَ وقع في هذا الموضوع كذا، وفي الموضع رديفه؟ ولمَ ختمت هذه الآية بيؤمنون وهذه بيعلمون، وهذه بيعقلون، وهذه بيذكرون؟ إلى غير ذلك، وأنبه عن القراءات المختلفة المشهورة والشاذة, إن كان لكل قراءة معنى، فإن من وجوه إعجاز القرآن وإيجازه تنوع قراءاته ودلالة كل قراءة على معنى, فإن ذلك بمنزلة تعدد الآيات, وهذا نوع عظيم من البلاغة أن يكون اللفظ الواحد بجوهره يقرأ على وجهين، فيفيد بهذا الاعتبار معنيين.

    وأبين مناسبة ترتيب السور والخفي من مناسبات الآيات إلى غير ذلك مما تراه من النكت والأسرار.

    فإذا تم هذا الكتاب وانظم إلى تلك الكتب استغنى بها محصولها عن جميع التفاسير, ومع ذلك فلا أدعي الاستيعاب، وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85]، إلى أن قال: بعد ذلك وقد سميت هذا الكتاب: قطف الأزهار في كشف الأسرار.

    وهذا الذي ذكره يشبه ما ذكره عن كتاب مجمع البحرين ومطلع البدرين، فهذا الإمام كما نلاحظ له كتب جليلة، ولعل الله سبحانه وتعالى يهيئ فرصة لنقرأ مقدمات كتب السيوطي هذه كلها، ونناقشها من جهة علوم القرآن بإذن الله، فكتبه التي ذكرها مطبوعة وفي النية إن شاء لله أن أعقد لقاءً خاصاً عن مقدمات كتب السيوطي غير كتاب الإتقان لأنني قد شرحته وانتهيت منه، أما كتبه الأخرى فلعلي إن شاء الله أعقد لها لقاءً خاصاً في دورة علمية أو في يوم علمي أنجز فيه جميع مقدمات السيوطي شرحاً، وأبين ما فيها من النفائس.

    والسيوطي رحمه الله تعالى عموماً يغلب عليه الجمع في عموم التصنيف، ولكن أيضاً له آراؤه وإبداعاته الخاصة، ففي الإتقان أشار إلى أن له إبداعات خاصة، وله تشقيقات وتفريعات خاصة, وله أيضاً تعليقات كما لاحظنا أحياناً يرجح ويعلل، فليس ناقلاً محضاً، ولهذا وصفه بهذا ليس بصواب، بمعنى أن إهدار رأي السيوطي رحمه الله تعالى في مسائل كثيرة، وأيضاً في حسن تصنيفه وجودته, هذا ليس من العدل, صحيح أنه يغلب عليه النقل واستفاد كثيراً من هذه الطريقة وهي الجمع، بعض الناس يقول: كيف استطاع السيوطي أن يكتب هذه الكتب؟

    والجواب: أنه لا شك قضية الجمع لها أثر.

    وقضية ثانية: أن السيوطي لما بلغ سن الأربعين اعتزل الناس وجلس في بيته, من أراده يأتيه، وتفرغ للتصنيف والكتب كانت حاضرة بين يديه, وهو كان يخدم، وكان يأخذ من أوقاف العلماء, فاشتغل بالتصنيف فأثمر، وبقيت تصانيفه عندنا إلى اليوم, فهذه من باب الفائدة سبب انتشار كتب السيوطي المتوفى سنة تسعمائة وإحدى عشر، ففرق بينه وبين من كان في القرن السادس أو السابع أو ما قبلها.

    الفرق بين كتاب مجمع البحرين وقطف الأزهار

    السؤال: [ما هو الفرق بين كتاب مجمع البحرين وكتاب قطف الأزهار؟]

    الجواب: الحقيقة عندي شك هل المجمع هو نفس القطف وغير العنوان فيما بعد؟ أو هذا كتاب وهذا كتاب؟ قد يحتاج إلى بحث أن بحثت سريعاً في مقدمات هذه الكتب كلها، الإتقان وأيضاً في رسالة الدكتور عبد الله الرومي لموارد السيوطي في الإتقان، وفي قطف الأزهار في مقدمته، ومقدمة أيضاً للذين حققوا الإتقان، وما لاحظت أن أحداً أشار إلى هذا، وأنا عندي وهم الآن أنهما كتاب واحد، لكني لن أجزم بهذا حتى أراجع.

    سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756680786