إسلام ويب

ديوان الإفتاء [504]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    الحلف على الزواج برجل رفضه الأهل

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء، أسأل الله أن يجعلها نافعةً مفيدة، وأن يعيننا على صلاح القول والعمل.

    السؤال: يا شيخ! تعرفت على شقيق صديقاتي عن طريق اتصال هاتفي، وطلب مني أن يتقدم لي للزواج رسمياً، وأقسمت برب الكعبة وكتاب الله ما أتزوج غيره، لكن أهلي رفضوه، بسبب أنه ضابط سياحة وفندقة، ونحن أصحاب أملاك، فهل علي إثم في حلفي؟

    الجواب: يا أمة الله! الجواب على سؤالك يقتضي التنبيه على أمور:

    الأمر الأول: لا ينبغي لك أن تقطعي في أمر الزواج بغير مشورة أهلك، فإن لأهلك حقاً، والولي لا بد أن يستشار، ولا بد أن يستأذن، ولا بد أن تؤتى البيوت من أبوابها، فلا يحق لذلك الرجل أن يتقدم إليك مباشرةً، ولا يحق لك أن تقطعي في الأمر، وتقسمي بالله، وبكتاب الله أنك ما تتزوجين شخصاً غيره.

    الأمر الثاني: أهلك أبصر بالمصلحة وأدرى بها، ويمكنك أيضاً مناقشتهم، وبيان وجهة نظرك لهم، من أجل أن يكون القرار صواباً موفقاً مسدداً إن شاء الله، ثم إذا تبين بأنه لا سبيل إلى الزواج بهذا الرجل، فتلزمك كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم تكوني مستطيعةً لهذا ولا ذاك فعليك بصيام ثلاثة أيام يستحب فيهن التتابع.

    1.   

    بطلان الوضوء بالرعاف

    السؤال: هل الرعاف يبطل الوضوء؟

    الجواب: لا، إلا إذا تفاحش، وليس خروج الدم من مبطلات الوضوء، بل مبطلات الوضوء هي الأحداث الستة، التي هي الريح، والغائط، والبول، والمذي، والودي، ودم الاستحاضة، ثم الأسباب التي هي: زوال العقل بنوم مستثقل أو إغماء أو جنون، ولمس ما يلتذ به عادةً إذا قصد اللذة أو وجدها، والإفضاء إلى الذكر بباطن الكف من غير حائل، ثم ما ليس حدثاً ولا سبباً، وهو الردة، والعياذ بالله.

    لكن بعد ذلك خروج الدم لا يبطل الوضوء، وكذلك القيء لا يبطل الوضوء، وقل مثل ذلك القهقهة لا تبطل الوضوء، وأيضاً ارتكاب المعصية كمن سب أو شتم فإنه لا ينقض وضوءه، وهكذا.

    لكن لو أن الدم تفاحش حتى أصاب الثياب، فها هنا لا بد أن يخرج الإنسان من الصلاة ويغسل هذه النجاسة، يعني: لو أن الرعاف قليل، فالإنسان يفتله بأصابعه، وإذا كان معه منديل فإنه يزيله، لكن إذا تفاحش هذا الدم واتصل، فلا بد من الخروج من الصلاة.

    1.   

    حكم ظلم الكفار

    السؤال: هل يجوز ظلم الكفار؟

    الجواب: الظلم حرام، لا تظلمن مسلماً ولا كافراً، ولا تظلمن ذكراً ولا أنثى، ولا كبيراً ولا صغيراً، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، (واتق دعوة المظلوم -ولو كان كافراً- فإن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين).

    1.   

    وصف أهل الكتاب بالمؤمنين

    السؤال: هل أهل الكتاب مؤمنون؟

    الجواب: الإيمان الشرعي المتمثل في الإيمان بالله إيماناً صحيحاً، إيماناً بوجوده وربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته، والإيمان بالكتب كلها، والرسل كلهم، والملائكة كلهم، والإيمان باليوم الآخر بتفاصيله، والإيمان بالقدر خير وشره، أهل الكتاب ليسوا من ذلك في شيء، بل القرآن الكريم وصفهم بالكفر حين قال: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة:30]، وقال سبحانه: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ [البينة:1]، فأهل الكتاب واقعون في الكفر بنص القرآن، ولا يصح وصفهم بالإيمان.

    1.   

    ما يلزم إذا حصلت المشاكل بين الأم والزوجة وطلبت الزوجة عدم الإقامة مع الأم

    السؤال: أنا متزوج وأمي تقيم معي، وحصلت مشكلة بينها وبين زوجتي، واشترطت زوجتي وأهلها للعودة للمنزل ألا تقيم أمي معها في المنزل أو الطلاق، مع العلم أنني ابنها الوحيد، ولي ابن من زوجتي، أفتوني ماذا أفعل حتى أتجنب الوقوع في الخطأ؟

    الجواب: يا أخي أولاً: ينبغي ألا تعدل بأمك أحداً، فأمك ثم أمك ثم أمك، هي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزوجة يمكن استبدالها، أما الأم فلا، فالأم هي الأم، وهذه الزوجة نفسها ينبغي أن تلقن بأنك غداً ستصيرين أماً، وهذا الولد الذي أنجبتيه سيتزوج، والشريعة تفرض لها مثلما فرضت لأمك من قبل.

    ثانياً: ينبغي أن يقال: بأن هذه المشكلة يمكن حلها بأن تعمد إلى الصلح بين الوالدة والزوجة، فإذا تعذر الصلح يمكن أن تؤجر للوالدة منزلاً قريباً، أو أنك تؤجر لنفسك ولزوجك منزلاً قريباً، حيث تباشر الوالدة بالليل وبالنهار، وتمر عليها بكرةً وعشياً، وتتردد عليها صبحاً ومساء، تقضي حوائجها، وتلبي مطالبها، وتذل بين يديها؛ ليكتب الله لك سعادة الدنيا والآخرة.

    إذا تعذر هذا كله، ( الزم أمك، فالجنة عند رجليها)، (الزم رجليها فثم الجنة)، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    العمل وقت الأذان

    السؤال: هل إذا كنت أنجز عملاً في المنزل وأذن المؤذن؟ هل أترك العمل حتى يتم الأذان؟

    الجواب: لا تترك العمل، لكن أجب المؤذن وأنت تعمل، يعني: لو أن إنساناً يطبخ طعاماً، أو لو أن إنساناً يقم بيتاً، أو أن إنساناً يعمل في شيء ما، أو يكتب كتابةً، أو يقرأ في كتاب، ليس مطلوباً منه أن يدع ما في يده، حتى يفرغ المؤذن من أذانه، بل يستمر في عمله ويجيب المؤذن، فإذا قال المؤذن: الله أكبر، قال مثلما قال، وهكذا في كل لفظ، سوى الحيعلتين، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

    1.   

    ضابط الكسوة في كفارة اليمين

    السؤال: أسأل عن كفارة اليمين في الكسوة، هل يشترط كسوة ناس بالغين، أو كسوته بثوب يجزئ للصلاة؟

    الجواب: يا أخي! يستوي في ذلك أن تكسو بالغاً أو غير بالغ، ذكراً أو أنثى، شريطة أن يكونوا عشرةً مسلمين مساكين، وأن يكون الثوب مجزئاً في الصلاة، فإذا كان رجلاً، فلا بد أن تكسوه سروالاً وقميصاً، أو أن تكسوه جلباباً، أما إذا كانت امرأة، فلا بد من الدرع والخمار، يعني: لا بد من غطاء للرأس، ثم بعد ذلك ثوب سابغ يغطي الجسد كله.

    1.   

    حكم الختان الفرعوني

    السؤال: أسأل عن الختان الفرعوني هل هو جائز؟

    الجواب: لا ليس بجائز، بل هو محرم؛ لأنه من هدي فرعون، قال تعالى: وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ [هود:97]؛ ولأن هذا الختان ثبت ضرره يقيناً، فلا يجوز للمرأة ولا للرجل أن يتورط فيختن ابنته هذا الختان القبيح، الشنيع، الذي يترتب عليه ضرر في حياتها الزوجية، ويترتب عليه ضرر عند الولادة، وضرره لا يتوقف.

    1.   

    تغطية المرأة وجهها

    السؤال: هل واجب على المرأة تغطية وجهها؟

    الجواب: ليس بواجب، ولو غطت فجزاها الله خيراً، لكنه ليس بواجب على ما قال به كثير من أهل العلم.

    1.   

    رقية الإنسان نفسه بالرقية الشرعية

    السؤال: أسأل عن الرقية الشرعية؟

    الجواب: الرقية الشرعية طيبة، وينبغي للإنسان أن يعود نفسه بأن يرقي نفسه دائماً، وإذا لم يكن مستطيعاً أو ظن بغيره خيراً فلا بأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن نسترقي من العين، وقال: ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )، وربنا قال: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].

    1.   

    بيع اللبن بعد نزع القشطة التي يصنع منها السمن

    السؤال: أبيع اللبن، لكنني أحياناً آخذ منه القشطة لأصنع بها سمنة، هل يجوز لي؟

    الجواب: لا يجوز لك يا بائع اللبن! أن تسلب قشطته؛ لأن القشطة تابعة للبن، والتابع تابع، وأما إذا سلبت منه هذه القشطة التي هي خلاصته ودسمه، فينبغي أن تكافئ، إما بزيادة اللبن لطالبه أو بتخفيض السعر، لكن ما جرت عليه عادة الكثير من أنه يأخذ القشطة وينزعها، ثم يبيع اللبن بذات الوزن وذات السعر، فهذا من الغش الذي حرمه الله عز وجل، وقد قال الله: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من غش فليس منا ).

    1.   

    الصلاة لمن يريد الدخول في الإسلام قبل نطق الشهادتين

    السؤال: انتشرت ظاهرة في المساجد من بعض الإخوة الأثيوبيين الذين يريدون الدخول في الإسلام حديثاً، وهو أن يدرك الصلاة معك، ثم من بعد ذلك يعلن إسلامه، نرجو التوضيح، وأيضاً ظاهرة أن يعلن إسلامه في مسجد، ثم تجده يعلن إسلامه مرةً أخرى في مسجد ثان؟

    الجواب: إما أن يكون الحامل عليه الجهل، أو الحامل عليه الرغبة فيما في أيدي الناس، يعني: جرت عادة الناس بأن أحدهم إذا جاء إلى المسجد ليعلن إسلامه، يبادر الناس إلى إعطائه ما تيسر من مال الله، وبهذه الطريقة يشجعون بعضهم على أن يعلن إسلامه هاهنا وهاهنا رغبةً فيما في أيدي الناس، لكن المسلم: أولاً ينبغي أن يلقن شهادة التوحيد مجرد أن يعلن الرغبة في إسلامه، يعني: ما نقول له: تعال صل، وبعد الصلاة سنلقنك الشهادتين، هذا خطأ؛ لأنه لو صلى قبل أن يسلم فصلاته ما نفعته عند الله شيئا، ولو مات وهو في تلك الصلاة، أيضاً الصلاة ما نفعته شيئا، لا بد أن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإن كان نصرانياً لا بد أن يزيد: وأشهد أن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من شهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأنا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، دخل الجنة على ما كان من العمل ).

    ثم أيضاً المسلم الجديد لا بد أن يعلم بأن الإسلام دين العمل، وأن الإسلام يحب للمسلم أن تكون يده عليا، وأن المنفق خير من الآخذ، و ( لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب، فيكف وجهه عن السؤال خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ).

    1.   

    ما يلزم المرأة إذا أمرها خطيبها بالنقاب وأمها ترفض ذلك

    السؤال: امرأة تنقبت بعد خطبتها، وأمها رافضة النقاب، والخطيب يصر على النقاب، مما أدى إلى مشاكل مع الأم والخطيب، فما رأي الدين في ذلك؟

    الجواب: يعني هذه الأخت فيها شركاء متشاكسون، خطيبها يريد نقابها، وأمها لا تريد النقاب، وهي حائرة، فإذا تنقبت زجرتها الأم، وإذا أسفرت غضب الخاطب، فماذا هي صانعة؟ نقول: أما من ناحية ترتيب الحقوق يا أمة الله، فما زال الحق للأم هو الأرجح، فإن الخاطب خاطب، فينبغي للخاطب أن يفهم بأنه ليس له كلمة نافذة، ولا أمر مطاع إلا بعد أن يحصل على العقد، ولذلك عليه أن يبادر بالعقد ويبكر به، من أجل أن تقول البنت لأمها: يا أماه أنا زوجي يأمرني ولا مناص لي من طاعته، وأمره مقدم على أمرك، فإن أول ما تسأل عنه المرأة يوم القيامة زوجها، وأول ما يسأل عنه الرجل يوم القيامة أمه.

    فينبغي أن يعلم الخاطب ذلك، وأنه الآن ما عنده سبيل إلى أن يأمر فيطاع، بل الأمر للوالدين، والأم حقها في البر آكد.

    1.   

    المفاضلة بين بناء المساجد وكفالة الأيتام

    السؤال: أي الأعمال أفضل عند الله: بناء المساجد أم كفالة الأيتام؟

    الجواب: كلاهما عمل عظيم جليل، وصاحبهما موعود عليه بالثواب الجزيل، فإن ( من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة )، وقال عليه الصلاة والسلام: ( من بنى لله مسجداً ولو كمحفص قطاة - أي كبيت طائر- بنى الله له بيتاً في الجنة )، وقال صلى الله عليه وسلم: ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأصبعيه عليه الصلاة والسلام )، لكن يقول علماؤنا: بأن الأعمال تتفاضل بحسب نية صاحبها، وشدة الحاجة إليها، فرب زمانٍ يكون فيه إطعام الطعام أحب الأعمال إلى الله، ورب زمان آخر يكون تعليم العلم أحب العمل إلى الله، ورب زمان أو مكان يكون بناء المساجد أحب إلى الله، ورب زمان يكون كفالة الأيتام أحب إلى الله، وهكذا، فالصدقات تتنوع، وخيرها ما كان أنفع للناس وأبقى في الأجر والثواب.

    المتصل: نحن نشتغل في التنقيب عن الذهب، ونقيم هناك ثلاثة أشهر أو شهرين أو شهراً هل نقصر الصلاة ونجمع أم لا؟

    الشيخ: أبشر، إن شاء الله أجيبك.

    المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

    السؤال الأول: (طه) في أول السورة هل هي من الحروف المقطعة، أم هي اسم من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟

    السؤال الثاني: هناك نصوص تمنع من تزكية فلان، مثلاً: مزكي فلان، فلان ولي فلان، وجاء في الحديث: ( إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ) فهل يفيد الحديث جواز التزكية؟

    السؤال الثالث: يا شيخ عبد الحي! كثير من الناس يسمع حديث: ( ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحببته، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وعينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها )، فهل هذا الحديث معناه زيادة في القوة؟ أو قوة خارقة لهذا الشخص؟

    الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

    المتصل: أسأل عن مواقيت الصلاة، نحن في مدينة الدامر صلاة الظـهر في المساجد عندنا مختلفة، بعضهم يؤذن الساعة الثانية عشرة وخمس، وبعضهم يؤذن وعشر وبعضهم وربع وبعضهم ونصف، فأيها أعتمد لصلاتي؟

    وأيضاً مدينة الخرطوم واقعة بعدنا في الجغرافيا، وتؤذن قبلنا، فهل نصلي قبل الخرطوم أو معها أو كيف؟

    السؤال الثاني: امرأة تابت من النياحة، لكنها تذهب إلى بيت الميت وترفع صوتها بالبكاء ولكن لا توصف الميت، فهل عملها جائز أم لا؟

    الشيخ: شكراً، نجيبك إن شاء الله.

    المتصل: نجد في القنوات الفضائية مسلسلات تركية على مدار الساعة ويشاهدها الناس ويقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (روحوا على أنفسكم). فما حكم مشاهدة هذه المسلسلات؟

    الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

    المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

    السؤال الأول: الجلوس بين السجدتين، هل هو سنة أو واجب؟

    السؤال الثاني: أسأل عن صلاة يصليها الناس يوم الخميس، ويكثرون من الكلام عنها؟

    السؤال الثالث: أسأل عن صلاة المنسقية لا وضوء ولا نية، لا أعرف كيف يصلونها؟

    الشيخ: ما شاء الله، نجيبك إن شاء الله.

    المتصل: أنا متزوج، وقد جاء رجل يريد مني فلوساً فحلفت له وقلت: علي الطلاق أني لا أملك في البيت إلا ثلاثة جنيهات، ثم فجأة تذكرت أن معي أربعة جنيهات، فما حكم هذا الحلف، وهل الطلاق واقع؟

    الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

    المتصل: عندي عدة أسئلة:

    السؤال الأول: يا شيخ عبد الحي ! كثير من المساجد في السودان الإمام يأتي مع الخطبة، وعلى حسب علمي يفوت عليه أجر الذهاب إلى المسجد باكراً، فما رأي الدين في ذلك؟

    السؤال الثاني: يا شيخ عبد الحي ! التنقيب العشوائي عن الذهب، يعني: هناك مقولة يقولها الناس: إن الذي يصلي وهو طاهر لا يلقى ذهباً، وأن رجلاً نقب عن ذهب وهو نجس فوجد الذهب، فهل هذا الكلام صحيح؟

    السؤال الثالث: سمعت يا شيخ أحد العلماء قال: الكذب ما بين الزوجين جائز، فهل هذا الجواز له حدود أم لا؟

    الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

    1.   

    سنية تأخر الخطيب حتى يأتي وقت الخطبة

    السؤال: أخونا أبو آمنة ذكر بأن الإمام يأتي إلى الخطبة مباشرةً، يعني: يأتي من بيته، أو ينزل من سيارته إلى الخطبة مباشرةً، فلماذا لا يبكر حتى يحصّل أجر التبكير؟

    الجواب: هذه هي السنة، بأن الإمام يخرج من بيته إلى المنبر مباشرةً، ليس من السنة أن يأتي الإمام فيجلس بين صفوف المصلين، وبعد ذلك إذا جاء وقت الخطبة قام من بينهم، و يا أبا آمنة أحسن الله إليك! اتباع السنة خير من كثرة العمل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة ما كان يجلس بين الناس، وإنما كان يخرج من بيته إلى المنبر.

    1.   

    مدى صحة عبارة: (أن الإنسان إذا كان طاهراً مصلياً فإنه لن يجد ذهباً) عند التنقيب عن الذهب

    الشيخ: أما قضية التنقيب عن الذهب، بأن الإنسان إذا كان طاهراً مصلياً، فإنه لن يجد ذهباً؟

    فهذا من أبطل الباطل، ومن أقبح الكذب، فإن ربنا جل جلاله قد جعل الطهارة سمة المؤمنين، وصفة الطيبين، الذين يحبهم، قال تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]، وقال تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4]، وقال سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، وتقوى الله عز وجل بالطهارة وغيرها يتبعها تيسير الأمر، وسعة الرزق، كما قال ربنا: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].

    وأما قول بعضهم بأن النجس هو الذي يجد ذهباً، فهذا من تزيين الشيطان، ومن تلبيس إبليس على بعض الناس، يلبس عليهم دينهم، من أجل أن يحببهم في النجاسات والقاذورات، والبقاء بالجنابة، وهجر الصلوات، وهذه ظلمات بعضها فوق بعض، فيا من تنقبون عن الذهب تطهروا في أبدانكم، وثيابكم، وواظبوا على صلواتكم، وأكثروا من دعاء ربكم، يرزقكم من حيث لا تحتسبون.

    1.   

    حدود جواز الكذب بين الزوجين

    الشيخ: وأما الكذب بين الزوجين يا أبا آمنة، فقد ثبت من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رخص الكذب في الحرب، وإصلاح ذات البين، وكلام المرأة لزوجها، والرجل لامرأته )، يعني: يجوز للمرأة أن تكذب في حديثها مع زوجها، قال علماؤنا: فيما يتعلق بالمدح، والجمال وما إلى ذلك، يعني: المرأة تقول لزوجها: أنت أجمل الناس، وأنت أطيب الناس ريحة، وأنت أصبح الناس وجهاً، وأنت أحسن الناس شعراً، وأنت وأنت .. إلخ، وقد لا يكون كذلك.

    وكذلك الرجل يمكن أن يكذب على زوجته، فيقول لها مثلاً: ما أجمل شعرك! وما أوسع عينيك! وما أحسن قوامك! وأنت كفلقة قمر، وأنت كنور الشمس، وأنت كذا، وهي ليست قمراً، ولا شمساً، وهو أيضاً ليس شجاعاً ولا كريماً ولا كذا ولا كذا، لكن لا يجوز الكذب من أجل أن تأكل حقها، ولا يجوز لها الكذب من أجل أن تأكل حقك، يعني: ما يجوز للمرأة أن تخرج من غير إذن زوجها، ثم تقول: أنا ما خرجت، ولا يجوز لها أن تنفق شيئاً من ماله، ثم تقول: أنا ما أنفقت، وكذلك الرجل، لا يجوز له أن يحرم الزوجة حقوقها، أو أن يتلبس بعلاقات آثمة، وأمور خارجة، ثم بعد ذلك يكذب عليها، هذا حرام.

    1.   

    ما يلزم من حلف بالطلاق أنه ما عنده جنيهات ثم استبان له أن عنده جنيهات

    السؤال: أبو بكر من أمبدة حلف لرجل بالطلاق، أنه ما عنده مال، ثم استبان له بأنه كان في جيبه جنيهات أربعة، فماذا يلزمه؟

    الجواب: يا أبا بكر غفر الله لي ولك! لا تحلف بالطلاق، لا جاداً ولا هازلاً، لا صادقاً ولا كاذباً، فإن النبي عليه الصلاة والسلام نهانا عن الحلف بغير الله، قال عليه الصلاة والسلام: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )، لكن طالما وأنك حلفت على غلبة ظنك، ثم استبان لك أن الأمر ليس كما قلت، فهذه يمين لغو، لا يترتب عليها شيء، ولا يقع بها طلاق وليس فيها كفارة.

    1.   

    حكم الجلوس بين السجدتين

    السؤال: أما أبو بكر محمد أحمد عباس ، من أم درمان، سأل عن الجلوس بين السجدتين، هل هو فرض أم سنة؟

    الجواب: الجلوس بين السجدتين ركن من أركان الصلاة، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رفع من السجدة، افترش يسراه، ونصب يمناه، وقال: رب اغفر لي، رب اغفر لي)، أو قال: ( رب اغفر لي وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني، واجبرني، وارفعني )، يدعو بهذه السبع الكلمات، كان يدعو بها خير البريات عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    صلاة المنسقية

    الشيخ: أما سؤالاك الآخران يا أبا بكر فما سمعت بهما في آبائنا الأولين، سأل عن صلاة المنسقية، وسأل عن صلاة ما أعرف البول وإلا البون وإلا الكذا، هذا لا علم لي به، نحن نعرف أن هناك صلوات مكتوبة، وهي الخمس، وصلاة الجمعة، ونعرف بأن هناك صلوات مسنونة، وهي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها قبيل الصلاة أو بعيدها، كالأربع التي قبل الظهر، والاثنتين بعده، واثنتين بعد المغرب، واثنتين بعد العشاء، واثنتين قبل الصبح، وكان يصلي أربعاً قبل العصر أيضاً، وكان يصلي اثنتين قبل المغرب، وكذلك كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، ونعرف هناك سنناً ذوات أسباب، كصلاة الاستخارة، وصلاة الكسوف، وصلاة الخسوف، وصلاة الاستسقاء، ونعرف أيضاً صلاة الحاجة، وهي واردة من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وصححه جمع من أهل العلم، وصلاة التسابيح الواردة في حديث العباس ، وصححها جمع من أهل العلم، وكذلك الصلاة التي تدعو إليها الحاجة، وبعض العلماء أيضاً يقول بصلاة الشكر، وكذلك من السنن التي يحافظ عليها الموفقون صلاة الضحى، وهي التي تكون إذا ارتفعت الشمس، والأفضل أن تكون إذا اشتد الحر، هذه كلها صلوات مطلوبة.

    أما هذه التي ذكرتها يا أيها الرجل فلا علم لي بها.

    1.   

    مشاهدة المسلسلات التركية

    السؤال: الأخت مناهل من الدامر، تكلمت عن المسلسلات التركية وعن حكم مشاهدتها؟

    الجواب: أنا بدايةً أريد أن أقول بأن الشعب التركي شعب مسلم، وأن فيهم حباً للدين، وحباً لأهل الدين، وحرصاً على السنة، ورغبةً فيها، وعندهم عاطفة قوية تجاه الإسلام وأهله، ويكفينا في العام الذي مضى قافلة الحرية التي خرجت، وسفينة مرمرة التي خرجت من تركيا لإغاثة إخواننا المسلمين في غزة، لما اشتد عليهم الحصار، وتآمر عليهم القريب والبعيد، ومنهم الفرعون الذي خلعه الله وطهر أرض مصر من بطشه وظلمه.

    فأقول: الأتراك هم الذين تحركت نخوتهم حين تقهقر غيرهم، وأقول أيضاً بأن تركيا بلد مسلم، الآن إذا وطئت قدماك هذه البلاد تسمع الأذان من كل حدب وصوب، والمساجد غاصة بالركع السجود، والحجاب والحمد لله ينتشر، وفي تركيا الحرص على الأعراض والغيرة على الحرمات الشي الكثير، وهذه المسلسلات لا تمثل أبداً إخواننا المسلمين في تركيا، مثلما أن المسلسلات والأفلام التي تأتينا من مصر لا تمثل السواد الأعظم من المسلمين في مصر، وإنما هي طائفة نشاز، يقال لهم: أهل الفن، أو يقال لهم: الوسط الفني، أو يقال لهم كذا، لكن سلوكهم وما يظهرون به على الشاشات لا يمثل السواد الأعظم من المسلمين في مصر، ولا السواد الأعظم من المسلمين في تركيا.

    وهذه المسلسلات التركية من اطلعوا عليها وعرفوها قالوا: بأن فيها سماً زعافاً، من التحريض على المنكرات وإشاعة الأباطيل، وقتل الغيرة في النفوس، أن يعلم الأخ بأن أخته حامل من الزنا، ثم بعد ذلك يقوم على رعايتها ويهون عليها الأمر، ويهيئ لها اللقاء بصاحبها، ويمهد لهما السبيل لممارسة الفاحشة، ما يفعل هذا مسلم ذو نخوة، ولو لم يكن له بالدين كبير شأن، فهذه من قبائح العلمنة التي تجذرت في تركيا ، لكنها والحمد لله في طريقها إلى زوال.

    1.   

    الإسعاد والندب والنياحة على الميت

    الشيخ: وأما خالتك التي تابت من النياحة، فأسأل الله أن يعينها على الثبات، فإن النياحة من كبائر الذنوب، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام : ( ثنتان في أمتي هما بهم كفر، الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت )، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام: ( أنه بريء من الصالقة، والحالقة، والشاقة )، (وأن النائحة ما لم تتب قبل موتها، فإنها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب) فالنياحة من كبائر الذنوب، والنياحة معناها: رفع الصوت بالبكاء.

    وأما التوصيف بمعنى: أنه كان كذا وكان كذا، كما كان أهل الجاهلية يقولون: وا جبلاه، وا سيداه، وا عضداه، ونحو ذلك! فهذا يسمى الندب، وهو أيضاً كالنياحة، وهو محرم، فإذا كانت صاحبتك هذه تذهب إلى بيت الـميت، وتلتزم أختها، ثم ترفع صوتها بالبكاء، فما تابت، بل هي باقية على الأمر المحرم المنهي عنه.

    والواجب على النساء أن يغيرن هذه الأعراف الفاسدة، والأوضاع المنكرة، فإذا ذهبت إحداهن للعزاء في بيت الميت، فإن عليها أن تدعو للميت، وأن تأمر أهله بالصبر، وأن تبين لهم ما أعد الله لهم من الأجر، وأن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وأما أن فلانة بكت لما ماتت أمي، فهي تذهب لتبكي، فهذا الذي كان يسميها أهل الجاهلية بالإسعاد، يعني هي جاءت فبكت، تذهب هذه فتبكي، (ولا إسعاد في الإسلام)، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    كيفية معرفة أوقات الصلاة عند اختلاف المؤذنين

    السؤال: الأخت مناهل ، قالت: بأن هناك اضطراباً في مواقيت الصلاة في الدامر، وبعض الناس يؤذن للظهر في الواحدة وخمس دقائق، وبعضهم يؤذن في الواحدة وعشر دقائق، وبعضهم يؤذن في الواحدة والنصف، فعلى من أعتمد؟

    الجواب: هذه فوضى موجودة في الخرطوم، وموجودة في الولايات، وقبل أسبوعين تقريباً عقد مؤتمر للمساجد برعاية والي الخرطوم، وتكلم فيه وزير الأوقاف في الولاية، الأستاذ: عثمان البشير الكباشي ، وطلب من القائمين على المساجد من الأئمة والمؤذنين، أن يلتزموا بالتوقيت الصادر من مجمع الفقه الإسلامي، الذي شارك في وضعه أساتذة في قسم الفيزياء من جامعة الخرطوم، ولذلك أقول بأن هذه الفوضى ينبغي أن يوضع لها حد، خاصةً وأن رمضان إن شاء الله قد اقترب، وما بيننا وبينه سوى ثلاثة أشهر، نسأل الله أن يبلغنا أيامه، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، فما جرت عليه عادة المؤذنين في أن الواحد منهم يلتزم وقتاً يؤذن فيه في الصيف والشتاء فهذا غلط، يعني: الآن بعض الناس يؤذن هنا في الخرطوم للظهر في الواحدة والنصف صيفاً وشتاء، ويؤذن للعصر في الرابعة والنصف صيفاً وشتاء، وهذا خطأ، بل الواجب أن يرفع الأذان في وقته بحسب تغير الأحوال، ولا مانع من أن يثبت الناس وقتاً للصلاة، لو مثلاً قالوا: الصلاة في الواحدة والنصف، أو الصلاة في الثانية، لا بأس، أما الأذان فينبغي أن يرفع في وقته، فإذا استطعت يا مناهل أن تحصلي على التوقيت لبلدكم، فهذا هو المطلوب، وإذا لم تستطيعي فخذي بالاحتياط، وصلي مع آخر المؤذنين أذاناً.

    1.   

    مدى صحة أن (طه) و(يس) من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

    السؤال: أخونا المهدي من بور سودان، سأل عن (طه) هل هو من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب: بعض العلماء عده في أسماء النبي عليه الصلاة والسلام، لكن لم يثبت بهذا حديث، والأقرب والعلم عند الله تعالى أن (طه) من الحروف المقطعة، ومثلها (يس)، التي افتتحت بها تسع وعشرون سورة من سور القرآن، مثلما أن البقرة وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، افتتحت بألف لام ميم، ومثلما أن غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، افتتحت بـ: (حم)، ومثلما أن الشعراء والقصص افتتحت بـ: (طسم)، والنمل افتتحت بـ: (طس)، والأعراف بـ: (المص)، والرعد بـ: (المر)، وافتتحت سورة إبراهيم وسورة يوسف وسورة هود بـ(الر)، وكذلك سورة الحجر، فكذلك سورة طه، وسورة يس، ومثلها سورة (ق)، وسورة نون، وسورة (ص)، فهذه حروف مقطعة تحدى الله بها العرب الذين يزعمون أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، فالله عز وجل قال لهم: إن محمداً عليه الصلاة والسلام يتكلم بالحروف التي بها تتكلمون، وهي ثمانية أو تسعة وعشرون حرفاً، فلو كان القرآن من وضعه كما تزعمون فأنتم عندكم هذه الأحرف، فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23]، بين الله كذب دعواهم.

    فلذلك نقول لك يا مهدي! طه ليست من أسماء نبينا عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    الجمع بين النهي عن التزكية وحديث: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد...)

    السؤال: أخونا مهدي سأل عن النهي عن التزكية، وأن قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان )، فيه جواز التزكية فكيف الجمع؟

    الجواب: أما النصوص الناهي عن التزكية فهي كثيرة، كقول ربنا جل جلاله: فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم:32]، وكقوله سبحانه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء:49]، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوهم التراب )، وكقوله صلى الله عليه وسلم لما سمع رجلاً ويثني على رجل، قال له: ( ويحك، لقد قصمت ظهر صاحبك، إن كان أحدكم مثنياً على أخيه، فليقل: أحسبه كذا وكذا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً )، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، هذا لا يتعارض مع هذا الحديث لو صح، أي: حديث: ( إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد، فاشهدوا له بالإيمان )، على فرض صحته، فلا يعني به النبي صلى الله عليه وسلم تزكية هذا الشخص، وإنما يعني بأننا نظن به خيراً، ونقول فيه خيراً، ليس معنى ذلك أننا نثني عليه، ونزكيه ونمدحه في وجه.

    ولا يتعارض هذا أيضاً مع الأحاديث التي ثبتت في ثناء النبي عليه الصلاة والسلام على بعض أصحابه، كقوله: ( ما نفعني مال مثلما نفعني مال أبي بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي، لاتخذت أبا بكر خليلاً )، أو كقوله لـ عمر : ( ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً آخر، وإن يكن في أمتي محدثون فإن منهم عمر )، أو كقوله لـ علي : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى )، وكقوله لعثمان: ( اللهم إني راضٍ عن عثمان فارض عنه )، وكقوله : ( يا ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية )، وثنائه على سعد أبن أبي وقاص : ( هذا خالي فليرني امرؤ من خاله )، وثنائه على معاذ و على أبي وعلى ابن مسعود وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين، كما قال الإمام النووي رحمه الله: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمن على هؤلاء الفتنة؛ لأنهم لا يفتنون بهذا الثناء، ولذلك ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ما زادهم إلا تواضعاً وإخباتاً، وخشيةً، وخوفاً من الله عز وجل، وقياماً بأمره، وتواضعاً لخلقه، هذا الذي ينبغي.

    أما الواحد منا إذا أثني عليه في وجه فإنه ربما ينتفخ ويتعاظم حتى يظن أن حواء ما ولدت مثله، نسأل الله أن يتوب علينا أجمعين.

    1.   

    معنى حديث: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب...)

    الشيخ: وأما سؤالك عن الحديث القدسي: ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها ).

    فهذا الحديث ليس معناه كما ظن بعض الناس أنه دال على وحدة الوجود، عياذاً بالله، وليس معناه كما يظن بعض الناس بأن ولي الله عز وجل سيرى ما لا يراه الناس، ويسمع ما لا يسمعه الناس، وما إلى ذلك، مع أننا نؤمن بالكرامات وأنها موجودة، وأن الله يجريها على يد من شاء من عباده، لكن المعنى المرضي لهذا الحديث، كما نص على ذلك أهل العلم، أن الإنسان الذي يتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، الله عز وجل يسدده ويوفقه، ويجعل حواسه في رضا ربه، فلا يسمع إلا ما يرضاه الله، ولا يبصر إلا ما يرضاه الله، ولا يبطش بيديه إلا فيما يحبه الله، ولا يمشي برجليه إلا لما يحبه الله، هذا هو المعنى المرتضى والعلم عند الله تعالى.

    1.   

    قصر الصلاة ممن يقيم في بلد ما ثلاثة أشهر

    السؤال: أما خونا موسى! يا من تنقب عن الذهب، وتقيم في خيمة، وتسأل عن القصر في الصلاة، وأنتم تقيمون في تلك الخيمة شهوراً ثلاثة، أو شهرين أو شهراً؟

    الجواب: فأقول: ليس من حقكم أن تقصروا، بل الواجب عليكم أن تتموا، فإن من ظعن إلى مكان نوى فيه الإقامة أربعة أيام صحاح فقد وجب عليه الإتمام، فواجب عليك أن تتم، إذا ذهبت إلى أي مكان، وأنت تريد أن تقيم أربعة أيام صحاح، يعني: ليس فيها يوم الوصول، ولا يوم الخروج، فيجب عليك الإتمام، ولا يجوز لك أن تقصر.

    المتصل: عندي عدد من الأسئلة:

    السؤال الأول: ما حكم بيع الحقوق يا شيخ عبد الحي، يعني: حقوق نهاية الخدمة؟

    السؤال الثاني: عن خلو الرجل بالنسبة للمحلات، يعني: محل تجاري كان شغالاً، وخرج المستأجر من المحل، ويأتي الذي بعده ويدفع فيه فلوساً؟

    السؤال الثالث: شخص يشتغل سمساراً في بيع الأراضي فيتفق مع صاحب الأرض على سعر محدد، ثم بعد ذلك عند أن يبيعها يزيد في السعر، فهل هذا جائز؟

    الشيخ: شكراً لك. نجيبك إن شاء الله.

    1.   

    حكم السمسرة في الأراضي

    الشيخ: بالنسبة لسؤالك يا أبا ذر عن السمسرة في الأراضي فالسمسرة مشروعة بشرطها، وهذا الشرط يتمثل في أمرين اثنين: الصدق في الوصف، والبيان للعيب. ومن الصدق أن تذكر السعر الحقيقي لقطعة الأرض، مثلاً: أنا أريد أن أبيع أرضاً، وهذه الأرض قلت لك: أنا أريد فيها عشرين ألفاً، أو خمسين ألفاً، أو مائة ألف مثلاً، فينبغي لك أن تعرضها بالسعر الذي طلبته منك، ثم بعد ذلك تطلب أجرتك، فالسمسرة حقيقتها وكالة، أني أوكلك في بيع هذه القطعة.

    أو هناك طريقة أخرى، تقول لي: كم تريد في هذه القطعة؟ أقول لك: أنا أريد مائة، فتقول لي: أنا سأجتهد وما زاد فهو لي، يقول لك: خير، فتعرضها أنت بمائة وخمسة أو بمائة وعشرة، ثم ما زاد يكون لك، فهذا أيضاً لا حرج فيه، أما لو قلت لك: أنا أريد فيها مائةً، وبعد ذلك أجر السمسرة، أو أجر الوكالة علي، أو على المشتري، أو بيني وبين المشتري مناصفةً، فلا يحل لك أن تذهب فتقول: بأن هذه الأرض صاحبها يريد فيها مائة وعشرة، وبعض السماسرة ما يتقي الله، يحلف يميناً فاجرة، أنا طلبت فيها مائة، فيعرضها بمائة وعشرة، فيقول له المشتري: يا أخي خليها بمائة، يقول له: والله والله والله مثل هذا جابوا فيه مائة وخمسة ورفض. وهو في ذلك كاذب؛ لأن صاحب الأرض ما طلب إلا مائة، فهو يبيعها بمائة وعشرة، ثم يأتي لصاحب الأرض فيطلب منه نصيبه أو حقه كما يقولون: أعطني حقي، فيأخذ من هذا عشرة، ومن هذا عشرة، ويأكل ذلك سحتاً، قال صلى الله عليه وسلم: ( كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ).

    فيا معشر السماسرة! اتقوا الله في مكاسبكم، وحاسبوا أنفسكم ولا تأكلوا حراماً.

    1.   

    طلب المستأجر مالاً من صاحب العقار مقابل نقل القدم

    الشيخ: أما خلو الرجل يا أبا ذر فقد صدر فيه قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي بأنه لا يجوز، وأنه من أكل أموال الناس بالباطل، يعني: ما يجوز لي إن استأجرت منك حانوتاً، أو شقة، وبعد ذلك طلبت مني الخروج أو أنا أردت الخروج بنفسي، أقول لك: لا بد أن تدفع لي شيئاً، هذا ليس من الدين في شيء.

    1.   

    حكم بيع ما يسمى بـ(حقوق نهاية الخدمة)

    الشيخ: بالنسبة لبيع الحقوق، أيضاً لا يجوز؛ لأنه بيع معدوم، ولأنه بيع مال بمال، يعني: أكثر أو أقل منه، هذا كله لا يجوز.

    وأوصيكم في هذه الليلة المباركة بأن تكثروا من الصلاة والسلام على خير الأنام، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755944367