أما بعــد:
أيتها الأخوات الكريمات! هذه رسالة إلى صانعة الأجيال، صانعة المجتمعات، هذه رسالة إلى المرأة التي جاءت تطلب الأجر من الله جل وعلا في صناعة هذا الجيل.
أيتها الأخت الكريمة! لعل الناظرة منكن إلى هذا المجتمع وإلى هذا الجيل الذي نعيش فيه، تجد أن الفساد وأن الشر قد انتشر، وأن الضلال قد عم، وأن المنكر قد استفحل، كما قال الله جل وعلا: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ [الروم:41] ففي البيوت فساد، وفي الأسواق فساد، وفي الشوارع فساد، وفي المدارس فساد، وفي الجامعات فساد، في كل الدنيا فساد، الشر قد انتشر، والله عز وجل ينتدبنا مؤمنين ومؤمنات، وصالحين وصالحات: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ [التوبة:71] وصفتهم: بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] وهذه الولاية وذلك التعاون من أجل: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71].
نعم. المؤمنون بعضهم أولياء بعض، والمؤمنات بعضهن أولياء بعض، يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر؛ المنكر الذي قد انتشر في البيوت والأسواق، وفي المدارس والجامعات، وفي كل مكان، الله عز وجل انتدبك يا صانعة الأجيال! ويا مربية الأنبياء والرسل!
من أين خرج موسى؟ وكيف تربى عيسى؟ ومن أين ظهر نوح عليهم الصلاة والسلام؟ ومن الذي أرضع محمداً عليه الصلاة والسلام؟ إنها المرأة، إنها صانعة الرجال.
أختي الكريمة، إليك أوجه هذه الكلمات، وإن كانت النصيحة في الوقت قصيرة، لكن أرجو أن تكون ثمينة فلرب كلام قليل يدل على خير كثير.
أختي الكريمة: يا من تعيشين في البيت والله عز وجل أمرك أن تقري فيه! ألا ترين حولك في البيت أن المنكرات قد انتشرت، والفساد قد عم، أين دورك؟ وما هي وظيفتك في البيت؟ أكل وطبخ وشرب وتنظيف فقط، إن التنظيف الأول والمطلوب الأول منك يا أمة الله: تنظيف البيت من المنكرات قبل القاذورات! وإن تطييب البيت المطلوب تطييبه بالصالحات، من صلاة وذكر وقرآن قبل أن تكون بالروائح الطيبة.
أختي الكريمة: أين دورك؟ ما هي التربية التي ربيت بها أولئك الأبناء؟ هل هذا التلفاز جاء رغماً عن أنفك؟ أم لك دور في تربية الأبناء منذ الصغر على توجيه هذا التلفاز، وعلى تقييده، وعلى التحذير من شره؟
أجيبك بهذه الإجابة: حتى تطرد الملائكة من البيت، وتأتي الشياطين لتعشعش في هذا البيت المسلم.
أختي الكريمة: من الذي أباح لك أن تعلقي هذه الصور؟ وما دورك في البيت؛ طباخة، كناسة، نعم هذا عمل شريف وعظيم، لكن أعظم من هذا أن تكنسي البيت من تلك الصور: (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة).
بل من الذي أباح لك في البيت أن تأتي بأولئك الخادمات الكافرات اللواتي يربين الأبناء، وعلامَ يربين الأبناء؟ خادمة نصرانية، ألم تسمعي بطفل يعيش في بلاد المسلمين لأبوين مسلمين، كبر هذا الطفل فوجد يعلق على صدره صليباً، فلما سئل قال: مربيتي ومعلمتي هي التي علمتني، قالوا: أمك؟! قال: لا. بل الخادمة، لأنه يعيش مع الخادمة أكثر من الأم.
أين دورك يا صانعة الأجيال؟
هل خلقنا لأجل مجالس اللغو والشاي والقهوة، ولنقلب المجلات، ولنقرأ الجرائد؟ ثم الأولاد من الذي يربيهم؟ الخادمة.
أيا صانعة الأجيال أين دورك في البيت؟
أختي الكريمة: أنتِ حارسة للبيت، تمنعين الشر من دخوله، وكل ضلال وفساد إنما يعرض عليك قبل الدخول في البيت، ثم يمنع.
وإليك أيتها الأخت علامات تعرفين بها تلك الساحرات الكافرات الفاجرات، اللواتي أفسدن بيوت كثير من المسلمات، هذه العلامات احفظيها، وأرجو أختي الكريمة، أن تعلمي هذه العلامات لكل النساء، من جارات وصديقات وقريبات، علميهن هذه العلامات، علامات الكافرات الساحرات، اللواتي أمرنا الله عز وجل أن نستعيذ من شرهن، قال الله جل وعلا: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:1-4]. إذا أردت أن تربي أهل بيتك على الصلاح والعفة، فاسمعي إلى علامات تلك الساحرات اللواتي أفسدن بيوت كثير من المسلمين:
أيتها الأخوات! الأمر خطير، ليس الأمر شفاء مريض فحسب، الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) تعلمن ما معنى كفر؟ معناها: أن الصلوات، وصيام رمضان، وقراءة القرآن، والصدقات كلها صارت هباءً منثوراً.
بعض الناس من العوام الجهلة، يسمون هؤلاء الجن أجاويد أو أجواد، وبعضهم عير ذلك، وهذا من الجهل والبعد عن شريعة الله جل وعلا، ولو كانت تقرأ القرآن لسمعت قوله جل وعلا: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن:6].
كان هذا فعل الجاهلية، فعل الكفار، يستغيثون ويطلبون الإعانة والاستعانة من الجن.
والمصيبة كل المصيبة أنه يلبس على الناس أن أسماءهم مطاوعة وشيوخ، وأنهم أهل دين، وأنهم أهل قرآن، بعضهم يعلق المصحف أو أنه يعلق بعض الآيات في بيته، وكل هذا دجل، وكذب وضحك على الذقون.
تكتب الآيات في الأعلى والأسفل وفي اليمين والشمال لكن في وسط الورقة طلاسم، وكلمات غير مفهومة، كلمات تضحكين عليها، حروف وأرقام، وهو كفر بالله، واستغاثة بالشياطين، هذه استعاذة واستعانة بغير الله جل وعلا، والله عز وجل أمرنا ألا نستعين إلا به: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5].
بعضهم يقول للمريض: اجلس في غرفة مظلمة، لا يدخل عليك فيها أحد فترة معينة من الزمن، أياماً معدودة، هذه من علامات بعضهم.
وبعضهم يطلب من المريض ألا يمس الماء مدة من الزمن، لا يغتسل ولا يتوضأ.
وبعضهم يعطي المريض أشياء يقول: هذه خذها وادفنها في أرض كذا وكذا.
وبعضهم يعطي المريض أوراقاً يقول: هذه احرقها وتبخر بها، وبخر البيت، وبخر الغرفة كل يوم بها.
هذه كلها من علامات الدجالين المشعوذين، وبعضهم يتمتم بكلام غير معروف.
وبعض الساحرين والساحرات يخبر المريض أول ما يدخل يقول: أنت فيك كذا، ومبتلى بكذا، ووقع لك كذا، وسقطت في الحمام، وأتاك فلان، وترى في المنام كذا، وما يدريك؟ إنه يدعي علم الغيب؟ لا. هو يستعين بالجن والشياطين، ليعلموه هذه الأمور.
أختي الكريمة: يا صانعة الأجيال! بيوت المسلمين والمسلمات ممنوع عليها أن تدخلها أولئك الساحرات، لأن الله جل وعلا يقول عنهم: إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:69].
كيف نتصرف معهن؟ نطردهن، نفضحهن، نمنعهن، نحاربهن في كل مجلس، تعلمن عن أم فلان؟ تعلمن عن فلانة المطوعة؟ ألا تعلمن أنها تفعل كذا وكذا؟ هي مشعوذة، هي ساحرة، هي دجالة، ولا تخافي إلا من الله، لأن الله يقول: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102] قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة:51].
تعلمين الصبي الصغير كيف يتوضأ، والبنت الصغيرة تربينها منذ الصغر على العفاف والحياء، والحشمة، تعلمينها ولو كان عمرها ست أو سبع سنوات، أنها لا تخرج إلا متحجبة متعففة، لا تقلد الغرب، لا تقلد أولئك الكافرات، هل جربت أن تصلحي البيت؟
ما بال البيت أختي الكريمة لا نسمع فيه القرآن؟ ولا يتلى فيه كتاب الله جل وعلا، ما الذي جرى في البيت؟ بيوت الصالحات السابقات، إذا دخلت البيت ترينها آخر الليل الزوجة والزوج يقومان الليل، فإذا أذن الفجر استيقظ أهل البيت -كل من بلغ سبع سنوات- ليصلوا الفجر، ما بالنا في بيوتنا أختي الكريمة لا نرى في صلاة الفجر ضوء يضاء، ولا ناراً تشعل، ولا سراجاً يضيء؟ ما لنا أختي الكريمة! نرى البيوت لا تستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، بيوت نسأل الله العافية، أزال الله عنها البركة؟
أختي الكريمة: يا صانعة الأجيال! أراك تذهبين إلى المدرسة، وتخالطين الفتيات، وتجلسين مع بعض المتبرجات، ما أراك تتكلمين بكلمة، أو تهديهن شريطاً أو كتيباً أو تنصحينهن بنصيحة؟! ألم تسمعي قول الله جل وعلا: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ [يوسف:108].
أينما كنت أيتها الأخت الكريمة؛ في المدرسة، والبيت، والشارع، والسوق، والوظيفة، أنت داعية إلى الله جل وعلا، لا فرق بين الرجل والمرأة.
المرأة تدعو النساء، والرجل يدعو الرجال في الفصل، وإذا خرجتن من المدرسة، إذا جلست بين الحصص تجلسين مع فلانة، تقولين لها: اسمعي هذا الشريط لعل الله أن ينفعك به، فلانة! ما رأيك بهذا الكتيب هو هدية مني إليك، فلانة! عندنا مجلس للذكر، نجتمع فيه عند بيت فلانة، نستمع إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، نتدارس القرآن، نتعلم بعض الخير، ما رأيك أن تأتي إلينا إلى هذا المجلس؟ فلانة ما لي أراك لا تتحجبين، ألا تخافين من نار الله جل وعلا؟ ألا تخشين عقوبة الله؟ ألا تعلمين أن المتبرجة لا تدخل الجنة، ولا تجد رائحة الجنة؟
أختي الكريمة: عندما تذهبين إلى الأسواق، مالي أرى حالك كحال كثير من النساء، لا تبالي بحلال أو حرام، تخرج متعطرة، متبرجة، متزينة، وكأنها تقول للرجال: انظروا إلى هذا الجمال، وانظروا إلى هذا الوجه، ومن منكم يتبعني؟ ومن منكم يلحقني؟
أولاً: لا نخرج إلى الأسواق إلا متحجبات، محتشمات، متسترات، متعففات، بعض الأسواق لا يجوز لنا أن ندخلها، لأنها مريبة، بعض الأسواق فيها شبه، بعض الأسواق أيتها الأخت والله لو كنت صالحة عفيفة، لا يصلح أن تدخلي تلك الأسواق ولو كانت الحاجة ما كانت، الحمد لله لن تموتي من الجوع، الحمد لله أنت عندك ملابس تسترين بها العورات، ولا ينقصك شيء.
بعض الأسواق أيتها الأخت الكريمة -وأنت تعلمين عنها- لا تسلم منها حتى الصالحات، ما نذهب إليها إلا لعلة إذا كان عندنا محرم.
أختي الكريمة: بعض المحلات لا بد أن نقاطعها، نقاطع هذه المحلات التي تبيع أشرطة للأغاني، ومجلات خليعة، وملابس فاضحة، وتعلق بعض الصور التي هي أشبه ما تكون للنساء العاريات، هذه المحلات نقاطعها، وتلك المحلات نهجرها، بل نأمر الناس بحربها وبتركها، أيتها الأخت، هذه وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
مالي أراك أيها الأخت إذا ذهبت إلى السوق تكلمين البائع أو أخوك، وكأنه زوجك، تضحكين معه، وتتلطفين في العبارة معه، والله جل وعلا يقول لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أشرف النساء على وجه الأرض: إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] المرأة لا تتلين في الكلام، ولا تتميع في الحديث مع البائعين، والتجار، والمارين، بل بعضهن أعاذنا الله وإياكن من هذا، إذا رفعت سماعة الهاتف، وكأنها في الحديث تتميع وتتلين، وتخضع بالقول، كأنها تقول لهذا الرجل: هيت لك، أعوذ بالله من تلك الأساليب.
بل إن بعض الصالحات، وكما حدثنا عنهن -ثبتهن الله- كانت إحداهن تدرس في كلية الشريعة وتدرس مادة القرآن على شيخ صالح، وهذه المادة فيها اختبار شفوي، وعليها درجات، هذه المرأة المتسترة صاحبة العفاف والحياء، تقول: تنازلت عن هذا الاختبار، وضحيت بتلك الدرجات وأخذت في الاختبار صفراً تقول: لا أريد أن يسمع رجل صوتي، لا أريد أن يسمع رجل صوتي.
نساء المسلمين في الأسواق نسمع أصواتهن من خارج المحلات يضاحكن البائعين، وكأنهم أزواج لهن، وكأنهم إخوان لهن، إذا دخلت المحل أزالت الحجاب، تقول: حتى أرى البضاعة.
أختي الكريمة: إذا كان هذا حالنا فلنعلم بأن الله عز وجل سوف يؤاخذنا بما نفعل، ولعل العقوبة تكون في الدنيا قبل الآخرة.
أختي الكريمة: إذا ذهبت إلى الأسواق، مالي أراك تشترين من الحلال والحرام؟ مجلات خليعة ما أنزل الله بها من سلطان، ادخلي المكتبات والجمعيات ماذا ترين فيها؟ مجلات تدعو إلى الجنس والشهوة، افتحيها ماذا فيها؟ فيها أخبار ممثلين وممثلات، ومسلسلات وأفلام، ودعوة إلى الفحش والدعارة، وبعض القصص الغرامية، تأتين بالمجلة، أولاً: حرام عليك أن تقرئي هذه المجلات، ثانياً: لو أتيت بهذه المجلة ورميت بها في البيت من يقرأ هذه المجلة؟
أيتها الأم! أيتها الزوجة! لنكن صادقين، إذا الزوج فتح المجلة، ونظر إلى تلك الصورة الجميلة، أتعرفين ماذا سوف يفعل؟ سوف يستقبح صورتك، وسوف يكره منظرك، لأنه نظر إلى صورة أجمل من صورتك، إذا شاهد تلك المسلسلات، ونظر إلى تلك الصور الابن المراهق، تعلمن أيتها الأخوات ماذا سوف يحدث؟!
هذا أمه منذ الصغر ما كانت تعرفه، ما كان يعرف إلا هذه الخادمة وذلك السائق، ثم لما كبر شيئاً ما، خرج من البيت لا يأتي إلا في منتصف الليل، أين الأم؟ مع سماعة الهاتف، أو أمام المسلسل، أو تقلب المجلات إلى منتصف الليل، وجاء إلى غرفة المجلس رأى تلك المجلات، وهذه الأفلام والأشرطة، فأخذها وذهب إلى الغرفة وأغلق على نفسه الباب، ليكمل مسيرة الفساد، والذي أفسده؟ الأم والأب: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها).
أولاً: المرأة في هذا الزمن -إلا من رحم الله- لا تبحث عن رجل صالح، بل تبحث عن رجل وسيم، صاحب سيارة ضخمة، وصاحب منصب، وصاحب رفعة، واسمه كذا، ومن القبيلة الفلانية، هذا الذي تبحث عنه كثير من المسلمات، هداهن الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
غلاء المهور: بعض المسلمات يفتخرن على غيرهن، تقول: كم مهرك؟ أنا مهري خمسة آلاف فقط!!! فتجيبها خمسة آلف يا مسكينة! أنا مهري سبعة آلاف، وما تدري هذه الجاهلة أن المهر كلما زاد كلما قلت بركة المرأة، وهذا بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أقلهن مؤنة -أي مهراً- أكثرهن بركة) يعني: التي مهرها عشرة دنانير أعظم بركة من التي مهرها ألف دينار، والتي مهرها ألف دينار أعظم بركة من التي مهرها ألفين، ما بالك بالتي مهرها سبعة آلاف أو ثمانية آلاف دينار، أين البركة فيها؟! لعلك تقولين: أنا مجبورة، وأنا مقيدة بالعادات.
أقول لك يا أمة الله: قوليها صريحة: بأنني لا أريد إلا ما أجهز به نفسي للعرس، ولا أظن أن امرأة تريد أكثر من ألف دينار لتجهز نفسها، ولكنها العادات، نسأل الله عز وجل أن يعافينا منها، والله جل وعلا يقول: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء:26-27].
في بعض عادات النساء في الأفراح تسمع أصوات الغناء، والدفوف، والطار، وبعض المعازف والأغاني تخرج خارج الصالات، وخارج البيوت مكبرات ليسمع تلك الأصوات كل من مر عند البيت، وكل الجيران، وهذا حرام، فالذي أباحه لنا الشرع دف تضربه بعض الجواري بينهن ولا يسمعهن الرجال، ومعه كلمات لا تشتمل على فحش ولا على بذاءة ولا على سب ولا ما يخالف الدين، وكلام بسيط، وذلك الدف بغير معازف ولا أغاني هذا الذي أباحه لنا الشرع في العرس.
ثم أختي الكريمة: بعض الأعراس يكون فيها السهر، حتى إن بعض النساء تخرج في الساعة الثانية عشرة، أو الواحدة ليلاً، فتذهب لتنام وتترك صلاة الفجر.
وما يحدث في كثير من الأعراس من تبرج واختلاط، حتى إن بعض الرجال يدخل صالة الأفراح، ومن الذي أباح للزوج أن يدخل في الصالة يأخذ زوجته يقول: هذه عادة؛ لكن يدخل في الصالة ويجلس مع الزوجة أمام النساء ليتمتع برؤية الوجوه، ليرى نساء جميلات وإذا نظر إلى زوجته عافها واستقبحها وكره منظرها، لأنه رأى خمسمائة أو أربعمائة امرأة كل واحدة أجمل من الأخرى، من الذي أباح له أن يدخل؟ ومن الذي سمح له أن يدخل على النساء؟ هل هو رجل أم امرأة؟ فإن كان رجلاً فلنحترم أنفسنا ولنعظم شرعنا، بأنه لا يجوز له أن يدخل كما قال عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء، قال رجل: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت، الحمو الموت).
أختي الكريمة: يا صانعة الأجيال! كما قلت لك: إن الفساد كثير، والمنكرات كثيرة، فلنخرج من هذه الصالة .. كل واحدة منا بيدها وفي لسانها وبجهدها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدخل في البيت تفتش، تذهب إلى المدرسة تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر، وفي الوظيفة، وفي كل مكان بالضوابط الشرعية بينها وبين النساء، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وقائدنا وشعارنا: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ [هود:88].
أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما سمعنا، هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر