إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (439)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم تقديم الشريك من محصول البستان للضيف دون علم الشريك الآخر

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    الشيخ: نعم.

    ====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة الأردنية الهاشمية، وباعثها مستمع يقول المرسل عوض ، أخونا عوض عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت، ويسأل في هذه الحلقة بعضاً من الأسئلة، فيقول في أحدها: إنني أعمل في بستان بالريع، أي: أحصل على ربع المحصول، وشريكي له ثلاثة أرباع، هل يجوز لي أن أعطي أحداً من البستان بدون علم شريكي، علماً بأنني أعطي لمجرد الأكل وليس للبيع؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإذا كنت تعلم أن صاحبك يرضى بهذا ويسمح فلا بأس جزاك الله خيرا، وإذا كنت لا تعلم ذلك فاستأذنه حتى يأذن لك في أن تعطي من ريع هذا البستان من يزورك من الإخوان، وهذا من باب أداء الأمانة؛ لأن الشيء قد يكثر قد يكون الزوار كثيرين فيضر ذلك شريكك، ولكن تسأله وتقول له: إنه يأتيني كذا وكذا، وترجو منه السماح في تقديم ما تراه للضيف، هذا إذا كان الشيء كثيراً.

    أما الشيء العادي الذي جرت العادة بين الناس أن يقدموه للضيوف، وليس فيه شيء يضر صاحبك فالأمر في هذا واسع إن شاء الله، يحسب من الجميع؛ لأن الضيف له حق على الجميع، وإذا جاء الزائر وقدمت له فاكهة فلا بأس، إذا كان شيء عادي ليس فيه مضرة، أما إذا كان الضيوف كثيرين ويحصل بذلك مضرة على صاحبك، فالذي أرى والأحوط لك أن تستأذن، أما الخفيف المعتاد فلا بأس لا حاجة للاستئذان.

    1.   

    حكم إلقاء السلام على المرأة الأجنبية

    السؤال: ما حكم السلام على المرأة الأجنبية؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، إذا لم يكن فيه فتنة، السلام عليكم، كيف حالك؟ كيف حال أولادك؟ كيف حال والديك؟ ما فيه بأس، كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم على النساء وكن يسلمن عليه والصحابة كذلك، لا حرج في ذلك، أما إذا كان يخشى الفتنة فليدع ذلك يلتمس مجالاً يبتعد عن هذا الشيء إذا كان يخشى؛ لأن كلامها يفتنه ويتحرك له قلبه، وربما يخشى الوقوع في الفتنة.

    المقصود: إذا كان لا يخشى شيئاً فإنه يسلم ويرد السلام، ويسألها عن حالها، ولا بأس، أما إذا كان يخشى فتنة؛ لأنها امرأة لا تبالي بالتكشف أو الكلام الذي قد يوقع الفتنة أو ما أشبه ذلك، فلا. فهو أعلم بنفسه يبتعد عن الشيء الذي يخشى منه الفتنة.

    1.   

    أم المخطوبة قبل العقد ليست من المحارم

    السؤال: هل أم خطيبتي قبل كتابة العقد تعتبر من المحارم؟ وهل يجوز أن أسلم عليها؟

    الجواب: ليست من المحارم حتى يتم العقد، أما قبل ذلك فهي أجنبية، تسلم عليها تسأل عن حالها وعلى خطيبتك سلاماً لا يتضمن كشفاً ولا خلوة ولا فتنة، سلاماً عادي مثلما تسلم على الأجنبيات الأخريات، إذا كان ذلك ليس فيه فتنة، ولا يخشى منه الفتنة.

    1.   

    حكم حديث: (تارك الصلاة لا يقبل منه عمل وإن مات لا يغسل...)

    السؤال: أرجو إفادتي هل هذا الحديث صحيح، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تارك الصلاة لا يقبل منه عمل، وإن مات لا يغسل ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين) ؟

    الجواب: ليس هذا حديثاً، هذا من كلام بعض العلماء، وليس حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا من كلام من يرى أن تارك الصلاة كافر كفراً أكبر، يقول: لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في الصحيح، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) هذا الكلام يقوله من قال: بأن تارك الصلاة كافر، يقول: لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، لكن يدفن في محل بعيد عن مقابر المسلمين بأرض يحفر فيها ويدفن كسائر الكفار، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـعلي لما مات أبو طالب ، وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال: اذهب فواره) يعني: فادفنه، ما قال: كفنه وصل عليه، لا؛ لأنه مات على الكفر، مات أبو طالب على دين قومه، اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في إسلام أبي طالب لكن لم يهتد، وأنزل الله في ذلك: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56]، :لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272].

    فالمقصود: أن الكافر من أقارب أو غيرهم لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين.

    1.   

    حكم تأدية العمرة عن الوالدين في وقت واحد

    السؤال: هل يجوز لي عند تأدية مناسك العمرة أن أعتمر لوالدي ولوالدتي في نفس الوقت؟

    الجواب: لا حرج في ذلك إذا اعتمر المسلم لنفسه، وأحب أن يعتمر لأبيه وأمه فلا بأس؛ إذا كانا ميتين أو كانا عاجزين لكبر سنهما أو لمرضهما الذي لا يرجى برؤه، فلا بأس أن يعتمر عنهم، بل يشرع ذلك، بل من برهما العمرة عنهما والحج عنهما.

    فإذا فرغ من عمرته خرج للتنعيم أو للجعرانة أو لعرفات، يعني: الحل خارج الحرم، فيحرم من هناك ثم يطوف ويسعى ويقصر بالنية عن أمه أو عن أبيه أو عن غيرهما من الأموات، أو العاجزين عجزاً لا يستطيعون معه الحج والعمرة؛ لكبر سنهما لكبر السن أو لمرض لا يرجى برؤه، ليس خاصاً بالأبوين، بل لو اعتمر عن أخيه أو ابنه أو خاله أو عمه أو أخيه أو صديقه المسلم لا بأس، إذا كان ميتاً أو عاجزاً عجزاً يمنعه من الحج والعمرة؛ لكبر السن أو للمرض الذي لا يرجى برؤه، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة من التنعيم لما كانت في مكة، أخرجها للتنعيم واعتمرت فدل ذلك على أن الذي في مكة إذا أراد العمرة يكفيه الخروج إلى التنعيم أو غيره من الحل، يحرم من هناك ويلبي بالعمرة من هناك ويكفي، أما الحاج لا من نفس مكة، الحج يحرم من نفس مكة ولا يحتاج إلى الخروج، نعم، إذا كان من أهل مكة أو مقيماً بها.

    1.   

    حكم الحلف على القرآن ولمسه على غير طهارة

    السؤال: من بغداد في العراق رسالة بتوقيع إحدى المستمعات تقول: أختكم في الله ميسرة تسأل جمعاً من الأسئلة، في أحدها تقول: اضطررت في مرة من المرات أن أحلف اليمين على القرآن، ولكني كنت على غير طهارة، فما حكم ما فعلت؟

    الجواب: ما فيه حاجة للحلف على القرآن يكفي اليمين من غير حاجة إلى الحلف على القرآن، وإذا حلفت على القرآن وأنت على غير طهارة لمستيه فعليك التوبة والاستغفار؛ لأن القرآن لا يمسه إلا طاهر، إلا من هو على وضوء وليس على جنابة، يكون متطهراً من الجنابة ومن الحدث الأصغر أيضاً؛ لقوله جل وعلا: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة:79] ، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم (أمر أن لا يمس القرآن إلا طاهر) قال: (لا يمس القرآن إلا طاهر..).

    المقصود أنك إذا كنت لمست القرآن عند الحلف وأنت على غير وضوء فعليك التوبة والاستغفار، وليس هناك أصل بين للذين يحلفون على القرآن، يكفي أن يحلف وإن كان على غير القرآن، يقول: والله ما فعلت كذا، والله إنه صار كذا، يكفي ولا حاجة إلى أن يقال له: احلف على القرآن؛ لعدم الدليل على هذا الأمر، فإذا حلف لخصمه أنه ما عنده إلا هذا الحق المدعى وليس هناك بينة كفى ولا حاجة إلى أن يحلف على القرآن.

    1.   

    السنن الرواتب

    السؤال: تسأل سماحتكم عن السنن الرواتب، وإذا كان هناك أربع ركعات مثلاً قبل الظهر أو قبل العصر، فهل أسلم من كل ركعتين؟ أم كيف يكون الحال، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة: منها: أربع قبل الظهر تسليمتان، وثنتان بعدها تسليمة واحدة، ثنتان بعد المغرب تسليمة واحدة، ثنتان بعد العشاء تسليمة واحدة، ثنتان قبل صلاة الفجر تسليمة واحدة، كان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام في الحضر، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من صلى ثنتي عشر ركعة تطوعاً في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة).

    وجاء في حديث أم حبيبة تفسيرها اثنا عشر بهذه الركعات الرواتب، فمن حافظ عليها فهو على خير عظيم، وفي هذا الحديث أنه موعود بالجنة، إذا صلاها في اليوم تطوعاً بني له بهن بيت في الجنة، وهي كما تقدم: أربع قبل الظهر يسلم من كل ثنتين، ثنتان بعد الظهر يعني: ركعتين، ركعتان بعد المغرب، ركعتان بعد العشاء، ركعتان قبل صلاة الصبح، هذه يقال لها: الرواتب، وإن صلى بعد الظهر أربعاً كان أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار) ، لكنها ليست راتبة أربعاً بعد الظهر، الراتبة ثنتان فإذا زاد وصلى ثنتين عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا خيراً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها سمعت النبي يقول عليه الصلاة والسلام: (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار).

    ويستحب أيضاً أن يصلي أربعاً قبل العصر، ليست راتبة، لكن يستحب أن يصليها تسليمتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرأ صلى أربعاً قبل العصر) رواه أحمد والترمذي وجماعة بإسناد صحيح عن ابن عمر.

    ويستحب أيضاً أن يصلي بين كل أذانين صلاة، بين أذان المغرب والإقامة، أذان العشاء والإقامة ركعتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، وقال في الثالثة: لمن شاء) ، وقال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: فلمن شاء) ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصلون قبل المغرب ركعتين، بعد أذان المغرب ركعتين قبل أن تقام الصلاة، هذه سنة، ليست رواتب لكن سنة، أربعاً بعد الظهر سنة وليست راتبة الراتبة ثنتان، أربعاً قبل العصر تسليمتين سنة لكن ليست راتبة، يعني: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها، لكن إذا حافظ عليها المؤمن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرأً صلى أربعاً قبل العصر) كان هذا أفضل، يحافظ عليها قبل العصر عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم.

    هكذا إذا صلى بين المغرب، بين أذان المغرب والإقامة ركعتين، بين أذان العشاء والإقامة ركعتين كان هذا أفضل، وهكذا الضحى؛ لأن الضحى سنة، الضحى بعد ارتفاع الشمس إلى وقوفها، يصلي ركعتين أو أربع أو أكثر، كان النبي يفعلها صلى الله عليه وسلم بعض الأحيان، ووصى بها جماعة من الصحابة سنة الضحى، وهي مستحبة في السفر والحضر.

    وهكذا التهجد بالليل، كونه يتهجد بالليل بعد صلاة العشاء يصلي ما يسر الله له ويوتر بواحدة، يصلي ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشر أو ثلاث عشر أو أكثر، يصلي ما تيسر له في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يتهجد بالليل عليه الصلاة والسلام، ويوتر بواحدة عليه الصلاة والسلام، وكان صلى الله عليه وسلم قد أوتر في أول الليل، وفي بعض الأحيان في وسط الليل ثم استقر أخيراً اجتهاده ووتره وتهجده في آخر الليل، عليه الصلاة والسلام، وهو الأفضل إذا تيسر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة) وذلك أفضل وأقل ذلك ركعة واحدة، أقل شيء ركعة واحدة يوتر بها بعد العشاء، بعد سنة العشاء، وإن أوتر بثلاث فهو أفضل، وإن أوتر بأكثر فهو أفضل، يسلم من كل ثنتين.

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب يتهجد بإحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة في آخر الليل، وربما صلى ثلاث عشرة يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الأفضل، وإن سرد ثلاثاً جميعاً ولم يجلس إلا في آخرها أو خمساً جميعاً ولم يجلس إلا في آخرها، فلا حرج، فعله النبي صلى الله عليه وسلم نوع من السنة، وإن سرد سبعاً كذلك لا بأس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا، سرد سبعاً جميعاً في بعض الليالي، وفي بعض الليالي يجلس في السادسة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالسابعة، وإن سرد تسعاً جميعاً كذلك لا بأس، لكن يجلس في الثامنة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في الثامنة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالتاسعة، لكن الأفضل مثلما تقدم أنه يسلم من كل ثنتين هذا هو الأفضل؛ تقول عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر يصلي إحدى عشرة في الليل يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى -يعني: ثنتين ثنتين- فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) هذا هو الأفضل، وإذا خاف أن لا يقوم من آخر الليل مثلما تقدم يصلي أول الليل قبل أن ينام، يصلي ثلاث أو خمس أو أكثر، يسلم من كل ثنتين احتياطاً خوف أن لا يقوم من باب الحزم، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم من نذر نذر طاعة على تحقق شيء ولم يتحقق

    السؤال: من صنعاء رسالة بعثت بها إحدى المستمعات، تقول: المرسلة أم مروان عبد الله نصر أم مروان لها جمع من الأسئلة في أحدها تقول: إن لي جارة لم تحمل وأنذرت لله أن تذبح خروفاً وتعطيه المساكين في حالة حملها، لكن مضى الآن سنتان ولم تحمل، فماذا يجب عليها؟

    الجواب: متى حملت توفي بنذرها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) رواه البخاري في الصحيح، فإذا يسر الله لها الحمل يسر الله أمرها فلتذبح الخروف الطيب مثل الضحية، جذع ضأن أو ثني ماعز يذبح سليم من العيوب للفقراء يذبح ذبيحة طيبة ليس فيها عيوب، ولا مريضة، ولا مكسورة القرن، ولا مقطوعة الأذن، تكون سليمة من العيوب مثل الضحية، تذبح وتوزع للفقراء إذا يسر الله حملها.

    متى يسر الله لها الحمل عليها أن توفي بالنذر، وما دامت لم تحمل ما عليها شيء والحمد لله، ونوصيها بعدم النذر نوصي كل مسلم بعدم النذر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تنذروا؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل) خرجه الشيخان في الصحيحين.

    فالنذر لا يأتي بخير، فنوصي الجميع بعدم النذر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تنذروا؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل) ، لكن من نذر أن يطيع الله فعليه أن يطيع الله؛ لقول الله سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7] فالمؤمنون يوفون بنذور الطاعة، أما نذر المعصية لا يوفى به، لو قال: لله عليه أنه يزني، ما يجوز له الزنا، عليه كفارة يمين، أو قال: لله عليه أن يضرب فلان بغير حق، لا يجوز له، وعليه كفارة يمين عن نذره نذر المعصية، أو قال: لله عليه أن يسرق، ما يجوز له، وعليه أن يتوب إلى الله ويكفر كفارة يمين.

    أما الشيء المباح لو قال: نذر لله عليه أنه يزور فلان، أو يأكل طعام فلان، أو يكلم فلان، هو مخير إن شاء فعل وإن شاء كفّر عن يمينه، وإن زار أخاه لأن الزيارة مستحبة إذا كان أخوه رجلاً طيباً، فالزيارة أولى كونه يزوره أولى؛ لأنها نوع من العبادة، فالأفضل أن يوفي بنذره ويزور أخاه، إذا كان أخاً طيباً زيارته طيبة فالأفضل أن يزوره، والأحوط أن يزوره ولا يكفر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من نذر أن يطيع الله فليطعه) ، أما لو قال: لله عليه أن يأكل كذا أو يشرب كذا أو يفعل كذا من المباحات فهو مخير، إن شاء فعل وإن شاء كفر عن يمينه.

    1.   

    وقت صلاة الضحى

    السؤال: ترجو من سماحتكم أن تحددوا وقت صلاة الضحى؟

    الجواب: مثلما تقدم، صلاة الضحى تبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح، بعد طلوعها: بنحو ربع ساعة تقريباً تبدأ الصلاة، وتنتهي عند وقوف الشمس، إذا كانت الشمس في وسط السماء، لم تمل إلى الغروب توسطت السماء هذا الوقوف محل نهي عن الصلاة، وذلك الوقت تسجر فيه جهنم كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فينهى عن الصلاة فيه.

    لكن الأفضل أن يصلي الضحى إذا رمضت الفصال إذا اشتد الضحى إذا ارتفع الضحى هذا هو الأفضل، وإن كان جالس في المسجد إلى طلوع الشمس فالأفضل له أن يصلي ركعتين عند قيامه وخروجه بعد ارتفاع الشمس، أو في بيته إن جلس في بيته بعد الفجر إذا انتهى وطلعت الشمس يصلى ركعتين، تكفي عن صلاة الضحى، وإن صلى بعد ذلك إذا اشتد الضحى فهذا من مزيد الخير من مزيد الخير والفضل.

    1.   

    حكم دخول الأجانب على المرأة مع وجود ولدها المقارب للبلوغ

    السؤال: تقول: إن أهل زوجي يدخلون في البيت دون وجود زوجي، ولكن معي طفل كبير عمره أربع عشرة سنة، فهل يجوز دخولهم والحال ما ذكر، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا قد قارب الاحتلام، هذا يمنع الخلوة إذا دخل الداخل أجنبياً كأخ الزوج أو عم الزوج والولد عندك فلا بأس، مع الحذر من نزغات الشيطان، مع الحذر من نزغات الشيطان.

    1.   

    حكم قراءة القرآن للمستلقي والمضطجع

    السؤال: من جمهورية مصر العربية رسالة بعثت بها مستمعة تقول: أختكم في الإسلام (أ. ك. ن) تسأل جمعاً من الأسئلة من بينها سؤال يقول: هل قراءة القرآن في وضع الاسترخاء على الظهر حرام أم لا؟

    الجواب: لا حرج في قراءة القرآن وأنت مستلقي الظهر على جنبك أو مستلقياً كل ذلك لا حرج فيه، الله جل وعلا يقول سبحانه وبحمده في وصف عباده أولي الألباب: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191] والقرآن من الذكر، فلا حرج أن تقرأ وأنت قاعد، أو قائم أو مضطجع على جنبك أو على ظهرك فكل هذا لا بأس به، والحمد لله.

    1.   

    حكم الإسراع في الصلاة حفاظاً على الوضوء

    السؤال: تقول: إنني في بعض الأحيان أسرع في تأدية الصلاة حفاظاً على الوضوء، فما هو توجيهكم؟

    الجواب: الواجب الطمأنينة من الركود في الصلاة والخشوع وعدم العجلة؛ حتى يرجع كل عضو إلى مكانه، كل فقار إلى مكانه، لا تعجلي، تستقيمي أولاً حتى تقرئي الفاتحة وما تيسر معها في القيام، ثم اركعي وضعي يديك على ركبتيك وسوي ظهرك مع رأسك واخشعي ولا تعجلي، وقولي: سبحان ربي العظيم.. سبحان ربي العظيم.. سبحان ربي العظيم. والواجب مرة، لكن تقرأها ثلاث أو أكثر أفضل مع الطمأنينة، ثم ارفعي وتقولي عند الرفع: سمع الله لمن حمده، ثم تقولي: ربنا ولك الحمد -أو اللهم ربنا لك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد. هذا هو الأفضل مع الطمأنينة، وإن اقتصرت على: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا لك الحمد. كفى، لكن مع الطمأنينة وعدم العجلة، لابد من الركود وأنت واقفة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه.

    لكن السنة التكبير: حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعده. ثم تكبرين ساجدة: الله أكبر ساجدة، تسجدين على الأعضاء السبعة على الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين، بطون الأصابع، تخشعين في سجودك وتطمئنين حتى يرجع كل فقار إلى مكانه بخشوع وطمأنينة وعدم عجلة، تقولي: سبحان ربي الأعلى. (سبحان ربي الأعلى) ، (سبحان ربي الأعلى) والأفضل ثلاث وإن زدت خمس أو سبع كان أفضل، والواجب مرة مع الركود والطمأنينة وعدم العجلة.

    يشرع لك الدعاء في السجود، تدعين في السجود: اللهم اغفر لي.. (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره) كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، كان النبي يدعو بهذا الدعاء اللهم صل عليه وسلم يقول في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره) وإن دعوت بغير ذلك من الدعوات الطيبة كان مناسباً، مثل: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.. اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين، اللهم! أدخلني الجنة، اللهم أنجني من النار، اللهم اغفر لي ولوالدي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) فقمن يعني: حري أن يستجاب لكم، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء).

    فالحاصل: أن عليك الطمأنينة وعدم العجلة، عليك أن تطمئني في صلاتك وتخشعي ولا تعجلي، فإذا نقرتيها نقراً ما في طمأنينة بطلت، فلابد من طمأنينة حتى يرجع كل عضو إلى مكانه، كل فقار إلى مكانه.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ.

    وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755928815