إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. مساعد الطيار
  5. عرض كتاب الإتقان
  6. عرض كتاب الإتقان (76) - النوع الخامس والسبعون في خواص القرآن

عرض كتاب الإتقان (76) - النوع الخامس والسبعون في خواص القرآنللشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يقصد بخواص القرآن التأثير الذي تحدثه الآيات، وقد ثبت التأثير الروحي والبدني في أدلة صحية صريحة، كرقية الملدوغ بالفاتحة ونحو ذلك. وأما ما ثبت بالتجربة فيشهد له الأصل العام وهو كون القرآن شفاء، لكن لا يلزم من كون التجربة نافعة لشخص أن تطرد في الآخرين. ولا يدخل في هذه التجربة ما يفعله المشعوذون ونحوهم، فإن هذا ممنوع قطعاً.

    1.   

    خواص القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.

    سنأخذ النوع الخامس والسبعين من كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي رحمه الله تعالى وهو في خواص القرآن، هو أيضًا من الأنواع التي تكلم عنها صاحب البرهان الزركشي : وسبق أن ذكرت، لما تكلم فيما يتعلق بفضائل القرآن: أنه سيأتي إن شاء الله الكلام عن خواص القرآن وبينهما تداخل، فخواص القرآن مرتبط بفضائل القرآن من جهة، وسيأتي إن شاء الله الحديث عن هذا.

    المراد بخواص القرآن

    والمراد بخواص القرآن: هو التأثير الروحي أو الجسدي من خلال القرآن، ولما نرجع إلى التأثير الروحي فإن هذا واضح في آيات كثيرة، مثل قوله سبحانه وتعالى: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:1-2]، فقوله: هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) واضح أنه يرجع إلى التأثير الروحي، يعني: تأثير في النفس، فهو هداية للنفس البشرية، وهذا لا خلاف فيه، ويبقى التأثير الجسدي، يعني: الأعلى، وممكن أن يقال: الأمراض الجسدية العضوية، هل للقرآن تأثير في هذه الأمراض العضوية أم لا؟

    طبعًا إذا أخذنا بعموم الآية: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82]، فممكن أن نقول: إنه يؤثر تأثيرًا عضويًا جسديًا، وهذا الذي ورد في عموم الآية: أنه يشمل النوع الروحي والجسدي قد دلت عليه السنة دلالة صحيحة صريحة، منها: ما حصل للرسول صلى الله عليه وسلم لما سحر أنه أنزل عليه: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، فكان يتعوذ بهما، وكذلك ما ثبت أيضًا في حديث لديغ القوم من أن نفراً من الصحابة جاءوا إلى قوم فاستطعموهم فأبوا فتنحوا عنهم جانبًا، فجاء إليهم رجل أو قيل: فتاة، فقالت: إن سيد القوم سليم، وسليم بمعنى: لديغ، وهذا من باب التفاؤل، فهل فيكم من راقٍ؟ فقال واحد من الصحابة: أنا، وما كانوا يعرفون أنه صاحب رقية، والراقي مثل الطبيب، فلما ذهبوا رقاه بسورة الفاتحة فبرأ بإذن الله سبحانه وتعالى، فمعنى ذلك: أن سورة الفاتحة أثرت في خروج السم، وهذه قضية لا شك أنها واضح، وهي قضية عضوية جسدية.

    ثم رجعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل: ( وما يدريك أنها رقية؟ اضربوا لي معكم بسهم )، فهذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم لصحة هذا العمل.

    فهذه أصول واضحة جدًا في تأثر القرآن على الروح والبدن.

    الآن لما نأتي إلى كون سورة الفاتحة رقية فإننا نذكر هذا في فضائل الفاتحة على أنه من فضائلها، ونذكره في خواص سورة الفاتحة على أنه من الآيات أو من السور التي ورد فيها خاصية، فإذاً الخواص مرتبطة بالتأثير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في هذا الباب، فإذاً هذا الأصل الذي عندنا لا إشكال فيه؛ لثبوته في الأحاديث.

    التجارب في الاستشفاء ببعض الآيات

    تبقى القضية الأخرى وهي ما نبه إليه السيوطي لما قال: وغالب ما يذكر في ذلك كان مستنده تجارب الصالحين، يعني: أن غالب ما يذكر في خواص القرآن تجارب؛ لأن الوارد من الأحاديث الصحيحة الصريحة في آيات معينة أو في سور معينة قليل، يعد بالأصابع، لكن إذا أخذنا بعموم الآية فسيكون كل القرآن شفاء.

    والتجارب هي أن ينتزع من القرآن آيات يقصد بها قراءة هذه الآيات لحالة معينة، وأن هذه الآيات إذا قرئت لهذه الحالة المعينة أنها بإذن الله تفيد في هذه الحالة المعينة.

    فهذا الآن: ليس فيه نص صريح صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن هذه الآيات التي يستخدمها هؤلاء الصالحون تفيد في هذه القضايا، فهل نقول: إنه يمتنع العمل بمثل هذه الآيات في هذا المقام؟

    أيضًا الجواب: نقول: لا؛ لأنها مندرجة في عموم قوله سبحانه وتعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ [الإسراء:82]، فكونها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم بذاتها نقول: إنه قد ورد من الآيات العامة الدالة على كون القرآن شفاء، فهذا الأصل في كون القرآن شفاء هو مرجع هذه التجارب، لكن أيضًا حينما نقول هذا: لا يلزم أن من جرب آيات فنفعت معه بإذن الله وكان الأثر ظاهراً أنها بسبب هذه الآيات، لا يلزم منها أن تنفع غيره؛ لأن هذه الآيات تستخدم كما يستخدم الدواء، والدواء كما نعلم له شروط وله موانع، ولو لم توجد الشروط فإنه لا يؤثر الدواء، ولو وجدت الموانع فلا يؤثر أيضاً، فلا بد من انتفاء الموانع ووجود الشروط.

    فإذاً هذه التجربة الآن قد تنفع مع أناس ولا تنفع مع آخرين، لكن سورة الفاتحة كونها رقية الأصل فيها أنها تنفع مع كل الناس، والمعوذات كذلك تقي من السحر والعين، فهذه أيضًا عند كل الناس، والبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان، فكل من يقرأ سورة البقرة يحصل له هذا؛ لأن هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفضائل التي فيها إشارة إلى خواص تأثيرية فإنه ثابت لكل أحد، هذا هو الأصل، لكن ما لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم واستخدمه مسلم من المسلمين، واستفاد منه لا يلزم منه أن يحصل لغيره، وبناءً على هذا نقول: إن هذه الاجتهادات والتجارب يستفاد منها، ولكنها لا تكون مثل الآيات التي ثبتت بالدليل الصريح الصحيح، هذا باختصار خلاصة هذه المسألة.

    فإذا فهمنا هذه المسألة بهذا الشكل فلن يكون هناك أي مشكلة فيما يتعلق باختيار بعض الآيات لبعض الأمراض أو لبعض الأعراض التي تمر على الإنسان، ويطلب الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآيات، ويقرأ هذه الآيات وهو يقصد أن يرفع عنه ضرًا معينًا، أو أن برزق رزقاً معيناً، فإننا نعلم أن هذا له قاعدة أصلية، وأنه داخل فيما يتعلق بكون القرآن شفاء وهدى ورحمة، وأنه أيضًا يطلب به الرزق كما هو معلوم عند كثير ممن جرب هذا، هذا باختصار ما يتعلق بمسألة خواص القرآن.

    تمرير المشعوذين أعمال باسم خواص القرآن

    يبقى مسألة أخرى مهمة جدًا ننتبه لها، وهي: أن كثيرًا من المشعوذين قد دخل بشعوذته من باب خواص القرآن، ولهذا لو ذهبت إلى بعض المشعوذين فإنك تجده يقرأ آيات قرآنية، وينطق بأسماء الله سبحانه وتعالى، ولكنه يخلطها بشركيات وبدعيات وأسماء غير معروفة، فيخلط هذه الآيات بها، فيظن من لا علم عنده أن هذا المشعوذ هو أحد الذين يفيدونه بطريق شرعي، فيلبس على من يأتي إليه، أما العالم فإنه يعرف أن هذا إنما هو مشعوذ، ويعرف أباطيله من خلال ما يقول.

    فإذاً هذا الجانب الذي هو خواص القرآن دخل فيه كثير من الأباطيل، سواء من بعض غلاة الصوفية، أو ممن يسمون أنفسهم بالروحانيين، أو هؤلاء المشعوذين الذين استخدموا آيات القرآن، وبعض أسماء الله سبحانه وتعالى في التلبيس على الناس وإيصال شعوذاتهم للناس.

    هذا باختصار ما يمكن أن نقوله عن هذا الموضوع.

    خلاصة ما يتعلق بخواص القرآن

    الخلاصة أن عندنا ثلاث قضايا: القضية الأولى: أنه قد ثبت في الحديث الصحيح الصريح، وجود التأثير البدني لبعض الآيات والسور، أما التأثير الروحي فمتفق عليه.

    القضية الثانية: أنه يمكن أن يثبت بالتجربة نفع بعض الآيات لحالة من الأحوال في شخص من الأشخاص، ولا يلزم أن تكون هذه الآيات أيضًا مفيدة لغيرها، يعني: كونها أفادته لا يلزم أن تفيد غيره، وقد تفيد واحداً أو اثنين أو ثلاثة أو عشرة، لكن لا تفيد الألوف الذين يقرءونها.

    والثالثة: أنه قد دخل كثير من أهل الشعوذة في باب خواص القرآن ولبسوا على الناس في هذا الباب، فإذا رأيت أي كتاب في مثل هذا فاعلم أنه من كتب الشعوذة، أو أن هذا الطريق طريق المشعوذين حتى لو ورد عن بعض الصالحين؛ لأن بعض الصالحين قد يكون عنده غفلة في هذا الباب ولا ينتبه لهذا؛ لأن العباد والزهاد كما هو معلوم يقل عندهم جانب العلم، فقد يقعون في بعض هذه الأشياء، إحسانًا بالظن بهم، وإلا فقد يكون بعضهم دخل هذا من باب الشعوذة، يعني: قد يكون بعضهم دخل التصوف وعنده نوايا سيئة، وقد يكون والعياذ بالله من السحرة والكهنة، ويلبس على الناس أنه من أهل الزهد والتصوف، وهو من أفسق وأفجر خلق الله، والعياذ بالله.

    علاقة مبحث خواص القرآن بعلوم القرآن والتفسير

    وهذا الموضوع كما نلاحظ مرتبط بفضائل القرآن فهو نوع من أنواع علوم القرآن.

    كذلك أيضاً مرتبط ببيان فضائل الآيات والسور. وعلى هذا فلا يدخل في التفسير.

    كذلك أيضاً إذا نحن وسعنا دائرة الإعجاز فإنه يدخل في باب الإعجاز، وإن كنت لا أحبذ توسيع دائرة الإعجاز.

    والإعجاز من علوم القرآن عند السيوطي .

    كما نلاحظ أيضاً هذا المبحث لا يمكن أن نقول: إنه عقلي بحت، ففيه جزء نقلي، وفيه جزء جاء بالتجربة، وليس له فائدة فيما يتعلق بالتفسير أو علوم القرآن، بل هذا داخل في باب الاستطباب، سواء استطباب روحي أو استطباب جسدي، فلو تأملته فستجد أنه ليس له أثر علمي، وليس نوعًا أيضًا من أنواع علوم القرآن بالمعنى المعروف في مفهوم العلم، وإنما هو شيء مرتبط بالقرآن من حيث هو كلام الله سبحانه وتعالى، وأن فيه شفاء فجاء جانبه من جانب التأثير.

    الفرق بين العلم والمعلومة

    وهذه المسألة مهمة جدًا ينبغي أن ننتبه لها: في أن عندنا بعض العلوم، وأنا كررتها أكثر من مرة، وأكررها لفائدتها، ولعل أحد ينبري لها ويكتب فيها، أننا حينما نصنف أنواع العلوم هذه، يعني: ما هي الضوابط في كوننا نعد هذا علماً ويدخل في أنواع علوم القرآن، أو ليس بعلم، يعني: مثلًا لما نقول: إعجاز القرآن نوع من أنواع علوم القرآن، فنحن وصفناه بأنه علم مستقل، وسبق أن قلنا: إن العلم هي المسائل المضبوطة ضبطًا خاصًا، يعني: مجموعة من المسائل مضبوطة ضبطًا خاصًا بحيث تعورف عليها أنها علم كذا، مثلًا: علم النحو، لما نقول: الفاعل والمفعول مباشرة ينتج ذهنك إلى علم النحو، ولما أقول مثلًا: الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب، تقول: هذا علم التجويد، ولما أقول لك مثلًا: الإمالة والتقليل تقول: هذا علم القراءات، فمعناه: مميزات هذه العلوم بمسائلها.

    فنحن بحاجة إلى النظر إلى أنواع علوم القرآن، لننظر هل هذه الأنواع يتمثل فيها أنها علم أو هي معلومة مما ذكره القرآن، وإذا كانت معلومة فنرجع إلى ما ذكره أبو بكر بن العربي عن بعض العلماء أنه أشار إلى أن لكل آية مطلعاً ومقطعاً الذي هي الحد، وسبق أن أخذنا أن لكل آية ظهراً وبطناً وحداً ومطلعاً أو مقطعاً.

    فرتبوا على أن كل كلمة فيها هذه الأربعة الأنواع، وإذا ضربت عدد آيات القرآن بهذه الأربع ظهر لك من أنواع العلوم الشيء الكثير، طبعًا: هذا مبالغة، لكن المقصد من ذلك: أننا لو كنا نريد أن نتكلم عن معلومات، فستكون أنواع علوم القرآن كثيرة جدًا، وإذا كنا نتكلم عن العلم على أنه المسائل المضبوطة ضبطًا خاصًا فستقل أنواع العلوم التي معنا.

    والعلماء أحياناً قد يتجوزون في وضع بعض معلومات القرآن على أنها من أنواع العلوم، وإذا أردنا أن ندقق وننظر في مصطلح العلوم سنجد أنها لا تدخل في مصطلح العلوم على أي وجه من أوجه المصطلحات التي عند العلماء، سواء كان مصطلح الفلاسفة والمناطقة أو حتى مصطلح الشرعيين، وهذه بحاجة إلى بحث، فلو انبرى لها أحد فيبحث فقط في أنواع علوم القرآن عند علماء علوم القرآن الذين كتبوا فيه، وتحقق أن هذا النوع يدخل في مصطلح العلم، فسيكون البحث مفيد جدًا؛ بحيث أننا نعرف ما هي الأشياء التي توسع فيها العلماء، أو تجوزوا فيها، وما هي الأشياء التي لا تدخل أصلًا في مصطلح العلم، وإنما هي من المعلومات التي ذكرها القرآن.

    حكم السيوطي على الأحاديث التي أوردها في خواص القرآن

    طبعًا أغلب الأحاديث التي ذكرها الإمام السيوطي قال: إن فيها ضعفاً. لكنه قال: لم تصل إلى حد الوضع، بل بعضها فيه ضعف شديد، وبعضها فيه انقطاع لكن لم تصل إلى حد الوضع، وهذه فائدة ذكرها فيما يتعلق بالأحاديث التي أوردها هو بالذات.

    1.   

    الأسئلة

    مدى استقلالية علم القراءات

    السؤال: [هل تعتبر القراءات علماً مستقلاً أم معلومات؟]

    الجواب: علم القراءات علم مستقل مضبوط له مسائله الخاصة.

    أما مثلاً خواص القرآن فليس له مسائل خاصة مضبوطة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756974678