إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (705)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    كيفية الكفارة على من حلف عدة أيمان على موضوع واحد ثم حنث فيه

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: هذه رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين يقول خولة جمعة أحمد من العراق، له سؤال طويل كتبه في صفحتين ملخص هذا السؤال: أنه حلف أكثر من مرة على موضوع معين، ثم لم يوف بذلك الحلف، وحينئذ يسأل سماحتكم ماذا عليه؟ هل عليه الصيام، أم هناك كفارة أخرى؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فاليمين المكررة على موضوع واحد ليس فيها إلا كفارة واحدة ولو كثرت، فإذا قال: والله لا أكلم فلاناً، والله لا أكلم فلاناً، والله لا أكلم فلاناً، والله لا أكلم فلاناً ولو مائة مرة؛ فليس فيها إلا كفارة واحدة، وهكذا لو قال: والله لا أزور فلاناً والله لا أزور فلاناً والله لا أزور فلاناً، أو والله لا أسافر والله لا أسافر والله لا أسافر، ثم سافر ثم زار؛ ليس فيها إلا كفارة واحدة، لقول الله عز وجل: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89] فهذه يمين عقدها على شيء واحد فليس عليه إلا كفارة واحدة، ولو تكرر ذلك منه مرات كثيرة في أوقات متعددة، إلا إذا كفر عن الأولى ثم عاد الكلام يكفر عن الثانية، فلو قال: والله لا أكلم فلاناً ثم كلمه؛ كفر، ثم عاد وقال: والله لا أكلمه فعليه كفارة أخرى لهذه اليمين الثانية؛ لأنه كرر اليمين بعد الكفارة، أما لو تعددت الأفعال، فإن كل فعل له كفارة، فإذا قال: والله لا أكلم فلاناً والله لا آكل طعام فلان والله لا أسافر، فإنه تلزمه كفارة لكل يمين إذا حنث؛ لأنها أيمان متعددة على أفعال متعددة، فكل يمين له كفارة، والمشروع للمؤمن أن يحفظ يمينه؛ لأن الله سبحانه يقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89]، فالمؤمن يشرع له عدم الإكثار من الأيمان والحرص على تقليل الأيمان؛ لأن إكثارها فيه استخفاف، ولأن إكثارها وسيلة إلى ترك الكفارة، فالمشروع للمؤمن والمؤمنة العناية بقلة الأيمان، وأن لا يحلف إلا عند الحاجة والمصلحة.

    1.   

    حكم إطالة الزوج الغربة عن زوجته

    السؤال: رسالة بعث بها مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ف. ص. ع) يقول: أنا مغترب عن بلدي منذ أكثر من أربع سنوات، وزوجتي وأطفالي تركتهم عند أهلي، فهل علي إثم في ذلك؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كانت الضرورة دعت إلى هذا السفر والغربة من طلب الرزق وأنت محتاج إلى ذلك؛ فليس عليك شيء، ولكن ينبغي لك أن تجتهد في جلبهم إليك، ونقلهم إليك إذا تيسر ذلك، فإن لم يتيسر فينبغي لك أن تختصر الغربة، ترجع إليهم في كل ستة أشهر أو في أقل من ذلك، حسب الطاقة من أجل تفقد أحوالهم ومن أجل أيضاً قضاء الوطر من الزوجة، فهذا فيه خير كثير لك وللزوجة جميعاً ولجميع العائلة، فالوصية ألا تطول الغربة، الوصية أن تجتهد في تقصير الغربة إلا إذا جلبتهم معك وتيسر ذلك؛ فهذا أكمل وأحسن.

    1.   

    الواجب على من يسكن مع أناس لا يصلون الفجر

    السؤال: يقول: إنني أسكن مع مجموعة من الناس، وعند أذان الفجر أنبههم بحلول وقت الصلاة فلا يقوموا لأدائها، فماذا علي في ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الواجب عليك نصيحتهم وتحذيرهم من هذه المعصية، فإن استجابوا؛ وإلا فاتركهم واهجرهم واترك النوم معهم؛ لأن ترك الصلاة في الجماعة معصية، وتركها في الوقت أعظم وأكبر، فالواجب عليك نصيحتهم والإنكار عليهم؛ فإن استجابوا وقاموا لصلاة الفجر في وقتها، وإلا فعليك أن تهجرهم وتغادر المكان، وألا تكون صاحباً لهم ولا مجالساً لهم؛ لئلا يجروك إلى شرهم، نسأل الله العافية والسلامة.

    1.   

    شروط الجورب الذي يصح المسح عليه

    السؤال: هل يشترط سمك معين للمسح على الجوربين؟

    الجواب: ليس لهذا شرط، وليس لهذا حد محدود، ولكن المطلوب الستر، إذا سترت القدم لا يرى لون القدم، هل هو أبيض أو أحمر أو أسود، إذا كان الجورب ساتراً للقدم كفى.

    1.   

    اشتراط الطهارة عند المسح على العمامة وغيرها

    السؤال: هل تشترط الطهارة عند المسح على العمامة أو الربطة بالنسبة للمرأة؟ وكيفية المسح عليها؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: العمامة كالخفين لا بد من الطهارة، إذا لبس العمامة المحنكة على طهارة مسح عليها يوماً وليلة، وهكذا المرأة إذا أدارت الخمار على رأسها وشق عليها نزعه؛ تمسح يوم وليلة إذا كان على طهارة، كالخفين سواء، أما إذا كان لا يشق كالعمامة العادية الغترة فهذه ما عليها مسح؛ لأنه خلعها لا يشق لا يكلف، كذلك الخمار العادي، أما إذا كان العمامة تحنك على الرأس وتربط على الرأس، يكون في حلها بعض المشقة، فيمسح عليها يوم وليلة إذا لبسها على طهارة، وهكذا إذا كانت تدير الخمار على رأسها وتربطه على رأسها تمسح عليه يوم وليلة، إذا كان لبسها على طهارة، يعني: لبس الخمار على طهارة. نعم.

    المقدم: ماذا عن الربطة لو تكرمتم سماحة الشيخ بالنسبة للمرأة؟ وهي لفافة تربطها المرأة على رأسها حتى لا يرى من شعرها شيء وأكثر ما يستخدم هذا لدى الطبيبات المسلمات والممرضات المسلمات..

    الشيخ: إذا كانت تديرها على رأسها تحنكها على رأسها، تديره على رأسها تربطه على رأسها هي من جنس العمامة من جنس الخمار..

    1.   

    معنى حديث: (دعوها فإنها ملعونة)

    السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ناقة لعنت: (دعوها فإنها ملعونة)، هل هذه قاعدة عامة؟

    الجواب: استنبط منها العلماء أن الدابة إذا لعنت فالمشروع تركها وعدم ركوبها في ذلك الجيش في ذلك المكان، ولكن لا تخرج عن ملك صاحبها، بل هي تحت ملكه ويتصرف فيها بالبيع وغيره، ولكن لا تصحب الرفقة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصحبنا ناقة ملعونة) يعني: يخرجها من الرفقة ويتصرف فيها بعد ذلك ببيعها.. نحرها أو استعمالها في وقت آخر، فالمقصود تلك الرفقة التي لعنت فيها الدابة، تخرج منها لا تصحبهم، هذا هو المشروع.

    1.   

    حكم ترك بعض أركان الإسلام

    السؤال: من المستمع إدريس علي عامل في أبها رسالة وضمنها جمعاً من الأسئلة، في أحدها يسأل سماحتكم شيخ عبد العزيز فيقول: ما رأيكم في المسلم الذي يؤدي بعض أركان الإسلام ويترك البعض الآخر، كأن يزكي ولا يصوم، أو يصوم ولا يصلي وهكذا؟

    الجواب: أما ترك الصلاة فكفر أكبر في أصح قولي العلماء، ترك الصلاة كفر أكبر -والعياذ بالله- ردة عن الإسلام، أما الزكاة والصوم والحج فليس بردة، بل كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يكفر بذلك إلا إذا جحد الوجوب مثلاً جحد وجوب الصلاة أو الصوم أو الزكاة أو الحج مع الاستطاعة؛ كفر بإجماع المسلمين، أما إذا كان لا، لا يجحد الوجوب فهذا يختص بالصلاة، يكفر إذا تركها ولولم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، أما الزكاة فلا يكفر إذا كان يؤمن بوجوبها، لكن يتساهل ويبخل بها هذا متوعد بالنار وجاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعذب يوم القيامة بالمال الذي بخل بزكاته، يعذب به يوم القيامة من نقود تحمى عليه، وهكذا الإبل والبقر والغنم، يبطح لها بقاع قرقر تمر عليه تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها وتطؤه الإبل البقر والغنم بأظلافها تنطحه بقرونها، كلما مرت عليه أخراها عادت عليه أولاها -نسأل الله العافية- في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، فقوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) يدل على عدم الكفر، يدل على أنه قد يدخل الجنة، قد يعفى عنه ويدخل الجنة، فدل على أنه ليس بكافر إذا كان تركها بخلاً لا جحداً للوجوب، وهكذا صوم رمضان إذا ترك الصوم تساهلاً ولم يجحد وجوبه، وهكذا الحج، أما من جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب الصيام، مثل صيام رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة هذا يكفر؛ لأنه مكذب لله ولرسوله نسأل الله العافية، فهذا يكفر عند الجميع؛ لأنه بجحده الوجوب قد كذب الله ورسوله، نسأل الله العافية.

    1.   

    حكم صلاة الجمعة على راعي الغنم

    السؤال: يقول: إذا كنت راع للغنم فهل تسقط عني صلاة الجمعة؟

    الجواب: إذا كنت بعيداً عن البلد لا تسمع الأذان؛ صل ظهراً، أما إذا كنت تسمع النداء قريباً من البلد فعليك أن تصلي الجمعة.

    1.   

    كيفية اختيار الزوجة

    السؤال: أريد أن أتزوج فما هو رأي سماحتكم في الشروط التي اشترطها في المخطوبة، ما هي؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك بذات الدين، عليك بالمرأة الصالحة المعروفة بالأخلاق الطيبة، بالصلاة والعفاف وطيب الخلق وطيب الكلام وحسن الصورة أيضاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فأوصى بذات الدين، فنوصيك بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، ذات الدين، نوصيك بالمرأة المعروفة بالاستقامة بالصلاة في وقتها بالعفة عما حرم الله، بطيب اللسان وطيب الكلام، بالأخلاق الكريمة وحسن الخلق، وإذا تيسر مع هذا الجمال والنسب الحسن والمال؛ هذا خير إلى خير، ولكن المهم أن تكون أخلاقها كريمة، محافظة على الدين، طيبة في الصلاة، طيبة في أخلاقها، بعيدة عما حرم الله من الفواحش.

    1.   

    حكم قراءة الفاتحة على الأموات في المقابر

    السؤال: من اليمن رسالة بعث بها المستمع إبراهيم عبده أحمد عياد ، يسأل عن قراءة الفاتحة على الأموات في المقابر جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذا شيء لا أصل له، لا تشرع القراءة على القبور لا الفاتحة ولا غيرها، القراءة على القبور بدعة أو القراءة عندها كذلك، السنة زيارتها للسلام عليهم والدعاء لهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، وكان يعلم أصحابه عليه الصلاة والسلام إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، يغفر الله لنا ولكم)، هكذا السنة يدعو لهم يستغفر لهم يسلم عليهم، أما أن يقرأ فهذا لا أصل له، لا يشرع القراءة للموتى ولا القراءة عند القبور، ولم يفعله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم.

    1.   

    صفة صلاة الكسوف

    السؤال: يسأل سماحتكم عن صلاة الكسوف كم عدد ركعاتها؟

    الجواب: صلاة الكسوف سنة مؤكدة، إذا كسفت الشمس أو القمر شرع للمسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف، وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وبقوله عليه الصلاة والسلام، فالسنة فيها أن تصلى ركعتان بقراءتين وركوعين وسجدتين، هذا هو السنة الذي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فيكبر ويقرأ قراءة طويلة بعد الاستفتاح، ثم يركع ويطيل، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة ويقرأ بعدها ما تيسر ويطيل، لكن دون القراءة الأولى، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع الأول، ثم يرفع ويطيل لكن دون الرفع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقوم فيقرأ ويطيل، لكن دون القراءة السابقة، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع السابق، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة وما تيسر معها ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع بعد الركوع الثاني ويطيل بعض الإطالة مما قبله، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقرأ التشهد التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء ثم يسلم، ثم يذكر الناس ويخطب الناس، ويبين لهم شرعية صلاة الكسوف، ويذكرهم بالله ويأمرهم بالإكثار من التكبير عند رؤية الكسوف والصدقة وعتق الرقاب والصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا، فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره) فأمر بالتكبير والعتق عند الكسوف عليه الصلاة والسلام، فالسنة للمسلمين عند الكسوف الإكثار من ذكر الله وتكبيره واستغفاره والصدقة والعتق والصلاة التي فعلها صلى الله عليه وسلم وأمر بها، قراءتان وركوعان وسجدتان، كل قراءة دون التي قبلها، كل ركوع دون الذي قبله، ويطيل في السجدتين إطالة لا تشق على المأمومين، لا تشق على الناس حسب الاستطاعة حسب التيسير، لكنها صلاة متميزة عن غيرها في بالطول، خوفاً من الله وتعظيماً له؛ لأن الرسول عليه السلام قال: (إن الله يرسل الكسوف تخويفاً لعباده)، وقال: (إن الشمس والقمر لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يكسفهما يخوف بهما عباده؛ فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشفان)، وفي اللفظ الآخر: (إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره)، وأمر بالتكبير عند الكسوف وبالعتق وبالصدقة، فالمؤمن وهكذا المؤمنة يشرع لهما الصلاة والصدقة والاستغفار، والإكثار من الذكر عند رؤية الكسوف، وينادى لها: الصلاة جامعة، ينادى لها على المنارات أو في المكبرات: الصلاة جامعة.. الصلاة جامعة، يكررها مرتين ثلاثة أكثر؛ حتى يبلغ الناس، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادى لها: الصلاة جامعة.

    1.   

    حكم الفطر في رمضان

    السؤال: أسأل سماحتكم عمن أفطر في نهار رمضان عامداً متعمداً، هل يقضي ذلك اليوم، وهل هناك كفارة؟

    الجواب: عليه التوبة إلى الله؛ لأنها جريمة ومنكر عظيم، وكبيرة من الكبائر؛ فعليه التوبة إلى الله، وعليه القضاء، وليس عليه كفارة، الكفارة في الجماع خاصة في نهار رمضان، أما الفطر بالأكل والشرب ونحو ذلك؛ ليس فيه كفارة، بل فيه التوبة إلى الله والندم والعزم ألا يعود في ذلك، وكثرة الاستغفار مع القضاء، قضاء اليوم الذي أفطره، أما حديث: (من أفطر في يوم من رمضان عامداً لم يقضه صيام الدهر وإن صامه) هذا حديث ضعيف عند أهل العلم، ليس بصحيح، حديث مضطرب ليس بصحيح، والصواب أنه يقضي يوماً فقط، مع التوبة إلى الله عز وجل.

    1.   

    الواجب على من كانت لها جارة تقارف المعاصي

    السؤال: من القصيم بريدة هذه رسالة بعثت بها إحدى الأخوات من هناك، تقول أختكم أم هبة عبد الهادي ، أختنا عرضنا لها سؤال في حلقات مضت من هذا البرنامج وفي هذه الحلقة تسأل سماحتكم فتقول: لي جارة تقوم بالاختلاط بالرجال، ولا ترتدي الحجاب الشرعي الذي أمر الله تعالى به، وهي دائماً تغتاب الناس، وقد قمت بنصحها ودعوتها إلى الطريق الصحيح، ولكنها لم تستجب حتى الآن، فماذا علي جزاكم الله خيراً؟ وهل أقاطعها؟

    الجواب: عليك أن تنصحيها كثيراً وتخوفيها من الله عز وجل؛ فإن اختلاطها بالرجال على وجه يثير الفتنة هذا لا يجوز، وهكذا عدم ارتدائها الحجاب، فالواجب عليها الحذر من هذا الأمر، عليها التستر والحجاب والبعد عن الاختلاط الضار، أما اختلاط لا يضر: كالبيع في السوق في محل النساء، أو تشتري حاجتها من السوق، أو تبيع حاجة في السوق مع التحفظ ومع الحجاب ومع التستر، هذا لا بأس به، تشتري حاجتها وتبيع شيئاً في السوق، وإذا كان للنساء سوق خاص باعت فيه واشترت، بعداً عن الخطر والخلطة بالرجال، أما الغيبة فشرها عظيم، الغيبة منكرة وجريمة ومن كبائر الذنوب، فالواجب تحذيرها من ذلك، وذكيرها بقول الله سبحانه: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12]، وهي ذكرك أخاك بما يكره، الغيبة: ذكر الإنسان بما يكره من رجل أو امرأة، أنه بخيل.. أنه بذيء اللسان.. أنه يأكل الحرام.. أن يذكر بشيء يكرهه، هذه هي الغيبة، فالواجب نصيحتها والإكثار عليها في ذلك، وتخويفها من الله عز وجل؛ لعلها تهتدي فيكون لك مثل أجرها، فإن أصرت فالمشروع أن تقاطعيها وتهجريها، إذا أصرت ولم تقبل؛ فالمشروع لك هجرها والبعد عنها؛ لأنها قد تجرك إلى عملها الخبيث وعملها السيئ، وهجر من أظهر المعصية ولم يقبل النصيحة مشروع.

    1.   

    حكم من تجاوز الميقات ولم يحرم جاهلاً بذلك

    السؤال: من الأخوين إبراهيم عوض الله محمد قرشي وتركي عبد الله العنزي رسالة يسألان فيها سماحتكم عمن تجاوز الميقات ولم يحرم إلا من جدة ويقسمان في رسالتهما -سماحة الشيخ- أنهما لم يكونا يعلمان مكان الإحرام الصحيح. جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إذا تجاوز الإنسان الميقات وأحرم من دونه، فعليه دم يذبح في مكة للفقراء، ولو كان جاهلاً أو ناسياً، لكن لا إثم عليه، إذا كان جاهلاً أو ناسياً لا إثم عليه ولكن عليه الدم، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من ترك نسكاً أو نسيه فليهرق دماً)، وهذا له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من جهة الرأي، قوله: (أو نسيه) يدل على أن الجاهل من باب أولى؛ لأن الناسي ليس باختياره، والجاهل يلزمه التعلم والسؤال، فإذا كان الناسي يفدي؛ فالجاهل من باب أولى، والواجب على المؤمن السؤال والتفقه في الدين والتعلم، يسأل عن أحكام العمرة ما يفعل فيها ما يقول فيها، أحكام الحج كذلك يسأل عنها، لا يسكت، المسلم يسأل وهكذا المسلمة، الله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، فالمقصود أن الواجب على المؤمن والمؤمنة السؤال عن كل ما يتعلق بالدين والتفقه في ذلك في الحج في العمرة الصلاة الزكاة الصيام في كل شئون الدين، الواجب على الجاهل أن يتعلم يتفقه ويسأل.

    1.   

    حكم أكل الكبد واللحم نيئاً

    السؤال: يسألان سماحتكم عن أكل الكبد أو بعض أجزاء اللحم دون طبخ، هل هو جائز أو لا؟

    الجواب: لا أعلم فيها بأساً، لكن الطبخ أحسن، الطبخ أحسن وأنفع وأسلم من المرض، وإلا فلا أعلم شيئاً، إذا أكل شيئاً مما أباح الله من الكبد أو غيرها نيئاً لا أعلم فيه حرجاً.

    1.   

    حكم نفخ البهيمة بعد ذبحها من أجل السلخ

    السؤال: أيضاً يسألان عن نفخ البهيمة بعد ذبحها من أجل السلخ، هل هذا جائز، أو لا؟

    الجواب: نعم، إذا دعت إليه الحاجة لا بأس.

    1.   

    معنى الدم المسفوح

    السؤال: يسألان أيضاً عن الدم المسفوح ما هو؟

    الجواب: هو الدم الذي يخرج من البهيمة عند الذبح، الدم الذي يصب من البهيمة من حلقها عند الذبح يقال له: مسفوح، وهو نجس ومحرم، وهكذا الدماء التي تصب منها عند إصابتها بحادث، إذا أصابها حادث فسال الدم منها، فهذا مسفوح وهو المراق، المسفوح المراق، بخلاف الدم الذي يبقى في العروق، أو في اللحوم هذا يعفى عنه.

    1.   

    حكم الوضوء من لحم الإبل ومرقها ولبنها

    السؤال: مستمعة يمنية مقيمة في المملكة تقول أختكم في الإسلام لطيفة محمد أحمد ، الأخت لطيفة تقول: سمعنا في هذا البرنامج أن لحم الجزور ينقض الوضوء، فهل علينا إعادة الوضوء كاملاً؟ وهل مرق الجزور ينقض الوضوء أيضاً؟ وهل إذا صلى الشخص بدون وضوء فهل صلاة هذا الشخص صحيحة، أم يعتبر على طريقة غير صحيحة، أي: بعد أكل لحم الجزور؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: لحم الإبل ينقض الوضوء وهو لحم الجزور؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل، وقال: (توضئوا من لحوم الإبل)، ولحومها الهبر أما الكرش والأمعاء فهذه ليست داخلة والشحم كذلك، لكن إذا توضأ منه من باب الاحتياط فهو حسن، أما اللبن والمرق فلا وضوء منهما، اللبن والمرق لا وضوء منهما، وإنما الوضوء من اللحم خاصة إذا أكله، يتوضأ وضوء الصلاة ليس فيه استنجاء، مثل من خرج منه الريح، يعني: يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه وذراعيه ويمسح رأسه وأذنيه ويغسل رجليه، ليس فيه استنجاء، الاستنجاء يكون من البول والغائط، أما خروج الريح والنوم ولحم الإبل ومس الفرج، فهذا ليس فيه إلا الوضوء، التمسح، يعني: غسل الأطراف الأربعة: غسل الوجه واليدين مع المرفقين مسح الرأس مع الأذنين غسل الرجلين مع الكعبين، في مس الفرج وفي أكل لحم الإبل في النوم في خروج الريح، هذه ليس فيها إلا الوضوء فقط، الذي ليس فيه استنجاء.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755774249