إسلام ويب

لقاء الباب المفتوح [231]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في هذا اللقاء تفسير آية الظهار مع بيان بعض الأحكام التي تتعلق بالظهار من حيث الجواز والمنع والكفارة وغيرها من الأحكام المتناثرة في هذه المادة.

    1.   

    تفسير آيات من سورة المجادلة

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا اللقاء هو اللقاء الحادي والثلاثون بعد المائتين من اللقاءات التي تعرف باسم لقاء الباب المفتوح، وتتم كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو الثامن من شهر محرم عام (1421هـ).

    نبتدئ هذا اللقاء بالكلام بما ييسره الله عز وجل على سورة المجادلة ويقال: المُجَادَلَة، والمُجَادِلَة: على أنها اسم فاعل، والمُجَادَلَة: على أنه مصدر جادل يجادل مجادلة.

    تفسير قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك ...)

    يقول الله عز وجل بعد ذكر البسملة -والبسملة تقدم الكلام عليها كثيراً- يقول عز وجل: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ [المجادلة:1] (قد) هنا للتحقيق والتوكيد سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ [المجادلة:1] وهي امرأة أتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تشكو زوجها، أنه بعدما كبر سنه وسنها ظاهر منها، وقال لها: أنت عليَّ كظهر أمي، وهذا هو الظهار، وكان الظهار في الجاهلية يعني: الطلاق البائن الذي لا تحل به المرأة، وتكون حراماً عليه أبداً، هذه المرأة جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعد هذا السن والأولاد والتعب مع هذا الزوج يظاهر منها، فبين الله عز وجل أنه قد سمع قولها، وقوله: تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [المجادلة:1] أي: في شأن زوجها، حين قال: أنتِ عليَّ كظهر أمي.

    وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ [المجادلة:1] أي: ترفع الشكوى إلى الله عز وجل؛ ليقضي حاجتها تبارك وتعالى، فنزل الوحي في الحال على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأفتاه الله في ذلك، ثم أكد هذا السمع بقوله: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة:1] أي: تراجعكما، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراجعها ويأمرها أن تصبر وأن تنظر حتى يأتي الله بأمره.

    وفي هذه الآية: دليل على سعة سمع الله عز وجل، وأنه يسمع كل شيء، قالت عائشة رضي الله عنها: [الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات] وفي حديث آخر: [تبارك الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تجادله في زوجها وإني في الحجرة ويخفى عليَّ بعض حديثها] فحمدت الله عز وجل على كمال صفاته، حيث يسمع الله فوق العرش فوق سبع سماوات حديث هذه المرأة وعائشة في الحجرة لا تسمع. وفي هذا التحذير من قول الإنسان ما لا يرضي ربه عز وجل، وأنه مهما أخفى القول فإن الله تعالى يسمعه، قال الله تعالى في آية أخرى: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف:80] يعني نسمع (سرهم) ما أخفوه في نفوسهم (ونجواهم) ما تناجوا به. ولكن الصحيح: أن قوله: (سرهم) يعني: ما تسار به الرجلان، والنجوى: ما كان حديثاً بين القوم، لأن قوله نسمع لا ينطبق على السر الذي في القلب، إذا كان إلى جنبك ثم كلمته سراً لا يسمى نجوى، وإذا تكلمت في المجلس بكلام مرتفع فإنه يسمى نجوى.

    قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة:1] يسمع كل شيء، ويرى كل شيء عز وجل، فإياك أن تسمع ربك ما لا يرضى، وإياك أن تري ربك بأفعالك ما لا يرضى، كل شيء معلوم عند الله عز وجل.

    لكن إذا قال الإنسان: أنتِ عليَّ كظهر أختي هل يكون كقوله: كظهر أمي؟

    الجواب: نعم يكون؛ لأنه لا فرق، وأما ذكر الآيات من ظاهر من أمه فهذا بناءً على أنه الغالب، أن الإنسان يظاهر بأمه، لكن لو قال: أنت عليَّ كظهر عمتي، فالحكم كذلك، والضابط في هذا: أن يشبه زوجته بمن تحرم عليه تحريماً مؤبداً.

    فالأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة أو بنت الأخ أو بنت الأخت الحكم فيهن واحد، ولو شبهها بغير الظهر بأن قال: أنت عليَّ مثل رأس أمي أو مثل فرج أمي فهل الحكم واحد؟ الجواب: نعم الحكم واحد، هو كالظهر، لكن ذكر الظهر بناءً على الغالب المعروف في ذلك الوقت.

    تفسير قوله تعالى: (الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم ...)

    ثم قال الله عز وجل: الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ [المجادلة:2] بين الله عز وجل كذب هؤلاء فقال: الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ الخبر: مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ أي: لسن أمهاتهم، من الأم؟ التي ولدتك إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ فكيف يجعل هذه المرأة المحللة له، التي يجوز أن يجامعها أمه التي لا يمكن أن تحل له بأي حال من الأحوال، هل هذا حق وصدق أم لا؟

    الجواب؟ لا، ولهذا قال: وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً (منكراً من القول) لأنه حرام، (وزوراً) لأنه كذب، فليست أمه، وفي هذا دليل واضح على تحريم الظهار، وأنه من المنكرات ومن الزور، ولا يحل لإنسان أن يظاهر من امرأته، فإن حرَّم امرأته بلا ظهار بأن قال لها: أنت عليَّ حرام، فهل هو ظهار، أو طلاق، أو يمين؟ في هذا خلاف بين العلماء رحمهم الله، والصحيح أنه يمين، فإذا قال الرجل لزوجته: أنت عليَّ حرام فهو يمين لدخولها في عموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [التحريم:1-2] وبين الله عز وجل أن تحريم الحلال يمين قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ فتحريم الحلال يمين لا فرق فيه بين الزوجة وغيره، قد يقول قائل: إن التحريم إذا قال لزوجته: أنت عليَّ حرام مثل أنت علي كظهر أمي؟

    والجواب: أن هذا خطأ؛ لأنه إذا قال: أنت عليَّ كظهر أمي فقد شبه أحلَّ شيء له في الاستمتاع بأحرم شيء عليه، ثم إن فيه استخفافاً بالشريعة أن يشبه هذا بهذا، ثم إنه قد يكون فيه أيضاً استهانة بالأم أن يجعل الزوجة مثلها، فعلى كل حال الفرق بين العبارتين واضح، والحكم الشرعي بينهما في الفرق بينهما واضح، فقد جعل الظهار له حكم، وجعل الله التحريم له حكم آخر، فهذا القول هو الراجح: أن تحريم الزوجة كتحريم غيرها يمين، فهو كما لو قال: حرام عليَّ أن ألبس هذا الثوب. ثم لبسه نقول: عليك كفارة يمين. فإن قال لزوجته: أنت عليَّ حرام. ثم جامعها نقول: عليه كفارة يمين ولا فرق.

    ثم قال عز وجل: وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ [المجادلة:2] (عفو) عن التقصير في الواجبات (غفور) عن فعل المحرمات، وما أوسع عفو الله عز وجل، وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ [فاطر:45].

    تفسير قوله تعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا ...)

    ثم بين الله حكم الظهار الحكم الذي يسميه الأصوليون الحكم الوضعي بمعنى: ماذا نعمل إذا حصل الظهار؟ فقال عز وجل: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً [المجادلة:3-4] الآن كم خصلة ذكر الله عز وجل؟ ثلاثاً: تحرير رقبة، وصيام شهرين متتابعين، وإطعام ستين مسكيناً. هذه كفارة الظهار إذا عاد الإنسان لما قال، ومعنى عودته لما قال: أن يعود لامرأته التي جعلها كظهر أمه بأن يعزم على أن يجامعها، فنقول: قبل أن تجامع كفر.

    أولاً: تحرير رقبة ومعنى التحرير: تخليصها من الرق، يعني: يكون عند الإنسان عبداً مملوكاً فيعتقه، أو يشتريه من السوق ويعتقه، فإن لم يجد ثمن الرقبة أو لم توجد الرقبة، كمثل هذا العصر الآن فإنه لا يوجد فيما نعلم رقيق.

    فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ أي: فعليه صيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي، الشهران هل هما ستون يوماً، أو هما هلالان؟ الجواب: الثاني، أي: هلالان، فلو قدر أن الشهر الأول ناقص والثاني ناقص، ستكون الأيام ثمانية وخمسين يوماً، ولا حرج؛ لأن الله لم يقل ستين يوماً، قال: (شهرين متتابعين) وقوله: (متتابعين) يعني: يجب ألا يفطر بينهما إلا لعذر، كالسفر والمرض، فإن لم يتابع بأن أفطر يوماً في أثناء الشهرين بدون عذر فعليه أن يستأنف؛ لأن الله اشترط أن يكون الشهران متتابعين، فلابد أن يستأنف.

    مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا أي: من قبل أن يجامع أحدهما الآخر، فيبقى صابراً عن امرأته مدة شهرين، هذا إن شرع في الصوم مباشرة، أما إذا تأخر ربما يتأخر -مثلاً- شهر ثم يصوم، فيبقى عن أهله ثلاثة أشهر.

    ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ [ أي: تزجرون به عن هذا القول المحرم المنكر.

    فمن لم يستطع أن يصوم شهرين متتابعين، إما لمرض وإما لشدة شبق يعني: شهوة للجماع وما أشبه ذلك فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً أي: فعليه أن يطعم ستين مسكيناً، وهل يطعم ستين مسكيناً قبل أن يجامع، أو له أن يجامع قبل أن يطعم؟ في الرقبة قال: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا وفي الصيام قال: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا وفي الإطعام لم يذكر الله هذا الشرط: (من قبل أن يتماسا) فظاهر الآية الكريمة: أنه يجوز أن يرجع إلى زوجته ويجامعها قبل أن يطعم، ولكن أهل العلم يقولون: إن الإطعام كغيره، لا يرجع إلى زوجته حتى يطعم، وقالوا: إذا كان الله تعالى أوجب أن تكون الكفارة قبل الجماع في العتق وهذا قد يتأخر ربما يبقى الإنسان يبحث عن رقبة شهراً أو شهرين أو أكثر، في الصيام وهو شهران يبقى لا يجامع زوجته حتى يصوم، فما بالك بالإطعام؟ الإطعام يمكن أن يطعم خلال نصف ساعة أليس كذلك؟ يقولون: فإذا كان العتق والصيام يجب أن يتقدم الرجوع فالإطعام من باب أولى، ولكن كيف يطعم ستين مسكيناً؟

    إطعامهم على وجهين: الوجه الأول: أن يصنع غداءً أو عشاءً ويدعو ستين مسكيناً، فإن لم يتسع المكان للستين دعا عشرة اليوم وعشرة آخرين من الغد وعشرة آخرين من الغد حتى يكمل ستين مسكيناً، غداء أو عشاء، فإن لم يصنع غداء أو عشاء فليطعم كل مسكين كيلو من الرز ومعه لحم، يعني: يأخذ أكياساً من (النايلون) ويجعل فيها كيلو من الرز ومعه لحم، لحم قليل يكفيه لوحده، ويوزعه على ستين مسكيناً، وبذلك تتم الكفارة.

    لكن إذا كان الإنسان لا يستطيع حتى الإطعام، فهل نقول: لا تقرب زوجتك حتى تقدر على الإطعام أو الصيام أو إعتاق الرقبة؟ نقول: قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] وعلى هذا فيأتي أهله ولا حرج عليه. فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ أي: أوجبنا ذلك ليتحقق لكم الإيمان، فإنه كلما كان الإنسان ممتثلاً لأمر الله مع المشقة، ازداد إيمانه ورغبته فيما عند الله.

    لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ يعني: محمد صلى الله عليه وسلم وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ختم الآيات بهذه الجملة، كأنه يقول: استعدوا للعذاب الأليم إن لم تؤمنوا بالله ورسوله فتؤدوا ما أوجب الله عليكم من الكفارة.

    1.   

    الأسئلة

    حكم تأجير المنزل لمن يستخدم الدش

    السؤال: فضيلة الشيخ! شخص عندنا له استراحة قد أجرها على أناس أو على شباب وضعوا فيها دشاً وقد نصح مراراً لكن لم يستفد، وهذا الشخص يظهر عليه الصلاح وهو إمام مسجد، السؤال: هل المال الذي يأخذه منهم حلال؟ وما هي النصيحة التي توجهونها إليه وفقكم الله؟

    الجواب: هذا يقول: أن رجلاً أجر استراحة له لقوم وضعوا فيها الدش فهل الأجرة حلال أو حرام؟ هذا ينبني على عقد الإجارة لهؤلاء هل هو حلال أو حرام؟ إن كانوا استأجروها من أجل أن يضعوا فيها هذا الدش ويسهروا عليه فهذا العقد حرام والكسب حرام، وأما إذا أجرها من أجل أن يخرجوا إليها في آخر النهار ويسهروا فيها ما شاء الله ثم يرجعوا إلى بيوتهم فهذا ليس بحرام، ولكن إذا رآهم وضعوا الدش فإذا تم العقد الذي بينهم يقول لهم: إما أن تخرجوا الدش، وإما أن تخرجوا.

    حكم لبس الخاتم للرجال

    السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم لبس الخاتم للرجال؟!

    الجواب: التختم للرجال -يعني: لبس الخاتم- إن كان من ذهب فهو حرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذهب والحرير: (حِلٌّ لإناث أمتي حرام على ذكورهم) ورأى رجلاً عليه خاتم ذهب فقال: (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار يضعها في يده، ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم بيده ورمى به) فلما انصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قيل للرجل: خذ خاتمك، قال: لا آخذ خاتماً رمى به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

    أما إذا كان من غير الذهب كالفضة، فإذا كان لحاجة فهو سنة، كالقاضي والأمير والوزير ومن لهم معاملة يحتاج إلى إثبات بختمه، فهذا سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يكاتب الملوك قيل له: إنهم لا يقبلون إلا كتاباً مختوماً فاتخذ الخاتم، وأما لمجرد الزينة فلا يسن له.

    الأفضل في صوم يوم عاشوراء

    السؤال: هل يكفي أن يصوم المسلم العاشر فقط من المحرم حتى تكفر عنه سنة كاملة؟

    الجواب: يعني عاشوراء: وهو العاشر من شهر المحرم، إذا صامه الإنسان فقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه يكفر السنة التي قبله، لكن الأفضل ألا يفرده بصوم، بل يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.

    حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول

    السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول؟

    الجواب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التشهد الأول اختلف فيها العلماء:

    منهم من قال إنها سنة، ومنهم من قال ليست بسنة، وهذا هو الصحيح أنها ليست بسنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم التشهد، لم يذكر فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لما قيل له: (يا رسول الله! علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد) ثم إنه قد ورد حديث في السنن ذكره ابن القيم في زاد المعاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف هذا الجلوس حتى كأنما جلس على الرضف والرضف: الحجارة الحامية.

    القول الراجح: أنه لا يزيد على قوله وأن محمداً عبده ورسوله.

    حكم لبس النظارات السوداء

    السؤال: ما حكم لبس النظارات السوداء لغير الحاجة؟

    الجواب: ماذا يريد بها إذا كانت لغير حاجة، كيف يلبس نظارات سوداء لغير الحاجة؟

    السائل: كالشمسية مثلاً.

    الشيخ: طيب إذاً هذه حاجة، إذا كان عينه ما تتحمل نور الشمس الساطع هذه حاجة.

    السائل: يقصد الزينة.

    الشيخ: لا. لا يقصد الزينة لا أحد يتزين بهذه أبداً، هل يتزين بنظارة سوداء؟ أبداً.

    على كل حال للحاجة لا بأس بها، حتى لغير الحاجة لا أستطيع أن أقول: إنها حرام؛ لأن الأصل الحل في كل شيء. فمن قال حرام يقال: عليك الدليل، إلا شيئاً واحداً وهو العبادات، فالأصل فيها التحريم إلا ما دل الدليل عليه.

    حكم من أحدث أثناء الطواف

    السؤال: إذا كنت حاجاً ثم في طواف الحج أحدثت في الشوط الرابع فذهبت وتوضأت ورجعت فهل أبدأ من الأول أو أتم الرابع؟

    الجواب: لا، هذه المسألة خطيرة، طوافك غير صحيح، لماذا؟ لأن الذين يقولون: إنه لابد من الوضوء يقول: لما انتقض الوضوء بطل الطواف، وإذا بطل لا يمكن البناء عليه، والذين يقولون: إن الوضوء ليس بشرط تكون هذه المدة قطعت الموالاة يعني: متى يخرج؟ ومتى يجد مكاناً فارغاً يتوضأ فيه؟ ومتى يرجع؟ فعلى هذا الرجل الآن: أن يذهب إلى مكة وإن كان صاحب زوجة لا يقربها، حتى يذهب إلى مكة ويطوف بثيابه طواف الإفاضة ويرجع، وإن أحب أن يحرم من الميقات بعمرة فيطوف ويسعى ويقصر ثم يطوف طواف الإفاضة فلا بأس. فبلغه.

    حكم الاجتماع للتعزية

    السؤال: بالنسبة للتعزية في البيت يقيمونها ثلاثة أيام، أحياناً العمة وابن الخالة وابن العم يأمرك بالتواجد في التعزية وتحدث لنا إحراجات يعني قد يكون خصام بين العم، وقد لا يكلمك أشهراً وقد حدث هذا معي، فما قولك؟

    الجواب: الاجتماع للتعزية بدعة، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يجتمعون لها، مع أنه أحياناً يصحبها من المنكرات أشياء كثيرة، فلا تحضر الاجتماع، ولا تفتح بابك للاجتماع، ومسألة: أن فلان يغضب أو لا يغضب، لا عبرة به، ما دام هدي النبي صلى الله عليه وسلم يخالف هذا، نحن مأمورون باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص:65]. ثم إن في فتح الباب للتعزية إشعاراً بأن أصحاب المصيبة ما رضوا، كأنهم يقولون للناس: يا أيها الناس! تعالوا عزونا. وفي الله عز وجل عزاء من كل هذا، فأرى أن تقاطعها، ومن هجرك أو قطع صلتك فالإثم عليه هو، وأنت لا تهجره ولا تقطع صلته والإثم عليه هو.

    حكم المداومة على ذكر لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت معين

    السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم المداومة على ذكر لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت معين كأن يقول بعد كل صلاة عصر: باسم الله عليَّ وعلى ذريتي وعلى أهلي وعلى أهل بيتي وعلى ........؟

    الجواب: هو على كل حال هذا من الأوراد، والأوراد المسائية تكون من بعد العصر ومن بعد الغروب، أما لو اعتقد أن هذا ذكر متصل بالصلاة لا لأنه آخر النهار فهنا يمنع؛ لأن العبادة لا تتم فيها الموافقة إلا إذا اجتمع فيها ستة شروط:

    أن تكون موافقة للشريعة في السبب، وفي الجنس، وفي القدر، وفي الهيئة، وفي الزمان، وفي المكان. وإذا خالفت الشريعة في واحد من هذه فليس من الشريعة، ولو أن الإنسان كلما دخل بيته صلى ركعتين وقال: هذا تطوع بالصلاة، نقول له: لا، تقييدك هذا بدخول البيت بدعة لم يرد في الشريعة أن دخول البيت سبب في صلاة الركعتين، فتكون مردودة على صاحبها، وهو آثم أيضاً.

    فهذا الذي قيد هذا الدعاء بصلاة العصر نسأل: هل أنت قيدته تبعاً للصلاة، أو لأنه وردك الذي تريد أن تقرأه في آخر النهار؟ إن قال: إن هذه نيتي فليس عليه شيء، وإن قال الأول، قلنا: لا.

    السائل: إن كان هذا ورده ليس عليه شيء؟

    الشيخ: نعم إذا كان ورده .. فلا. إذا كان لصلاة العصر، لكن لأنه آخر النهار لا شيء عليه.

    حكم الاشتراك مع شركة هاتف مقابل مبلغ معين

    السؤال: فضيلة الشيخ! بالنسبة للعروض التجارية لشركة الهواتف المتنقلة -الهواتف الجوالة- في الأصل الشركات تلزم المشترك باشتراك سنوي يدفعه بالإضافة إلى تكاليف المكالمات الشهرية التي يتكلم فيها بالدقائق، وفي بعض العروض حالياً -يا شيخ- تقول الشركة: نحن نسقط عنك الاشتراك السنوي بشرط أن تدفع عشرة دنانير شهرياً، والعشرة دنانير هذه من ضمنها المكالمات، فإذا تحدثت بمبلغ عشرة دنانير لا طالب ولا مطلوب، وإن زادت مكالماتك عن عشرة دنانير يأخذوا منك بقدر الزيادة بسعر معين للدقيقة، أما إذا جاء مشترك وتحدث -مثلاً- بستة دنانير وانتهى الشهر تقول الشركة: الأربع الدنانير الباقية لا تعود إليك وما ترحل للشهر القادم فما حكم هذه المعاملة؟

    الشيخ: يعني الإشكال الآن: هل هو في الشركة التي اشترط فيها أن يلتزم إلى مدة سنة، أو الإشكال في أنه إذا كلم فما زاد على العشرة الدنانير فهو عليه وما نقص فهو عليه؟

    السائل: الإشكال في الثاني.

    الشيخ: هذا ليس فيه إشكال، لأنه إذا حدد السقف الأعلى انتهى ولم تبق مشكلة. إذا قيل لك: مكالمة في حدود عشرة دنانير فلا إشكال في هذا، لأنه إذا تكلم في خمسة دنانير يعني مقدار خمسة دنانير فهو قد عرف أن الزائد قد ذهب عليه من أصله.

    السائل: الزائد يذهب عليه.

    الشيخ: يذهب عليه باختياره.

    حكم بقايا الأكل بين الأسنان في الصلاة وحكم مس المصحف بغير طهارة

    السؤال: سماحة الشيخ! ما حكم بقايا الأكل بين الأسنان في الصلاة؟ وما حكم مس المصحف بغير طهارة؟

    الشيخ: أما بالنسبة لبقايا الطعام بالأسنان فلا بأس أن يبقى بين الأسنان ولو صلى الإنسان، لكن لو انفصل منه شيء فلا يبتلعه، أحياناً يبقى بين الأسنان ثم بعد مدة يخرج من بين الأسنان، أو ربما يحركه بلسانه ويخرج، نقول: هذا لا بأس به لكن لا يبتلعه.

    وأما بالنسبة لمس المصحف فالقول الراجح قول الجمهور: أنه لا يجوز أن يمس المصحف إلا بوضوء، وإذا كان محتاجاً إلى القراءة من المصحف وليس هو على وضوء فليلبس قفازين أو يضع منديلاً على المصحف حتى لا يباشر مسه.

    حكم استخدام بخاخ الربو في رمضان

    السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم البخاخ للربو في رمضان؟

    الجواب: البخاخ لمعالجة الربو والإنسان صائم في رمضان أو غيره لا بأس به؛ لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة التي هي مجمع الطعام والشراب، وإنما غاية ما فيه أنه يفتح قنوات التنفس ولا يصل إلى المعدة، فلا بأس به.

    من آداب المصافحة

    السؤال: بعض الناس إذا سلمت عليه وهو جالس يعتذر بقوله: أعز الله مقامك أو كذا؟

    الشيخ: عز الله مقامك، وماذا تعني هذه؟!

    السائل: إذا سلمت عليك وأنت جالس يا شيخ!

    الشيخ: يعني مررت بشخص وهو جالس وسلمت عليه؟

    السائل: صافحته وأنت واقف وهو جالس؟

    الشيخ: ينبغي للإنسان إذا سلم عليه أحد ومد يده إليه أن يقوم؛ لئلا يكسر قلب صاحبه، إلا إذا كان يشق عليه القيام، مثل: أن يكون المسلِّمون كثيرين وهو جالس ويشق عليه كلما أتى شخص أن يقوم، فلا بأس أن يمد يده وهو جالس.

    أما مسألة: أعزك الله فلا داعي لها، فلا يقولها، ثم هاهنا مسألة وهي: أنه شاع عند كثير من الناس اليوم، أن الداخل إذا دخل بدأ بأول شخص يليه عند الباب مصافحة ثم مشى على الناس، وهذا خطأ من وجهين:

    الوجه الأول: أنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا دخل على مجلس أن يصافحهم، بل كان يجلس حيث ينتهي به المجلس بدون مصافحة، والمصافحة تكون عند الملاقاة في الشارع.

    ثانياً: أنه يبدأ بالأيمن مع وجود من هو أكبر منه، وهذا غلط أيضاً، لأنك إذا دخلت على مكان وفيه صغار وكبار ابدأ بالكبار، بخلاف ما إذا كانوا جالسين على يمينك وعلى يسارك فابدأ باليمين ولو كان أصغر، ولهذا لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى في المنام رجلين ومعه سواك لما أراد أن يناولهما قيل له: كبر كبر. وهذه سنة، الناس لا شك أنهم يريدونها لكنهم ما اهتدوا إليها.

    فيقال: الأفضل إذا دخل الداخل أن يسلم على العموم ثم يجلس حيث انتهى به المجلس، وإن كان قد أعد له مكان يذهب إلى مكانه، يعني: ربما يكون المدعو صاحب جاه، أو مال، أو علم، وقد أعدوا له مكاناً خاصاً، فهنا يذهب إلى مكانه فقط، ولا يمر عليهم في المصافحة.

    ثانياً: إذا دخلت المجلس ومعك الشاي تريد تناوله الناس تبدأ بالأكبر. ثم بالذي على يمينك أنت، مثلاً: إذا كان الأخ هو الأكبر تعطيه إياه أولاً، ثم يعطيني إياه ولا يعطيه الثاني؟ الثاني الذي على يمينه هو. لأنه له يمين ويسار، فإذا ناول الأكبر قلنا من على يمينك؟ الذي على يمينه هو الذي على يسار الأكبر.

    معنى قوله تعالى: (حتى إذا استيئس الرسل ...)

    السؤال: قول الله سبحانه وتعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ [يوسف:110] ما تفسير هذه الآية أحسن الله إليك؟

    الجواب: إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ أي: استبعدوا نصر الله عز وجل وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا أي: أن الذين أظهروا لهم الإيمان أظهروه كذباً، وهذه تفسرها القراءة الثانية: (وظنوا أنهم قد كذِّبوا جاءهم نصرنا). وإنما يظنون ذلك لأنه إذا لم يأت النصر وهؤلاء المؤمنون، والمؤمنون موعودون بالنصر ظن الرسل أن هؤلاء الذين يقولون: إنهم مؤمنون كاذبون عليهم.

    السائل: الإشكال في الضمير (أنهم) يعود على من؟

    الشيخ: على الرسل.

    السائل: (قد كذبوا)؟

    الشيخ: (قد كذبوا) أي: من قبل قومهم.

    السائل: يعني يوضحه في القراءة الأخرى: قد كذِّبوا؟

    الشيخ: (قد كذِّبوا) نعم.

    السائل: تفسر عليها؟

    الشيخ: تحمل عليها وهو كذلك، لأنه لا يمكن أن الرسل يظنون أن الله قد كذبهم بوعد النصر، هذا لا يمكن بل نقول: قد كذبوا أي: قد كذبهم قومهم في قولهم: إنهم مؤمنون. مثل قوله: قد كذبك وهو صدوق، أو صدقك وهو كذوب، أو ما أشبه ذلك.

    حكم إهداء الطعام لمن عنده اجتماع للعزاء

    السؤال: للعزاء في منطقتنا هناك تجمع لمدة ثلاثة أيام، ولكن السؤال: هل يعمل لهم طعام خاصة إذا كان الميت قريباً أو جاراً كمساعدة أو كصلة، فهل نصنع هذا الطعام لهم ونأكل معهم؟

    الجواب: لا، والله! لا تصنع، إذا فعلت هذا فأنتم على ما هم عليه، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما أشغلهم) فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم العلة.

    السائل: كيف المخرج من هذا؟

    الشيخ: لا يوجد دليل لهؤلاء المبتدعين، هؤلاء ما أتاهم شيء يشغلهم، بل اشتغلوا بصف الكراسي ووضع اللمبات وما أشبه ذلك، فكيف نحمل اللفظ على عمومه مع بيانه علته: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم) ولذلك لم يكن من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن كل من مات له ميت صُنع له طعام، إنما يصنع لمن يشتغل لحزنه عن صنع طعامه.

    حكم لبس النقاب للمرأة التي في نظرها ضعف

    السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم لبس النقاب للمرأة التي يكون في نظرها ضعف؟

    الجواب: لبس النقاب لا أفتي بجوازه نظراً لما يترتب من الشر، حيث توسع النساء فيه حتى أصبحت المرأة توسع الخط لعينها وتكتحل وتجمل عينها بأجمل ما يكون، وبعضهن يوسعن الدائرة هذه أو الخط هذا حتى يصل إلى الوجنة، أو إلى الحاجب، فلذلك لا أفتي بجوازه ولكني لا أفتي بعدم جوازه، إذا قلت لا أفتي بعدم جوازه يعني: لا أقول أنه ليس بجائز، أما إذا قلت لا أفتي بجوازه فالمعنى: أني أتوقف عن الفتوى بجوازه.

    السائل: من أجل النظر؟

    الشيخ: أبداً وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2] وهذه التي تقول: إنها ضعيفة النظر وتأتي امرأة شابة من أحسن النساء نظراً تقول: عندي ضعف نظر.

    السائل: حتى -يا شيخ- لو اضطر...؟

    الشيخ: ماذا قلنا؟ أنت مثل الرجل الذي قيل له: الحلف بالنبي حرام ولا يجوز، وجاب الأدلة على المفتي قال: (والنبي ما أحلف بالنبي) على الفور!!

    حكم لفظة (حرمت الحرام)

    السؤال: بالنسبة لقولك: من يحرم الحلال، لكن لو قال: حرمت الحرام أن تشرب القهوة عندي، فقلت: لا تحرم جزاك الله خيراً، قال: أنا ما قلت حرمت الحلال، قال: حرمت الحرام. وأنت ذكرت -يا شيخ- في كلامك أحسن الله إليك أول سورة المجادلة: أن من يحرم أي حلال فهو يقع موقع اليمين، فلو قال: حرمت الحرام يعني كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى فأنا أحرمه لكن من باب هل يقع موقع اليمين؟

    الجواب: لا، هذا لا يقع، وهذا حق وصدق، وليس بشيء على أننا نحمد الله أن نحلل كل حلال حلله الله، ونحرم كل حرام حرمه الله.

    السائل: يعني أحسن الله إليك بعضهم يستخدمها من باب التغيير والعزيمة للآخرين نقول: حرمت الحرام أن تشرب القهوة عندي.

    الشيخ: لا، هذا إن كان يفعل التورية يظن صاحبه أن هذا يمين.

    وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً إنه على كل شيء قدير.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756212088