إسلام ويب

تفسير سورة الدخان (3)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاء موسى عليه السلام بدعوة التوحيد إلى فرعون وقومه من الأقباط ومن تحت سلطتهم من بني إسرائيل، لكن فرعون وقومه كذبوا وأعرضوا، فأوحى الله إلى نبيه أن يأخذ من آمن معه من بني إسرائيل، ويخرج بهم من الأرض التي يسكنها المجرمون، وأمره أن يجتاز بهم البحر ثم يتركه خلفه رهواً؛ لأنه سيكون وسيلة عقاب المكذبين، فرعون وجنوده أجمعين.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن مع هذه الآيات من سورة الدخان المكية، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ * وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ [الدخان:17-24].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ [الدخان:17] هذا قصص يقصه الله تعالى على نبينا صلى الله عليه وسلم، من أجل أن يثبته على دعوته ويصبر على ما يعانيه ويلقاه من قومه الكفرة المشركين.

    وهذا القصص مضت عليه قرون، وقصه الله على رسوله فانتفع به وينتفع به كل مؤمن ومؤمنة، وإليكم هذا الجزء من هذه القصة:

    قال تعالى: وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ [الدخان:17] أي: قبل قومك المشركين في مكة، فتنا: أي امتحنا واختبرنا قَوْمَ فِرْعَوْنَ [الدخان:17]، وفرعون ملك مصر، وكان بنو إسرائيل يعيشون تحت رايته؛ لأنهم نزحوا إلى مصر من عهد يعقوب عليه السلام، واستقروا في الديار المصرية مع الأقباط، ثم لما حكم هذا الطاغية عذبهم، قتل أبناءهم، فعل العجب بهم، فأراد الله تعالى إنقاذهم فنبأ موسى وأرسله إليه.

    وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ [الدخان:17] أي: قبل قريش قَوْمَ فِرْعَوْنَ [الدخان:17] الملك المصري، وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ [الدخان:17] من هو هذا الرسول المكرم؟ هذا موسى عليه السلام، كريم أكرمه الله بالنبوة والمعجزات، وهو موسى بن عمران عليه السلام.

    وألفت النظر إلى أن موسى تربى في حجر فرعون وآسية امرأته، وعاش حوالي ثلاثين سنة في الديار المصرية، ثم قدر الله وشاء أن قتل نفساً خطأً، وحكموا عليه بالإعدام فخرج، فنزل بديار مدين وأقام بها عشر سنوات يرعى الغنم لشعيب، ثم بعد ذلك أخذ أهله واتجه نحو مصر، وفي الطريق نبأه الله وأرسله، فهو نبي الله ورسوله.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين)

    قال تعالى: وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ [الدخان:17] ماذا قال لهم، ماذا طلب منهم؟

    أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الدخان:18] أعطوني عباد الله وهم بنو إسرائيل أولاد الأنبياء والمرسلين، اتركوهم أذهب بهم إلى ديار القدس، عذبتموهم ونكلتم بهم، وآذيتموهم، أعطوني إياهم. ما طلب أكثر من هذا: أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ [الدخان:18] وهم بنو إسرائيل.

    إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ [الدخان:18] أي: من الله، بين الرسالة؛ إذ المعجزات في يده وفي عصاه، يرمي بالعصا فتصبح كجان وعفريت، يدخل يده في جيبه فيخرجها كفلقة قمر، تدلان على نبوة موسى ورسالته.

    أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الدخان:18] لست بكاذب ولا دجال ولا ظالم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين)

    قال تعالى: وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ [الدخان:19] لا تتكبروا عن عبادة الله، لا تطغوا على عباد الله، وهذا يصب على رأس فرعون الطاغية المتكبر الذي قال لهم: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]، وقال لهم: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:24] في مواطن كثيرة.

    وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ [الدخان:19] بحجج قطعية ظاهرة بينة كما علمتم، وهي العصا واليد البيضاء، العصا التي رعى بها الغنم عشر سنوات في يده، إذا ألقاها تتحول إلى حية كأنها جان، ويدخل يده باسم الله في جيبه، فيخرجها -والله- كفلقة القمر.

    آيتان تدلان على أن موسى بن عمران رسول الله، نبي الله أرسله الله بعد أن نبأه، أرسله إلى فرعون يحمل معه الحجج والبراهين البينة الواضحة، وسميت الحجة سلطاناً لأن بها تقوم الحاجة، ويؤدى الحق لأصحابه.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون)

    قال تعالى: وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ [الدخان:20] هذه كلمة موسى عليه السلام وهو يواجه فرعون وقومه الطغاة الجبابرة بقوله: أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ [الدخان:18-20]، والرجم يكون بالباطل والكلام الفاسد، ويكون بالحجارة، والمراد: يرمونه بالحجارة، حيث عزموا على قتله.

    وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي [الدخان:20] ولجأت إليه وتحصنت به وَرَبِّكُمْ [الدخان:20] أنتم، أي: خالقي وخالقكم، رازقي ورازقكم هو الله الذي نلجأ إليه ونستعيذ به فينجينا ويحفظنا.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون)

    قال تعالى: وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ * وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ [الدخان:20-21] إن لم تتبعوا ما أقول لكم ولم تصدقوني فاتركوني مع بني إسرائيل، لم تحاربونني؟ لم تشنعون وتكذبون وتقولون الباطل؟ اعتزلوني، إذا ما آمنتم بي ورفضتم الإيمان والاتباع والمشي ورائي فاتركوني واعتزلوني. فقالوا: لا بد من قتل هذا الرجل، أفسد علينا البلاد والعباد.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ...)

    ولما هددوه بالقتل فزع إلى الله عز وجل: فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ [الدخان:22]، رب نجني مما يقولون ويعملون.

    فأمره الله تعالى بقوله: فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الدخان:23] فأسر يا موسى بعبادي المؤمنين من بني إسرائيل بالليل؛ إذ كانوا قد تجمعوا وانحازوا عن الأقباط، فقال له: يا موسى! أسر بعبادي ليلاً، أي: بالليل، إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الدخان:23] ومن يتبعهم ليقتلهم؟ فرعون ورجاله.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون)

    قال تعالى: وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا [الدخان:24] أي: امش إلى البحر واضرب البحر بعصاك وقل: باسم الله، الله أكبر، لينفلق البحر وتدخل أنت وبنو إسرائيل، وهو بحر القلزم أو البحر الأحمر، وبالفعل كان جبريل يتقدمه وبنو إسرائيل وراءه، ما إن وصل البحر حتى قال: باسم الله والله أكبر، فانفلق البحر فلقتين، فدخل بنو إسرائيل بنسائهم وأطفالهم، وما يملكون معهم حتى اجتازوا البحر، والبحر حينئذ عبارة عن شوارع ما فيها ماء، وإذا بـفرعون يخرج بمائة ألف مقاتل يمشي وراءهم ليردهم، فلما رأى موسى عليه السلام البحر منفلقاً خاف أن يدخل فرعون ويصل إليه وإلى قومه، فأراد أن يرمي البحر بعصاه ليعود كما كان، فقال له ربه تعالى: وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا [الدخان:24] أي: مفتوحاً إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ [الدخان:24] اترك البحر كما هو، والله! ما إن دخلوا وتوغلوا فيه عن آخرهم حتى أطبق الله عليهم البحر فأغرقهم أجمعين، اللهم إلا ما كان من فرعون فإنه كان على سطح الماء، وعرضت عليه الهداية فقبلها لكن الوقت ليس وقت إيمان.

    والله له في ذلك حكمة، لو كان فرعون ما ظهر على سطح الماء ميتاً لكان بنو إسرائيل يخافونه في كل يوم وليلة أن يخرج عليهم، لكن غرق وبقي على سطح الماء ميتاً يشاهدونه بأعينهم؛ حتى اطمأنوا إلى أن فرعون هلك؛ لأنهم عاشوا تحت الضعف والضغط والتعذيب، فكيف يموت فرعون؟ كيف يغرق؟

    وجاء هذا مبيناً في سورة يونس عليه السلام: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:90] قال تعالى: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ [يونس:91-92] فقط لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً [يونس:92].

    يقول تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ [يونس:90] أي: البحر الأحمر، ثم ماذا؟ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:90]، قال تعالى: آلآنَ [يونس:91] أهذا وقت الإيمان؟ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ [يونس:91] ربك وموسى رسولك، وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:91]، وهنا انتهت مشكلة بني إسرائيل في مصر، خرج موسى ببني إسرائيل في طريقهم إلى أرض القدس، ولكن ابتلوا بأربعين سنة وهم في التيه في تلك الصحراء والعياذ بالله تعالى.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    والآن مع هداية الآيات.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

    [ هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: وجود تشابه كبير بين فرعون وكفار قريش في العلو والصلف والكفر والظلم ].

    ففرعون حارب موسى أو لا؟ وقريش حاربت محمداً أو لا؟ كان التشابه كبيراً، فلهذا يتعظ الرسول صلى الله عليه وسلم وينتفع بهذا.

    [ ثانياً: مشروعية الاعتبار بما سلف من أحداث في الكون والائتساء بالصالحين ].

    هذه هداية حرمها المسلمون إلا من رحم الله، في مثل هذه القصص عبرة عظيمة للعقلاء ينتفعون بها.

    ونحن نقول: لما هبط المسلمون من إندونيسيا إلى موريتانيا واستعمرهم الغرب والشرق ما كان سبب هبوطهم؟

    الجواب أيها الأحباب: سببه الفسق والفجور، الشرك والفساد والشر والظلم هو سبب هبوطهم، تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً، تقسموا إلى مذاهب وطوائف وأحزاب وجماعات وبلاد، فهبطوا من سماء الكمال إلى أرض الهون والدون، فلم ما نعتبر الآن نحن ونحن نتقدم إلى الهاوية؟ أما هلك آباؤنا وأجدادنا بالفسق والفجور؟ لم نبقى نحن فاسقين فاجرين؟ لم لا تتحد كلمتنا ومذهبنا وطريقنا كما أراد الله، ونعبد الله بما شرع، فنعز ونكمل ونسود ونهدي البشرية ونخرجها من ظلمات الكفر والشرك والباطل؟ فماذا ننتظر؟ لما ما نعتبر؟

    وكثيراً ما نقول: إن أمة الإسلام مقبلة على بلاء أعظم مما أصابها من الاستعمار؛ لأن ذنوبها أعظم من تلك الذنوب، عطلوا شريعة الله لا يحكمونها، ما أمروا بالصلاة ولا جبوا الزكاة ولا أمروا بمعروف ولا نهوا عن منكر، ولا حرموا ما حرم الله، فلا بد أن تأتي الساعة، والله نسأل أن يتوفى المؤمنين والمؤمنات قبل أن تنزل تلك البلية بهم.

    إذاً: لم قص الله تعالى هذه القصة؟ للعبرة، ليعتبر العرب مع بني إسرائيل بما أصاب فرعون وقومه، وقد اعتبروا ونفعهم الله ودخلوا في الإسلام.

    [ ثالثاً: وجوب الاستعاذة بالله تعالى والاستجارة به؛ إذ لا مجير على الحقيقة إلا هو ولا واقي سواه ].

    من هداية الآيات: وجوب اللجوء إلى الله، والاستعاذة بجنابه لينجو العبد ويسلم من المحنة والفتنة، من العذاب والبلاء، لا بد من اللجوء إلى الله في صدق، كيف نلجأ إليه؟ نطرح بين يديه، نبكي، ونتجنب ما حرم ونبتعد عنه، ونعبده في صدق، هذا هو اللجوء لينجينا ويخلصنا من كل بلاء.

    [ رابعاً: مشروعية دعاء الله تعالى على الظالمين وسؤاله النصر عليهم والنجاة منهم ].

    أيما ظالم يدعى عليه إلا أهلكه الله، ما من ظالم في الشرق أو الغرب يظلم ويدعو عليه المؤمنون إلا أهلكه الله عز وجل كما أهلك فرعون ومائة ألف مقاتل، أغرقهم في البحر الأحمر.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768280796