أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية كافة، عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً. وها نحن مع الأحكام.
[ المادة التاسعة: في الحضانة ] فالكتاب عبارة عن مواد، مادة أولى وثانية وثالثة؛ لأنه موضوع دستوراً شاملاً.
لما كان الغرض من الحضانة هو المحافظة على حياة الطفل ] الصغير [ وتربيته جسمانياً ] أي: جسدياً [ وعقلياً وروحياً ] أي: دينياً [ كان حق الحضانة يسقط عن كل من لم يحقق للطفل أغراض الحضانة وأهدافها ] سواء كان أماً أو أباً [ فيسقط حق الأم إذا تزوجت بغير قريب من الطفل المحضون ] فلو تزوجت بعمه فلا بأس؛ [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما لم تنكحي ). إذ زواجها بأجنبي تتعذر معه رعاية الطفل والمحافظة عليه. كما يسقط حق الحضانة أيضاً عن الحاضنة في الأحوال الآتية:
أولاً: إذا كانت مجنونة أو معتوهة ] فلا تربي الطفل ولا تحضنه أبداً.
[ ثانياً: إذا كانت مريضة مرضاً معدياً كجذام ونحوه ] وبرص وما إلى ذلك، فلا تحضنه.
[ ثالثاً: إذا كانت صغيرة غير بالغة ولا رشيدة ] فلا تحضنه أيضاً، ولو كانت أماً.
[ رابعاً: إذا كانت عاجزة عن صيانة الطفل والمحافظة على بدنه وعقله ودينه ] فلا ينبغي أن تحضنه، ولا حق لها في الحضانة؛ لأن العلة هي أن يحفظ هذا الولد في دينه وعقله وبدنه.
[ خامساً: إذا كانت ] الحاضنة [ كافرة ] فلا تحضن، فتسقط الحضانة [ خشية على دين الطفل وعقائده ] فالكافرة إذا حضنت الطفل وتربى في حجرها فإنه يتربى على الكفر الذي هي عليه، فلا يجوز للكافرة أن تحضن، وهذا يحتاج إليه سكان أوروبا وأمريكا من المسلمين، فالمتزوج بمسيحية كافرة إذا طلقها لا يترك طفله لها؛ لأنها ستحوله إلى كافر، بل يأخذ طفله، وتحضنه امرأة مؤمنة كيفما كانت؛ لأنه إذا تربى في حضن كافرة يصبح مسيحياً.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
الجواب: هذه لا تسمى كفالة، وكان المفروض أن تطلب المساعدة على هذه الكفالة عامة، ولا تقل: تكفله أو لا تكفله، هذه فقط كلمة زائدة عن الموضوع، الكفالة التي يعنيها الرسول أن يكون في بيتك .. في حجرك، تربيه وتحسن إليك، وأما أن يكون عند فلان وأنت كفيله فهذه كلمة فقط من باب الترغيب ليدفع الناس.
فالمفروض أن يقولون: نحن جمعية خيرية نكفل اليتامى، فمن أراد أن يساعد فليتفضل بالمال ويشارك أهل البلاد كلهم.
أما نقول: من أراد أن يكفل يتيماً، وتقول: ( أنا وكافل اليتيم كهاتين ) فهذا حديث صحيح، أي: مع بعضهم البعض في الجنة.
فإذا أردت أن تكفل يتيماً فأت به إلى بيتك .. مع زوجتك .. مع أمك .. مع أولادك، فتربيه وتصونه وتحفظه في عقله .. في دينه، هذه هي الكفالة، ولا تقل: تعطيه ألف ريال في الشهر كفالة، فهذه بربرية، بل كفالته إذا مات رجل وزوجته وتركوا ولداً ضائعاً فتأخذه أنت وتكفله في بيتك وتربيه حتى يبلغ مؤمناً صالحاً، فإذا فعلت ذلك فأنت مع الرسول في الجنة، وأما كونك تدفع خمسمائة ريال وإلا مائتين وتقول: أنا كافل يتيم فهذا اصطلاح جديد فقط، ولست كافلاً حقيقة، وقد يغضبون من هذا، فقولوا: ساعدونا على كفالة اليتامى، لا أن تقولوا: اكفلوهم معنا.
الجواب: أقول: ما بلغني أن أحداً يستقدم خادمة جاهلة ويسند إليها تربية ولده أبداً، بل هذه تخدم البيت فقط، فتنظف وتطبخ وغير ذلك، ولا تربي الأولاد، فهي نفسها تحتاج إلى تربية، ووالله إننا لنربيها.
الجواب: يجوز، ولا حرج، ويستسقي بنا بأن يصلي بنا وندعو، هذا هو.
الجواب: تكشفه وتكشف كفيها؛ إذ لا تعرف أنها محرمة إلا بهذا، والمرأة غير المحرمة تكون كلها مستورة، لكن إذا أحرمت أمرها الشارع أن تكشف وجهها وتكشف كفيها؛ لتعلم أنها محرمة، فإحرام المرأة في وجهها وكفيها، لكن الصديقة عائشة رضي الله عنها قالت: كنا إذا اختلطنا بالرجال نسدل على وجوهنا غطاء. فما دامت تمشي وحدها أو مع زوجها فيجب أن تكشف وجهها، فإذا اختلطت بالأجانب فتسدل على وجهها شيئاً ولا تنتقب، مؤقتاً حتى تبعد من الرجال.
الجواب: إذا كانت العلامة حجر تضعها لا حرج، وأما أن تضع صورته فلا يجوز، وأما حجر ونحوه فلا بأس.
الجواب: يجوز أن ينسى؛ لضعف الإنسان، وإلا من الغريب أن تبقى إلى المغرب وأنت ناس لصلاة الصبح، فتصلي الصبح والظهر بعدها والعصر بعدها وتصلي المغرب، وإذا تذكرت عند العشاء أيضاً أنك ما صليت الظهر فتصلي الظهر والعصر والمغرب وتصلي العشاء وهكذا، فلا بد من ترتيب الصلوات كما في كتاب الله، فإن زادت على الخمس فاقضها وحدها ولا حرج، فلو أنك تذكرت الآن أنك يوم الخميس ما صليت الظهر فصلها الآن وكفى، لكن إذا كان في يومك فلا بد وأن تصلي ذلك بعد ما تصلي ما نسيته أو أخرته.
الجواب: نصيحتي لأبنائي وإخواني وللمؤمنات ولي قبلهم أننا لا نقول: بعت ولا اشتريت ولا قدمت، فأمور الدنيا كلها لا نتكلم بها في المسجد، ولا نتكلم إلا في أمور الدين فقط، هذا واجبنا الذي يجب أن نقوم به، ومن زلت قدمه فليستغفر الله وليتب.
الجواب: أولاً: أن ينام بعد صلاة العشاء مباشرة كما كان الأصحاب وأولادهم وأحفادهم والمؤمنون يفعلون، فيكون النوم بعد صلاة العشاء، فمن نام الساعة التاسعة يستطيع أن يقوم الساعة الثالثة؛ لأنه سينام التاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة والواحدة والثانية، أي: سينام ست ساعات ويقوم، فهذا سبب، فلا نسهر لا مع تلفاز ولا مع راديو ولا مع غيرهما بعد صلاة العشاء، بل نتناول طعامنا إن لم نتناوله وننام.
السبب الثاني: أن يضع ساعة منبهة بجانب رأسه ويضبطها على الوقت الذي يريد أن يقوم فيه قبل الفجر فتوقظه بحمد الله عز وجل.
ثالثاً: إذا لم يكن عندك ساعة وعندك أسرة فتوصي أمك .. أباك .. زوجتك بإيقاظك، ولا بأس.
الجواب: عليها أن تستغفر الله وتتوب إليه وتندم، وتدعو للميت بالمغفرة والرحمة، ولا نقول: اعتدي من الآن، بل تستغفر الله وتتوب إليه وتندم وكفى. نعم. وهذا من الجهل، فسبب عدم اعتدادها والله الجهل، ما عرفت، لما مات الزوج غنت ولبست ملابسها وخرجت من بيتها.
الجواب: لو أن عاملة قال لها صاحب العمل: لا بد وأن تضعي لحية في وجهك حتى نقبلك وهي امرأة مؤمنة فإنها لا ترضى بهذا وإن لم تقبل، فكذلك الفحل من باب أولى، فيعتذر ويقول له: يا عم! يا سيد! يا كذا! لوجه الله خليني، ويعفي لحيته ولا يطولها ذراعاً، بل لحية تجعله رجلاً بين المسلمين، وهذه كافية، والغالب يقبلون هذا، وإن قال: لا، فاخرج عنه واتركه ولا تبال به، وسيعوضك الله خيراً منه.
الجواب: يعتبر طلاقاً بلا خلاف إن كان ناوياً بذلك الطلاق.
الجواب: الذي بلغنا من أهل العلم ولم نجده في السنة ولا في كتب الفقه هو: صدقت وبررت، فنقولها ولا حرج، فهو صدق لما قال: الصلاة خير من النوم، وقد بر بهذا؛ إذ نبه له ودعا إليه، فلا بأس إن قلت: صدقت وبررت، ولا بأس إن لم تقل، ولا شيء عليك. نعم. وأما من يقول: يقول المستمع: الصلاة خير من النوم فهذه فلسفة؛ إذ لا فائدة لقولك هذا، فالمؤذن إذا قال: حي على الصلاة لا يقول المستمع: حي على الصلاة، وإذا قال: حي على الفلاح لا يقول: حي على الفلاح، بل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فالكلام كما قلت، فمن قال: صدقت وبررت فلا بأس، فهو صدق وما كذب، فقد أخبر بالواقع، ومن لم يقل فلا شيء عليه.
الجواب: إذا جئت من الجنوب إلى مكة محرماً وطفت وسعيت ثم جئت إلى المدينة فأنت الآن مخير، فإن شئت عدت محرماً ما دام أن مكة في طريقك واعتمرت عمرة ثانية، وإن شئت فلا تعتمر بل امش إلى بلادك ولا حرج، وسواء جلس يوماً أو لم يجلس ليس عندنا تحديد.
الجواب: أنت مخير، إن أردت أن تصوم فصم، وإن لم ترد أن تصوم فلا شيء عليك، وهذا لا يلزمك، فهو تطوع، وإذا عرفت أنك تتألم بالصيام فلا تصم، ولا ينبغي.
الجواب: لا تكون بألف صلاة إلا في هذا المسجد النبوي وإن اتسع أو بلغ صنعاء، فما دام مسجد الرسول فالصلاة فيه بألف صلاة، وأما خارجه فليست بألف صلاة أبداً، ولا يقول بهذا أحد. وكذلك الصلاة في الساحات خارج المسجد ليست بألف صلاة أبداً، بل لا بد وأن تكون داخل المسجد؛ لأن الرسول قال: ( صلاة في مسجدي هذا ). وأشار إليه. ومن أهل العلم من يقول: إلا الصلاة في المسجد القديم، ولكنا لا نقول بهذا القول، وقد رده عمر ، وقال: هو مسجد رسول الله ولو بلغ صنعاء. وأما خارج المسجد فالصلاة صحيحة مع اتصال الصفوف، لكنها ليست بألف صلاة، وإنما هي بخمسة وعشرين ضعفاً أو سبع وعشرين، وليست بألف صلاة.
والنافلة كالفريضة؛ لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة). نكرة، فتشمل الفريضة والنافلة، فقد قال: ( صلاة في مسجدي هذا ). ولم يقل: الصلاة في مسجدي هذا، حتى يقال: معناها الفريضة التي فرضها الله، ولكن قوله: ( صلاة في مسجدي ) عامة للفريضة والنافلة، مع أن أهل المدينة صلاتهم النافلة في بيوتهم بألف وزيادة.
الجواب: لا أستطيع أن أخبره عن حدود الحرم، وأما الخبر العام فاسمع قول الرسول الكريم يقول: ( ما بين لابتيها حرم )، أي: الحرة الغربية والحرة الشرقية، ويقول: ( المدينة حرم من عائر إلى ثور ). وعائر في الجنوب الغربي جبل معروف إذا خرجت الآن يظهر لك، وثور وراء كم، يرى من داخل الحرم.
الجواب: يا أبناء الإسلام! لا يحل لمؤمن أن يسبل ثوبه تحت الكعبين أبداً، فذلك لا يجوز، وقد حرم ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعد عليه صاحبه بالنار، والعياذ بالله تعالى، فيلكن دائماً ثوبك فوق الكعب أو إلى الكعب، وأما تحت الكعب فلا يجوز. واتقوا الله.
الجواب: لو كان الرسول حياً بين أيدينا فقل له: فلان يسلم عليك يا رسول الله! لا بأس، ولكن الرسول في دار السلام في الجنة، فليس عندنا إلا أن نقول: السلام عليك يا رسول الله! ورحمة الله وبركاته، والروح متصلة بالجثة الطاهرة بالملكوت الأعلى، فيرد السلام، وأما فلان يسلم عليك فهذه لا وجود لها، وهذا أيضاً والله من الجهل، فسلم أنت على الرسول ولا تقل: سلم لي على الرسول، فأنت تصلي ركعتين في النافلة والفريضة وتقول: السلام عليك أيها النبي! ورحمة الله، وكأنه بين يديك، سواء كنت في الشرق أو في الغرب، في السماء أو في الأرض، فنحن لا نصلي ركعتين إلا ونقول: السلام عليك أيها النبي! وكأنك عند قبره وتبلغه على الفور، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( صلوا علي حيثما كنتم؛ فإن صلاتكم تبلغني ). فليس هناك معنى لقول: سلم لي على الرسول، بل هذا من تزيين الشيطان له، وإلا فالناس يصلون ويسلمون ألف مرة على الرسول كل يوم.
الجواب: تجوز مساعدته لأنه والدك، فتنفق عليه إذا احتاج إلى النفقة، ويجب عليك أن تدعوه وأن تعظه وأن تذكره كل ساعة؛ حتى يتوب إلى الله ويصلي ويترك الخمر، وتأتي بالصالحين من إخوانك يجلسون إليه ويعظونه، ويذكرونه كل يوم حتى يتوب، ولا تتركه قط وتقول: أنفق عليه أو لا أنفق.
معشر الأبناء والإخوان! أعتذر إليكم غداً إن شاء الله؛ لأن عندي محاضرة خارج المدينة، ألزموني بها جزاهم الله خيراً، فعودة يوم الجمعة إن شاء الله، والدرس يوم الجمعة، وأما غداً فسأكون غائباً.
الجواب: بعض الناس يقول: ادع لنا، فهيا ندعو، نعم الدعوة.
اللهم يا أرحم الراحمين! اللهم يا أرحم الراحمين! اللهم يا أرحم الراحمين! اكشف ضر المرضى بيننا ومعنا وفي بيوتنا ومشافينا يا رب العالمين! اللهم يا رب! طهر قلوبنا، وزك نفوسنا، وآتها هداها وتقواها يا رب العالمين!
اللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، رب انصر دينك وكتابك وعبادك المؤمنين، وأعل كلمتك يا رب العالمين! اللهم اجمع كلمة المؤمنين، ووحد صفوفهم، ليطبقوا شرعك ويسودوا، ويعلموا البشرية دينك وكتابك يا رب العالمين!
اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتوفنا وأنت راض عنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر