إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (169)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد اعتنى الإسلام بالأسرة والحياة الزوجية اعتناءً بالغاً، وما ذاك إلا لعظيم شأنها في بناء المجتمع المسلم، فإنه إذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، ومن عناية الإسلام بها أن شرع وأوجب على كل من الزوجين تجاه صاحبه حقوقاً وواجبات يجب أن يؤديها كما أمر الله تعالى، فللزوج على زوجته حقوق، كما أن للزوجة على زوجها حقوقاً، إذا قام كل منهما بما يجب عليه ساد الوئام والوفاق بينهما، ورفرفت السعادة في جنبات حياتهما، وينبغي أن يسود بينهما التسامح وعدم المشاحة فيما حدث من تقصير أو تفريط.

    1.   

    الحقوق الزوجية

    الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها؛ عقيدة وآداباً وأخلاقاً، وعبادات وأحكاماً، وها نحن مع أحكام النكاح [الحقوق الزوجية] فللزوجة حقوق على زوجها، وللزوج على زوجته أيضاً حقوق ينبغي الاهتمام بها.

    1.   

    حقوق الزوجة على زوجها

    [أولاً: حقوق الزوجة على زوجها: يجب للزوجة على زوجها حقوق كثيرة ثبتت لها بقول الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]، وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن لكم من نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً )] هذا كتاب الله: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ أي: من الحقوق، وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( إن لكم من نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً )، فللزوج حق وللزوجة حقاً، والآن مع حق الزوجة على زوجها [ومن هذه الحقوق: ]

    أولاً: نفقتها من طعام وشراب وكسوة وسكنى بالمعروف

    [أولاً: نفقتها من طعام وشراب وكسوة وسكنى بالمعروف] هذا واجب للمرأة على زوجها الرجل: نفقتها من طعام وشراب وكسوة وسكنى بالمعروف، والدليل: [لقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن حق المرأة على الزوج: ( تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت )، أي: لا يحولها إلى بيت آخر يهجرها فيه] بل تبقى في بيته، (ولا تقبح) معناه: لا تقل: يا قبيحة الوجه وما شابهه بالسب والشتم. هذا هو الحق الأول.

    إذاً أول حق: نفقة الزوجة من طعام وشراب وكسوة وسكنى بالمعروف -ليس الزائد عن المعروف- بل بحدود ما يستطيع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن حق المرأة على الزوج ما هو؟ قال: ( تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ) أي: لا يحولها إلى بيت آخر ويهجرها، بل تبقى في بيتها وتهجر.

    ثانياً: الاستمتاع

    [ثانياً: الاستمتاع، فيجب عليه أن يطأها ولو مرة في كل أربعة أشهر إن عجز على قدر كفايتها منه] والاستمتاع أي: الجماع، فيجب على الزوج أن يطأ امرأته ولو مرة في كل أربعة أشهر [لقوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:226].

    ثالثاً: المبيت عندها في كل أربع ليالٍ ليلة

    [ثالثاً: المبيت عندها في كل أربع ليالٍ ليلة] في كل أربع ليالٍ يبيت عندها ليلة [ إذ قضي به على عهد عمر رضي الله عنه] على الزوج أن يبيت مع زوجته في كل أربعة أيام ليلة، هذا إن عجز.

    رابعاً: القسم لها بالعدل إن كان لزوجها نساء غيرها

    [رابعاً: القسم لها بالعدل إن كان لزوجها نساء غيرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط )] إذاً: هذا الحق: ألا وهو القسم لها بالعدل مع ضرائرها إن كان لزوجها نساء غيرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ) أي: مفضوحاً بين الناس؛ لأنه كان يميل لإحدى زوجتيه.

    خامساً: أن يقيم عندها يوم تزوجه بها سبعاً إن كانت بكراً وثلاثاً إن كانت ثيباً

    [خامساً: أن يقيم عندها يوم تزوجه بها سبعاً] أي: سبع ليالٍ [إن كانت بكراً، وثلاثاً إن كانت ثيباً] إذا تزوج الرجل المرأة بكراً يجب أن يقيم معها سبع ليال في بيتها لا يفارقها، وإن كانت ثيباً فثلاث ليال [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( للبكر سبعة أيام وللثيب ثلاث، ثم يعود إلى نسائه )] الأخريات بالعدل والقسط.

    إذاً: يقيم الزوج عند زوجته سبعاً إن كانت بكراً، وثلاث ليالٍ إن كانت ثيباً، والدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( للبكر سبعة أيام وللثيب ثلاث، ثم يعود إلى نسائه ) الأخريات.

    سادساً: استحباب إذنه لها في تمريض أو زيارة أحد محارمها

    [سادساً: استحباب إذنه لها في تمريض أحد محارمها، وشهود جنازته إذا مات، وزيارة أقاربها زيارة لا تضر بمصالح الزوج] هذا هو الحق السادس: يستحب له أن يأذن لها في تمريض أحد أقاربها كأمها أو أبيها أو أخيها مثلاً، وشهود جنازته إذا مات، فتذهب إلى البيت الجنازة، وزيارة أقاربها زيارة لا تضر بمصالح الزوج. هذا مستحب على الزوج أن يفعله، وهذه هي حقوق الزوجة على زوجها، ستة حقوق.

    1.   

    حقوق الزوج على زوجته

    [ثانياً: حقوق الزوج: وللزوج على زوجته حقوق ثابتة بقول الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]] أي: وللنساء حقوق مثل الذي عليهن بالمعروف [فما عليهن هو حقوق الزوج، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن لكم من نسائكم حقاً )، وهذه الحقوق هي:].

    أولاً: الطاعة في المعروف

    [أولاً: الطاعة في المعروف، فتطيعه في غير معصية الله تعالى وبالمعروف] فتطيع زوجها فيما أمرها به ونهاها عنه في غير معصية الله تعالى [فلا تطيعه فيما لا تقدر عليه أو يشق عليها؛ لقوله تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا [النساء:34]، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت آمراً أحداً أيسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )] هذا هو الحق الأول: ألا وهو الطاعة في المعروف لا في المنكر؛ فتطيع المرأة زوجها فيما يأمر وينهى بغير مشقة؛ لقوله تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت آمراً أحداً أيسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ).

    ثانياً: حفظ ماله وصون عرضه وألا تخرج من بيته إلا بإذنه

    [ثانياً: حفظ ماله، وصون عرضه، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه؛ وذلك لقوله تعالى: حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34]].

    إذاً: من حقوق الزوج على زوجته: حفظ ماله وصون عرضه، فلا تتعرض لكشف عرضها أبداً لا بزنا ولا بغيره، وألا تخرج من بيته أبداً إلا بإذنه؛ وذلك لقوله تعالى: حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ في الثناء عليهن.

    [وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك )] من هي خير النساء؟ خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وأفرحتك لجمالها، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها وفي مالك.

    ثالثاً: السفر معه إذا شاء ولم تكن قد اشترطت عليه في عقدها عدم السفر بها

    [ثالثاً: السفر معه إذا شاء ذلك ولم تكن قد اشترطت عليه في عقدها عدم السفر بها؛ إذ سفرها معه من طاعته الواجبة عليها] سفر المرأة مع زوجها يكون إذا شاء هو ذلك، ولم تكن هي قد اشترطت عليه في العقد ألا تخرج معه من بيتها أو من دارها أو من بلدها، إذ سفرها معه جائز وهو من طاعته الواجبة عليها.

    رابعاً: تسليم نفسها له متى طلبها للاستمتاع بها

    [رابعاً: تسليم نفسها له متى طلبها للاستمتاع بها] أي: للجماع [إذ الاستمتاع بها من حقوقه عليها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح )].

    خامساً: استئذانه في صوم التطوع إذا كان حاضراً

    [خامساً: استئذانه في الصوم] فمن حق الرجل على زوجته أن لا تصوم إلا بعد إذنه، وهذا في صوم التطوع [إذا كان حاضراً غير مسافر] أما إن كان مسافراً فلا تبالي، تصوم ولا حرج [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه )] لأنه قد يضطر إليها وهي صائمة، فمن الواجب أن تستأذنه، تقول له: غداً سأصوم سواء كان نافلة أو قضاء، أما رمضان فلا خلاف في عدم استئذانه.

    إذاً: على المرأة أن تستأذن زوجها في الصوم إذا كان حاضراً غير مسافر، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ).

    والآن بعدما عرفنا حقوق الزوجة والزوج نتعرف على النشوز.

    1.   

    نشوز الزوجة

    [نشوز الزوجة: إذا نشزت الزوجة أي: عصت زوجها وترفعت عنه، وامتنعت من أداء حقوقه] إذاً: النشوز: هو إذا نشزت الزوجة أي: عصت زوجها وترفعت عنه، وامتنعت من أداء حقوقه عليها [وعظها، فإن أطاعت وإلا هجرها في الفراش ما شاء من مدة -وفي الكلام- ثلاثة أيام لا غير] الوعظ أولاً: فَعِظُوهُنَّ [النساء:34]، فإن أطاعت وإلا هجرها في الفراش فقط ليس في البيت ما شاء من مدة، وفي الكلام يهجرها ثلاثة أيام فقط لا غير [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ )] وهذا هجران الكلام، ثلاثة أيام فما فوق لا يجوز، لا للرجل مع امرأته ولا للمؤمن مع إخوانه [فإن أطاعت وإلا ضربها في غير الوجه ضرباً غير مبرح] غير جارح [فإن أطاعت وإلا بُعث حكم من أهله وحكم من أهلها، فيتصلان بكل منهما على حدة سعياً وراء الإصلاح والتوفيق بينهما، فإن تعذر ذلك فرق بينهما بطلاق بائن] لا رجعة فيه [وذلك لقوله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا [النساء:34-35]].

    نكتفي بهذا القدر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    1.   

    الأسئلة

    حكم انشغال الرجل عن البقاء مع زوجته البكر سبعة أيام

    السؤال: ما الحكم إذا تزوج الرجل بكراً ولم يقض معها سبع ليال بسبب انشغاله بعمله وما إلى ذلك؟

    الجواب: سائل يقول: ما حكم الرجل يتزوج بكراً، ثم ينشغل عنها ولا يبيت معها سبع ليال؟ المراد من السبع الليالي والثلاث الليالي إذا كان معها ضرة أو ضرات، فالبكر يبقى معها سبع ليال فلا يمشي لضراتها أبداً، فإن كانت ثيباً يكفيها ثلاث ليال ويعود للإقراع بين زوجاته، هذه ليلة وهذه ليلة، أما هذا الذي مُنع لسبب خارج عن إرادته كعمل أو غيره فلا شيء عليه، فالسبع ليال بالنسبة إلى الضرات الموجودات معه؛ حتى تستأنس ويزول عنها ألم الفراق من أهلها، أما إن كانت ثيباً فنفسها قوية ولذلك تكفيها الثلاث ليال، والباقي ليلة لهذه وليلة لهذه وهكذا.

    مداخلة: يعني قصده يا شيخ أن يبيت عندها في بيتها الثلاث ليال أو السبع فلا يذهب إلى زوجاته؟

    الشيخ: أي نعم، يبيت معها في بيتها ثلاث ليال وسبع ليال. نعم.

    حكم هبة الرجل لزوجته دون أولاده

    السؤال: سائل يقول: زوجتي ولله الحمد صالحة، وتعمل معلمة ونشتري براتبي وراتبها ما نحتاجه، وإنني أريد أن أكافئها وأكتب لها البيت الذي نسكنه باسمها هدية مني لها، علماً بأن لنا أبناء، فما الحكم في هذا؟

    الجواب: سائل كريم يقول: لي زوجة صالحة ولي مال ولها مال أيضاً، ومن باب إكرامها وحبي لها أردت أن أكتب لها البيت الذي نسكنه باسمها مع أن لنا أولاداً؟

    الجواب الصحيح: لا يجوز هذا، فلا تحرم أولادك من هذا البيت، ولا وصية لوارث، ولا تفعل هذا أبداً.

    الضوابط الشرعية للهجر في الفراش

    السؤال: إذا أراد الزوج أن يؤدب زوجته بالهجران، هل له أن ينام في غرفة غير الغرفة التي اعتاد أن ينام فيها معها؟

    الجواب: سائل يقول: إذا أراد الرجل أن يؤدب امرأته بالهجران، فهل يبيت معها في بيتها أو في بيت آخر؟

    يبيت معها في بيتها، ولكن يهجرها في الفراش فقط، يهجرها في الفراش فلا ينام معها على الفراش فقط، أي: لا يجامعها.

    حكم بقاء الرجل مع زوجة يأمره أبوه بتركها

    السؤال: يقول هذا السائل: زوجتي امرأة صالحة لا تحسن التفاهم مع الغير، ولكنها مؤدية لحقوقي وأنا راض عنها، ووالدي يكرهها ويقول: إنها لا تصلح لك ولا تصلح لها؛ لأنها لا تحسن الكلام، فبم توجهونني؟

    الجواب: سائل يقول: زوجته صالحة، وأبوه يكرهها، ولا يريد أن تبقى معه، فما الحكم؟

    الجواب: إن كانت حقاً صالحة وثبت صلاحها بإيمانها وتقواها وطاعتها لك ولأبيك، فحينئذ لا تستجب لأبيك وأبقها في بيتك، وإن كان صلاحها صورياً فقط، وأبوك يعرف فسادها ومضرتها فأطع أباك.

    حكم تنازل الزوجة الأولى عن حقها في المبيت

    السؤال: إذا تنازلت الزوجة الأولى عن المبيت معها، وأصبحت لا أبيت عندها، فهل يلحقني شيء من إثم؟

    الجواب: يقول السائل: ما حكم إذا تنازلت زوجتي عن حقها في المبيت لأبيت مع العروس الجديدة؟

    إذا تنازلت وسمحت فلا حرج، الحق حقها، إذا تنازلت وسمحت به فلا حرج.

    حكم قضاء العروسين لما يسمى بشهر العسل في بلدان أخرى

    السؤال: ما هو توجيهكم وما هو قولكم في شهر العسل الذي يقضيه العروسان خارج البلاد، وربما في بلاد أوروبية غير مسلمة؟

    الجواب: سائل كريم يقول: ما حكم الشرع فيما يعرف عندنا بشهر العسل أو الزيت! وهو أن الزوج يأخذ زوجته العروس ويخرج بها إلى أوروبا أو إلى الهند أو إلى السند فلا يبقى في البلاد، بل يبقى متنقلاً معها من مكان إلى مكان؛ لأنها عروسة؟

    هذا العمل لا يعمله الصالحون أبداً، ولا يعرفه المؤمنون الأتقياء أولياء الله، هذا من عمل غير الصالحين والعياذ بالله، عملهم فاسد فاسد فاسد.

    حكم كذب الزوجة على زوجها

    السؤال: هل هناك رخصة للزوجة بأن تكذب على زوجها كذبات بسيطة؟

    الجواب: سائل يقول: هل للزوجة أن تكذب على زوجها؟

    أولاً: الكذب حرام، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يكذب أو أن تكذب أبداً، فالكذب حرام، فلم تكذب على زوجها؟ لا يجوز لا يجوز لا يجوز.

    حكم مفاضلة الرجل بين أبنائه في النفقة والمعاملة

    السؤال: ما حكم الوالد الذي يفاضل بين أبنائه ولا يعدل بينهم، هل من نصيحة له؟

    الجواب: سائل يقول: ما حكم الرجل له أولاد لا يعدل بينهم، هل من نصيحة له؟

    النصيحة معلومة بالضرورة، فأولادك سو بينهم في الخير والغير، سووا بين أولادكم في العطية، لا يجوز لك أن تعطي إبراهيم خمسة وتعطي عثمان ثلاثة، أو أن تعطي خديجة فلساً وفاطمة عشرة أفلاس، لا يجوز هذا، نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( سووا بين أولادكم في العطية ).

    حكم دعاء المرأة بأن لا يُرزق زوجها مالاً كثيراً لئلا يتزوج عليها

    السؤال: هذه مؤمنة تسأل وتقول: أنا امرأة متزوجة والحمد لله، ولي أولاد، وزوجي ملتزم ونعيش في أحسن حال، وتقول: دائماً أدعو في صلاتي وأقول: اللهم لا ترزق زوجي مالاً كثيراً حتى لا يتزوج علي، فهل لي هذا؟

    الجواب: هذه بهلولة تقول: أنا مع زوجي في حال حسنة ونعيم وخير، ولكن في الصلاة أقول: يا رب لا تزد زوجي مالاً آخر حتى لا يتزوج علي؟

    ليس من حقك أن تدعي بهذا الدعاء، لا يجوز لك هذا، لا يجوز لا يجوز، ظلمت زوجك، ادعي له بالبركة وزيادة المال.

    حكم إقراض الرجل أخاه للزواج بأخرى

    السؤال: رجل متزوج وعنده أولاد ومرتاح ويريد الزواج من أخرى، هل أعطيه ديناً حتى يتزوج بأخرى؟

    الجواب: سائل كريم يقول: لي صديق يطلب مني عوناً على أن يتزوج وهو متزوج، فهل أقرضه مالاً ليتزوج على امرأته؟

    إن كنت عليماً حكيماً فانظر لماذا يريد أن يتزوج، فإن كان زواجه ضرورياً؛ كأن تكون المرأة مريضة أو عجزت عن العمل أو ما شابه ذلك، وما طاق الحياة معها فحينئذ له أن يتزوج ولك أن تساعده وتقرضه ولا حرج، بل أعطه بلا إقراض، أما إذا كانت زوجته صالحة ربانية قائمة بواجبها، فقل له: لا تتزوج، لم تتعب نفسك وتتعب أمة الله؟!

    حكم طلب المرأة الطلاق بسبب عجز زوجها عن أداء حقوقها

    السؤال: إذا تزوجت المرأة برجل سليم، وبعد الزواج بسنين عديدة أصيب بمرض نفسي منعه من الإنفاق عليها ومن إعطائها حقوقها الزوجية، فهل يجوز لها أن تطلب الطلاق، وهل تلزم بإرجاع الصداق الذي أعطاها إياه؟

    الجواب: مؤمن يقول: تزوجت امرأة وعشت معها سنين في خير وعافية، ثم مرضت وعجزت عن بعض حقوقها فتألمت، فهل لها الحق أن تطالب بالطلاق؟

    إذا ما قدرت على أن تصبر على أتعابك وأمراضك رحلت وطالبت بالفراق.

    مداخلة: والمهر يا شيخ؟

    الشيخ: والمهر لها، أي مهر كان، المهر مسمى في العقد، فإذا قال: لا أطلقك، فقالت له: أعطيك مبلغاً من المال وطلقني فلا بأس، أو أتنازل لك عن المهر -مثلاً- فلا حرج، وهذا الخلع جائز؛ لأنها ما طابت حياتها معه.

    حكم زواج الطالب بنية أن يطلق عند انتهاء دراسته

    السؤال: يقول هذا السائل: إذا سافرت إلى بلاد بعيدة لطلب العلم في أحد الجامعات لمدة خمس سنوات مثلاً، هل لي أن أتزوج مدة بقائي في الدراسة ثم أطلق؟

    الجواب: سائل يقول: أدرس في بلاد خارج بلادي لمدة خمس سنوات في الجامعة، فهل لي أن أتزوج ثم أطلق؟

    إن أردت أن تتزوج تزوج ولكن لا بنية الطلاق، فإن أنت فرغت من الدراسة وأردت العودة خذ زوجتك معك، فإن قالت: لا، لا أستطيع أن أخرج من بلادي طلقها.

    وهنا سؤال: من كان يدرس في الخارج هل له أن يتزوج مدة الدراسة سنتين أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً؟

    الجواب: يجوز إذا وجد امرأة صالحة أن يتزوجها، لكن هل له أن يطلقها عندما تنتهي الدراسة؟

    لا ينبغي؛ لأنه بهذا غشها وخدعها، ونقول فقط: عندما تنتهي دراستك قل لها: أنا أريد أن أذهب إلى بلادي، فإن رضيت بالسفر معك أو المشي مشت معك، ويجب عليك أن تقبلها، وإن قالت: لا أستطيع أن أخرج من بلادي طلقها.

    معنى الإيلاء

    السؤال: ما معنى الإيلاء في قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ [البقرة:226]؟

    الجواب: سائل كريم يقول: ما معنى الإيلاء في قول الله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ [البقرة:226]؟

    الإيلاء هو أن يحلف الرجل أن لا يجامع زوجته أربعة أشهر أو شهرين أو ثلاثة أو خمسة يحلف، فإذا وقع الإيلاء فإما أن يجامع خلال أربعة أشهر وإلا طلقت منه، ولا يحل له أن يبقيها عنده.

    حكم زيادة الرجل في نفقة زوجته العاطلة عن زوجته العاملة

    السؤال: هذا الشخص له زوجتان، واحدة منهما موظفة والأخرى غير موظفة، فهل له أن يعطي غير الموظفة مالاً أكثر من الموظفة نظراً لأنها تحتاج أكثر من تلك؟

    الجواب: سائل يقول: تحته امرأتان، إحداهما موظفة والثانية عاطلة في البيت، فهل يجوز أن يعطي لإحداهما أكثر من الأخرى؟

    لا يجوز، لا يجوز، لابد من العدل، لابد من التسوية بينهما، فيعطي هذه ألف وهذه ألف، لا أن يعطي هذه ألف وهذه خمسمائة، اعدلوا بين أولادكم ونسائكم.

    زواج المرأة في الجنة التي كان لها أكثر من زوج في الدنيا

    السؤال: هل صحيح أن المرأة إذا تزوجت بأكثر من رجل أنها تختار الذي تريده في الآخرة؟

    الجواب: سائل كريم يقول: هل المؤمنة إذا دخلت الجنة لها أن تختار زوجاً من بين أزواجها؟

    هذا أمره إلى الله، فالله هو الذي يزوجها، فمن ماتت عليه يتزوجها، تزوجت ومات زوجها، أو تطلقت وتزوجت بآخر، الذي تموت عنده هو الذي يتزوجها. نعم.

    محاسبة الله لعباده المؤمنين والكافرين في الآخرة

    السؤال: يقول هذا السائل: قول الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ [القارعة:8-9]، هل الكفار والمشركون يحاسبون يوم القيامة، ثم يجزون على حسب أعمالهم، أم الذي يحاسب فقط المسلمون؟

    الجواب: سائل يقول: هل الحساب يوم القيامة خاص بالمؤمنين أو حتى بالكافرين؟

    الحساب عام هذا ييسر حسابه وهذا يعسر حسابه ويدخل النار، فلابد من الحساب: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق:7-8]، فالحساب ضروري ليتم بموجبه الجزاء إما في الجنة وإما في النار.

    مداخلة: لكن الكفار ليس عندهم أعمال صالحة ولا حسنات فكيف يحاسبون؟

    الشيخ: الكفار والمشركون يدعون إلى نار جهنم دعاً، لكن الحساب مع المؤمنين أو الفاسقين أو الفاجرين.

    حقيقة سجود الملائكة لآدم وإخوة يوسف له

    السؤال: سجود الملائكة لآدم عليه السلام وسجود إخوة يوسف ليوسف، هل هو سجود بعينه سجود عبادة أم لا؟

    الجواب: سائل يقول: هل سجود الملائكة لآدم وسجود إخوة يوسف ليوسف هو سجود حقيقي؟

    السجود ما كان انحناء، إما أن يقع وجهه على الأرض أو لا يقع، وكله سجود، أو الركوع هو السجود هو الانحناء تعظيماً وتبجيلاً.

    مداخلة: يعني تعظيماً ليس عبادة؟

    الشيخ: ليس بعبادة هذا، وهل الملائكة تعبد آدم؟! إنما تحية.

    ونحن المسلمون لا يحل لنا أن نسجد لغير الله، ومن سجد لغير الله فقد أشرك والعياذ بالله، فلا يحل أبداً أن تخر ساجداً بين يدي أبيك ولا أمك ولا شيخك ولا حاكمك ولا أن تركع ركوعاً..، كل هذا لا يحل لا يحل لا يحل، حرمه الله والرسول صلى الله عليه وسلم.

    توجيه لمن يقومون بضرب زوجاتهم ضرباً مبرحاً

    السؤال: فضيلة الشيخ! هل من توجيه للرجال بالذات حول ما يقومون به من ضرب للنساء ضرباً مبرحاً لشيء أو من لا شيء عند الغضب منهن؟

    الجواب: سائل يقول: هل من توجيه لأولئك الرجال الذين يضربون نساءهم ضرباً عنيفاً شديداً مبرحاً؟

    وأي توجيه أكثر مما سمعناه من الآية الكريمة: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ [النساء:34] أولاً: فَعِظُوهُنَّ [النساء:34]، أولاً: عظها، وذكرها، وخوفها بالله، ذكرها بحقك عليها لعلها تتعظ، ثانياً: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ [النساء:34]، اهجرها في الفراش فقط، أما الكلام فثلاثة أيام فقط، ثم بعد ذلك تضربها ضرباً غير مبرح، فلا يجرح ولا يسيل دماً، ولا يكون في الوجه، هذا هو الضرب الجائز، ثم بعد ذلك يكون الطلاق.

    مداخلة: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا [النساء:34].

    الشيخ: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ ما بقي ضرب ولا سب ولا شتم ولا هجران، إنما الهجران والضرب لما تبقى على عنادها وجهلها.

    حكم أخذ سائق السيارة لما يتركه الركاب بعد نزولهم منها

    السؤال: يقول هذا السائل: فضيلة الشيخ! أنا سائق وأُركب في سيارتي بعض الناس فيتركون أغراضاً لهم ولا أعرف أماكنهم، وهذه الأشياء بعض الأحيان لا تباع، فماذا أفعل بها؟

    الجواب: سائل كريم يقول: أسوق السيارة ويركب معي بعض الركاب، وينزلون ويتركون بعض أمتعتهم، وأنا لا أعرفهم، وما نسوه أحياناً لا يباع فليس له قيمة، فماذا أصنع به؟

    تصدق به على الفقراء والمساكين، ما دمت لست بحاجة إليه تصدق به على الفقراء والمساكين.

    حكم الحلف بالطلاق

    السؤال: رجل أخذ ابنته من بيت زوجها وحلف بالطلاق أن لا ترجع لهذا البيت، ويقول السائل -وهو الزوج-: هل نغير هذا البيت حتى ترجع الزوجة أو ماذا نفعل؟

    الجواب: رجل أخذ ابنته من بيت زوجها وحلف بالطلاق أن لا ترجع لبيت زوجها؛ فإن كان هذا الحالف يريد الطلاق حقيقة -وهو أبوها- يطلق زوجته وتعود ابنته إلى زوجها، إذا حلف بالطلاق أن لا تعود إلى زوجها وهي تريد زوجها وزوجها يريدها، وإن قصد اليمين يكفر كفارة يمين، أما إذا قصد الطلاق فتطلق امرأته ويراجعها.

    مداخلة: يعني إذا رجعت ابنته إلى بيتها تعد عليه طلقة؟

    الشيخ: إذا هو حلف هكذا، إذا قال: بالطلاق أو هي طالق كذا، وهذه القضية كلها من عمل الجهال، فرق بين: علي الطلاق وبالطلاق وأنت طالق، الطلاق والله ليس هكذا، الطلاق يا معشر المستمعين والمستمعات! عندما تسوء الحال بينك وبين زوجتك وتصبر على ذلك العام والأعوام، أو الشهر والشهور، ثم تعلم أنه لا صلح بينكما حينئذ تنتظرها حتى تحيض وتطهر من حيضها وتصلي فلا تجامعها، وائت باثنين من الرجال أو ثلاثة أو أربعة، وقل: أشهدكم أني طلقت فلانة. ومن ثم تطلقت. هذا هو الطلاق، أما: علي الطلاق وبالطلاق وأنت طالق و.. و.. كل هذا من عمل الجاهلية، نبرأ إلى الله منه ومن أهله.

    عرفتم الطلاق كيف يكون؟

    عندما تعرف أن الحياة لا تتم بينكما، لا سعادة بينكما، إما أن تتأذى هي أو تتأذى أنت، وأنت ولي الله وهي أمة الله، فكيف ترضون بالإيذاء لبعضكم البعض، فلابد من الطلاق وليس باليمين، ولكن:

    أولاً: تنتظرها حتى تحيض وتطهر، ولا تجامعها.

    ثانياً: تأتي بالشهود وتشهدهما على طلاقها وتتم عدتها في بيتك وتعود إلى أهلها. هذا هو الطلاق الذي بينه الله ورسوله، وما يفعله الجهال فليس بطلاق شرعي.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765796999