أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي - أي: الجامع- للشريعة الإسلامية بكاملها، عقائد وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وها نحن الآن مع الأحكام، وانتهى بنا الدرس إلى [ المادة الثامنة: في الوقف ] في الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
الجواب: أهل العلم على أن الواقف إذا أوقف لا يفرق بين أولاده وبناته، بل يوقف لهم جميعاً، ويسوي بينهم، فإن خصص الذكور فقط ومنع الإناث فقد أساء وما أحسن، بل ينبغي أن يعدل في الوقف.
الجواب: لا بد أن له عاملاً دفعه إلى هذا، فلعل أولاده أغنياء ليسوا محتاجين.
مداخلة:لم يحسنوا إليه.
الشيخ: أو لم يحسنوا إليه، الشاهد عندنا: أنه ما دام أوقف وهو حي عاقل على الفقراء والمساكين فيمضي الوقف، ومسئوليته عند الله على حرمان أولاده، والوقف جائز ولا حرج.
الجواب: لا شيء عليك، فما دمت عاجزاً عن رده فلا بأس، ولو تعمدت فقد فسد صومك.
الجواب: إن لم يحج فالحج أوجب وأفضل، وإن حج قبل ذلك فالصدقة أفضل، فإذا كان لم يحج الفريضة فهو مطالب بها ومسئول عنها فيجب أن تقضوها قبل موته، فإذا مات فمن باب أولى أن تقضى عنه.
الجواب: أهل الديون ينتظرونه حتى يفرج الله عنه أو يسدد.
مداخلة: توفي واتضح أن عليه ديوناً؟
الشيخ: على الورثة أن يسددوا الدين عن أبيهم.
الجواب: لما نزل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالمدينة النبوية في العام الأول ( وجد أن اليهود يصومون عاشوراء، فسألهم، فقالوا: هذا يوم أنقذ الله فيه موسى، فقال: نحن أحق بموسى منكم، فصام وأمر الناس بصيامه، فصام المؤمنون نساء وأطفالاً ورجالاً ). حتى الأطفال صاموا، ثم بعد عام فرض الله الصيام، فأعلن الرسول عن نسخ ذلك الصيام، وأعلن عن هذه الفضيلة، فقال: ( صمت هذا اليوم عاشوراء، وإن أحياني الله إلى قابل لأصومن التاسع ) حتى يصوم يومين متتالين، فمن ثمَّ يستحب ولا يجب أن تصوم التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، وهذا من باب الاستحباب لا الوجوب، وإلا العاشر يجزي ويكفي، فإن صمت قبله يوماً أفضل، وإن أضفت إليه يوماً ثانياً أفضل، وهكذا، فالكل واسع وجائز.
الجواب: هذا باطل، والله ما عندنا إلا يومان، وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، ومن زاد عيداً ثالثاً فقد كذب على رسول الله، وجهَّل رسول الله، أو ادعى أن الرسول لا يدري، أو غش أمته ولم يشرع لها، فكل الاحتفالات والأعياد باطلة في الإسلام إلا عيد رمضان وعيد الأضحى فقط، والجهال يفعلون هذا تقليداً للنصارى واليهود.
ويوم عاشوراء نصوم قبله وبعده، وأما أن نفعل فيه عبادة أخرى معينة.. صلاة.. دعاء أو غير ذلك فوالله لا وجود لذلك أبداً، فليس عندنا دعاء خاص بيوم عرفة، ولا صلاة ركعتين خاصة بعرفة؛ لأن هذا لم يشرعه الرسول الكريم، فالذين يبتدعون يجهلون رسول الله، وينسبون إليه الجهل والغش وعدم العلم وغير ذلك، فهو لم يشرع هذا، وهم يشرعونه، فهذا من باب التقليد الأعمى لليهود والنصارى والمجوس.
الجواب: إذا أوقف الواقف فما أوقفه كما نص عليه، فإذا قال: أوقفت للذكر مثل حظ الأنثيين فيوزع كما قال، أو قال: الإناث والأولاد سواء فيكون سواء كما كتب، فالذي ينص عليه في الوقف يطبق.
الجواب: ما ورد هذا، ولا يسمى وقفاً هذا أبداً، بل هذه عطية أعطاها عاماً .. عامين، فالوقف يبقى دائماً ويستمر ما دام موجوداً، وأما وقف سنة أو سنتين فهذه عطية من العطايا أو هبة من الهبات، وليس وقفاً، ولا يسمى وقفاً؛ لأن الوقف من الوقوف فلا يتحرك ولا يزيد ولا ينقص.
الجواب: لا شيء عليه، ولو قدر على إخراجها ثم أراد أن يبتلعها فسد صومه، ولكن ما دام لا قدرة له على دفعها ودخلت فلا حرج وصيامه صحيح، كصاحب الماء الذي دخل حلقه بدون إرادته.
الجواب: يحرم ويدخل بعمرة ويطوف طواف الإفاضة، وعليه ذبح بعير -جمل- أو بقرة، فيلزمه بدنة.
الجواب: لو قال: الذكر بالقلب لما تجادلنا؛ لأن الذكر بالقلب، وأما باللسان فلا بد من الشفتين؛ إذ لا يمكنه الذكر بدون أن تتحرك شفتاه إلا إذا كان ذاكراً بقلبه، ولا يعطى أجر الذاكرين أبداً إلا إذا كان ذاكراً بقلبه، فلا بد عند قول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، الله أكبر من الصوت، ولا بأس أن يكون الصوت منخفضاً، ولكن لا بد من الشفتين، فإن لم يحرك شفتيه فما ذكر الله بلسانه أبداً، بل ذكر الله بقلبه إن كان صادقاً.
الجواب: هذا هو ما يعرف بنكاح المتعة، وهو محرم في الإسلام، وقد أعلن رسول الله عن حرمته في خيبر وفي مكة، فلا يحل لمؤمن أن يتزوج بنية الطلاق أبداً، ومن فعل هذا فإنه غاش وخادع وكاذب، والكذب حرام، والغش حرام، والخداع لا يجوز للمؤمن، فلا تخطب بنتاً وأنت تريد أن تفتض بكارتها وتتمتع بها يومين أو ثلاثة أو شهراً وتطلقها، فهذا لا يفعله مؤمن، وهو لا يصح ولا يجوز أبداً، وهو آثم.
الجواب: هذه حدثت في المدينة، لما يكون المهاجر - وإخواننا المهاجرون عرفناهم- ليس عنده التابعية إذا اشترى منزلاً لا يكتبه باسمه؛ لأنه لا يستطيع، وكلنا فعلنا هذا، فيكتبه باسم مواطن عنده تابعية، أو باسم ولده لأن عنده تابعية، ثم حصل مشكلة، فأخونا في الحلقة يقول: عمي توفي وترك عمارة وترك أولاده وهي مكتوبة باسم ولده الكبير؛ لأنه سعودي، فمنع الولد إخوانه، فهذا لا يجوز أبداً ولا يحل، وأما إذا كتبها باسمه ليعطيه إياها لفقره.. لعمهه.. لضعفه.. أو لغير ذلك وآثره عن إخوانه ومات فيجوز ذلك، وإن أراد أن يشارك إخوانه فيه فهو خير وأفضل.
الجواب: العمارات الضخمة .. القصور العالية، لو كنت فيها وجاء لك الموت لدخل، أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78]. فالبروج جمع برج، وهو البناء العالي المرتفع الحصين. نعم.
الجواب: بينا أن السنة أن تشير بإصبعك وتشير حتى تفرغ من دعائك، هذه سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، وإذا كنت في غير الصلاة وقلت: لا إله إلا الله أو أشهد أن لا إله إلا الله فقلها من دون الإشارة ولا حرج، وأما إذا كنت في الصلاة ويدك على ركبتك فأشر بأصبعك وقل: ( التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) حتى تفرغ، فأنت تؤكد دعاءك وكلامك بإصبعك، لكن لا تعبث هكذا وهكذا كما يفعل الجهال، بل تشير إشارة حقيقية. وقد بينا وقلنا: إن من العادة التي فطرنا عليها إذا كنت تتكلم مع شخص في قضية مهمة فإنك تقول: اسمع يا أخي! إياك أن تنسى هذا! لا تفعل كذا حتى تفرغ وأنت تؤكد كلامك، وكذلك الكلام مع الله.
الجواب: ( من فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله ) في ذلك اليوم، ولا نقول: كل عمله، اللهم إلا إذا تركها عمداً فقد كفر وحبط عمله كله، لكن إذا تركها غير كافر ولا جاحد ولكن ناسياً أو جاهلاً فيحبط عمله في ذلك اليوم، ولا يكتب له حسنة، فقد بطل عمله.
الجواب: يجزي ولا حرج، فصومك صحيح، واحتلامك ليس كالجماع يفسد الصيام، فالاحتلام لا شيء، ( رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ ). وأنت نائم.
الجواب: نعم والله تكفي، فإن كنت تصوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فعدلت وصمت الثامن والتاسع والعاشر، أو التاسع والعاشر والحادي عشر فهي ثلاثة أيام، وهي كافية، وإن أردت الزيادة وكنت أهلاً لذلك فصم الثلاثة أيام الأخرى، ولك أجر الصيام.
الجواب: سائل يقول: هل الصلاة في ساحات الحرم -خارج المسجد النبوي- تعتبر كالصلاة في داخل المسجد؟ الجواب: لا. ليست بألف صلاة، فلا صلاة بألف صلاة إلا في داخل المسجد النبوي المبني المغطى والمسقوف، وله أبوابه، فـ إن اتسع المسجد ووصل صنعاء - كما قال عمر - فهو مسجد الرسول الكريم. فـعمر قال: هو مسجد الرسول ولو بلغ صنعاء. وهذا المكان الذي نحن الآن جالسين فيه كان سوقاً قبل عشرين سنة، ثم أضيف إلى المسجد، ومن صلى خارج المسجد في الساحات فصلاته صحيحة مع الإمام إذا تابعه، ولكن ليست بألف صلاة.
الجواب: ارفعوا أيديكم إلى ربكم! اللهم يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين! اشف هذا المريض يا رب العالمين! بشفائك الذي لا يغادر سقماً يا رب العالمين! واشفنا كلنا يا حي يا قيوم! واشفنا ظاهراً وباطناً! اللهم اشفنا ظاهراً وباطناً، اللهم اشف نفوسنا وأبداننا يا رب العالمين! اللهم زك نفوسنا، وآتها هداها وتقواها، أنت خير من تولاها، اللهم توفنا وأنت راض عنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وصل اللهم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر