إسلام ويب

تفسير سورة الأعراف (28)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يخير الله عز وجل في هذه الآيات أهل القرى بين أن يتقوا الله عز وجل ويؤمنوا به فيفتح لهم بركات السماء والأرض، وبين أن يكذبوا برسالاته، ويحاربوا دينه ورسله فيأتيهم من بأسه وعذابه ما لا يرد عنهم، سواء كان في ليل أو نهار، أو يمكر الله بهم كما مكر بمن قبلهم، فإن مكر الله عز وجل لا يأمنه إلا القوم الخاسرون، الذين طبع الله على قلوبهم فهم لا يسمعون.

    1.   

    مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة الأعراف

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة واللتين بعدها ندرس كتاب الله عز وجل، رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    وها نحن مع سورة الأعراف المكية المباركة الميمونة، تلكم السورة المكية التي تعالج ما تعالجه المكيات، ألا وهو التوحيد، وإثبات النبوة، والبعث الآخر، والجزاء، ثم التشريع والتقنين، أي: تقرر وتؤكد وتضرب الأمثلة بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن البعث الآخر حق، والجزاء الذي يتم فيه حق إما بالنعيم المقيم أو بالعذاب الأليم، وأن التشريع والتقنين من حق الله ليس لأحد أن يشرع لعباد الله أو يقنن، لأن الله مولاهم وهو الذي يقنن لهم ويشرع، أما أن يحلل فلان ويحرم فلان فهذا ليس من شأنهم ولا هو لهم، هذا من شأن الله عز وجل.

    وقد عرفنا أن الله يعلم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ويعلم ما يضرنا وما ينفعنا، وغير الله ما يعلم هذا، فالله -إذاً- هو الذي له الحق في أن يحلل كذا أو يحرم كذا، أو يأمر بكذا أو ينهى عن كذا، لإصلاح عباده وإسعادهم وإكمالهم في الحياتين، أما غير الله فما هو بأهل لهذا.

    وها نحن مع هذه الآيات الخمس، تلونا منها البارحة آية نضيفها إلى الأربع بعدها، فإذا استمعنا إلى تلاوتها نأخذ في بيان ما تدعو إليه وتهدي إليه.

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ [الأعراف:96-100].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه الآيات تعنينا نحن ومن على سطح هذه الأرض من يوم أن بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، هذه الآيات تعنينا وتعني كل البشرية الموجودة على كرة الأرض من عهد نزول هذه الآيات إلى يوم القيامة.

    ما يجنيه أهل القرى بالإيمان والتقوى

    فقول ربنا جل ذكره: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى [الأعراف:96] تقدم أن المراد من أهل القرى من كانوا مع نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، لو أنهم آمنوا واتقوا فبدل أن يهلكهم فيخسرون الدنيا والأخرى؛ بدل ذلك يفتح عليهم بركات من السماء والأرض، وهنا يجب ألا نتجاوز قوله: آمَنُوا وَاتَّقَوْا [الأعراف:96]، ما معنى: آمنوا؟ بماذا آمنوا؟ ما معنى اتقوا؟ من اتقوا؟ بماذا اتقوا؟ إذ هذا بيت القصيد كما يقولون.

    أما الإيمان فهو تصديق الله عز وجل في كل ما أخبر به وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، أولاً: الإيمان بالله، وهذا المعتقد فطري في الآدميين، لا يوجد من يكفر بالله ويقول: لا أعترف بوجود الله أبداً، إلا ما كان من هذه الزمرة الهالكة المعروفة بالإلحاديين أو بالشيوعيين، حيث دبرت لهم اليهود هذه الفتنة ووضعت لهم هذا التقنين وصرخوا في الناس وقالوا: لا إله والحياة مادة، أما بالفطرة فكل إنسان يشعر بأن له خالقاً، بأن له إلهاً ورباً، وعند الضرورة يدعوه ويصرخ: يا رب، بالفطرة.

    فالإيمان بالله وبلقائه وبكتبه ورسله، الإيمان بكل ما أخبر الله عنه وطلب منا أن نؤمن به أدركته عقولنا أو عجزت عن إدراكه، قل: آمنت بالله، فتؤمن بكل ما أخبر الله تعالى به من الغيب والشهادة، وآمنا بالدارين: هذه الدار التي نعيشها والدار الآخرة التي سننتقل إليها، وآمنا بما يتم في هذه وبما يتم في تلك، وأن ما يتم هنا بسبب سلوكنا وأعمالنا، وما يتم هناك هو الجزاء على سلوكنا وأعمالنا.

    وعرفنا أن سر هذه الحياة الأولى، سر هذا الوجود هو أن نعمل، فإن عملنا بطاعة الله ورسوله -أي: آمنا واتقينا- فالجزاء في الدار الآخرة إذ هو سر وجودها، لماذا أوجد الله الجنة والنار؟ أوجدهما ليرحم أولياءه ويعذب أعداءه، الدار هذه دار عمل، وتلك دار جزاء ليس فيها رباط ولا جهاد، هنا هذه الدار الأولى دار العمل، وتلك دار الجزاء على هذا العمل، وهذا العمل إن كان إيماناً وتقوى سعد أهله وفازوا وسادوا وكملوا، وسعدوا في الدنيا وتهيئوا للسعادة الأبدية في الدار الآخرة، وإن هم كفروا وفسقوا، وظلموا وخبثوا وما طابوا ولا طهروا، وأعرضوا عن تقنين الله وشرعه فهم في الدنيا قد يمتحنهم الله بالرخاء والمال والقوة مكراً بهم، ثم يزيل ذلك عنهم ويهلكهم.

    ثم بعد ذلك الجزاء الخالد الأبدي في عالم الدار الآخرة، إما الجنات فوق السماوات وإما بالنيران في أسفل السفليات.

    كيفية الإيمان والتقوى

    وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا [الأعراف:96]، أهل العواصم والحواضر هم الأمة بكاملها؛ لأن القرى الصغيرة تابعة للكبيرة.

    آمَنُوا وَاتَّقَوْا [الأعراف:96]، إن قلتم: كيف نؤمن؟ قلنا: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، آمنت بوجود الله رباً وإلهاً لا رب غيره ولا إله سواه، هو موجد هذه العوالم ومكونها والمدبر لها، هو الذي يحيي ويميت، يعز ويذل، يعطي ويمنع، وهو معنا حيثما كنا، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم، له ما في السماوات وما في الأرض، هذا الإيمان بالله يستلزم الإيمان بكل ما أمرنا الله أن نؤمن به من ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو لقاؤه، والقدر وما يجري به في هذه الحياة. هذا الإيمان.

    وثاني المطلوب: تقوى الرحمن، تقوى الله، كيف نتقي الله؟ بماذا نتقيه؟ هل باللباس القوي كما نتقي الحر والبرد؟ هل بالحصون العالية والأسوار؟ هل بالأنفاق تحت الأرض؟ هل بالجيوش الجرارة والسلاح الفني العصري؟ أبهذا يتقى الله؟ لا والله، ما يتقى الله بهذا أبداً؛ إذ هذا كله مخلوق له وهو خالقه، وإنما يتقى الله عز وجل بطاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

    كيف تكون الطاعة؟ إذا أمرك الله أن تقول فقل، أمرك أن تسكت فاسكت، أمرك أن تأكل فكل، نهاك أن تأكل فلا تأكل، أمرك الله أن تصلي فصل، نهاك أن تلعب وتعبث فانته، فحينئذ أطعته.

    نكرر القول: لا بد للمؤمن والمؤمنة أن يعرف أوامر الله ونواهيه، وأوامر رسول الله ونواهيه، كما نعرف الطعام والشراب، والذي لا يعرف أوامر الله ولا نواهيه، ولا أوامر رسول الله ولا نواهيه ما يستطيع أن يتقي الله، ما يقدر، غير ممكن، فنجد أنفسنا مضطرين إلى العلم ومعرفة أمر الله ونهيه.

    عرف هذا أعداء الإسلام فأبعدونا عن العلم ورموا بنا في الجهالات والظلمات حتى لا نعرف كيف نتقي الله ولا بماذا نتقيه.

    معشر المستمعين والمستمعات! هذا هو الواقع، هذه الحلقة الآن في مدينة الرسول التي سكانها أكثر من سبعمائة ألف، فأين أهل المدينة؟ وقل هذا في كل مدينة، في كل قرية في العالم الإسلامي، كيف يتعلم الناس؟ كيف يعرفون أوامر الله ونواهيه؟ كيف يتقربون إليه وهم لا يعرفونه؟ كيف يتحببون إليه وهم لا يذكرون آلاءه ولا نعمه لجهلهم وبعدهم؟

    توقف الطاعة المطلوبة على التربية المسجدية

    وما زلت أقول ما حييت على علم، ليس هناك أوهام ولا خرافات ولا ضلالات: لا نستطيع أن نعبد الله عبادة حقة ونطيعه الطاعة المطلوبة منا إلا إذا اجتمعنا في بيوته -المساجد- بنسائنا وأطفالنا، نتعلم الكتاب والحكمة من غروب الشمس إلى صلاة العشاء في صدق بقصد صالح، إذا اجتمعنا ونحن نريد أن يرضى الله تعالى عنا وأن يقينا سخطه وعذابه، نجتمع ونتعلم كما نتعلم الآن، لو أنكم أنتم -أيها المستمعون والمستمعات- تعلمتم وصبرتم عشرين سنة على هذا النمط فهل يبقى جاهل؟ أيبقى فاسق أو فاجر؟ أيبقى ظالم أو كافر؟ ما هو بمعقول أبداً.

    عرف العدو هذا فصرفونا، فعشنا جهالاً، فكيف نتقي ربنا؟ وقلما نذكره.

    إذاً: اذكروا هذه الحقيقة: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا [الأعراف:96]، إيماناً سليماً صحيحاً لازماً لهم لا ينفك من قلوبهم، وَاتَّقَوْا [الأعراف:96]، اتقوا ماذا؟ الفقر، الجهل، الشح، الفسق، الفجور، كل ذلك يتم إذا هم اتقوا الله عز وجل؛ لأنه ما من خير -والله- إلا أمر الله به ورسوله، وما من شر -والله- إلا نهى عنه الله ورسوله، فإذا آمنا بالله أمكننا أن نتقي الله، فأولاً: نعرف ما يحب وما يكره، ما أمر به وما نهى عنه، ونأخذ في العمل والتطبيق.

    لو أن قرية من القرى في العالم الإسلامي اجتمع نساؤها رجالاً وأطفالها على قال الله وقال رسوله، وعلى الكتاب والحكمة كل ليلة، إذا مالت الشمس إلى الغروب أوقفوا دولاب العمل وتطهروا وانتقلوا من أعمالهم الدنيوية إلى بيت ربهم، فصلوا المغرب كلهم ثم جلس النساء وراء الستارة والأطفال دونهن والفحول أمامهم، وجلس لهم مرب عليم حكيم يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم نيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك كل ليلة، ما يتخلف دكان مفتوح ولا مقهى ولا مسحاة بيد فلاح ولا آلة في يد نجار، كلهم فزعوا إلى ربهم من المغرب إلى العشاء، فهل يضرهم ذلك؟ هل يوقف حياتهم؟ هل يسبب شقاءهم؟ ما الذي يحدثه لهم؟

    وكثيراً ما نقول: الكفار الذين أصبحنا نقلدهم ونمشي وراءهم في كل شيء إلا ما شاء الله، إذا دقت الساعة السادسة مساء وقف العمل، وذهبوا إلى الملاهي والمقاهي والمراقص والمقاصف ودور السينما، ونحن ما نستطيع أن نذهب إلى بيت الرب، فمجانين نحن أم عقلاء، أم عميان أم ضلال؟ فلنفزع إلى الله ليطهر أرواحنا ويزكي نفوسنا، ليدفع عنا البلاء، ليدفع عنا الشقاء.

    فيجلسون من المغرب إلى العشاء جلوسنا هذا، فإذا صلوا العشاء عادوا إلى بيوتهم لمدة أربعين يوماً، أربعة أشهر، سنة، أقول: لن يبقى في تلك القرية أو ذلك الحي مجرم ولا فاسق ولا ظالم ولا كافر ولا جاهل، والذي ما أطاق النور الإلهي فسوف يرحل من الحي أو القرية، أو يلبس برنيطة ويدعي أنه كافر، وأما الذين ثبتوا فما تمضي السنة إلا وكلهم أولياء الله، والله! ما يبقى بينهم من يُظلم ولا من يجوع أو يعرى، ولم يبق بينهم من يعتدي على أخيه ولو بكلمة سوء أبداً.

    وأزيدكم: والله! ليتوفرن لهم المال حتى ما يجدون ما يفعلون به، انتهى الإسراف وحب الشهوات والأهواء والأطماع الفارغة، وجاء الاقتصاد في اللباس والطعام والشراب، فماذا يفعلون بالمال؟

    هذا العلاج -والله- لا علاج غيره، وها هو ربنا يقول: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96].

    وضربت لكم المثل البارحة بالعرب في جاهليتهم ثم في إسلامهم، أما فتح الله عليهم أبواب السماء والأرض، فأصبحوا أسعد البشرية وأقواها وأكملها وأطهرها لثلاثة قرون؟ من ينكر هذا إلا الحاقدون الماكرون، ما سبب ذلك؟ إنهم آمنوا واتقوا.

    أما إيمان مهلهل، وتقوى لا وجود لها، أو تظهر في جهة وتختفي في أخرى؛ فما ينفع ذلك، والبرهان الساطع: أنه لما أبعدونا عن الكتاب والسنة ومزقونا وفرقونا جماعات وأحزاباً ومذاهب كيف أصبح حالنا؟ أما أذلنا الله؟ أما سلط الكفار علينا، أما أهانونا؟

    جزاء أهل القرى المكذبين

    وَلَكِنْ كَذَّبُوا [الأعراف:96] ما آمنوا ولا اتقوا، فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف:96] أي: بكسبهم الذي هو الشر والظلم والفسق والشر والفساد.

    أخذناهم بسبب ماذا؟ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف:96] أي: بكسبهم؛ لأن الله تعالى منزه عن الظلم: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49]، الظلم من شأن الضعفاء المحتاجين، يظلمون ليكملوا، أما الرب فبيده كل شيء وهو مليك كل شيء، فكيف يظلم؟

    أخذناهم بسبب كسبهم الشر والفساد من الشرك والكفر إلى الفسق والفجور والظلم، هذا كلام الله.

    اسمعوا الآية مرة ثانية: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96] كذلك، فمن السماء الأمطار والإلهامات الربانية والعلوم والمعارف الإلهية، كل ذلك عطاء الله من فوق.

    وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف:96]، أخذ قوم صالح، قوم هود، قوم عاد، قوم شعيب.. كل الأقوام الكافرة أخذها؛ لأنهم ما آمنوا ولا اتقوا.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون)

    ثم قال تعالى واسمع الآن: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى [الأعراف:97]، والذين هم اليوم منغمسون في الباطل والشر والفساد والكفر والظلم أنسوا هذا الذي تقدم أم جهلوه، أم لم يعرفوه، أم استخفوا به فأمنوا أن يأتيهم بأس الله؟

    هذا الإعلان: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى [الأعراف:97]، أي: العواصم والحواضر، أمنوا ماذا؟ أن يأتيهم بأس الله، والبأس: الشدة والقوة وما ينجم عنهما من الدمار والإهلاك والخراب، أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا [الأعراف:97] ليلاً، وَهُمْ نَائِمُونَ [الأعراف:97] وإذا بهم قد هلكوا أجمعين.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون)

    أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأعراف:98] لا وهم يصلون، وهذه لطيفة، يا شيخ! كيف يقول: يلعبون وهذه مصانع تنتج، مزارع تنتج، متاجر، فهذا ما هو بلعب؟ كيف يقول تعالى: ضُحًى [الأعراف:98] في الساعة العاشرة والحادية عشرة وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأعراف:98]؟

    الجواب: أن الذي يعمل لهذه الدار ليأكل ويشرب وينكح ويتلذذ، وينسى الدار الآخرة دار الخلد والبقاء والنعيم المقيم والعذاب الأليم، يعمل هذا بدون إيمان وتقوى فيعود منه كما يعود الأطفال من لعبهم إلى بيوتهم، فهل لعملهم نتيجة؟ هل حسنة واحدة سجلت لهم؟ يلعبون، في مصانع ومتاجر ومزارع يعملون، وهم كذلك حتى يأخذهم الجبار بما شاء وهم يلعبون.

    ولهذا اسمعوا وعوا واحفظوا وعلموا: أن المؤمن العارف التقي المسحاة في يده وهو يفلح الأرض لوجه الله عبادة، النجار في يده المنجر وهو ينجر الخشب لله فينجر في عبادة، كل أعمال المؤمنين لله، إذ إنا لله وإنا إليه راجعون، فهو يبني ويهدم ويطلق ويتزوج من أجل الله تعالى، يأكل ويشرب من أجل الله، يأكل لله ويشرب لله، أي: ليحفظ ذاته ليعبد الله ويذكره ويشكره، فالمؤمنون المتقون أعمالهم الدنيوية كأعمالهم الأخروية الكل لله؛ لأنهم وقف على الله، أما قال الله تعالى لرسوله -وأمته تابعة له-: قُلْ [الأنعام:162] يا رسولنا إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، لم طلقت امرأتك يا فلان؟ يقول: لأني خشيت أن تتأذى مني، ما استطاعت أن تصبر وأنا بي عيب كذا وكذا، فرحمة بأختي طلقتها، فطلق لله. يا فلان! أنت تزوجت، فلم تزوجت؟ قال: تزوجت لأني خفت أن أعصي ربي، أن يغرر بي الشيطان وأزني أو أفجر، أو يقول: وجدت امرأة في حاجة إلى من يعولها، إلى من يؤويها ويسترها فسترتها وتزوجتها، فهذا عمل لله. يا فلان! لم فتحت هذا الدكان؟ يقول: فتحته لله، من أجل أن نبيع أو نشتري في حدود ما شرع الله لنا لنحصل على قوت لي ولأسرتي حتى يمكننا أن نعبد الله عز وجل، فهذه التجارة لله أم لا؟

    فمن فقد هذا المعتقد وانحل من هذا السلك الذهبي وأصبح يبني ويهدم ويطلق ويتزوج للأكل والشرب والنكاح؛ فهو -والله- كاللاعب يعود بلا حسنة، هذا اللاعب حين يلعب هل يعود بدنانير لبيته؟ يعود بشيء؟ الأولاد حين يلعبون ويصيحون ويجلسون ساعات، ثم حين يرجعون إلى بيوتهم هل يرجعون معهم بشيء اكتسبوه؟

    فهذا الذي يعمل الليل والنهار من أجل فرجه وبطنه، من أجل الدنيا والتعالي والتكبر، ناسياً الله ولقاءه والله لهو أسوأ من اللاعب وأقبح منه، أضل منه، وصدق الله العظيم: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأعراف:97-98]، فهل يتصور أن أهل القرية كلهم يلعبون في الملعب؟ يعقل هذا الكلام؟ هل وقع هذا؟ لا والله، فما معنى يلعبون؟ يعملون من أجل شهواتهم وبطونهم وفروجهم، وما يرجع ذلك عليهم بحسنة واحدة، إذاً: فالذي يعمل يوماً كاملاً بلا درهم واحد يلعب كالأطفال.

    فتأملوا هذه الآية الكريمة أعيد تلاوتها: أَفَأَمِنَ [الأعراف:97]، هذا معطوف على محذوف: أضلوا، أجهلوا، أعموا، أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا [الأعراف:97] أي: ليلاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأعراف:97-98]، والبأس: العذاب، يسلط عليهم عدواً أو تنزل بهم صواعق، يخسف الله بهم الأرض، يوقع فتنة بينهم فيأكل بعضهم بعضاً، ألوان البأساء عند الله لا حد لها.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)

    ثم قال تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ [الأعراف:99] هذا بيت القصيد.

    أقول واسمعوا: فمن إندونيسيا شرقاً إلى موريتانيا غرباً هل أهل بلاد بكوا وقالوا: نحن تحت المنظار، شاع بيننا الربا والفسق والفجور والظلم وترك الصلاة والبلاء، أما نخاف أن يخسف الله بنا أو يسلط علينا عدوه؟ أو ينزل بنا ما شاء أن ينزل من البلاء؟ فبكوا وفزعوا إلى الله، هل حصل هذا؟ والله ما حصل.

    إذاً: أمنوا مكر الله أم لا؟ لو لم يأمنوا مكر الله وخافوا وارتعدت فرائصهم لفزعوا إلى الله يبكون بين يديه، وطلبوا الرجوع إلى الله عز وجل وكيف يرجعون إليه، لكن لم يفعلوا لأمنهم من مكر الله.

    أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ [الأعراف:97] فظنوا أنه رزقهم الدولة والسلطان والمال والوظائف لأنه راض عنهم، وأنهم آمنون، والله! ما هو إلا مكر الله عز وجل، يستدرجهم حتى تنزل بهم المحنة، وقد نزلت بالمسلمين في الأندلس أم لا؟ لما كانوا ربانيين صلحاء فتحوا الشرق والغرب، لما مالوا إلى الدنيا وركنوا إليها وعمهم الفسق والفجور سلط عليهم عدوهم فذبحهم، حرقهم، مزقهم، شتتهم، أغرقهم، فأين الأندلس؟ أمنوا مكر الله، والله! لقد أمنوه، لو لم يأمنوا لبكوا وعادوا إلى الله وقرعوا باب الله وفتحه لهم ودخلوا دار الكمال والسلام، أمنوا لما غني المسلمون وصفقوا في الشرق والغرب أيام الخلافة العثمانية وقبلها وتقسموا وانقسموا مذاهب، وطرقاً، وأحزاباً، وجماعات كأنهم يملكون الدنيا، كأن الله لا وجود له، فأخذهم بغتة وهم لا يشعرون، سلط عليهم أوروبا فسادتهم وحكمتهم وسادتهم.

    إذاً: هذا كلام عام، ونحن أفراد، يجب ألا تأمن مكر الله يا عبد الله، ترى نفسك مع الربا وتقول: ماذا فيه؟ ومع الزنا وتقول كذا، وتنسى أنك مستدرج درجة بعد درجة إلى الهاوية، ما هناك دفعة واحدة؛ لأن ربك عليم حكيم، ما يأخذ الناس على غفلة حتى يبين لهم الطريق، فهذه الآية من يقرؤها على العالم الإسلامي؟

    أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ [الأعراف:97]، باستمرارهم على هذا الباطل والشر عطلوا الشريعة، تركوا الصلاة، منعوا الزكاة، تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تشبهوا باليهود والنصارى، ظهر الفجور، كشف النساء وجوههن، ظهر الباطل واختلط كل شيء كأنهم ليسوا بأولياء الله المسلمين، فماذا ينتظرون؟ الساعة الفاصلة، ولا تستعجل لهم، لا بد من هذا.

    فلهذا -والله يشهد- نقول: والله! إن أمة الإسلام اليوم من إندونيسيا إلى موريتانيا غرباً لتحت النظارة، فإما أن يتداركهم الله بالتوبة فيقلب قلوبهم ويقبلون على الله باكين خاشعين، وإما أن يستدرجهم حتى ينزل بهم عذاباً ما ذاقه آباؤهم وأجدادهم ولا عرفوه، وإن شئتم أقسمت لكم بالله على حكم الله وقضائه.

    فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] الذين حكم الله بخسرانهم وقضى به، أما الذين ما حكم الله بخسرانهم ولا قضى به فوالله! ليتوبن وليرجعن وليفيقن بعد سكرتهم ويعودون إلى الله، فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] أي: المكتوب خسرانهم، والمقضي والمقدر لهم، فلهذا لا يفيقون أبداً، يستمرون آمنين في الأكل والشرب، النكاح، التنافس على الدنيا، غافلين عن الله عز وجل يوماً بعد يوم، وعاماً بعد آخر حتى تدق الساعة، ويخسرون في الدنيا والآخرة من باب أولى.

    هذا معنى قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:97-99].

    وهل الله يمكر بعباده؟ ما معنى المكر؟ يفتح لهم أبواب المال والرفاهية والأمن فيظنون أنهم مرضي عنهم، وهو يستدرجهم، وهم يفسقون ويفجرون ويكفرون نعمه وآلاءه ظانين أنهم في أمن دائم؛ لأن المكر بإنسان أن تزين له الشيء حتى يستمر فيه وأنت تريد منه شيئاً آخر حتى يقع فيه.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (أفلم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ...)

    ثم قال تعالى: أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ [الأعراف:100]. كلام من هذا؟ كلام الله العليم الحكيم، القوي القدير.

    أَوَلَمْ يَهْدِ [الأعراف:100]، أولم يتبين لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا [الأعراف:100]، كانت فرنسا حاكمة شمال أفريقيا فأصبحنا نحن الحاكمين، كانت بريطانيا حاكمة فأصحبنا نحن الحاكمين، كانت هولندا حاكمة فأصبحنا الحاكمين، أورثهم الأرض من بعد أهلها.

    يقول تعالى: أولم يتبين لهم أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ [الأعراف:100]، فلا يستجيبون ولا يتوبون ولا يرجعون إلى الله ولا يسمعون.

    تأملوا: أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا [الأعراف:100]، نحن الآن ورثنا من كان قبلنا أم لا؟ أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [الأعراف:100]

    والله! لو أخذ الله المسلمين بذنوبهم لكانوا هلكوا من قبل أن يبقوا إلى اليوم؛ لأن الزنا علني، الربا علني، سفك الدماء، الشر، الخبث، الظلم، الكبر، العجب.. كل صفات الذم فينا، لو كانت في واحد، في اثنين، في ثلاثة لا قيمة لهم، لكن عامة الناس هذا هو الطابع الذي نعرفه فيهم.

    إذاً: فلو شاء الله لأصابهم بذنوبهم وطبع على قلوبهم، وحينئذ عظهم، ذكرهم، نادهم فما يسمعون حتى تنزل الصاعقة، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ويقول وهو ساجد: ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )، وهذا معنى أنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، دائماً المؤمن في رجاء ولا ييأس ولا يقنط، ولكن دائماً أيضاً لا ينسى أبداً حكم الله وقضاءه فيمن عصاه وفسق عن أمره وخرج عن طاعته.

    فمعنى الطبع على القلب: الختم، فما تدخل كلمة، وهذا النوع هو الآن -والله- في ملايين من المسلمين، يسمع خطبة الإمام فما يدخل شيء؛ لأن القلب ختم عليه، من أين ينفذ؟

    كيف يطبع على القلب؟ بالاستمرار على الضحك واللهو الباطل، واللعب، والخرافة، والضلالة، وحب الدنيا والتهاوي فيها حتى يطبع على قلبه ولم يبق له مجال لأن يتوب.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    معاشر المستمعين! إليكم هداية هذه الآيات:

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

    [ هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: عرض الرحمن تبارك وتعالى رحمته على عباده ولم يطلب منهم أكثر من الإيمان والتقوى ].

    أما عرض الرحمة علينا والعزة والكمال والطهر والغنى ببركات السماء والأرض، وطلب منا ماذا؟ أن نذبح أولادنا؟ أن نخرج من ديارنا؟ ماذا طلب؟ طلب تعالى الإيمان والتقوى، لا يكلفك شيئاً.

    عرض الرحمن تبارك وتعالى رحمته على عباده أبيضهم وأسودهم، عربهم وعجمهم، ولم يطلب منهم أكثر من الإيمان والتقوى، دل على هذا الآية السابقة: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى [الأعراف:96].

    [ ثانياً: حرمة الغفلة ووجوب الذكر واليقظة ].

    من يعلم المسلمين هذا؟ حرمة الغفلة، يجب ألا نغفل، وأن ننظر إلى سنن الله وتدبيره في الخلق، لا نعيش كالبهائم، كذلك وجوب الذكر واليقظة، نذكر دائماً ربنا ونذكر مآلنا ونذكر أحوالنا، ونذكر ما يسعدنا ويشقينا، ولا نغفل أبداً.

    وقد قلت: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )، ولو كان غافلاً ما قال هذا.

    [ ثالثاً: حرمة الأمن من مكر الله تعالى ].

    زر الحكومات الإسلامية واجلس مجالسهم وانظر هل تجدهم خائفين من الله؟ هل إذا ذكرتهم يبكون ويقولون: غداً نأمر الناس بفعل الطاعات وترك المعاصي؟! والله ما كان.

    هذا دليل على الأمن أم لا؟ لو لم يكونوا آمنين وكانوا خائفين فلن يستمروا على المعاصي، سيبكون مع شعوبهم ويقولون: هيا نعبد الله ونستقيم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756540116