إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (18)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الله سبحانه وتعالى هو الإله المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه؛ لأنه هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، الرب، المالك لكل شيء، فلا يجوز أن يصرف شيء من العبادة لغيره تعالى، ومن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك مع الله غيره، وهذا أعظم الذنوب وأشنعها، وقد دل على استحقاق الله تعالى للعبادة دون غيره الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

    1.   

    أهمية العقيدة الإسلامية

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع [ الفصل الثالث عشر: في توحيد العبادة].

    إن العقيدة الإسلامية هي بمثابة الروح للبدن، فذو العقيدة الإسلامية الصحيحة حي، يعي ويسمع، يعطي ويمنع؛ وذلك لكمال حياته، ومن فقدها فهو في عداد الموتى، لا يسمع إن ناديت، ولا يعطي إن طلبت، ولا يمتنع إن منعت، فهو ميت.

    والبرهنة والاستدلال على هذه الحقيقة: أن أهل الذمة في ديار المسلمين لا يكلفون بصلاة ولا زكاة؛ لموتهم، فإذا نفخنا فيهم الروح وقال أحدهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله حيي، وحينئذ مره يمتثل، وقل له: اغتسل يغتسل، أو اشهد الصلاة يشهدها، أما قبل إسلامه فهو ميت، لا يكلف.

    ثانياً: المسلم إذا ضعفت عقيدته داخلها الزيد والنقصان، وداخلها الشك والريب، فهذا كالمريض، يقوى يوماً على فعل طاعة، ويعجز يوماً عنها وعن مثلها، فلهذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يصحح عقيدته، حتى تصبح عقيدة إسلامية حقيقية.

    والطريق: أن يعرضها على القرآن، فإن وافق عليها فذاك، أو يعرضها على السنة النبوية فإن وافقتها فذاك، وإذا كان لا يحسن عرضها على الكتاب ولا السنة يعرضها على العلماء، فيقول: يا شيخ! أنا أعتقد كذا وكذا، فماذا تقول؟ أنا لا أعتقد في كذا وكذا، فماذا تقول؟ فالشيخ العالم يصحح له معتقده، وإن لم يصل إلى هذا المستوى فليلازم حلق العلم؛ فإنه يتعلم شيئاً فشيئاً؛ حتى يصبح ذا عقيدة سليمة ربانية.

    1.   

    أركان الإيمان

    ثم علمنا أن أركان هذه العقيدة هي ستة أركان: الإيمان بالله، الإيمان بملائكته، الإيمان بكتب الله، الإيمان برسله، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقضاء والقدر، ستة أركان، لو سقط ركن سقط البناء عن آخره، فلو آمن بكل الرسل إلا رسولاً واحداً فقال: لا أؤمن به لانهار البناء وكفر، ووالله ما هو بمؤمن، ولو آمن بكل الأركان إلا بالقدر وقال: لا أؤمن بالقدر فهو كافر.

    1.   

    توحيد العبادة

    الآن وبعد أن درسنا الأركان الستة بالتفصيل في هذه المدة الطويلة خلصنا إلى: [ الفصل الثالث عشر: في توحيد العبادة] وتوحيد العبادة معناه: أن تعبد الله بما تعبدك به وحده، لا تلتفت إلى غيره، فما تعبدك الله به وأصبحت عبده المؤمن به المتقي له من قول أو عمل أو اعتقاد فيجب أن تخصه به وحده، فلا تلتفت إلى غيره، ولا تشرك به سواه.

    قال: [ يؤمن المسلم ] من أسلم قلبه ووجهه لله، فقلبه لا يتقلب إلا في طلب رضا الله، ووجهه لا يقبل به إلا على الله، فلا يخاف ولا يهاب ولا يطمع ولا يرجو ولا يتوكل إلا على الله عز وجل، هذا المسلم يؤمن [ بألوهية الله تعالى للأولين والآخرين ] أي: بأن الله إله الأولين والآخرين، فالله جل جلاله هو معبود الأولين والآخرين، ولا معبود سواه [ وربوبيته لجميع العالمين ] فالله هو رب العالمين، فلا يوجد فرد من أفراد الكون من عالم الملائكة .. من عالم الجن .. من عالم الإنس .. من عالم الحيوان ليس الله ربه، هذا لا وجود له. أي: لا يوجد من ليس الله خالقه وخالق رزقه ومدبر حياته، فلا يوجد رب إلا الله، فهو رب العالمين، ورب كل شيء ومليكه، هكذا تؤمن يا عبد الله المسلم! [ وأنه لا إله غيره ] أي: لا يوجد من يستحق أن يؤله وأن يعبد إلا هو [ وأنه لا رب سواه ] أي: لا يوجد خالق ولا مدبر في الكون إلا هو [ فلذا هو ] أي: المسلم [ يخص الله تعالى بكل العبادات التي شرعها لعباده ] أي: يفرد الله تعالى وحده بكل العبادات التي شرعها الله عز وجل لعباده [ وتعبدهم بها، ولا يصرف منها شيئاً لغير الله تعالى، فإذا سأل ] أي: طلب [ سأل الله، وإذا استعان استعان بالله ] أي: طلب العون طلبه من الله، [ وإذا نذر لا ينذر لغير الله، فلله وحده جميع أعماله الباطنة، من خوف ورجاء وإنابة ومحبة وتعظيم وتوكل، والظاهرة من صلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد ] كل ذلك لله عز وجل [ وذلك للأدلة النقلية والعقلية الآتية ] فالمؤمن هذا هو حاله، والدليل له على ذلك أدلة نقلية قال الله وقال رسوله، وأدلة عقلية، فهيا بنا نستعرض هذه الأدلة.

    1.   

    الأدلة النقلية على توحيد العبادة

    [الأدلة النقلية] أي: المنقولة من الكتاب والسنة.

    أولاً: أمره تعالى بتوحيده في كتابه العزيز

    [ أولاً: أمره تعالى بذلك في قوله: لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي [طه:14] ] هذا خطاب وجهه سبحانه إلى موسى الكليم عليه السلام، وهذا دليل نقلي [ وفي قوله تعالى: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [البقرة:40] ] أي: لا ترهبون سواي، هذا أمر الله [ وفي قوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21] ] تتقون عذابه وسخطه ونقمه [ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا [البقرة:22] ] أي: شركاء [ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:22]. وفي قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19] ] هذا أمر الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قال: اعلم أنه لا معبود بحق إلا الله [ وفي قوله عز وجل: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36] ] اطلب حفظك ومعاذك من الله عز وجل؛ لأنه سميع لقولك، عليم بحالك، أما أن تستعيذ بمن لا يسمعك ولا يراك ولا يقوى على أن يحفظك فهذه الاستعاذة عبث [ وقوله: وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [آل عمران:122] ] وعلى الله لا على سواه وحده فليتوكل المؤمنون، هذا أمر الله، أمرنا الله بالتوكل عليه.

    ثانياً: إخباره تعالى بوحدانيته وتفرده بالألوهية

    [ثانياً: إخباره تعالى عن ذلك بقوله وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] ] كل أمة بعثنا فيها رسولاً بمهمة، وهي أن يقول لقومه: (اعبدوا الله) أي: وحده، (واجتنبوا الطاغوت)، وهو ما يعبد من دون الله، وهذا خبر عظيم. وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]. والطواغيت كثيرون ورأسهم إبليس عليه لعنة الله، والثاني منهم: من حكم بغير ما أنزل الله [ وفي قوله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا [البقرة:256] ] هذا خبر عظيم، يخبر تعالى أن من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى، ولن ينقطع ولن يهلك لا في الدنيا ولا في الآخرة [ وفي قوله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] ] هذا خبر عظيم أخبر به الله [ وفي قوله: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر:64] ] قل يا رسولنا! لقومك: أفغير الله تأمرونني أن أعبد أيها الجاهلون! فأدغمت النون في النون فأصبحت ( أفغير الله تأمروني)، أصلها تأمرونني، فالتقت النونات فسكنت الأولى وأدغمت في الثانية، وهذه قراءة سبعية [ وفي قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] ] خبر، لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك.

    [ وفي قوله جل جلاله: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا [النحل:2] ] ننذرهم [ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ [النحل:2] ] اسمع الخبر هذا، يقول تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ [النحل:2]، والذي ينزلهم الله، بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ [النحل:2]، أي: بالأمر والنهي، وبالوحي وبالرسالة والنبوة، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [النحل:2]، ممن يصطفي من الأنبياء والرسل، ويقول لهم: أَنْ أَنذِرُوا [النحل:2]، أنذروا عباد الله، وخوفوهم وعلموهم، أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ [النحل:2] ومعنى تقوى الله: الخوف منه الذي يحمل الخائف على أن يطيع فلا يعصي.

    ثالثاً: إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بوحدانية الله عز وجل وتفرده بالألوهية والعبادة

    [ثالثاً: إخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله لـمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن ] يجبي الزكاة أو والياً حاكماً [ ( فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى ) ] يا معاذ ! فليكن أول ما تدعو إليه أهل اليمن أن يوحدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئاً [ وفي قوله أيضاً: ( يا معاذ ! أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ) ] وما قال: الله أعلم فقط لأن الرسول يعلم وهو معه، أما اليوم فلا تقل: الله ورسوله أعلم، في أمور دنياك كلها، وبعضهم إذا سئل: جاء فلان من مكة؟ يقول: الله ورسوله أعلم، وهذا خطأ، بل قل: الله أعلم فقط، فلا شأن للرسول في هذا، وإذا قيل له: ما اسمك؟ قال: الله ورسوله أعلم، فلا تدخل الرسول. أما إذا كان في العلم بالإلهيات والعبادات والشرائع والأحكام قل: الله ورسوله أعلم. قال له: ( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ). هذا حق الله علينا، وقد ثبت له هذا الحق لأنه خلقنا ووهبنا حياتنا، وخلق كل شيء من أجلنا، ومن أجل أن نعبده، هذا هو الحق. فحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ومما استوجب هذا الحق كيف كان له مقابل أن خلقهم ورزقهم وحفظهم وخلق الحياة كلها من أجلهم، ولا حق أعظم من هذا [ وفي قوله لـعبد الله بن عباس رضي الله عنه: ( إذا سألت )] وهو غلام صغير [ ( إذا سألت فاسأل الله ) ] لا تسأل غيره [ ( وإذا استعنت ) ] أي: طلبت عوناً فاطلبه من الله [ ( فاستعن بالله ) ] يا ابن عباس !: ( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ) [ وفي قوله لمن قال له: ( ما شاء الله وشئت قل: ما شاء الله وحده ) ] فقد صاحب يحدث النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال: ( ما شاء الله وشئت يا رسول الله! قال: لا، قل: ما شاء الله وحده ). فلا تشركني مع الله في المشيئة، وإذا كان ولا بد أن تنسب المشيئة إلى شخص فلابد وأن تقول: ما شاء الله ثم شئت؛ لأن ثم عاطفة لكن للفصل، أي: بعد أن يشاء الله تشاء أنت، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التكوير:29]. أما ما شاء الله وشئت مع بعضكم بعضاً فمستحيل، بل الله أولاً يشاء ثم أنت تشاء. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التكوير:29]. ولا تتصور أنك تشاء شيئاً وترغب فيه قبل أن يشاء الله، والله ما كان هذا، وإنما أولاً شاءه الله لك، ثم تشاؤه أنت بعد ذلك وتعمل على تحقيقه، فيكون لك، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:29]. ولولا القضاء والقدر لارتبكت الحياة وتحطمت في قرونها الأولى، ولكن هناك النظام الدقيق، فهذه يدي عندما تتحرك والله مكتوبة علي هذه الحركة قبل أن أوجد أنا وأمي وأبي وجدي والعرب كلهم، هذا القضاء والقدر الذي نظم هذه الحياة، وإلا لارتبكت واختلطت، وقد ضربنا المثل لذلك، وهو أنه لو في عام فقط كل الوالدات من النساء ولدن أولاداً بصورة واحدة فكيف تكون الحياة؟ هذا يقول: ابني، وهذا يقول: ولدي، فكيف يعملون؟ ولكن الملايين يولدون في اليوم الواحد أو في العام ولا يوجد أحد يشبه الآخر، بل يفرق بينهما، فهذه العظمة وهذا العلم وهذه القدرة نظام الحياة.

    قال: [ وفي قوله: ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ]. هذا يواجه المؤمنين من أصحابه، [ قالوا: ( وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ ) ] سألوه البيان والمعرفة وما سكتوا، وقالوا له: بين لنا ما الشرك الأصغر يا رسول الله؟! قال: [ ( الرياء ) ] والرياء اسم من راءى يرائي بعمله فلاناً وفلاناً [ ( يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم ) ] يقول لأهل الرياء: [ ( اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا ) ] امشوا إلى الذين كنتم تعملون من أجلهم وتظهرون لكم أعمالكم؛ ليمدحوكم أو لئلا يذموكم، أو ليعطوكم ما تريدون، اذهبوا إليهم فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء؟ والجواب: لا والله. والرياء اسم من راءى بعمله يرائي الناس؛ إما ليمدحوه ويثنوا عليه، أو لئلا يذموه ويسبوه ويشتموه، أو ليعطوه ما يريد أن يعطى، أو لخشية أن يمنعوه مما عندهم. هذا الذي يقول كلمة فقط لا يريد بها وجه الله مرائياً، فضلاً على أن يصلي أو يزكي أو يجاهد أو يرابط، ومعنى هذا: لا إله إلا الله، فلا يتقلب قلبك إلا في طلب رضا الله، وأما الناس يسخطون أو يبكون أو يصيعون فدعهم وشأنهم، ولست بمسئول عنهم، وإنما أنت مسئول عن أن تعبد ربك وحده، فلا تعمل عملاً من أجل أن يراك الناس فيمدحوك، أو يرفعوا عنك الذم والملام [ وفي قوله: ( أليسوا يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قالوا: بلى، قال: فتلك عبادتهم ) ] هذه قالها لـعدي بن حاتم لما سمع الرسول يقرأ: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا [التوبة:31] قال: ( يا رسول الله! ما اتخذناهم أرباباً، قال: أليسوا يحرمون عليكم الحلال فتحرموه؟ أليسوا يحلون الحرام فتحلوه؟ قال: بلى، قال: تلك عبادتهم ). فقد أصبحوا أرباباً يشرعون ويقنون، فهم آلهتكم وأربابكم. فلا يحل لامرئ أن يحل ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله؛ لأن المشرع المقنن يجب أن يكون مالكاً لمن يشرع لهم ويقنن أولاً.

    ثانياً: أن يكون عالماً بأحوالهم الظاهرة والباطنة.

    ثالثاً: أن يكون عالماً بمستقبلهم وما يطرأ عليهم. وأما الذي ما خلقهم ولا دبر حياتهم فلا يشرع لهم ولا يقنن، وبأي حق يشرع هو لا يعرف ذلك؟ وهيا ننظر إلى قوانين أوروبا الراقية السامية، والله لو تكتشفون قبائحهم لتقززتم من باطلهم وخبثهم وشرهم وفسادهم، ولم تنفعهم تلك القوانين، وكثيراً ما نقول والله يشهد: يا سيد! يا زعيم! إذا أردت أن تقنن وتشرع فاخلق مجموعة من البشر ولو من الخشب أو البلاستيك ألفاً أو ألفين أو ثلاث آلاف أو قرية، وحينئذ اجلس على الكرسي ولك الحق أن تقنن وتشرع فتحلل وتحرم وتمنع؛ لأنك ربهم وخالقهم.

    أما أن يخلق الله ويرزق وتقول: ابعد يا رب! أنا أولى منك به، فأعوذ بالله! ولا يوجد كفر أعظم من هذا، ولا وقاحة وقبح أعظم من هذا القبح، ويا ليت قومنا يسمعون، فهم لا يسمعون، والذين معنا منذ أربعين سنة لا يبلغون أيضاً؛ لأنهم ما يصلون إليهم، وإن وصلوا يخافون.

    قال: [ ( قال: بلى قال: فتلك عبادتهم ) قاله صلى الله عليه وسلم لـعدي بن حاتم لما قرأ قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31] فقال عدي : ( يا رسول الله! لسنا نعبدهم ) ] على جهل منه قال: ما عبدناهم، فقد ظن أن العبادة هي السجود فقط والركوع، ولم يعلم أن طاعتهم فيما هو معصية هي العبادة.

    [ وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ( إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله ). قاله ] هذا الكلام [ لما قال بعض الصحابة ] في الروضة وحجرة الرسول إلى جنبهم، والباب ليس حديداً، بل كان يسمع الكلام، [ ( قوموا نستغيث برسول الله من هذا المنافق ) ] فقد كانوا مجموعة يتأذون من منافق في المدينة ويتألمون في بداية الإسلام، فقالوا: ( هيا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ) [ ( لمنافق كان يؤذيهم ) ] فقال لهم الرسول: ( إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله ). وبعض الطوائف اليوم ينادون: يا رسول الله! يا فاطمة ! يا حسين ! يا بدوي ! يا عيدروس ! يا كذا! ينادون الإنس والجن، ويزعمون أنهم مؤمنون، وهم يغضبون الله عز وجل، أفتعمى عن خالق الكون كله الذي أوهبك حياتك وتلتفت إلى مخلوق وتقول: يا سيدي فلان! تستغيث به؟ والرسول حي والهراوة عنده ومع هذا ما قبل كلمة ( نستغيث برسول الله)، مع أن الاستغاثة به جائزة؛ إذ هو السلطان، فهذا المنافق لو أمر به عمر لقتله، ومع هذا ما رضي كلمة الاستغاثة، ( نستغيث برسول الله)؛ إذ هذا اللفظ يقال لله عز وجل: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال:9]. وانظروا إلى إخوانكم في الشرق والغرب، والله لولا الله بحماية هذه الروضة الشريفة بما أودع فيها من رجال الأمن وإلا لو تركوا عوام البشر والمسلمين لوجدتم من يركع ومن يسجد ومن يصرخ، وكأنهم ما سمعوا بلا إله إلا الله، وإن قلت: كيف يا شيخ؟! فاذهب إلى البدوي وفلان والقباب وكذا وستجد الناس عاكفين يتمرغون، فلنحمد الله على أن علمنا وهدانا، الحمد لله، الحمد لله الذي علمنا وهدانا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

    [ وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) ] وإخواننا المصريون يحلفون: والنبي، فقد يأتي إخواننا المصريون يسألون بعد الدرس فأقول لهم: لا تحلفوا بغير الله، فيقولون لي: والنبي، فأقول لهم: لا تحلفوا، فيقولون: والنبي ما نزيد، وهي نفسها، وذلك لأنهم اعتادوها وألفوها وما فهموا معناها، ولم يقل لهم: هذا لا يصح، وهذا شرك، ولكنهم ما سمعوا بهذا الحديث في سنن الترمذي. فكلمة والنبي لا تحل أبداً؛ لأن الواو حرف قسم، فقد أقسمت بالنبي، وجعلته بمنزلة الله، وبدلاً أن تحلف بالله فقد حلفت بعبد من عباد الله، وقد نازعت الله في حقه، فالحلف حق الله. إذاً: فإذا أقسمت أنت بغير الله فقد نزعت ذلك الحق من الله وأعطيته لعبد من عباده، وهذا قبيح، فلهذا يقول صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد أشرك ). أي: أشرك المحلوف به في حق الله وتعظيمه وجلاله. فلنحفظ هذا الحديث: ( من حلف بغير الله فقد أشرك ). وقلها في بيتك إذا أمك قالت: والنبي، قل لها: لا تحلفي بهذا، بهذا تنشر الدعوة.

    [ وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ] الرقى: جمع رقية بألفاظ لا نعرف معناها، وهي نداءات للجن واستغاثة بالجن، وهذه الرقى شرك؛ لأنه ينادي الجني ويقول: افعل وافعل، فيجعله إلهاً يسمع وينادى ويدعوه.

    والتمائم: جمع تميمة، وهي ما يعلق في العنق أو يعلق في الذراع أو يعلق في الصدر على أن تدفع العين أو تدفع المرض أو تدفع كذا، جمع تميمة، يتتمم بها قصداً، فهذه من الشرك.

    والتولة خاصة بالنساء، تستعمله لأجل أن يحبها زوجها أو يكرهها، وهي شرك.

    الآن فرغنا من الأدلة النقلية، وهي عن الله أوامر وأخبار، وعن رسول الله أوامر وأخبار، أبعد هذا يجدنا الله نشرك به؟ والله ما كان.

    1.   

    الأدلة العقلية على توحيد العبادة

    [ الأدلة العقلية ] أي: التي يثبتها العقل ويقرها ولا ينفيها.

    أولاً: أن تفرده تعالى بالخلق والرزق والتصرف والتدبير يوجب إفراده بالعبادة

    [ أولاً: تفرده تعالى بالخلق والرزق والتصرف والتدبير يوجب عبادته وحده لا شريك له في شيء منها ] فما دام قد انفرد بخلقنا وانفرد برزقنا -أي: خلق الأرزاق لنا وتسخيرها لنا- والتصرف فينا، يعطي ويمنع، يحيي ويميت، يضر وينفع، والتدبير الحكيم العليم، هذا ينصبه وهذا يفصله فإن هذا يوجب عبادته دون عبادة غيره من سائر الكائنات، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صالح من الصالحين، فضلاً عن الأشجار والأحجار، فلا شريك له في شيء منها.

    فلو قيل لك: يا عبد الله! لم لا تعبد إلا الله وحده؟ فقل: لأنه الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي دبر، وهو الذي إليه مصيري، وهو الذي يسمعني ويراني، وهو الذي يقدر على أن يمنعني ويعطيني، وأما من تريد أن ندعوه مثل السيد البدوي فليس عنده شيء من هذا، وفاطمة عليها السلام ماتت،و الحسين كذا، والشيعة يكتبون على السيارات فاطمة والحسين ، ويستغيثون بهما. وهذا هو الجهل والظلمة، وصاحبها لا يعرف الطريق إلى الله حتى تزول ظلمته، لهذا ينبغي أن يجلس أهل كل القرية من قرى المسلمين عرباً أو عجماً كل ليلة كجلوسنا هذا من المغرب إلى العشاء؛ ليصلوا العشائين، وليتعلموا الهدى يوماً فيوماً، وشهراً بعد آخر، وعاماً بعد عام، حتى لا يبقى بين المسلمين جاهل ولا جاهلة، وهذا المفروض، لكن أبعدونا بالمكر والحيل عن المساجد، وفتحوا المقاهي والملاهي، وأصبحنا كما يعلم الله عنا، نعبد غير الله.

    ثانياً: أن جميع المخلوقات مربوبة لله تعالى فلا يصلح شيء منها أن يكون إلهاً يعبد معه تعالى

    [ ثانياً: جميع المخلوقات مربوبة له تعالى ] فليس هناك مخلوق لم يخلقه الله، ولا مرزوق لم يرزقه الله، فهو الذي خلق البطاطس والطماطم، وكلها [ مفتقرة إليه ] تعالى [ فلم يصلح شيء منها أن يكون إلهاً يعبد معه تعالى ] لا الجبال ولا الكواكب ولا الشموس ولا الأقمار ولا الملائكة ولا الأنبياء ولا الرسل ولا الصالحين، لا يوجد شيء يستحق أن يعبد مع الله؛ إذ الكل مخلوق لله مربوب له.

    ثالثاً: أن عجز من يدعى أو يستغاث به عن الإجابة يوجب بطلان دعائه أو الاستغاثة به

    [ ثالثاً: كون من يدعى أو يستغاث به أو يستعاذ لا يملك أن يعطي أو يغيث أو يعيذ من شيء يوجب بطلان دعائه أو الاستغاثة به ] والاستعاذة به، وليس عندنا مانع أن تقف عند الرسول وتقول: يا رسول الله! إني جائع، فإذا وضع لك في جيبك عشرة ريالات فقل: آمنت، أو أن تقول: يا رسول الله! امرأتي أو أمي مريضة أو كذا فإذا قال: سأشفيها فادعه، ولن يمنعك أحد، فكل من يدعون ويستغاث بهم ويستعاذ بهم لا يملكون أن يعطوا أو يمنعوا أو يضروا أو ينفعوا، فأين تذهب عقولنا؟ وإذا ذهبت إلى قبر تنادي: يا سيدي فلان! ويا فلان! فإنك إنما تغضب الله عز وجل حتى تشبع، وتناديه: أعطني .. افعل لي .. امرأتي كذا وكذا ثم تعود، وماذا حصلت؟ وهل أعطيت شيئاً؟ وإنما الجهل.

    قال: [ كون من يدعى أو يستغاث به أو يستعاذ لا يملك أن يعطي أو يغيث أو يعيذ من شيء يوجب بطلان دعائه أو الاستغاثة به أو النذر له أو الاعتماد والتوكل عليه ].

    ومن أمثلة هذا: لو مررت برجل واقف أمام خربة ليس فيها سكن ولا سكان، وهو أمام الخربة ينادي: يا أهل الدار! يا أهل البيت! أخوكم جائع، أخوكم كذا من يوم كذا، ومشيت أنت فستقول له: يا عبد الله! هذا الدار ليس فيه أحد، وليس فيه ساكن يسمعك، اقصد الدار الفلاني الذي فيه صاحبه. فكذلك إذا مررت بمن يدعو على القبر يا سيدي فلان! ويسكت. فقل له: يا بني! هذا ما يستجيب لك، أنت مخطئ، اذهب إلى فلان في دكانه أو بستانه وادعه يعطيك. فيا ليتنا علمنا!

    هذا والله تعالى أسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    1.   

    الأسئلة

    حكم الاقتراض من البنوك الربوية

    السؤال: ما حكم الاقتراض من البنوك الربوية لأجل مشروع خيري؟

    الجواب: إذا كان يقترض قرضاً بلا فائدة فلا بأس، فمثلاً: لو قال: أقرضوني مائة ألف مليون وأرده بعد سنة فقالوا له: تفضل، أنت معروف عندنا، فلا نخاف، فهذا يجوز، أما أن يستقرضهم مليون ويسجلون عليه مليون وعشرة ألف أو عشرين فلا يحل، إلى يوم القيامة، ولا خير في هذا المشروع.

    استحباب قص الشارب

    السؤال: ما هي السنة في الشوارب هل تحلق بالموسى أم تحف بالمقص؟

    الجواب: هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر، الأفضل أن تقص بالمقص أولى حتى ما يبقى أحمر كأنه قطعة لحم، وقد كره هذا مالك فقط، والمهم قص الشارب وإعفاء اللحية.

    حكم لبس الرجل للخاتم والساعة إذا كانا من الفضة

    السؤال: ما حكم لبس الخاتم الفضة للرجل وكذا الساعة؟

    الجواب: أما الخاتم من الفضة فرسول الله كان خاتمه من فضة، فالفضة مباحة للرجال والنساء، والساعة شأنك بها، إذا كان عندك ساعة فضة فالبسها، ولا يوجد ساعة من فضة؛ لأن الساعة الآن يتجمل بها أكثرهم؛ لأجل أن ترى في أيديهم، ولهذا ينبغي أن نجعلها في جيوبنا أفضل، والرجل الذي يتجمل بالساعة في يده لو جعل سوارها ذهباً لجمله، ويوم القيامة أهل الجنة في أيديهم أساور من ذهب، واقرءوا من سورة الإنسان وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ [الإنسان:21]، ولما كان شيخنا تغمده الله برحمته الطيب العقبي خريج المسجد النبوي يدرس هذه الآية قام واحد من عفاريت الرجال وكان صوفياً وقال: لا نقبل هذا. لا نريد أن نتحول إلى نساء، ولن نفعل هذا أبداً بصياح، إذ كيف نلبس لباس النساء؟ وما فهم أن الطباع تختلف، والعقول تفاوتت، وأن الجنة غير الدنيا، ففي الدنيا لا نلبس لباس النساء حتى لا نتشبه بهن، وأما في الجنة فليس هناك معصية ولا إثم، ولا أي شي وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ [الإنسان:21] فترى أساور الفضة في يدي الرجل ولا حرج، ولكنها في الدنيا حرام؛ لأنه تشبه بالمرأة كالذي يحلق وجهه.

    حكم ترك صلاة الضحى خوف الرياء

    السؤال: رجل أراد أن يصلي الضحى فجاءه بعض أصحابه فترك الصلاة خوفاً من الرياء فهل فعله هذا صحيح؟

    الجواب: لا بأس إن خاف أن يقال: يرائي، فإذا تركها حتى صرفهم ثم صلى لا بأس، فقط الذي ألفت النظر إليه لا تترك العبادة من أجل خوف المراءات وتتركها نهائياً، أما إذا تركها في ذلك الوقت وصلاها بعيداً عنهم فهذا هو المطلوب؛ لأن الشيطان قد يوسوس لك حتى تترك العبادة، فيقول: أنت الآن ترائي، فلا تفعل، فإذا تركت الفعل فقد عبدت الشيطان، وأما أن تتركها تلك الساعة واللحظة وتبتعد عنهم فهذا محمود.

    حكم من يكتب آيات قرآنية ويحملها معه معتقداً أنها تحجب عنه المصائب

    السؤال: ما حكم من يكتب آيات قرآنية ويحملها معه معتقداً بأنها حجاب من كل مصيبة؟

    الجواب: ترك هذا أولى وخير؛ خشية أن يتسرب إليه اعتقاد فاسد، والقرآن نزل ليقرأ باللسان لا ليعلق في اليد أو في العنق، والقرآن ينتفع به المؤمن إذا قرأه أو قرئ عليه، أما أن يعلقه فلو حمل المصحف بكامله ليقيه السوء والمكروه لم يقه، وما علمنا الرسول هذا، وما قال: احملوا القرآن تحفظوا، هذا من عمل العوام، فلا ينبغي.

    حكم دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل

    السؤال: عرفنا بالأمس أنه لا يجوز دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل، ولكن وكما هو معروف في هذا الوقت أنه لا يكاد يخلو ذكر الله من كثير من الأوراق الشخصية مثل البطاقة وغيرها وعلى النقود كذلك؟

    الجواب: على كل حال نحاول ما استطعنا أن لا ندخل المرحاض بشيء فيه اسم الله، وإذا اضطر وما وجد بداً كأن يخاف على نقوده أن تؤخذ منه أو كذا ولفها في جسمه وغطاها فلا بأس، وبحسب نيته يغفر له، ولابد من بذل ما تستطيع؛ حتى لا تدخل المرحاض بشيء فيه اسم الله عز وجل.

    كيفية وضوء من بيده جبيرة لكسر ونحوه

    السؤال: كيف يتوضأ من يده مربوطة لكسر أو نحوه؟

    الجواب: يصب الماء ويغسل وجهه، ويده يصب عليها الماء هكذا حتى يشعر أنها قد ابتلت وهكذا، ويمسح على رأسه ويغسل رجليه بيده، وهم متعودون على هذا، فهو يتعود وسيألف هذا. وعندما يستنجي بيده كيف يصب الماء؟ فلا بد من شيء آخر يدلك يده به على التراب أو الصابون لينظفها، واسألوا الله العافية.

    حكم تصوير ذوات الأرواح

    السؤال: هل يجوز لمن يعمل في التصوير أن يصور خلق الله من الجمادات والحيوانات؟

    الجواب: لا يصح تصوير ذي روح، لا بقرة ولا ذئباً ولا فأراً فضلاً عن إنسان، ويصح تصوير النباتات والأشجار والجبال والأودية والمباني، فهذه معفو عنها، أما ذات الروح فكأنه ينازع الله في حقه: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ [الأعراف:54] وقد بينا الضرورة في الجوازات وما إلى ذلك، فتعملها وتستغفر الله عز وجل، وأنت غير راض ولا مطمئن، وإنما هي حالة ضرورية.

    دعاء لمريض

    معاشر المستمعين! أحد إخوانكم قال: أهله في المستشفى وطلب منكم أن تدعوا الله له، فهيا ندعو الله له ولنا معه.

    اللهم يا أرحم الراحمين اشف هذا المريض بشفائك الذي لا يغادر سقماً! واشف يا رب كل مريض ومريضة عندنا في بيوتنا ومشافينا وبيننا، فإنه لا شفاء إلا شفاؤك، فاشف يا رب! وأنت الشافي، ولا شفاء إلا شفاؤك!

    اللهم ارزقنا رضاك ومحبتك! اللهم ارزقنا رضاك ومحبتك! وأنعم علينا يا رب العالمين بذلك؛ فإنك ولي ذلك والقادر عليه.

    وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756024484