أما بعــد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأعتذر إليكم عن هذا التأخير الذي كان لأسباب خارجة عن إرادتي، ثم إنني في هذه الليلة ليلة الأربعاء، العاشر من رمضان، كنت قد زورت لكم حديثاً عنوانه
ثم بدا أمر جديد دعاني إلى تأجيل هذا الموضوع إلى ليلة غد، أما في هذه الليلة فسيكون حديثي إليكم حديثاً سريعاً قصيراً عن جرح من جراحات المسلمين، عن الصومال الجريح.
والذي دعاني إلى هذا الموضوع أمور هي:
لم يكن الفرح بهذا العطاء لمجرد؛ أنه عطاء، فإن ثرياً واحداً، ربما يعطي أضعاف أضعاف هذا المبلغ، ولكن الفرح كان أكثر بتجاوبكم، وشعوركم بالمسئولية ومشاركتكم، فإن الواحد يعلم أنه لم يكن أحداً منكم، لا من ذكرانكم ولا من إناثكم، مستعداً للمشاركة، وربما فوجئ بذلك الطلب، ومع هذا حصل هذا الخير الكثير، فأسأل الله تعالى أن يجزيكم خيراً.
ولذلك كانوا هدفاً للنصارى، فسعوا وخططوا واستغلوا أزمات المسلمين، ومزقوا بلادهم، حتى كانت الكارثة الأخيرة، وحينئذ شمرت المنظمات النصرانية عن ساعد الجد، وذهبت عشرات المنظمات من أشهرها منظمة أطباء بلا حدود، وهي منظمة نصرانية، وكذلك الصليب الأحمر، ووكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الرجالية والنسائية النصرانية، التي أصبحت تستقبل المسلمين رجالاً، ونساءً، وأطفالاً، وتأخذهم وتذهب بهم إلى بلاد الكفر، حتى هاجر من الصومال ما يزيد على مليوني إنسان غالبيتهم من الشباب، رجالاً ونساءً فتياناً وفتيات ذهبوا إلى بلاد الكفر، ليحصلوا هناك على الجنسيات على المرتبات، ويحصلوا على سكن مجاني، ويحصلوا على كل المميزات، وإذا جاءوا يبحثون عن بلاد المسلمين، لم يجدوا البلد الذي يؤويهم، وأستطيع أن أقول وأنا مطمئن: ليس هناك دولة واحدة من دول المسلمين من أعلنت استعدادها لاستقبال عدد من الصوماليين قل أو كثر، بل إن مجرد الزيارة كان أمراً صعباً، فإذا أراد الإنسان أن يذهب إلى عمرة أو إلى زيارة، أو إلى إقامة مؤقتة في أي بلد إسلامي، فإن أهون ما يقال له: إن جوازك مزور، ووثائقك غير مضبوطة، ولذلك نحن نعتذر إليك.
إنها لكارثة؛ أن يجد اليهود في دولتهم المسماة بإسرائيل، فرصة للعمل في أوساط المسلمين، وأن يوزعوا الأدوية المختوم عليها بختم دولة إسرائيل، ويوزعوا الإعانات والإعانات، ويحضروا المؤتمرات، التي يقيمها المسلمون، ويسعوا إلى الإيقاع بين الصوماليين وبين العرب، فيقولون للصوماليين: إن العرب يحتقرونكم ويزدرونكم، وينظرون إليكم نظرة دونية، ولا يقيمون لكم وزناً، وينشر هذا في عدد من المطبوعات، التي تروج بين إخواننا في الصومال. وأن يجد النصارى فرصتهم السانحة في العمل الإغاثي الإنساني، في ظاهره والعمل التنصيري في حقيقته، وأن يكون المسلمون هم آخر من يتحرك لغوث إخوانهم.
ثم تأتي الطامة الكبرى، يوم دخلت قوات الغزو الأجنبي القوات الأمريكية إلى الصومال بقوتها وأعدادها وعتادها، دخلت ودعواها أنها تغيث المسلمين، تفض الخصومات بينهم، أما حقيقتها فهي غزو مبطن لهذا البلد، ليس للـالصومال فحسب، بل للقارة الأفريقية بأكملها، فهي نوع من الضربة الوقائية، ليطمئن الغرب إلى أن الإسلام الأصولي لن يكون له وجود يذكر في إفريقيا السوداء، وأن مضيق باب المندب وغيره سيكون مؤمناً، وأن الوجود الغربي سيكون قريباً من مناطق العمليات في الشرق الأوسط، وأمس -بالذات- أعلن الرئيس الأمريكي الجديد أن القوات الأمريكية، في منطقة الصومال، وفي منطقة الخليج، سوف يكون لها طابع المرابطة الطويلة الأمد.
نعم هذا كنا نعرفه من قبل، حتى كانوا يعلنون أن إقامتهم في الصومال، لن تتجاوز أربعة أشهر أو ستة أشهر، وأن وجودهم سوف يكون محصوراً بألف أو ألفين، فقد تفاقم العدد وأصبح بعشرات الألوف، وأعلنوا صراحة أن وجودهم سوف يتخذ طابع المرابطة الطويلة.
أيها الإخوة ... ذلك الصومالي، الذي كان بالأمس يكره أن ينظر في وجه الكافر، أو يشرب بعده، أصبح اليوم يسمع -وفي المسجد الجامع الكبير- رجلاً من ضحايا الغزو الغربي السافر الكافر، مثل بعض بني جلدتنا الذين أصبحوا يتكلمون عن العداوة للغربيين على أنها من أدبيات القرن الماضي، كما قال رئيس تحرير إحدى المجلات الإسلامية، جبر الله عزاءنا وعزاءكم، أصبحت العداوة للغربي الكافر من أدبيات القرن الماضي، كيف والقرآن الكريم يصرح بعداوتهم؟! كيف والسنة النبوية مليئة بذلك؟! إنها الهزيمة النفسية.
يقوم رجل من المنتسبين إلى الإسلام، على منبر الجمعة بعد الصلاة، في جامع من الجوامع الشهيرة وفي هذا العام بالذات، في مدينة بيدوا الصومالية، ويقول: أيها الناس أيها المسلمون أنتم ترون حالنا وما حل بنا من المجاعة نتيجة الحروب الأهلية والقبلية، ولقد رأيتم أنه لم يهتم بنا أحدٌ من إخواننا المسلمين، لا من العرب ولا من العجم، ولقد لاحظتم أن الذين هبوا لنصرتنا وإغاثتنا هم النصارى وعلى رأسهم الأمريكان، وبقية الدول الأوروبية، ثم يقول: علينا نحن كشعب قاسى من الحروب والويلات، ألا نعتبر أن المسيحية عدو لنا، -هذا تعبيره- أو أن المسيحية دين محرف وأننا نخافه، بل يجب علينا، أن نأخذ منهم المساعدات، بقلوب مطمئنة ونية صادقة، وأن لا نعتبرهم أعداءً؛ لأنهم أرحم بنا من المسلمين، وبما أن جميع الأديان السماوية والمسيحية من أول الأديان السماوية فهي أرحم دين ساعدنا، ومعتنقوا هذا الدين هم أرحم الناس بنا، فما الحرج من أن يعتنق بعضنا هذا الدين الرحيم، الذي أثبت ذلك للعالم بمواقفه معنا ومع جميع المتضررين في العالم!!
انظروا من الذي يقف مع المسلمين في البوسنة والهرسك إلا الهيئات النصرانية؟ من الذي يقف مع المسلمين المبعدين في فلسطين إلا الصليب الأحمر الدولي؟ من الذي يقف مع الصوماليين إلا النصارى؟ فالمطلوب منكم -هكذا يقول- ترك الناس وشأنهم، كل يختار الدين الذي يحبه ويرتاح إليه لا إكراه في الدين.
انظر إلى البعد الشاسع والتأثير العظيم، ذلك المسلم صاحب الفطرة الذي كان يقرأ القرآن الكريم، فيعرف أن المسلم هو أخوه حيث كان، وأن الكافر عدوه مهما كان، فيترتب على ذلك أن يحب المسلمين ويبغض الكفار لا يزال الكفار به، يعملون له الأعمال، ويخططون له الأحاييل، حتى يوجد من بين المسلمين، من تكون هذه نظرته وهذا منطقه.
أيها الإخوة.. لا أريد أن تتصوروا أن شعب الصومال تحول إلى مجموعة، من المنهزمين وضعفاء الإيمان، والمغترين بالنصارى، كلا! فإن هذا الشعب، يشهد صحوة إسلامية قوية جداً، في الجنوب والشمال على حد سواء، وفيما يسمى بـجمهورية أرض الصومال مثلاً، فقد وجد اجتماع ومؤتمر عام لا يزال معقوداً إلى الآن، وكانت أهم قرارات هذا المؤتمر ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، وهناك المساجد مليئة بالمصلين والحمد لله، والشباب الدعاة إلى الله تعالى، لهم نشاط منقطع النظير، والعلماء والمشايخ الآن هم الذين أثبتوا أنهم قادرون على ضبط الأمن، والقضاء على اللصوص وعلى المجرمين، فالإسلام، هو مستقبل الصومال، وشعب الصومال شعب مسلم مهما عملوا، ولكن هذا لا يمنع من وجود العلمانيين والمنهزمين، وضعفاء الإيمان والمتأثرين، بل والذين شريت ضمائرهم من قبل الغرب، فيستغلون بعض الظروف وبعض الأوضاع.
كلا، وألف كلا، الأخوة: هي أخوة الدين والإيمان، أما أخوة الدم وأخوة النسب وأخوة الوطن، فكل هذه الأشياء نجعلها تحت أقدامنا، متى تعارضت مع أخوة الدين، مع الولاء والبراء الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل قريشاً تنقسم إلى قسمين: مؤمنين وكفار والمؤمنون يعتبرون أن سلمان الفارسي وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وفلان الأوسي أو الخزرجي الأنصاري أنهم هم إخوانهم، أما أخوه القرشي من قبيلته ومن بلده بل وربما من أبيه وأمه، فإنه يواجهه لا أقول بالكلمة القوية بل حتى بالسيف في ميدان المعارك.
كم أب حارب في الله ابنه وكم أخ حارب في الله أخاه |
يقول: مصعب بن عمير لأخيه عزيز بن عمير: رآه وهو يؤسر فقال مصعب للأنصاري: اشدد وثاقه، فإن أمه امرأة غنية تفتديه منك بأغلى الأثمان، فقال: يا أخي، فهذه وساتك بي قال مصعب: كذبت لست بأخي هذا أخي -يعني الأنصاري- هذا أخي دونك.
نعم إنها أخوة الدين والإيمان التي نسوا في ظلها كل معنى آخر للإخاء غير إخاء العقيدة، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] وقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] ثم تنتقل إلى السنة النبوية وهذه نماذج فتجد أنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه} البنيان في حالة القوة كل لبنة تشد الأخرى وتقويها فإنك تلحظ أن اللبنة بذاتها قد يجملها الطفل وقد يكسرها، لكنها إذا كونت جدارا يشد بعضه بعضا ويقوي بعضه بعضا فإنه يقف في وجه العواصف والأعاصير ولا يستطيع أحد أن يزيله، فهذا في حال القوة فالقوة لا تجعل المؤمنين ينقسمون على أنفسهم أو يتحاربون فيما بينهم أو يضرب بعضهم بعضا أو يدمر بعضهم بعضا.
فما هو الأمر في حال الضعف؟ في حال الضعف يعبر عن ذلك الحديث الآخر العظيم حديث النعمان بن بشير وقد رواه مسلم في صحيحه عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر} إنه جسد اشتكى منه عضو بالحمى ارتفاع الحرارة بالمرض بالألم فلا يظل هذا الجرح أو هذا العضو يألم وبقية الجسد لا يتألم، بل يكون الجسد كله يتداعى له، إذا اشتكى رأسه اشتكى كله وإذا اشتكت يده اشتكى كله وإذا اشتكت عينه اشتكى كله هذا هو الإيمان.
تذوب حشاشات العواصم حسرة إذا دميت في كف بغداد إصبع |
ولو أن بردى أنت لخطب أصابها لسالت بوادي النيل للنيل أدمع |
والله تعالى يقول: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ [الأنفال:72] فهم استنصرونا واستغاثوا بنا واستصرخونا.
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم جوعى وعطشى فما يهتز إنسان |
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان |
أيسرك أن تتحول بلاد المسلمين إلى أوكار للنصارى، وأن يعلن المرتدون على المنابر أنه لا حرج على إنسان أن يغير دينه؟ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، كما في صحيح البخاري عن ابن عباس {من بدل دينه فاقتلوه} والرب جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة:54] ويقول: وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38] أيسرك أن ترى أعداء دينك يأخذون فلذات الأكباد من أولاد المسلمين بعشرات الألوف؛ من أجل أن ينصروهم، لا أقول: من أجل أن يتحولوا إلى لادينيين، ولا أقول: من أجل أن يتحولوا إلى نصارى، بل من أجل أن يتحولوا إلى قسس، ودعاة للديانة النصرانية، وقد يكون اسم الواحد منهم جورج أو ميشيل، ولكن اسم أبيه عبد الله، أو محمد أو علي أو صالح، وهذا موجود مع الأسف الشديد.
فالغوث الغوث أيها المؤمنون! واليقظة اليقظة يا أصحاب القلوب! دعونا من مشاكلنا الصغيرة، ودعونا من همومنا الذاتية، ودعونا من قضايانا الخاصة، وهلم نطل على هذا الجسد الإسلامي المثخن بالجراح، وهلم ننظر لهذه الأمة التي عبث بها عدوها، لم يكتف بأخذ أموالها، ولا بإهدار اقتصادها، وقد فعل، ولم يكتف بغزوها عسكرياً، وجعلها تحت مظلة قواته وأجهزته وجنوده وعدده وعُدده، وقد فعل، ولم يكتف بأن يجعل جميع أولي النفوذ والقوة في البلاد، من ربائب الغرب الذين تخرجوا من جامعاته، ورضعوا من ألبانه، وقد فعل، بل أضاف إلى هذا كله، أنه أراد أن يحول أفراد المسلمين، ومستضعفيهم وجهالهم، ونساءهم وأطفالهم إلى دين النصرانية.
إنهم يعدون العدة للحرب العظمى بين الإسلام والكفر، والمعركة الفاصلة، ونحن نعلم علم اليقين، ونشهد بالله أننا نؤمن بذلك، وأن الله تعالى سينصر دينه ويظهر كلمته، وأن أمر الإسلام إلى ارتفاع، وأمر الكفار إلى سفول وأن هؤلاء يكيدون والله تعالى يكيد قال تعالى: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [الطارق:15-17]... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30] ولكننا نعلم علم اليقين أيضاً أن الله تعالى ابتلانا بأن نقوم على هذا الدين، وأن ننصر دينه، وأن نعلي كلمته، قال الله عز وجل: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:14-15].
إنه مما يجرح القلب أن تكون بلاد المسلمين كلأً مباحاً لأعداء الدين، يتدخلون كما شاءوا وينشرون دعوتهم، ويفسدون كما شاءوا، دون حسيب أو رقيب.
لقد تدخل الكفار في بلاد الكفر، ومع ذلك لقنهم الكفار في فيتنام وغيرها دروساً لم ينسوها قط، وظلت محفورة في ذاكرتهم، أما بلاد المسلمين فهي أهون الضحايا، وهم يدخلون مطمئنين يظنون أنهم آمنون، ونحن نقول: إن نصر الله تعالى للمؤمنين آت، وإن الله تعالى سيبعث لدينه جنداً، وإذا تخلينا نحن اختار الله تعالى غيرنا قال الله: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ [محمد:38] مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ [المائدة:54] من هؤلاء القوم، ليسوا قوماً جبناء ولا بخلاء، ولا قوماً همهم أن يقاتلوا إخوانهم، وأن يتشاغلوا فيما بينهم، كما كانت الجاهلية الأولى.
وأحياناً على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا |
المهم أن نفتعل معركة ولو مع أقرب قريب، والمؤاخي الحبيب، ولو مع المؤاخي، ولو مع الموافق لك في دعوتك ودينك ومنهجك.
أما أولئك قوم صنف آخر، يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين -ذليل متواضع لأخيه المؤمن- أعزة على الكافرين ذووا قوة وشجاعة وبأس، لكن ليس على إخوانهم، وإنما على الكافرين يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ [المائدة:54] كل حالة رده. عاشها المسلمون، جاء الله تعالى بعدها بالنصر على أيدي جند، يصنعهم على عينه، ويختارهم سبحانه، ويوفقهم للبلاء والصبر والجهاد، وتقع على أيديهم الوعود، التي ذكرها الله تعالى في كتابه، وأعلنها الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، فهلم أيها الأخ الحبيب نكون جزءاً من هذه الطائفة، وهذه الفئة التي وعد الله تعالى بها؛ فنجاهد بعلمنا وبعقولنا وأيدينا وأموالنا وألسنتنا وبدعائنا، وبكل ما نستطيع.
هذه الورقة وهي عبارة عن دعاية لشركة نصرانية اسمها c.r.d.e، أي منظمة التطوير الإغاثية الكنسية. هذا نموذج للعمل التنصيري المكشوف، نصراني لا يقول: جئتكم للإغاثة أو للمساعدة أو للإنسانية، ولكن يقول: جئتكم لأدعوكم إلى الإنجيل! هذه الورقة عبارة عن منظمة مهمتها أنها مسئولة عن المشاريع الإنمائية الزراعية في الصومال، وأنت تعرف حاجة الصومال إلى مثل هذه المشاريع، فأي مشروع زراعي إنمائي، لابد أن يمر من خلال هذه المؤسسة أو هذه الشركة.
وهذه الشركة عندها فكرة أنها سوف تقوم في منطقة اسمها منطقة أرابي، في شمال غرب الصومال، سوف تقوم بعمل مشاريع زراعية، يؤوون من خلالها أكثر من ثلاثمائة ألف لاجئ مسلم، يؤوونهم في مشاريع إغاثية، وفي هذه المنطقة الزراعية الممتازة، هذا العمل الذي قد يكون سبباً في تنصير ألوف وربما مئات الألوف من المسلمين، وخاصة من الأطفال والجهلة، فكم تتوقع أن يكلف هذا العمل؟! إنه لا يكلف أكثر من ثمانية ملايين ريال سعودي! أين أغنياء المسلمين؟ أين رءوس الأموال؟! أين الدعايات الطويلة العريضة عن الإغاثات والمساعدات والكلام الإعلامي الذي يبدأ ولا ينتهي؟! فقط ثمانية ملايين ريال من شأنها أن تقوم بمثل هذا العمل، فهذا نموذج لمثل هذه المنظمة، وهذه المنظمة تلاحظ أنها وضعت في أسفل الورقة مربعاً كبيراً، وحشرت فيه أسماء مئات من المنظمات الأخرى، التي تعمل في الصومال، وفي القرن الأفريقي بشكل أوسع، وفي القارة الإفريقية وكل هذه منظمات نصرانية، ذات أهداف تنصيرية مكشوفة، أما تلك المنظمات التي تسعى إلى التنصير باسم الإغاثة والإنسانية والدعم والطب والعلاج فحدث ولا حرج.
إن هناك مطابخ ومراكز توزيع، وإغاثة ومساعدة في طول الصومال وعرضها إسلامية، توشك أن تتوقف بسبب قلة الدعم أو توقفه من المسلمين.
إن من الأهداف التي سعى إليها الإعلام العالمي، أن أشعر المسلمين بأن الأوضاع في الصومال قد تحسنت، وأن الأمور على ما يرام، ولذلك فهذا من مكاسب التدخل الغربي، هكذا صوروا للناس كذباً وزوراً، ثم اطمأنت قلوب المسلمين، وظنوا أن إخوانهم في الصومال قد استغنوا عنهم، وهنا كاد المجال أن يخلو للمنظمات النصرانية الغربية.
فيا أهل الصيام والقيام! ويا من ترجون لقاء الله تعالى والدار الآخرة! ويا من تعلمون أنكم موقوفون بين يدي الله تعالى ومحاسبون، وبأعمالكم مجزيون! ويا من تحملون قلوباً يثيرها هم المسلمين في كل مكان وصدوراً تحزن لحزن أهل لا إله إلا الله! يا أهل التوحيد! كما جدتم وساعدتم إخوانكم في البوسنة والهرسك، فإني أدعوكم هذه الليلة إلى أن تصدقوا لله تعالى، وتروا الله تعالى من أنفسكم خيراً، وأن تبذلوا كل ما تستطيعون لإخوانكم المسلمين في الصومال، واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها، وأن الله جل وعلا وهو لا يخلف الميعاد يقول:
{ يا ابن آدم أَنَفقْ أُنفِقْ عليك} فإذا كان ربك، وأنت تؤمن به وتصدق بوعده يقول لك: أنفق أنفق عليك، ماذا تريد أكثر من هذا؟ سوف تكسب الأجر والغنيمة والسعادة والبر والمغفرة بإذن الله عز وجل، ومع ذلك كله لن ينقص من مالك شيء، وفي الصحيح: {ما نقصت صدقة من مال} وأنت خبير بقصة صاحب الحديقة، التي جاء فيها: اسقِ حديقة فلان، اسقِ حديقة فلان. فاصدق الله تعالى يصدقك، وقدم لنفسك وقدم لآخرتك وسارع، ولعل الله تعالى في هذه الساعة المباركة أن ينـزل علينا -نحن الحاضرين- من بركاته ما يرحمنا به إنه على كل شيء قدير.
اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم تقبل منا، اللهم استر علينا، اللهم ارفع درجاتنا،اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم اجمع شمل المسلمين، اللهم وحد كلمتهم اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم حرك الإيمان في قلوبهم اللهم اجعلهم يتناصرون بأخوة الإيمان يا رحيم يا رحمن، اللهم احم المسلمين من شر النصارى واليهود وسائر أعداء الدين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم وفقنا يا حي يا قيوم.
ثم إني أدعو -أيها الإخوة- الإخوة الشباب أن يقوموا بجمع التبرعات من الحضور المصلين، أما بالنسبة للأخوات، فإني أدعوهن إلى مزيد من البذل والصدقة، فإن المرأة ينبغي أن تتصدق وتعلم أن هذه الصدقة سعة في رزقها، وعافية في بدنها، وصلاح في أولادها وصحة لها وصلاح لزوجها، وزوال للمشكلات التي تعانيها، وقيل ذلك كله هي قربة لربها، ترجو ثوابها وأجرها وذخرها يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
هناك أبياتٌ أيها الإخوة.. من الشعر ننشدها فنقول:
أنا عالميٌّ ليس لي أرض أسميها بلادي |
وطني هنا أو قل هنالك حيث يبعثها المنادي |
أو نقول:
مسلمون مسلمون مسلمون حيث كان الحق والعدل نكون |
يا أخي في الشرق أو في المغرب أنا منك أنت مني أنت بي |
لا تسل عن عنصري أو نسبي إنه الإسلام أمي وأبي |
لكن المحك الحقيقي: هو أن نحول هذه الشعارات إلى برنامج عملي نطبقه، فنعيش مع إخواننا بقلوبنا وحياتنا، وألسنتنا، ودعواتنا، وأموالنا، وبكل إمكاناتنا.
الجواب: ندعو الله تعالى أن ينصر إخواننا المجاهدين في فلسطين، ونسأله جل وعلا أن يحرر المسجد الأقصى من رجس اليهود، ونسأل الله تعالى أن يقر عيوننا برؤية كتائب الجهاد، وهي تدق أبواب هذا البلد المبارك، وتطهره من رجس اليهود، فنحن لم ننس هؤلاء الإخوة، فهم يعيشون معنا وفي قلوبنا، وإني أشكر الأخ الكريم الذي كان محامياً عن قضية من قضايا المسلمين، وهكذا يجب علينا جميعاً، فإن الجراح كثيرة والألم أكثر، فربما في غمرة ذلك قد يكون الأمر كما قيل:
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد |
ولكن علينا أن نكون مدافعين عن قضايانا، ومذكرين بها، وأنا أطالب الإخوة الذين يحملون هم جرح معين أن يبذلوا وسعهم في سبيله، فالإخوة الفلسطينيون -مثلاً- عليهم أن يكونوا دائماً وأبداً مذكرين بقضيتهم في كل مكان، والإخوة من بلاد المغرب كذلك والإخوة من البوسنة كذلك، والإخوة من الصومال كذلك والإخوة من الفلبين كذلك، بحيث تظل قضايا المسلمين تعيش في وجداننا وفي حياتنا، وسأحاول إن شاء الله أن أخصص وقتاً لذلك.
الجواب: أولا: عليك أن تدعو الله تعالى لنفسك كما أسلفت، فلن يكون أحد أنصح منك لنفسك، ولا حرج أن تستخدم الأسباب الشرعية، ومنها الرقية، فإنها ربما تنفع، وقد قرأ أبو سعيد الخدري رضي الله عنه سورة الفاتحة على لديغ، فبرأ وقام كأنما نشط من عقال، ثم إني أسأل الله تعالى لك ولسائر مرضى المسلمين أن يشفيهم ويعافيهم، إنه على كل شيء قدير.
الجواب: هذا المال النازل من البدن، إن وقع على نجاسة في البدن مثل البول فإنه يكون نجس، أما إذا لم يقع على نجاسة بمعنى أن المغتسل قد طهر موضع النجاسة أولاً ثم اغتسل بعد ذلك، فإن الماء النازل من البدن لا يكون نجساً، ولا ينجس الملابس التي يقع عليها.
الجواب: إذا كان الإنسان في سيارة، وهو يقرأ القرآن فوصل إلى موضع سجدة، فإن كان يقود السيارة فإنه لا يسعه أن يسجد حينئذٍ، لأن السجود قد يكون سبباً في حادث يضره أو يضر غيره، أما إن كان راكباً وقرأ فإنه حينئذ يسجد بحسب وسعه، ولو أن يضع يديه وجبهته على ما أمامه، ويسبح الله تعالى.
الجواب: يا ليت أن يكون هذا، ولكن إذا لم يتيسر هذا على النطاق العام، فلا حرج عليك أنت أن تبذل وسعك في جمع التبرعات للمسلمين بكل مناسبة.
الجواب: كل الروائح بمجردها لا تفطر، لكن ينبغي للإنسان أن يحرص على أن الأشياء التي تكون رائحتها نفاذة ألا يقر بها من أنفه محافظة على صيامه، ومثل ذلك أيضاً ما ذكرته من موضوع البخور الذي يحرق بالنار.
الجواب: سبق أن ذكرت أن السفر إلى العمرة وإطالة البقاء هناك، مع إهمال الولد فيه مضرات كثيرة، ولو أن هذا الإنسان ذهب وأدى العمرة، وحصل على الأجر تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة في شهر رمضان الكريم، ثم وفر بقية المبلغ للفقراء والمساكين والمحتاجين وأهل الديون، أو لأصحاب الجوائح العامة، والشعوب المسلمة المستضعفة التي تعاني؛ لكان ذلك خيراً له.
الجواب: أما إن كان هذا الإنسان تاركاً للصلاة بالكلية، كما هي حال بعض الناس لا يصلون قط، ومع ذلك يصومون، فهؤلاء على القول الراجح عند جماهير أهل العلم أنهم ليسو بمسلمين، ولا ينفعهم صومهم ولا عبادتهم، لأن الله تعالى يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الروم:31] ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر} وقال: {بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة} أما إن كان يصلي ويترك، يصلي أحياناً ويترك أحياناً، فهو على خطر عظيم، وقد أتى باباً من أبواب الكبائر، ويخشى أن يختم له بسوء، ويخشى ألا يقبل منه عمله، فإن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويراجع دينه، ويحرص على الصلاة، بل يكون مع المسلمين في صلواتهم وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43].
الجواب: هم الذين يدعون إلى الضلال، ويدعون إلى الفتنة، ويدعون إلى مخالفة السنة، وإلى البدع، وإلى الشيوعية وإلى الاشتراكية، وإلى الكفر، وإلى الرفض، ويدعون إلى الاعتزال، ويدعون إلى ما أشبه ذلك من المبادئ الكافرة أو الضالة، فهؤلاء هم الذين أخبر عنهم النبي عليه الصلاة والسلام، أما من يدعون إلى الخير والهدى والإيمان والسنة، فإن هؤلاء على خير، وليسوا مقصودين بالحديث، ولو كانوا مقصرين في بعض الأمور.
الجواب: يعتقد بعض النساء أن النظر إلى العورة يسبب الفطر، وقد سألتني نساء كثيرات: هل كشف الطبيبة على امرأة للحاجة، هل ذلك يفطر؟ والجواب: كلا! لا علاقة لذلك بالصيام ولا يفطر، لا الطبيبة التي تكشف ولا المريضة التي يكشف عليها، ومثل ذلك المرأة لو اضطرت إلى الكشف على زوجها لعلاج أو تمريض فإن ذلك لا يفطر.
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم يقول:{يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي} ولا يدعو المؤمن بدعاء إلا أجابه الله تعالى، أو دفع عنه من الشر مثله، أو ادخره ليوم الحساب، فهو على خير، والله تعالى يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ولو لم يكن من بركة الدعاء إلا أنه عبادة لله تعالى يكتب للعبد به أجر عند الله تعالى لكفى، فهو إذا دعا كتب له أجر، كما إذا صلى أو صام أو تصدق أو حج أو ماشابه ذلك.
الجواب: ينبغي للمسلم أن يحرص على تجنب هذه الملابس، خاصة إذا كانت على الكبار، وخاصة إذا كانت هذه الصور لرجال أو نساء، وقد تكون صوراً لبعض العظماء عند الكفار، كالمغنين والممثلين، والراقصات وعارضات الأزياء والرؤساء، وما أشبه ذلك ممن هم من الطواغيت الذين يجب بغضهم ومحاربتهم وتجنبهم، ومقاطعة كل ما يكون فيه تصاوير لهم، أما إذا كانت على الأطفال فالأمر أخف، ومع ذلك ينبغي -إن أمكن- أن تطمس الصور، أو تزال أو يزال بعضها، فإن لم يتسن ذلك كله، فعلى أقل تقدير أن تلون بألوان من جنس لون الملابس، بحيث لا تتميز الصورة بلون خاص.
الجواب: أما صلاتك ما دمت ناسياً والصورة مخفية؛ فأرجو أنها مقبولة -إن شاء الله تعالى- وصحيحة، أما مايتعلق بهذه الصور فعليك أن تزيلها، وعليك أن تتلفها، وذلك لأن هذه اللعبة تضيع الوقت، وتسبب العداوة بين الإخوة، وربما يتحول لعبها إلى نوع من الإدمان، وقد قال كثير من أهل العلم بأنها مكروهة، بل بعض أهل العلم وصل بها إلى درجة التحريم، لما فيها من الإلهاء والإشغال عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.
الجواب: إن كنت تعلم أنها من الربا فلا يجوز لك استعمالها وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:278] أما إن كنت لا تدري فانظر، إن كانت هذه الشركة تعلن نسبة الأرباح والفوائد البنكية، فتقول مثلاً: عشرة في المائة فوائد بنكية، فعليك أن تخرج من الأرباح ما قيمته (10%) وتتخلص منها في أبواب الخير، أما إن كنت لا تدري، فعليك أن تتخلص من نصف هذه الأرباح (50%) منها في أبواب الخير، ولا تجعلها في شيء من أمورك الخاصة.
الجواب: نعم، وعندي معلومات كثيرة عن ذلك، وسوف أخصص لها بعد رمضان إن شاء الله محاضرة خاصة عنوانها السقوط الوشيك. وسوف أتحدث فيها عن الانهيار الذي ينتظر الأمم الغربية، بعد ما راحت ضحيته الأمم الشرقية.
الجواب: إن كانت مجالسته للدعوة وأمره بالخير وبيان الدين له، وبيان ما هو عليه من الباطل، فذلك من الخير ومن البر والله تعالى أمر بذلك وقال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ [النحل:12] أما إن كانت مجالسته لتسمع ما عنده من الضلال والفساد والانحراف وترضى بذلك، فهذا لا يجوز، قال الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] وأما إن كانت المجالسة لحاجة مثل أن يكون جمعك معه عمل، فلا حرج عليك في ذلك، ولكن عليك أن تستفيد من ذلك في دعوته إلى الله تعالى، وأمره بالإيمان والإسلام، مع أنه ينبغي على المسلمين أن يسعوا في إخراج المشركين من بلاد الإسلام، وخاصة من جزيرة العرب، وقد ساءني جداً ما سمعته من قدوم بعض الأطباء والموظفين من الهندوس، أهذه الجائزة التي نقدمها لهم، بعد ما هدموا أكثر من ثلاثمائة مسجد، منها المسجد البابري، وبعد ما قتلوا آلاف المسلمين، وبعد ما انتهكوا أعراض أخواتنا المسلمات؟! نقدم لهم هدية على طبق من ذهب، وكثير من هؤلاء الهندوس يأخذون أموالهم من منطقة الخليج العربي، وقد عرفت ذلك، وعندنا معلومات جديدة خطيرة عنهم وعن مخططاتهم في هذه المنطقة المهمة الثرية الغنية، فالله الله في إخوانكم المسلمين، لا تخذلونهم، ولا تولوهم الأدبار، ولا تطعنوهم في ظهورهم باستعمال الهندوس، وأعداء الإسلام.
الجواب: هذا الحديث في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: {صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، ثم قال: نساء كاسيات، عاريات، مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا}
ومعنى قوله: {مائلات مميلات} قيل: مائلات في مشيهن مميلات غيرهن وقيل: مائلات عن الحق مميلات غيرهن عن ذلك، وهذا كله داخل في معنى الحديث السابق.
الجواب: لا ينبغي للإنسان أن يتناول طعام السحور بعد طلوع الفجر، فإذا كان المؤذن أميناً يؤذن على الوقت، فينبغي الإمساك بمجرد سماع لفظة الله أكبر من صوته.
الجواب: هذا لا يجوز، بل هذا من الغلول، والله عز وجل يقول: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:161] فلا يجوز للإنسان أن يكون على عمل فيتأخر في عمله، أو يفرط فيه، أولا يقوم بالواجب، وعليه إن وقع منه شيء من ذلك على غير تعمد؛ أن يسعى إلى تعويضه بقدر ما يستطيع.
الجواب: أولاً: يجب على كل المسلمين أن يستبعدوا مثل هؤلاء النصارى، وخاصة نصارى العرب، فلا يوجد أخبث ولا أحقد على الإسلام والمسلمين منهم، وهم أشد حقداً من نصارى الروم فنصارى العرب عصوا على بينة وعلى بصيرة، وهم قد جالسوا المسلمين في بلادهم، وحاربوهم وعادوهم وعرفوا ما عندهم، فهم أخطر ما يكون، وبعض هؤلاء النصارى في مصر يجعلون هناك شبكات لإيقاع الفتيات المسلمات في أوكار الدعارة، ويجعلون شبكات لتوريط شباب المسلمين، والحكومة هناك -مع الأسف الشديد- تعتبر أن هذا نوعاً من الحرب الطائفية، وتتصيد من تسميهم بالمتطرفين، ولم نسمع أن هناك تعرضاً للنصارى بوجه من الوجوه، فإلى الله تعالى المشتكى، فعلينا أن نستبعد جميع العمال، سواء أكانوا أطباء، أم صيادلة، أم موظفين، أم فنيين، أم ما كانوا، إذا كانوا من غير المسلمين، وألا نستعمل إلا مسلماً، ثم إذا عرفنا أنه يوجد مثل هؤلاء؛ فعلينا أن ندعوهم إلى الله عز وجل، فإن عرفنا أنهم مصرون محاربون للإسلام فيجب حينئذٍ أن يقاطعوا، خاصة إذا تفوهوا بمثل هذا الكلام، الذي إذا ثبت عليهم يعتبر نقضاً للعهد المبرم معهم، وينبغي على من اطلع على ذلك أن يثبته بالوسائل الشرعية، ثم يرسل ذلك إلى أهل العلم والإيمان.
الجواب: صومه صحيح ولا شيء عليه، ما دام قد نوى الصيام من الليل.
الجواب: لعلي لم أجلس على الأرض، هذا أولاً، الأمر الثاني: إنني تأخرت، وشعرت بأنني أخذت من وقتكم ولا شك أن تحية المسجد سنة مؤكدة أمر النبي عليه الصلاة والسلام بها فقال: {إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين} وقد جلس بعض الصحابة في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح دون أن يصلوا هاتين الركعتين ولم يقل النبي عليه الصلاة والسلام لهم شيئاً، فتحية المسجد سنة من فعلها فهو مأجور ومن تركها فلا شيء عليه.
الجواب: نسأل الله أن يذل اليهود ومن شايعهم، فإن اليهود لم يكن لهم من شأن ولا قوة؛ لو لا أنهم دعموا بحبل من الناس قال الله: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ [آل عمران:112] فنحن العرب الذين نتسمى بالعروبة، نحن الذين مددنا إليهم الحبال، ورضينا بوجودهم، وعقدنا معهم المعاهدات، ومددنا معهم الجسور، بل ونحن الآن نعقد معهم الاتفاقيات للتبادل الاقتصادي، والتبادل الصناعي، والتبادل الأمني، والتبادل العسكري، ومن أجل أن نكون نحن واليهود صفاً واحداً في مقاومة الأصولية الإسلامية، لقد نجم النفاق في هذا الزمان، وظهر قرنه، وذرا صوته، وأصبح الإسلام يحارب في بلاده باسم حرب الأصولية، وحرب التطرف، وحرب العنف، وما أشبه ذلك من المسميات، وأصبح بعض بني قومنا يمدون أيديهم إلى اليهود ضد إخوانهم:
والمدعون هوى الإسلام سيفهم مع الأعادي على أبنائه النجب |
يخادعون به أو يتقون به وما له منهم رفد سوى الخطب< |
الجواب: لا حرج عليك في ذلك، فالراجح من أقوال أهل العلم أن المأموم لا يجب عليه قراءة الفاتحة في الجهرية، خاصة إذا كان الإمام لا يسكت بعد الفاتحة، والله تعالى يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي ذكره مسلم {إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا} فمن كان وراء الإمام فقراءة الإمام له قراءة، فإن سكت الإمام فاقرأ، وإن قرأ الإمام فعليك بالسكوت ولا حرج عليك.
الجواب: لا شك أن المساجد ما وضعت لهذا، والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى من ينشد ضالة في المسجد قال: {إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت له} وأمرنا إذا سمعنا من يبيع أو يشتري، أن فقول: لا أربح الله تجارتك، ومن ينشد الضالة أن نقول له: لا ردها الله عليك، مع أنه قد يحتاج إلى شيء من ذلك. فأن تكون المساجد فرصة لتبادل الأحاديث، والطرائف والأقوال، والأخبار، وهذا قد يشغل المصلين، ويلهيهم عن صلاتهم، وقد يدخل فيه نميمة أو غيبة أو قيل وقال مما لا يجوز، فلاشك أنه لا ينبغي أن تستخدم المساجد لهذا، بل على الأخوات أن يعتبرن هذه فرصة لعبادة الله، وسماع القرآن، والتأمين على الدعاء، وذكر الله تعالى، والتكبير، والقيام، والركوع والسجود، وما يدري العبد ربما يدخل الجنة بسجدة، أو ركعة، أو دعوة توافق باباً مفتوحاً، ولا يدري العبد في أي عمله البركة.
الجواب: هذا فيه أقوال: من أهل العلم من يرى ذلك، لأنه جاء في حديث عند الترمذي أو حديثين، وقال ابن حجر: إن مجموعها يقتضي أنه حديث حسن، وكذلك حسنه الترمذي، والأكثرون على أن ذلك لا يثبت؛ وبناءً عليه فالأولى أن لا يمسح الإنسان وجهه بعد الدعاء، أما تقبيل البعض لإيديهم فهذا لا أصل له البتة، ولم يرد في حديث ولا غيره.
الجواب: إذا كانت هذه الأذكار مناسبة مثل ذكر السفر، أو ركوب الدابة، أو ما أشبه ذلك، فهذا جائز لأنه يذكر الركب بمثل هذا، لكن الاعتماد عليه لا ينبغي، فإن الذكر لا ينبغي أن يعتمد على تعليقه، بل ينبغي أن يقوله الإنسان.
الجواب: أخشى أن تكون هذه الأمور يجر بعضها إلى بعض، عليك أن تطلب العلم، فإذا كنت لا تعرف المصطلح فابدأ بالمصطلح، مع أن الإنسان يستطيع أن يتعلم من العلوم، ولو لم يكن ملماً بغيرها إلماماً كاملاً، فمثلاً تستطيع أن تقرأ في كتب الحديث، ولو لم يكن لديك علم واسع بالمصطلح، وتستطيع أن تقرأ في كتب التفسير، ولو لم يكن لديك علم غزير بالفقه، وعلى الإنسان أن يبدأ بالعلم شيئاً فشيئاً، ويبدأ بالمختصرات، ويبدأ بالعقيدة، ويبدأ بالكتب النافعة، وإذا أشكل عليه شيء سأل، ولا يهجم على العلم، وألا يدعي شيئاً ليس له، فكونه حفظ أو قرأ لا يعني أنه تحول إلى عالم أو مفتٍ يتكلم في الدقيق والجليل.
الجواب: الأفضل أن يدخلوا مع الإمام بنية العشاء، ويتموا بعد ذلك ركعتين، ولا يضر اختلاف النية بين الإمام والمأموم، فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه، كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب إلى قومه في بني سلمة فيصلي بهم صلاة العشاء، وهي له نافلة ولهم فريضة كما في سنن البيهقي وغيره، وسنده صحيح، فاختلاف النية بين الإمام والمأموم لا يضر.
الجواب: هذه من الأخبار التي وصلتني بالفاكس من بعض الإخوة المعنيين بأوضاع أهل السنة في إيران، فقد كتب إلي الأستاذ الدكتور العالم الشهير عبد المنعم صالح العلي، هو ومحمد أحمد الراشد بنبأ وفاة الشيخ أحمد مفتي زاده بعد زمان طويل قضاه في السجن، وبين أخبار المسلمين السنة في إيران وما يعانون من المصاعب والمشاكل، وأنهم بأمس الحاجة إلى دعم إخوانهم من أهل السنة ومساعدتهم، فإن ثمة فرص لإقامة المساجد في بلاد السنة، ودعوتهم ونشر الكتب بينهم، بل هناك بعض الفرص سواءً في العراق أو في إيران لدعوة الشيعة إلى السنة، وقد أخبرني ثقات أن أعداداً كبيرة من شباب الشيعة قد دخلوا إلى مذهب السنة في العراق وفي إيران، مع أن الدعوة هناك ضعيفة وقليلة والضغط كبير، فالحمد لله تعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
الجواب: إذا كانت المرة الأخرى أتاها دم العادة المعتاد بلونه ورائحته، فإنها تدع الصلاة والصيام حتى تطهر.
الجواب: إذا أخذت منهم رسمياً فقد برئت ذمتهم، أما كونها تصل أو لا تصل، فهذه مسئولية من أخذها.
الجواب: على الإنسان إذا كان في عمل حكومي، ولم يكن عنده عمل يشغله، أن يقبل على قراءة القرآن فهي فرصة لقراءة القرآن، وذكر الله تعالى والتسبيح وهو صائم، والملائكة تصلي عليه وتستغفر له، وهو مع ذلك يقبض مرتباً مقابل بقائه في هذا العمل، أما أن يشغل ذلك بمثل هذه الأمور التي ربما تكون نوعاً من الغيبة أو النميمة، فهذا لا شك أنه محرم، أما إن شغل وقته بالأمور المباحة، كالكلام في الأشياء المباحة، فلا حرج عليه في ذلك، ولكن الأولى ألا يضيع عمره في مثل هذه الأشياء، أو ألا يطيل فيها.
الجواب: هذا يعتمد على ما يملكه هذا الرجل، فمن حق الإنسان أن يملك بيتاً ولو كان محتاجاً إلى أن يشتري بيتاً له ولأولاده، فإن له أن يأخذ الزكاة لهذا، ولو اشترى بيتاً بدين فإن له أن يأخذ الزكاة ليسدد هذا الدين، إذا لم يكن عنده ما يسدد به دينه، فليس له دخل ولا مزرعة ولا دكان ولا غير ذلك، فإن البيت من الأشياء الضرورية، ومثل ذلك الغذاء والكساء والدواء، وما أشبه ذلك من الحاجيات التي يحتاجها هو أو زوجته أو أولاده، وإذا أعطيت إنساناً فلتغنه، أي: تعطيه ما يكفيه ويكفي أولاده لشهر أو شهور أو سنة لا حرج في ذلك، فإذا أعطيتم فأغنوا.
أسأل الله تعالى أن يعطي منفقاً خلفاً، اللهم أعط منفقاً خلفاً، اللهم أعط منفقاً خلفاً، اللهم من تصدقوا وبذلوا وأنفقوا وساعدوا فإننا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العليا يا حي يا قيوم يا أرحم الأرحمين، يا أكرم الأكرمين، يا جواد يا كريم، أن تجعل السعادة في قلوبهم، والعافية والصحة في أبدانهم، والبصيرة في قلوبهم، والرفعة في درجاتهم، وأن تطيل أعمارهم، وتصلح أعمالهم وأولادهم وذراريهم يا أرحم الراحمين، وتحل مشكلاتهم، وتوفقهم لكل خير إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق المسلمين في كل مكان إلى ما تحب وترضى، اللهم وفقهم إلى الاجتماع على طاعتك، والعمل بشريعتك، والدعوة إلى سنتك إنك على كل شيء قدير، اللهم من كان من المسلمين فقيراً فأغنه، ومن كان مريضاً فعافه، ومن كان ذليلاً فأعزه يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المسلمين في فلسطين يا خير الناصرين، اللهم قد أغلقت أبواب أهل الأرض، ولم يبق إلا بابك يا واسع الجود، إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر