إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (400)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم زكاة ما تم شراؤه بالتقسيط وأعد للبيع

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من القصيم، باعث الرسالة الأخ: صالح إبراهيم الصريخ ، يسأل بعض الأسئلة في أحدها يقول: رجل لديه بضاعة عروض تجارة في محله، يقول: نصفها له، والنصف الآخر للشركات التي يتعامل معها بالأجل، بحيث يسدد لهم على فترات، هل يزكي على كل ما في المحل من عروض تجارته، أو يزكي على الذي يملك فقط؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فإن عليه أن يزكي ما يملكه من هذه العروض قاصداً به البيع، فإذا كان يقصد بيعها فكل ما في المحل من الأموال التي يملكها وهو قاصد للبيع يزكى كلما حال عليه الحول، إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول يزكيه، سواء كانت العروض سيارات، أو ملابس، أو أواني أو أطعمة أو غير ذلك.

    أما النوع الثاني للشركات هذا فيه تفصيل: إن كان وكيلاً في بيعه فزكاته عليهم، فإن كان ملكاً له أراد به التجارة يبيع ويوفي، هذا مثل النوع الأول يزكي، إذا كان في ملكه ولكنه يبيع ويسدد، فهو يزكيه إذا حال عليه الحول، كلما حال عليه الحول يزكيه، حسب القيمة.

    1.   

    حكم الزكاة في حق من لديه تجارة وعليه دين

    السؤال: بالنسبة لرجل لديه تجارة وعليه ديون، هل يسدد الزكاة أم يسدد الديون التي عليه من زكاته؟

    الجواب: الواجب عليه أن يزكي والدين يبقى في الذمة ولا يمنع الزكاة، هذا الصواب، الذي عليه المحققون من أهل العلم، الدين لا يمنع الزكاة، ولكن عليه أن يزكي الأموال التي في يده والله يوفي عنه سبحانه وتعالى، لكن لو أراد أن يسدد الدين فلا مانع أن يخرج الدين قبل وجوب الزكاة، قبل ميعاد الزكاة، يوفي الدين ثم يزكي الباقي.

    المقدم: لكن إخراج الدين من نفس الزكاة أو من حر ماله؟

    الشيخ: يخرج الزكاة من نفس المال، إذا كان عنده مال آخر عليه زكاة يوفيه من المال الذي عنده، إذا كان عنده ما يقابل فليزكه من المال.

    فالمقصود: أن هذا المال الذي للزكاة يزكي إذا حال عليه الحول ولا يمنعه الدين، لكن لو أن هذا المال الذي أعد للزكاة مثل عروض أو فيه زكاة قد حال عليها الحول لو أراد أن يخرج منه قضاء الدين فلا بأس، قبل أن يحول الحول مثلاً الحول يحول في رمضان، وأوفى الدين من هذا المال في شعبان أو في رجب فإنه تسقط زكاة الذي أخرج في وفاء الدين.

    المقدم: بارك الله فيكم، لكن كونه يسدد الدين من زكاة المال ما حكم هذا؟

    الشيخ: لا يسدد من زكاة المال، يسدد من المال.

    المقدم: هو يسأل عن هذا حفظكم الله؟

    الشيخ: لا، يسدد من المال الذي عنده، أما الزكاة يعطيها المستحقين، إنما التسديد من المال نفسه للغرماء إذا كان قبل حول الزكاة، زكى الباقي، أما إذا حال الحول فيزكي الموجود ولا يمنعه الدين.

    1.   

    حكم تقديم الزكاة عن وقتها بسنة أو سنتين

    السؤال: يقول: هل يمكن أن نقدم الزكاة بسنة أو سنتين؟

    الجواب: لا مانع إذا كان للمصلحة تقدم الزكاة لا بأس.

    1.   

    المقصود بالشقاوة والسعادة في حديث كتب قدر الإنسان وهو في بطن أمه

    السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين يسأل ويقول: أنا عبد الرحمن الرويبي من المنطقة الشرقية، أسأل سماحتكم عن المقصود من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول: يا رب! أشقي أو سعيد؟ أي رب! ذكر أو أثنى؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ، ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص) ، أرجو توضيح ما المقصود من شقي أو سعيد هل ذلكم في الآخرة أم في الدنيا؟

    الجواب: هذا الحديث ثابت في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذا يقع في بعض الأجنة، والعمدة على حديث ابن مسعود أن الكتابة تكون في أول الشهر في أول الطور الرابع، إذا مضى عليه ثلاثة أطوار، أربعون وأربعون وأربعون يعني: أربعة أشهر، أتاه الملك فقال: يا رب! ما الرزق؟ ما الأجل؟ أشقي أم سعيد؟ يكتب كل ذلك بعد مضي الأطوار الثلاثة، يعني: في أول الشهر الخامس، هذا هو المحفوظ في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أما ما جاء في حديث حذيفة بن أسيد الغفاري بأن هذا يقع بعد مضي أربعين أو خمسة وأربعين ليلة فهذا لعله في بعض الأجنة، جمعاً بين الحديثين، لعل هذا يكون بعض الأجنة بالنسبة إلى الجمع بين الحديثين وأنه يكتب بعض الأجنة في حين يمضي له أربعون أو خمس وأربعون ليلة، ولا يتناقض ولا تعارض مع حديث ابن مسعود.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، قضية يسأل عنها -لو تكرمتم سماحة الشيخ- يقول: ما المقصود من شقي أو سعيد، هل هو في الآخرة أو في الدنيا؟

    الشيخ: شقي في الدنيا أو سعيد في الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، إذا شقي يعني: في الآخرة، يكون في حال الدنيا شقاوة في الآخرة تكون في الدنيا، إذا كان شقياً في الدنيا عمل بعمل الأشقياء صار شقياً في الآخرة، وإذا كان سعيداً في الدنيا عمل بطاعة الله صار سعيداً في الآخرة؛ لأن الآخرة مبنية على الدنيا.

    المقدم: الله المستعان، كأن الدنيا مزرعة للآخرة سماحة الشيخ؟

    الشيخ: نعم، نعم.

    المقدم: بارك الله فيكم، ما المقصود بهذه الشقاوة سماحة الشيخ؟

    الشيخ: الشقاوة أنه من أهل النار يعني، أن أعماله كلها تضره، وأنه من أهل النار ليس من أهل الجنة، والسعيد الذي يوفق لأعمال أهل الجنة بالصالحات، الله يجعلنا وإياكم من السعداء.

    1.   

    مقدار الإطعام في كفارة اليمين وحكم إخراجها نقوداً

    السؤال: له سؤال آخر لو تكرمتم سماحة الشيخ يقول: من المعروف أن كفارة اليمين بعد الصوم إطعام عشرة مساكين، كم نعطي لكل مسكين من المال، جزاكم الله عنا خيراً؟

    الجواب: يعطى كل مسكين على الراجح نصف صاع -كيلو ونص- من قوت البلد، يعني: للعشرة خمسة أصواع، لكل واحد نصف الصاع بصاع النبي عليه الصلاة والسلام .. يقدر بكيلو ونصف تقريباً على سبيل التقريب والاحتياط.

    الشيخ: الكفارة من الطعام أو كسوة، إما طعام وإلا كسوة أو عتق، فإن عجز صام ثلاثة أيام، هذه كفارة اليمين.

    المقدم: بارك الله فيكم، أما المال فلا؟

    الشيخ: نعم، نقود لا.

    1.   

    حكم الصلاة على السجادة التي عليها رسم مسجد أو غيره

    السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها مستمع يقول: (أبو لافي . ع. ع)، له جمع من الأسئلة في أحدها يقول: ما حكم الصلاة على السجادة المعتاد الصلاة عليها، والمرسوم عليها بعض المساجد، إذ أني سمعت أن الصلاة عليها لا تجوز وجهونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الصلاة على السجادة صحيحة، ولو كان عليها رسم المسجد أو أي رسم الصلاة صحيحة، لكن يشرع للمصلي أن تكون سجادته بعيدة عن النقوش ليس فيها رسوم لا مسجد ولا غيره، حتى لا تشوش عليه صلاته، تكون سجادة ساذجة ساذجة ليس فيها شيء، هذا هو الذي ينبغي هذا هو الأحوط للمؤمن، ولهذا لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام بعدما سلم بعث بها إلى أبي جهم وقال: (إن أعلامها شغلتني عن صلاتي) .

    فالمقصود: أن المؤمن يتحرى في صلاته الملابس السليمة من شغله، والسجادة السليمة، تكون بعيدة عن الإلهاء والإشغال، ليس فيها نقوش ما يشغله.

    1.   

    حكم قيام المؤتم لقضاء الصلاة قبل أن يسلم الإمام التسليمة الثانية

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم يقول: إذا جاء رجل في أثناء الصلاة متأخراً عن بعضها، وبعدما سلم الإمام لانتهاء الصلاة وقف المتأخر لإكمال الباقي عليه ولكنه قام مستعجلاً وقبل انتهاء الإمام من التسليمة الثانية، بل قام بعد التسليمة الأولى وهذا يتكرر من بعض الناس هداهم الله، فما الحكم في ذلك؟

    الجواب: إذا قام يقضي قبل التسليمة الثانية فقد أخطأ؛ لأن الصواب أن التسليمة الثانية لا بد منها، ذهب جمهور أهل العلم: إلى أن التسليمة الأولى تكفي، ولكن الأحاديث الصحيحة تدل على أنه لا بد من التسليمة الثانية، فإذا قام قبل أن يسلم الإمام التسليمة الثانية فقد ترك أمراً مفترضاً وهو الجلوس حتى يسلم إمامه، فالذي ينبغي أن يقضي الصلاة، أن يعيد الصلاة خروجاً من الخلاف، واحتياطاً لدينه.

    المقدم: بارك الله فيكم، باعتباره ترك كمال ركن من الأركان؟

    الشيخ: ترك واجباً عليه وهو الجلوس حتى يسلم إمامه، قام قبل أن يسلم إمامه من صلاته.

    المقدم: بارك الله فيكم، ومن ترك واجباً فما الحكم سماحة الشيخ؟

    الشيخ: التعمد يبطل الصلاة، لكن هذا عنده جهل، أو نسيان لعله يعفى عنه، لكن الأحوط له أن يعيد الصلاة من باب الخروج من الخلاف.

    المقدم: يعيد الصلاة كاملة؟

    الشيخ: نعم، لأن هذا يكون إلا بعد ما طال الفصل، على كل حال يعيدها لأنه لما قام على الأرجح بطلت صلاته، لأنه قام قبل أن يكمل الإمام الصلاة، والمسبوق ليس له أن يقوم حتى يسلم إمامه، مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما سلم عبد الرحمن بن عوف حين صلى معه في غزوة تبوك، لما سلم عبد الرحمن قام النبي يقضي عليه الصلاة والسلام، فالقضاء يكون بعد سلام الإمام، فهذا من باب الاحتياط.

    1.   

    حكم إرسال اليدين في الصلاة

    السؤال: بعض الناس إذا وقف في صلاته وراء الإمام لا يضع اليد اليمنى على اليسرى، بل يقف مسبلاً يديه، وهذا في بعض الناس ربما تكون عادة، أو مذهب فما هو توجيهكم جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: المشروع للمؤمن أن يضع يده اليمنى على كفه اليسرى على صدره في الصلاة لا يسبل، لا يرسلهما، لكن لو أرسلهما الصلاة صحيحة، والكراهة أنه فعل مكروهاً لا ينبغي وإلا الصلاة صحيحة، المقصود أنه ترك السنة، السنة أن يضع يده اليمنى على كفه اليسرى، على صدره حال كونه قائماً في الصلاة، هذا هو المشروع، فلو أرسلهما صحت الصلاة وترك الأحوط.

    1.   

    عقيدة المؤمن في أسماء الله وصفاته

    السؤال: ماذا يجب على المؤمن أن يعتقده في صفات الله سبحانه وتعالى حتى يكون سليم الاعتقاد كما كان عليه سلفنا الصالح؟

    الجواب: الواجب على المؤمن أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال، وأن أسماءه كلها حسنى كما قال عز وجل وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الأعراف:180] وهكذا يعتقد أنها كاملة، وأنه لا شبيه له ولا مثيل له ولا نقص فيها بوجه من الوجوه، لقوله سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ، هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65] ، فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا [البقرة:22].

    هذا هو الواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يعتقد أن الله جل وعلا له الأسماء الحسنى الكاملة وله الصفات الكاملة، التي ليس فيها نقص ولا عيب ولا خلل، الرضا والغضب والرحمة والإحسان والجود والكرم والعزة، وكونه مستحق العبادة، كونه الحكيم، وكونه العليم إلى غير هذا، هذه صفات كاملة، يوصف بها على أنها كاملة من كل الوجوه، ويسمى بها أنه عليم، حكيم قدير على ما سمى به نفسه سبحانه وتعالى، فهو سبحانه له الأسماء الحسنى كما سمى نفسه، وله معانيها العظيمة كل معانيها كاملة، ليس له فيها نظير ولا شبيه ولا مثيل، بل له الأسماء الحسنى وله المثل الأعلى في جميع الصفات سبحانه وتعالى.

    1.   

    الميزان الذي تقيم على أساسه الفرق المنتسبة للإسلام

    السؤال: يقول: في هذا الزمان كثرت الفرق، وكل يقول: إنه على الحق، ونريد منكم أن تتفضلوا وتعطونا ميزاناً من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ به كل إنسان ناصحاً لنفسه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الميزان هو أن يسير على ما دل عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ودرج عليه سلف الأمة الصحابة ومن سلك سبيلهم، ينظر في كلام أهل العلم إذا كان عنده علم، يسلك مسلك الصحابة وأتباعهم بإحسان ويحكم شرع الله باتباع الكتاب والسنة، هذا هو الطريق هذا هو طريق النجاة، وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة، السير على ما سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليه أصحابه رضي الله عنهم، والعمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، والاستقامة على ذلك قولاً وعملاً وعقيدة، وإذا كان عنده جهل يسأل أهل العلم، إذا كان ما عنده علم يسأل أهل العلم الذين في زمانه، يتحرى أهل العلم أهل البصيرة، أهل السنة والجماعة المعروفين بالخير، يسألهم عما أشكل عليه هذا هو طريق النجاة، أن يستقيم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، قال جل وعلا في كتابه العظيم: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153] ، قال تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] قال تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]، قال جل وعلا: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].

    فهذا هو طريق الله والصراط المستقيم هو توحيد الله والإخلاص له، والسير على المنهج الذي سار عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واستقاموا عليه مع نبيهم صلى الله عليه وسلم، وبعد نبيهم وتابعهم عليه أهل السنة والجماعة قولاً وعملاً وعقيدة.

    1.   

    حكم هجر القرابة الذين يشتغلون بالغيبة والنميمة في مجالسهم

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين يسأل ويقول: ما حكم من قطع الصلة عن جماعته بحجة أنهم يتكلمون ويستهزئون ويغتابون الناس وينمون؟

    الجواب: إذا ترك المجالسة من أجل هذا فهذا طيب، لكن إذا أمكن أن ينصحهم وأن يوجههم إلى الخير لعلهم يدعون هذه الأخلاق الذميمة فهذا مطلوب، ينصحهم ويبين لهم أن الاستهزاء والغيبة والنميمة كل ذلك منكر، وأن الواجب عليهم حفظ الألسنة مما حرم الله، وأن يشتغلوا بذكر الله وبالتعاون على الخير، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير هذا من وجوه الخير، إذا أمكنه هذا فهذا هو الواجب، أن ينصح لهم وأن يعلمهم وأن يرشدهم، وأن يتعاون معهم على البر والتقوى، لكن إذا كانوا لا يستجيبون له ولا يقبلون منه فينبغي ترك مجالسهم، ينبغي له ترك مجالسهم.

    1.   

    حكم الوفاء بالنذر

    السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها المستمع محمد عبد الحليم موسى يقول: نذرت لله صيام شهرين متتابعين منذ سنتين أو أكثر إذا فتح الله علي بالرزق الوفير، والحمد لله قد حصل ولكني كلما بدأت الصوم لا أستطيع تكملة اليوم بسبب العمل الذي يرهقني، فأنا أعمل في مزرعة ذات عمل متواصل، فهل هناك كفارة لهذا النذر؟

    الجواب: عليك أن توفي بنذرك وأن تجعل في المزرعة من يكفيك بعض المئونة مدة الصيام، تستعين بالله ثم ببعض العمال حتى يكفوك المئونة، ما دام أعطاك الله الرزق الوفير استعمل مما أعطاك الله عمالاً يكفونك المئونة حتى تصوم.

    1.   

    حكم إعطاء الإخوة الأشقاء الزكاة إذا كانوا فقراء وحكم النفقة عليهم

    السؤال: هل يجوز دفع الزكاة أو الصدقة للإخوة الأشقاء الصغار الذين ليس لهم من يعولهم سوى أخوهم؟

    الجواب: إن أنفق عليهم من ماله فهو أحوط، إذا كان يستطيع وإلا جاز أن يعطيهم من الزكاة، جاز أن يعطيهم من الزكاة وينفق عليهم من الزكاة لكن إن أنفق عليهم من ماله غير الزكاة إذا كان يستطيع فهو أحوط وأطيب.

    المقدم: يسأل عن النفقة هل تجب عليه جزاكم الله خيراً؟

    الشيخ: الوجوب فيه نظر، لكن إذا أنفق عليهم فهذا أطيب؛ لأنه إذا كان يرثهم ليس لهم وارث سواه فبعض أهل العلم يوجب عليه النفقة، لكن إذا أنفق عليهم وتحرى حاجاتهم من غير إسراف ولا تبذير من ماله فهذا هو الأفضل له والأحوط له، وإن أنفق عليهم من الزكاة فلا حرج على الصحيح إن شاء الله.

    1.   

    الأسباب المعينة على اجتناب الذنوب والمعاصي

    السؤال: من صنعاء رسالة بعث بها مستمع يقول: المرسل (م. س. م) يقول: الحمد لله قد أديت فريضة الحج العام الماضي، نسأل الله القبول، ولكنني لم أستطع التخلص من بعض الذنوب رغم اجتهادي الكثير، فكيف توجهونني في ذلك؟ وما هي الأدعية التي يمكن أن تساعدني؟

    الجواب: نوصيك بتقوى الله في كل زمان وفي كل مكان، عليك أن تتقي الله وتراقب الله حتى تحذر معصيته؛ لأنه سبحانه يراك ويشاهدك، وهو جل وعلا أمرك بطاعته ونهاك عن معصيته، فالواجب عليك أن تتذكر عظمته وأنه يشاهدك وأنه يراك أينما كنت، فتدع ما حرم الله عليك، وتجتهد فيما أوجب الله عليك، وتسأل ربك التوفيق. تقول: اللهم أعني، اللهم وفقني، اللهم يسر أمري، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أصلح قلبي وعملي، تسأل ربك، تضرع إليه أنه يهديك صراطه المستقيم، وأن يعينك على ذكره وشكره، وأن يمنحك التوفيق حتى تؤدي ما أوجب عليك، وحتى تدع ما حرم الله عليك.

    1.   

    نصيحة لولد جفا والده بسبب خلاف بينهما

    السؤال: يقول: أخي الصغير طالب في الجامعة، وقبل عامين تقدم أحد الأشخاص يخطب أختنا لكننا رفضنا هذا الخاطب؛ لأن فيه بعض الصفات التي لا نرضاها، إلا أن والدنا أصر على تزويجه، وحينئذٍ أخي غضب غضباً شديداً من هذا الموضوع وجافى والدي، فبماذا تنصحونه لأنني أخشى عليه، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: أنصح أخاك أن يرضي والده، وأن يستسمحه وأن يدع هذا الجفاء، مع المناصحة إذا أمكنت المناصحة في عدم تزويج الشخص، المقصود أن عليه الصفاء مع والده، والكلام الطيب مع الوالد، والحذر من الجفاء وسوء الأسلوب؛ لأن بر الوالد من أهم المهمات ومن أعظم الواجبات، فإذا خالفه والده في مسألة من المسائل فلا يجوز له أن يهجره، ولا أن يخشن القول له، ولا أن يتكلم معه بما لا ينبغي، بل يجب أن يكون متأدباً مع والده، فلا يقل له: أفٍ ولا ينهره، بل عليه أن يتكلم بالكلام الطيب، ويتحرى الأسلوب الحسن، مع النصيحة التي يراها.

    1.   

    الأحوال التي يرد فيها الخاطب والتي لا يرد فيها

    السؤال: إذا أذنتم لنا شيخ عبد العزيز متى يرد الخاطب؟

    الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كانت مسلمة وهو ليس بمسلم هذا يجب رده ما يقبل، أما إذا كان عاصي فالأفضل رده إذا تيسر من هو خير منه، لكن بعض الأحيان قد يخشى تعطلها ولا يتيسر من هو سليم، فإذا رأى والدها تزويجها ولو بشخص فيه بعض المعاصي خوفاً عليها من الفتنة فلا حرج في ذلك، ولكن إذا تيسر من هو خير منه فالواجب على الوالد أن يتحرى ذلك، وعلى غيره من الأولياء، لكن إذا اجتهد في تزويج من لا يرضى من كل الأخلاق لكنه مسلم وهي راضية، ورأوا تزويجها للمصلحة وخوفاً عليها من الفتنة فلا حرج فيه إن شاء الله.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، ما هي الأشياء التي يمكن أن يغض عنها الطرف ويقبل الخاطب؟

    الشيخ: المعاصي كثيرة نسأل الله العافية، لكن قد يقع من العاصي شيء من المنكرات مثل التدخين، مثل تعاطيه بعض المسكرات، مثل تعاطيه المعاملات الربوية، مثل تساهله بالصلاة في بعض الأحيان في البيت ما يصلي مع الجماعة، ولكنه يصلي ونحو هذا. نعم.

    المقدم: المهم أن يكون مصلياً وهذا بالدرجة الأولى؟

    الشيخ: لا بد من الصلاة.

    1.   

    حكم إمامة من به سلس البول

    السؤال: يسأل ما حكم صلاة من به سلس البول إماماً؟

    الجواب: الأحوط له ألا يصلي بالناس، خروجاً من الخلاف إذا كان إماماً وهو صاحب سلس فالأحوط له أن يعتذر، فإن صلى بهم صحت صلاته إن شاء الله يتوضأ لكل صلاة، لكن الأحوط أنه يعتذر؛ لأن بعض أهل العلم يرى أنه لا تصح صلاته إماماً.

    1.   

    حكم تأخير قضاء رمضان للحامل والمرضع

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات تقول: (ص. ع. م) مقيمة في الرياض وهي مصرية تسأل وتقول: أفطرت شهر رمضان كاملاً نظراً لأنني وضعت حملي الأول، وفي السنة الثانية لنفس العذر أفطرت نصف شهر رمضان، وإلى الآن لم أستطع قضاء ما علي من صيام؛ لأن حالتي الصحية لا تسمح، ما هو مقدار ما علي من إطعام للمساكين أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليك القضاء إذا استطعت بدون إطعام، ما دمت تركت القضاء من أجل العجز فلا بأس أن تقضي إذا وجدت الاستطاعة، عافاك الله واستطعت تقضين والحمد لله وليس عليك إطعام، إلا إذا كنت تساهلت وتركت القضاء وأنت تستطيعين فعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع، كيلو ونصف عن كل يوم ، تجمع ويعطاها بعض الفقراء، إذا كنت تساهلت، أما إذا كنت أخرت لأجل العجز فليس عليك إلا القضاء إذا استطعت، ولو تأخر سنتين ثلاث لا بأس.

    1.   

    الحكم على حديث: (تعلموا السحر ولا تعملوا به ...)

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات من الجمهورية العربية السورية تقول: أختكم (هـ. ع. ح) تسأل هل الحديث التالي مثبت عن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) وهل السحر تعلمه غير محرم والفعل به محرم، وفي الحقيقة قد سمعت هذا الحديث من بعض الناس لكني لا أدري عن صحة الحديث؟

    الجواب: هذا الحديث لا أصل له بل هو باطل، لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه؛ لأن تعلمه وتعليمه من الكفر بالله، لأن تعلم السحر معناه: عبادة الشياطين عبادة الجن، والاستغاثة بهم، وتقريب الذبائح إليهم ونحو ذلك.

    فالمقصود: أنه لا يجوز تعلم السحر ولا تعليمه، بل يجب الحذر من ذلك، وهذا الحديث باطل لا أصل له، هذا الحديث : (تعلموا السحر ولا تعملوا به) هذا باطل، ليس له أصل.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك ..

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج، المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب،

    مرة أخرى: شكراً لكم مستمعي الكرام! وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756176837