إسلام ويب

أقوام هتكوا السترللشيخ : سالم المحارفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هذا خبر عسر، عن أقوام هتكوا الستر، وأكفئوا القدر، تجاوزوا الحد، وهدموا السد، تعالوا على ربهم الجبار، فأعلنوا عصيانهم في الليل والنهار، وفي الإعلان والإسرار. لم يخافوا من الرقيب، والله عليهم حسيب؛ فأطلقوا لشهواتهم العنان، وأطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن.

    1.   

    مفسدة الزنا

    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [الأنعام:1-3].

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، سبحان الله عما يشركون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

    معاشر المسلمين: هذا خبرٌ عسر عن أقوامٍ هتكوا الستر، واكفئوا القِدر، تجاوزوا الحد، وهدموا السد، تعالَوا على ربهم الجبار، فأعلنوا عصيانهم في الليل والنهار، وفي الإعلان والإسرار، لم يخافوا من الرقيب، والله عليهم حسيب، فأطلقوا لشهواتهم العِنان، وأطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن، فشهدت عليهم الجوارح، العينان والأذنان، والرِجلان واليدان، والفرج صدق ذلك ولم يكذب.

    أقوامٌ هتكوا الستر، جاءوا إلى المعصية مسرعين، لم يروا في الحلال مقنعاً، ولا في الزواج مَدْفعاً، القرآن ينذرهم, والرسول يحذرهم، رأوا الناس يختطفون، وبمعصيته يؤخذون، فلا هم يرتدعون، ولا هم يتوبون، فهم أقوامٌ هتكوا الستر.

    معاشر المسلمين: نهى الله تعالى عن الفاحشة، وعن أسبابها وموجباتها، فقال سبحانه: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].

    فمفسدة الزنا من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج، وصيانة الحرمات، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم امرأة صاحبه، وبنته وأخته وأمه، وفي ذلك خراب العالم.

    ومفسدة الزنا تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قُرنت جريمة الزنا بجريمة القتل في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ [الفرقان:68] فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاء ذلك العذاب المضاعف المهين، ما لم يتب العبد من ذلك، ويعمل صالحاً.

    وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي ، وابن حبان في صحيحه : (أكثر ما يدخل الناس النار .. الفم والفرج) وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئٍ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة).

    قال ابن القيم رحمه الله: بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكثر وقوعاً والذي يليه، فالزنا أكثر وقوعاً من قتل النفس، وقتل النفس أكثر وقوعاً من الردة، وأيضاً فإنه انتقل من الأكبر إلى ما هو أكبر منه.

    ومفسدة الزنا مناقضةٌ لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها، وزوجها وأقاربها، ونكست رءوسهم بين الناس. وإن حملت من الزنا، فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإن حملته على الزوج أدخلت على أهله أجنبياً ليس منهم، فورثهم وليس منهم، ورآهم وخلا بهم، وانتسب إليهم وليس منهم، إلى غير من ذلك من مفاسد زناها.

    وأما زنا الرجل فإنه يوجب اختلاط الأنساب أيضاً، وإفساد المرأة المصونة، وتعرضها للتلف والفساد؛ لأنها متى زنت أول مرة سهل عليها تكرار الأمر، وهانت عليها نفسها وكرامتها، وكرامة الأهل والزوج، وسقطت في مهاوي الرذيلة.

    وفي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين، فكم في الزنا من استحلال الحرمات، وفوت حقوقٍ ووقوع مظالم. انتهى كلامه يرحمه الله.

    وإن الزاني ليحرم الإيمان حين فعله الحرام، ففي الصحيح: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) وفي الحديث الآخر: (من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما ينزع الإنسان القميص من رأسه).

    وأعظم الزنا، الزنا بالأم والبنت، والأخت وذوات المحارم، وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه: (من وقع على ذات محرمٍ فاقتلوه) وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في صلاة الكسوف: (يا أمة محمد! والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أَمَتَه، يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، ثم رفع يديه وقال: اللهم هل بلغت؟) وفي ذكر هذه الكبيرة بخصوصها عقب صلاة الكسوف سرٌ بديعٌ لمن تأمله.

    وظهور الزنا من أمارات خراب العالم، وهو من أشراط الساعة، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكموه أحدٌ غيري سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقل الرجال، وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد).

    فهناك ثمة أقوام تجرءوا على المحارم فانتهكوها، وارتكبوا من الفواحش ما يتصدع له قلب المؤمن، حيث فعلوها غير مبالين ولا خائفين، هَمَّ أحدهم أن يقضي شهوته، ولو فقد في ذلك أغلى ما يملك، فيتعرض للشبهات، ويأتي مواضع الفتن، ويبحث عن مجامع الناس لعل ضعيفة قلب ترمي إليه بنظرة، وتقبل منه رقمه، فيعطيها من لسانه دون قلبه حلاوة، ومن عباراته رقةً وطلاوة، ويحلف لها بالأيمان المغلظة أنه يحبها، وهو عند الله كاذب، ويعدها المواعيد المؤكدة بزواجها، وهو والله خائن، إنما يريد أن يقضي منها وطره، ويشفي غليله، فإذا حصل له ما أراد رماها، كما يرمي سيجارته بين رجليه، بعد أن كانت بين شفتيه، ولعنها، وسبها، وتخلى عنها ليبحث عن غيرها، في تهتكٍ سافر وتعنت مجاهر.

    1.   

    من أخبار منتهكي الستر

    أيها الإخوة: تعالوا معي أنبئكم بأخبار قومٍ لم يرعوا لله حرمة، ولم يخافوا من الله نقمة، ولم يستحيوا من الناس، إذ لم يستحيوا من الله، وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ [النساء:108].

    خبر جحضة البرمكي

    ذكر ابن خلكان في كتابه: وفيات الأعيان في ترجمة جحضة البرمكي ، قال: حدَّث علي بن سعيد الكاتب قال: قال لي جحضة : إن كتمت عليَّ حدثتك بحديث ما مر على مسامعك مثله قط، قلت: أنا موضع سرك، والمجالس بالأمانة، قال: اصطبحت أياماً فأصبحت يوماً مخموراً فبين أنا جالسٌ على باب داري إذ أقبلت جاريةٌ متنقبة، راكبةٌ على حمار، وبين يديها وصائف كالغزلان يحففن بها، ويمسكن عنان حمارها، وقد سطعت السكة من روائح طيبها، فبقيت مبهوتاً متحيراً أعجب من كمال خلقها ونور ما بدا لي من وجهها، فلما جاوزتني وقفت وتأملتني ساعة، ثم سلمت فرددت عليها أحف سلامٍ وأبره، وقمت على قدمي إجلالاً لها وإعظاماً، فقالت: يا فتى هل في منزلك محتملٌ للقائلة في هذا اليوم؟ قلت: يا سيدتي! على الرحب والسعة، ولكِ الفضل والمنة، فما كذبت أن ثنت رجلها ونزلت وقالت: ادخل بين يدي، وأمرت جواريها فدخلن بالحمار إلى الدهليز، ثم دخلت، وما أحسب جميع ما أراه إلا نوماً لا يقظة، وشكاً لا يقيناً، فلما استقر بها المجلس مدت يدها إلى عجارها -أي نقابها- فحلته كما قال الشاعر:

    فألقت قناعاً دونه الشمس واتقت     بأحسن موصولين كفٍ ومعصم

    فتفكرت في أمري وأنا لا أعقل من السرور، فقلت: هذه جاريةٌ مغنية، بلغها عني صوتٌ من صنعتي، فأرادت أن تأخذه عني، فقلت: يا سيدتي! أتأذنين في أن أقرب ما حضر من طعامٍ وشراب، وأغنيك، ما لا عله بلغكِ من متخير أصواتي؟ فقالت: ما على ذلك فَوت، ولكن قم الآن وشأنك فاقض حاجتك، ثم تصير إلى ما تريد، فقمت إليها وقد أخذني الروع حتى ما أملك نفسي مهابةً لها، فلما فرغت مما لم أكن آمنه، ولا تسموا إليه همتي قلت: يا سيدتي! هل لكِ في الطعام، وأدعو بالعود فأغنيك ما قصدت له؟ قالت: عسى أن يكون هذا في يومٍ غير هذا، ومدت يدها إلى قناعها، فاعتدرت به ونهضت مسرعة، فلم أحر جواباً، وبقيت متحيراً، فلما صارت إلى الدهليز تركب، قلت: سألتكِ بنعمة الله عليكِ ما خبركِ؟

    قالت: لو تركت المسألة كان أحب إليك وأعود عليَّ.

    قلت: لا بد لي من علم حالكِ.

    قالت: أما إذ أبيت فسأصدقك: لي ابن عمٍ هو بعلي يخالفني إلى جويرةٍ لي مشوهة المنظر، فأقسمت بالأيمان المحرِّجة أن أطوف بغداد حتى أبذل نفسي لأقبح من أرى وجهاً، وأوحش ما أقدر عليه صورة، فأنا أطوف من الفجر إلى هذه الساعة، فما رأيت بها أقبح منك، فبررت قسمي، وإن عاد إلى مثل فعله عدت إليك إن لم أجد أوحش منك، وهذا يسيرٌ في جنب ما تبلغه الغيرة بصاحبها. ثم تولت عني، وبقيت أخزى ممن دخل النار، فوالله ما ظننت يا أبا الحسن أن إفراط القبح لينتفع به حتى كان ذلك اليوم، قلت: هوّن عليك، فإن القرد إنما يقع السرور به، والضحك منه لتجاوزه في قبح الصورة، قال: فاكتم عليَّ، قلت: نعم.

    فهذا الرجل قد جمع شروراً وبلايا جمة، أصبح مخموراً، تاركاً للصلاة، وقد وقع في الزنا، وستر الله عليه أمره، فأصبح يهتك ستر الله؛ ليخبر به من لم يفِ له بوعده، فقد فضحه الله على يد صاحبه، وأصبحت قصته تروى جيلاً بعد جيل.

    ومن أمثال البرمكي بعض من يسافر إلى بلدان الفجور والخمور، وأماكن الزنا والخنا، يفعلون المحرم، ويهتكون الستر، ويسخطون الرب، ولا يكتفون بذلك القدر، بل يصورون جرائمهم في صورٍ فوتوغرافية، أو صور بالفيديو، فيعودون لينظر إليها من يشاءون، ويخبرونهم ببطولاتهم في بلاد الغرب الكافر، وما فعلوه من ألوان المآثم والمعاصي، من شربٍ للخمور، وارتكابٍ للزنا، وتعاطٍ للمخدرات، مما لم يبقوا ولم يذروا مما يسخط الجبار جل في علاه، وقد يفقدون هذه الصور، وهذه الأشرطة فتقع في أيدي بعض الناس، فيقع عليه الخزي والعار، مما لا يذهب عنهم أبد الدهر. نسأل الله السلامة.

    ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه الرجل يعترف له بفعل ذنب، ويطلب إقامة الحد عليه، فيستر عليه، ولا يسأله عن نوع ذنبه، كما في البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجلٌ فقال: (يا رسول الله! إني أصبت حداً فأقمه عليَّ، قال: فلم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله! إني أصبت حداً فأقم فيَّ كتاب الله، قال: أليس قد صليت معنا؟ قال: نعم. قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك، أو قال: حدك).

    وهؤلاء ينشرون معاصيهم غير مبالين، ولا مستحين، حتى صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت).

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وإن من المجاهرة: أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان! عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه) رواه البخاري ومسلم .

    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله) رواه الحاكم وهو في الموطأ من مراسيل زيد بن أسلم .

    وعند البخاري قصةٌ ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه، حيث نزغه الشيطان، فكشف ستر الله بوقوعه على جارية رجلٍ من الأنصار، فأحرقت التوبة قلبه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعترف بجريمته وهتكه الستر، فقال: (يا رسول الله! إني زنيت، فأعرض عنه، حتى ردد عليه أربع مرات، فلما شهد على نفسه أربع شهادات، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: لعلك قبلَّت أو غمزت، أو نظرت؟ قال: لا. يا رسول الله! بل زنيت، فقال: أبه جنون؟ فقيل: لا. فقال: هل أحصنت؟ قال: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا به فارجموه). وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ماعزاً قد تاب توبةً عظيمة، وأنه رآه ينغمس في أنهار الجنة.

    فأين الذين يصرون على فعل الحرام، ولا يتوبون؟ أفلا يخشون أن يباغتهم الموت فيقتلعهم من دنياهم على معاصيهم فيفضحون يوم القيامة؟ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:74].

    وعند البخاري أيضاً قصة الشاب الأجير عند امرأة أعرابي يخدمها ويقوم بشئونها، فعندما طال العهد، وزالت الكلفة، وكان شاباً لم يتزوج راودتها نفسها فأمكنت الشاب منها فوقع عليها، وكشف ستر الله، فافتضح أمرهما، فعلم زوجها ووالد الشاب، ورفع أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: (إن ابني كان عسيفاً عند هذا، فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاةٍ ووليدة، ثم سألت رجالاً من أهل العلم، فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأته الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده! لأقضين بينكما بكتاب الله جل ذكره، المائة شاةٍ والخادم ردٌ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها، فغدا إليها فاعترفت فرجمها).

    قال ابن حجر : وإنما وقع له ذلك -أي زنى الشاب بالمرأة- لطول الملازمة المقتضية لمزيد التأنيس والإدلال، فيستفاد منه: الحث على إبعاد الأجنبي من الأجنبية مهما أمكن؛ لأن العشرة قد تفضي إلى الفساد، ويتسور بها الشيطان إلى الإفساد.

    فكم أزعجتنا حوادث الزنا فيما بين السائق ومحارم كفيله، أو بين الخادمة وأبناء كفيلها، بسبب طول المكث، وبعد العهد، والمؤانسة والخدمة مع الملاطفة والرقة، والتدلل فيما بينهم، النساء مع السائق، والخادمة مع أبناء المنزل، فحدثت بذلك مصائب من نسج الشيطان تشيب لها مفارق الولدان.

    خبر شاب أقام علاقة مع ابنة جيرانه

    ومن الذين هتكوا الستر شابٌ أقام علاقةً مع ابنة الجيران، يهاتفها وتهاتفه، ويتبادلان عبارات الحب والغرام، ويودان لو يلتقيان، لكن الظروف المواتية لا تسمح لهما بذلك، وفي ليلةٍ غاب فيها الرقيب حيث سنحت فرصة اللقاء بخروج أهل الشاب من منزلهم لقضاء نزهة، فلم يذهب معهم، وبقي وحده في المنزل حينها اتصل من فوره بالفتاة، وأخبرها بخلو منزلهم من أهله إذ خرجوا، فلبت دعوته، ودخل معها ملحق المنزل، فجلسا يتحدثان، وبينما هم كذلك إذ جاء والده فدخل البيت لغرضٍ نسيه، ففوجئ أن أنوار الملحق مضاءة، فدخل فإذا ابنه مع ابنة جاره، فأخذ ابنه وضربه ضرباً مبرحاً، فاستطاع الولد أن يفلت من أبيه، فولى هارباً ولم يعقب تاركاً معشوقته في قبضة والده، الذي بدوره أغلق باب الملحق وقال لها: الشيء الذي جئتِ من أجله لن تخرجي بدونه، فاغتصبها وفض بكارتها، ثم تركها تذهب إلى بيتها، مكسوفة الحال، فجلست مهمومةٍ مغمومة مما حدث لها مع والد معشوقها، وجارها، فخطرت لها فكرة الاتصال بابن عمها الذي تعرفه بعقله ورزانته، فأخبرته الخبر وقصت عليه ما حدث كيف حدث، وطلبت منه الزواج بها، والمكث معها مدة ثم إن بدا له طلاقها فعل، فتزوجها ومكث معها شهراً ثم طلقها.

    فهؤلاء أقوام هتكوا الستر، وقطعَّوا الحجب، وبارزوا الله بالمعصية، وسوف يوقفون وعن أعمالهم يسألون.

    خبر فتاتين غفل عنهما والدهما

    ولقد حدثني زميلٌ في العمل، عن صديقٍ له جاء تعيينه في جدة ، وكان إذ ذاك أعزب، وكان يفطر في الصباح الباكر قبل ذهابه إلى عمله، في مطعمٍ قريبٍ من منزله، وقد اعتاد نظره إلى سيارة عائلية يقودها سائق وفيها فتاتان تقف بجوار المطعم، فتنزلان ويدخلان في قسم العائلات في نفس المطعم، ثم بعد زمن يسير يأتي شابٌ بسيارته الأنيقة فتخرج إليه إحداهما ثم يأتي بعده شابٌ آخر، فتخرج إليه الأخرى، وهكذا على هذه الحالة، حيث يتكرر المشهد في الأسبوع عدة مرات، وأحياناً يومياً.

    وبالمصادفة يتعرف على رجلٍ في وليمةٍ عقدها زميله في العمل فلما انتهت الدعوة أراد الرجل الانصراف، ولم يكن جاء بسيارته الخاصة إذ جاء به صاحب الدعوة، فكان من صاحبنا أن أوصله بسيارته حين علم أنه يسكن في الحي الذي هو فيه، وعندما أوصله إلى منزله يفاجأ الشاب بتلك السيارة العائلية، ذات اللون الأحمر، والرقم الذي حفظه لكثرة ما رآها، وتبين له فيما بعد أن هذا الرجل هو والد الفتاتين، وعنده طيبةٍ وسذاجة حيث أنه قد أعطى ابنتيه السيارة مع السائق وهواتف الجوال الذي به تعقد اللقاءات، والذي حدى به لفعل ذلك ثقته التامة في بناته، مع عدم مراقبته وتتبعه لتحركاتهما مع السائق.

    وحدَّث هذا الشاب أنه تعرف على فتاةٍ فأدار معها الحديث، فأخبرته بمعرفتها لشبابٍ غيره، وأنها تخرج مع بعضهم، وقد حصلت على هاتف الجوال هي وأختها من دون علم والديها، فأدرك هذا الشاب خطأ فعله معها، فأحب نصيحتها والابتعاد عن هذا الطريق الموحش فلم تسمع منه، فانطلق إلى هاتف عمومي فتحدث مع أمها، وأخبرها بخبر بناتها، وإنهن لا يذهبن إلى الجامعة، ومعهن الجوال من دون علمكم به.

    فبكت الأم وأخبرته بأن والدهما مشغولٌ في أعماله، فمتى يكون هو في البيت، وهي أيضاً مشغولةٌ بمدرستها، وبعد مضي زمن تبين له أن الأم لم تحرك ساكناً، وأن البنات لم يتغير من حالهن شيئاً، فحينئذٍ أدرك أن السفينة تقودها الرياح، وأن ربانها قد أشغلته دنياه عن الاهتمام بأهل بيته.

    فهؤلاء من الذين هتكوا الستر، وضيعوا الأمانة، وسوف يسأل كل صاحب أمانة عن أمانته.

    1.   

    خطر الغفلة عن الأبناء

    معاشر المسلمين: حتى متى هذه الغفلة عن أهل بيتكم، وعدم تفقدهم والنظر في أحوالهم، والجلوس معهم والاستماع إليهم، وحل مشاكلهم، وتزويجهم في سن مبكرة، وإعانتهم على ذلك؟

    فالزواج حصنٌ حصين، ومانعٌ متين من الوقوع في الفواحش والقاذورات، والمعاصي والمحرمات، فإن كل الشباب يعزون سبب الوقوع في الرذيلة إلى إهمال الأهل والعشيرة، فهم البوابة الأولى إذا لم يحكم غلقها دخلت الشرور، ومع الأسف تكون بعض البيوت بؤرة فساد يتعلم فيها الشباب والفتيات المنكر، وتتفتح أعينهم على الحرام، وحب الجنس، وعشق المعاكسة، والولوج في غياهبها، حيث تشاهد المسلسلات المدبلجة التي تهدف إلى تعليق المشاهد بالحب الكاذب، والغرام بالحرام، عن طريق ممثلين وممثلات تم اختيارهم بعناية، يكون فيهم الجمال، والنعومة، والجاذبية، مع تبادل القبلات الساخنة، التي لو كان لحجرٍ قلب لتصدع من هول ما يرى، فكيف بإنسان مليء بالمشاعر والأحاسيس، والعواطف الجياشة من بنين وبنات.

    في دورة أفرادٍ عسكرية صلى بهم إمامهم صلاة العشاء، وقرأ سورة يوسف، وبعد انصرافه جاءه شابٌ عليه آثار الحزن، قد أثرت فيه قصة يوسف مع امرأة العزيز، وقال: يا شيخ! هل لي من توبة، قال: نعم. وما ذاك؟ قال: وقعت على أختي أكثر من أربع عشرة مرة، فنحن لدينا في منـزلنا أكثر من أربعين قناةً فضائية..!!

    فهل يعي الآباء أنهم قد جنوا على أبنائهم من حيث أرادوا أن يدخلوا عليهم السرور، ويرفعوا عنهم الملل؛ لفرط الثقة بهم، وقد سلموا قيادهم للشيطان، ونبينا يأمرنا بأن نفرق بينهم في المضاجع، وهاهم يرون ما لا صبر لهم على احتماله، وقد خلوا بأنفسهم، وكان الشيطان يباركهم، فماذا تنتظرون؛ فقد هتكوا الستر؟!!

    أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    آثار الزنا وعواقبه

    الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، ومن استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    أيها الإخوة: إن للزنا آثاراً وخيمة، وعواقب أليمة، رتبها الله جل في علاه للذين يزنون، جعل منها في الدنيا أن تذل منها رقابهم، وتسوء بها خاتمتهم، فيموتون إذ يموتون بشر حال، وخزيٍ ووبال؛ لسوء الفعال، وبئس المآل، وعقوبات شديدة تنتظرهم حين مقدمهم على ربهم، وقد علتهم المذلة، وسودت وجوههم الزلة، إذ أصروا عليها فلم يتوبوا منها، حتى ماتوا عليها.

    وقد حصر ابن القيم رحمه الله خلال الشر التي يجنيها الزناة والزواني؛ لفعلهم هذه الكبيرة التي يترفع عنها الحيوان، وينكرها أهل الأديان، قال في روضة المحبين : والزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، فلا تجد زانياً معه ورع، ولا وفاءٌ بعهد، ولا صدقٌ في حديث، ولا محافظةٌ على صديق، ولا غيرةٌ تامةٌ على أهله، فالغدر والكذب والخيانة وقلة الحياء، وعدم المراقبة، وعدم الأنفة للحرم، وذهاب الغيرة من القلب من شعبه وموجباته.

    ومن موجباته: غضب الرب بإفساد حرمه وعياله، ومنها سواد الوجه وظلمته، وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين.

    ومنها: ظلمة القلب، وطمس نوره، وهو الذي أوجب طمس نور الوجه، وغشيان الظلمة له، ومنها الفقر اللازم، وفي أثرٍ يقول الله تعالى: (أنا مهلك الطغاة، ومفقر الزناة).

    ومنها: أنه يذهب حرمة فاعله، ويسقط من عين ربه، ومن أعين عباده المؤمنين.

    ومنها: أنه يسلبه أحسن الأسماء، وهو اسم العفة والبر والعدالة، ويعطيه أضدادها كاسم الفاجر، والفاسق، والزاني والخائن.

    ومنها: أنه يسلبه اسم الإيمان.

    ومنها: أنه يفارقه الطيب المتصف به أهل العفاف، ويتبدل به الخبث المتصف به الزناة في قوله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور:26] وقد حرم الله الجنة على كل خبيث، بل جعلها مأوى الطيبين، قال تعالى: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ [النحل:32].

    والزناة من أخبث الخلق، وقد جعل الله جهنم دار الخبث وأهله.

    ومنها: أن الزاني يعرض نفسه للعذاب، في تنورٍ من نار، أعلاه ضيف، وأسفله واسع، وهو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيه الزناة والزواني يعذبون، كما رواه البخاري .

    ومنها: قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله وأصحابه، وغيرهم له.

    ومنها: أن الناس ينظرون إليه بعين الخيانة، ولا يأمنه أحدٌ على حرمته وولده.

    ومنها: أن الزنا يجرئ على عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة أهله وعياله، وإن هذه المعصية محفوفة بالمعاصي، فهي لا تتم إلا بأنواع المعاصي قبلها ومعها وبعدها، فهي تجلب شرور الدنيا والآخرة.

    ومنها: انتشار الأمراض الخطيرة، وفشو الطاعون، وانتشار الأمراض التناسلية المستعصية للعلاج.

    ومنها: تعريض المحارم للوقوع بالفاحشة، فكما تدين تدان.

    إن الزنا دينٌ فإن أقرضته     كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

    من يزنِ يُزن ولو بجداره     إن كنت يا هذا لبيباً فافهم

    وسوف يعرض الزاني الخائن يوم القيامة على الذي زنى بامرأته؛ ليأخذ من حسناته ما يشاء، وسوف لا يبقي للخائن حسنة، وكذلك تشهد الجوارح عليه، قال تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور:24].

    معاشر المسلمين: ما ظهر الزنا والربا في قرية إلا أذن الله بخرابها، فاقطعوا دابر الفاحشة من أصلها، فاعتنوا بتربية بناتكم على الستر والعفاف، والقرار في البيوت، والمحافظة على الحجاب، وبتغطية الجسد بأكمله، فلا تبدي منه شيئاً، لا وجهاً ولا عينين، ولا أقل من ذلك، فقد كثرت الفتن، فلا تؤمن الفاحشة على أحد، فالتأدب غاية التأدب، والتعفف غاية التعفف، خاصةً فيما بين المحارم أنفسهم، فلا تظهر البنت أمام إخوتها وأعمامها، وأخوالها، وذوي قرابتها بملابس تحرك الشهوة في القلب، كلبس البنطال الذي يجسد المرأة فيصف تقاطيع بدنها باسم الثقة فيما بين الجنسين، وما سوى ذلك من الملابس الفاتنة المغرية القصيرة والضيقة، وذات الفتحات الجانبية، فالاحتشام من الفتاة أمام أقاربها يجنبها ويجنبهم الوقوع في الفاحشة، فمع الاحتشام لا يطمع الذي في قلبه مرض.

    وإذا كان هذا مع المحارم والأقارب فمع غيره من الأجانب أولى وأحرى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [النساء:71] فالعيون زائغة، والقلوب مريضة، والشهوة بما يعرض عليها متأججة، وقد كثر الذئاب، وكثرت ضحاياها، ومن لم يعتبر بما يسمع حوله فسوف يعتبر إذا عض أصابع الندم، وهيهات ينفعه الندم، وماذا ينفعه ندمه إذا انكفأ القِدر، وهتك السِتر؟!!

    أيها الناس: إن الله أمركم بأمر بدأكم فيه بنفسه، وثنى فيه بملائكته، وثلث بكم فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

    اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وعلى صحابته وأهل بيته، ومن استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، اللهم عليك باليهود والنصارى والصليبيين، اللهم عليك بالصرب وأعداء المسلمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم خذهم أخذ عزيزٍ مقتدر، اللهم إنهم لا يعجزونك، اللهم إنهم لا يعجزونك.

    اللهم ارحم إخواننا المسلمين في فلسطين ، اللهم ارحم إخواننا المسلمين في فلسطين ، اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، اللهم احفظهم بحفظك، واكلأهم برعايتك، اللهم انصرهم على عدوك يا رب العالمين! يا حي يا قيوم! اللهم احفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك، اللهم احفظنا واحفظ شبابنا وشاباتنا من كل سوء، اللهم احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.

    اللهم من أراد بنا وبشبابنا وشاباتنا، وبالمسلمين سوءاً فاشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، بحولك وقوتك يا ذا الجلال والإكرام!

    عباد الله: إن الله يأمر بالعدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء، والمنكر، والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون.

    فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756382066