إسلام ويب

وظيفة المسلم الحقيقيةللشيخ : أحمد فريد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • وظيفة المسلم الحقيقية التي خلق من أجلها هي عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، فعلى المسلم أن يتفرغ لهذه الوظيفة التي خلق من أجلها، وألا ينصرف إلى سواها؛ حتى يفوز بسعادة الدارين.

    1.   

    الحكمة من خلق الخلق

    الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، دعا عباده إلى دار السلام فعمهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً، وخص بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنة وفضلاً، فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم، وذلك فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته، ولا مطمع له في الفوز بالجنة والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، وقد ترك أمته على الواضحة الغراء والمحجة البيضاء، وسلك أصحابه وأتباعه على أثره إلى جنات النعيم، وعدل الراغبون عن هديه إلى صراط الجحيم، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم، فصلى الله وملائكته وجميع عباده المؤمنين عليه، كما وحد الله عز وجل وعرفنا به ودعا إليه، وسلم تسليماً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

    عباد الله! إن الله لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لأمر عظيم وخطب جسيم، عرضه على السماوات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه إشفاقاً ووجلاً، وقلن: ربنا إن أمرتنا فسمعاً وطاعة، وإن خيرتنا فعافيتك نريد لا نبغي بها بدلاً، وحمله الإنسان على ضعفه وعجزه عن حمله، وباء به بظلمه وجهله، فألقى أكثر الناس الحمل عن ظهورهم لشدة مئونته عليهم وثقله، وصحبوا الدنيا صحبة الأنعام السائمة، لا ينظرون في معرفة موجدهم وحقه عليهم، ولا يتفكرون في قلة بقائهم في الدنيا الفانية، وسرعة مصيرهم إلى الآخرة الباقية، فقد ملكهم باعث الحس، وغاب عنهم داعي العقل، وشملتهم الغفلة، وغرتهم الأماني الباطلة والخدع الكاذبة، إذا بلغهم حظ من الدنيا بآخرتهم طاروا إليه زرافات ووحداناً، ولم يؤثروا عليه فضلاً من الله ولا رضواناً، يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.

    خلق الله عز وجل الخلق من أجل وظيفة معينة ومن أجل مهمة معينة، فمن عمل بهذه الوظيفة ومن قام بهذه الوظيفة حق القيام أفلح وأنجح وسعد في الدنيا والآخرة، ومن تغاضى عن هذه الوظيفة ولم يهتد إلى معرفتها أو عرفها ولكنه لم يقم بها خاب وخسر وكان حظه في الدنيا الضنك والشقاء والهم والغم والحزن، وينتقل من ذلك إلى ضيق الآخرة وإلى عذاب الآخرة، والآخرة أدهى وأمر.

    ما خلقنا الله عز وجل لأجل أن ننشغل بالكرة، وننظر أي فريق من فرق الكرة ينتصر، وما خلقنا الله عز وجل للجلوس على المقاهي، وما خلقنا الله عز وجل للهو والعبث، وما خلقنا الله عز وجل من أجل أن نتسمر أمام شاشة الفيديو أو التلفاز أو استقبال البث المباشر.

    لقد بين الله عز وجل الوظيفة التي خلق الله عز وجل من أجلها الخلق، والتي من أجلها أرسل الله عز وجل الرسل، فقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] فالله عز وجل خلق العباد من أجل أن يعبدوه وحده عز وجل، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: إلا ليعرفون. أي: ليعرفوا الله عز وجل ويوحدوا الله عز وجل، ليعرفوا الله عز وجل بأسمائه وصفاته وربوبيته وإلهيته.

    وهذه المعرفة تدعوهم إلى عبادة الله عز وجل وحده، فالله عز وجل خلق العباد من أجل الطاعة والعبادة، وأرسل الله عز وجل الرسل من أجل أن يدعوا الناس إلى عبادة الله عز وجل، ومن أجل أن ينبهوا الناس إلى الوظيفة التي خلقهم الله عز وجل من أجلها، فقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].

    وقال عز وجل: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45].

    وأول أمر في كتاب الله عز وجل أمر بالعبادة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21].

    فالله عز وجل خلق الخلق من أجل أن يعبدوه عز وجل، ومن أجل أن يفردوه عز وجل بالعبادة، فمن عرف هذه الوظيفة وقام بها أفلح وأنجح وسعد في الدنيا والآخرة.

    هذه الوظيفة فهمها تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم والدعاة إلى الله عز وجل في كل زمان ومكان، فينبغي عليهم أن يجعلوا هذه الوظيفة نصب أعينهم، وأن يعلموا أن مهمتهم هي مهمة الرسل، لأنهم أتباع الرسل، والرسل يعبِّدون الناس لله عز وجل، ويخرجون الناس من عبادة الشجر والحجر والبقر والشمس والقمر والطواغيت والمال والشهرة وغير ذلك ويعبِّدونهم لله عز وجل، ويشرفونهم بأن يجعلوهم عبيداً حقيقيين لله عز وجل.

    فهذا ربعي بن عامر أحد تلامذة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدخل على رستم فقال له رستم : ما الذي جاء بكم؟ فقال: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

    ففهم الصحابي هذه الوظيفة، وكيف لا يفهمها وهو تلميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    1.   

    لذة الطاعة وشؤم المعصية

    فالعبد ينبغي أن يكون كله لله عز وجل، وقته لله عز وجل، وزهده لله عز وجل، وماله لله عز وجل، وزوجته وأولاده لله عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].

    فالعبد لا يجوز له أن يعمل ويؤدي إلى غير سيده، بل يجب عليه أن يؤدي إلى سيده، فلا يجوز له أن يختلس من وقته شيء ولا من جهده شيء ولا من ماله شيء، فكل عمله لله عز وجل، فهو يصلي لله ويصوم لله ويحج إلى بيت الله الحرام ويسعى إلى معاشه لله عز وجل ليقوم بالواجبات عليه، بل ينام لله عز وجل، كما قال معاذ : إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.

    فعمله كله لله عز وجل، وليله ونهاره لله عز وجل، يظن الناس أن من كان كذلك فإنه يعيش مكدر الخاطر، منغص الضمير؛ لأنه لا يفعل ما تهواه نفسه، ولا ما يزينه إليه شيطانه؛ لأنهم يتوهمون أن العبد لا يمكن أن يسعد حتى يفسق عن أمر الله عز وجل ونهيه، وحتى يتبع الهوى، وحتى يفعل ما تأمره به الشياطين.

    وهذا من الظن الفاسد، بل لا سعادة له إلا في طاعة الله عز وجل، وفي عبوديته لله عز وجل، وأن يكون كله لله عز وجل، فمن الناس من ليس منه شيء لله عز وجل، فهو بباطنه ليس مشغولاً بالله، وليس ممن يحب الله عز وجل وينشغل بطاعته، وأعماله خارجة عن طاعة الله عز وجل.

    ومن الناس من يكون ظاهره لله عز وجل، فهو يقف في الصف مع المصلين، ويقف بعرفات مع الواقفين، ويخرج مع الحجاج والمعتمرين، ولكن قلبه في الشهوات يهيم. وهذا ينطبق عليه قول القائل:

    يخبرني البواب أنك نائم وأنت إذا استيقظت أيضاً فنائم

    فمثل هذا لا يجد طعم الإيمان، ولا يجد حلاوة الإيمان، ولا يجد سعادة الإيمان، لأنه لا يجد ذلك إلا من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، لا يجد العبد طعم الإيمان وحلاوة الإيمان حتى يكون كله لله عز وجل، فهو بظاهره مشغول بطاعة الله وباطنه مع الله عز وجل، وقلبه مملوء بحب الله عز وجل، وسعادته في أن يخلو بالله وفي أن يذكر الله عز وجل، وفي أن يجلس في مجالس ذكر الله عز وجل، وفي تحقيق العبودية لله عز وجل، فكلما حقق العبد كمال العبودية لله عز وجل فإنه يسعد في الدنيا والآخرة، وتجري في قلبه أنهار الجنة، ويفتح لقلبه باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها، كما قال بعضهم: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من نعمة لجالدونا عليها بالسيوف.

    وقال بعضهم: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

    وقال بعضهم: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، وصلاة الجماعة.

    وقال بعضهم: إنه لتمر بي أوقات يرقص فيها القلب طرباً.

    وقال بعضهم: إنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة كما نحن فيه والله! إنهم لفي عيش طيب.

    لماذا لم نجد هذه المعاني الإيمانية ولم نصل إلى هذه الأحوال الشريفة الرضية؟ لأننا لسنا جميعاً لله عز وجل، وفي قلوبنا من حب الدنيا ومن الشهوات ومن المعاصي الظاهرة والباطنة ما حرمنا بسببه من وجود لذة الطاعة والعبادة كما وجد السلف رضي الله عنهم.

    وقال شيخ الإسلام : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة.

    وكان يقول: ما يفعل بي أعدائي؟ أنا جنتي معي، بستاني في صدري، إن سجني خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وتعذيبي جهاد في سبيل الله.

    ولما سجن في القلعة نظر من خلف الباب وقال: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد:13].

    وكان تلميذه العلامة شيخ الإسلام ابن القيم يقول: كنا إذا ضاقت بنا الأمور واشتدت بنا الأحوال نلقاه فما أن نراه إلا يذهب كل ذلك عنا وينقلب انشراحاً وفرحاً، ولقد كان من أطيب الناس عيشاً مع ما كان فيه من شدة العيش وخلاف الرفاهية، كانت نضرة النعيم تلوح على وجهه.

    فالحمد لله الذي فتح لعباده باباً إلى جنته فأتاهم من ريحها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها، وهم ما يزالون في دار العمل.

    وشيخ الإسلام تجاوز الستين سنة وما وجد حياة الراحة والاستقرار حتى يتزوج، بل كان من سجن إلى سجن ومن معركة إلى معركة ومن مناظرة إلى مناظرة، لم يفرغ يوماً حتى يتزوج زوجة حسناء، أو يملك سرية حسناء، ولا سعى خلف دينار ولا درهم ولا سعى لمنصب، فكانت حياته كلها بذل لله عز وجل وعبودية لله عز وجل، فكيف وجد سعادة الإيمان وحلاوة طاعة الله الرحمن؟ بل كيف يجد من رآه حلاوة الإيمان؟ وكيف ينشرح صدر من رآه من أتباعه من المؤمنين والأولياء الذين رؤوا ذكر الله؟

    ورد عن أيوب السختياني سيد شباب أهل البصرة من التابعين: أنه كان إذا دخل السوق ورأوه هللوا وسبحوا وكبروا، أي: لما يرون عليه من آثار الطاعة والعبادة.

    فالمؤمنون الأولياء إذا رؤوا ذكر الله عز وجل؛ لما على وجوههم من آثار الطاعة والعبادة، كما وصف الله عز وجل الصحابة الكرام بقوله: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29].

    وقال المفسرون: ليس المراد بذلك علامة السجود في رءوسهم؛ فإن ذلك يكون في وجه من هو أقسى قلباً من فرعون، ولكن أنوار الطاعة والعبادة والإقبال على الله عز وجل بادية على وجوههم، ولما رأى نصارى الشام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: والله! لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك؛ فإن الصحابة هم أفضل صحب لأفضل نبي صلى الله على نبينا وعليهم وسلم تسليماً.

    فانظروا كيف إذا أقبل العبد على ربه عز وجل يجد حلاوة الطاعة، ويجد حلاوة الإيمان، ويحيا حياة طيبة مطمئنة حتى إذا نزلت به ملائكة الله عز وجل تقول: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:26-30] .

    فعاشوا حياة مطمئنة سعيدة في الدنيا بالإيمان، ثم انقلبوا بعد ذلك إلى رحمة الرحيم الرحمن عز وجل.

    وهكذا المؤمن كيف تكون خاتمته؟ من المؤمنين يختم له وهو ساجد، ومنهم من يختم له وهو في الدعوة إلى الله عز وجل، ومن يختم له وهو يكتب العلم ويقول: إن كان هذا موتاً والله! إنه لموت طيب، ويسقط القلم من يده.

    وانظروا إلى الذين يشيعون الفواحش والذين يعيثون في الأرض فساداً، هل سمعتم عن أحد من المسلمين ينتحر وقد جاوز الستين سنة؟ إن هذا فعل المراهقين والمراهقات، ولكن سبب ذلك شؤم الذنوب والمعاصي وسوء الخاتمة التي غالباً ما تكون لأهل الذنوب والمعاصي الذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، والإقبال على الانتحار أقوى علامة من علامات الشقاء، فإن العبد الذي يقدم على الانتحار يعيش في ضنك وشقاء، ما يظن أن بعد هذا الشقاء شقاء، فهو يظن أنه إذا انتحر يستريح من هذا الشقاء، أو على الأقل ينتقل من هذا الشقاء الذي لا يظن أن هناك شقاءً أقوى منه إلى شقاء أقل من ذلك، وهو ما يدري أنه ينتقل من شقاء الدنيا إلى شقاء الآخرة، والآخرة أدهى وأمر.

    فالعبد لا يسعد إلا وهو مطيع لله عز وجل، شاهد من القرآن الكريم: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].

    1.   

    حاجة البشر إلى الإسلام

    الإسلام حاجتنا إليه أكثر من حاجتنا إلى هذا الهواء الذي نتنفسه، فقد تمكث يوماً أو أياماً بغير طعام ولا شراب ولكن هل تستطيع أن تبقى دقائق معدودة بغير أن تتنفس الهواء؟ فالإسلام كهذا الهواء الذي ينشرح به الصدر، والذي تكون به الحياة، كما قال عز وجل: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر:22] فالمؤمن منشرح الصدر بالإسلام، كما ينشرح الصدر بالهواء بل أعظم وأجل.

    وقال الله عز وجل: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125] والذي يصعد في السماء يختنق؛ لأن ضغط الجو في طبقات الجو العليا يخف وتقل نسبة الأوكسيجين فيختنق من يصعد في السماء، فكذلك من حرم من الإسلام ومن دين الملك الديان فإنه يختنق، لا أقول: يختنق جسده، بل يختنق قلبه ويخسر الدنيا والآخرة، وتضيع عليه مصالحه في الدنيا والآخرة.

    نسأل الله عز وجل أن يمتعنا بنعمة الإيمان، وأن يرزقنا حلاوة الإيمان، وأن يختم لنا بخير وعافية. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    سبب فلاح العبد وسبب شقائه

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    ثم أما بعد:

    عباد الله! لما خلقت القلوب لمعرفة علام الغيوب وغفار الذنوب عز وجل صارت سعادتها في طاعة الله عز وجل وفي عبادة الله عز وجل وفي توحيد الله عز وجل، فإذا تعلق القلب بغير الله فالتعاسة والشقاء: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الخميصة، تعس عبد القطيفة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) .

    والقلب لو كان فيه غير الله عز وجل يشقى بذلك شقاءً لا يرجى له فلاح، حتى يعرف الله عز وجل، وحتى يتعلق بالله عز وجل تعلق المحب المضطر، فكما خلقت العين للإبصار والأذن للسماع واللسان للتحدث والذوق خلق القلب لمحبة الله عز وجل ومعرفة الله عز وجل، فإذا خلا من حب الله عز وجل وطاعته فهو كالعين العمياء والأذن الصماء واليد الشلاء والجسد الميت، فلا سعادة للعباد إلا في طاعة الله عز وجل وفي تحقيق كمال العبودية لله عز وجل.

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب عبد قط هم ولا غم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء همي وحزني؛ إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً) .

    لما خلقت القلوب لمعرفة علام الغيوب وتوحيد علام الغيوب وغفار الذنوب عز وجل صار علاج القلوب كذلك في التوحيد، فالقلوب لا تصلح إلا بالتوحيد، فمن أصيب بهم أو غم أو حزن.. والهم: ما يصيب القلب عند انتظار مكروه في المستقبل، والغم: ما يصيب القلب عند المصيبة الحاضرة، والحزن: هو الأثر الباقي في القلب نتيجة لمصيبة سالفة.

    والقلوب تصاب بضعف التوحيد، وإلا فلو كانت دائماً مقبلة على الله عز وجل موحدة لله عز وجل فلن تجد شيئاً من ذلك، بل تجد السعادة باستمرار وتجد حلاوة الأنس بالله عز وجل، ونحن في أنفسنا شاهد على ذلك، فليس منا أحد فعل الطاعة ولم يفعل المعصية، وليس منا أحد لم يذق طعم الطاعة، فنحن جميعاً جررنا الطاعة والمعصية، فكم أطعت الله عز وجل فوجدت أنساً في قلبك وحلاوة في قلبك، وإقبالاً على الله عز وجل وفرحاً بالله عز وجل! وكم خذلت ووقعت في المعصية أو الغفلة فوجدت الوحشة والضنك والشقاء!

    فالقلوب أسعد ما تكون إذا أقبلت على الله عز وجل، فالقلوب لا تصل إلى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة. ونكتة المسألة: إذا سلم القلب قربه الله عز وجل وأدناه، فيسعد بالله عز وجل، ويأنس بالله عز وجل، ويستغني بالله عز وجل، وإذا فعل العبد المعصية طرده الله عز وجل عن حضرته وأبعده بقدر جريمته، فيجد الوحشة بينه وبين الله عز وجل وبينه وبين عباد الله المؤمنين.

    فسعادة القلوب في قربها من الله عز وجل، وفي إقبالها على الله عز وجل، فإذا أصيب القلب بشيء من الهم أو الغم أو الحزن فعلاجه أن يعود إلى التوحيد، وأن يجدد توحيده للرب العزيز الحميد المجيد، وأن يقف العبد ذليلاً على ذات ربه العزيز عز وجل، ويقول: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك. فهو ليس عبد ابن سيد، ولكنه عبد وابن عبد وابن أمة، فالعبودية متأصلة فيه.

    وقوله: (ناصيتي بيدك) فيه إقرار منه بتمام الخضوع لربوبية الله عز وجل، فمن كمال ربوبية الله عز وجل أن الله تعالى أذل جميع الخلق وقهر جميع الخلق مؤمنهم وكافرهم، كما قال عز وجل: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود:56] يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير، يملك نواصي العباد ويملك قلوب العباد، يصرف قلوب العباد كيف يشاء، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، قال تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا [السجدة:13] فالله عز وجل لو شاء أن يهدي كل الخلق لهداهم بكلمة واحدة، ولكن كيف تكون الدعوة إلى الله عز وجل؟ وكيف يوجد الدعاة إلى الله عز وجل؟ فالله عز وجل قادر على هداية جميع الخلق دون خطب ودون دروس ودون كتب وأشرطة، ولكن الله عز وجل يريد أن يبذل الدعاة إلى الله عز وجل، كما أن الله عز وجل قادر على أن يهلك روسيا وأمريكا وسائر الملل الكافرة، وأن يدمر اليهود تدميراً بصيحة واحدة من جبرائيل تهلكهم عن آخرهم، ولكن كيف يكون البذل؟ وكيف تكون التضحية؟ وكيف تظهر آيات الجهاد والبذل لإعلان دين الله عز وجل؟ وكيف يتخذ الله عز وجل من يشاء من الشهداء؟.

    فالله عز وجل هو رب الناس، أي: يربيهم ويملك أمورهم، وهو الذي قهرهم ودبرهم كيف أراد: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود:56].

    وقوله: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك) تسليم للأمر والنهي، وتسليم لشرع الله عز وجل.

    وقوله: (عدل في قضاؤك) تسليم للقضاء والقدر، أن ترضى بالله عز وجل رباً، أن ترضى بشرع الله، وأن ترضى بحكم الله، وأن ترضى بأمر الله عز وجل، والله عز وجل إذا أمرنا بأمر فنحن الذين نسعد بتنفيذ أمر الله عز وجل، فالله تعالى يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30].

    فمن أطاع أمر الله عز وجل فهو الذي يحفظ قلبه من النظرة الخاطئة، ويسلم قلبه من الاشتغال بغير الله عز وجل، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته، وكما قال بعضهم:

    وكنت متى أطلقت طرفك رائداً لقلبك أتعبتك المناظر

    رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

    فالعبد الذي عصى أمر الله هو الذي يشقى بمعصيته لأمر الله عز وجل، والله تعالى أعلى من أن ينتفع بطاعات العباد، وأعلى من أن يتضرر بمعاصي العباد، فالعباد إذا أطاعوا الله عز وجل فإنهم ينتفعون بالطاعة في الدنيا والآخرة، ويسعدون بطاعة الله عز وجل في الدنيا والآخرة، والشرع ليس قيوداً لحرية العباد، وليس تنغيصاً لحياتهم، بل الله عز وجل شرع الشرع المتين من أجل أن نسعد في الدنيا والآخرة، فكل أمر من الله عز وجل فهو نعمة من الله، وكل نهي من الله عز وجل فهو نعمة من الله عز وجل.

    نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة يوم عرفة في حجة الوداع قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] فتمت نعمة الله عز وجل بتمام التشريع؛ لأن بتمام التشريع تتم سعادة العباد في الدنيا والآخرة إذا أطاعوا أمر الله عز وجل وإذا خضعوا لشرع الله عز وجل.

    1.   

    التوسل بأسماء الله عز وجل

    وقوله: (ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك) هذا فيه توسل مشروع بأسماء الله عز وجل الحسنى، والله عز وجل هو الذي سمى نفسه بهذه الأسماء الحسنى؛ لأن من علامة النقص والفقر والحاجة أن يحتاج العبد إلى من يسميه، والله عز وجل غني ومن سواه فقير إليه، وقد عاب الله عز وجل الآلهة الباطلة فقال: إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ [النجم:23] فهم فقراء يحتاجون إلى من يسميهم، والله عز وجل هو الذي سمى نفسه بالأسماء الحسنى، فأنزل بعضها في بعض كتبه، وعلم بعضها بعض خلقه، واستأثر الله عز وجل بعلم بعضها. وهذا يدل على أن لله عز وجل أسماء لا نعرفها ولم يعرفها أحد من خلق الله عز وجل.

    وقوله: (أو استأثرت به في علم الغيب عندك) هذا لا ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر) أي: من جملة أسماء الله عز وجل تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة. وهذا يدل على أن هذه الأسماء من الأسماء التي علمها الله عز وجل لبعض خلقه، أو نزلت في كتاب الله عز وجل، أو جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس معنى ذلك أن الله عز وجل ليس له إلا هذه الأسماء، وهذا -كما قال شيخ الإسلام - شبيه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض) أي: من جملة درجات الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله.

    وهذا الفهم كذلك موافق لقول الله عز وجل: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110] فالله عز وجل يعلم ولا يحاط به علماً، فنحن لا نعرف كل أسماء الله عز وجل؛ لأن هذا إحاطة بعلم الله عز وجل أو إحاطة علم بالله عز وجل.

    فالله عز وجل يعلم ولا يحاط به علماً؛ لعظمة الله عز وجل، كما أنه عز وجل يرى في الآخرة ولا يدرك، يرى كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث ولكنه لا يدرك، كما قال سبحانه: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام:103] لعظمة الله عز وجل، والإدراك فوق الرؤية، كما قال عز وجل: فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:61-62] فحصلت الرؤية ولم يحصل الإدراك؛ لأن الإدراك هو: الإحاطة بالشيء من جميع جوانبه.

    سئل ابن عباس عن قول الله عز وجل: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23] وعن قوله عز وجل: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103] ؟ فقال للسائل: سوف أضرب لك مثلاً من خلقه، قال: أفترى السماء؟ قال: نعم. قال: أفتدركها؟ قال: لا، قال: الله أعظم وأجل.

    فالسماء خلق من خلق الله عز وجل، كم فيها من المجرات ومن النجوم ومن الكواكب؟ وما هي أحجامها وأبعادها؟ وما هي مساراتها؟ كل ذلك لا يستطيع العبد عندما ينظر إلى السماء أن يحيط علماً بها، وهي خلق من خلق الله عز وجل، فكيف بالله عز وجل وهو فوق كل شيء وأكبر من كل شيء؟ فهو يعلم ولا يحاط به علماً، كما أنه يرى في الآخرة ولا يدرك.

    قال صلى الله عليه وسلم: (أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء همي وحزني) فالقرآن مثله كمثل الربيع - أي: المطر - والمطر ينزل نزولاً واحداً على الأرض، والأرض تختلف، فهناك أرض طيبة إذا نزل عليها المطر اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، فتثمر الثمار اليانعة، كذلك القلوب الطيبة التي ينزل عليها القرآن تثمر الأحوال الحسنة والمعاني الطيبة والأعمال الصالحة، وهناك قلوب لا تزداد إلا شكاً واضطراباً.

    قال عز وجل: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:124-125] .

    اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا وهمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

    اللهم إنا نسألك أن تقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

    اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم عليك بـشارون وباراك وبيريز وسائر اليهود، اللهم أحصهم عدداً، اللهم أحصهم عدداً، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

    اللهم كن مع المستضعفين من المسلمين في فلسطين، اللهم كن مع إخواننا المسلمين في فلسطين يا رب العالمين، اللهم قو شوكتهم، ووحد صفهم، وسدد رميتهم، وأجب دعوتهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم.

    اللهم عليك بالروس الملاحدة، اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، واجعلهم لسائر خلقك عبرة وآية، اللهم انصر إخواننا في الشيشان، وارفع رايتهم، ووحد صفهم يا رب العالمين.

    اللهم إنا نسألك أن تهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

    اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.

    وصلى الله وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756192269