إسلام ويب

شرح العقيدة الطحاوية [25]للشيخ : عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

  •  التفريغ النصي الكامل
  • انحرف كثير من الناس في باب الدعاء، فصاروا يدخلون فيه ما ليس بمشروع، ومن ذلك التوسل بالمخلوقين والاستشفاع بالصالحين والقسم على الله بهم، وقد بين العلماء السنة في الدعاء وحرموا التوسل الممنوع، وردوا على شبهات المخالفين.

    1.   

    الكلام على الاستشفاع والتوسل

    النهي عن الاستشفاع بالمخلوق في الدنيا

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأما الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره في الدنيا إلى الله تعالى في الدعاء ففيه تفصيل؛ فإن الداعي تارةً يقول: بحق نبيك، أو بحق فلان، يقسم على الله بأحد من مخلوقاته، فهذا محذور من وجهين: أحدهما: أنه أقسم بغير الله.

    والثاني: اعتقاده أن لأحد على الله حقاً، ولا يجوز الحلف بغير الله، وليس لأحد على الله حق إلَّا ما أحقه على نفسه، كقوله تعالى: وَكَانَ حَقَّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، وكذلك ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم لـمعاذ رضي الله عنه وهو رديفه: (يا معاذ ! أتدري ما حق الله على عباده؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حقهم عليه ألَّا يعذبهم).

    فهذا حق وجب بكلماته التامة ووعده الصادق، لا أن العبد نفسه يستحق على الله شيئاً كما يكون للمخلوق على المخلوق؛ فإن الله هو المنعم على العباد بكل خير، وحقهم الواجب بوعده هو ألَّا يعذبهم، وترك تعذيبهم معنى لا يصلح أن يُقسم به ولا أن يُسأل بسببه ويُتَوسل به؛ لأن السبب هو ما نصبه الله سبباً.

    وكذلك الحديث الذي في المسند من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الماشي إلى الصلاة: (أسألك بحق ممشاي هذا وبحق السائلين عليك)، فهذا حق السائلين هو أوجبه على نفسه، فهو الذي أحق للسائلين أن يجيبهم وللعابدين أن يثيبهم، ولقد أحسن القائل:

    ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع

    إن عُذبوا فبعدله أو نعِّموا فبفضله وهو الكريم الواسع

    فإن قيل: فأي فرق بين قول الداعي: بحق السائلين عليك وبين قوله: بحق نبيك أو نحو ذلك؟

    فالجواب أن معنى قوله: (بحق السائلين عليك) أنك وعدت السائلين بالإجابة وأنا من جملة السائلين، فأجب دعائي، بخلاف قوله: (بحق فلان)؛ فإن فلاناً وإن كان له حق على الله بوعده الصادق فلا مناسبة بين ذلك وبين إجابة دعاء هذا السائل، فكأنه يقول: لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعائي وأي مناسبة في هذا؟! وأي ملازمة؟! وإنما هذا من الاعتداء في الدعاء! وقد قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعَاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55].

    وهذا ونحوه من الأدعية المبتدعة، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أحد من الأئمة رضي الله عنهم، وإنما يوجد مثل هذا في الحروز والهياكل التي يكتبها الجهال والطرقية، والدعاء من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على السنة والاتباع، لا على الهوى والابتداع].

    لا يحق لأحد أن يحلف على الله ولا بغير الله

    هاهنا رد على الذين يسألون الله تعالى بحق المخلوقين، ويقولون: إن المخلوق إذا كان مقرباً عند الله فله منزلة، وله حق على الله، وله رفعة، فهو إذا سألناه بحق نبيه أو بحق الولي فلان يجيب دعاءنا، فيقول أحدهم: أسألك بحق نبيك أسألك بحق الولي فلان أسألك بحق عبدك فلان عليك. وهذا اعتداء في الدعاء، فالله تعالى يقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعَاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]، والمعتدون في الدعاء هم الذين يدعون بإثم أو يدعون بذنب أو يدعون بشيء لم يُشرع لهم، ولا شك أن هذا لم يُنقل، فما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته أنهم سألوا بحق مخلوق، أو توسلوا بحق مخلوق، لا بحق فلان ولا بجاه فلان ولا بغير ذلك، فالمحذور فيه أنه حلف بحق مخلوق، والحلف بغير الله شرك، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)، فإذا قال: بحق فلان أو بالنبي أو بالولي أو بجاه فلان، أو بشرفي أو بحياتي أو بحياتك يا فلان، أو ما أشبه ذلك على وجه التأكيد؛ اعتُبر قد حلف بمخلوق، فيكون هذا تعظيماً لذلك المحلوف به، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)، وقال: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بالأصنام، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون).

    فأمرنا أن نتجنب الحلف بالآباء كما كان المشركون يحلفون بآبائهم أو بأمهاتهم أو بأصنامهم في قولهم: واللات والعُزَّى، ونحو ذلك.

    وثبت أنه قال: (من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله)، كأنه أشرك فأُمر بأن يجدد التوحيد؛ ليبطل الاعتقاد بأن اللات والعزى معظمتان أو أنهما تستحقان التعظيم.

    فكذلك إذا حلف بالولي فلان، أو بـعلي ، أو بـحسن ، أو بـحسين ، أو بـعيدروس ، أو بـابن علوان ، أو بكذا وكذا؛ فإن هؤلاء مخلوقون لا يجوز الحلف بهم.

    كذلك أيضاً سؤال الله تعالى بحق المخلوقين أو بجاه المخلوقين، هذا أيضاً شرك، وذلك لأنه ليس لأحد حق على الله تعالى إلا ما أحقه على نفسه.

    حديث السؤال بجاه النبي مكذوب

    ويتكرر في كتب هؤلاء القبوريين وعلى ألْسُن دعاتهم حديث مكذوب، يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم). وهذا مكذوب لا أصل له، ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يأمرهم بأن يسألوا الله بجاهه وهو الذي يحب التواضع والذي يعرف أن ربه هو الذي يستحق التعظيم، ولما قال له رجل: ما شاء الله وشئتَ. قال: (أجعلتني لله نداً؟! قل ما شاء الله وحده)، فكيف يقول: اسألوا الله بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم؟!

    فإذاً: الذين يقولون: أسألك بجاه نبيك، أو بحق نبيك، أو بحق الولي فلان، أو بجاه الولي فلان؛ هؤلاء قد أشركوا، لماذا؟ لأنهم عظَّموا هذا المخلوق وحلفوا به، وجعلوا له حقاً على الله، ومعلوم أن الله تعالى هو الذي يتفضل على العباد، وليس أحد يملك من الله شيئاً، وليس على الله حق لأي مخلوق، بل هو الذي له الحق عليهم.

    حق العباد على الله تفضل منه وتكرم لا واجب

    أما حديث معاذ الذي ذكر فالحق فيه حق تفضل وحق تكرم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً)، فحقٌّ علينا وعلى العباد كلهم لله تعالى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً.

    وحق العباد على الله ألَّا يعذب من لا يشرك به شيئاً، فهذا ليس حق وجوب، بل هو حق تفضل وحق تكرم، وذلك لأنه الذي وفقهم وأنعم عليهم، ثم هو وعدهم -وهو لا يخلف الميعاد- أن من وحده فإنه يثيبه وينعِّمه، وأنه لا يعذبه إذا مات على التوحيد الصحيح الصادق، فهذا حق تكرم.

    وإذا كان كذلك فليس خاصاً بنبي ولا بولي ولا بغيره، ويقال: إذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم حق على الله فأنت كذلك لك حق، فائت بسببه، أنت لك حق تكرم على الله فائت بسببه، وهو أن توحد الله ولا تشرك به شيئاً، ولا تلتفت بقلبك إلى أي مخلوق، ولا تتعلق بسيد ولا ولي ولا شفيع ولا غيرهم، وتعلق بربك حتى يرحمك وحتى ينعِّمك ولا يعذِّبك، فبذلك تكون من الذين استحقوا على الله حق تكرم.

    والبيت الذي ذكر يؤيد أن هذا حق تكرم، وهو قولهم:

    ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع

    إن عُذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع

    فيقول هذا الشاعر: إن العباد ليس لهم عليه حق -يعني: حق وجوب- وإن سعيهم وأعمالهم الصالحة لا تضيع، بل هي محفوظة يحصيها ثم يوفيهم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فهذا حق تكرم.

    ولا يعذبهم ظلماً، إنما يعذبهم عدلاً لكونهم يستحقون العذاب.

    يعني: هو الذي تفضل عليهم وهداهم، فهدايته لهم نعمة، ولو أن الله تعالى عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهم يستحقون العذاب، ولا يكون ظالماً لهم، ولو أنه أنعم عليهم لكانت نعمته عليهم أفضل من أعمالهم.

    الرد على المستدلين بحديث: (أسألك بحق السائلين)

    فإذاً: يبقى علينا هذا الحديث الذي يكثر أن يستدل به القبوريون، وهو الحديث الذي رُوي عن أبي سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن أحدكم إذا خرج من بيته يقول: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا؛ فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي جميعاً؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ..) يقوله في طريقه إلى المسجد.

    والجواب أن هذا الحديث فيه ضعف، حيث إن في طريقه أو في إسناده عطية بن سعد العوفي ، وهو ضعيف، ثم على تقدير صحته لا دلالة فيه، فليس معنى (حق السائلين) جاههم، فجاه الناس كلهم سواء، ولو كان كذلك لقال: أسألك بحق النبيين، أو: بحق الأولياء، أو: بحق، فلان أو فلان من الأولياء، كـعبد القادر أو البدوي أو نحوهما، ولكن قال: بحق السائلين، وما هو حق السائلين؟

    هو ما وعد الله من سأله بالثواب، فحق السائلين على الله أن يجيبهم، وحق العاملين أن يثيبهم، فهذا هو حقهم الذي يسألون الله به، فكأنك تقول: يا رب أسألك بما جعلته حقاً على نفسك لمن سألك أن تجيب فأنا من جملة السائلين فأجب سؤالي وأثبني على أعمالي، فلما كان هذا حق السائلين كلهم كنت أنت من السائلين.

    يقول: يا رب أنا من جملة السائلين، وقد جعلت للسائلين عليك حقاً بقولك: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ، وبقولك: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، فإذاً: أنا من السائلين، فأسألك بما جعلته حقاً على نفسك وبما وعدت السائلين أن تجيبهم.

    فهل في ذلك توسُّلٌ بالجاه؟! وهل في هذا توسل بحق مخلوق؟ ليس فيه توسلٌ في حق مخلوق.

    إذاً: فكيف يتعلق بهذا القبوريون الذين يدعون فلاناً وفلاناً ويقولون: إن هؤلاء من جملة الذين أمرنا بأن نتوسل بحقهم، وأن نسأل الله بحقهم.

    فلا يُغتر بمن يستدل بهذا الحديث على أنه دليل في جواز السؤال بحق الأموات أو بحق الأولياء أو غير ذلك، فليس فيه أي دليل، وقد أورد العلماء هذا الحديث في الرد على من استدل به من القبوريين، وفي الرد على المشركين الذين جعلوه طعناً على الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي يمنع من السؤال بحق المخلوق، وبجاه مخلوق أياً كان.

    فكل من دعا معه أحدا أشرك بالله ولو محمدا

    فيقولون: هذا دليل على أنه يجوز السؤال بحق المخلوق.

    فأين السؤال فيه بحق المخلوق؟ إنما فيه السؤال بما جعل الله، كأنه يقول: أنت وعدت السائلين أن تجيبهم فأنا من جملة السائلين فأجب سؤالي فلا دلالة فيه على شيء مما يتعلقون به.

    لا يجوز الإقسام بالمخلوق ولا التوسل به

    قال رحمه الله تعالى: [.. وإن كان مراده الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور أيضاً؛ لأن الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فكيف على الخالق؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد أشرك).

    ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه رضي الله عنهم: يُكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك. حتى كره أبو حنيفة ومحمد رضي الله عنهما أن يقول الرجل: اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك، ولم يكرهه أبو يوسف رحمه الله لَمَّا بلغه الأثر فيه.

    وتارة يقول: بجاه فلان عندك، أو يقول: أتوسل إليك بأنبيائك ورسلك وأوليائك، ومراده: لأن فلاناً عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعاءنا، وهذا أيضاً محذور؛ فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلوه بعد موته، وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه، يطلبون منه أن يدعو لهم وهم يؤمِّنون على دعائه، كما في الاستسقاء وغيره، فلما مات صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه لما خرجوا يستسقون: (اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا)، معناه: بدعائه هو ربه وشفاعته وسؤاله، ليس المراد أنا نقسم عليك به، أو نسألك بجاهه عندك؛ إذ لو كان ذلك مراداً لكان جاه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم وأعظم من جاه العباس .

    وتارةً يقول: باتباعي لرسولك ومحبتي له وإيماني به وبسائر أنبيائك ورسلك وتصديقي لهم ونحو ذلك. فهذا من أحسن ما يكون من الدعاء والتوسل والاستشفاع.

    فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به فيه إجمال غلط بسببه من لم يفهم معناه، فإن أريد به التسبب به لكونه داعياً وشافعاً وهذا في حياته يكون، أو لكون الداعي محباً له مطيعاً لأمره مقتدياً به وذلك أهل للمحبة والطاعة والاقتداء، فيكون التوسل إما بدعاء الوسيلة وشفاعته، وإما بمحبة السائل واتباعه، أو يراد به الإقسام به والتوسل بذاته، فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه ..].

    قد ذكر العلماء الدليل على أنه لا يجوز الإقسام بمخلوق على الله تعالى، كما في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب : (باب ما جاء في الإقسام على الله).

    الإقسام على الله معناه: إلزام الله تعالى بشيء، كأن يقول: أقسمت عليك يا رب أن تفعل كذا. ولا شك أن هذا جرأة كبيرة على الله، فكيف تلزم ربك بشيء، وكيف تقسم عليه بأن يفعل شيئاً وهو الذي يتصرف في العباد؟! وما ورد في ذلك إنما هو على وجه المثل، فالحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: (رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)، هذا بيان أن هناك من هو متواضع لله تعالى لو قدر أنه طلب ربه وألح في طلبه لأجاب دعوته، ولكن ليس فيه أنكم تقسمون على الله، فتقول: أقسمت عليك أن تنزل المطر، أقسمت عليك أن تشفي المريض، أقسمت عليك أن تنبت النبات، هذا لا يجوز لما فيه من التصرف في الله ومن إلزام الرب سبحانه بما لا يملكه العبد، فالعبد لا يملك إلا الدعاء، فيسأل ربه ما يحبه، فيقول: يا رب! نحن الفقراء وأنت الغني فأنزل علينا غيثك، يا رب! نحن المذنبون وأنت العفو فاعفُ عنا، وما أشبه ذلك.

    فهذا المراد بالنهي عن الإقسام على الله.

    ومن أراد التوسع في الأدلة فليقرأ في الباب الذي في آخر كتاب التوحيد، وكذلك في شرحه: (فتح المجيد) و(تيسير العزيز الحميد) باب ما جاء في الإقسام على الله تعالى.

    أشياء يجوز التوسل بها

    أما سؤال الله تعالى بحق مخلوق فإن هذا أيضاً قد ذكرنا أنه لا يجوز، وأن المخلوق ليس له أن يتحكم على الله، ولكن قد يكون السائل أراد بذلك محبة ذلك العبد، فيكون سأل الله تعالى وتوسل إليه بعمل صالح، والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة من الأسباب لإجابة الدعاء ولقبوله.

    وقد ذكروا لذلك أمثلة، فمثلاً: إذا قلت: يا رب! أسألك بأني عبدك الذليل، أسألك بأني مصدق بوعدك ووعيدك، أسألك بما عملته لك من الصالحات، فهذه توسلات مباحة يُرجى بذلك قبول الدعاء بها، وكذلك إذا توسلت بمحبة أولياء الله، فإن ذلك فيه أيضاً وسيلة لإجابة الدعاء، كأن تقول: أسألك بأني أحبك وأحب نبيك وأحب عبادك الصالحين، أسألك بمحبتي لك ومحبتي لهم أن تجيب دعوتي، أو تقيل عثرتي، أو ما أشبه ذلك، أو تقول: أسألك بإيماني بك وتصديقي لنبيك واتباعي لشريعته، وإيماني بما جاء به وتصديقي بكتابك وعملي به، ونحو ذلك، تتوسل إلى الله تعالى بأعمال صالحة قد عملتها وأنت صادق فيها، فإن هذا فيه وسيلة إلى الله بأعمال خيرية، والله تعالى يجيب من هو أهل للإجابة إذا كان صادقاً فيما قاله بقلبه أو فيما قاله بلسانه.

    فالسؤال بحق فلان المخلوق لا يجوز كما تقدم.

    وأما السؤال بحبه، أو باتباعه، أو بالسير على نهجه، أو بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم، أو بعمل من الأعمال الصالحة، فذلك أيضاً من الوسائل التي تكون مؤثرة في إجابة دعاء الداعي، فإذا توسل بها العبد رُجي إجابة دعوته، ولكن عليه مع ذلك أن يجتهد في الأدعية النبوية، وفي الأعمال الصالحة.

    والأدعية النبوية فيها كثير من ذكر الأعمال الصالحة، فمثلاً: إذا قلت: (اللهم أنت ربي لا إله إلَّا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت)، فتوسلت بأنك ملتزم بعهد الله وبوعده ما استطعت؛ فذلك من الأسباب، كذلك إذا قلت: أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا إلى حبك، كأنك تقول: أسألك أن ترزقني عملاً صالحاً أكون به محبوباً لك ومحباً لك. وما أشبه ذلك.

    فهذه أدعية نبوية وأدعية فيها توسل بأعمال صالحة ودعاء بالأعمال الصالحة أو بالتوفيق لها.

    ولم يرد عن السلف رحمهم الله أنهم قالوا: أسألك بحق فلان. أو: بحق عبد القادر . أو: بحق السيد البدوي . أو: بحق ابن عباس . أو ما أشبه ذلك.

    الكلام على توسل عمر بالعباس

    ويبقى ما ذكر من توسل عمر رضي الله عنه بـالعباس ، وكثيراً ما يستدل به القبوريون فيقولون: كيف تعيبون علينا أن نتوسل بالصالحين وهذا عمر توسل بـالعباس ؟!

    نقول: تأملوا قصة عمر حتى تعرفوا ما فعله وما تفعلونه، والفرق الكبير بين فعلكم وفعله!

    فقد كان العباس بن عبد المطلب كبيرَ السن تقياً زاهداً، قريبَ الصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

    فلأجل هذه الأسباب قدموه ليدعو، فقال عمر: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا). يعني: نتوسل بدعائه، وهو حي بين أيديهم، فقدموه ليؤمنوا على دعائه ليسأل الله تعالى، فكأنهم يقولون: اللهم تقبل دعاءه فإنه من عبادك الصالحين.

    ويجوز في كل وقت إذا خرجنا نطلب المطر أن نختار أتقانا ونقدمه يدعو ونؤمِّن على دعائه، فإنه أولى وأقرب إلى إجابة دعائنا، ونقول: يا ربنا! هذا عبدك الصالح قدمناه، ونحن نؤمِّن على دعائه، نسألك أن تجيب دعوته لنا، نسألك أن ترحمنا بدعائه وبدعائنا. فهذا ليس فيه محذور، وأي توسل بغير الله فيه؟!

    وهؤلاء القبوريون يتوسلون بالأموات، ولو كان جائزاً لما عدل عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أبي بكر ، وكيف يعدل عنهما وهما أفضل من العباس ؟ فلما عدل عنهما إلى العباس دل على أنه استقر في علمه أنه لا يجوز التوسل بالأموات، ولا بالغائبين حتى ولو كانوا أنبياء، وحتى ولو كانوا أولياء، وحتى ولو كانوا شهداء أو صالحين.

    ومعلوم أن حمزة بن عبد المطلب أفضل من العباس وأقدم منه إسلاماً، وقتل شهيداً في سبيل الله وهو مقبور عندهم بالمدينة، فلماذا لم يذهبوا إلى قبره؟! ولماذا لم يتوسلوا به ويقولون: نتوسل إليك بـحمزة بن عبد المطلب ؟! ولماذا لم يأتوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: يا محمد استسقِ لنا؟!

    فإذاً لا دلالة في أنه يجوز الاستسقاء بالولي الميت أو الولي الغائب، بخلاف الحي السوي الفاضل الذي يدعو ويؤمِّنون على دعائه ويسألون ربهم أن يجيب دعاءهم معه، فهذا لا محذور فيه، وهذا هو الذي فعله العباس.

    الرد على شبهة القبوريين في حديث التوسل بالعباس

    وقد رأينا وقرأنا لكثير من القبوريين الذين يؤيدون دعاء المخلوق أو التوسل بالمخلوق الميت، كـالنبهاني -مثلاً- في كتابه الذي يسمى (شواهد الحق)، وكذلك ابن علوي المالكي الموجود الآن، وغيره من الذين يغالون في دعاء الأموات أو يزينونه.

    يقولون: إن عمر عدل عن النبي صلى الله عليه وسلم مخافة أنهم إذا لم يُجابوا بدعائه وبتوسله يسوء ظنهم فيه، ويكذبونه ويدَّعون أنه لا يُستجاب دعاؤه، ويدَّعون أنه لا ينفع التوسل به، وما أشبه ذلك من التلفيقات.

    هكذا يعلل النبهاني ونحوه.

    نقول: إذا كان كذلك في عهد عمر فلماذا لا يكون هذا في عهدكم؟! لماذا تعدلون عن الأحياء إلى الأموات؟! ألا تخافون أنكم إذا عدلتم عنه، وإذا طلبتم النبي ولم يجبكم ولم يُستَجب دعاؤكم أن الناس -وكذلك العامة- يسيئون الظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: إنه لا يُستجاب دعاؤه؟!

    إذا كان هذا محذوراً في عهد عمر فهو محذور في عهدكم.

    وعلى كل حال فلا يُغتر بما يلفقونه مما يستدلون به على أنه يجوز دعاء الأموات أو التوسل بهم أو الاستشفاع بهم، ويستدلون بمثل هذه، ولا دلالة فيها.

    التوسل بالأعمال الصالحة توسل مشروع

    قال رحمه الله تعالى: [وكذلك السؤال بالشيء قد يراد به التسبب به لكونه سبباً في حصول المطلوب، وقد يراد به الإقسام به.

    ومن الأول: حديث الثلاثة الذين آوَوا إلى الغار، وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما، فإن الصخرة انطبقت عليهم فتوسلوا إلى الله بذكر أعمالهم الصالحة الخالصة، وكل واحد منهم يقول: فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون.

    فهؤلاء دعوا الله بصالح الأعمال؛ لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله ويتوجه به إليه ويسأله به؛ لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.

    فالحاصل أن الشفاعة عند الله ليست كالشفاعة عند البشر؛ فإن الشفيع عند البشر كما أنه شافع للطالب شفعه في الطلب، بمعنى أنه صار به شفعاً فيه بعد أن كان وتراً، فهو أيضاً قد شفع المشفوع إليه وبشفاعته صار فاعلاً للمطلوب، فقد شفع الطالب والمطلوب منه، والله تعالى وتر لا يشفعه أحد، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فالأمر كله إليه، فلا شريك له بوجه، فسيد الشفعاء يوم القيامة إذا سجد وحمد الله تعالى فقال له الله: (ارفع رأسك، وقل يُسمع، وسَل تعطَ، واشفع تشفَّع) فيُحَد له حداً، فيدخلهم الجنة، فالأمر كله لله، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آل عمران:154]، وقال تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128]، وقال تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ [الأعراف:54].

    فإذا كان لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه لمن يشاء ولكن يكرم الشفيع بقبول شفاعته كما قال صلى الله عليه وسلم: (اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء).

    وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا بني عبد مناف ! لا أملك لكم من الله من شيء، يا صفية عمة رسول الله! لا أملك لكِ من الله من شيء، يا عباس عم رسول الله! لا أملك لك من الله من شيء).

    وفي الصحيح أيضاً: (لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو شاة لها يعار أو رقاع تخفق فيقول: أغثني أغثني! فأقول: قد أبلغتك، لا أملك لك من الله من شيء).

    فإذا كان سيد الخلق وأفضل الشفعاء يقول لأخص الناس به: (لا أملك لكم من الله من شيء) فما الظن بغيره؟!

    وإذا دعاه الداعي وشفع عنده الشفيع فسمع الدعاء وقبل الشفاعة، لم يكن هذا هو المؤثر فيه كما يؤثر المخلوق في المخلوق؛ فإنه سبحانه وتعالى هو الذي جعل هذا يدعو ويشفع، وهو الخالق لأفعال العباد، فهو الذي وفق العبد للتوبة ثم قبلها، وهو الذي وفقه للعمل ثم أثابه، وهو الذي وفقه للدعاء ثم أجابه، وهذا مستقيم على أصول أهل السنة المؤمنين بالقدر، وأن الله خالق كل شيء].

    الكلام الأول يتعلق بقول الإنسان: أسألك بكذا، فإذا كان الذي سألت به عملاً صالحاً فهو وسيلة والله تعالى قد أمر بها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة:35] أي: اجعلوا بينكم وبينه وسيلة، والوسيلة ما يوصل إليه، وقد فُسِّرت بأنها الأعمال الصالحة يتوصل بها العبد إلى ثواب ربه وإلى جزيل وعظيم أجره.

    فإذا قلت مثلاً: أسألك يا رب بحق أعمالي أو بحق إيماني أو بحق تصديقي، فستجعل ذلك وسيلة تقربك إلى رضا الله، فهذا جائز.

    وإذا قلت مثلاً: أسألك بإيماني بنبيك، أو: بمحبتي لك، أو: بمحبتي لعبادك الصالحين، فأنت تتوسل بأعمالك الصالحة، فهذا توسل بأعمال صالحة عملتها تكون سبباً في فوزك وسعادتك.

    أما إذا توسلت بمخلوق بأن قلت: أسألك بحق عبدك، أو: بحق رسولك، أو: بحق آبائي أو أجدادي أو أسلافي، فهذا توسل بمخلوق.

    فالتوسل الذي أمر الله به في قوله: وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة:35] هو السؤال بالأعمال الصالحة.

    ومن هذا قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فانحدرت صخرة فسدت باب الغار عليهم، فعرفوا أنه لا ينجيهم إلا التوسل بأعمالهم الصالحة ودعاء الله فتوسلوا.

    توسل أحدهم بكونه براً بوالديه، وقال بعد ذلك: (اللهم إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك -يعني: مخلصاً لك- فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج).

    وتوسل الثاني بعفافه، بكونه تمكن من فعل الحرام ولكنه تركه خوفاً من الله، وذهب ما دفعه من المال، وقال بعد ذلك: (إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك أو ابتغاء مرضاتك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة قليلاً).

    وتوسل الثالث بأمانته، وبكونه مؤتَمناً على مال غيره بحيث لم يأخذ من أجرة ذلك الأجير شيئاً رغم أنه تصرف فيها، فدفعها إلى أهلها أو إلى صاحبها، وذلك دليل الأمانة، وقال: (إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون).

    ففي هذا أجاب الله دعاءهم لما توسلوا، فهل قالوا: نسألك بحق أوليائك؟! وهل قالوا: نسألك بحق عبدك فلان؟! وبينهم عباد صالحون ورسل وأنبياء كموسى وعيسى وأيوب وهارون، فما سألوا الله إلَّا بحق أعمالهم.

    فيجوز أن تسأل الله بإيمانك وبتصديقك وما أشبه ذلك، هذا هو التوسل المطلوب أو التوسل المشروع، وأما التوسل بحق مخلوق أو بجاه مخلوق -ولو كان نبياً أو ولياً- فهو ممنوع، وهو من وسائل الشرك.

    الشفاعة كلها لله فلا تطلب من غيره

    والحاصل أن الشفاعة ملك لله كما عرفنا، وإذا كانت ملكاً لله فلا تُطلب من مخلوق، فلا تُطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فنبينا صلى الله عليه وسلم هو سيد الشفعاء، ومع ذلك لا يشفع أولاً حتى يستأذن على ربه فيسجد ويطيل سجود، فيقال له: (ارفع رأسك، وقل تُسمع، وسل تعطَه، واشفع تشفع).

    فيبدأ بحمد الله كما تقدم في حديث أنس ، فيحمده بمحامد يفتحها الله تعالى عليه، فذلك لا شك أنه لأجل أن يمجد ربه، فيبدأ بتمجيد الله تعالى حتى يأذن له.

    ومرت بنا الأدلة التي تدل على أن الملك ملك الله، وأنه عليه الصلاة والسلام -مع ما خصه الله به- ليس له ملك وليس له تصرف، ومن ذلك الاستدلال بقوله سبحانه وتعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] نزلت لما أنه صلى الله عليه وسلم شُج وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فقال: (كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم؟!) فأنزل الله: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128] يعني: أن الأمر ليس لك، وإذا لم يكن له من الأمر شيء في الدنيا، فكذلك الأمر في الآخرة.

    وكذلك قوله تعالى في الآية الثانية رداً على المنافقين الذين يقولون: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا [آل عمران:154] قال الله: قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آل عمران:154]، فالأمر كله لله، ليس لمحمد ولا لـحسن ولا لـعيدروس ولا لغيرهم من المخلوقين، الأمر كله لله، وإذا كان لله فليُطلب ممن هو له.

    كذلك أيضاً الاستدلال بهذه الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغني عن أقاربه شيئاً، يقول في هذا الحديث لـعباس ولـفاطمة ولـصفية ولبني هاشم ولبني عبد مناف: أنقذوا أنفسكم من النار، لا أغني عنكم من الله شيئاً، لا أملك لكم من الله من شيء، يقول لابنته: (يا فاطمة بنت محمد ! أنقذي نفسك من النار، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئاً).

    إذا كان لا يغني عنهم من الله شيئاً، وإذا كان لا يملك لعمه ولا لعمته ولا لأعمامه ولا لأعمام أبيه أو أبناء أعمامه ولا لابنته من الله شيئاً، وأن الملك كله لله، فكيف يُطلب وكيف يُدعى؟! وإذا بطل هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بالـعباس ؟! وكيف بـعلي ؟! وكيف بـابن عباس ؟! وكيف بفلان وفلان ممن هم دونهم ودونهم بمراتب؟!

    فإذاً: الملك لله، وطلب الشفاعة من الله، وطلب الوسيلة وطلب الملك كله من الله، فإذا طلب العبد ربه عند ذلك أجاب الله تعالى دعوته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756223081