في هذه الليلة، ليلة السبت، السابع من شهر رمضان لعام 1411هـ، نقف وقفة عنوانها: (أولادنا في رمضان).
أيها الأحبة: يقول الله عز وجل: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً [مريم:2-6].
وكانت أعظم بشارة أن يقول الله عز وجل: يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً [مريم:7].
فإن من نعمة الله تعالى على العبد أن يوفقه ويرزقه الذرية، وكم من إنسانٍ حرم من هذه النعمة، فكلما رأى صبياً صغيراً، تقطع قلبه حسرات، يتمنى ضحكةً أو صرخة أو قبلةً من طفله الصغير، لكن أراد الله تعالى بحكمته وعلمه ألا يكون ذلك، فنعمة الأولاد هي من أَجَلَّ النعم، التي لا يعلمها إلا من جرب مرارة فقدها وحزن عدمها، فلذلك امتن الله تبارك وتعالى على رسله بأن جعل لهم أزواجاً وذرية، كما قال الله تعالى في محكم كتابه: وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً [الرعد:38].
ففساد الولد شقاءٌ على والديه الصالحين في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الله عز وجل في سورة الكهف، قال: وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً [الكهف:81].
إذاً الولد نعمة، لكن إن كان الولد صالحاً فهي نعمةٌ عظيمة وخيرٌ جسيم، أما إن فسد الولد وضل وانحرف، ففقده خيرٌ من وجوده، وموته خيرٌ من حياته، وهو في بطن الأرض خيرٌ له أن يكون فوق ظهرها، ولهذا قال: وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً [الكهف:81] وسخر وقَيَّضَ الله تعالى الخضرَ العبد الصالحَ فقتله، وجد غلاماً فقتله، فقال له موسى: أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ [الكهف:74] فقال: وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ [الكهف:80].
إذاً موته خيرٌ من بقائه لوالديه في دينهما ودنياهما، فأما في دينهما: فقد يفتتنان به، وقد يقصران في طاعة الله بسببه، وقد يرتكبان المعصية من أجله وأما في دنياهما: فإن الولد الفاسد شقاءٌ على والده، ذلٌ بالنهار، وسهرٌ في الليل، وضيقٌ في الرزق، وضيقٌ في الصدر، وتعاسة لا يعلمها إلا الله، فالولد نعمة، لكنه نعمةٌ إن كان ولداً صالحاً، أما إن كان فاسداً شقياً، فهو وبالٌ ودمارٌ وبوارٌ على والديه في الدنيا وفي دار القرار.
فرحم الله تعالى هذين الغلامين اليتيمين ببركة صلاح أبيهما! وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي [الكهف:82].
فصلاح الآباء رحمةٌ بالأولاد، وصلاح الأولاد رحمةٌ بالآباء، فكم هي نعمة عظيمة أن يوفق الله تعالى الشاب إلى بيتٍ صالح، وإلى أبٍ مهتدٍ مستقيم، يعينه على الخير ويأمره به، وينهاه عن الشر ويحذره منه ويمنعه عنه، وكم هو شقاءٌ للولد أن يكون في بيئةٍ فاسدة، إذا رأت منه صلاحاً، أو تردداً على المسجد، أو اقتناءً للكتب المفيدة، أو سماعاً للأشرطة النافعة، أو صحبة الأخيار الطيبين؛ منعوه من ذلك وحذروه، وقالوا له: نخشى عليك كذا وكذا، وبدءوا يوسوسون له كما يوسوس الشيطان الرجيم..!
ولما جاء صلى الله عليه وسلم إلى ولده إبراهيم، حمله وشمه وقبَّله -بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم- ولما رآه يجود بنفسه بكى، ودمعت عيناه، وقال: {هذه رحمة وضعها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء}.
مات لـابن الرومي ولد، كان اسمه محمداً، فرثاه بقصيدةٍ من عيون الشعر، لا زال التاريخ يرددها، يقول مخاطباً عينيه:
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي فجودا فقد أودى نظيركما عندي |
محمدٌ! ما شيء تُوُهِّم سلوه لقلبي إلا زاد قلبي من الوجدِ |
أرى أخويك الباقيين كليهما يكونان للأحزان أورى من الزندِ |
وأولادنا مثل الجوارح أيها فقد ناه كان الفاجع البين الفقدِ |
لكلٍ مكانٌ لا يسد اختلاله مكان أخيه من صبور ولا جلد |
يقول: الأولاد ولو كانوا مائة مثل الجوارح، لا تغني اليد عن الأخرى، اليمنى عن اليسرى، ولا يدٌ عن رجل، ولا رجل عن يد، ولا عينٌ عن أذن، لا يغني سمعٌ عن بصر، ولا بصر عن سمع، فالجوارح لا يغني بعضها عن بعض، وكذلك الأولاد، مهما كثروا، لكل واحد منهم مكانٌ في القلب، لا يسد فقده مكان أخيه.
وآخر جلس في بيته وقد ضاقت عليه أبواب الرزق وحجبت دونه، فكان يتمنى أن يذهب في أرض الله الواسعة، ويكتسب من الرزق ما يكتسبُ غيره، ولكن يمنعه من ذلك أولاده الصغار من بنين وبنات، الذين يحدب عليهم ويحن إليهم، فلا يستطيع فراقهم، فيقول:
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرضِ |
لو هَبَّتِ الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمضِ |
لولا بنياتٌ كزغب القطا ردَّدن من بعضٍ إلى بعضِ |
لكان لي مضطربٌ واسعٌ في الأرض ذات الطول والعرضِ |
فالأولاد نعمةٌ وأية نعمة، ومن رزق نعمة أن يشم أولاده الصغار ويضمهم، ويضعهم في حجره ويحن عليهم، ويضاحكهم ويلاعبهم؛ فإنه يجد في هذه الدنيا نعمةً تمهد لنعمة الدار الآخرة التي وعد الله تعالى بها المؤمنين، قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21].
فإذا كان الأب في منـزلة في الجنة، وولده دونه، فإن الله تعالى بسابغ كرمه وجوده يلحق الأبناء بالآباء تكريماً للآباء وتتميماً لنعيمهم وسرورهم: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21].
لكن أرأيت كيف نهمل الجوانب التربوية لأولادنا؟ وكيف نقصر في إعدادهم الإعداد الصحيح؟ ورعايتهم الرعاية الشرعية وبنائهم!!
هل من ميزة الابن والولد وكماله بأن يكون يمتلك سيارة، أو ثياباً جميلة، أو غترةً مكوية، أو أن يكون صحيح الجسم، مكتمل القوة، شديد البنية..؟! أبداً..!
مهما كانت قوة الولد فلن يكون أقوى من الفيل! ومهما كان جماله، فلن يكون أجمل من الطاوس! فليست قوة الإنسان ولا جماله بالذي يمدح به، وربما يكون في الحيوان من هذه الأمور ما يفوق الإنسان! إنما كرامة الإنسان بما وهبه الله تعالى وميزه به من الإنسانية، وتخصيصه بالدين الذي يتميز به الإنسان، قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [الإسراء:70].
أية قيمة للإنسان الآكل، الطاعم، الشارب، المكتسي، المتمتع، إذا كان يتقلب على مثل حسك السعدان من الهم والغم والانـزعاج؟! وأية قيمة للولد الطويل العريض إذا كان ضحية المخدرات؟! وأي نفعٍ بابنك الغني المترف إذا كان يشقيك صباحَ مساءَ؟!
إن قيمة الإنسان هي في عقله وقلبه، وروحه ولبه، ودينه وورعه وتقواه! ألم تسمع ما قال الله تعالى في ذلك الذي يستغيث منه والداه: وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [الأحقاف:17] عجزوا عنه، فآخر شيء بالتهديد: ويلك.
أيها الإخوة: يذكر عددٌ من المصنفين في العقوق والبر قصة ذلك الرجل الذي كان يطوف بالكعبة، ويشتكي ولده على رب العالمين، ولدٌ رباه، وتعب في تربيته، وسهر عليه الليل، وتعب النهار، وجاء له بالرزق من كل مكان، لكن مع ذلك في النهاية كانت العاقبة هي العقوق، فكان يقول واسم ولده "منازل":
جزت رحمٌ بيني وبين منازل جزاءً كما يستنـزل الدين طالبهُ |
وربيته حتى إذا ما تركته أخا القومِ واستغنى عن المسح شاربهُ |
تغمط حقي ظالماً ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبهُ |
أإن رعشت كفا أبيك، وأصبحت يداك يدى ليثٍ فإنك ضاربه |
أصبح شيخاً هرماً ترتعش يداه من الكبر، فيجره ولده بقوة، ولا يرقب فيه إلاً ولا ذمة...! فيقول: إلى هذا الحد تعتدي على والدك...؟!
ولهذا فإن من العقل كل العقل، والحكمة كل الحكمة، أن تكون عناية الأبوين بتربية الأولاد ورعايتهما الرعاية الشرعية الدينية أعظم بمراحل من رعايتهم رعايةً جسمية -صحيةً أو بدنيةً- أو إعطائهم ما يحتاجون إليه من الأكل والشرب والثياب وغيرها.
من يستطيع أن يتجاهل هذه الجموع الغفيرة من الشباب التي تؤم المساجد للصلاة في رمضان وفي غيره، حتى أصبح كثيرٌ ممن يرتادون المساجد لصلاة التراويح والقيام هم من الشباب، ذكوراً وإناثاً.
من يستطيع أن يتجاهل تلك الدماء التي زينت أرض أفغانستان؟ إنها دماء شبابٍ أطهارٍ، أبرارٍ، أتقياء من هذه البلاد ومن غيرها، رضيت بالآخرة عن الحياة الدنيا، باعت الدنيا واشترت الآخرة، ورضوا بما عند الله، فزهدوا في الدنيا، فتركوا فرش الحرير، والديباج، والنعيم، وأطايب الطعام والشراب، وذهبوا إلى هناك حيثُ الجوع، والعطش، والخوف، والتعب، يتسلقون على رؤوس الجبال، وقد صم آذانهم أزيز الطائرات، ومع ذلك كله فإنهم واثقون بالله تعالى، يتطلع أحدهم إلى الموت كما يتطلع أحدنا إلى الحياة، ولسان حاله يقول:
ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي والموت يرقص لي في كل مُنعطفِ |
وما أبالي به حتى أُحاذرَهُ فخشية الموت عندي أبرد الطرف |
ولا أحد -أيضاً- يستطيع أن يتجاهل -فضلاً عن هؤلاء وأولئك- جماهير غفيرة من شبابنا في المدارس والجامعات والمؤسساتِ المختلفة، ممن هم مهتدون مستقيمون بحمد الله، من رواد المساجد المحافظين على دينهم وعرضهم ومالهم، البعيدين عما حرم الله عز وجل، وهم بحمد الله كثرةٌ كاثرة! لا يحتاج الأمر الإطالة بذكرها.
وكذلك الحال بالنسبة لفتياتنا، فإنا نحمد الله تعالى كل الحمدِ، على أننا نجد أنه في هذا الوقت الذي هيمن فيه الظلام على كثيرٍ من بقاع العالم الإسلامي، إلا أن الصحوة قد أينعت خير إيناع، فلا تكاد تجد مدرسةً أو معهداً أو جامعةً للبنات إلا وتجد فيها حلق الذكر، يجتمع فيها صفوة المدرسة: من الطالبات، والمدرسات، والمعلمات، ويتدارسن كتاب الله تعالى ويقرأنه، ويتدارسن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتواصين بالحق، ويتواصين بالصبر، حتى أصبح هذا الأمر -بحمد الله تعالى- أمراً عادياً مألوفاً لا يستغربه أحد، وحتى أصبحت تجد في كثيرٍ من المدارس أن كل الطالبات هن ممن ينتسبن إلى هذه الحلقات العلمية.
ومن يستطيع أن يتجاهل الحجاب الشرعي الذي أصبح موجوداً في كل مكان؟ تشاهده في المسجد وفي الشارع، وفي البيوت، وفي كل مكان؟ وأصبح كثيرٌ من الفتيات المؤمنات لا تكتفي فقط بحجاب وجهها وسائر جسدها، بل تضيف إلى ذلك أن تحجب كفيها وأن تحجب قدميها بالجوارب وغيرها، حتى إنه لا يرى منه موضع ظفر...
فأية نعمةٍ أعظم من هذه النعمة؟!
نعم الإله على العباد كثيرةٌ وأجلهن هداية الأولادِ |
هذا من فيض الله، من فضل الله، من جود الله، من نعمة الله، من كرم الله عز وجل، وليس بكد أيدينا ولا بفعلنا، ومهما فعل الإنسان من الأسباب فهي قاصرة، ولكن الله تعالى بمنه وكرمه وجوده قد أراد بهذه الأمة خيراً حين هدى شبابها وفتياتها إلى الطريق المستقيم، ولا أحد يتجاهل أعداداً كبيرة من فتياتنا من قاصرات الطرف المقصورات في بيوتهن، فهنَّ قاصرات الطرف عما حرم الله، لا ينظرن إلى حرام، وهن مقصورات في بيوتهن لا يخرجن إلا لما لابد من الخروج إليه، هذا كله مما لا يختلف عليه اثنان، ولا يجهله منا إنسان.
إنها ظاهرة تستحق العلاج، وإن مما يستحق الإشادة أن يقوم مجموعات من شبابنا الصالحين وبتوجيهٍ من مشايخهم وعلمائهم بجولات موفقة على تجمعات هؤلاء الشباب، وجلسات طيبة مباركة معهم، وتوجيهٍ صالح، وهديةٍ مفيدة، لعل الله تعالى أن ينفع بها بعض أولئك الشباب، وأن يحيي بها قلوبهم.. وهي على كل حال ظاهرةٌ سلبية تستحق المعالجة.
والوقت أعظم ما عنيت بحفظه وأراه أهون ما عليك يضيعُ |
وهذه قضية تتطلب تكافؤ الجهود، فأنا لا يمكن أن أؤجر -مثلاً- حوشاً أو مزرعة لشاب إلا وأنا أعرف كيف سيستخدمه، فإن كان ممن سيستخدمونه في خيرٍ وبر فحبذا حتى لو كان بالمجان، أما إن كنت أخشى أن يعصى الله تعالى فيه، فإنه ليس جائزاً أن أكون من المتعاونين على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2].
كما أن الواحد من أولئك الشباب بحاجة إلى أن ينصح زملاءه وإخوانه، ينصحهم بأن يستغلوا وقتهم بما يعود عليهم في الفائدة، ويحاول أن يدعو إليهم بعض الصالحين، ويسهل عملية الاتصال، والزيارة، والجلسة ولو كانت جلسة قصيرةً، فإن كلمةً واحدة ربما يفتح الله تعالى بها قلباً ويبصر عيناً، إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [النحل:77] وقال: يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الحديد:17].
ومن الشباب من يرتكبون ما حرم الله تعالى في أطهر بقعة!!
ففي المسجد الحرام تجد المضايقات، وتجد الغمز واللمز، وتجدُ الاقتراب من النساء، وتجد إيذاء المؤمنات ومضايقتهن في أنفسهن!! وهذا -أيضاً- مما يسخط الله عز وجل، قال الله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25].
فاحذر -يا أخي الحبيب- أن تكون ممن أراد بهذا المسجد الحرام إلحاداً فأذاقه الله تعالى من عذابٍ أليم، في نفسك، أو في أهلك، أو في مالك، أو في ولدك...
بعض الآباء والأمهات يسافرون للعمرة، ويتركون أولادهم هنا، دون أن يكون عليهم قيّم، ولا رقيب، ولا حسيب، فيبقى الأولاد في البيت لوحدهم، لسببٍ أو لآخر، وهنا قد يأتيهم قرناء السوء، وقد يتسلل إليهم الشيطان، أو أعوانه من شياطين الإنس، فيزينون لهم الباطل، ويدعونهم إلى الفساد والرذيلة، وفي غيبة الأبوين قد يحدث مالا تحمد عقباه.
أفيسوغ لك -يا أخي الكريم-: أن تذهب إلى نافلة، وتترك فريضة؟
أو يذهب الآباء بأولادهم -ذكوراً وإناثاً- إلى مكة، ويكون الأب عابداً زاهداً قائماً مصلياً راكعاً ساجداً في المسجد الحرام، حتى إن منهم من يجلس في المسجد حتى تطلع الشمس، وربما يكون أولاده وبناته يتسكعون في الشوارع ويتعرضون للمارة!! وربما قبض على بعض الأولاد من قبل الأجهزة المختصة، وأبوهم جالسٌ في المسجد الحرام يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس!! وكم رأينا ممن يتجولن في الشوارع لغير غرض إلا للنظر إلى الغادين والرائحين!! وربما تجدُ رسالة صدرت من بعض الفتيات أو تجد تعرضاً لبعض الشباب!! وإن كانت حالات قليلة؛ لكن مع ذلك ربما يحدث هذا من عائلاتٍ عريقةٍ محترمة، والشيطان لا يستحي من أحد، ولا يُقَدِّرُ أحداً، ولا يُوَقِّرُ أحداً، ولا يمكن أن يقول: هذه بنت فلان، أو من أسرةٍ فلانية، أو من بلدٍ فلاني.
الشيطان يحرص على الجميع؛ لأنه حريص كل الحرص على أن يكونوا رفقاء له في النار -والعياذ بالله!
فهو لا يمكن أن يتورع عن أحد، أو يحترم أحداً، أو يوقر أحداً، أو يستحي من أحد، فليس صحيحاً أن يهتم الأبوان بالطواف حول الكعبة، أو بالصلاة قياماً أو تراويحاً، أو بالجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس -وإن كانت هذه كلها أعمالٌ فاضلة لا شك في فضلها- ويتركوا رعاية أولادهم وبناتهم، ومراقبتهم والقيام على شئونهم، وأداء الحقوق الواجبة لهم.. هذا لا يسوغ ولا يجوزُ بحالٍ من الأحوال.
فهل صحيحٌ أن تذهب الأم وتترك بناتها، أو يذهب الأب ويترك أولاده؟ كلا! ليس بصحيح، وَلأَنْ تصلي الأم في بيتها التراويح أو ما شاء الله لها وتراقب بناتها وأولادها الصغار خيرٌ لها من أن تأتي إلى المسجد لتصلي وتترك رعيتها التي استرعاها الله عليها، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيحين من حديث ابن عمر: {كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته} فالأب راعٍ والأم راعية، وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.
حتى إنني أعرف حالاتٍ كثيرة جداً، وخاصة في أوساط الفتيات، ممن تبلغ ولا تصوم لعدم تربية الأهل، الأم لا تدري أن ابنتها بلغت، أصابها المحيض -مثلاً- أو بغيره من علامات البلوغ، وربما تستحي البنت فلا تخبر أهلها، فتظل مفطرةً طيلة شهر رمضان، وقد تكون تصوم -أحياناً- وهي حائض؛ لأنها تستحي أن تفطر وتقول لأهلها: إنني حائض، هذا أيضاً لا يجوز؛ لأن صيام الحائض -كصلاة الحائض- لا يجوز، لا يجوز لها أن تنوي الصيام كما أنه لا يجوز لها أن تصلي وهي حائض، وإنما هذا يكون بسببِ عدم اهتمام الأبوين وعدم تدريبهم لأبنائهم على الصيام والقيام.
كما أننا نجد بعض الذين يأتون بأولادهم معهم إلى المساجد قد لا يهتم بأولاده، فيكون مجيء الولد للمسجد سبباً في إيذائه للمصلين، وارتفاع الأصوات والركض والذهاب والإياب والمجيء، وربما شغل المصلين عن صلاتهم، وحصل من جراء ذلك أمورٌ لا تحمد عقباها.
مما يحكى في الطرائف أن رجلاً جاء إلى أحد العلماء وقال له: أنا عندي وَلَدٌ وُلِدَ الآن، وأريد أن تبين لي كيف أقوم بتربيته، قال: وقد وُلِدَ وَلَدُكْ الآن، قال: نعم، قال: هذا فات عليك، لكن أعلمك كيف تربي الذي بعده!! كيف فات وهو الآن ولد؟! قال: نعم فات لأنه ممكن أن أخبرك بتربية الولد حتى قبل أن تتزوج أمه، والإنسان عندما يأتي أهله فإن الرسول عليه السلام علمه أن يقول: {بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا" -وهذا تربية للولد- فإنه إن يكتب بينهما ولده لم يضره الشيطان}.
وهذه مبالغة لا شك، لكن المقصود أنه كما قيل:
إن الغصون إذا عَدَّلتها اعتدلت ولا تلين إذا قومتها الخشبُ! |
قد ينفع الأدبُ الأحداث في مهلٍ وليس ينفع بعد الكبرة الأدبُ |
فإذا لم تربِّ ولدك في صغره، ويكون عنده احترام لك وتقدير لشخصيتك وأدب معك وهيبة، فإن هذا الولد قد يفرط منك ويضيع من يدك.
وفي الختام:
اللهم أصلح لنا ذرياتنا يا حي يا قيوم! اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم أصلح شبابنا وفتياتنا، اللهم اجعلهم هداةً مهتدين، اللهم أقر بهم عيون آبائهم وأمهاتهم يا أرحم الراحمين، اللهم انفعهم وارفعهم يا حيُ يا قيوم، اللهم انفع بهم أمتهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلهم غصةً في حلوق الكافرين والظالمين والمنافقين، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم اهدنا سواء السبيل، اللهم اهدنا سواء السبيل، اللهم وفقنا لطاعتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
أيها الإخوة: وبعد صلاة التراويح -كالعادة- سوف نجيب على الأسئلة لمدة عشر دقائق، وأود أن أذكر بأن هذه آخر ليلة، نتكلم فيها في هذا المسجد إن شاء الله، وسنستأنف هذه الدروس في يوم الاثنين ليلة الثلاثاء، في مسجد الجاسر، وأسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم {نهى أن توصل صلاة بصلاة، حتى يتحدث -يتكلم- أو ينتقل من مكانه، والحديث ليس بالضرورة أن يكون من كلام البشر؛ فالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والذكر ونحوها هي من الكلام الذي يفصل به بين الصلاة والأخرى.
الجواب: بالنسبة للمذي (وهو سائلٌ أبيض رقيق يخرج عند تحرك الشهوة) فإنه نجس بإجماع العلماء، وخروجه من الذكر يوجب الوضوء، ووصوله إلى الملابس ينجسها ويوجب غسلها، لكن إن كان هذا المذي مع الإنسان مستمراً، فإنه يكون من السلس، فيتوضأُ إذا دخل الوقت، ثم يضعُ على ذكره شيئاً؛ لئلا يصل هذا المذي إلى ملابسه أو بدنه فَيُنَجِّسَها، ثم يصلي.
الجواب: إذا فاتتك صلاة المغرب، وأدركت قوماً يصلون العشاء، فإنك تصلي معهم، فإن كنتَ أدركت الصلاة من أولها، فاجلس بعد الثالثة منتظراً للإمام حتى يجلس للتشهد، ثم تتشهد معه وتسلم، وإن كنتَ قد فاتتك ركعة، فإنك تسلمُ مع الإمام حينئذٍ.
السؤال: رجلٌ فاتته المغرب ولحق صلاة العشاء، فهل يصلي معهم بنية المغرب فإذا قام الإمام للثالثة جلس للتشهد الأخير، ثم يسلم، ثم يلحق الإمام في الركعة الأخيرة بنية العشاء؟
الجواب: وهذا -أيضاً- لا بأس به، أي لو أن إنساناً فاتته صلاة المغرب، ولم يصليها هي ولا العشاء، وجاء إلى قوم يصلون العشاء، فأدرك الصلاة من أولها، فصلى معهم بنية المغرب، فإذا قام الإمام للرابعة، جلس وتشهد وسلم، ثم لحق بهم في الركعة الرابعة، فكبر معهم بنية العشاء؛ فإنه لا حرج في ذلك -أيضاً.
الجواب: للمرأة أن تكشف وجهها لزوج بنتها، ولو أنها كانت تستحي منه فحجبت وجهها؛ فإنه لا حرج عليها في ذلك.
الجواب: الشغالة أجنبية عن صاحب البيت، فلا يجوز لها أن تكشف وجهها أو شعرها له، وبالمناسبة فإنه لا يجوز استقدام الشغالة بدون محرم، ولا يجوز بقاؤها في بلدٍ لا يكون لها فيه محرم.
الجواب: إذا لم يكن عند المرأة ما تسدد به هذا الدين، ولا عند أولادها، وليس لها زوجٌ غنيٌ يسدد عنها، فإنه لها أن تأخذ الزكاة لسداد هذا الدين.
الجواب: إذا اغتسلت المرأة عن الدورة، إما بالقصة البيضاء إن كانت ممن تأتيها القصة البيضاء، أو بالطهر التام والجفاف التام، ثم صامت، ثم جاء بعد ذلك نجاسة، فإن هذه النجاسة -كالصفرة والكدرة- لا تعتبر من الحيض، لحديث أم عطية: {كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهرِ شيئاً} فيوماها اللذان صامتهما صيامها فيهما صحيح، وكذلك تصوم بقية الأيام وتصلي، فإن الصفرة والكدرة ونحوها إذا لم تكن متصلة بالحيض بل انقطع الحيضُ ثم جاءت الصفرة والكدرة، فإنها لا تعدُ شيئاً.
الجواب: صلاتها صحيحة، المرأة مطلوبٌ منها أن تستر يديها وقدميها أثناء الصلاة، إما وجوباً عند بعض أهل العلم، أو استحباباً عند آخرين.
الجواب: طريقته أن يجلس في مسجد، ويلزم عبادة الله تعالى، ويتجنب ما يتجنبه المعتكف، يتجنب الجماع، وأسبابه ودواعيه، ويتجنب فضول الكلام الذي لا فائدة منه، والإطالة بذلك، وإضاعة الوقت، وسائر المحرمات التي حرمها الله تعالى عليه في غير وقت الاعتكاف، وله أن يعتكف في العشر الأواخر أو في غيرها من أيام رمضان، و-أيضاً- له أن يعتكف يوماً أو أكثر من ذلك حسب ما تيسر له؛ فإنه ليس لأقل الاعتكاف حدٌ محدود، لكن أقل ما ورد فيه بالسنة: يومٌ وليلة، أو يوم أو ليلة، كما قال عمر: {يا رسول الله! إني نذرتٌ أن اعتكف يوماً -وفي رواية ليلة- وفي رواية يوماً وليلة} وقال كثيرٌ من أهل العلم أنه لا حد لأقله.
السؤال: ماذا يفعل عند الاعتكاف؟ وما هي الأذكار الواردة؟
الجواب: لا يفعل إلا لزوم المسجد بهذه النية.
الجواب: التزام قدر معين، حزب معين، كوجه -مثلاً-، يحفظه يومياً، ثم يلتزم بطريقةٍ للمراجعة، يستطيع أن يراجع بها كل ما سبق منه، ويتعاهد هذا القرآن يوماً بعد يوم.
الجواب: هذا قد يعود إلى سوء التربية في الصغر، وإلى عدم تدريب الإنسان نفسه، ولعل من أهم العلاجات لذلك أن يتدرب الإنسان على هذا، فإن هذا كغيره من الأشياء التي تحتاج إلى قدرٍ من الشجاعة والجرأة الأدبية، لا يمكن للإنسان مهما استمع إلى النصائح والمحاضرات والدروس والتوجيهات أن يزيلها من قلبه إلا بأمور منها الاستعانة بالله جلَّ وعلا، والتوكل والاعتماد عليه، ثم بداية التدريب على ذلك شيئاً فشيئاً، فيحاول أن يؤم المصلين، ولو في صلاةٍ سرية -مثلاً- ولو في مسجد لا يكثر المصلون فيه، شيئاً فشيئاً، ثم يحاول أن يقرأ على المصلين من بعض الكتب التي فيها وعظٌ وتذكير، ثم يحاول أن يلقي بعض الكلمات اليسيرة عليهم ولو من ورقة، وهكذا حتى يتدرب على هذا الأمر.
الجواب: أولاً: على العبد أن يكون له مقامات، منها: أن يتذكر عظيم إحسان الله تعالى إليه، وأنه كما قال الله عز وجل: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53] حتى نعم الدين من العبادات والطاعات التي وفقك الله إليها فهي من الله عز وجل، وهي نعمة تحتاج إلى شكر، هذا مقام لابد أن تتذكره.
ثانياً: لا بد أن تتذكر مقاماً آخر، وهو: أن الطاعات إذا دخلها شيءٌ من الإعجاب والغرور بها؛ فإنها قد تكون سبباً في حبوطها، وبالتالي ليس للإنسان أن يفاخر أو يباهي بها أو يعتبرها زكاة لنفسه؛ لأنها تورده النار لا تورده الجنة، إذا قارن العبادة شيءٌ من العجب أو الغرور والإدلاء بها على الله جل وعلا.
ثالثاً: هو أن تتذكر عظيم تقصيرك في حق الله تعالى، وأنك لو قضيت حياتك كلها راكعاً أو ساجداً ما أديت شكر نعمة الله ولا قمت بفروض الطاعة له، فكيف تدلي بشيءٍ من العبادات التي أوجبها الله تعالى عليك؟! يحتاج الإنسان أن يراجع قلبه كثيراً في مثل ذلك.
الجواب: أنت أحق وأولى بهذا العمل من الأحياء والأموات، كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21] وقال الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38] وحينئذٍ فعلى الإنسان أن يكون هذا العمل لنفسه، أما الأحياء والأموات فعليه أن يكثر من الدعاء لهم بالصالحات.
الجواب: نعم؛ لأن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم، هي رفضٌ لدخول الجنة، وطاعته هي سببٌ إلى الجنة، مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء:80].
الجواب: هذه كلها من المعاصي التي يستغفر العبد ربه منها، فيستغفر العبد ربه من كل المعاصي صغيرها وكبيرها.
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى |
واصنع كماشٍ فوق أر ض الشوك يحذرُ ما يرى |
لا تَحْقِرَنَّ صغيرةً إنَّ الجبال من الحصى |
وإن الذنوب الصغيرة لا تزال بالرجل حتى تورده النار -والعياذ بالله!- ولا تزال بالرجل حتى تهلكه، فعلى العبد ألا يحتقر شيئاً من ذنوبه، صغيرها أو كبيرها، وهذه الذنوب التي ذكرها السائل، منها الصغائر ومنها الكبائر، فعلى العبد أن يتوب إلى الله تعالى منها، وأن يحرص ألا يلقى الله تعالى مرتكباً لكبيرة، ولا مصراً على صغيرة، وعلى العبد أن يكثر من الاستغفار لله عز وجل في كل حال.
الجواب: إن كان هذا الحارس ليس له دخلٌ إلا راتب البنك؛ فلا تجب هذه الدعوة، أما إن كان له دخل آخر، كأن يكون عنده دكان، أو عنده أعمالٌ أخرى مباحة، فلا بأس بالأكل من طعامه أو شرابه.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، ووفقنا لخير الدنيا والآخرة، يا رحمن يا رحيم! اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر