أيها السادة المستمعون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من أسئلة واستفسارات على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
في بداية هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ ونقول: إن لدينا مجموعة كبيرة جداً جداً من أسئلة السادة المستمعين لبرنامج نور على الدرب، ولعلنا نتمكن في هذا اللقاء من عرض أسئلة السادة: أم راشد ومحمد أحمد عبد الله الشمراني بجدة وعبد العزيز سلمان محمد الرشيد من تيماء، ومحمد علي عبد الله من السودان و (م. ح. ق) من الخرج، والأخت حرم يوسف محمد يوسف من قرية الشليخة بالسودان.
====
السؤال: سماحة الشيخ! نبدأ أولاً برسالة أم راشد التي تسأل عن ملابس الحداد، تقول في رسالتها: إلى أصحاب الفضيلة الكرام! أطرح عليكم بعض الأسئلة وأرجو أن أجد الجواب الصحيح: هل للمرأة لبس معين في فترة الحداد كالأسود أو الأخضر مثلاً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
عليها أن تلبس اللباس الذي ما فيه جمال يعني: ليس بجميل حتى لا يفتن الرجال، ولا يكون عرضة لفتنتها مثل الأسود الذي ليس بجميل والأخضر الذي ليس بجميل، والأزرق الذي ليس بجميل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ولا تلبس إلا ثوب عصب).
فالحاصل أنها تلبس اللباس الذي ليس فيه لفت النظر.
المقدم: إذاً سماحة الشيخ يقال لها: أن تتجنب -مثلاً- بعض الملابس التي كانت تلبسها على زمانه.
الشيخ: نعم الذي فيها جمال تتجنبها، تلبس ثياباً ما فيها جمال ولا لفت نظر، أسود أو أخضر أو أزرق لكن ليس بجميل، كما تتجنب الطيب والحلي، الحلي من الذهب والفضة وغير ذلك، والكحل، كل هذا ممنوع من المحادة.
الجواب: لاشك أنه بهذا العمل قد أساء إلى والديه وإلى إخوته، والواجب عليه حسن الخلق وترك الترفع على إخوته والإيذاء لإخوته والكلام القبيح، وأما ما فعله مع والديه فلا شك أنه عمل قبيح وعليه التوبة إلى الله من ذلك والاستغفار والدعاء لوالديه لعل الله يتوب عليه، ولعل الله يرحمه.
أما أنتم -أيها الإخوة- فينبغي لكم أن تجتهدوا في صلته والدعاء له بالتوفيق والهداية حتى تكونوا أنتم خيراً منه؛ لأن النبي عليه السلام يقول: (ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) فأنتم تحضون بالأجر تصلونه وتزورونه وتسلمون عليه تدعون له بالتوفيق والهداية، وتنصحونه أنه يتوب إلى الله ويدعو لوالديه ويستغفر لما جرى على والديه هذا هو الذي ينبغي منكم، فإن ردكم وأبى أن يسلم عليكم فأنتم معذورون والإثم عليه، أما أنتم فالذي ينبغي أن تصلوه، وأن تزوروه وتسلموا عليه، وتدعوه للزيارة لكم والوليمة عندكم؛ حتى يلين قلبه، وحتى تزول الوحشة إن شاء الله بينكم وبينه، فإن أبى ولم يوافق وأصر على هجركم أو على سبكم فأنتم معذورون والإثم عليه، وليس عليكم بعد ذلك زيارته، والله أعلم.
فحوى الرسالة يقول: إذا كان طاهراً يشك بأنه تنجس بمجرد أن يلمس شخصاً نجساً أو جلس مع جماعة لا يعلم أنهم طاهرون، مما يجعلني أعيد السباحة أو الوضوء، عبد العزيز سلمان محمد الرشيد من تيماء؟
الجواب: هذه وساوس لا وجه لها، إذا كان أصله الطهارة فلا وجه للتنجس، إذا كان أصله الطهارة ثم شك هل أحدث خرج منه ريح أو غيره، فالأصل الطهارة، لا يلتفت إلى هذا، أو كان بدنه طاهراً وثيابه طاهرة ثم شك هل أصابه أحد بنجاسة في ثوبه الأصل الطهارة لا يلتفت إلى هذا، هذا من وساوس الشيطان، ومن الأوهام التي لا وجه لها، كذلك إذا جلس مع قوم يشك في طهارتهم لا يضره ذلك، والأصل الطهارة فيه وفيهم، فلا ينبغي أن يوسوس أو يتوهم هذه الأشياء الباطلة، والأصل الطهارة في ثيابه وبدنه والطهارة من الحدث، فلا تزول هذه الطهارة إلا بيقين أنه أحدث فيتوضأ، أو بيقين أنه أصاب ثوبه نجاسة معلومة فيطهر ما أصابه، أما هذه الأوهام فلا وجه لها.
الشيخ: والإمام قرأ الفاتحة؟
المقدم: إي نعم، قرأ الفاتحة وقرأ السورة التي بعدها لكنه في السورة التي بعدها نسي آية.
الجواب: ما يضر، نسيانه الآية لا يضر يا أخي، لا يضر والصلاة صحيحة، المهم الفاتحة لما كمل الفاتحة الحمد لله، السورة مندوبة وإذا ترك منها شيئاً لا حرج.
الجواب: يجوز أن يصلي المتيمم بالمتوضئين، إذا تيمم لعذر شرعي عن الحدث الأصغر أو الأكبر جاز أن يؤم الذين تطهروا بالماء لا حرج في ذلك ولا بأس، ولو وجد من يصلح الإمامة، إذا كان صالحاً للإمامة وأمهم فلا بأس بذلك.
الجواب: لا نعلم لقراءة سورة الإخلاص للموتى شيئاً واضحاً، ولا هي واردة عن السلف الصالح، لكن الأكثر يجوز عندهم أن تقرأ القرآن وأن تثوب ثوابه لوالديك أو غيرهم، هذا يراه الأكثر من أهل العلم، وأنه لا حرج في ذلك، أما تخصيص سورة معينة لبعض الناس هذا لا نعلم له أصلاً، ولا نعلم أصلاً أيضاً لثثويب القرآن، ولكن أهل العلم الذين أجازوه قاسوه على الصوم وقاسوه على الدعاء والصدقة، هذا وجه ما قاله الأكثرون من جواز تثويب القرآن لوالديك أو غيرهم.
وأما تخصيص سورة الإخلاص أو الكافرون أو سورة من السور أو آية تثوبها لأناس معينين ما نعلم له أصلاً إلا أنه داخل في العموم عند من أجاز تثويب القرآن، والأولى عندي والأفضل عدم فعل ذلك لعدم النقل عن السلف الصالح، ويكفي الدعاء والصدقة، الدعاء لهم والصدقة عنهم.
الجواب: نعم إذا تحلل من العمرة جاز له الجماع؛ لأنه حل كامل طاف وسعى وقصر وتحلل جاز له أن يجامع زوجته؛ لأن هذا حل كامل كما يجوز له الطيب ولبس المخيط وتغطية الرأس لأنه حل كامل.
الجواب: الأفضل ترك السنة، إذا قصر الظهر أو العصر أو العشاء الأفضل لا يصلي الراتبة ولكن يصلي سنة الفجر والوتر في السفر كل هذا سنة، أما سنة الظهر والعشاء والمغرب فالأفضل تركها؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يصلي الراتبة في الظهر والمغرب والعشاء.
الجواب: أما الحفظة فالظاهر من الدليل أنهم معه دائماً يحفظون حسناته وسيئاته، ظاهر الأدلة أنهم معه دائماً، وأما غير الحفظة فالله أعلم، جاء في بعض الأحاديث ما يدل على أنهم يفارقونه عند قضاء حاجته ولكن لا أعلم حال أسانيدها، فهذه المسألة تحتاج إلى إعادة إن شاء الله في حلقة أخرى حتى يحقق ما يتعلق بها، هذه مسألة تعيدها إن شاء الله في حلقة أخرى حتى نراجع ما يتعلق بها، إن شاء الله.
المقدم: إن شاء الله تعالى.
الجواب: المرأة الأفضل لها صلاتها في بيتها، لا يشرع لها صلاة الجماعة، لكن إن صلت مع الجماعة فلا بأس، ولا يمنعها زوجها من الجماعة إذا خرجت متسترة بدون طيب ولا فتنة فلا بأس، ولكن بيتها هو خير لها في الجمعة وغيرها، بيت المرأة خير لها في صلاة الجمعة والجماعة جميعاً، لكن لو صلت مع الناس أجزأها ذلك بشرط أن تخرج تفلة غير متزينة ولا متطيبة طيباً يفتن الناس ويطلع عليه الناس.
الجواب: إن صلت بهن فهو أفضل في بيتها، صلت بهن في بيتها جماعة فهو أفضل ولكن لا يجب؛ لأن الجماعة غير واجبة في حق النساء، لكن لو صلت بهن جماعة للتعليم والتوجيه هذا طيب، وقد روي عن أم سلمة و عائشة أنهما صلتا ببعض النساء جماعة، فهذا من باب التعليم والتوجيه إلى الخير ولكن لا يجب.
المقدم: أيضاً تقول: لكن قبل أن نمضي عن سؤالها هذا، هل تتقدم في الجماعة؟
الشيخ: تصلي في وسطهن.
الجواب: المصلي له ثواب الصلاة، والمصلى عليه له الدعاء، يرجى له أن الله يقبل الدعاء الذي دعي به له، فالمقصود من الصلاة عليه الدعاء له والترحم عليه والشفاعة له، والمرأة غير ساقط عنها الصلاة، تصلي على الجنازة، لكن لا تشيعها إلى المقابر، لا تخرج معها إلى المقابر، أما الصلاة عليها تصلي مع الناس على الجنازة، إذا صلت على الجنازة فلها أجر المصلين كالرجال، لكن لا تتبعها إلى المقابر.
الجواب: هذا يختلف؛ إن كان خروجه عن الحدود يوجب كفره صار مرتداً ولا يصلى عليه، أما إن كان خروجه بالمعصية مثل زنى وهو لا يستحل الزنا، أو شرب الخمر وهو لا يستحل الخمر، أو معصية أخرى لا يستحلها، هذا يصلى عليه ويدعى له بالمغفرة والرحمة؛ لأنه عاصي، أما إذا كانت معصيته توجب الردة تخرجه عن الإسلام هذا لا يصلى عليه، مثل ترك الصلاة والعياذ بالله وهو جاحد لوجوبها، مثل استحلال الزنا فيراه حلالاً، مثل سب الدين وسب الرسول صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم، الذي يموت على هذه الحال لا يصلى عليه؛ لأنها ردة عن الإسلام نسأل الله العافية.
الجواب: الصلاة من عند الله ثناؤه على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثناؤه عليه في الملائكة، صلاة الله على العبد ثناء الله عليه عند الملائكة ورحمته إياه برحمته بتوفيقه في الدنيا أو إدخاله الجنة في الآخرة، هذا من صلاته عليه، ولكن معظمها الثناء، صلاة الله الثناء على العبد بالملأ الأعلى.
وأما صلاة العباد عليه فالدعاء له والترحم عليه، وصلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم يعني: أن يصلوا كما أمر وبين لهم: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، يعني: الصلاة الإبراهيمية المعروفة وهي أنواع جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق كعب بن عجرة ومن طريق أبي مسعود الأنصاري ومن طرق أخرى، فيصلي كما جاءت في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، نصلي عليه كما جاءت عنه الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام بأنواع كثيرة، هذه السنة.
المقدم: شكراً لسماحة الشيخ عبد العزيز .
أيها السادة! في نهاية هذا اللقاء الذي عرضنا فيه أسئلة السادة: أم راشد وتسأل عن ملابس الحداد ومحمد أحمد عبد الله الشمراني بجدة، والمستمع عبد العزيز سلمان محمد الرشيد من تيماء ومحمد علي عبد الله من السودان ومن الخرج المستمع (م. ح. ق)، وأخيراً رسالة الأخت حرم يوسف محمد يوسف من قرية الشليخة بالسودان.
عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحة الشيخ، وشكراً لكم أيها الإخوة، وإلى أن نلتقي بحضراتكم إن شاء الله تعالى نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر