إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (373)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    وقت صلاة المرأة للظهر يوم الجمعة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من مكة المكرمة، باعثتها إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (أ. ع. ص) أختنا عرضنا لها قضية في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل سماحتكم وتقول: بالنسبة للمرأة في يوم الجمعة، هل يجوز لها أن تصلي الظهر قبل أن تقام الخطبة في المسجد، وجهوها جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

    فإن المرأة عليها أن تصلي الظهر في الوقت بعد الزوال، سواء كان الخطيب قد خطب أم لم يخطب، ليس لها تعلق بالجمعة، عليها أن تتحرى الوقت فإذا زالت الشمس ودخل وقت الظهر تصلي، سواء كان الخطيب خطب للجمعة أم لم يخطب، لكن عليها التثبت وعدم العجلة حتى تعلم أن الوقت دخل، وأن الشمس قد زالت ثم تصلي الظهر بعد ذلك، وإن صلت مع الناس الجمعة فالحمد لله تكفيها الجمعة. نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، هل تنصحونها بمتابعة التقويم سماحة الشيخ حتى تكون متيقنة من الزوال؟

    الشيخ: التقويم ينفع ويعين على ذلك، مراجعة التقويم يعين على ذلك، لكن لا تعجل، بعد التقويم بربع ساعة، ثلث ساعة، حتى تحتاط لدينها.

    1.   

    الطريقة المثلى للدعوة إلى الله

    السؤال: رسالة أيضاً من إحدى الأخوات المستمعات تقول: أختكم في الله، أمة الله من الجمهورية العربية السورية، أختنا تسأل جمعاً كبيراً من الأسئلة في أحد أسئلتها تقول: أرجو أن تتفضلوا ببيان الأسلوب الأمثل للدعوة إلى الله، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الأسلوب الأمثل بينه الله في كتابه العظيم، حيث قال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] هذا هو الأسلوب، (الحكمة): العلم، قال الله، قال رسوله، .. (وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ): الترغيب والترهيب، (والجدال بالتي هي أحسن): بالأسلوب الطيب الذي ليس فيه عنف ولا شدة ولا تعيير، بل يدعوه بالكلام الطيب، يا عبد الله! يا فلان! يا أخي! لا يقل: يا خبيث، يا حمار، يا كلب، لا، يقول: يا أخي! يا عبد الله! يا أبا فلان! اتق الله، الله أمر بكذا، الله نهى عن كذا.

    هكذا تكون الدعوة قال الله سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ [العنكبوت:46] وهم اليهود والنصارى : إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46] وهم كفرة جادلهم بالتي هي أحسن، إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46]، من ظلم يعامل بما يقتضيه ظلمه، لكن الداعي يكون بالتي هي أحسن، مع الكفرة، ومع المسلمين؛ لأن هذا أقرب إلى قبول الدعوة.

    وقال الله سبحانه في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] فالرسول عليه السلام كان ليناً ما كان فظاً غليظاً، كان يدعو بالتي هي أحسن، بالكلام الطيب، بالأسلوب الحسن.

    فالواجب على الداعي إلى الله، والداعية إلى الله من النساء.. الواجب على الجميع تحري الأساليب الطيبة، والعبارات الطيبة، والكلام الطيب، والرفق في الدعوة؛ لأن هذا أرجى وأقرب إلى القبول.

    1.   

    حكم إهداء قراءة الفاتحة إلى روح الميت

    السؤال: لها جمع من القضايا كما قلت سابقاً سماحة الشيخ، من بينها أنها تسأل عن صحة عدد من الأمور، من بينها ما يلي: الفاتحة على روح الميت كما يفعله كثير من الناس؟

    الجواب: ليس لهذا أصل، القراءة للميت بالفاتحة ليس لها أصل، هذا هو الصواب، إنما يدعى للميت بالمغفرة والرحمة، ودخول الجنة والنجاة من النار، يتصدق عنه بالمال، يحج عنه، يعتمر عنه، هذا هو الوارد، أما أن يقرأ عنه القرآن ويثوب له، هذا ليس له أصل، هذا هو الصواب.

    1.   

    مدى صحة القول بأن الكوسة أحب الطعام إلى النبي عليه الصلاة والسلام

    السؤال: تقول: يتردد على ألسنة بعض العامة أن أحب الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو الكوسة، هل هذا صحيح؟

    الجواب: لا نعرف هذا، ولا أصل لهذا.

    1.   

    حكم من ترك الصلاة لكبر سنه وذهاب سمعه وبصره

    السؤال: تقول: والدي رجل كبير في السن، وهو الآن مريض جداً، ودائماً يريد أن يجلس عنده أي فرد من الأسرة، ثم تستمر في وصف حاله إلى أن تقول: إنه كان يصلي وكان يقوم الليل، لكنه الآن لا يصلي نتيجة لعدم معرفته للأوقات؛ لكونه لا يسمع ولا يرى، فبماذا توجهوننا ولاسيما وخوفنا عليه شديد جداً؟

    الجواب: إذا كان عقله معه ولم يتغير، يعلم بالكتابة أو بالإشارة التي يفهمها إذا دخل الوقت حتى يصلي، وهكذا جميع الشئون التي يحتاج إلى تعليم يعلم إياها بالإشارة أو بالكتابة أو بأي طريقة يفهمها إذا كان عقله معه، أما إذا كان قد اختل عقله فليس عليه شيء.

    1.   

    الطريقة المثلى للتفقه في الدين

    السؤال: أختنا تقول: لدي رغبة شديدة في سلوك الطريقة المثلى للتفقه في الدين، فكيف أسلكها؟ وماذا أقرأ؟ وكيف أتفقه في الدين؟

    الجواب: نوصيك بالعناية بالقرآن الكريم، فهو أصل كل خير، وهو أصل العلم، نوصيك بالإكثار من تلاوة القرآن، والتدبر والتعقل لمعانيه، وقراءة الأحاديث الصحيحة مثل: عمدة الحديث للشيخ العلامة عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، ففيها أحاديث عظيمة صحيحة، مثل: بلوغ المرام للحافظ ابن حجر كتاب جيد، قد أوضح فيه الأحاديث الصحيحة والضعيفة، فهما كتابان عظيمان، ونوصيك أيضاً باستماع برنامج نور على الدرب الذي يذاع من إذاعة القرآن كل ليلة، نوصيك باستماع هذا البرنامج فهو مفيد جداً، ونوصيك بسؤال أهل العلم من طريق الهاتف، من طريق المكاتبة عما أشكل عليك، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم من أدان صديقه شيئاً فلم يرده فنواه صدقة

    السؤال: تقول: لي صديقة أخذت مني بعض الأشياء ولم تردها، وأخجل أن أطالبها بها، فهل لي أن أنوي من جديد بأنها صدقة عليها؟

    الجواب: لا مانع إذا سامحتيها جزاك الله خيراً، بلغيها أنك أبرأتيها وأنك سامحتيها، هذا طيب، وإن طالبتيها حقك فلا بأس، إن طلبت قلت: يا فلانة! أرجو تردين علي حقي، لا بأس، الحمد لله، وإن سامحتيها وأبرأتيها فأخبريها ولك أجر الصدقة.

    1.   

    كيفية معالجة الغيرة والحسد عند الصديق

    السؤال: تقول: لي صديقة في المدرسة قد كنت أحبها جداً ولا زلت، لكني ألاحظ أنها بدأت تغار مني ولاسيما في مسائل الدراسة والتفوق العلمي، وأحسست أن لديها شيئاً من الوحشة فبماذا توجهونني تجاهها جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نوصيك بالكلام الطيب معها، والدعاء لها بالتوفيق، وإظهار محبتك لها، وعدم ازدرائك لها فيما قد يقع منها من خطأ، فإذا فعلت هذا إن شاء الله يزول ما هناك من الوحشة، عليك بالرفق والكلام الطيب، وتقديرها وإظهار محبتها، ونصيحتها والتعاون معها في كل ما يلزم من جهة الدراسة.

    1.   

    كيفية التعامل مع الجارة المسيئة لجيرانها وكيفية نصحها

    السؤال: تقول: تزاورنا سيدة شابة ولديها أطفال لم يتجاوز أكبرهم السادسة من عمره، وهي والعياذ بالله على علاقة سيئة جداً بجاراتها؛ وذلك بسبب الأطفال، فهي تحرض أطفالها على الرد بالحجارة على أي اعتداء عليهم من قبل أطفال الجارات، وهكذا تستمر في وصف جارتها، لتسأل سماحتكم عن كيفية دعوة هذه المرأة إلى الطريق الصحيح، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نوصيك بدعوتها إلى الله، ووصيتها بالخير، وليكن معك بعض النساء الطيبات ثنتين ثلاث، تزورونها وتنصحونها؛ لأن الواحدة قد لا تقبل منها، لكن إذا كنتن ثلاث أو أكثر تنصحونها يكون أقرب إلى القبول والتأثر، مع الدعاء لها بالتوفيق والهداية، فالمسلم أخو المسلم، والمسلمة أخت المسلمة، والرسول عليه السلام يقول: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة) والله يقول سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] فأنتن أولياء فيما بينكن مؤمنات، فعليكن التواصي بالحق، وعليكن رحمتها ونصيحتها، ووصيتها بالخير والصبر، ولو بالتكرار.

    1.   

    واجب المسلم تجاه العصاة والمنحرفين

    السؤال: في سؤال طويل مختصره أنها تقول: أود أن أعبر في هذه الرسالة عما أشعر به في هذه الأيام من ضيق لمن حولي من الناس؛ لكثرة فجورهم -كما تقول- وقلة حيائهم، وبعدهم عن الدين، ودائماً أتساءل في نفسي: هل هؤلاء الناس هم من عرفتهم منذ عام.. منذ عامين.. منذ نعومة أظفاري؟ والإجابة قطعاً: نعم، إذاً لماذا أشعر بالغربة بينهم، فلا يعجبني سلوكهم ولا ترضيني ميولهم؛ وذلك لأنها لا ترضي الله ورسوله، هذا ما شعرت بأنها الإجابة الصريحة على سؤالي، ولهذا فقد بعدت عن القريبات والصديقات، فهل من كلمة تتفضلون بها تثبتني على طريق الحق إن شاء الله، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم نعم، نوصيك بالصبر، والدعاء لهن بالتوفيق والهداية، ونصيحتهن بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، فقد صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام، قد أوذي ورأى من الكفر والفجور ما لم تري، وصبر على هذا، وأحسن إلى الناس، ورحمهم وعطف عليهم، مع إيذائهم له عليه الصلاة والسلام، قال الله جل وعلا: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [الأحقاف:35] قال سبحانه: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48] قال تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94].

    فالمؤمن يصبر ويحتسب، والله يقول: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46] ويقول سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر) فاصبري وانصحيهن، وتوجهي لهم بالكلام الطيب، واستعيني بالله، ثم بمن ترين من الأخوات الطيبات، بنصيحتهن تعاونوا على البر والتقوى يكون معك من يساعدك في النصيحة والتوجيه والإرشاد، ولا تيئسن أبداً، الله يقول: وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] ويقول: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53].

    فعليكن الصبر والنصيحة والاستمرار في الدعوة إلى الله، والإرشاد مع السؤال لهن بالتوفيق، هن لكن أخوات، فاسألن الله لهن التوفيق والهداية والصلاح، وأن يمن عليهن بالتوبة، ولا تجزعن ولا تيئسن أبداً.

    1.   

    تحديد وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ع. س. س) أخونا له عدد من الأسئلة في أحدها يقول: ما هو أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لما ورد في فضل قراءتها يوم الجمعة؟

    الجواب: كل يوم الجمعة وقت، تقرؤها في أول النهار، أو في وسط النهار، أو في آخر النهار، ورد فيها أحاديث فيها ضعف، لكن الثابت عن بعض الصحابة كـ أبي سعيد الخدري أنه كان يقرؤها، ويروى عن ابن عمر ذلك، فإذا قرأتها فهو حسن إن شاء الله، سواء في أول اليوم، أو في وسطه، أو في المسجد حين تذهب إلى الصلاة، أو بعد ذلك، الأمر واسع والحمد لله.

    1.   

    الحكم على أحاديث فضل قراءة سورة الملك كل يوم

    السؤال: ورد عدة أحاديث في قراءة سورة تبارك كل يوم، ولكن لا أعلم هل أقرؤها في الليل أو النهار؟ وهل يبدأ الثلث الأول من الليل بعد صلاة المغرب مباشرة؟

    الجواب: كل الأحاديث الواردة في ذلك فيها ضعف، ولكن إذا قرأتها الحمد لله، إذا قرأتها في الليل أو في النهار كله طيب، وعليك بقراءة القرآن كله، اجتهد في قراءته من أوله إلى آخره، كلما فرغت تعود من أوله بالتدبر والتعقل، ولك بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فاجتهد يا أخي في قراءة القرآن كله من أوله إلى آخره، مع التدبر والتعقل.

    1.   

    صيغة دعاء الصباح والمساء المعتق من النار

    السؤال: في الترمذي عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار..) إلى آخر الحديث، هل إذا أمسيت أقول: اللهم إني أمسيت أو أصبحت؛ لأني لم أجد في الكتب لفظ أمسيت لهذا الحديث جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الحديث حسن لا بأس به، ويستحب أن تقولها أربع مرات في الليل والنهار، فإذا مت من يومك كان هذا من أسباب عتقك من النار، وهكذا في الليلة، هذا من أسباب العتق من النار، وهكذا الأذكار الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أول النهار وفي آخره، يجتهد في الإتيان بها، مثل: (سبحان الله العظيم وبحمده، مائة مرة، مثل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرة كل يوم، هذا فيه فضل عظيم، النبي عليه السلام قال: (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، غفر الله له خطاياه) فضل عظيم، وفي بعض الروايات: (سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة) صباح ومساء، وقال عليه الصلاة والسلام: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب -يعني: يعتقها- وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله)، هذا في الصحيحين، حديث عظيم، فأنا أوصي إخواني جميعاً من الرجال والنساء أن يأتوا بهذا الذكر كل يوم، كل يوم مائة مرة، (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة، سواء في أول النهار أو في آخره، وإذا قاله في أول النهار يكون أفضل، والله جل وعلا وعده بذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه بمثابة من أعتق عشر رقاب، عشرة عبيد أعتقهم لله، ويعطى مائة حسنة، ويمحى عنه مائة سيئة، ويكون في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، يعني: حتى تغيب الشمس، (ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله).

    فأنا أوصي إخواني جميعاً بهذا الذكر، كل يوم، كما أوصيهم بأن يقولوا: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة صباحاً ومساءً وأن يكثروا أيضاً من (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ويقول عليه الصلاة والسلام: (لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس).

    ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) ويقول لـجويرية زوجته يخاطبها: (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه سبحانه الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته)، فأوصي من يسمع هذه الكلمة أن يقول هذا الذكر ثلاث مرات، دائماً ويكثر من ذلك ففيه خير عظيم، وفضل كبير، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم قراءة القرآن مع عدم الخشية والبكاء

    السؤال: يسأل أخونا أيضاً سؤاله الأخير فيقول: أنا أقرأ القرآن كل يوم تقريباً والحمد لله، لكني دائماً أفكر وأنا أقرأ القرآن هل ينقص بذلك من الأجر، وهل عدم البكاء أو التباكي أثناء قراءة القرآن ينقص من أجر القراءة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الناس متفاوتون، فالقراءة كلما كانت بقراءة مع الخشوع، وبكاء من خشية الله، فهو أجره أعظم، فنوصيك بالقراءة وإن لم تبك، نوصيك بالقراءة والإكثار منها والتدبر وأبشر بالخير، وإن بكيت كان خيراً إلى خير. المقصود نوصي جميع المسلمين بالإكثار من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل، كل يوم، كل ليلة كلما تيسر، نوصي بقراءة القرآن حسب التيسير، مع التدبر والتعقل، وسؤال الله التوفيق، مع العمل بما فيه من الأوامر والنواهي، ومع الثناء على الله سبحانه بما هو أهله، وذكره جل وعلا، وفق الله الجميع.

    1.   

    فضل الصدقة على الأقارب الفقراء

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ح. ب. أ) يسأل جمعاً من الأسئلة من بينها سؤال يقول: هل تصح الصدقة إلى الأقارب أم لا؟ وهل نرد صدقاتنا ونتصدق بطعام أو مال، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم الصدقة في الأقارب صلة وصدقة، فيها أجران: أجر الصلة، وأجر الصدقة، إذا كانوا فقراء، فهم أولى من غيرهم، والصدقة فيهم مضاعفة، وهي صلة رحم وصدقة، وأما الأغنياء فتكون هدية، إذا أهديت إليهم فهذا من صلة الرحم، ومن أسباب المحبة والمودة والتقارب وصفاء القلوب، فعليكم بالصدقة، أوصيك أيها السائل! وغيرك ممن يسمع هذه الكلمة أوصي الجميع بالصدقة، والكلام الطيب، والدعاء للمسلمين، والدعاء لأقاربك وإخوانك بالتوفيق والهداية، وصلاح النية والقول والعمل، كل هذا مطلوب.

    1.   

    حكم الصلاة قبل الجمعة وبعدها

    السؤال: هل الجمعة لها سنة أم سنة الضحى تكفي؟

    الجواب: يستحب قبل الجمعة الإكثار من الركعات، بأن يصلي ما تيسر، وليست راتبة، لكن يسن ما يسر الله له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم ليصلي ما كتب الله له) لم يعين شيئاً، فليس لها راتبة قبلها، بل يصلي الإنسان ما تيسر ركعتين أو أربع أو ست أو ثمان أو أكثر، يسلم من كل ثنتين، وإن صلى من حين يصل إلى دخول الخطيب، كله طيب، كله حسن، يسلم من كل ثنتين، ولها راتبة بعدها وهي أربع، النبي عليه السلام قال: (من كان مصلياً بعد الجمعة فليصل بعدها أربعاً) فالسنة أن يصلي أربعاً بتسليمتين بعد الجمعة في المسجد أو في البيت، والنبي عليه السلام كان يصلي ثنتين في بيته، ولكنه أوصى من صلى يصلي أربعاً قال: (من كان مصلياً بعد الجمعة فليصل بعدها أربعاً) وقال: (إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعاً) هذا هو السنة، الأربع أفضل من الثنتين، سواء صليتها في البيت، أو في المسجد، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم الاستغفار للأهل والذرية والأزواج والأحياء والأموات

    السؤال: أخيراً يسأل سماحتكم ويقول: هل لنا أن نستغفر لأهلنا وذرياتنا وأزواجنا وموتانا؟

    الجواب: نعم يستحب لكم أن تستغفروا لهم، وتدعوا لهم بالمغفرة والرحمة، الأحياء والأموات إذا كانوا مسلمين. تدعون لهم بالرحمة والمغفرة، ودخول الجنة، والنجاة من النار، أحياءً وأمواتاً، لأبيك وأمك وآبائك وأجدادك وعماتك وخالاتك، وجميع أقاربك المسلمين، تدعو لهم بالرحمة وبالمغفرة، بالعتق من النار، بقبول أعمالهم، كل هذا طيب، وأنت مأجور.

    1.   

    الطرق المعينة على قيام الليل وكيفية قضاء صلاة الليل

    السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة الأردنية الهاشمية باعثتها إحدى الأخوات تقول: أنا أختكم في الله رحمة من الأردن، أختنا تقول عن نفسها: أنا أحب صلاة قيام الليل، لكن أحياناً يأخذني النوم وأحياناً أستيقظ لكني لا أقوم إلا متثاقلة نتيجة للنعاس، فبماذا توجهونني حتى أقوم وأنا في نشاط ورغبة للصلاة ولذكر الله؟

    الجواب: نوصيك بالصلاة قبل النوم، النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أصحابه بالوتر قبل النوم، فإذا كان الإنسان يخاف أن لا يقوم فالأفضل يصلي ما تيسر قبل النوم، ثلاث أو خمس أو أكثر، يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة قبل النوم، أما إذا اطمأننت أنك تقومين آخر الليل فهو أفضل، ونوصيك بالنوم المبكر، أن تنامي مبكرة حتى تقومي آخر الليل، أما مع السهر فيعسر القيام في آخر الليل، ولكن نوصيك بالتبكير بالنوم، ووضع الساعة على الوقت المناسب حتى تقومي إن شاء الله، فإذا لم يتيسر ذلك فصلي في أول الليل، تصلي قبل النوم والحمد لله، وإذا فاتك قيام الليل بسبب النوم أو مرض تصلين من النهار، تصلين الضحى ما تيسر بعدد الركعات التي تفعلينها في الليل، تصلينها من النهار وتزيدينها ركعة لتشفعيها، إذا كانت العادة خمساً تصلين ستاً، ثلاث تسليمات، وإذا كانت العادة سبعاً ولم يتيسر فعلها بالليل للنوم أو غيره تصلين من النهار ثماناً أربع تسليمات، وهكذا. (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شغله عن ورده من الليل نوم أو مرض صلى من النهار، وشفع عادته) كما قالت عائشة رضي الله عنها، وكان في الغالب يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة عليه الصلاة والسلام، فإذا شغله نوم أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ست تسليمات، هذا هو السنة، وهذا هو المشروع، وفق الله الجميع.

    1.   

    حكم الكلام بالمعاريض والحلف على ذلك

    السؤال: أخيراً نعرض سؤالاً لأحد الإخوة المستمعين يقول: أخوكم في الله سيد أحمد عبد العال حسن من جمهورية مصر العربية، يسأل سماحتكم فيقول: هل يجوز الحلف في المعاريض (التورية) أم لا؟ وهل من دليل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الحلف إذا كان صادقاً لا بأس إذا احتاج إلى ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم حلف أيماناً كثيرة وهو صادق عليه الصلاة والسلام، فإذا حلف للتأكيد وتطمين الشخص وهو صادق فلا بأس، أما المعاريض التي يعرض بها حتى لا يقع في الكذب، فإذا نوى شيئاً وحلف عليه فلا بأس، إذا نوى شيئاً قال: والله أن فلانا ما هو بحاضر الآن، قصده في البيت المعين الفلاني، ولا يستطيع يبين حاله، وهو ناوي في البيت معين وهو صادق فلا بأس بالمعاريض، أو والله أن فلاناً لم يفعل كذا وكذا، والمراد: ما فعله في وقت كذا أو في وقت كذا، عند الضرورة إلى هذا الشيء، يعني: وقتاً معيناً ما فعله فيه، إذا كان في ذلك مصالح ودرء شر.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى، على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767189390