مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة الأخت المستمعة (ف. ح. م) المطيري ، أختنا عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت وفي هذه الحلقة بقي لها عدد من الأسئلة في أحدها تقول: إن لي أخاً يبلغ من العمر عشر سنوات، يتكلم على أمي ويتلفظ عليها بعبارات غير لائقة؛ لأنها تأمره بالصلاة وطاعة الله، فأنا أضربه ضرباً شديداً، وأحياناً أضربه لأنه لا يذاكر دروسه، أو لأنه يأخذ شيئاً دون أن تعلم به أمي, وأحياناً أكويه بالنار, فهل أكون آثمة في فعلي هذا؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.. أما بعد:
فأنت جزاك الله خيراً مأجورة على اجتهادك وحرصك على صلاحه وعلى تأدبه مع والدته وعلى بره لها, ولا حرج عليك في تأديبه وضربه حتى يستقيم وحتى يقوم بما يلزم من جهة والدته، والحاصل أنك مأجورة في ضربه حتى يصلي وحتى يذاكر دروسه، وحتى لا يتكلم على والدته بما لا ينبغي, كل هذا أنت مأجورة عليه، وإذا كان أبوه موجوداً فالواجب على أبيه أن يقوم بهذه المهمة، أو أخوه الكبير حتى يتساعد معك بذلك، وإذا كان أبوه يقوم بالواجب كفى عنك.
فالحاصل أن الواجب على أبيه إن كان موجوداً أو أخيه الكبير إن كان موجوداً أن يقوم بذلك، وإن قامت أمه بذلك فلا بأس، وإذا لم تقم به أمه ولم يقم بذلك أحد غيرك فأنت مأجورة على ذلك وجزاك الله خيراً، لكن لا تكويه بالنار لأن هذا لا يجوز.
وإذا كان يأخذ شيئاً يسيراً من المال لحاجة الأطفال فينبغي التسامح بهذا، أما الشيء الذي قد يضر الوالدة أو قد يعوده السرقة فلا مانع من ضربك له ضرباً خفيفاً، لا تضربيه ضرباً خطيراً لا في الصلاة ولا في غيرها، ضرباً خفيفاً يؤلمه ويردعه ولكن ليس فيه خطر بارك الله فيك.
الجواب: خروجك مع الوالدة ومع أخواتك الطيبات إلى الجيران أو إلى الأقارب لا حرج فيه، وإذا رأيت شيئاً من المنكر أنكريه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة), والله يقول في كتابه الكريم: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71], وإياك والعزلة والشذوذ إلا عند الضرورة، إذا رأيت أن من خرجوا إليه عندهم منكر لا يزيلونه ولا يقبلون منك فلا تخرجي معهم، أما سوء الظن وتشديد الأمور من دون منكر ترينه فلا ينبغي منك، بل اخرجي مع الوالدة مع أخواتك للجيران أو لعيادة المريض أو صلة الرحم ما دام الخروج لا يترتب عليه منكر، بالتستر والحجاب والعناية، وما دام المزورون ليس عندهم منكر، أو عندهم منكر لكن إذا حضرت زال وقبلوا منك النصيحة فأنت على خير عظيم، أما الخروج إلى محل فيه منكر لا يزول ولو بحضورك لا تخرجين له، ولا تكونين معهم فيه، وعليك نفسك ودينك، نسأل الله للجميع التوفيق.
أما النميمة فهي محرمة، ولم يزل العلماء ينصحون عنها الناس ويحذرون منها الناس, فنقل الكلام السيئ من شخص إلى شخص أو من جماعة إلى جماعة أو من قبيلة إلى قبيلة هذا منكر، وهذا يسمى النميمة ولا يجوز، والواجب الحذر منه.
الجواب: الصوم صحيح صوم يوم السبت صحيح، ولو مفرداً والحديث الذي فيه النهي عن صوم يوم السبت حديث ضعيف مضطرب عند أهل العلم لا يعتمد عليه، لكن لو صمت السبت مع الأحد أو مع الجمعة كان أفضل، وإلا فالصوم ليوم السبت مفرداً الصحيح أنه لا حرج فيه وأن الحديث فيه ضعيف لاضطرابه وعدم استقامة أسانيده، ولكن من باب الورع والخروج من الخلاف إذا صام الإنسان يوم السبت يصوم معه الأحد أو الجمعة.
الجواب: الرب جل وعلا يسلي نبيه صلى الله عليه وسلم، ويصبره حتى لا يجزع من تكذيب قومه له، فقد كذبت أقوام كثيرة لرسلها عليهم الصلاة والسلام، فيقول له: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ [فاطر:40],يعني: لك فيهم أسوة، فلا تجزع، وعليك بالصبر ولهذا قال في الآية الأخرى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [الأحقاف:35], وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48], فالله يأمر نبيه بالصبر والتأسي بالرسل الماضين فقد كذبوا وأوذوا فصبروا، فهو كذلك عليه أن يصبر كما صبروا وأن يتحمل كما تحملوا وله عند الله الأجر العظيم والخير الكثير، والله سبحانه هو الذي يهدي من يشاء قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272], وقال سبحانه: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56], فلا بد من التحمل والصبر.
والله جل وعلا هو الحكيم العليم فيما يأمر به وفيما ينهى عنه، وفي توفيق هذا للإسلام والطاعة وخذلان الآخر حتى لا يسلم ولا يقبل الحق, هو الحكيم العليم جل وعلا، فعلى العبد أن يسأل الله التوفيق، وأن يستعين به على الخير، وأن يحذر الشر وأسبابه وأن يصبر كما صبر غيره.
وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام، عليهم أن يصبروا وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبر من قبله، وأما الآية الأخرى ففيها التحذير من الاغترار بالدنيا، والاغترار بالشيطان وهو الغرور، يعني: يجب على المؤمن أن يحذر الدنيا وشهواتها الفاتنة ولهذا قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [فاطر:5], وعده لكم بالحساب والجزاء والجنة والنار وقيام الساعة كله حق، لا بد من قيام القيامة، ولا بد من الجزاء على الأعمال ولا بد من الجنة لأهل الإيمان والتقوى والنار لأهل الكفر والنفاق كله حق.
ولهذا قال: فلا تغرنكم الحياة الدنيا، يعني: بزينتها وأموالها وشهواتها ومآكلها ومشاربها وغير ذلك مما فيها، فهي دار الزوال دار الفناء، كما قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [الرحمن:26], وقال سبحانه: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185].
فلا يليق بالعاقل المؤمن أن يغتر بها وزينتها وأهلها وما أعطوا من الدنيا، بل يحذر ويستعد للآخرة، ويستعين بنعم الله على طاعة الله، ولا يغتر بالشيطان وهو الغرور، فإنه يزين للناس الباطل ويغرهم ويدعوهم إلى الركون للدنيا، ويدعوهم إلى التكذيب بالآخرة، ويزين لهم هذه العاجلة, وربما زين لهم الإصرار على المعاصي، وقال: التوبة بعد ذلك, إذا لم يجد حيلة في تكذيبهم وإنكارهم للآخرة، زين لهم أنهم يتساهلون بالمعاصي, وقال: في إمكانكم التوبة بعد ذلك، والله غفور رحيم ونحو هذا مما يغرهم به, فالواجب الحذر من طاعة الغرور الشيطان والحذر من المعاصي كلها، والبدار بالتوبة عند وجود المعصية؛ ولهذا قال بعدها: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6], يعني: عاملوه معاملة الأعداء فهو عدو مبين، ثم قال سبحانه: إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ يعني: أتباعه لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6] .
هذه مهمته، وهذه دعوته، وهذا سبيله، الدعوة إلى النار، فالواجب على العاقل أن يحذر هذا العدو المبين، وأن لا يطيعه فيما يدعو إليه من الباطل، وأن يحذر وساوسه وما يزينه من المعاصي لعله ينجو.
الجواب: العبث في الصلاة لا يجوز إذا كثر، أما الشيء اليسير عرفاً فيعفى عنه، ولكن إذا كثر وتوالى أبطل الصلاة، فالواجب على المؤمن في صلاته والمؤمنة الحرص على أسباب سلامتها والحذر من أسباب بطلانها، والشيء اليسير يعفى عنه، مثل كونه عدل ثوبه أو عمامته أو مسح التراب أمام وجهه عند السجود مرة أو مرتين لا يضر صلاته، لكن الأفضل مرة واحدة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا: (مرة أو دع).
فالمقصود: أن المؤمن يحرص على الخشوع والإقبال على صلاته والحضور فيها بقلبه وترك العبث والحركة غاية الحرص، قال الله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2] .
لكن إذا عبث يسيراً بأن أخذ شيئاً أو طرحه أو حك رأسه قليلاً، أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي يفعلها الإنسان بعض الأحيان لا تضر صلاته، لكن إذا كثر العبث وتوالت الحركات عرفاً بطلت الصلاة فينبغي الحذر.
الجواب: الواجب على أهل الإسلام أن يتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، وأن يعملوا كعمله، ولا يزيدوا بآرائهم ولا يغيروا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي), فالله أمر بالصلاة مجملة، وقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43], حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238], والرسول بينها وفصلها عليه الصلاة والسلام، بقوله وفعله، فعلى المسلمين أن يتبعوا ولا يبتدعوا، ولا يجوز للمسلمين أن يقدموا خطبة العيد أو خطبة الاستسقاء.. خطبة العيد خاصة.
أما الاستسقاء فقد جاء تقديمها وتأخيرها، لكن خطبة العيد لا تقدم بل يصلي ثم يخطب، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله خلفاؤه الراشدون والمسلمون، ولما فعل مروان ما يخالف السنة من تقديم الخطبة في العيد أنكر عليه أبو سعيد الخدري .
فالحاصل أن الواجب على المسلمين أن يصلوا كما صلى عليه الصلاة والسلام، والسنة للمسلمين أن يحضروا خطبة العيد وخطبة الاستسقاء ولا يعجلوا، هذه السنة لهم, أن يحضروها ويستفيدوا، ولكن خروج من خرج منهم لا يجوز تقديم الخطبة على الصلاة، بل تبقى على حالها كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي العيد ثم يخطب، أما الجمعة فخطبتها قبلها، وأما الاستسقاء فقد جاء هذا وهذا، جاء الخطبة قبلها وبعدها، جاء في الخطبة كصلاة العيد وجاء الخطبة قبلها كصلاة الجمعة, فالأمر فيها واسع والحمد لله صلاة الاستسقاء.
الجواب: إذا كان ما زال على طهارته الأولى التي لبس عليها الخفين أو الجوربين لا بأس، إذا كان تطهر مثلاً لصلاة الظهر ولبس الجوربين أو الخفين ثم دعت الحاجة إلى كشفهما بعد الصلاة لمرض أو غيره، ثم أعادهما وهو على طهارته فلا بأس يمسح عليهما يوماً وليلة إن كان مقيماً، وثلاثة أيام بلياليها إن كان مسافراً، أما إن كان أحدث بعدما لبسهما فإنه لا يعيدهما إلا بعد الطهارة.
الجواب: عليك أن تصومي حسب ظنك واجتهادك، اعملي بالظن في الأيام التي أفطرتها ويكفي والحمد لله، تجتهدين فإذا كنت تظنيها سبعاً صومي سبعاً، تظنينها ثماناً ثماناً، عشراً عشراً حسب الاجتهاد والتحري لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286], فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
الجواب: نعم لا يجوز لك الحلف بالله كاذبة، وعليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تعتادي هذا الأمر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف بالله فليصدق), ويقول صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين هو فيها كاذب يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق فالله عليه غضبان), وفي اللفظ الآخر: (فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة), فالمقصود أن اليمين بالكذب لا تجوز، بل يجب الصدق في الأيمان في جميع الأحيان، وإذا حلف الإنسان على يمين ليأخذ بها مال امرئٍ مسلم فهذا من أعظم الكبائر، وفي الحديث: (لقي الله وهو عليه غضبان), وفي اللفظ الآخر: (فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة), هذا وعيد عظيم.
وهكذا الأيمان في غير إقطاع المال، أن تقولين: والله إني ما فعلت كذا, والله إني فعلت كذا, وأنت كاذبة, لا يجوز هذا، فعليك التوبة إلى الله من ذلك والاستغفار وليس عليك كفارة في أصح قولي العلماء, لكن عليك التوبة إلى الله والاستغفار والندم والعزم الصادق أن لا تعودي إلى مثل ذلك.
إلا إذا كان في أمور يباح فيها الكذب فلا بأس، كالإصلاح بين الناس والحرب وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يرخص في الكذب في هذه الأمور الثلاثة، فإذا كذب الإنسان في الإصلاح بين شخصين أو جماعتين أو قبيلتين قال: والله يا فلان إن فلان يدعو لك.. يثني عليك، ثم راح للآخر وقال كذلك يبي يصلح بينهم فلا بأس إن شاء الله للإصلاح؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص في هذا.. في ثلاث: في الإصلاح بين الناس وفي الحرب, يعني: الجهاد وفي حديث الرجل امرأته والمرأة زوجها.
وهكذا المرأة لزوجها: والله إني ما فعلت هذا الشيء, تخاف يغضب عليها، والله ما رحت لآل فلان، والله ما زرتهم, والله ما خرجت من بيتك كذا وكذا، دفعاً للفتنة بينهما، أو والله لا أعود، أو ما أشبه ذلك وإن كانت في نيتها تعود؛ لأن هذا فيه حرصاً على بقاء المودة وبقاء العشرة الطيبة وحذراً من شدة الخصومة فتفضي إلى الطلاق, فالحاصل أنها كونها تكذب في شيء يتعلق بها مع زوجها مما يهدئ غضبه ويسبب بقاء العشرة ولا يتعلق بالآخرين لا بأس بذلك، والله ما أفعل كذا, والله ما أعصيك مستقبل, والله ما أخرج من البيت إلا بإذنك وما أشبه ذلك.. وهو كذلك يقول لها: والله إني ما أفعل كذا، والله إني ما أروح لفلان، أو والله ما أكلم فلانة، وإن كان كاذباً، أو والله ما كلمت فلان، أو والله ما كلمت فلانة، حتى يهدئ غضبها وحتى تبقى المودة وحتى لا يقع الطلاق، كل هذه أمور لا بأس بها فيما بين الزوج والزوجة فيما يتعلق بهما خاصة، ولا يتعلق بظلم غيرهما ولا بالكذب على غيرهما.
الجواب: لا حرج في أن تعينه في السكن, تأمره أن يشتري، وإذا اشترى وثبت الدين تسدد عنه كما تعطيه ما يساعده في حاجاته وقضاء دينه الآخر، ما دام لا يستطيع؛ لأن راتبه ضعيف ولا يستطيع به الأجرة أو الشراء لا حرج في ذلك أن تعطيه الأجرة أو يشتري ثم تعطيه الثمن.. لا تعطيه حتى يشتري لئلا تضيع الدراهم.. الزكاة، إذا اشترى ولزم الدين سلم له الدين لأنه فقير.
المقدم: جزاكم الله خيراً، يقول في نهاية رسالته: إن زوجته ربما تشاركه في هذا الأمر، فتدفع ثمن المنزل أيضاً لأخيهم الفقير هذا؟
الشيخ: لا بأس إذا شاركته جزاها الله خيراً, ما دام فقيراً يستحق العون لفقره أو لأنه غارم اشترى البيت ولزمه الثمن وصار غارماً يعطى منك ومنها ما يسدد به الثمن من الزكاة.
الجواب: عليك أن تتصدق بذلك على الفقراء بالنية عنه ويكفي، ومتى عرفته بعد حين وطلبها تخيره، إن شاء قبل الصدقة وصار الأجر له، وإن شاء أعطيته وصار الأجر لك.
المقدم:جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته, وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر