إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (643)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم الاشتغال بتربية الحمام

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العراقية، باعثتها إحدى المستمعات من هناك تقول الحاجة أم محمد ، أم محمد تقول في رسالتها: إنني أم لعدة أولاد، وبعضهم متزوج ورب عائلة, وأولادي متدينون؛ يقيمون الصلاة والصيام ويحافظون على أمور دينهم.

    الشيخ: الحمد لله.

    المقدم: ولكنهم مغرمون جداً بتربية الطيور في البيت، ويصرفون من أموالهم ووقتهم على العناية بها، وملاحظة تحليقها في الجو لساعة من النهار أو أكثر، وأخشى أن تكون هذه مخالفة للشرع، وجهونا وأفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلقد سرني كثيراً ما ذكرت من استقامتهم ومحافظتهم على دينهم فالحمد لله.

    أما تربية الطيور فلا حرج فيها, ولا بأس بها إذا كانت لا تؤذي أحداً من الناس لا من الجيران ولا غيرهم، فإذا كانت طيوراً مباحة ولا تؤذي أحداً من الناس فلا بأس بتربيتها, ولا بأس بالنظر إليها حين طيرانها، كل ذلك لا حرج فيه إذا كانت لا تؤذي أحداً، أما إن كانت تؤذي فعليهم تقصيصها حتى لا تؤذي الجيران، ولا حرج في ذلك.

    1.   

    حكم من أحرم من غير الميقات

    السؤال: الرسالة التالية رسالة وصلت إلى البرنامج من المدينة المنورة وادي القرع, وباعثها المستمع عبد المعز عبد الباقي العسال له جمع من الأسئلة، في أحد أسئلته يقول: ذهبت أنا وزوجتي لعمل العمرة في سيارة كانت متجهة من مكاننا في قرية تابعة للمدينة المنورة, تبعد عن رابغ تسعين كيلو متر عن الميقات متجهة إلى جدة عن طريق رابغ, وليست متجهة أصلاً إلى مكة المكرمة، ولما وصلنا الميقات في رابغ قال لنا السائق: أحرموا من جدة بدلاً من أن تحرموا من الميقات وتدخلون معنا جدة، ففعلنا ولم نحرم من الميقات وأحرمنا من جدة, وذهبنا في نفس الوقت إلى مكة وعملنا العمرة، فما مدى صحة العمرة وصحة الإحرام، أفيدونا جزاكم الله كل خير؟

    الجواب: الإحرام صحيح، والعمرة صحيحة, ولكنها ناقصة؛ لأنكم تركتم الواجب وهو الإحرام من الميقات, فعليكم دم ذبيحة واحدة عن كل واحد منكما تذبح في مكة للفقراء كالضحية، يعني: ذبيحة تجزي في الأضحية جذع ضأن أو ثني معز أو سبع بدنة أو سبع بقرة، عن ترك الميقات, أما العمرة فهي صحيحة والحمد لله, والإحرام صحيح لكن فيها نقص, عمرة ناقصة؛ بسبب الإخلال بالواجب وهو الإحرام من الميقات, تقبل الله من الجميع.

    1.   

    حكم لبس النساء للذهب المحلق

    السؤال: سؤاله الثاني يقول: ما حكم لبس النساء للذهب المحلق بأنواعه وأشكاله من سوار وقرط وسلاسل وغيرها، حتى أنني قرأت حديثاً في كتاب عنوانه تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد تأليف محمود مهدي الاستانبولي من مصر, والحديث هو: (من أحب أن يحلق حبيبته بحلقة من نار فليحلقها حلقة من ذهب، ومن أحب أن يطوق حبيبته طوقاً من نار فليطوقها طوقاً من ذهب، ومن أحب أن يسور حبيبته سواراً من نار فليطوقها طوقا، وفي رواية: فليسورها سواراً من ذهب، ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها)، رواه أبو داود و مسلم , وهو حديث صحيح، هذا بالنص من الكتاب المذكور للمؤلف، فما مدى صحة الحديث، وهل يجوز لبس المحلقات للنساء، أفتونا في ذلك جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الحديث في صحته نظر، وفي متنه غرابة وليس في مسلم ولكنه في أبي داود , وفي صحته نظر، ولو صح فهو محمول على ما كان قبل النسخ, فإنه كان الذهب محرماً على النساء ثم أبيح للنساء, وأبيح لهن الحرير, وحرم على الرجال فقال صلى الله عليه وسلم: (أحل الذهب والحرير لإناث أمتي, و حرم على ذكورها)، فالصواب أن جميع أنواع الذهب من المحلق وغير المحلق كالأسورة والخواتم وأشباه ذلك مباحة كالقلائد وغيرها، هذا هو الصواب وهو الذي عليه عامة العلماء، وحكاه جمع من أهل العلم إجماع أهل العلم, أن الذهب بأنواعه من محلق وغيره كله حل للنساء وهذا هو الصواب، ومن قال بتحريمه فقد غلط.

    1.   

    حكم أخذ الفائدة المصرفية

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع عبد الرحمن موسى من ليبيا, رسالته مطولة, ملخص ما فيها في هذا السؤال يقول: هل الفائدة المصرفية تعتبر ربا أم لا، وإذا كانت ربا ما حكم من اقترض قرضاً بفائدة, نرجو التوجيه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم الفائدة المصرفية ربا, فإذا اقترض مائة بمائة وخمسة أو بمائة وسبعة أو أكثر أو أقل فهذا ربا، وهكذا ما هو أكثر من ذلك، ولا يجوز تسليم هذه الفائدة بل على الفاعل التوبة والرجوع إلى الله والإنابة والندم وعدم العودة، وليس للمقرض إلا رأس ماله كما قال تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:279]، ولا يجوز تعاطي هذه المعاملة.

    ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس الذين يفعلونها مع كثرتهم, فإن الحق أحق بالاتباع والله يقول سبحانه: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الذهب بالذهب مثلاً بمثل سواء بسواء يداً بيد، والفضة بالفضة يداً بيد مثلاً بمثل سواء بسواء)، الحديث.

    وهذه المعاملات وهذه العمل الجديدة من الدولارات والدنانير و غيرها من العمل الورقية كلها لها حكم الذهب والفضة, فلا يجوز أن يباع بعضها ببعضٍ مفاضلةً, وهي من جنس واحد ولا نسيئة, بل لا بد أن يكون ذلك يداً بيداً مع التماثل إن كانت من جنس واحد كالدينار بالدينار والدولار بالدولار، أما إن كانت من أجناس كأن يبيع دولاراً بدراهم سعودية أو بدنانير أردنية أو عراقية أو شبه ذلك فلا بأس، لكن يداً بيد بالتقابض, وأما دينار بدينارين أو دولار بدولارين أو مائة دولار بمائة وخمسة أو مائة ريال سعودي بمائة وخمسة؛ لأجل الفائدة هذا ما يجوز,هذا هو الربا, هذا عين الربا, نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم الاقتراض بفائدة في العمل الاستثماري والعمل الاستهلاكي

    السؤال: سماحة الشيخ ! الذين يفرقون بين الاقتراض بفائدة في عمل استثماري أو عمل استهلاكي، هل لهم وجه أو لا؟

    الجواب: كل هذا غلط، هذا من كيسهم, ليس له وجه، الرسول صلى الله عليه وسلم حرم ذلك مطلقا سواء كان القرض للاستثمار أو للاستهلاك لحاجته, كله محرم، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين هذا وهذا عليه الصلاة والسلام،بل عمم وأطلق، فدل ذلك على أنه لا يجوز مطلقاً سواء كان القصد من ذلك الاستهلاك أم كان القصد الاستثمار والمتاجرة.

    1.   

    حكم من داوى ابنته بالكي ثم ماتت بعده

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من مكة المكرمة, وباعثها المستمع (ع. ي. ح. ج ) رسالته مطولة يقول فيها: لي ابنة تبلغ من العمر عشرة أشهر, وقد مرضت وذهبت بها إلى المستشفى وهي في حالة خطيرة, وأمروا بتنويمها، وجلست معها أمرضها مدة التنويم بالمستشفى, والحمد لله تحسنت حالتها عن حالتها الأولى، وأخرجونا بعد ذلك، وذهبنا إلى المنزل, وبعد يومين فقط عاد إليها المرض وكان كل من رآها قال: هذه فيها كذا وكذا، وأنا لا أدري ماذا أفعل بها، وبعد ذلك رآها أحد الناس وقال: اكوها فإن شاء الله أنها ستشفى, وذهبت بها عند رجل فكواها ولكن اشتد بها المرض, وبما أنني قد ذهبت بها إلى المستشفى وإلى الكاوي ولكن دون فائدة استحكمت بحكم الله, وجلست بها في المنزل, ولكن حكم الله أقوى على كل شيء وتوفيت بعد ذلك، قلت: يا ليتني لم أكوها, يا ليتني ذهبت بها إلى المستشفى مرة ثانية يا ليت يا ليت، وبدأت أتألم وأتندم, هل علي فيما فعلت حكم شرعي، وجهوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس عليك بأس وأنت مجتهد ولا حرج عليك، وهذه أسباب؛ الذهاب إلى المستشفى وإلى الكاوي كل هذه أسباب, والنبي عليه السلام قال: (الشفاء في ثلاث: كية نار أو شرطة محجم أو شربة عسل, وما أحب أن أكتوي), وفي اللفظ الآخر: (وأنا أنهى أمتي عن الكي)، فالكي يعتبر آخر الطب عند الحاجة إليه, وأنت فعلته عند الحاجة, فإذا كان الكاوي ممن قد جرب في معرفة الكي وأنه يكوي المرضى، ويجتهد، لا بأس عليك في ذلك والحمد لله، وبكل حال فأنت مجتهد ولا شيء عليك.

    1.   

    لا بد من انعقاد النية عند التلفظ بما يكنى به الطلاق

    السؤال: المستمع (خ. أ. م) من الرياض بعث برسالة يقول فيها: قابلني أحد أصدقائي, وقد رأى علي علامات التفكير والشرود الذهني, فسألني: هل فعلتها؟ يعني: هل طلقت؟ فقلت له: نعم فعلتها. وأنا أمازحه؛ حتى أرى مدى تأثره بذلك، وأنا لم أقصد الطلاق, إنما عندما سألني, قلت: نعم، قاصداً بذلك أنني قد تزوجت، وهو يفهم الطلاق, ولم أتبين فهمه جيداً لكلامي، السؤال: هل تقع طلقة أم لا؟ علماً بأن هذا الحدث منذ سنة تقريباً, فماذا علي أن أعمل الآن وقد مر على الحدث سنة كما أفدتكم, أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ما دمت ما قصدت الطلاق فلا شيء عليك، الأعمال بالنيات, وهذه اللفظة من جنس ألفاظ الكنى فلا يقع بها شيء، ما دمت لم تقصد الطلاق.

    1.   

    الأحكام المتعلقة بالسفر

    السؤال: المستمع (م. ع. س) يقول: إذا خرجت من سلطنة عمان إلى دولة الإمارات, وتبعد دولة الإمارات عن سلطنة عمان أربعمائة وخمسين كيلو متر، هل يجوز أن أصلي صلاة حضر أم سفر, وأنا أخرج لمدة ستة أشهر أو سنة, أجيبوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كنت في الطريق صل صلاة المسافر ركعتين الظهر والعصر والعشاء, وإذا نزلت في الإمارات أو في غيرها وأنت تقصد الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنك تصلي أربعاً ما دمت مقيماً في الإمارات أو غيرها، أما إذا كنت مقيماً في الإمارات إقامة غير معينة, لا تدري متى ترجع, لك حاجات لا تدري متى تنتهي، ولم تعزم على أربع ولا أكثر ولا أقل, فإنك تصلي ثنتين إذا صليت وحدك, وإن صليت مع المقيمين صليت أربعا, فإذا كنت وحدك فالواجب عليك أن تصلي مع الناس في المساجد ولا تصل وحدك, بل تصلي معهم أربعاً, فإن صليت وحدك صليت ثنتين إذا كنت لم تقصد الإقامة إلا أربعة أيام فأقل, أو كنت ما تقصد إقامة معينة, لا تدري ما عندك يقين: هل تقيم أربعاً أو ثلاثاً أو عشراً أو أكثر أو أقل، إذا كان ليس عندك نية معلومة فإنك تصلي ثنتين إلا إذا صليت مع الحضر.. مع المقيمين فإنك تصلي أربعاً، وعرفت أنه يجب عليك أن تصلي معهم إذا كنت واحداً؛ لأن الجماعة واجبة, فالواجب عليك أن تصلي معهم وتكمل أربعا؛ لأن المأموم يتبع الإمام في ذلك، هكذا جاءت السنة أنه إذا صلى المسافر مع المقيمين فإنه يصلي معهم أربعا كما ثبت هذا في صحيح مسلم ومسند أحمد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه سئل عن هذا فقال: هو السنة.

    1.   

    حكم كتابة بعض الآيات في إناء أو ورق ثم غسله وشربه

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد المستمعين من الكويت وقع في نهايتها بالحرفين ( ن. م ) يقول في أحد أسئلته: أنا قرأت في كتاب الطب النبوي أنه عندما يريد أي شخصاً أن يزيح عن نفسه الاكتئاب يكتب بعض الآيات ويضعها في الماء ويشرب منها، فهل هذا الشيء مفيد, وإذا كان مفيد أخبرونا جزاكم الله خيراً، كيف نكتب وما هي الآيات التي نكتبها؟

    الجواب: لا حرج أن يكتب الإنسان في إناء نظيف أو ورق نظيف يكتب بعض الآيات مثل آية الكرسي وسورة الفاتحة وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين وما تيسر من القرآن، ثم يكتبها بالزعفران ثم يغسله, ويشرب ذلك لا بأس, أو يقرأ في الماء ثم يشرب ذلك فلا حرج في ذلك، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء لـثابت بن قيس بن شماس , ونص أهل العلم كـابن القيم وغيره أنه لا بأس بالكتابة في الإناء النظيف، أو في الأوراق النظيفة يكتب بالزعفران ثم يعصره ويشربه، لا حرج في ذلك إن شاء الله.

    1.   

    كيفية تشميت العاطس وبيان حكم بعض ما يعتاده الناس في ذلك

    السؤال: يسأل ويقول: لدى كثير من الناس عادة وهو أنه عندما يعطس أحد فيقول الشخص الذي يتكلم بعطسة ابن حلال، هل هذا الكلام صحيح؟

    الجواب: لا أصل لهذا، هذا كلام العامة لا أصل له, ولكن المشروع للمؤمن إذا عطس أن يقول: الحمد لله، ومن سمعه يقول له: يرحمك الله، وهو يقول: يهديكم الله ويصلح بالك، هذا السنة, إذا عطس يقول: الحمد لله أو الحمد لله رب العالمين أو الحمد لله على كل حال, ومن سمعه يقول: يرحمك الله، هذا السنة, وهو يقول لمن قال: يرحمك الله, يقول له: يهديكم الله ويصلح بالك ، هكذا جاءت السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    العلاقة بين العقل والروح

    السؤال: ، يسأل ويقول: نحن بنو البشر نملك العقل والروح، والسؤال: هل عندما يفكر العقل في شيء يمكن أن تعارضه الروح على هذا الشيء أو توافقه, أو هل هناك ارتباط بين العقل والروح أم كلاهما يعملان باختلاف عن الآخر؟

    الجواب: العقل والنفس شيء واحد؛ لأن العقل إنما يفكر وينظر ويتأمل بواسطة النفس الروح فإذا ذهبت الروح بطل كل شيء، فإذا كانت الروح فيه فكر بها بنفسه لما هو يروحه, يفكر بما أعطاه الله من العقل والتمييز في الصالح والضار.. في الطيب والخبيث, هكذا فهو يفكر بما أعطاه الله من العقل بواسطة الروح التي هي نفسه وحياته، فما زالت الروح موجودة أمكنه التفكير والنظر والإعداد لما يريد والعزم على ما يريد, فإذا ذهبت الروح بطل التفكير.

    1.   

    ما يلزم من تكرر منها رفض الخطاب مع ظنها أن أحدهم عمل لها عملاً لذلك

    السؤال: المستمعة (ن. م) من الكويت تقول في رسالتها: أنا فتاة في بداية العشرينيات, وأنا وكأي فتاة تحلم بأن يمن الله عليها بزوج صالح وذرية صالحة, ولكن المشكلة هنا أنني عندما أسمع بأن شخصاً قادماً إلي أفرح كثيراً وأشكر الله, ولكني فجأة أرى نفسي حزينة لا أريد الزواج, وكأن شيطاناً دخل إلى قلبي وأخافني, وأصبح قلقة بسبب وبغير سبب وحزينة, وأرفض هذا الشخص, ولكنني لا أعلم لماذا، سماحة الشيخ! أنا والحمد لله أحب ختم المصحف وأحب سماع القرآن الكريم كثيراً، وأتوكل على الله في كل وقت، ولكن أشك أن هناك من عمل لي عملاً لهذا الموضوع حتى لا أتزوج وحتى لا أفرح، أرجو توجيهي جزاكم الله خيراً كيف أتصرف؟ وإن كنت أعلم أن النفع والضر بيد الله سبحانه وتعالى؟

    الجواب: هذا يا ابنتي من الشيطان, فعليك أن تتعوذي بالله من الشيطان, وأن تعتمدي على الله سبحانه وتعالى, وأن تحسني الظن به جل وعلا فإذا خطبك من ترضين دينه وخلقه ومدح لك في دينه وأخلاقه بواسطة الثقات العارفين به, فاستعيني بالله وتزوجي, ودعي عنك هذه الوساوس وهذه الأفكار الرديئة فإنها من الشيطان من عدو الله يثبطك بذلك حتى تبقي في تعب ومشقة وحرمان من الزواج والذرية, والشيطان يحب كل شر للإنسان ويدعوه إلى كل شر, هو يسره أن تبقي عانسة لا زوج لك, وربما عرضك بعد هذا لما حرم الله عز وجل، فالواجب عليك تقوى الله والمبادرة إلى الزواج إذا جاء الكفء وترك هذه الوساوس وهذه الكراهة وهذه البغضاء وهذا التحرج, كل هذا من الشيطان عدو الله, ودعي عنك الوساوس فإنه المأمون لك في هذا كله من الشيطان, لن يعمل لك شيء ولكنه الشيطان يثبطك, ويسعى في منعك من الزواج؛ لأنه يحب أن كل إنسان لا يتزوج وأن يبقى في الفساد والتعب والمشقة، نسأل الله السلامة.

    1.   

    المشروع لمن دخل المسجد والإمام يخطب الجمعة

    السؤال: من ليبيا طرابلس هذه رسالة بعث بها المستمع فرج عيسى زعيق , له سؤالان, يقول في سؤاله الأول: إذا دخلت المسجد في يوم الجمعة والإمام يخطب فهل أجلس أم أصلي ركعتين, وما الدليل على ذلك؟

    الجواب: السنة يا أخي أن تصلي ركعتين قبل أن تجلس ولو أن الإمام يخطب؛ لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا جاء أحد المسجد والإمام يخطب فليركع ركعتين, وليتجوز فيهما)، يعني: يخففهما تخفيفاً لا يمنع الطمأنينة, هكذا أمر عليه الصلاة والسلام, أمر الداخل والإمام يخطب أنه يصلي ركعتين لكن لا يطول فيهما حتى يفعل السنة ويتمكن من سماع الخطبة.

    1.   

    حكم من يواظب على التيمم لكل صلاة معتذراً بالمرض مع كونه يغتسل بالماء

    السؤال: يقول: أخي يصلي ولكنه يتيمم بحجر ولا يتوضأ بالماء مع أنه يستعمل الماء في الاغتسال, وعندما أقول له: لم تفعل ذلك؟ يقول: إن الطبيب منع علي استعمال الماء، فهل صلاته صحيحة بهذا التيمم؟

    الجواب: إذا كان يستعمل الماء في الغسل ولا يضره الماء في الغسل فمن باب أولى ألا يضره في الوضوء؛ لأن الوضوء أقل ماءً وأقل كلفة, فالواجب عليه أن يصلي بالماء، وأن يتوضأ, فإذا كان لا يضره الغسل فإنه لا يضره الوضوء, فالواجب عليه أن يتوضأ وأن يعصي هذا الطبيب الذي قال له؛ إذا كان جرب الماء ولم يضره, وليس له التيمم, ثم التيمم بالحجر لا ينفع, الواجب التيمم بالتراب.. بصعيد الأرض لا بالحجر, مادام يريد التراب فإنه يضرب التراب, يضرب وجه الأرض, ويتيمم منها إذا عجز عن الماء لمرض يضره معه الماء أو لأنه في سفر لا يجد الماء.

    والواجب على المؤمن أن يترك الشبهات والوساوس التي لا وجه لها، وليس كل طبيب يطاع قوله, إنما يطاع قول الطبيب الأمين العارف الذي أرشدك إلى ما ينفعك وحذرك مما يضرك فلا بأس, وما دمت أيها المريض استعملت الماء في الغسل وهو لا يضرك فمن باب أولى ألا يضرك الوضوء.

    1.   

    حكم من تاب من ذنب ثم عاد إلى آخر

    السؤال: المستمع (م. ق) من الرياض بعث برسالة يقول فيها: أنا شاب كنت أرتكب المعاصي, وكلما أرتكب معصية أتوب إلى الله, وأقول: إنني سأقرأ سورة كذا وكذا توبة لله, ولكن الشيطان اللعين زين لي المعاصي واستمريت هكذا, كلما أرتكب معصية أتوب, وأقرأ مع توبتي سورة أو سورتين, واستمريت على هذا الحال حتى قسا قلبي وفقدت حلاوة الإيمان, وأخاف أن الله ختم على قلبي, وأخاف أني منافق أخادع الله, أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء ماذا أعمل؛ حتى تعود لي حلاوة الإيمان، وذهاب قساوة القلب, فأنا خائف من عذاب الله أرجو رحمته, والله يحفظكم؟

    الجواب: الواجب عليك حسن الظن بالله والمبادرة إلى التوبة والتصميم عليها ولزومها والحذر من العودة إلى الذنب والاستعانة بالله في ذلك والصدق مع الله وأبشر بالخير وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، والتوبة الصادقة تمحو الذنب, وإذا عدت إليه بعد توبة صادقة ما ضرك الأول, إنما يضرك الثاني حتى تتوب منه وهكذا, فإذا كنت صادقاً في التوبة الأولى والثانية والثالثة لم يضرك ما فعلته قبل ذلك؛ لأن التوبة يمحو الله بها الذنوب, الذي يخشى منه أن تكون توبتك غير صادقة وأن تكون أماني, أما إذا كانت التوبة صادقة جازمة قد ندمت على الماضي, وعزمت أن لا تعود, وأقلعت من ذلك فإنها يمحو الله بها الذنب الماضي، وعليك الصدق في التوبة الأخيرة والعزم الصادق وأن لا تعود إلى ما حرم الله عليك وأن تستعين بالله, وتحسن به الظن وترجو رحمته جل وعلا, وأن تبتعد عن صحبة الأشرار الذين قد يعينونك على المعصية, وعليك بصحبة الأخيار ولزومهم؛ فإنهم يعينون على الخير, ومن استعان بالله أعانه الله, ومن صدق مع الله يسر الله أمره, فاصدق مع الله واجتهد وسل ربك العون والزم التوبة, وحاذر صحبة الأشرار, وأبشر بالخير, يسر الله أمرك ووفقنا وإياك.

    1.   

    حقيقة إبليس وسبب دخوله في أمر السجود لآدم

    السؤال: من السودان هذه الرسالة بعث بها المستمع هشام عثمان عبد الله يقول في رسالته: قال الله تعالى في كتابه الكريم: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف:50]، هذه الآية توضح لنا أن الله عندما أمر الملائكة بالسجود لـآدم ولم يسجد إبليس, فكيف يؤاخذه الله سبحانه وتعالى على أمر لم يدخل إبليس في نطاقه؛ لأنه ليس من الملائكة, ما دام إبليس من الجن وليس من الملائكة فكيف يشمله أمر السجود؟

    الجواب: العلماء لهم في هذا قولان: أحدهما أنه من الملائكة, من طائفة يقال لهم: الجن, من الملائكة, فلهذا شمله الأمر, وحكم الله عليه بالبعد واللعنة؛ لأنه عصى الأمر.

    والأمر الثاني: أنه كان معهم, يتعبد معهم وأنه خوطب معهم وأمر معهم بأن يسجد؛ لأنه كان معهم, وقد صحبهم في العبادة, فلهذا ورد عليه الأمر معهم, فعصى فعاقبه الله باللعنة والطرد؛ بسبب عصيانه للأوامر الموجهة إليه, وإن كان ليس منهم عنصراً فهو منهم في العمل, وقد وجه إليه الخطاب والأمر معهم, فعصى واستكبر, فلهذا أصابته العقوبة وحلت عليه اللعنة إما لكونه منهم وهم طائفة يقال لهم: الجن, أو لأنه صار معهم وتلبس بأعمالهم وصحبهم في أعمالهم, وصدر الأمر إليه وإليهم جميعاً، فلما وجه إليه الأمر معهم صار مستحقاً للعنة بعصيانه واستكباره, وهذا أمر واضح, والقولان مشهوران للعلماء؛ أحدهما أنه منهم فلا إشكال في ذلك، والثاني أنه أبو الجن أو جن معروفين من الثقل الثاني وهو كـآدم للإنس, ولكنه صار مع الملائكة حين الأمر ووجه إليه الأمر معهم وصار مأموراً كما أنهم مأمورون, فلهذا استحق اللعنة والطرد باستكباره وعصيانه.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين, وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نسأل الله ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى, وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756223977