إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (430)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    درجات ومراتب إنكار المنكر

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: المرسلة منيرة عبد الله من الرياض، أختنا تسأل وتقول: أرجو أن تشرحوا لنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة قد خرجه مسلم رحمه الله في الصحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) معناه: أن المؤمن وهكذا المؤمنة إذا رأيا المنكر وجب تغييره باليد مع الاستطاعة، كالأمير في حدود صلاحياته، كالهيئة في حدود صلاحياتها، كالأب مع أهل بيته، والأخ مع أهل بيته، على حسب القدرة، كخمر يراق، آلة لهو تكسر، وما أشبه ذلك، فإن لم يستطع فبلسانه؛ يقول : يا عبد الله! هذا لا يجوز، يا أمة الله! هذا لا يجوز، الواجب ترك هذا الشيء احذروا، فالله حرم عليكم هكذا، هكذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة، يقول الله جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، والمنكر ما نهى الله عنه ورسوله، والمعروف ما أمر الله به ورسوله، فإن لم يستطع المؤمن أو المؤمنة الإنكار باليد ولا باللسان فبالقلب، يكره بقلبه المنكر، يعلم الله من قلبه أنه يكرهه ويحب زواله ولا يحضر أهله، لا يحضر معهم، المجلس الذي فيه شرب الخمر لا يحضره، فيه آلات الملاهي، فيه الغيبة والنميمة لا يحضره، ما دام لا يستطيع الإنكار لا بيده ولا بلسانه، هذا هو معنى الحديث، وفق الله الجميع.

    المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذاً كون إنكار المنكر درجات ينبغي لمنكر المنكر أن يتأمل تلك الدرجات حتى لا يقع في الخطأ؟

    الشيخ: نعم، عليه أن يتأمل حتى يقوم بما يلزمه، إذا كان ممن يستطيع كالهيئة المخولة في حدود تعليماتها أنكرت بالفعل، الأمير، الأب مع أهل بيته، السلطان، حسب القدرة، فالذي ليس عنده قدرة على الإنكار باليد ينكر باللسان يقول لا هذا لا يجوز، اتقوا الله! راقبوا الله! احذروا هذا الشيء! اتركوا هذا الشيء ونحو هذا، بالأساليب الحسنة التي يعني يترتب عليها ترك المنكر والقناعة بلزوم الحق، فإذا عجز باليد واللسان بقي القلب، يكره بقلبه ويعلم الله من قلبه كراهة المنكر، ولا يحضر أهله.

    1.   

    ما ينبغي على المرأة الذي توفي زوجها

    السؤال: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، أختنا تسأل سؤال آخر وتقول: إذا كانت المرأة في حالة حداد، فهل ترد على التليفون وتخرج لقضاء الحاجات الضرورية؟ وهل هناك لباس معين للمرأة التي في الحداد؟

    الجواب: نعم، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر المحادة: وهي التي توفي عنها زوجها أن تلزم البيت، تمكث في بيتها إذا تيسر ذلك حتى تكمل العدة أربعة أشهر وعشراً، إلا أن تكون حاملاً فعدتها وضع الحمل ولو وضعت بعد الموت بقليل، وعليها ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، عليها أن تترك الملابس الجميلة، تلبس ملابس عادية سواء خضراء أو سوداء أو حمراء عادية ما يتعين السواد، ملابس عادية ليس فيها جمال، هذا واحد.

    والأمر الثاني: لزوم البيت، تبقى في بيتها إلا من حاجة مثل: خروجها لشراء حاجات من السوق، خروجها للمستشفى وما أشبه ذلك، مدرسة تخرج تدرس، طالبة تخرج للطلب لا حرج، يعني: حاجة هذه حاجات.

    الثالث: لا تلبس الحلي الذهب والفضة والماس، قلائد أسورة خواتم تتركها.

    الرابع: عدم الطيب؛ لا بالبخور ولا بالأطياب الأخرى، إلا عند طهرها من الحيض لا بأس أن تتعاطى شيء عند طهرها من الحيض.

    الخامس: ترك الكحل وشبهه، يعني: التكحل الذي يزين العين؛ لأن هذا قد يسبب الفتنة، ترك الكحل ونحوه من أوصف الجمال في وجهها حتى تكمل.

    هذه خمسة: لزوم المنزل هذا واحد إلا من حاجة خروج لحاجاتها حاجة من السوق تجيبها، حاجة من المستشفى، المحكمة إذا عليها خصومة، مدرسة، طالبة.

    ثانياً: عدم الملابس الجميلة، تلبس ملابس عادية سوداء أو خضراء أو غيرها.

    الثالث: عدم الحلي لا ذهب ولا فضة ولا ماس ولا نحوه.

    الرابع: عدم الطيب، التطيب.

    الخامس: عدم التكحل.

    فهذه الأشياء المطلوبة، لكن لها أن تكلم بالتلفون، وتسلم على الناس ويسلمون عليها من محارم وغيرهم، وترد عليهم السلام، تكلم بالتلفون من شاءت إذا كان الكلام ليس فيه محذور، تكلم أقاربها، تكلم من كلم، ترد على التلفون، تصعد السطح، تخرج إلى الحوش، ما فيه شيء كل هذا لا بأس به.

    المقدم: الحمد لله.

    الشيخ: نعم.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، يسود شائعة بين عوام النساء سماحة الشيخ! أن المحتدة لا ترى القمر ولا تخرج إلى الحديقة ولا تستأنس مع جيرانها؟

    الشيخ: هذا غلط، لها أن تستأنس مع الجيران إذا جاءها الجيران زاروها الجيران تستأنس معهم وتنبسط معهم لقهوة وغيره، نعم، بالحديث الطيب، تخرج إلى الحديقة حديقة بيتها، إلى حوش بيتها، إلى السطوح السطح لحاجاتها في بيتها، وتخرج لحاجاتها الأخرى في السوق تشتري طعام تشتري حاجات لها، تروح للطبيب، للمحكمة إن كان عليها دعوى وما أشبهه، مدرسة تخرج تؤدي التدريس، طالبة لا تدع الطلب.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذا شعرت بضيق الصدر سماحة الشيخ هل لها أن تخرج للأنس مع جاراتها؟

    الجواب: إذا شعرت عليها بذكر الله، عليها بذكر الله والتسبيح والتهليل وقراءة القرآن، وتعزم جيرانها حتى يجلسون عندها يؤنسونها.

    المقدم: لكن إذا ذهبت هي؟

    الشيخ: ليس هذا من الحاجات، خروجها لهم للأنس ما هو من الحاجات.

    المقدم: إذا شعرت هي بضيقة الصدر فعليها أن تستدعي جيرانها وتذكر الله؟

    الشيخ: تجتهد في الذكر، قراءة القرآن وأشغال بيتها.

    1.   

    حكم صبغ المرأة شعر رأسها بغير السواد

    السؤال: بارك الله فيكم، تقول أختنا: هل يجوز صبغ الشعر بألوان مختلفة غير الأسود، وأيضاً إزالة الشعر الزائد من الحاجبين إذا كان شكله يشوه الوجه؟

    الجواب: صبغ الشيب يجوز، سنة صبغ الشيب بالحمرة والصفرة ونحوها أو السواد مع الحمرة مخلوط، وإنما يحرم السواد الخالص؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد)، فإذا غيرت المرأة أو الرجل الشيب بالحناء والكتم صار بين السواد والحمرة، أو بالحمرة أو بالصفرة فلا بأس، بل هذا سنة، أما تغيير الشعر بغير السواد للزينة والجمال فهذا تركه أحوط، ما نعلم فيه شيئاً، لكن تركه من باب الاحتياط؛ لأنه يخشى أن يكون من تغيير خلق الله، فالأولى ترك ذلك والأحوط، وأما التحريم فلا يظهر فيه التحريم، لكن تركه من باب الاحتياط، فالذين يصبغون الشعر بشيء يلمع أو شيء أزرق أو كذا تركه أولى، إلا الشيب فالسنة تغييره، لكن بغير السواد.

    المقدم: طيب طيب، جزاكم الله خيراً، الواقع شاع بين النساء سماحة الشيخ أن المرأة تصبغ شعرها بلون ملابسها؟

    الشيخ: هذا ما نعرف له أصلاً والأحوط تركه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك): (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه).

    1.   

    صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام

    السؤال: المستمع محمد صالح أحمد من جيزان بعث يسأل ويقول: أرجو أن توضحوا لنا كيفية صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم لتعم الفائدة، ولأننا نرى أناساً يزيدون أقوالاً أو أفعالاً، فنرجو التوضيح، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم أعدل صلاة وأكمل، فيقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي) كان يصلي صلاة فيها الطمأنينة وفيها الركود والخشوع عليه الصلاة والسلام:

    يبدؤها بالتكبير: الله أكبر، ثم يستفتح قبل القراءة، والأغلب يستفتح بقوله: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، هكذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سأله عن سكوته بعد التكبير فقال: إنه يقول هذا الدعاء، في صلاة الفريضة وهكذا النوافل، وإن استفتح بالحديث الآخر: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك) فحسن، كله طيب.

    ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ الحمد الفاتحة يقرؤها قراءة مرتلة ومطمئنة، يعطي الحروف حقها، فإذا قال: وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7]، قال: آمين، في الجهرية يجهر كالمغرب والعشاء والفجر والجمعة، وفي السر يسرها بينه وبين نفسه، ثم يقرأ ما تيسر من السور أو الآيات، كان يطول في الفجر، يقرأ من طوال المفصل، وربما قرأ بالستين آية والمائة الآية في الركعتين، وربما قرأ بـ(ق) وأشباهها كالطور والذاريات في الفجر، وربما قرأ بـ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] في الركعتين، وفي المغرب تارة بالطوال فقد قرأ بالطور في المغرب، وقد قرأ بالأعراف في الركعتين في بعض الأحيان، وقرأ بالمرسلات في المغرب، والغالب يقرأ بالقصار قصار المفصل مثل: (إِذَا زُلْزِلَتِ) (وَالْعَادِيَاتِ) و(إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ) وما أشبه ذلك: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) ، فالمؤمن يفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم تارة يطول وتارة يقرأ بالقصار في المغرب.

    وفي العشاء والظهر والعصر بالأوساط، يقرأ بالأوساط مثل: (لَمْ يَكُنِ)، مثل: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) ، (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ، (عَبَسَ وَتَوَلَّى)، وأشباه ذلك، في العشاء وفي الظهر وفي العصر، وتكون الظهر أطول بعض الشيء من العصر، هذه سنته عليه الصلاة والسلام، وفي الركوع يطمئن ولا يعجل، ويأتي بالتسبيح: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم) خمس مرات سبع مرات، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) في الركوع، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ويركد يضع يديه على ركبتيه، يسوي رأسه مع ظهره معتدل مطمئن، ثم يرفع رأسه قائلاً: (سمع الله لمن حمده) إذا كان إماماً أو منفرداً، وإن كان مأموم يرفع يقول: (ربنا ولك الحمد) أو (اللهم ربنا لك الحمد)، ثم يكمل: (حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد)، وربما زاد عليه الصلاة والسلام بعد هذا: (أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، يعني: يطول في هذا الركن يعتدل ويطمئن.

    ثم يسجد ويعتدل في السجود على أعضائه السبعة: أطراف قدميه وركبتيه وكفيه وجهه يجعل جبهته وأنفه على الأرض، ويعتدل يرفع بطنه عن فخذيه، يجافي عضديه عن جنبيه، يرفع ذراعيه عن الأرض يعتمد على كفيه، يطمئن ويقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ويكررها خمساً أو سبعاً أو عشراً ويقول: (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني)، (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره)، (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، يدعو في السجود، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في السجود ويقول عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني: حري أن يستجاب لكم، ويقول عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء).

    فالسنة أن يطمئن في السجود ويكثر من الدعاء في السجود مع قوله: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات خمس مرات سبع مرات، في الركوع: سبحان ربي العظيم، في السجود: سبحان ربي الأعلى، مع الدعاء مع قوله: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)، لا يعجل.

    ثم يجلس بين السجدتين ويطمئن ويركد ولا يعجل، يقول: (رب اغفر لي رب اغفر لي رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني)، بين السجدتين يطمئن، ويجلس على رجله اليسرى يفرشها ويجلس عليها وينصب اليمنى إذا استطاع ذلك، ثم يسجد الثانية مثل الأولى يطمئن فيها ويقول فيها مثلما قال في الأولى، هكذا صلاة النبي عليه الصلاة والسلام، وفي آخرها بعد الثنتين يجلس للتحيات يقرأ التحيات إلى قوله: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، ثم ينهض إلى الثالثة، وإن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فهو أفضل، النبي صلى الله عليه وسلم ربما نهض وربما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نهض إلى الثالثة، ثم يقرأ في الثالثة الحمد فقط، هكذا روى أبو قتادة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يقرأ في الثالثة والرابعة في الظهر والعصر بفاتحة الكتاب) في الثالثة والرابعة، وهكذا في الثالثة من المغرب، والثالثة والرابعة من العشاء بالفاتحة، وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر بعض الشيء زيادة بعض الأحيان فلا بأس؛ لحديث أبي سعيد الوارد في ذلك في الظهر خاصة، لكن الأفضل والأكثر يكون الفاتحة وحدها، لكن إن زاد في بعض الأحيان في الثالثة والرابعة من الظهر بعض الآيات أو بعض السور فلا بأس؛ لأنه ورد في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد ما يدل على أنه ربما زاد في الثالثة والرابعة من الظهر بعد الفاتحة بعض الشيء عليه الصلاة والسلام.

    ثم يجلس بعد الثالثة في المغرب، وبعد الرابعة في الظهر والعصر والعشاء، وبعد الثانية في الفجر، يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: (أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)، ويكثر من الدعاء أيضاً، يكثر من الدعاء: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، (اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر)، وإن دعا بغير ذلك فالحمد لله يدعو ما تيسر، (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم يدعو، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه)، وهذا من دعواته عليه الصلاة والسلام في التشهد الأخير قبل أن يسلم، بعد التحيات وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد قوله: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)، بعد هذا يجتهد في الدعاء بما تيسر، ثم يسلم تسليمتين: (السلام عليكم ورحمة الله) عن يمينه، (السلام عليكم ورحمة الله) عن يساره، هذا تمام الصلاة، يفتحها بالتكبير ويختمها بالتسليم، هكذا كان عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذا، وأن يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي). اللهم صل عليه وسلم.

    1.   

    حكم تنفيذ الوصية ببناء مسجد بجوار قبر

    السؤال: بعد هذا ننتقل إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع إبراهيم آدم من السودان، أخونا له أكثر من قضية في قضاياه، فيسأل في القضية الأولى ويقول: توفي قريب لي وأوصى بأن يبنى مسجد يكون محاذياً لقبره، فهل تنفذ وصيته، أم لا؟

    الجواب: لا يجوز تنفيذها، لا يبنى مساجد على القبور ولا عند القبور ولا بين القبور، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة يحذر ما صنعوا)، فالمقصود أن المساجد تكون في محلات مناسبة لأهل البلد بعيدة عن القبور، أما القبر فلا يبنى عليه ولا يبنى بين القبور مساجد، كل هذا غلط، كل هذا من أسباب الشرك نعوذ بالله، من وسائل الشرك فلا يجوز، بل هذا من أعمال اليهود والنصارى نسأل الله العافية، فالوصية هذه باطلة لا تنفذ.

    1.   

    نصيحة للمرأة حديثة العهد بالزواج

    السؤال: ما هي النصيحة التي يتوجه بها سماحتكم للنساء حديثات العهد بالزواج؟

    الجواب: نوصيهن النساء نوصي الحديثات العهد بالزواج نوصيهن بحسن الخلق وطيب العشرة مع الزوج، والتحمل لما قد يقع من تقصير من الزوج حتى تستقيم الأحوال، تكون طيبة الأخلاق، حديثها مع زوجها طيب، تقوم بواجبها في منزلها، تعتني بنفسها من جهة النظافة والطيب، والحديث الطيب مع زوجها؛ لأن هذا من أسباب ثبات الزواج وبقائه واستمراره، ونحذرها من العنف والشدة، أو عدم تنفيذ أوامره التي لا محذور فيها، بل المشروع لها أن تعتني بأوامره وتنفذها إذا كان ليس فيها محذور شرعاً، أن تكون طيبة في الكلام معه والحديث بالابتسام والضحك المناسب، وتنفيذ الأوامر وطيب المعاشرة وطيب المخالقة، مع التطيب مع النظافة، مع إكرام أهله كأمه وأخواته وأبيه ونحو ذلك، كل هذا نوصي به الزوجات الجديدات وغيرهن.

    1.   

    حسن العشرة بين الزوجين

    السؤال: سماحة الشيخ! بعض الأزواج في أول الحياة الزوجية يريد كل منهما أن يبرز شخصيته أمام الآخر، ما هو التوجيه سماحة الشيخ؟

    الجواب: الواجب العناية بهذا الأمر بدون تكلف، يحسن خلقه وتحسن خلقها، هو يحسن خلقه ويطمئن إليها ويعاشرها المعاشرة الطيبة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والجماع حسب التيسير، وكذلك في الفراش طيب الخلق وعدم التعبيس وعدم الاكفهرار، بل وجه منبسط، وكلام طيب، وإذا دخل على البيت كذلك، وإذا جلس معهم كذلك وفي الفراش من باب أولى، ويؤمن حاجات البيت من غير إسراف ولا بخل، بحسب أعراف أمثالها وأمثال أهلها، هكذا ينبغي، يكون صبور يتحرى الأمور المناسبة في المعيشة وفي الخلق معها ومع أهلها؛ لأن ذلك أقرب إلى يؤدم بينهما.

    1.   

    حكم الأذان والإقامة للمرأة وموقفها إن صلت مع زوجها

    السؤال: يسأل سماحتكم: عندما تصلي المرأة في بيتها هل تؤذن وتقيم للصلاة سراً أم جهراً؟ وهل يصح للرجل أن يصلي مع زوجته؟ إذا كان ذلك جائز فأين تقف خلفه أم عن يمينه، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: النساء ليس عليهن أذان ولا إقامة، الأذان والإقامة من اختصاص الرجال، تصلي بلا أذان ولا إقامة، وإذا صلى هو وإياها في الليل صلاة الليل، أو كان مريض وصلى هو وإياها فلا بأس، وإلا هو يجب عليه أن يصلي في الجماعة في المساجد، لكن إذا كان في صلاة الليل أو مريض لا يستطيع الصلاة في المسجد وصلى هو وإياها لا بأس، لكن تكون خلفه، ما تكون عن يمينه ولا عن شماله، موقفها خلفه في الفريضة والنافلة.

    1.   

    حكم سماع القرآن عبر المسجل في المسجد

    السؤال: من الهند المستمع محمد عالم بعث يسأل ويقول: هل يجوز سماع القرآن الكريم في أجهزة تسجيل في المسجد أو لا؟

    الجواب: إذا دعت الحاجة إلى ذلك لا بأس، إذا كان ما فيه تشويش، جماعة مجتمعين وحضروا تسجيل يسمعونه لا بأس، أما إذا كان فيه تشويش على المصلين أو القراء فلا، لكن إذا كان جماعة مجتمعين وحضروا تسجيل يسمعوا القرآن فلا حرج في ذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج: المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب.

    مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام ولكم تحية من زميلي فهد العثمان من الإذاعة الخارجية، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755781739