إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب ذكر الزيادة في الصيام والنقصان - باب صوم عشرة أيام من كل شهر

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب ذكر الزيادة في الصيام والنقصان - باب صوم عشرة أيام من كل شهرللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ورد في الأحاديث بيان فضل صيام داود عليه الصلاة والسلام، وفضل صوم عشرة أيام، أو خمسة، أو أربعة، أو ثلاثة من كل شهر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر.

    1.   

    ذكر الزيادة في الصيام، والنقصان، وذكر اختلاف الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فيه

    شرح حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر ما بقي...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الزيادة في الصيام والنقصان، وذكر اختلاف الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فيه.

    أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد حدثنا شعبة عن زياد بن فياض سمعت أبا عياض يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (صم يوما ولك أجر ما بقى. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم يومين، ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أربعة أيام، ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام: كان يصوم يوما، ويفطر يوما)].

    أورد النسائي الزيادة، والنقصان في الصيام، وأورد فيه حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، وقد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: [ (صم يوما، ولك أجر ما بقي، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك، فقال له: صم يومين ولك أجر ما بقي، قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال له: صم ثلاثا ولك أجر ما بقي، ثم قال له: صم أربعا ولك أجر ما بقي، ثم قال: صم صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما) ]، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ (صم ولك أجر ما بقي) ]، أي: أنه يؤجر ويثاب، فإما أنه يؤجر الشهر، كما جاء في بعض الروايات إذا صام يوما منه، أو إنه إذا صام يوما فيؤجر أجر عشرة أيام؛ لأنه جاء أنه يصوم يوما، وله أجر التسعة الباقية، وجاء في بعض الروايات: أنه يصوم يوما، وله أجر الشهر، يعني صم من الشهر يوما، ولك أجر ما بقي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عليه مقدارا، وهو يطلب المزيد، حتى جاء عند الأربعة فطلب الزيادة، فأرشده إلى صيام داود الذي هو صيام يوم وإفطار يوم.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر ما بقي...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].

    هو الملقب بـالزمن البصري العنزي، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد].

    هو ابن جعفر الملقب غندر البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعبة].

    هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن زياد بن فياض].

    ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [عن أبي عياض]

    هو عمرو بن الأسود العنسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.

    [عن عبد الله بن عمرو].

    وقد مر ذكره.

    شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة ...) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه حدثنا أبو العلاء عن مطرف عن ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: (ذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الصوم، فقال: صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة. فقلت: إني أقوى من ذلك. قال: صم من كل تسعة أيام يوماً، ولك أجر تلك الثمانية. قلت: إني أقوى من ذلك. قال: فصم من كل ثمانية أيام يوماً، ولك أجر تلك السبعة. قلت: إني أقوى من ذلك. قال: فلم يزل حتى قال: صم يوما وأفطر يوما)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وفيه أنه قال: (صم يوما، ولك أجر التسعة، ثم قال: من كل تسعة يوما، ولك أجر الثمانية، ثم قال: صم من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر السبعة)، ثم بعد ذلك انتهى إلى أن أرشده إلى صيام داود، وهو صيام يوم وإفطار يوم، وفيما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه يصوم يوماً وله أجر التسعة، يعني: فيه زيادة الأجر بهذا المقدار الذي هو يوم، والحسنة بعشرة أمثالها، ولهذا قال: (صم من كل تسعة يوما ولك أجر الثمانية)، يعني: ذاك الذي قبلها أفضل؛ لأن هناك واحد عن عشرة، وهنا واحد عن تسعة، يعني: هذا واحد وله أجر التسعة الباقية، وهذا له واحد من التسعة وله أجر الثمانية، فمعناه: أن ما أرشده إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، يوم واحد من عشرة أيام، والحسنة بعشر أمثالها، وذلك أهون عليه، وأخف عليه، وأرفق به، وهو الذي تمناه، وهو الذي جاء إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم إليه كثيراً وهو صيام ثلاثة أيام، وأنها كصيام الدهر، وكون الإنسان يمكن أن يداوم عليها، ولا يناله بذلك مشقة، ويذهب وحر الصدر، ويهذب النفس، ويكون الإنسان على صلة بالصيام باستمرار، لا يغفل عنه، ولا ينساه، ولكن مع ذلك لا يضره؛ لأنها ثلاثة أيام، تنفع ولا تضر، ثم كأنه صام الدهر.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة...) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].

    هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن المعتمر].

    هو المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. ولم يكن من التيميين ولكنه نزل فيهم فنسب إليهم، فهي نسبة إلى غير ما يسبق إلى الذهن.

    [عن أبي العلاء].

    هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن مطرف].

    هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن أبي ربيعة].

    لم ينسبه، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في التقريب، بل قال: (إنه هو الذي يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وإلا فهو مجهول)، وفي تهذيب التهذيب قال: (يحتمل أن يكون الذي يروي عن حفصة)، وهو الذي تقدم ذكره قبل ذلك، أي في تهذيب التهذيب.

    [الحارث بن عبد الله المخزومي].

    صدوق، أخرج له مسلم، وأبو داود في المراسيل، والنسائي. قال في التقريب: إذا لم يكن هذا فهو مجهول، لكن من المعلوم إنه جاءت الروايات الكثيرة في حديث عبد الله بن عمرو وثبوتها في إرشاده إلى الصيام.

    [عن عبد الله بن عمرو].

    وقد مر ذكره.

    شرح حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر عشرة...) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم حدثنا يزيد حدثنا حماد (ح) وأخبرني زكريا بن يحيى حدثنا عبد الأعلى حدثنا حماد عن ثابت عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صم يوماً ولك أجر عشرة، فقلت: زدني. قال: صم يومين ولك أجر تسعة، قلت: زدني قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ثمانية). قال ثابت: فذكرت ذلك لـمطرف فقال: ما أراه إلا يزداد في العمل وينقص من الأجر، واللفظ لـمحمد].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو يتعلق بإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يصوم يوماً وله أجر عشرة.

    ثم قال: (صم يومين ولك أجر تسعة).

    ثم قال: (صم ثلاثة أيام ولك أجر ثمانية).

    قال ثابت: فذكرت ذلك لـمطرف فقال: ما أراه إلا يزيد في العمل، وينقص في الأجر؛ لأنه قبل يوم واحد له أجر عشرة أيام، ومع ذلك يصوم يومين وله أجر تسعة، يعني فما أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إليه مما هو أرفق أولى من أن يزيد على ذلك زيادة تشق عليه، وقد يتمنى أنه لم يفعل، بل قد تمنى بالفعل حيث مر قوله رضي الله عنه: (لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام أحب إلي من أهلي ومالي).

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (صم يوماً ولك أجر عشرة...) من طريق ثالثة

    قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].

    هو المشهور أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن يزيد].

    هو ابن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن حماد].

    هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقا، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [ح].

    ثم أتى بـ (ح) التحويل الدالة على التحول من إسناد إلى إسناد، فروى عن شيخه أو شيخ آخر له وهو [زكريا بن يحيى السجزي]، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن عبد الأعلى].

    هو عبد الأعلى بن حماد، وهو لا بأس به، وهي تعادل صدوق، وقد أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. فالمشهور أن (لا بأس به) تعادل (صدوق)، لكن عند يحيى بن معين لا بأس به تعادل ثقة، ولهذا يقولون: لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق، فإذا قال عن شخص: أنه لا بأس به، فهو يعني بذلك أنه ثقة، ولهذا ينقل عنه في بعض الأشخاص الكبار أن يقول: لا بأس به، فمن لا يعرف اصطلاحه يظن أن هذا فيه تقليل من شأن من هو في القمة، ومن هو معروف، لكن إذا عرف أنه يريد بقوله: لا بأس به ثقة، وأن لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق، فإنه يزول منه ذلك الذي بدا له، وظهر، ولهذا يقولون: إذا ظهر السبب بطل العجب؛ لأن الإنسان يعجب من كون شخص في القمة، ويقال: لا بأس به، لكن إذا عرف أن لا بأس به تعادل ثقة، وأن السبب في ذلك أنه يطلق هذا اللفظ على ثقة، ولا يقصد ما يقصد غيره من أنه أقل من ثقة، فإنه يزول الإشكال والظن الذي يظن أن فيه تقصير في حق الشخص.

    [عن حماد].

    حماد بن سلمة، وقد مر.

    [عن ثابت].

    هو ابن أسلم البناني البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعيب بن عبد الله بن عمرو].

    منسوب إلى جده هنا؛ لأنه ينسب إلى أبيه فيقال: شعيب بن محمد بن عبد الله، ويقال: شعيب بن عبد الله كما هنا منسوباً إلى جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو الذي يأتي كثيراً في الصحيفة المعروفة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، هذا هو والد عمرو صاحب الصحيفة المشهورة التي هي صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، والتي فيها خلاف بين أهل العلم في قبولها، أو الكلام فيها، أو عدم قبولها، وعمرو يرويها عن أبيه شعيب، وشعيب يرويها عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، وعلى هذا يكون متصلاً، أما إذا فهم بأنه يرويها عن شعيب عن جده محمد يكون منقطعاً؛ لأن محمداً لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يصير من قبيل المرسل، لكن على أن شعيباً سمع جده عبد الله يكون متصلاً؛ لأنه رواية ابن عن أب، والأب يروي عن الجد، وهنا معنا في الإسناد ليس في عمرو ولكن في شعيب الذي هو والد عمرو، وهو منسوب إلى جده، وقد ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو، فعلى هذا يكون متصلاً، فهو يروي عن عبد الله ؛ لأنه ثبت سماعه منه، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وفي جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن عبد الله].

    هنا أبوه عن جده لأنه أبوه، ولهذا الحديث يقول: قال لي، ولا يمكن أن أباه يقول: قال لي؛ لأنه ما أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي هو محمد، فقوله: قال لي، هذا كلام عبد الله، وأبوه الذي هو جده، والجد أب، ويطلق عليه أب، وهو أبو الأب وإن على، كما أن أبا الأم أيضا أب وهو جد ويقال له: أب، ولهذا يطلق على الأولاد من جهة الأب والأم كلهم أولاد، وكلهم أبناء، كما جاء في حق عيسى، وأنه من أبناء إبراهيم؛ لأنه من جهة أمه يعني: الأبوة، فسواء كان من جهة أبيه أو أمه، يقال له: أب، كما أن ابن الابن أو بنت البنت يقال له أو لها: ابن.

    قال: [واللفظ لـمحمد].

    أي: شيخه الأول؛ لأن له شيخين في الإسناد: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وزكريا بن يحيى، يعني هذا اللفظ للشيخ الأول ليس للشيخ الثاني الذي هو: زكريا، فسياق لفظ الشيخ الأول محمد، أي: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وليس لفظ الشيخ الثاني الذي هو زكريا بن يحيى السجزي.

    1.   

    صوم عشرة أيام من الشهر، واختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه

    شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... قال: فصم عشراً. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك ...) من طريق رابعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم عشرة أيام من الشهر، واختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه.

    أخبرنا محمد بن عبيد عن أسباط عن مطرف عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه بلغني أنك تقوم الليل، وتصوم النهار، قلت: يا رسول الله، ما أردت بذلك إلا الخير. قال: لا صام من صام الأبد، ولكن أدلك على صوم الدهر: ثلاثة أيام من الشهر. قلت: يا رسول الله، إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم خمسة أيام. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك, قال: فصم عشرا. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم صوم داود عليه السلام: كان يصوم يوما، ويفطر يوما)].

    ثم ذكر صوم عشرة أيام، وأورد فيه حديث عبد الله بن عمرو؛ لأنه جاء فيه ذكر العشرة الأيام، فالترجمة يعني أنه ورد ذكرها، هذا هو المقصود من الترجمة في العشرة الأيام؛ لأن صيامها هو المستحب أو أنه هو الأولى؛ لأنه جاء فيه ذكر العشرة، كما سيأتي أنه يترجم عدة تراجم فيها ذكر غير هذا الرقم، لكن لكونه ورد ذكر العشرة أورده. فلما بلغه أنه يقوم الليل، ويصوم الدهر، قال: (لا صام من صام الدهر، لكن أدلك على ما هو أفضل من ذلك؟).

    وقوله: (على صوم الدهر)، أي: أن الحسنة بعشر أمثالها، صم ثلاثة أيام، أدلك على صوم الدهر تحصل أجر صيام الدهر، ولا تحصل مضرة، بخلاف كونه يصوم الدهر فيناله مضرة، ومشقة، وإذا صام ثلاثة أيام حصل ما يريد؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، (أدلك على صوم الدهر: صم ثلاثا)، يعني: وذلك صيام الدهر؛ لأن اليوم عن عشرة أيام، والحسنة بعشر أمثالها، فقال: (إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم خمسة)، زاده يومين من الشهر، يعني خمس أيام من الشهر، (قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم عشرة)، وهذا هو الذي أورده من أجله، (قال: أطيق أكثر من ذلك، قال: صم يوما، وأفطر يوما)، وانتهى عند هذا الحد، كل الروايات تنتهي إلى أنه ما يزيد عن صيام يوم وإفطار يوم الذي هو نصف الدهر.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... قال: فصم عشراً. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك...) من طريق رابعة

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبيد].

    هو محمد بن عبيد المحاربي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [أسباط].

    هو أسباط بن محمد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن مطرف].

    هو مطرف بن طريف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن حبيب بن أبي ثابت].

    ثقة، كثير التدليس والإرسال، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي العباس].

    هو السائب بن فروخ الشاعر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله].

    وقد مر ذكره.

    طريق خامسة لحديث عبد الله بن عمرو: (... قال: فصم عشراً. فقلت: إني أطيق أكثر من ذلك...) وتراجم رجال إسنادها

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن الحسين حدثنا أمية عن شعبة عن حبيب حدثني أبو العباس وكان رجلا من أهل الشام، وكان شاعراً، وكان صدوقا، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وساق الحديث].

    أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وأشار إلى أوله، ولم يذكر بقيته، وأشار إلى بقيته بقوله: وساق الحديث.

    قوله: [أخبرنا علي بن الحسين].

    هو الدرهمي، وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي.

    [أمية].

    هو أمية بن خالد، وهو صدوق، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [عن حبيب عن أبي العباس].

    قال في صفته: وكان رجلا من أهل الشام، وكان شاعرا، وكان صدوقا.

    [عن شعبة عن حبيب عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو].

    وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة. وأما هذه جملة اعتراضية فيها ذكر بيان حال أبو العباس الشاعر، وهي من كلام تلميذه، والغالب أن التلميذ هو الذي يقول هذا الكلام.

    شرح حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سادسة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة أخبرني حبيب بن أبي ثابت سمعت أبا العباس هو الشاعر، يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عبد الله بن عمرو، إنك تصوم الدهر، وتقوم الليل، وإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين، ونفهت له النفس، لا صام من صام الأبد، صوم الدهر ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر كله. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم صوم داود كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى)].

    ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وفيه ما في الذي قبله، إلا أنه ليس فيه ذكر العشرة، مع أن الترجمة للعشرة، الترجمة هي في صوم العشرة، ولعله يعني الحديث أنه فيه اختصار أو أنه اختصره، وإلا فإن الترجمة لذكر العشرة ولا ذكر للعشرة في هذه الرواية، (إذا فعلت ذلك هجمت العين).

    وقوله: (إذا فعلت ذلك)، يعني الذي هو صيام الدهر، (هجمت العين)، أي: أنها غارت بسبب الضعف والهزال، لأن العين تغور في مكانها بأن تبعد، وتتلاشى، وتضمحل؛ بسبب الهزال الذي حصل للإنسان، ومعنى تغور: تغوص، (ونفهت النفس)، يعني: تعبت وكلت بسبب كثرة الصيام ومواصلة الصيام، ولكن يدله على الصيام الذي يناسب، الذي ينفع ولا يضر، الذي يفيد ويحصل الأجر، ولا يحصل معه مشقة.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سادسة

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].

    وقد مر ذكره.

    [عن خالد].

    هو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن شعبة].

    وقد مر ذكره.

    [عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سابعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم أزل أطلب إليه حتى قال: في خمسة أيام، وقال: صم ثلاثة أيام من الشهر، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم أزل أطلب إليه حتى قال: صم أحب الصيام إلى الله عز وجل صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما)].

    أورد النسائي الحديث من طريق آخر، وهو يتعلق بالقراءة قراءة القرآن، وقد جاء في بعض الروايات: أنه يقرأ القرآن في يوم وليلة، ويصوم الدهر، فقال: (اقرأ القرآن في شهر، قال: إني أستطيع أكثر من ذلك، فلم يزل يطلب منه أنه يخبره بأنه يطيق حتى قال له: خمسة)، يعني خمسة أيام، أي يقرأ القرآن في خمسة أيام، ثم كذلك بالنسبة للصيام قال: (صم ثلاثة أيام، قال: فلم أزل أستزيده حتى قال: صم صيام داود)، والحديث الذي قبله ليس فيه (فلم أزل أستزيده)، وإنما قال: (إني أطيق أكثر من ذلك، قال: صم صوم داود).

    قال: لم أزل أستزيد قل كذا ثم قل كذا، فتدخل العشرة في الاستزادة التي تكررت، يعني: أنها كالروايات السابقة فيها ذكر الخمسة وذكر العشرة استزادة فيكون فيه دخول العشرة، وأن الحديث فيه اختصار.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو في صيام العشر كل شهر من طريق سابعة

    قوله: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن].

    هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي.

    [أخبرنا محمد بن بشار].

    هو الملقب بندار، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد].

    هو ابن جعفر الملقب غندر، وقد مر ذكره.

    [عن شعبة].

    وقد مر ذكره.

    [عن عمرو بن دينار].

    وهو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو].

    وقد مر ذكرهما.

    شرح حديث عبد الله بن عمرو: (... وصم من كل عشرة أيام ذلك أجر تسعة...) من طريق ثامنة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج قال ابن جريج: سمعت عطاء يقول: (أن أبا العباس الشاعر أخبره: أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أني أصوم وأسرد الصوم، وأصلي الليل، فأرسل إليه، ولما لقيه قال: ألم أخبر أنك تصوم، ولا تفطر، وتصلي الليل فلا تفعل، فإن لعينك حظا، ولنفسك حظا، ولأهلك حظا، وصم، وأفطر، وصل، ونم، وصم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تسعة، قال: إني أقوى لذلك يا رسول الله، قال: صم صيام داود إذا، قال: وكيف كان صيام داود يا نبي الله؟ قال: كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى. قال: ومن لي بهذا يا نبي الله؟)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، يعني بلغه أنه يصوم الدهر، ويقوم الليل، فقال له عليه الصلاة والسلام: (ألم أخبر عنك أنك تقول كذا وكذا)، وهذا فيه دليل على أن الإنسان إذا بلغه شيء، ما يبني الحكم على هذا الكلام حتى يتثبت ويتحقق، ولهذا قال: (ألم أخبر عنك أنك تقول كذا وكذا؟ فقال: بلى نعم)، يعني: فبنى عليه الكلام، ما قال مباشرة أنه الأمر كذا وكذا، وإنما قال: (ألم أخبر عنك أنك كذا وكذا؟ قال: نعم)، فأقر بالشيء الذي بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك قال له: (فلا تفعل، فإن لعينك حظا، ولنفسك..).

    قال: (فلا تفعل)، يعني: صيام الدهر، (فإن لعينك حظا)، يعني: نصيب من الحق الذي ينبغي أن يكون لها، بحيث لا تجهد ولا تتعب بصيام النهار، وقيام الليل، وإنما يكون فيه صوم، وإفطار، ونوم، وصلاة، يعني لا تكون صلاةً باستمرار، وصوماً باستمرار، ولا تركاً باستمرار، وإنما يصلي، وينام، ويصوم، ويفطر، (إن لنفسك عليك حظا)، أي: لها حق، (ولأهلك حظا).

    قوله: (صم من كل عشرة أيام يوماً ولك أجر تسعة)، معناه: يصوم ثلاثة أيام، وذلك كصيام الدهر، يعني: يصوم يوماً، وهو عن تسعة، فله أجر الباقي الذي هو تسعة، فيكون صام العشرة، وإذا صام ثلاثة أيام من الشهر صام الثلاثين يوماً، أو الشهر كله، فيكون صام الدهر، وهذا هو الذي كثر إيصاء الرسول عليه، ورغب فيه، وحث عليه؛ لأن فيه فائدة وليس فيه مضرة.

    قوله: [(إني أقوى لذلك، قال: صم صيام داود إذا، قال: وكيف كان صيام داود؟)].

    أي: نعم، وهذا فيه ذكر العشرة، يعني أنه إذا صام يوما فيكون له أجر العشرة، لكن ليس فيه ذكر العشرة، ففيه اختصار.

    (ومن لي بهذا يا نبي الله؟)، يعني: كونه يصوم صيام داود.

    وفيه أنه (لا يفر إذا لاقى)، أي: أنه يكون عنده هذا، وهذا.

    فالإشارة عائدة إليهما؛ لأنه هو يريد أكثر من صيام يوم، وإفطار يوم، لكن الجمع بينهن هذا هو الذي ورد.

    تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو: (... وصم من كل عشرة أيام ولك أجر تسعة ...) من طريق ثامنة

    قوله: [أخبرنا إبراهيم بن الحسن].

    هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن حجاج].

    هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن جريج].

    هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، هو ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عطاء].

    هو عطاء بن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي العباس الشاعر عن عبد الله]

    وقد مر ذكرهما.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755794416