إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (124)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الوقوف بعرفة ركن الحج الأعظم، ومن فاته فلا حج له، كما أن للحج واجبات، منها: الوقوف بعرفة إلى بعد الغروب، ومنها المبيت بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة يوم النحر، والحلق أو التقصير بعد جمرة العقبة، والمبيت بمنى ثلاث ليال، ورمي الجمرات الثلاث بعد زوال كل يوم من أيام التشريق. كما أن هناك سنناً مستحبات ينبغي للحاج أن يفعلها حتى يكون حجه مبروراً.

    1.   

    أحكام الوقوف بعرفة

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وبين يدي الدرس: أهنئكم جميعاً بحلول شهر رمضان، والله أسأل أن يوفقنا وإياكم لصيامه وقيامه، وأن يجعلنا فيه من المغفور لهم، اللهم اجعلنا من المغفور لهم، اللهم اجعلنا من المغفور لهم، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

    [المادة السابعة: في الركن الرابع: وهو الوقوف بعرفة:

    الوقوف بعرفة، هو الركن الرابع من أركان الحج، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( الحج عرفة )] الحديث النبوي الصحيح يقول فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( الحج عرفة )، من لم يقف بعرفة ما حجّ ولو طاف وسعى سبعين مرة، من لم يقف بعرفة ما حج ولو طاف وسعى مئات المرات.

    [وحقيقته: الحضور بالمكان المسمى عرفات، لحظة فأكثر] حقيقته: الوقوف بالمكان المسمى بعرفة. والوقوف قالوا: لحظة، فما أكثر، فمن وقف لحظة بعد صلاة الظهر من يوم عرفة فقد وقف بعرفة، وفي الليل من وقف لحظة ساعة أو ساعتين فقد وقف بعرفة [بنية الوقوف] لم يقف يبيع أو يشتري أو يأكل أو يشرب أو ينظر أو كذا .. فلو ما نوى وأقام النهار كله والليل فلا يسمى حجاً، لابد من الوقوف بعرفة بنية الوقوف بعرفة [من بعد ظهر يوم تاسع ذي الحجة إلى فجر اليوم العاشر منه] يبتدئ الوقوف من زوال الشمس، من بعد ظهر اليوم التاسع ويستمر إلى قبل الفجر من ليلة العيد، فأي ساعة وقف فيها العبد حجّ، واعتبر واقفاً إلا أن الذي يفوته الوقوف بالنهار ويقف بالليل بدون عذر عليه هدي[وله واجبات] أي: لهذا الركن واجبات [وسنن وآداب يتم بها، هي: ]

    1.   

    واجبات الحج

    [ أولاً: الواجبات وهي:]

    أولاً: الحضور بعرفة يوم تاسع ذي الحجة بعد الزوال إلى غروب الشمس

    [أولاً: الحضور بعرفة يوم تاسع ذي الحجة بعد الزوال إلى غروب الشمس] هذا واجب، لو تركه يجب عليه هدي، كمن ترك واجباً من واجبات الإحرام وجب عليه هدي، وواجبات الطواف والسعي كذلك.

    إذاً: أول الواجبات: الحضور بعرفة يوم تاسع ذي الحجة، بعد الزوال -بعد الظهر، بعدما تزول الشمس من كبد السماء وتميل إلى الغرب- إلى غروب الشمس.

    ثانياً: المبيت بمزدلفة بعد الإفاضة من عرفات ليلة عاشر ذي الحجة

    [ثانياً: المبيت بمزدلفة بعد الإفاضة من عرفات ليلة عاشر ذي الحجة].

    ثالثاً: رمي جمرة العقبة يوم النحر

    [ثالثاً: رمي جمرة العقبة يوم النحر] هذه واجبات الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة واجب، ورمي الجمرة يوم العيد -يوم النحر- واجب.

    رابعاً: الحلق أو التقصير بعد رمي جمرة العقبة

    [رابعاً: الحلق أو التقصير بعد رمي الجمرة العقبة، يوم النحر] بعدما يرمي الجمرة -والرمي هذا واجب- يحلق أو يقصر، وهذا واجب ثانٍ.

    خامساً: المبيت بمنى ثلاث ليالٍ

    [خامساً: المبيت بمنى ثلاث ليالٍ، وهي ليالي: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، أو ليلتين لمن تعجل وهما: ليلة الحادي عشر والثاني عشر] والدليل قوله تعالى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [البقرة:203].

    سادساً: رمي الجمرات الثلاث بعد زوال كل يوم من أيام التشريق

    [سادساً: رمي الجمرات الثلاث بعد زوال كل يوم من أيام التشريق الثلاثة أو الاثنين] رمي الجمرات الثلاثة: الكبرى والوسطى والصغرى، ثلاثة أيام، والاثنين لمن تعجل. هذا واجب آخر.

    1.   

    أدلة واجبات الحج

    [تنبيه: أدلة هذه الواجبات عمله صلى الله عليه وسلم، وقد قال: (لتأخذوا عني مناسككم)] فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو الدليل على هذه الواجبات؛ إذ قال: (لتأخذوا عني مناسككم)، فالوقوف بعرفة ركن الحج، لكن له واجبات:

    الواجب الأول: الوقف من الزوال إلى غروب الشمس.

    الثاني: المبيت بمزدلفة.

    الثالث: رمي الجمرة.

    الرابع: الحلق أو التقصير.

    الخامس: المبيت بمنى ثلاث ليالٍ أو ليلتين لمن تعجل.

    [وقال صلى الله عليه وسلم: (حجوا كما رأيتموني أحج)] وقد حج كما بلغكم وسمعتم [وقال عليه الصلاة والسلام: (قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم)].

    1.   

    سنن الحج

    [ثانياً: السنن ] فالواجب يجب على صاحبه ويأثم إذا تركه، والسنة من تركها لا يفوته أجر ولا يضره تركها[وهي:]

    أولاً: الخروج إلى منى يوم التروية

    [أولاً: الخروج إلى منى يوم التروية -وهو ثامن الحج- والمبيت بها ليلة التاسع، وعدم الخروج منها إلا بعد طلوع الشمس] اليوم الثامن نخرج إلى منى ونبيت بها ولا نخرج منها إلى عرفة إلا بعد طلوع الشمس، هذه سنة.

    وسمي اليوم الثامن بيوم التروية؛ لأنهم كانوا يجمعون فيه الماء للحجيج، فيعدون الماء للحجاج في هذا اليوم ليرووهم، ولابد من الانتظار في منى إلى طلوع الشمس [لصلاة خمس صلوات بها] هذا هو السر، يصلي الظهر بمنى والعصر والمغرب والعشاء والصبح، فإن تأخر بعدما دخل إلى بعد المغرب، فاتته صلاة الظهر والعصر، وإن دخل بعد الظهر فاتته صلاة الظهر وليس عليه دم؛ لأن هذه سنة ولكن فاته الأجر، فالأفضل له أن يدخل قبل الظهر ولا يخرج إلا بعد صلاة الصبح.

    ثانياً: وجوده بعد الزوال (بنمرة)

    [ثانياً: وجوده بعد الزوال بنمرة] وادي نمرة حيث يوجد المسجد المعروف بـ(مسجد نمرة)، فمن السنة أن تكون موجوداً في ذلك المكان بعد الزوال [وصلاته الظهر والعصر قصراً وجمعاً مع الإمام] من السنة أن نحضر صلاة الظهر والعصر مع الإمام في مسجد نمرة، فإذا فرغنا من صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً نمشي إلى الموقف.

    فمن هنا: الذي يصلي في نمرة ويبقى بها حتى يخرج نصف الليل ما حج؛ لأن نمرة ليست من عرفة، فعرفة لها حدود وعلامات، فإذا صلينا في نمرة الظهر والعصر واسترحنا، لابد وأن ندخل عرفة، وليس شرطاً أن نقف على جبل عرفة، بل يكفينا المنطقة كاملة، وفيها حدود مبينة بالكتابة.

    ثالثاً: إتيانه لموقف (عرفات) بعد أدائه صلاة الظهر والعصر مع الإمام

    [ثالثاً: إتيانه لموقف (عرفات) بعد أدائه صلاة الظهر والعصر مع الإمام والاستمرار بالموقف ذاكراً داعياً حتى غروب الشمس] وهذا من السنن التي لابد منها، فبعدما يصلي يدخل عرفة، يذكر الله ويدعوه حتى تغرب الشمس، فإذا غربت الشمس انتهت عرفة ومشى إلى مزدلفة.

    رابعاً: تأخير صلاة المغرب إلى أن ينزل بمزدلفة

    [رابعاً: تأخير صلاة المغرب إلى أن ينزل بجمع (المزدلفة) فيصلي المغرب والعشاء بها جمع تأخير] هذه السنة الرابعة: تأخير صلاة المغرب، فلا يصلي في عرفات ولا في طريقه إلى مزدلفة حتى يصل إلى مزدلفة فيجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير.

    خامساً: الوقوف مستقبلَ القبلة ذاكراً داعياً عند المشعر الحرام

    [خامساً: الوقوف مستقبلَ القبلة ذاكراً داعياً عند المشعر الحرام، (جبل قزح) حتى الإسفار البيّن] يسفر الجو قبل غروب الشمس بساعة أو بنصف ساعة.

    سادساً: الترتيب بين رمي جمرة (العقبة) والنحر والحلق وطواف الإفاضة

    [سادساً: الترتيب بين رمي جمرة (العقبة) والنحر والحلق وطواف الزيارة (الإفاضة_ يرتب بينهما، أولاً: رمي الجمرة، ثانياً: الحلق، ثالثاً: الطواف، فلا يطوف ثم يرمي، ولا يذبح ثم يرمي، لابد من الترتيب، فيبدأ أولاً برمي جمرة العقبة، وطواف الإفاضة يسمى طواف الزيارة؛ لأننا كنا في عرفات ومزدلفة ومنى ثم أردنا أن نزور البيت مرة ثانية، فيسمى طواف الزيارة.

    والنحر قطعاً لمن كان عنده نحر ووجب عليه أو أراد أن يتطوع، أما غير المتمتع فليس عليه واجب، لا شيء عليه، فيرمي الجمرة ويحلق ويطوف، لكن إذا كان عليه ذبح فيرتب هكذا:

    أولاً: رمي الجمرة.

    ثانياً: النحر.

    ثالثاً: الحلق.

    رابعاً: طواف الإفاضة.

    سابعاً: أداء طواف الزيارة في يوم النحر قبل الغروب

    [سابعاً: أداء طواف الزيارة في يوم النحر قبل الغروب] يطوف طواف الإفاضة قبل الغروب في يوم النحر، لا يؤخره إلى اليوم الثاني، وإن كان يجوز هذا ولكن فاتته السنة، فنحن الآن مع السنن الدالة على الفضل والأجر العظيم.

    والسنة أن تطوف طواف الزيارة أو الإفاضة يوم العيد بعدما ترمي وتنحر وتحلق أو تقصر، فتطوف طواف الإفاضة في النهار، ومن طاف في الليل فاتته السنة.

    هذه سبع سنن، من أتى بها مشى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خالف خالف.

    1.   

    آداب ومستحبات الحج

    [ثالثاً: الآداب] وهي المستحبات، والسنة أعظم، فالسنة قريبة من الواجب، فالمستحب دون السنة [وهي:]

    أولاً: التوجه من منى صباح التاسع إلى نمرة

    [ أولاً: التوجه من (منى) صباح التاسع إلى نمرة] التوجه يوم التاسع بعد طلوع الشمس من منى إلى نمرة، فيبقى في نمرة حتى يصلي الظهر والعصر جمع تقديم ثم يدخل عرفات [بطريق (ضبٍّ) لفعله ذلك صلى الله عليه وسلم ذلك] طريق ضب بمنى وهو طريق معروف للذهاب إلى عرفة، فهذا مستحب لمن استطاع وله أجر ذلك.

    ثانياً: الاغتسال بعد الزوال للوقوف بعرفة

    [ثانياً: الاغتسال بعد الزوال للوقوف (بعرفة) وهو مشروع حتى للحائض والنفساء] يغتسلون في نمرة، في خيامهم، ليدخلوا عرفات وقد اغتسلوا، فالنازلون بنمرة قبل أن يذهبوا إلى عرفات يغتسلون لينشطوا ويتأهلوا؛ فيذهبون ناشطين للدعاء والبكاء والذكر، هذا المستحب قَلّ من يأتيه.

    ثالثاً: الوقوف بموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصخرة في أسفل جبل الرحمة

    [ثالثاً: الوقوف بموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصخرة العظيمة المفروشة في أسفل جبل الرحمة الذي يتوسط عرفة] جبل الرحمة جبل يتوسط عرفة، المسافة عن يمينه وشماله وأمامه متعادلة وهو في الوسط، ومن المستحبات الوقوف بموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث وقف عند الصخرة العظيمة المفروشة في أسفل جبل الرحمة، وبعض العوام يطلعون على رأس الجبل، والسنة أن يقف تحت الجبل عند الصخرة المفروشة؛ إذ هناك وقف النبي صلى الله عليه وسلم.

    رابعاً: الذكر والدعاء والإكثار منهما حتى تغرب الشمس

    [رابعاً: الذكر والدعاء، والإكثار منهما، وهو مستقبل القبلة بالموقف حتى تغرب الشمس] من ساعة أن يدخل بعد صلاة الظهر والعصر يقف مستقبل البيت يدعو الله ويذكره حتى تغرب الشمس، وإن تعب جلس ولا حرج، لكن ما دام قادراً فنعم الموقف هذا الموقف، يستقبل الكعبة يذكر ويدعو حتى تغرب الشمس.

    خامساً: الإفاضة من (عرفة) على طريق المأزمين

    [خامساً: كون الإفاضة من (عرفة) على طريق المأزمين، لا على طريق (ضب) الذي أتى منه] لأن القدوم على طريق ضب والعودة والخروج من عرفة على طريق المأزمين، فمن أفاض من عرفة، خرج منها يمشي إلى مزدلفة من طريق يسمى بالمأزمين لا على طريق ضب الذي أتى منه، ليشهد له الطريق الأول ويشهد له الطريق الثاني.

    لطيفة: عندنا أيضاً يوم العيد عندما تخرج من بيتك إلى المسجد فإنك تذهب من طريق وتعود من طريق ثانٍ ليشهد لك الطريقان [لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من هديه أن يأتي من طريق ويرجع من طريق آخر] ممكن هذا حتى في صلاة الجمعة، أن تأخذ طريقاً للذهاب وطريقاً آخر للعودة؛ ليشهد لك الطريقان.

    ومثل هذا: صلاة الفريضة والنافلة، فنحن نصلي الفريضة في مكان من المسجد، ثم ننتقل إلى آخر لنصلي النافلة؛ ليشهد لنا المكانان.

    سادساً: السكينة في السير وعدم الإسراع فيه

    [سادساً: السكينة في السير، وعدم الإسراع فيه] السكينة في السير وعدم الإسراع فيه من عرفة إلى مزدلفة، فمن الآداب أن يمشي الحاج هادئاً ساكناً حتى يصل إلى مزدلفة [لقوله صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع}] ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا مسرعين كأنهم هاربون: {يا أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع} [والإيضاع هو الإسراع] أوضع في الشيء إذا أسرع، والخير ليس في الإسراع.

    سابعاً: الإكثار من التلبية في طريقه إلى منى وعرفات ومزدلفة

    [سابعاً: الإكثار من التلبية في طريقه إلى (منى) و(عرفات) و(مزدلفة)، و(منى) إلى أن يشرع في رمي جمرة العقبة] يخرج من منى بالتلبية إلى عرفة، ثم يخرج من عرفة يلبي إلى مزدلفة، ثم يخرج من مزدلفة يلبي إلى أن يصل منى ويرمي الجمرة وعندها تنتهي التلبية، وصيغة التلبية: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) وهو ذكر ودعاء وعبادة.

    والإكثار من التلبية ليس معناه أن لا يقطع التلبية، ولكن يكثر منها فقط؛ لأنه لا يستطيع أن يلبي طول النهار، فيكثر من التلبية في طريقه إلى منى وعرفات ومزدلفة إلى أن يشرع في رمي جمرة العقبة، فإذا شرع في الرمي انتهت التلبية؛ لأنه إذا رمى الجمرة انتهى فيستريح، فيأكل ويشرب حتى يستريح ويعود إلى بلاده.

    ثامناً: التقاط سبع حصيات من مزدلفة لرمي جمرة العقبة

    [ثامناً: التقاط سبع حصيات من (مزدلفة) لرمي جمرة العقبة] عندما ينزل بمزدلفة للاستراحة والمبيت فيها والذكر قبل ما يمشي إلى منى ليرمي الجمرة يلتقط سبع حصيات؛ إذ هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يلتقط واحد وسبعين على الأيام الثلاثة، ويكفيه السبع، وإن فعل فلا مانع، لكن المستحب أن يلتقط سبع حصيات من مزدلفة يمشي بها إلى منى وهو يلبي، فيرمي الجمرة الأولى يوم العيد.

    تاسعاً: الدفع من مزدلفة بعد الإسفار وقبل طلوع الشمس

    [تاسعاً: الدفع من مزدلفة بعد الإسفار وقبل طلوع الشمس] فيخرج من مزدلفة قبل طلوع الشمس مع الإسفار، فإذا أسفرت الشمس وما طلعت خرج من مزدلفة إلى منى -هذه آداب عجيبة!- وكثير من يفعل بها ويستطيعها، ومن طلبها وجدها، فالدفع من مزدلفة بعد الإسفار قبل طلوع الشمس.

    عاشراً: الإسراع في السير ببطن وادي محسِّر

    [عاشراً: الإسراع في السير ببطن محسِّر، وتحريك الدابة أو دفع السيارة قدر رمية حجر إن لم يخش ضرراً] بطن محسِّر هو وادٍ فيه علامات، يسمى وادي محسِّر؛ أهلك الله فيه أبرهة وجنده الذين غزوا الكعبة في هذا الوادي، فيستحب أن يسرع من وادٍ هلكت به أمة، فالذي برجليه يسرع برجليه، والذي على دابته يسرع بدابته، وصاحب السيارة كذلك، والآن قد لا يستطيع أن يسرع بالسيارة خشية أن يضر بالناس، والمسافة: قدر رمية حجر.

    الحادي عشر: رمي جمرة العقبة بين طلوع الشمس والزوال

    [الحادي عشر: رمي جمرة العقبة بين طلوع الشمس والزوال] وبعض الإخوة يرمون جمرة العقبة قبل الفجر، وبعضهم بعد الفجر، وبعضهم قبل طلوع الشمس، والسنة: أن تكون ما بين طلوع الشمس والزوال، فهذا وقتها الفاضل، ومن رمى بعد أو قبل فاته هذا المستحب وليس عليه شيء، فهذه الآداب تركها ليس عليه هدي، ولكن يفوته خير، وطلاب الأجر يعملون هذا.

    الثاني عشر: قول: (الله أكبر) مع كل حصاة يرميها

    [الثاني عشر: قول: (الله أكبر) مع كل حصاة يرميها] مع كل حصاة يكبر قائلاً: الله أكبر، هذا مستحب، ولو ما قاله فاته أجر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل هذا وحذر من تركه. وقول: الله أكبر مع كل حصاة يرميها سواء يوم العيد، أو الأيام التي بعد العيد اليومين أو الثلاثة.

    الثالث عشر: مباشرة ذبح الهدي أو شهوده حال نحره أو ذبحه

    [الثالث عشر: مباشرة ذبح الهدي أو شهوده حال نحره أو ذبحه، وقول: اللهم هذا منك وإليك، اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك، بعد أن يقول: (بسم الله والله أكبر) الواجب قولهما] فيستحب أن يقول: اللهم هذا منك وإليك، بعد أن يباشر الذبح بيده، فمن استطاع أن يذبح بيده أو ينحر فهو أفضل، وعند ذلك يقول: اللهم هذا منك وإليك، اللهم تقبل مني كما تقبلتها من إبراهيم خليلك؛ لأن إبراهيم لما أراد أن يذبح إسماعيل ذبح هناك، فبعد أن وضعه على الأرض وكانت المدية بيده، أتاه جبريل ومعه كبش أملح يقول له: خذ هذا واترك هذا. صدقة! هذه سنة إبراهيم.

    ومن آداب عرفة: مباشرة ذبح الهدي أو شهوده، فإذا لم يذبح بيده يشهد، ومعنى: يشهد أي: يشاهد من يذبح له، أو يذبح أمامه، أو ينحر إن كان مما ينحر، والذي ينحر هو البعير، والذي يذبح هو الغنم والبقر.

    الرابع عشر: الأكل من الهدي

    [الرابع عشر: الأكل من الهدي؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم يأكل من هديه، يأكل من كبد أضحيته أو هديه] يستحب للمؤمن إذا ذبح أو نحر في منى أن يأكل من هديه، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل من كبد أضحيته، وهذا لمن أخذ الشاة بيده وذبحها أو أعطاها لجزار يذبحها أمامه، أما الذي يعطي للشركة -كما هو معهود الآن- فإنه لا يستطيع هذا، فيفوته هذا الأجر.

    الخامس عشر: المشي إلى رمي الجمرات الثلاث أيام التشريق

    [الخامس عشر: المشي إلى رمي الجمرات الثلاثة أيام التشريق] يعني يمشي برجليه إلى رمي الجمرات الثلاث فلا يركب سيارة أو بهيمة، فالمشي مستحب.

    السادس عشر: قول: (اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً)

    [السادس عشر: قول (الله أكبر) مع كل حصاة، وقول: اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً] تقول: الله أكبر مع كل حصاة، وتقول: اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً، هذا دعاء مستحب.

    السابع عشر: الوقوف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى والثانية دون الثالثة

    [السابع عشر: الوقوف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى والثانية دون الثالثة] إذا رمى الجمرة الأولى يستقبل القبلة ويدعو، وإذا رمى الجمرة الثانية: يستقبل القبلة ويدعو، فإذا رمى الجمرة الأخيرة ويمشي وما يدعو [لأنه لا دعاء يستحب عندها، إذ كان صلى الله عليه وسلم يرميها وينصرف] لأن الذين يرمي يأتي من المسجد، فيبدأ برمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى ويدعو مع كل جمرة، ما عدا الأخيرة وهي جمرة العقبة التي يرميها يوم العيد، ليس فيها دعاء وإنما يرميها ويمشي.

    الثامن عشر: رمي جمرة العقبة من بطن الوادي مستقبلاً لها جاعلاً البيت عن يساره ومنىً عن يمينه

    [الثامن عشر: رمي جمرة العقبة من بطن الوادي مستقبلاً لها جاعلاً البيت عن يساره، و(منىً) عن يمينه] فلا يأتي من فوق ويرميها أو من شمالها، وإنما يقف وعن يمينه الجمرات الأخرى وعن يساره الكعبة. فيستقبل الجمرة نفسها جاعلاً البيت عن يساره، ومنى عن يمينه.

    التاسع عشر: قول المنصرف من مكة: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ..)

    [التاسع عشر: قول المنصرف من مكة: آيبون تائبون، عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم يقول ذلك عند انصرافه منها] وكان يقول هذا عند رؤيته للمدينة أيضاً، فالله هو الذي هزم الأحزاب وحده عندما تجمعوا من كل مكان وهزمهم في سلع.

    هذه هي آداب الطواف، والله نسأل أن يجعلنا ممن يقومون بها، ويثابون عليها، اللهم آمين، اللهم آمين.

    1.   

    الأسئلة

    حكم من وصل مزدلفة بعد طلوع الفجر وهو لم يصلِّ المغرب والعشاء بعد

    السؤال: إذا وصل الحاج إلى المزدلفة بعد طلوع الفجر ولم يصلّ المغرب ولا العشاء، فماذا عليه أن يفعل؟

    الجواب: الواقف بعرفة لا يصلي المغرب والعشاء بعرفة، فبمجرد أن تغرب الشمس يمشي بهدوء وسكينة حتى يصل إلى مزدلفة، ويكون عندها قد خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء، فيصلي المغرب والعشاء جمع تأخير، هذه هي السنة، وهذا هو المستحب.

    فالسائل يقول: إنه وصل بعد طلوع الفجر، تأخرت السيارة ووصل بعد طلوع الفجر إلى مزدلفة:

    أولاً: ما بات، ثم ما صلى المغرب ولا العشاء؟

    فأقول: أولاً: لا يحل له ولا يجوز ولا نفتيه أبداً بأن لا يصلي المغرب والعشاء حتى يطلع الفجر، إلا إذا كان مكتف بالحديد، فيصلي بالإيماء والإشارة. كيف يقول: لم نصلِّ؟! هذا كلام باطل.

    يبقى: كونه ما استطاع أن يبيت بمزدلفة فيعفى عنه للضرورة، أما الصلاة فلا أقول: لا يصلي، بل يجب أن يصلي، فصاحب السيارة يوقف سيارته ويصلي المغرب والعشاء، ولابد من هذا، كيف أمضى الليل كاملاً وهو في السيارة لا يصلي! هذا لا عقل له أبداً.

    حكم ترك طواف القدوم

    السؤال: من أتى إلى منى ثم إلى عرفة دون طواف القدوم، ما حكم فعله هذا؟

    الجواب: إذا كان مضطراً فلا شيء عليه، أما إذا كان مختاراً ولا يريد أن يطوف فعليه هدي، للخلاف الموجود في طواف القدوم هل هو واجب أم سنة، والجمع بين المذهبين أنه: إذا ترك الطواف لعذر فلا حرج عليه، أما إذا كان في مكة وأبى أن يطوف فعليه هدي.

    حكم إفطار المسافر من المدينة إلى مكة لأداء العمرة

    السؤال: المسافر من المدينة إلى مكة لأداء العمرة في رمضان هل له أن يفطر؟

    الجواب: إذا كان ينتفع بالإفطار أفطر، أما إذا كان لا ينتفع بالإفطار فالصيام أفضل، والإفطار يجوز؛ لأنه مسافر، فالمسافة أربعمائة كيلو تقريباً، فالمسافر مخير: إن شاء صام وإن شاء أفطر، اللهم إلا إذا كان الصيام يؤثر عليه وينقص من عمله في سفره عليه فالإفطار أفضل.

    حكم التطيب بعد الإحرام

    السؤال: فضيلة الشيخ! هل الطيب يؤثر في الإحرام؟

    الجواب: نعم. من تطيب بعدما أحرم عليه كفارة، إما إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام أو ذبح شاة.

    حكم الطيب والبخور للصائم

    السؤال: هل الطيب يؤثر في الصيام ؟

    الجواب: ما قال بهذا أحد، إلا إذا كانت غريزته وشهوته قوية، أي كان من الفحول، إذا مس الطيب هاج وطلب زوجته فلا يجوز الطيب في حقه، مكروه، فالصائم يتطيب ولا بأس، لا يضره، لكن إذا تطيب وشم رائحة طيبة فهاج وطلب زوجته فحرام عليه أن يتطيب؛ حتى لا يفسد صومه، والطيب كالبخور.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755942101