إسلام ويب

رسالة العبودية [11]للشيخ : عبد الرحيم السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تزعم الصوفية أن ذكر العامة هو ما ورد في الكتاب والسنة من الأذكار، وذكر الخاصة هو الاسم المفرد، وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر وهذا ضلال وانحراف، وللصوفية بدع عظيمة في باب ذكر الله، وكذلك باب الدعاء والاستغاثة والتوسل، وغير ذلك، فتراهم يدعون غير الله، ويستغيثون بغير الله، ويتوسلون بالموتى من الأنبياء والملائكة والصالحين، فينبغي الحذر مما هم واقعون فيه من بدع وغير ذلك مما يخالف أحكام الإسلام، وجماع الدين يتمثل في أصلين مهمين: ألا نعبد إلا الله، وألا نعبده سبحانه إلا بما شرع.

    1.   

    انحراف الصوفية في الذكر

    الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فسنكمل إن شاء الله بقية هذا الكتاب العظيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ومن زعم أن هذا ذكر العامة, وأن ذكر الخاصة هو الاسم المفرد, وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر, فهم ضالون غالطون].

    يعني: أن أهل التصوف لهم بدع عظيمة في باب ذكر الله تعالى, فهم يوردون كلمة (العامة) في مورد الانتقاص والاحتقار, يقولون: إن ذكر العامة هي الأذكار الواردة في كتب السنة المعروفة, فيدخل في هذا مثلاً الأذكار الواردة في كتاب (الأذكار) للنووي و(الوابل الصيب في الكلم الطيب) لـابن القيم ، والأذكار الواردة في الأحاديث النبوية, يعتبرون ذلك كله من أذكار العامة، ويرون أنه لا ميزة للإنسان عندما يذكر الله عز وجل بهذه الأذكار, ثم يقولون: إن الذكر الذي هو ذكر الخاصة هو ذكر الله عز وجل بالاسم المفرد, المقصود بهذا أن يذكروا الله تعالى بترديد اسم من أسمائه مثل: الله الله الله الله وهكذا، أو لطيف لطيف لطيف لطيف, أو سميع سميع, أو عليم عليم عليم عليم, وتكرير ذلك آلاف المرات, علماً أن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو بدعة ابتدعوها هم من تلقاء أنفسهم, استحسنوها وظنوا أنها حسنة وأنها مفيدة ومؤثرة.

    وقالوا: إن ذكر خاصة الخاصة الذين هم أخص من الخاصة, والذين هم علية القوم عندهم هو ذكر الله عز وجل بالاسم المضمر، وهو قولهم: هو هو هو بالأسماء المضمرة, فيرددون هذه الكلمة التي هي: هو هو هو, ويقولون: إن الذكر أفضل من الأذكار الواردة في كتب السنة, مثل: أذكار الصباح وأذكار المساء, وقول الإنسان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم, وقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. مائة مرة, وهكذا.

    أولاً: إن كل هذا لا شك أنه مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم, فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأصحابه أن يذكروا الله تعالى بالاسم المفرد: الله الله الله, أو بالاسم المضمر: هو هو هو.

    فهذه من البدع، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

    ويقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

    ويقول: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين, عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار).

    فهذه من البدع المحدثة.

    ثانياً: أنه لا قيمة لذكر لا معنى له, فعندما يقال: الله الله الله الله الله, أو هو هو هو, ما هو المعنى؟ ليس هناك معنى محدد من هذه العبارات.

    فكلمة الله الله الله هي اسم مفرد مبتدأ لا خبر له, فإن كان المقصود التعريف, يعني هو الله فهذا ليس من الذكر, بل هو من التعريف بالمعرف, وتعريف المعرف لا فائدة منه؛ ولهذا ليس هناك ما يزكي النفوس بالأذكار التي يأتون بها, مثل: الاسم المفرد أو الاسم المضمر، هذا فضلاً عن الأوراد البدعية التي يأتون بها مثل: أوراد الشاذلي , أو مجربات الدسوقي , أو غيرها من المجربات والأوراد التي يأتون بها ويبتدعون فيها, ويستغيثون فيها بغير الله عز وجل, وقد يأتون فيها بكلمات لا معنى لها ولا قيمة لها.

    هذا فضلاً عن الرقى التي هي من جنس الأدعية التي يبتدعون فيها الغرائب، مثل: مخاطبة النجوم, أو بعض الرسومات السحرية, أو نحوها وكل هذا من البدع المحدثة والعياذ بالله.

    أدلة من يجعلون الذكر بالاسم المفرد ذكر الخاصة والرد عليهم

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام:91] ].

    يعني: أخذوا من قوله: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام:91] أن الله أمر أن يقول الإنسان: الله.

    نقول: هذا استدلال في غير سياقه؛ لأن الآية لها سبق, يعني: هناك استفهام سابق, والجواب عليه هو الله, وهو جواب على سؤال وليس ذكراً, أيضاً ليس فيه ترديد, وليس فيه تكرار, ليس فيه قل: الله الله الله الله الله كما يفعلون هم.

    فهو استدلال لا قيمة له, وهكذا يستدل دائماً أهل البدع, فهم يأتون بالنصوص الشرعية ويوظفونها في غير سياقها.

    ونحن لو لاحظنا أحد العوام يأخذ من كلام مخلوق من المخلوقين بعض الجمل ويوظفها في غير سياقها, لاتهمناه بالعته والسفه والسخف والحمق, يعني: لو أن إنساناً مزح على إنسان وقال له كلمة، ثم وظفها شخص آخر في غير سياقها, لقال الناس: هذا مجنون.

    فمثلاً: لو أن شخصاً تكلم مع شخص آخر ومزح معه بأي مزحة في اسمه أو في شخصه, ثم في يوم من الأيام اختصما فجاء هذا الشخص أمام الذين يصلحون بينهما وقال: هذا في يوم من الأيام قال لي كذا وكذا, ويأتي بالكلام الذي في المزاح ويجعله في سياق الجد, لتكلم عليه الناس وذموه وعابوه, وقالوا: إنه يفهم الأمور على غير وجهها, فكيف بكلام الله عز وجل يعمل به هكذا؟!

    قال: [واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام:91] من أبين غلط هؤلاء, فإن الاسم (الله) مذكور في الأمر بجواب الاستفهام في الآية قبله، وهو قوله: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام:91].

    أي: الله هو الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى، فالاسم (الله) مبتدأ، وخبره قد دل عليه الاستفهام، كما في نظائر ذلك؛ تقول: من جاره؟ فيقول: زيد.

    وأما الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً، فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة، ولا يتعلق به إيمان ولا كفر، ولا أمر ولا نهي ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة، ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعطي القلب بنفسه معرفة مفيدة، ولا حالاً نافعاً, وإنما يعطيه تصوراً مطلقاً لا يحكم عليه بنفي ولا إثبات.

    فإن لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه, وإلا لم يكن فيه فائدة, والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره.

    وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الإلحاد، وأنواع من الاتحاد, كما قد بسط في غير هذا الموضع.

    وما يذكر عن بعض الشيوخ من أنه قال: أخاف أن أموت بين النفي والإثبات, حال لا يقتدى فيها بصاحبها].

    يعني: هذه الكلمة تذكر عن بعض الشيوخ أنه كان لا يقول: لا إله إلا الله، فإذا قيل له: لماذا؟ قال: أخشى أن أقول: لا إله ثم أموت, فإذا مت أكون قد أتيت بالنفي ولم آت بالإثبات, فيأتي بكلمة (هو).

    ولاشك أن جهل؛ لأن الإنسان لو افترضنا أنه قال: لا إله ثم مات لا يعاقب شرعاً؛ لأن هناك مانع من الموانع غير داخل في إرادته منعه من إتمام الجملة فكيف يترك ما أمر به الله وما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر الذي يزكي النفوس ويطيب القلوب إلى كلمات لا معنى لها، مثل: هو هو هو ونحو ذلك علماً أن عندنا من العلم الضروري ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك لأصحابه, ولم يعلم أصحابه ذلك.

    [فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به؛ إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه, إذ الأعمال بالنيات.

    وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتلقين الميت: (لا إله إلا الله).

    وقال: (من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة).

    ولو كان ما ذكره محذوراً لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتاً غير محمود, بل كان يلقن ما اختار من ذكر الاسم المفرد.

    والذكر بالاسم المضمر أو المفرد أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة, وأقرب إلى ضلال الشيطان؛ فإن من قال: يا هو! يا هو! أو: هو هو ونحو ذلك، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره قلبه, والقلب قد يهتدي وقد يضل].

    يعني: ليس بالضرورة أنه إذا قال: يا هو! أنه يتصور الله عز وجل, فقد يرد في قلبه شيء، وقد يأتي الشيطان ويوسوس إليه بشيء، وحينئذ يتغير خاطره ويتجه إلى شيء آخر غير الله عز وجل.

    ابن عربي الصوفي وكتابه الهو

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد صنف صاحب (الفصوص) كتاباً سماه: كتاب (الهو)].

    المقصود بصاحب الفصوص: هو ابن عربي الطائي ، وهو من زعماء الإلحاد, وكتابه اسمه (فصوص الحكم) ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رد عليه مفصل في المجلد الثاني من الفتاوى اسمه (الرد الأقوم على فصوص الحكم).

    ومن أبرز الكتب التي تبين إلحاد ابن عربي هو هذا الكتاب (فصوص الحكم).

    وهو ليس بالسهل فهو رجل فيلسوف كبير، وعالم كبير من حيث المعلومات والذكاء والقدرة على صياغة العبارة والشعر العميق, لكن ذلك كله وظفه في الإلحاد والعياذ بالله, وجاء بفلسفة يكفي أن يتصورها الإنسان ليعلم بطلانها.

    فهو يقول: هذا العالم الكبير ليس له إله خارج عنه, بحيث يكون هناك خالق ويكون هذا الكون مخلوقاً, وإنما يعتقد أن هذا الكون هو الإله، وأن الجزئيات الموجودة في الكون أجزاء من الإله, فنحن من الإله والكفار من الإله, والسماء من الإله، والأرض من الإله, والبحار من الإله, وكل شيء يعتبر عنده من الإله.

    بل إنه صرح كما نقلنا ذلك شعراً عنه أنه يقول:

    كل كلامي في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه.

    فيدخل في هذا نباح الكلاب، ونهيق الحمير، وكلام الملحدين، ونحو ذلك من الأمور السيئة.

    وهو نفسه القائل:

    العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف؟!

    إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أنى يكلف؟

    يعني: كيف يكلف؟!

    وله كتاب اسمه: (الهو) كما أشار إليه شيخ الإسلام .

    من أدلة الصوفية في ذكرهم بالاسم المضمر: (وما يعلم تأويله إلا الله) والرد عليهم

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وزعم بعضهم أن قوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7]، معناه: وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو (الهو).

    وإن كان هذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل, فقد يظن ذلك من يظنه من هؤلاء, حتى قلت مرة لبعض من قال شيئاً من ذلك: لو كان هذا كما قلته لكُتبت الآية: وما يعلم تأويل (هو) منفصلة].

    انظروا إلى العبث بكتاب الله, جاء إلى الآية وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ الكلمة (تأويله) مكتملة.

    ففصل بين كلمة (تأويل) والضمير المتصل بها وقرأها: وما يعلم تأويل هو إلا الله، يعني: ما يعلم تأويل تفسير كلمة (هو) إلا الله, مع أن المكتوب في القرآن تَأْوِيلَهُ متصلة, ولو كان المقصود كما زعمه لكانت الآية هكذا: وما يعلم تأويل هو إلا الله, لكنه كاذب.

    هذا مثل رجل ادعى النبوة, وسمى نفسه (لا) فلما قيل له: لماذا سميت نفسك (لا)؟ قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا نبي بعدي) هكذا فسرها.

    الحديث: (لا نبي بعدي) (لا) نافية للجنس, و(نبي) اسمها منصوب.

    فهذا جاء وقال: (لا نبي بعدي) يعني: كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتي نبي بعدي اسمه (لا) فاتبعوه.

    فبعض الناس يتلاعب بكتاب الله عز وجل وبكلام النبي صلى الله عليه وسلم.

    كذلك رجل اسمه (بيان) ادعى النبوة, وقال: نبوتي مكتوبة في كتاب الله, يقول الله عز وجل: هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران:138].

    فالله عز وجل يتكلم عن القرآن بقوله: هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران:138] وهذا يقول: (هذا بيان) يعني: أنا بيان للناس، يعني: رسول.

    فهؤلاء ويتلاعبون بالقرآن وبالسنة بهذه الطريقة, وهذا من العبث, لكن تصوروا أن هذا العبث قد يؤمن به أشخاص كثيرون مع الأسف من الجهال, ومع الأسف أن هذه الأمة تراجعت كثيراً عن دينها الصحيح, إلى درجة أنه يمكن لأي كاهن أو كاذب أو دجال أو محتال أن يتلاعب بها ويضحك بها.

    ولهذا تروج بضاعة الذين يتكلمون عن المغيبات كثيراً عند هذه الأمة, سواء على مستوى السحرة أو الكهنة, أو على مستوى أصحاب المذاهب المعاصرة الذين يزينون للناس الباطل، ويزعمون أن هذا هو رمز الحضارة, وأن هذا هو رمز التقدم, وأنه من ترك مثل هذا فهو رجعي متخلف، يريد أن نعيش في السنين المتأخرة, وأنه لا يمكن لنا أن نتقدم في بلادنا حتى يكون عندنا طابور من النساء الراقصات, وطابور من النساء الممثلات, وطابور من الشباب الذين يشبهون مايكل جاكسون وهكذا نخرج طوابير من السفهة والحمقى والمغفلين والمغنين, ثم بعد ذلك أعلى أكتاف هؤلاء وغيرهم سنصنع الطائرات، وسنصنع القنابل النووية, وسنصنع كل ما تحتاجه الإنسانية؟!!

    فانظروا العبث في التفكير, لكن مع هذا يوجد من يصدقهم من الناس.

    كما قال الأول:

    لكل ساقطة في الحي لاقطة وكل كاسدة يوماً لها سوق.

    يعني: لا تتصور أن الأشياء الكاسدة والساقطة لا سوق لها, لها سوق وهناك أناس كثيرون يقبلون مثل هذه السواقط.

    فتخيلوا إذا كانت الأمور الساقطة الحقيرة الواضحة البطلان لها من يقبلها, فكيف بعد هذا نقول: إنه يجوز للإنسان أن يتكلم برأيه حتى ولو كان ملحداً باسم حرية الرأي؟!

    بعض الناس اليوم ينادي بحرية الرأي, ويطالب أن تكون حرية الرأي مفتوحة بدون ضوابط شرعية, أو إذا وضعوا الضوابط الشرعية تصبح كليشة مثل الكليشات المعهودة, يعني: أن أي شيء يفعلونه يكون وفق الشريعة الإسلامية حتى لو كان مناقضاً لها من أساسها.

    فأقول: من الأمور الأساسية التي ينبغي أن ندركها أن حفظ أديان الخلق مقصد من المقاصد الشرعية، يجب على العلماء أن يحققوا هذا المقصد برد الباطل, ويجب على ولاة الأمر أن يحققوا هذا المقصد بمنع كل من يقدح في دين الله عز وجل في الصحافة أو في غيرها.

    ويجب على عموم المسلمين أن يحتسبوا على أهل المنكرات، حتى لا يضيعوا على الخلق أديانهم, وإضاعة الخلق والدين أحياناً يكون بالإفساد العقدي, وأحياناً يكون بالإفساد السلوكي والأخلاقي.

    فتضييع الدين يكون بنشر الإلحاد مثلاً في الناس, أو المذاهب الفكرية المنحرفة, أو العقائد الفاسدة، مثل: عقائد الرافضة، أو عقائد الصوفية, أو غيرها من العقائد المنحرفة.

    وتضييع الدين أيضاً يكون عن طريق الأخلاق، بفتح مجال الفساد والانحراف في كل مكان, فإذا فتح مكان من الأمكنة الجديدة تجد أن مجال الفساد فيها واسع وكبير.

    فهذا رجل يحسن الغناء تراه يجمع مجموعة من الشباب ويدربهم على الغناء معه، ويضعون لهذه المجموعة اسماً من الأسماء.

    وهذا شخص ينظم معرضاً من المعارض فيأتي بنساء ليبعن فيه، حتى يصبح هناك اختلاط، وهذا فساد في الأخلاق، وتأثير على أديان الناس؛ ولهذا مثل هذه الصور يجب أن تمنع، وأن يحتسب عليها.

    من أدلتهم على الذكر بالاسم المفرد: (قل الله ثم ذرهم) والرد عليهم

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ثم كثيراً ما يذكر بعض الشيوخ أنه يحتج على قول القائل: (الله) بقوله: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ [الأنعام:91]، ويظن أن الله أمر نبيه بأن يقول الاسم المفرد, وهذا غلط باتفاق أهل العلم؛ فإن قوله: قُلِ اللَّهُ [الأنعام:91]، معناه: الله الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى, وهو جواب لقوله: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام:91] ].

    يعني: بعض الناس فهم أن قوله: قُلِ اللَّهُ [الأنعام:91] خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم, وأنه يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: الله الله الله وهكذا, لكن الناس الآخرون لا يجوز لهم ذلك, وهذا فهم غير صحيح؛ فإن الآية لم ترد لا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لغيره أن يكرر الكلمة، وإنما جاءت في جواب سؤال, فتوظيفها في غير سياقها لا يصح.

    قال: [أي: الله الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى, رد بذلك قول من قال من المكذبين لرسول الله: مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:91]، فقال: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى [الأنعام:91]، ثم قال: قُلِ اللَّهُ [الأنعام:91] أنزله, ثم ذر هؤلاء المكذبين في خوضهم يلعبون.

    ومما يبين ما تقدم ما ذكره سيبويه وغيره من أئمة النحو: أن العرب يحكون بالقول ما كان كلاماً, ولا يحكون به ما كان قولاً, فالقول لا يحكى به إلا كلام تام، أو جملة اسمية، أو جملة فعلية, ولهذا يكسرون (إن) إذا جاءت بعد القول, فالقول لا يحكى به اسم، والله تعالى لا يأمر أحداً بذكر اسم مفرد, ولا شرع للمسلمين ذكراً باسم المفرد المجرد.

    والاسم المجرد لا يفيد شيئاً من الإيمان باتفاق أهل الإسلام, ولا يؤمر به في شيء من العبادات, ولا في شيء من المخاطبات.

    ونظير من اقتصر على الاسم المفرد: ما يذكر أن بعض الأعراب مر على مؤذن يقول: أشهد أن محمداً رسولَ الله, فقال: ماذا يقول هذا؟

    هذا الاسم، فأين الخبر عنه الذي يتم به الكلام؟].

    يعني: قال: أشهد أن محمداً رسول الله، فجعل كلمة (رسول) هنا وصفاً لمحمد وليس خبراً, لكن لو قال: أشهد أن محمداً رسولُ الله, يصبح المعنى مختلفاً تماماً, يصبح أنه يشهد أن محمداً العلم المعروف رسولُ لله عز وجل.

    ولهذا لا يتم الأذان لو قال الإنسان: أشهد أن محمداً رسولَ الله, لابد أن يقول: أشهد أن محمداً رسولُ الله, حتى يكون المعنى واضحاً.

    المقصود بالأمر بذكر اسم الله في النصوص الشرعية

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وما في القرآن من قوله: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزمل:8].

    وقوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1].

    وقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15].

    وقوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74].

    ونحو ذلك لا يقتضي ذكره مفرداً.

    بل في السنن: (أنه لما نزل قوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74] قال صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] قال: اجعلوها في سجودكم).

    فشرع لهم أن يقولوا في الركوع: سبحان ربي العظيم, وفي السجود: سبحان ربي الأعلى].

    يعني: لم يفهم أحد أنه يقول: (الله) في الركوع, أو (الله) في السجود فقط.

    ويستدل بقوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ [الواقعة:74] يعني: بالجملة كاملة.

    قال: [وفي الصحيح: (أنه كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم, وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى).

    وهذا هو معنى قوله: (اجعلوها في ركوعكم وسجودكم) باتفاق المسلمين.

    فتسبيح اسم ربه الأعلى, وذكر اسم ربه ونحو ذلك, هو بالكلام التام المفيد، كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربع - هن من القرآن-: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر).

    وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلمتان خفيفتان على اللسان, ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم).

    وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال في يومه مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, كتب الله له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي, ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد عليه، ومن قال في يوم مائة مرة: سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم, حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر).

    وفي الموطأ وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد, وهو على كل شيء قدير).

    وفي سنن ابن ماجة وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل الذكر: لا إله إلا الله, وأفضل الدعاء: الحمد لله).

    ومثل هذه الأحاديث كثيرة في أنواع ما يقال من الذكر والدعاء, وكذلك ما في القرآن من قوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ [الأنعام:121].

    وقوله: فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ [المائدة:4].

    إنما هو قول: باسم الله, وهذا جملة تامة, إما اسمية على أظهر قولي النحاة, أو فعلية، والتقدير: ذبحي باسم الله, أو: أذبح باسم الله.

    وكذلك قول القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، فتقديره: قراءتي باسم الله, أو أقرأ باسم الله، ومن الناس من يضمر في مثل هذا: ابتدائي باسم الله, أو: ابتدأت باسم الله].

    هذا كلام دقيق، فإنه إذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم, يعني: بحسب ما ذكر فيه هذا اللفظ، فبسم الله الرحمن الرحيم أؤلف مثلاً, أو بسم الله الرحمن الرحيم أقول وأتكلم, أو بسم الله الرحمن الرحيم مثلاً يبدأ أمر من الأمور.

    فيكون تقدير الفعل المضمر بحسب المناسبة, هذا هو الأدق وهذا هو الأحسن.

    قال: [والأول أحسن؛ لأن الفعل كله مفعول باسم الله, ليس مجرد ابتدائه، كما أظهر المضمر في قوله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1]، وفي قوله: بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا [هود:41]، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان ذبح قبل الصلاة, فليذبح مكانها أخرى, ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله).

    ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لربيبه عمر بن أبي سلمة : (يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك).

    فالمراد أن يقول: باسم الله, ليس المراد أن يذكر الاسم مجرداً.

    وكذلك قوله في الحديث الصحيح لـ عدي بن حاتم : (إذا أرسلت كلبك المعلم، وذكرت اسم الله فكل).

    وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل منزله، فذكر اسم الله عند دخوله وعند خروجه وعند طعامه, قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء).

    وأمثال ذلك كثير].

    يعني: أن الأدلة التي أشار إليها شيخ الإسلام مما يحتمل أن يستدلوا بها ثلاثة:

    الدليل الأول: آية الأنعام السابقة: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ [الأنعام:91].

    الدليل الثاني: الآيات الواردة في الأمر بذكر اسم الله: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزمل:8]، سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] إلى آخره.

    الدليل الثالث: هو الأمر بذكر اسم الله، مثل: قول النبي صلى الله عليه وسلم للغلام: (يا غلام: سم الله, وكل بيمينك، وكل مما يليك).

    فهذه أنواع من الأدلة التي يمكن أن يستدل بها مثل هؤلاء, وإن كان في الحقيقة أن هؤلاء لم يكن الإشكال عندهم هو بعض الآيات أو الأحاديث التي فهموها خطأ, وإنما المشكلة أعمق بكثير، فهؤلاء لا يرون الاستدلال بالنصوص الشرعية فيما يتعلق بتزكية النفوس, بل يرون أن تزكية النفوس تكون بالخلوة, وتكون بأوراد هم يبتدعونها, ومجربات يكتشفونها, والنتائج اليقينية عندهم هي الكشوف التي يتوصلون بها, وليست النصوص الشرعية.

    قال: [وكذلك ما شرع للمسلمين في صلاتهم وأذانهم وحجهم وأعيادهم من ذكر الله تعالى، إنما هو بالجملة التامة, كقول المؤذن: الله أكبر، الله أكبر, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله.

    وقول المصلي: الله أكبر, سبحان ربي العظيم, سبحان ربي الأعلى, سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد, التحيات لله.

    وقول الملبي: لبيك اللهم لبيك, وأمثال ذلك].

    المقصود بذكر الله تزكية النفوس

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فجميع ما شرعه الله من الذكر إنما هو كلام تام، لا اسم مفرد, لا مظهر ولا مضمر].

    يعني: أن الهدف من الذكر هو تزكية النفس والقرب من الله سبحانه وتعالى, فعندما يكون الدعاء أو الذكر بكلمات لا معنى لها كيف يحصل هذا المقصود؟ لا يمكن أن يحصل هذا المقصود.

    فهذا المقصود الذي هو تزكية النفس والإيمان والتقوى التي تكون في نفس الإنسان لا تتحصل إلا بكلام تام واضح المعنى بين، وأما ما عدا ذلك فلا يصلح أن يكون ذكراً؛ ولهذا الاسم المفرد ليس له معنى, وما لا معنى له لا يصح أن يكون ذكراً, ولا أن يكون مزكياً للنفوس.

    والرقى الشرعية لها مجموعة من الشروط:

    الشرط الأول: أن تكون بالكلام الشرعي الذي لا يوجد فيه أي شرك.

    الشرط الثاني: أن تكون هذه الرقية باللغة العربية.

    وقال العلماء في تعليل هذا الشرط: إنه لا بد أن تكون الرقية باللغة العربية؛ لأنه إذا كانت بلغة أجنبية فإنها مظنة ألا يكون لها معنى ظاهر، فتكون حينئذ وسيلة من الوسائل التي قد توصل إلى الشرك، وإن كان الصحيح أنه يجوز أن تكون بغير اللغة العربية؛ إذا كانت مفهومة ومعناها ظاهراً.

    الشرط الثالث: ألا يوجد فيها شيء من الشركيات, وألا تكون رقية سحرية، يعني: مرتبطة باستغاثات بالجن وبغيره.

    ولهذا شرط أهل العلم الأساسي في الرقية: أن تكون بكلام واضح بين المعنى, ليس فيه دعاء لغير الله, ولا استغاثة بغير الله سبحانه وتعالى, بحيث يكون معناها مفيداً ومؤثراً.

    المقصود بالكلمة في النصوص الشرعية واللغة العربية

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهذا هو الذي يسمى في اللغة: كلمة, كقوله: (كلمتان خفيفتان على اللسان, ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).

    وقوله: (أفضل كلمة قالها الشاعر, كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل)].

    يعني: الكلمة في لغة العرب: تطلق على الجملة المفيدة, وتطلق على الكلام, ولهذا يقولون: فلان عنده كلمة، وربما يتكلم لمدة نصف ساعة, فيصبح كلاماً وليست كلمة واحدة.

    والكلمة في اصطلاح النحويين: هي جزء من المعنى.

    قال: [ومنه قوله تعالى: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا [الكهف:5].

    وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا [الأنعام:115]].

    قال تعالى: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا [المؤمنون:100] وهي قوله: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ [المؤمنون:36] وهي جملة كاملة.

    المقصود بالحرف في لغة العرب

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأمثال ذلك مما استعمل فيه لفظ (الكلمة) في الكتاب والسنة, بل وسائر كلام العرب، فإنما يراد به الجملة التامة, كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم, فيقولون: هذا حرف غريب, أي لفظ الاسم غريب].

    يعني: الحرف في لغة العرب لا يستخدم به الجزء من الكلمة المفردة.

    فمثلاً: كلمة (محمد) في اصطلاح النحويين, الميم لوحده يعتبرونه حرفاً, والحاء حرفاً, والميم حرفاً, والدال حرفاً, لكن هناك فرق بين حروف المباني وبين أسمائها, ينبغي الاهتمام بهذا.

    يعني هناك فرق بين كلمة ما, حا, دا, مثلاً, وبين كلمة ميم, حاء, دال.

    فالأول: لا معنى له, والثاني: اسم, فالميم اسم.

    يعني: إذا جئت تصنفها تجد أنها اسم, ولهذا يختلط عند كثير من الناس كلمة حرف في لغة العرب, وبين حرف في اصطلاح النحويين.

    فأصبحت الكلمات مثل: محمد تقسم إلى حروف, يقال لك: فيها أربعة حروف, هذه تسمى حرفاً اصطلاحاً فقط, وإلا ما, حا, لا تسمى حرفاً, ليس لها معنى, لكن اسمها الذي يميزها اسم, مثل: ميم حاء دال لام.

    انظروا لام, تلاحظوا أن كلمة (ميم) مشتملة على ثلاثة أحرف بالنسبة للاصطلاح النحوي, كلمة ميم, على الما واليا والما, لكن ما, يا, لا معنى لها.

    ولهذا تجد أن كثيراً من أهل العلم يتحدثون عن الحروف فيقسمون الحروف إلى قسمين:

    حروف المباني, وحروف المعاني, هذا في الاصطلاح النحوي.

    وحروف المباني: هي هذه التي أشرت إليها, التي تسمى بالأسماء, ميم وياء وميم, مع أن اسمها اسم, لكن وجودها في الكلمة لا يطلق عليه اسم.

    وحروف المعاني: مثل: الباء أحياناً يكون لها معنى, ونحو ذلك مما يكون له معنى: وله دلالة مؤثرة تدل في السياق على معنى معين، كقوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ [المائدة:6]، فهنا تدل على الإلصاق ولهذا لو مسح الإنسان رأسه من فوق طاقيته, لا يعتبر مسحاً حتى يرفع هذه الطاقية ويلصق يده.

    هذه تسمى حروف المعاني، وهي التي ينبغي للإنسان أن يجتهد في دراستها وفهمها, وهناك كتب كثيرة يعني مثل: كتاب الرماني (الجنى الداني في حروف المعاني) وكتاب (مغني اللبيب) مثلاً لـابن هشام الأنصاري ، ففيه قسم خاص في آخر الكتاب عن هذه الحروف ذات المعنى وذات الدلالة.

    وهذه الحروف لها أهمية كبيرة بالنسبة للفقيه والمستنبط عندما يقرأ كلام الله, أو يقرأ كلام النبي صلى الله عليه وسلم, لها أهمية في فهمه للآية أو للحديث، وأحياناً يكون فيها خلاف فقهي يبنى عليها.

    يعني: مثلاً في قول الله عز وجل: وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6] هل المرفق يدخل في الغسل؟ أو لا يدخل في الغسل؟

    اختلفوا في حرف (إلى) وهو من حروف الجر المعروفة, هل تأتي بمعنى انتهاء الغاية, فاختلفوا هل انتهاء الغاية داخل فيها أو ليس بداخل فيها؟ بحيث إنه يجب غسل المرفق أو لا يجب غسله.

    وبناء على هذا يكون للحرف دلالته.

    و شيخ الإسلام رحمه الله يريد أن يقرر أن الحرف مثل الكلمة, كما أن الكلمة في اصطلاح النحويين صارت بمعنى الجزء من الجملة, وهذا ليس مراداً في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وإنما هو اصطلاح خاص الهدف منه التعليم، وكذلك الحرف معناه العام في اللغة الاسم, ولهذا الحديث المشهور: (لا أقول: (الم) حرف, ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) يعني: كثير منا يفهم أن الإنسان إذا قرأ مثلاً: (ذلك) أن له بالذال عشر حسنات وبالألف عشر، وباللام عشر, وبالكاف عشر, وهذا غير صحيح، والصحيح أن (ذلك) تعتبر حرفاً واحداً.

    فمثلاً: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29], ثلاثة حروف: (محمد) حرف، و(رسول) حرف، ولفظ الجلالة (الله) حرف.

    وأما توزيعها باعتبارها أربعة حروف فهذا غير صحيح؛ لأن الحرف الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا أقول: (الم) حرف, ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) مقصوده بالحروف التي هي الأسماء, وليس مقصوده بالحروف التي عند النحاة هي جزء من تركيبة الكلمة, لا ليس هذا المقصود, هذا اصطلاح خاص.

    ولهذا يا إخواني! أحياناً عند طلبة العلم قد تختلط الاصطلاحات الخاصة بالمعاني الشرعية اللغوية العامة, فيسقطونها عليها.

    وبعض الناس مثلاً أشكل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم).

    قال: هذا واجب، يعني: واجب باصطلاح الأصوليين, الذي هو الأمر اللازم المتحتم، الذي يترتب على تركه العقاب, وهذا غير صحيح؛ لأنه ورد في حديث جابر بن سمرة أنه قال: (من توضأ فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل).

    وهذا مبني على صحة الحديث, هل الحديث صحيح أو فيه انقطاع بين الحسن وجابر بن سمرة ؟

    لكن خلاصة القول أنه لا يصح إسقاط المصطلحات المتأخرة النحوية والأصولية والحديثية على الألفاظ الشرعية القديمة التي كانت قبلها.

    يعني: لو نظر شخص إلى معنى السنة عند الفقهاء لوجد أن ما هو معنى السنة عند الفقهاء: هو ما لا يعاقب تاركه ويثاب فاعله.

    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من رغب عن سنتي فليس مني) فعاقب على ترك السنة.

    نقول: لا, معنى السنة في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم المقصود بها طريقته العامة, بينما السنة في اصطلاح الفقهاء يراد بها المندوب, ولهذا استخدام كلمة (المندوب) حتى لا يشكل على الناس أحسن وأدق.

    وكثير من الناس أصبح يتساهل في سنن النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السبب، فينبغي إدراك هذه المسألة.

    اصطلاح النحاة على أن لفظ الحرف يختص بما جاء لمعنى

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقسم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل, وكل من هذه الأقسام يسمى حرفاً, لكن خاصة الثالث: أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل, وسمى حروف الهجاء باسم الحرف، وهي أسماء.

    ولفظ الحرف يتناول هذه الأسماء وغيرها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات, أما إني لا أقول: (الم) حرف, ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)].

    يعني: هناك فرق -يا إخوان- بين (الم) وألم.

    (ألم) كلمة واحدة, ولكن ألف لام ميم ثلاث كلمات, مع أنهما في الصورة والشكل واحد (الم) (ألم)، هذه كلمة، وهذه ثلاث كلمات, فينبغي إدراك هذه المسألة.

    قال: [وقد سأل الخليل بن أحمد أصحابه عن النطق بحرف الزاي من زيد؟ فقالوا: زاي, فقال: جئتم بالاسم وإنما الحرف (ز)].

    الشيخ: لاحظتم كيف؟ ز من زيد, والياء والدال هذه لا معنى لها, هي جزء من كلمة: (زيد)، تركبت فأصبحت زيداً, لكن إذا قلنا: زاي اسم, ياء اسم, دال اسم.

    ولهذا تلاحظون أن زاي مشتملة على الزاي والألف والياء.

    قال: [ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمى في اللغة بالحرف، يسمى: كلمة, وأن لفظ الحرف يخص لما جاء لمعنى، ليس باسم ولا فعل, كحروف الجر ونحوها.

    وأما ألفاظ حروف الهجاء، فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ، وتارة باسم ذلك الحرف.

    ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاد أنه هكذا في لغة العرب.

    ومنهم من يجعل لفظ (الكلمة) في اللغة لفظاً مشتركاً بين الاسم مثلاً وبين الجملة, ولا يعرف في صريح اللغة من لفظ (الكلمة) إلا الجملة التامة].

    يعني كأن شيخ الإسلام رحمه الله يقول: لم يرد في لغة العرب أن تسمى اللفظة الواحدة (كلمة) إلا في اصطلاح النحويين المتأخرين.

    قال: [والمقصود هنا أن المشروع في ذكر الله سبحانه، وهو ذكره بجملة تامة, وهو المسمى بـ(الكلام)، والواحد منه بـ(الكلمة)؛ وهو الذي ينفع القلوب, ويحصل به الثواب والأجر, والقرب إلى الله ومعرفته, ومحبته وخشيته, وغير ذلك من المطالب العالية، والمقاصد السامية.

    وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين.

    بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات, وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد، كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع].

    1.   

    جماع الدين أصلان

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فصل.

    وجماع الدين أصلان:

    ألا نعبد إلا الله, ولا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع، كما قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110].

    وذلك تحقيق الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله, وشهادة أن محمداً رسول الله.

    ففي الأولى: ألا نعبد إلا إياه.

    وفي الثانية: أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول مبلغ عنه, فعلينا أن نصدق خبره ونطيع أمره].

    هذان الأصلان دائماً يكررهما شيخ الإسلام عندما يتحدث عن البدع, ودائماً يربطهما بالشهادتين, بهذه الطريقة.

    قال: [وقد بين صلى الله عليه وسلم لنا ما نعبد الله به, ونهانا عن محدثات الأمور, وأخبر أنها ضلالة.

    قال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:112].

    كما أننا مأمورون ألا نخاف إلا الله, ولا نتوكل إلا على الله, ولا نرغب إلا إلى الله, ولا نستعين إلا بالله, وألا تكون عبادتنا إلا لله, فكذلك نحن مأمورون أن نتبع الرسول ونطيعه، ونتأسى به، فالحلال ما حلله, والحرام ما حرمه, والدين ما شرعه, قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [التوبة:59]، فجعل الإيتاء لله وللرسول، كما قال: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].

    وجعل التوكل على الله وحده بقوله: وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ [التوبة:59] ولم يقل: ورسوله؛ كما قال في وصف الصحابة رضي الله عنهم في الآية الأخرى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران:173].

    ومثله قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:64] أي: حسبك وحسب المؤمنين، كما قال: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36].

    ثم قال: وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ [التوبة:59].

    فجعل الإيتاء لله وللرسول, وقدم ذكر الفضل لله؛ لأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين.

    وقال: إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [التوبة:59]، فجعل الرغبة إلى الله وحده، كما في قوله: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح:7-8].

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم لـابن عباس : (إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله).

    والقرآن يدل على مثل هذا في غير موضع.

    فجعل العبادة والخشية والتقوى لله, وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله، كما في قول نوح عليه السلام: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ [نوح:3].

    وقوله: وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:52]، وأمثال ذلك.

    فالرسل أمروا بعبادته وحده، والرغبة إليه, والتوكل عليه وطاعته, والطاعة لهم، فأضل الشيطان النصارى وأشباههم فأشركوا بالله وعصوا الرسول, فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله, والمسيح بن مريم.

    فجعلوا يرغبون إليهم، ويتوكلون عليهم, ويسألونهم، مع معصيتهم لأمرهم ومخالفتهم لسنتهم؛ وهدى الله المؤمنين المخلصين لله أهل الصراط المستقيم، الذين عرفوا الحق واتبعوه، فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين فأخلصوا دينهم لله, وأسلموا وجوههم لله, وأنابوا إلى ربهم, وأحبوه ورجوه وخافوه, وسألوه ورغبوا إليه، وفوضوا أمورهم إليه, وتوكلوا عليه, وأطاعوا رسله, وعزروهم، ووقروهم، وأحبوهم، ووالوهم, واتبعوهم، واقتفوا آثارهم، واهتدوا بمنارهم.

    وذلك هو دين الإسلام الذي بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل, وهو الدين الذي لا يقبل الله من أحد ديناً إلا إياه, وهو حقيقة العبادة لرب العالمين.

    فنسأل الله العظيم أن يثبتنا عليه, ويكمله لنا, ويميتنا عليه, وسائر إخواننا المسلمين.

    والحمد لله وحده, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم]..

    بهذا يكون قد انتهينا من هذا الكتاب العظيم لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله.

    المتوفى في القرن الثامن الهجري في سنة (728هـ).

    وهذا الكتاب كما سبق أن أشرنا, أنه جواب على سؤال وفتوى في مسألة العبودية, وهذا يدل على سعة علمه رحمه الله, وعلى أهمية هذه القضية.

    فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لكل خير, وأن يرزقنا وإياكم الانتفاع بهذا الكتاب.

    وأوصي الإخوة أن يقرءوا هذا الكتاب أكثر من مرة, وأن يراجعوه في أكثر من مناسبة؛ حتى لا ينسوا ما فيه من العلم, وما فيه من الخير الكبير.

    أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لكل خير.

    1.   

    الأسئلة

    الفرق بين ابن عربي الطائي وابن العربي المالكي

    السؤال: ما هو الفرق بين ابن عربي صاحب الفصوص وبين ابن العربي المالكي ؟

    الجواب: ابن عربي بدون (أل) التعريف, هو ابن عربي الطائي وهو رجل صوفي مشهور له كتاب (فصوص الحكم) وله كتاب (الفتوحات الربانية)، وهو من الملاحدة الذين يدعون إلى وحدة الوجود.

    وأما ابن العربي بالألف واللام, بـ(أل) التعريف فهو ابن العربي المالكي عالم من علماء الأندلس, له كثير من الكتب منها: (تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي ) وله كتب أخرى مثل: (قانون التأويل) وغيره.

    وله كتاب (القبس في شرح الموطأ للإمام مالك ) وهو عالم معروف ومختلف عن ابن عربي تماماً, وليس مثله.

    تقدير الفعل في (باسم الله)

    السؤال: هل يقدر الفعل في باسم الله مقدماً أو مؤخراً؟

    الجواب: لا، الصحيح أنه يجوز أن يكون تقدير الفعل مؤخراً، ويصح أن يكون مقدماً.

    لكن بعضهم يستحسن أن يكون التقدير مؤخراً؛ لشرف اسم الله عز وجل, يعني: باسم الله قراءتي باسم الله كتابتي, أو باسم الله أكتب, أو باسم الله أقرأ؛ لأن هذا فيه فائدة وهو تقديم اسم الله عز وجل.

    فالمقصود: هو أنه لابد من وجود متعلق للجار والمجرور, والمتعلق لابد أن يكون فعلاً؛ لأن الأصل في العمل دائماً الأفعال، بينما الأسماء لا تعمل إلا بشروط وقيود.

    الأمر الثاني: هو في مسألة التقديم والتأخير, ويبدو لي أن التأخير أفضل، من حيث أن تقديم اسم الله أولى من تقديم الفعل.

    حكم الذكر الجماعي بصوت واحد

    السؤال: ما حكم الذكر الجماعي بصوت واحد؟

    الجواب: الذكر الجماعي بصوت واحد ليس من السنة، بل هو من البدع المحدثة.

    نكتفي بهذا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755981182