مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب).
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى أسئلة هذه الحلقة وصلت إلى البرنامج من المستمع (م. ل. ن) مصري يقيم في المملكة، أخونا له بعض الأسئلة، في أحدها يقول: هل يصح الحج قبل سداد الدين، وجهونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا بأس، نعم يصح الحج وإن كان الإنسان عليه دين، لكن كونه يبدأ بالدين أولى من الحج؛ لأن الحج لا يجب مع العجز، وإنما يجب مع الاستطاعة، والدين واجب القضاء، فعليك أن تبادر بالدين، إلا إذا كان عندك قدرة، تستطيع الحج وقضاء الدين جميعاً؛ فالحمد لله.
المقدم: جزاكم الله خيراً. يقول: هل ما تبقى علي من أقساط يعتبر ديناً لا يصح الحج إلا بعد تسديده؟
الشيخ: الأقساط دين يجب أداؤه في وقته، فإذا أمكنك أن تحج بمال لا يضر الأقساط، فعليك الحج والحمد لله.
الجواب: الرواتب التي شرعها الله جل وعلا مع الصلوات الخمس -وكان النبي يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام في الحضر-: اثنتا عشرة ركعة، منها أربع قبل صلاة الظهر بعد الزوال، يسلم من كل ثنتين، وثنتان بعد الظهر، تسليمة واحدة، هذه ست: ثنتان بعد المغرب.. ثنتان بعد صلاة العشاء.. ثنتان قبل صلاة الفجر، هذه هي الرواتب التي كان يحافظ عليها عليه الصلاة والسلام في الحضر، أما في السفر فكان يتركها صلى الله عليه وسلم إلا سنة الفجر، كان في السفر لا يصلي هذه الرواتب إلا سنة الفجر، فإنه كان يحافظ عليها سفراً وحضراً.
ويشرع للمؤمن مع الصلوات الخمس -سوى هذه الرواتب- أن يصلي أربعاً قبل العصر بعد دخول الوقت، أربع تسليمتين؛ لقوله صلى الله علية وسلم: (رحم الله امرأ صلى أربعاً قبل العصر) وهذه ليست راتبة، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربما صلى ثنتين قبل العصر، ربما صلى أربعاً قبل العصر، لكن ليست راتبة، ولكنها مستحبة إذا صلاها المؤمن والمؤمنة فهو أفضل، أربع قبل العصر تسليمتين، وثنتان قبل المغرب هذه مستحبة بعد الأذان وقبل الإقامة ثنتان، كذلك بعد أذان العشاء يصلي ركعتين قبل صلاة العشاء أفضل، وليست من الرواتب، لكن يستحب إذا أذن المؤذن وهو جالس في المسجد أن يقوم فيصلي ركعتين بعد المغرب، بعد أذان المغرب وبعد أذان العشاء، وإن صلى أكثر فلا بأس.
وكذلك يستحب له أن يتهجد بالليل بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل، يتهجد بما يسر الله له، ولو بركعة واحدة يوتر بها، وكل ما زاد فهو أفضل، أوتر بثلاث أو بخمس أو بسبع أو بأكثر، يسلم من كل ثنتين فهذا هو الأفضل، والأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، وإن نقص أو زاد فلا بأس، يسلم من كل ثنتين تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا بأس أن يتأخر في أداء الراتبة بعد الظهر، يمتد وقتها إلى أذان العصر، يصليها قبل العصر ولو تأخر، لكن قبل العصر، قبل دخول وقت العصر، كذا هكذا المغرب لو أخرها.. لو أخر الراتبة لم يصلها إلا قرب غروب الشفق يعني: قرب العشاء فلا بأس، لكن الأفضل أن يبادر بها قبل العوائق، هذا هو الأفضل، وإلا فوقتها يمتد إلى أن يغيب الشفق الأحمر من جهة المغرب وهو دخول وقت العشاء.
كما أن سنة الظهر البعدية يمتد إلى دخول وقت العصر، لكن إذا بادر بهذه وهذه قبل دخول وقت الذي بعدها؛ فهو الذي أولى له حتى لا يعرض له عارض، والأفضل في بيته إذا صلاها في البيت فهو أفضل، وإن صلاها في المسجد فلا بأس، لكن في البيت أفضل. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، يستوي هذا الحكم سماحة الشيخ وهذا التوجيه يستوي في حق الرجال وحق النساء ؟
الجواب: نعم عام، للرجال والنساء جميعاً، الحكم عام للرجال والنساء.
الجواب: فيه نظر، مع القدرة فيه نظر، والواجب على الحاج أن يرمي الجمرات بنفسه، وهكذا الحاجة المرأة ترمي بنفسها، إلا عند العجز لمرضها أو كونها حبلى، أو عندها رضيع لا تستطيع تركه؛ فهي معذورة أو كبيرة السن، أما مجرد التعب فتلافيه يمكن بركوب السيارات، والتقرب إلى المرجم بالسيارات.
فالأحوط لكن الفدية.. ذبيحة عن كل واحدة منكن بسبب ترك الرمي؛ لأن الوكالة بدون وجه شرعي حكمها حكم الترك، فعلى كل واحدة منكن ذبيحة تذبح بمكة للفقراء؛ بسبب عدم الرمي الذي تركتنه بدون عذر شرعي؛ لأن مجرد البعد ليس بعذر، لوجود السيارات.
المقدم: جزاكم الله خيرا، سماحة الشيخ يتعذر للسيارات الحركة في مثل هذا الموسم ما بين الجمرات والأماكن التي يقيم فيها الناس، فما هو توجيهكم؟
الشيخ: مثلما أن السيارة تشيل الرجال تشيل النساء، تقربهم، إلا إذا كان ما هناك سيارة توصل، وهي عاجزة فهي معذورة كالمريضة، إذا كان ما هناك سيارة تنقل النساء والرجل يمشي بنفسه ويبات إلى الصبح فهذا معذور، كالرجل العاجز إذا عجز يوكل.
المقدم: جزاكم الله خيرا، الواقع أنه يتعذر حركة السيارات؟
الشيخ: هذه قاعدة: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فإذا كان الرجل كبير في السن، أو عنده بعض المرض لا يستطيع المشي، وليس هناك سيارة توصله، أو المرأة كذلك؛ فالحكم واحد ليس عليهم شيء، والوكالة تجزئ.
المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، بالنسبة للزحام الشديد هل تعذر المرأة في ترك الرمي من أجل شدة الزحام سماحة الشيخ؟
الشيخ: نعم، إذا كان عليها خطر فهو عذر لها، بالتوكيل.
المقدم: توكل؟
الشيخ: نعم. وإن رمت بالليل، متيسرة بالليل عن يوم العيد وعن يوم الحادي عشر والثاني عشر؛ كفى في الليل، إذا تيسر لها من دون مشقة وخطر.
الجواب: ليست أعمالك باطلة، هذه معصية ولكن أعمالك إن شاء الله صحيحة وليست باطلة، ولكنك أخطأت في التساهل، ولو أن أهل البلد تساهلوا لا تتساهلي أنت، فإذا أن أهل البلد شربوا الخمر لا تشربي الخمر، وإذا تركوا الحجاب لا تتركي الحجاب، وإذا صاروا يغتابون الناس لا تغتابين الناس أنت، وإذا صاروا يسبون الناس لا تسبين الناس، ليسوا بقدوة، المؤمن يخالف الباطل ولو كان وحده، الجماعة من وافق الحق وإن كان وحده، فعليك بالحق، الزميه وإن كنت وحدك لا في الحجاب ولا في غيره، وفق الله الجميع.
الجواب: السنة وقت الخطبة الإنصات وترك العبث، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (من مس الحصى فقد لغى)، السنة أن يترك السواك، ويترك العبث بالحركة، ويقبل على الخطبة مستمعاً منصتاً خاشعاً، هذا هو الأولى بالمؤمن، ولو أن السواك مشروع، لكن في غير هذا المحل، مشروع عند الدخول في الصلاة وعند الوضوء، أما أثناء الخطبة الأولى ترك ذلك لأنه قد يشغله عن الاستماع المطلوب، مثلما أن مس الحصى أو شبه ذلك قد يشغله عن ذلك.
الجواب: بنت أربعة وعشرين ليست صغيرة، بل كبيرة قد تجاوزت وقت الزواج؛ فلا يجوز لوالدتك أن تمنع، ولا أن تحتج بهذه الحجة، وإذا كانت البنت راضية فزوجها ولو لم ترض أمك، يجب عليك أن تزوجها؛ لأن في ذلك عفتها والسعي في سلامة عرضها، والجمع بينها وبين الخاطب المناسب، والحمد لله، والرسول يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، والتأخر عن تزويجها مع وجود الكفء، ومع رغبتها معصية.
فالواجب عليك تنفيذ الزواج والمشورة على والدتك بالكلام الطيب، أن تسمح وأن ترضى؛ حتى يكون الأمر إن شاء الله عن رضا الجميع، فإن أبت وأصرت؛ فطاعة الله مقدمة، إذا كانت البنت راضية.
الجواب: الحكم في ذلك أن يجتهد في استعادته ويحرص على ذلك، والله جل وعلا يوفقه إذا صدق، ولا شيء عليه، الحديث الذي فيه الوعيد ضعيف، ولا حرج عليه في ذلك، إنما الوعيد فيمن نسي العمل به وتركه وأعرض عنه، أما من حفظه ونسيه أو نسي بعضه فلا شيء عليه، إنما عليه أن يجتهد ويحرص في استعادة حفظه، والله جل وعلا كتب على بني آدم النسيان، من طبيعة بني آدم النسيان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني)، أما حديث: (من حفظ القرآن ثم نسيه؛ لقي الله وهو أجذم)، فهو حديث ضعيف.
وأما قوله جل وعلا: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه:124-126]، يعني: نسي العمل والقيام بحق الله، ليس المراد نسي الألفاظ، المراد أنه أعرض عن العمل وترك العمل، نسأل الله العافية.
الجواب: الحلق يكون لشعر الولد، أما البنت فلا يشرع حلق شعرها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى)، فهذا في حق الغلام.. الحلق، أما البنت فيربى رأسها ويعتنى به.
الجواب: إذا كانت الفاتحة سليمة؛ فلا يلزمك إعادة ما زاد عليها، أما الفاتحة فلا بد أن تقرئيها قراءة صحيحة ليس فيها لحن يحيل المعنى، أما اللحن الذي لا يحيل المعنى فلا تلزم إعادتها ويعفى عنه، لو قرأت الحمد لله رب العالمين أو الحمد لله رب العالمين بالجر لا يضر أو قلت الرحمن الرحيم أو الرحمن الرحيم لا يضر هذا؛ لأن هذا اللحن لا يحيل المعنى ولا يغير المعنى.
الجواب: الصواب أنه لا يلزمه ذلك، والتوبة تكفي والحمد لله، التوبة الصحيحة النصوح تكفي والحمد لله، يقول النبي صلى الله علية وسلم: (التوبة تجب ما قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله)، وتارك الصلاة يكفر بذلك، فإذا أسلم وتاب فليس عليه إعادة، كسائر الكفار، إذا أرتد، كسائر من ارتد ثم رجع، لا يقضي.
الجواب: يستحب للمسلم والمسلمة صيام الإثنين والخميس إذا تيسر ذلك، وإذا كان لها زوج فلا بد من رضا الزوج، وستة أيام من شوال في الفطر الأول، ويستحب أيضاً صيام عشر ذي الحجة إذا تيسر ذلك من أولها إلى التاسع لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم التاسع وهو يوم عرفة، وإن صام يوماً وأفطر يوماً فهذا أفضل الصيام، صيام يوم وفطر يوم، هذا أفضل الصيام، ويستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإذا كانت أيام البيض كان أفضل: يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، هذه أفضل، وإن صامها في غير البيض فلا بأس.
الجواب: أفضلها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، يسلم من كل ثنتين، هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب عليه الصلاة والسلام، وإن صلى أكثر: عشرين أو أكثر أو أقل، فلا بأس، ولو واحدة في كل ليلة بعد العشاء أو في آخر الليل، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وهذا هو فعله صلى الله عليه وسلم في الغالب عليه الصلاة والسلام، وربما أوتر بثلاث.. ربما أوتر بخمس.. ربما أوتر بسبع ربما أوتر بتسع عليه الصلاة والسلام، لكن الأفضل والأغلب من فعله إحدى عشرة أو ثلاث عشرة.
ومن أوتر بعشرين، وصلى عشرين وأوتر بثلاث أو بواحدة، أو أوتر بثلاثين وصلى واحدة أو ثلاث، كله طيب لا حرج، ليس له حد محدود، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى)، ولم يحدد حداً في ذلك عليه الصلاة والسلام.
الجواب: يقول النبي صلى الله علية وسلم: (المسلمون على شروطهم)، فإذا تعاقدت معه على أنه يعمل معها كذا وكذا ساعة، ولا يعمل مع غيرها، والتزم بذلك، فالظاهر أنه يلزمه ذلك؛ لأن عمله مع غيرها قد يضر عملها قد يتعبه، قد يأتي وهو تعبان ما ينصح في العمل، فالحاصل أنه إذا كان التزم بالشرط؛ ليس له ذلك، والأموال التي أخذها بهذا الطريق لا تحل، لأنه أخذها بغير حق، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (المسلمون على شروطهم).
الجواب: لا يجوز تلبيس الذكور الذهب مطلقاً، ولو كان في أقل من سنتين، الذهب حل للإناث حرام على الذكور، سواء كان خواتيم أو ساعات أو غير ذلك، لا يجوز إلباس الطفل الذكر الذهب، كما لا يجوز إلباس الرجل الكبير وإنما الذهب للنساء.
الجواب: ما نعلم فيه بأساً، التنظيف بالدقيق والعلاج بالدقيق، الله جعله نعمة لنا، وننتفع به في العلاج والدواء، وتنظيف الزجاج إذا كان ينفع في ذلك.
الجواب: لا بأس بكبه في المجاري إذا كان ما فيه أرز ينتفع به، حبات يسيرة، أو شيء لا ينتفع به، أما إذا كان فيه حب، الحب يأخذه ويصب الماء الذي هو الوسخ فقط، أما الحبوب من الحنطة أو من الرز لا يلقيها في المجاري، لكن لو فات عليه حبة أو حبتين من غير قصد لا يضره.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، لكن إذا دعا الإنسان بالدعوات القرآنية من غير قصد للقراءة؛ فلا حرج، مثل الآية التي ذكرت السائلة: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، ومثل قوله سبحانه: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8]، لا حرج في ذلك بنية الدعاء.
الجواب : لا بأس بأخذ الدراهم من والدك، ولا بأس بالصدقة بها أو الانتفاع بها، لا حرج في ذلك، مع النصيحة لوالدك بالكلام الطيب.. تخويفه من الله جل وعلا.. حثه على الصلاة.. كذلك تشجيع أعمامك -إن كان لك أعمام- أو إخوة كبار ينصحونه، أو جيران جيدين ينصحونه، لا تغفلي ولا يغفل إخوانك ولا أعمامك، عليكم أن تتقوا الله فيه وأن تنصحوه، وأن تستمروا في ذلك، أما هديته فاقبلوها، لا حرج في ذلك.
الجواب: السجود يدعو فيه المؤمن بما يسر الله له، السجود يدعو فيه المؤمن والمؤمنة بما يسر الله من الدعوات الطيبة، ولو لم تنقل عن النبي صلى الله علية وسلم، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)، ثبت عنه أنه كان يدعو بهذا في السجود عليه الصلاة والسلام: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)، وإذا دعا الإنسان في السجود بغير هذا، مثل: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم اغفر لي ولوالدي -إذا كان والداه مسلمين- اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، اللهم أصلح قلبي وعملي. وما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة، ويستحب أن يقول في الركوع والسجود: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، فهو تعظيم معه دعاء، يقال في الركوع والسجود: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، ولكن الركوع لا يدعى فيه إلا بهذا فقط، الركوع محل تعظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقمن أن يستجاب لكم)، يعني: فحري أن يستجاب لكم، لكن إذا قال في الركوع: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، فهذا مشروع كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الدعوة تابعة (اللهم اغفر لي) تابعة للتعظيم؛ فلا حرج فيها.
الجواب: قراءة القرآن مشروعة في كل وقت: بعد الفجر وبعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء وفي آخر الليل، فالذي يقول لك: إنها في آخر الليل هذا غلطان جاهل، جاهل مركب لا وجه له، وعمله في قراءته بعد الفجر عمل طيب؛ لأن بعد الفجر النفس طيبة وفي راحة بعد النوم، فحرية أن تتدبري وأن تستفيدي أكثر، فالمقصود أن القراءة في جميع الأوقات كلها طيبة من ليل أو نهار، ولكن عليك.. يستحب لك أن تتحري الوقت المناسب الذي يكون خشوعك فيه أكثر، وفراغك فيه أكمل، وحضور قلبك فيه أطيب وأكمل، هذا هو الأفضل في الليل أو النهار.
وأما قراءة الكهف، تقرأ الكهف في أي وقت من الجمعة بعد صلاة الفجر أو بعد الشمس أو بعد الصلاة أو بعد العصر، كله طيب الأفضل قراءة يوم الجمعة في أي جزء من الجمعة، وأما أن يقرأ بعدها يس والملك والواقعة وما ذكرت؛ هذا لا أصل له، كل هذا ما له أصل.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر