أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!
إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي -أي: الجامع- للشريعة الإسلامية كاملة، بعقائدها وآدابها وأخلاقها وعباداتها وأحكامها، وأقول وأكرر القول: هذا كتاب جمع المسلمين، ولم يفرق بين هذا مالكي وهذا حنبلي، وهذا شافعي وهذا حنفي، بل هو كتاب جمع الشريعة الإسلامية بحق وصدق، إذ هذا الكتاب ألف من كتب المذاهب الأربعة، ولم يخرج أبداً عنهم، بل هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، قال الله وقال رسوله، ولا تقل: قال إمامي، أو أنا من بني فلان وفلان، وقد كان السلف الصالح هكذا، فهذا الكتاب دستور، ووالله لو طبق في أمة إسلامية - دولة إسلامية- تطبيقها شرعياً لسعدوا وسادوا وعزوا، وكانوا أفضل الناس على الإطلاق، هذا المنهاج، وقد ترجم إلى لغات والحمد لله، ونفع الله به، فهيا بنا ندرس ما وصلنا إليه. ونحن الآن في باب الحدود.
[ رابعاً: ما يكفر من الأقوال والاعتقادات ] فهيا نعلم ما الذي يكفر به الإنسان من الاعتقاد والقول، وبم يكفر الإنسان، ويجب أن نعلم هذا [ كل من سب الله تعالى، أو سب رسولاً من رسله، أو ملاكاً من ملائكته عليهم السلام فقد كفر ] وخرج من الإسلام.
[ وكل من أنكر ربوبية أو ألوهية الله تعالى، أو رسالة رسول من المرسلين، أو زعم أن نبياً يأتي بعد خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كفر.
وكل من جحد فريضة من فرائض الشرع المجمع عليها كالصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج أو بر الوالدين أو الجهاد مثلاً فقد كفر.
وكل من استباح محرماً مجمعاً على تحريمه معلوماً بالضرورة من الشرع، كالزنا أو شرب الخمر أو السرقة أو قتل النفس أو السحر مثلاً فقد كفر.
وكل من جحد سورة من كتاب الله تعالى أو آية منه أو حرفاً فقد كفر.
وكل من جحد صفة من صفات الله تعالى ككونه حياً، عليماً، سميعاً، بصيراً، رحيماً فقد كفر.
وكل من أظهر استخفافاً بالدين في فرائضه أو سننه أو تهكم بذلك أو احتقره، أو رمى بالمصحف في قذر أو داسه برجله إهانة له واحتقاراً فقد كفر.
وكل من اعتقد أن لا بعث أو لا عذاب ولا نعيم يوم القيامة، أو أن العذاب والنعيم معنويان فقط فقد كفر ] كفر من يعتقد هذا.
[ وكل من قال: إن الأولياء أفضل من الأنبياء، أو أن العبادة تسقط عن بعض الأولياء فقد كفر ] هؤلاء الذين يكفرون، فيجب أن نعرف هذا، وعليكم بقراءة الكتاب، وأما هكذا فإنكم تسمعون وتنسون، فعليكم بمنهاج المسلم.
[ وأدلة هذا كله الإجماع العام للمسلمين ] والمسلمون هم أهل السنة والجماعة، أصحاب رسول الله وأولادهم وأحفادهم، فالثلاثة القرون مجمعون على هذا الذي سمعتموه [ بعد قول الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]. فإن هذه الآية دالة على أن كل من أظهر استهزاء بالله أو صفاته أو شريعته أو رسوله فقد كفر ].
[ واستثنى أهل العلم من سب الله تعالى أو ] سب [ رسوله ] صلى الله عليه وسلم [ فإنه يقتل في الحال، ولا تقبل توبته ] أبداً، فبعض أهل العلم قالوا: من سب الله تعالى لا ينظر ثلاثة أيام، وإنما يقتل مباشرة [ وبعض أهل العلم يرى أنه يستتاب وتوبته تقبل فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه ] وهذا أرحم.
[ ثانياً: حكمه: حكم الزنديق أنه متى عثر عليه وعرفت حاله ] يقيناً [ قتل حداً، وقيل: يستتاب، وهو أحسن وأولى ] فيستتاب أحسن [ فإن تاب ] ورجع وقال: آمنت ولا أكذب بكذا ولا كذا وصدق فلا بأس، وهذا أولى [ وإلا قتل، وحكمه بعد موته حكم المرتد في سائر أحكامه من أنه لا يغسل ولا يصلى عليه ] ولا يدفن في مقابر المسلمين ].
[أولاً: تعريفه: الساحر: من يتعاطى السحر] يعني: يتعرف إليه ويعرفه ويتعلمه [ ويعمل به ] هذا هو الساحر.
[ثانياً: حكمه: حكم الساحر أنه ينظر في عمله] الذي يعمل فيه [ فإن كان ما يأتيه من الأعمال أو ما يقوله من الأقوال يكفر به فإنه يقتل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( حد الساحر ضربة بالسيف ). وإن كان ما يفعله أو يقوله ليس فيه ما يكفر به، فإنه يعزر ] ويضغط عليه ويستتاب كالسجن وما إلى ذلك، ولا يقتل [ فإن تاب وإلا قتل؛ لأنه لا يخلو من فعل أو قول ما يكفر به؛ لعموم قول الله تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة:102] ] فالذين يعلمون السحر يكفر صاحبهم [ وقوله عز وجل: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ [البقرة:102] ] أي: السحر والعياذ بالله.
وبعد أن سمعتم فإياكم أن تروا ساحراً وتسكتوا، وتدعوا الناس له ليعالجهم، بل يجب قتله، فيرفع إلى الحاكم والحاكم يقتله في بلادنا الطاهرة هذه، وأما في بلادكم الأخرى فاهجروه وأبعدوا الناس عنه، ولا تكلموه ولا تجلسوا معه.
الجواب: نعم؛ لأنه يظهر الإسلام ويخفي الكفر، لكن المنافقين كانوا يتعصبون ويعملون لإطفاء نور الله عز وجل الإسلام، وأما الزنديق فهو بين أمة، وليس عنده رجال ولا أمة ولا من يقاتل معه، وخوفاً منه يجحد الكفر وينطق بالإسلام، فيقال: فيه زندقة، وهو زنديق، فهو يعيش بين المسلمين، وليس عند إخوان من المنافقين ينصرونه أو يحتمي بهم، ولجهله يكذب الله أو رسوله ويسب الله ورسوله، ولا يجهر بذلك، ولكن يعرف، فإذا كشف عنه فيستتاب أو يقتل. فهو أصلاً كافر، فالذي يكذب الله ورسوله أو يسبهما كافر، وليس في ذلك شك، فهو يظهر الإيمان والإسلام.
الجواب: القتل لا يكون إلا بواسطة الحاكم، فالقاضي يصدر حكمه ويطبق هذا، وإلا لرأينا الناس يقتل بعضهم بعضاً ويقول كل أحد: وجدت ساحراً فقتلته، فلا يصح هذا أبداً، بل لا بد وأن ترفع القضية إلى الحاكم، وهو يصدر حكمه.
فافهموا هذا، فلو قلنا: يجوز لقتل كل واحد الآخر، وقال: هذا ساحر، فقد وجدته في السحر، ويحلف بالله كاذباً والعياذ بالله.
الجواب: الذي يتعاطى السحر، ويسبب ضرراً ومرضاً للزوجة أو لزوجها أو لأولادها كما هو معروف في العالم، بهذا نعرفه ونعثر عليه، فنعرف أن سبب هذا هو هذا الساحر، والناس يعرفونه بالأسباب التي قامت.
الجواب: بينا الآن إذا كان ما يتعاطاه يكفر به فهو كافر، وإذا كان ما يتعاطاه ليس فيه ما يكفر به فهو حرام عليه، لكنه ليس بكافر.
الجواب: سمعتم الدرس، ليس فيه من سب الصحابة يكفر، وإنما من سب الله أو سب رسوله، وليس من سب صحابياً؛ لأن الصاحب قد يسيء ويعمل ذنباً يسب به، لكن المعصوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس معنى هذا جواز سب الصحابة، فلا يجوز سب أي إنسان في الشارع فكيف بأصحاب رسول الله؟! فلا يسبهم والعياذ بالله إلا مجرم أو زنديق.
مداخلة: لكن ورد أن الرسول قال: ( الله الله في أصحابي )، وقال الله عز وجل: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [المائدة:119]؟
الشيخ: نعم. نقول: يجب احترام أصحاب رسول الله وتعظيمهم وإكبارهم واتباعهم وحبهم وجوباً، ليس في ذلك خلاف أبداً، ولكن لا نرفع مستواهم إلى الله ورسوله، ونقول: من سب الصاحب كفر، فهذا كذب، ولكن يعزر ويؤدب على سبه، وقد قلت: لا يجوز لكم أن تسبوا أحدكم الآن، بل لا يجوز سب صعلوك في الشارع، فهذا والله لا يجوز مطلقاً، فلا يسب مؤمن ولا مؤمنة بحال من الأحوال، وإن كان فاسقاً فاجراً.
الجواب: يجب أن يؤدب؛ لأنه لا يعتقد ذلك، فلا بد من تعزيره وتأديبه.
الجواب: إذا كان محتاجاً إلى العمل والعمل لا يسبب كفره ولا فسقه ولا فجوره يجوز، والآن ملايين المسلمين بين الكافرين يعملون معهم عملاً فقط، فيجوز العمل عند الكافرين بشرط أن لا يرضى أن يسب الله بين يديه أو رسوله، أو يلزم بشرب خمر، أو بقول الكذب، فهذا لا يجوز أبداً، فإن كان آمناً سليماً من هذا واشتغل عندي يهودي أو كافر فلا حرج.
الجواب: هذا هو الربا بعينه، ولا يجوز ولا يحل أبداً، فبعد أن جاء متبرعاً فقط لإنقاذ المؤمن قال: ولكن مع الزيادة، وهذا هو الربا والعياذ بالله.
الجواب: تقبل توبته، فإن تاب توبة نصوحاً صادقة يتوب الله عليه.
الجواب: هذا الذي نددنا به؛ إذ معناه: أننا أقررنا بوجود الساحر بيننا حتى نعالجه عنده، فهذا لا يجوز.
الجواب: لا يجوز؛ إذ بقاء الساحر حرام، فلا نرضى ببقائه ونتعلم عنه السحر أو ننظر كيف يفعل، بل بمجرد أن يقال: هذا ساحر على الحكومة أن تأخذه، ويستتاب ثلاثة أيام فإما أن يتوب أو يقتل.
مداخلة: ورد حديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه: ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ).
الشيخ: الرسول يقول: من أتاه ليتعامل معه، أما السؤال فيقول: ليتعلم السحر منه.
الجواب: العوام هذا شأنهم في الشرق والغرب من إندونيسيا إلى موريتانيا غرباً، عندما يذهب شخص إلى المدينة يقولون له: سلم لنا على الرسول، وهذا من الجهل كما قلنا لكم، فسلم على الرسول أنت وأنت في مكانك، فنحن لا نصلي ركعتين إلا ونقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته في كل صلاة نافلة وفريضة، فصاحب هذا عندما يقول له: سلم لي هذا جهل، والعياذ بالله.
الجواب: يجوز ولا حرج.
الجواب: إذا كان العلم ضرورياً كمعرفة الله وبم يعبد الله فلا يبالي بقول أبيه ولا بأمره، وإن كان علمه زائداً على ذلك وهو يعرف كيف يعبد الله، وكيف يصلي فليس هناك حاجة أن يطلب العلم الزائد ويعصي أباه، بل يطيع أباه، فإذا كان العلم فريضة كأن يكون لا يعرف الله، ولا ما يحب الله، ولا يعرف كيف يعبد الله، فلا بد وأن يطلب العلم، فإن منعه أبوه فلا قيمة لمنعه، لكن إذا كان مؤمناً وعارفاً وعالماً ويطلب العلم زيادة ومنعه أبوه وقال: لا. فيطيع أباه ولا حرج.
الجواب: لا يفعل هذا مؤمن، فإذا كان كبير السن أو أعرج أو مريضاً فلا حرج، وأما إذا كان يختار أن يصلي جالساً فهذا عيب عليه ولا ينبغي، وهو سوء أدب.
الجواب: لو قال: عقد .. زوج .. قدم، وأما أهداها فهذا كلام باطل، فإذا أهدي لك بنت لم يجز لك أن تقبلها، ولا أن تنظر إليها أيضاً، ولا أن تجلس معها، بل لا بد من عقد شرعي، وعند ذلك لا بأس أن تجامعها وتجلس معها.
والهدية هذه هي ما يعرف عندنا في الإسلام بالشغار، والشغار هو: أن نتبادل، أي: أن تعطيني ابنتك وأنا أعطيك ابنتي بلا مهر مقابل هذا، أو أن تعطيني أختك وأعطيك أختي، هذا هو الشغار، وصاحبه ملعون، وهو محرم بالإجماع.
مداخلة: ولكن هذا ليس شغاراً يا شيخ! فهو أعطاه ابنته؟
الشيخ: هذا هدية مجاناً.
مداخلة: وإذا أعطاها شيئاً وأخذها؟
الشيخ: لابد من عقد جديد.
مداخلة: وألفاظ العقد: زوجتك، وأنكحتك.
الشيخ: يقول: أزوجك يا أخي! بابنتي، فتعال نعقد عليها، والمهر كذا وكذا. نعم.
الجواب: الرسول قضى اثني عشر يوماً وهو يقصر في عرفات وفي منى وفي مكة، فإذا كنت مسافراً فقصر، ولما قصر الرسول في مكة قال لأهل مكة: ( أتموا صلاتكم بعدي ). وسلم مع المسافرين وقال لهم: ( أتموا صلاتكم بعدي، فإني مسافر ).
الجواب: البيان أيها الأبناء والأحباب والإخوان! القران: لما يغتسل المحرم ويلبس الإزار والرداء ويصلي ركعتين عند المقام، يقول: لبيك اللهم لبيك حجاً وعمرة ويمشي يلبي، فإذا دخل مكة طاف طواف القدوم وسعى، ثم يبقى على إحرامه لا يتحلل ولو عشرين يوماً ولو شهراً، فإذا حج وعاد من الحج وطاف طواف الإفاضة وبات أيام منى تحلل، هذا القران، يجمع بين الحج والعمرة بكلمة: لبيك حجاً وعمرة.
والإفراد: أن يقول: لبيك اللهم لبيك حجاً، فيدخل حاجاً، فيطوف ويسعى يبقى محرماً ولو شهراً حتى يقف بعرفة ويكمل الحج، هذا المفرد.
والتمتع: أن ينوي العمرة أولاً قائلاً: لبيك اللهم لبيك عمرة، فيدخل مكة فيطوف ويسعى ويقصر شعره ويلبس لباسه ويبقى في مكة ينتظر الحج ويحج من نفس الوقت، هذا المتمتع، وعليه هدي ذبح شاة، أو صيام عشرة أيام إن عجز. هذا هو التمتع والإفراد والقران.
الجواب: صلاتها في بيتها أفضل، ولكن إذا كان المسجد فيه دروس وعلم فتخرج إلى المسجد، فهذا أفضل لها؛ لتسمع العلم، كما كان أزواج الرسول وأصحابه يسمعون.
الجواب: لا يجوز، وعليك قضاء كل يوم فعلت هكذا، والذي يجوز بإذن رسولنا صلى الله عليه وسلم هو أنك إذا أخذت تشرب وقال المؤذن: الله أكبر فكمِّل شربك، فإذا بدأت تشرب قبل بداية الأذان وأنت عطشان وأخذ المؤذن يؤذن فواصل شربك حتى ترتوي، بهذا أذن لنا الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم.
الجواب: لا يجوز إلا عند الخطبة، فإذا أردت أن تتزوجها فيدخلك أبوها فتشاهدها وهي جالسة معه، أو أن تجلس مع أبيها وأخيها وتمر هي بين أيديكم، أو تقدم لكم شاياً أو طعاماً، فتشاهد طولها وقصرها وبياضها وسوادها، وأما أنك تنظر إليها قبل الخطبة فلا يجوز.
مداخلة: لكن جابر يقول: كنت أتخبأ لها خلف الشجرة، والرسول يقول: ( فلينظر إليها ).
الشيخ: إذا خطب ينظر، وأما قبل الخطبة فهو نظر إلى المحرمات، فلا يجوز أبداً.
الجواب: يجوز، فهي ليست عبادة، فيجوز أن يقول: استوينا وقمنا لله رب العالمين، ولا حرج، ولكن لا يرفع بها صوته، ويحدث بها حدثاً.
الجواب: يا معشر المستمعين! بلغنا أن الشباب يدخنون، ويشربون المحرمات، ويلهون ويلعبون بأدوات الرقص والشطح، وهم ضائعون، فننصح بأن تأتوا بهم إلى العلم؛ لأن فسقهم سببه والله الجهل، فهم ما آمنوا ولا اطمأنوا ولا عرفوا، فعلينا أن نتعاون معهم ونأتي بهم إلى حلق العلم في المسجد النبوي وفي غيره، فإذا عرفوا تابوا، لكن عدم المعرفة هو الذي ورطهم في هذا الباطل والمنكر والعياذ بالله تعالى، فهم مبعدون عن المسجد، فادعوهم إلى حلق العلم؛ ليعلموا، فمن علم عمل، واسمعوا قول الله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]. أما الجهال فلا يخشون الله، فهم لم يعرفوه، فلندعوهم إلى حلق العلم .. إلى طلب العلم .. إلى مجالسة العلماء .. إلى مجالسة الصالحين، فبهذا يطهرون ويطيبون، وأما وهم شاردون هكذا مع سماع الأباطيل والصحف والمجلات والباطل فهم هلكى والعياذ بالله.
الجواب: أعوذ بالله، ونبرأ إلى الله، فهذه البنت لها أب ولها أم، فكيف يسمحا لها أن تشيش أو تدخن؟ فإذا كان هذا حراماً على الرجال فهو على النساء من باب أولى وأشد حرمة والعياذ بالله. وهذه أصابع اليهود يريدون بها أن يطفئوا هذا النور، فهم ينشرون الفسق والفجور في ديار الإيمان؛ لينتهي الطهر والصفاء، فلنقطع أصابع اليهود هذه، ولا نستجيب لهم أبداً لا في مجلة ولا في صحيفة ولا في إذاعة ولا تلفاز أبداً، ولنعبد الله ونستقيم على عبادته، حتى نحفظ هذا النور بين أيدينا.
اللهم يا حي يا قيوم! يا حي يا قيوم! يا حي يا قيوم! من أراد أن يطفئ هذا النور بيننا فأطفئه يا رب العالمين! وأهلكه يا حي يا قيوم!
اللهم أبق هذه البلاد طاهرة نقية على حكومة الإسلام يا رب العالمين! رايتها لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى تقوم الساعة.
اللهم أهلك من أراد هلاكها، اللهم دمرهم وأنزل بهم بلاءك يا رب العالمين!
وصل اللهم على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر